قصة عضة فار الجزء الخامس والاخير

عضة فار الحلقه الخامسه. عضة فار 5
عضة فار الجزء الخامس
عضة فأر الجزء الخامس والأخير
الدكتور خالد طالع بيجري ناحية العناية..
وصل هناك، ودخل جوة، بيبص حواليه عايز يشوفها فين، لأنه ميعرفش هي على أي سرير في العناية.
سأل نسرين الممرضة، شاورت له ع المكان، ومشى ناحيتها..
كانت بتعيط، ومش واخدة بالها انه هو ..
بص عليها، بيحاول ينادي اسمها علشان تلتفت له..
مش عارف ينطق، الكلام محشور في حنجرته مش قادر ينطق..
لحظة ارتباك غريبة، وارتعاشة في الجسم، وشه مخطوف، بقى زي التلميذ الخايب اللي رايح ياخد عقابه في مكتب مدير المدرسة..
أو المتهم في قضية، ومتقيد بكلابشات حديد، وواقف قدام النيابة علشان التحقيق..
لحظة خيبة .. واحساس بالضعف .. وخوف من عواقب نظرتها ليه..
بدأ يتسجمع قوته، ويسحب نفس عميق، علشان ينطق اسمها في لحظة خروج النفس من جواه تاني..
_ غادة..
(غادة سمعت صوته، رفعت دماغها فجأة، وبصت عليه، صمت رهيب .. مش بترد عليه، وهو زي الطفل الخايب مش عارف يتكلم، بيحاول يكسر الصمت بأي كلام)
_ ازيك يا غادة؟
(غادة بتبص عليه، والعين متركزة في وشه، مش بتتحرك يمين ولا شمال، ومعندهاش كلام تجاوب بيه)
_ غادة أنا بكلمك .. عاملة ايه؟
(مفيش فايدة، غادة مش بترد، مش بتتكلم، مش مهتمة بوجوده أصلا)
_ أنا سمعت انك متضايقة وبتبكي، جيت أشوفك، انتي كويسة؟
(غادة بمتنهى البرود بتبص له وترد عليه)
_ كويسة
_ بتبكي ليه؟ حد زعلك في حاجة؟
_ لا أبدا .. متشكرة لسؤال حضرتك..
_ متشكرة؟ وحضرتك؟ ايه اللهجة الغريبة دي يا غادة؟
_ لهجة ايه اللي غريبة يا دكتور؟
_ انتي عمرك ما قلتي لي حضرتك، ولا حتى يا دكتور دي..
_ أنا لما كنت أعرف حضرتك، كنت حضرتك لسة طالب، بس دلوقتي حضرتك دكتور، ولكل مقام مقال يا فندم
(خالد ارتبك .. عايز يخرج من الموضوع ده بأي حاجة)
_ أخبار صحتك ايه النهاردة؟ التقارير بتقول انك بقيتي كويسة..
_ حضرتك هتعرف أخبار صحتي أكتر مني، أكيد زمايلك الدكاترة بيبلغوك أخباري أول بأول، وبشكر حضرتك على اهتمامك ده..
(خالد بيحاول يقعد على طرف السرير، ويكمل كلامه .. بس غادة صدته بقوة)
_ بعد إذن حضرتك يا دكتور .. مينفعش تقعد كده، أكيد حضرتك عارف الأصول.
(خالد حس بالحرج الشديد، واستعاد اتزانه بسرعة)
_ أنا آسف..
_ ولا يهم حضرتك .. بس أكيد انت مقدر اني ست متجوزة..
_ تمام.. ممكن أعرف كنتي تبكي ليه؟
_ عادي .. مفيش حاجة.
_ مفيش حاجة ازاي؟ انتي كنتي منهارة..
_ ولا حاجة .. أديني ساكتة اهو .. شكرا لاهتمامك..
(خالد كان مستغرب خالص من ردودها، مكنش متوقع كده، ده كان خايف يظهر لها علشان متتعبش)
_ هو انا مضايقك في حاجة يا غادة؟
_ لا أبدا وهتضايق من حضرتك ليه؟
_ مش عارف، لأن مقابلتك ليا دي مش اللي هي..
_ وعايزني أقابلك ازاي يعني؟ أغني لك؟ أجري عليك وأحضنك وأقولك وحشتني؟ مالها مقابلتي مش فاهمة؟
(خالد بص حواليه، الناس هتبدأ تركز معاه بسبب ثورتها العارمة دي، راح شاورلها بإيده كإنه بيقول لها خلاص خلاص اسكتي، وملامح وشه كان باين عليها الإهانة)
_ أنا هنزل تحت يا غادة، أو يا مدام غادة، وأتمنالك الشفاء الكامل..

سامح وصل المستشفى .. و معاه شنطة الهدوم، وشنطة اللحاف، ووقف يسلمهم لأم غادة..
_ الهدوم واللحاف أهوم يا طنط، عايزين حاجة تاني؟
_ ليه هو انت رايح فين؟
_ أنا اتصلت بالمدير في الشغل وأخدت إجازة تلات أيام، وهسافر البلد أزور أمي..
_ تزور أمك؟ دلوقتي؟ وهتسيب مراتك العيانة دي؟
_ ما اهو البركة فيكم يا طنط، أصل مراتي عيانة، وأكيد هتروح تاخد لها كام يوم عندكم في البيت لحد ما تخف من الطاعون، وأنا أروح عند أمي علشان مش هعرف أعيش وحدي..
(أم غادة بتبص عليه بحسرة وأسى، وبتاخد منه الهدوم وبتندب حظ بنتها، وبختها المايل)
_ روح يا ابني عند أمك .. روح..
(سامح ساب لها الحاجة، ومشي المستشفى بمنتهى اللامبالاة)

خالد في صيدلية المستشفى، قاعد مع صديقه الدكتور حسني الصيدلاني، وكان متضايق جدا.
_ أنا مش عارف أنام من امبارح علشانها، وهي بتعمل معايا كده، هو أنا أجرمت في ايه؟
_ معلش يا خالد، اعذرها، حالتها صعبة.
_ ما انا حالتي منيلة يا حسني .. مش عارف أنام من امبارح .. الاحساس بالذنب هيموتني .. وبسببها على وشك إني أخسر خطيبتي .. وشفت بعينك شهد اتضايقت ازاي امبارح.
_ معلش .. انت انسان يا خالد، واستحمل للنهاية..
(شهد دخلت الصيدلية)
_ كويس اني لاقيتك يا خالد .
_ وحياتك يا شهد .. لو جاية تنكدي عليا .. بجد أنا مش مستحمل ..
(حسني بيشد خالد من يده، بسبب كلمة تنكدي)
_ اتفضلي يا دكتورة شهد نورتي الصيدلية..
_ تسلم دكتور حسني .. خلاص سمعت كلمته، متحاولش تخبيها..
_ اسف يا شهد .. انا قصدي لو جاية تعاتبيني يعني، أو زعلانة أو .. أو ..
_ أنا لا جاية زعلانة ولا جاية أعاتبك، ولا جاية أنكد عليك.
(شهد مشيت ناحيته، وخالد بيبص عليها، كأنه بيقول استر يارب م اللي جاي ... لحد ما شهدت وقفت قصاده)
_ يا خالد .. أنا آسفة .. آسفة على كل تصرفاتي النهاردة، بجد كنت بايخة أوي .. وكنت نكدية زي ما انت بتقول كده..
(خالد مش مصدق نفسه، ومش عارف يفرح ولا يندهش)
_ انتي بتتكلمي جد يا شهد .. بتتكلمي جد..
_ أنا احترمت موقفك مع المريضة اللي انت كنت تعرفها دي .. والمفروض كنت أدعمك، وأشوف طلباتها زي ما عمل الدكتور محمد والدكتور حسني وكل أصحابك .. مكنش ينفع أزود عليك هم الإحساس بالذنب خالص.
(خالد ابتسم، وأعصابه ارتاحت .. ونسي إهانة غادة ليه من شوية)
_ ببس أنا بحبك يا خالد .. وبغير عليك حتى من ذكريات طفولتك .. اعذرني..
_ وانا بحبك يا شهد والله .. ومش بحب ذكرياتي خالص لأنك مش فيها .. وتسجيل ذكرياتي بدأ من اللحظة اللي عرفتك فيها..
(حسني بيحاول يخرج من الصيدلية، علشان شكله بقى بايخ بينهم، بس خالد مسكه من إيده)
_ تعالى هنا رايح فين؟
_ هشوف حاجة برة وأرجع..
_ لو انت خرجت من هنا، ودخل الدكتور عيسى هيبقى شكلنا زبالة رسمي، اتنين أطباء في صيدلية المستشفى، والصيدلي المسؤول مش موجود.
(شهد اتكسفت وحاولت تمشي، وخالد نادى عليها)
_ شهد..
_ نعم يا خالد.
_ بحبك..
(شهد ابتسمت، وأخدتها جري من الصيدلية..

أم غادة وأبوها واخواتها في مناقشة حادة مع بعض برة المستشفى..
_ أنا مش هخلي بنتي ترجع للحيوان ده، لازم تطلقوها منه..
_ وهو مين هيوافق انها ترجع تاني لسامح .. ده كان السبب في موت بنته .. البخيل الإيحة الجلدة ده، ودلوقتي كان هيموت لنا غادة .. مش عايزين شكله تاني..
أم غادة في العناية المركزة عندها، وكانت غادة بتبكي، وبتقول لأمها إنها عايزة تتطلق .. لازم تتطلق منه ..
_ كنت هموت يا ماما، ومش معبرني المعفن ده .. ومش قادرة أنسى آيلة بنتي .. اللي ماتت بين إيديا .. كانت سخنة نار يا ماما .. وانا بصرخ في سامح علشان ياخدها يكشف لها ... وهو يقول لي دي سخونة عادية .. ويجيب الفوطة، ويغرقها مية .. ويعمل لها كمادات يا ماما .. كمادات بمية ساقعة لطفلة صغيرة .. وياريت بيعصر الفوطة .. ده بيغسل لها وشها المعفن .. لحد ما البنت حصلت لها مضاعفات يا ماما وماتت..
_ ولا تزعلي نفسك يا بنتي .. مش هترجعي له تاني..
_ أناعايزة أخرج من هنا يا ماما .. أنا خلاص خفيت .. ومش مستحملة.
_ حاضر يا بنتي .. دلوقتي هكلم لك الدكتور خالد وهو هيتصرف.
(غادة اتكسفت)
_ ممكن يا ماما تناديه .. وتخليه يطلع لي تاني..
_ ليه؟
_ معلش يا ماما .. علشان خاطري.
_ حاضر يا بنتي..


خالد طلع لغادة مرة تانية، ووقف قدامها..
_ لما أمك قالت لي انك عايزاني .. نسيت موقفك معايا وجيت جري .. بس أتمنى المرة دي تكون هادية..
_ أنا آسفة يا خالد .. سامحني.
_ ولا يهمك يا غادة .. المهم تكوني أحسن.
_ انت لسة زي ما انت متغيرتش..
_ مفيش جديد يخلينا نتغير يا غادة..
_ ولا حتى الدكتورة شهد خطيبتك؟
_ مش فاهم!
_ مبروك الخطوبة..
_ تسلمي .. ربنا يبارك فيكي..
_ الممرضات بيقولولي انكم بتحبوا بعض أوي، وهي بتغير عليك خالص..
_ عادي .. أهو جواز والسلام، مفيش حد بياخد كل اللي بيتمناه يا غادة.
_ ولما انت مش بتحبها، هتتجوزها ليه؟
_ علشان أدوق شوية من كاس العذاب، اللي داقه كل اللي قبلي..
_ بس انت تقدر تمنع نفسك من حياة العذاب، وبلاها جواز..
_ للأسف .. سواء شهد أو غيرها .. لازم هعيش نفس الحياة، وفي النهاية الجواز هو الجواز .. كأس مر والكل بيدوقه..
( يبدو إن غادة اقتنعت بكلام خالد، انه متأثر ومخنوق من شهد، ومجبر يعيش حياة تعيسة لأن ده النصيب)
مشى خالد من عندها، وهو بيعتذر لخطيبته شهد بينه وبين نفسه..
_ سامحيني يا شهد .. كان لازم أقول لها اني مش بحبك، واني هعيش معاكي في حياة كلها عذاب .. علشان مضغطش على أعصابها .. وعلشان أراعي مشاعرها .. خصوصا إنه عاشت وبتعيش أصعب أيامها حياتها بسبب المتخلف اللي متجوزاه ده .. ولازم أخفف عليها واقول لها اننا هنعيش كلنا نفس الحياة.
اقرأ ايضا القصه الرائعه

انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم


للمزيد من الروايات الحصريه زورو قناتنا على التلجرام من هنا


SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1