![]() |
قصة عضة فار الجزء الرابع |
شهد متضايقة جدا، وواقفة في وش خالد اللي مش عارف يفتح عينه.. وهي بتسأله مين غادة دي، وعايزة تعرف كل حاجة حالا.
_ هحكي لك يا شهد، بس أنام لي ساعة، لأني صاحي من امبارح والله..
_ مليش فيه يا خالد .. أنا سمعت كلام ضايقني جدا، وانك مهتم بيها من امبارح اهتمام شديد، وشايلها على كفوف الراحة، مع ان ده مش شغلك.. مين غادة دي يا خالد؟
_ يا شهد أنا في أوضة الأمن علشان مبقاش جوة المستشفى وأعمل تساؤلات، يا ريت ترجعي دلوقتي، وتشوفي شغلك علشان متعمليش لنفسك مشاكل.
_ يعني كده يا خالد؟ تمام ..
شهد مشيت غضبانة .. وخالد بينفخ من الغيظ "أووووووووف" ومشي وراها..
في غرفة أمن محطة المترو .. سامح واقف بيبكي قدام الظابط..
_ والله يا باشا مش متحرش ..والله ركبت عربية الستات بالغلط .. أنا مراتي عندها الطاعون يا باشا .. والله عضها الفار والعضة جابت لها الطاعون يا باشا .. حتى اتصل بالمستشفى واسألهم يا باشا..
الظابط بيراجع كاميرات مراقبة الرصيف، ووصل للحظة اللي كان نازل فيها من عربية السيدات، والستات مسكوه، الظابط بص له من فوق لتحت..
_ أنا مش هعمل لك محضر تحرش، لأن شكلك كده عبيط، بس ادارة المترو بتفرض غرامات ع اللي بيخالف قوانين الركوب والنزول والتذاكر..
(سامح سمع كلمة غرامة، وفتح عينه من الصدمة، وفتح بؤه ووقف متنح للظابط)
_ غرامة؟ غرامة ليه يا باشا؟ غرامة كام؟
_ هتدفع غرامة 150 جنيه..
(سامح بيجري ناحية الظابط، وبيمسك ايده عايز يبوسها)
_ حرام يا باشا، غرامة لأ يا باشا، 150 جنيه لا يا باشا، أنا مراتي بتموت .. أنا مراتي عندها الطاعون والله، وصرفت عليها 5000 جنيه لحد دلوقتي يا باشا .. حرام يا باشا..
(واحد في المكتب، همس في أذن الظابط بكلمات مش مسموعة، راح الظابط رفع راسه، وبص على سامح)
_ خلاص خد أوراقك دي وامشي يلا .. ومن هنا ورايح تمشي صاحي، بلاش تسوق العبط..
_ يا حبيبي يا باشا .. ان شالله تعيش يا باشا ..
(سامح خطف أوراقه من ع المكتب، ومشي بسرعة، وكان طاير من الفرحة)
خالد واخدها جري ورا شهد، ودخل المستشفى، شاف الدكتور حسني الصيدلي، خارج ينادي عليه..
_ كويس انك جيت يا خالد، أنا كنت طالع لك
_ خير يا حسني حصل ايه؟
_ دكتور عيسى مدير المستشفى شاف إن غادة حالتها اتحسنت، ومفيهاش سخونة، وبيقول مفيش داعي لوجودها في العناية المركزة، وعايز ينزلها تحت، وقال لو كانت حالتها مستقرة لحد الليل يتكتب لها على خروج.
(خالد استشاط من الغضب، وزعق بدون ما يشعر)
_ وهو دكتور عيسى ماله ومال الحالات اللي في العناية؟ يعني ايه حالة تدخل امبارح العناية المركزة، يروح هو يقول مفيش داعي لوجودها هناك؟ هو احنا فين؟
(أم غادة سمعته، وراحت ناحيته لما عرفت انه غضبان بسبب الموضوع ده)
_ بلاش يا ابني تعمل لنفسك مشاكل أرجوك.
_ ده استهبال .. غادة مش هتخرج من المستشفى غير لما نطمن انها رجعت زي الأول ..
(حسني بيمسك فيه عايز ياخده على صيدلية المستشفى)
_ اهدى يا خالد .. اللي بتعمله ده هيعرضك لمشاكل كتير.
(خالد لسة هيفتح بؤه علشان يزعق تاني، شاف شهد واقفة وراه بتبص له بزعل وهو عامل ثورة)
_ كمل خناق يا خالد وقفت ليه؟
_ أنا مش بتخانق يا شهد، المدير بيتصرف بطريقة غير انسانية مع حالة في العناية المركزة..
_ اه طبعا .. وحضرتك انسان .. إنسان أوي ..
( شهد مشيت متضايقة أكتر، وخالد بيشد في هدوم نفسه)
_ يعني أقطع هدومي في ميتين أم المستشفى دي أنا..
في العناية المركزة، غادة نايمة على السرير، وشكلها بدأت تتحسن فعلا زي ما قال مدير المستشفى، وكانت عندها أمها اخواتها..
_ وسامح مجاش من امبارح يا ماما.
_ سامح ده انسان تافه .. معندوش أي احساس بالمسئولية.
_ وبخيل يا ماما .. بخيل أوي .. كان هيموتني .. هيشلني بجد..
_ الحمد لله يا بنتي ربنا كتب لك السلامة أهو .. ولولا الدكتور الشاب اللي واقف جنبنا ده، كنتي اتبهدلتي..
_ كلهم يا ماما .. الدكاترة هنا كويسين أوي .. كلهم بييجوا يسألوا عني مخصوص، ويطمنوا عليا .. والممرضات يا ماما لطاف خالص .. وبيجيبولي أكل وعصاير .. كأني في مستشفى استثماري كبيرة..
_ كلهم بيجاملوا زميلهم يا بنتي .. دكتور شهم، مش بيسيبك لحظة .. وبيتابع كل حاجة من برة العناية المركزة .. ومفيش مرة دخل يشوفك .. ده حتى عمل مشكلة لما المدير أمر تنزلي تحت..
_ مين الدكتور ده يا ماما؟ وبيعمل كده ليه؟
_ اللي أعرفه اسمه خالد السقا .. وأكيد بيعمل كده لأنه ابن ناس..
(غادة سمعت اسم خالد السقا، ووشها اتغير .. واتفاجئت .. وسكتت .. لحظة صمت .. مش عارفة أمها بتقول ايه .. وعينها بتدمع .. الدموع بدأت تظهر ... بتحاول تخفي .. بتحاول تضغط وشها علشان أهلها ميلاحظوش اللي بيحصل لها)
_ مالك يا بنتي .. غادة .. انتي بتعيطي؟ غادة .. بتبكي ليه يا بنتي ... غادة..
(أمها وأبوها واخواتها بيبصوا في بعض .. وامها بتطبط على كتفها .. بتكلمها)
_ مالك يا بنتي؟
أبوها بيسألها "حاسة بحاجة؟" اخواتها حواليها مستغربين م اللي حاصل..
_ يا بنتي ردي علينا .. مالك؟
(غادة بتضغط بإيديها الاتنين على وشها، وعروق إيديها ووشها اتنفخت من الحزن، ومحاولة السيطرة على البكاء)
_ يا بنتي طمنينا عليكي، مالك؟
_ مفيش يا ماما .. مفيش..
_ حاسة بألم في إيدك بسبب العضة؟
_ لأ يا ماما..
(أخوها بيبص لها بعين متفحصة)
_ هو انتي تعرفي الدكتور ده ولا ايه يا غادة؟
(غادة اتفاجئت بالسؤال ده، ورفعت راسها فجأة وبصت على أخوها، وهزت رأسها بالإجابة، لا)
داخل صيدلية المستشفى، خالد والدكتور شهد، مع الدكتور حسني الصيدلاني.. وخالد بيحكي لشهد عن غادة.
حكى لها إنه كان في حب بينهم، واستمر أربع سنين .. من أول ما هو كان في أولى طب، وهي كانت في أولى تجارة..
بعد أربع سنين، هو كان في سنة رابعة طب، وهي في السنة النهائية وهتتخرج..
وبعد ما اتخرجت .. بدأت المشاكل عندها في البيت تزيد..
خالد مش قادر يتقدم لها، لأنه لسة طالب، وقدامه تلات سنين لحد ما يتخرج، لكن هي اتخرجت خلاص..
كان في صدق في العلاقة .. اخلاص .. نقاء .. مش مجرد تسلية أربع سنين وراحت لحالها..
بس هو كان واقعي .. كان دايما يقول لها يا ريت اللي جرى ما كان .. ياريته ما عرفها، ولا عرفته، ولا العلاقة بينهم اتطورت بالشكل ده..
احساس العجز كان بيقتله بشكل يومي، وكان ماثر عليه في دراسته..
كان دايما حاسس بالذنب ناحيتها، لأنه عارف ان البنت لما تحب بتتحمل كتير .. وبتضحي كتير .. وأكيد بتعاني من مشاكل كتير في البيت، ومش بتحكي له عليها غير الحاجة اللي يلاحظها.
كام مرة يعرف بالصدفة إن أبوها متضايق منها بسبب رفضها لعريس محترم..
كام مرة يعرف إن الجيران والقرايب هياكلوها بعينها بسبب الرفض الغير مسبب لكل حد يسمعوا انه اتقدم لها..
كان تفكيره مشتت .. الاحساس بالذنب صعب .. لدرجة إنه أخد فترة يضغط عليها توافق على أول عريس يتقدم لها، وكده هيبقى ضحى بيها علشان متربطش حياته بحياته..
هي رفضت .. وصممت إنها تستحمل كل حاجة وتنتظره، لدرجة إنه كان يتوتر عليها..
وفي مرة بالصدفة عرف إنها رفضت حد كويس، كان خالد يعرفه، ويعرف سلوكياته، وجدعنته، ونجاحه في شغله..
بدأ يضغط عليها توافق، علشان متضيعش حياتها .. وهي كانت تشوف إن محاولات ضغطه عليها دي، مجرد هروب من الارتباط بيها .. مكنتش تشوف انه بيضحى بحلم القرب منها، علشان هي متكونش الضحية..
ومع ذلك كانت مصممة على رفضها..
وفي السنة الأخيرة .. خالد سقط في الكلية .. وكانت ضربة قاضية ليه وليها..
صرخ في وشها .. وقال لها أنا فاشل .. أنا انسان فاشل .. بتضيعي عمرك علشان ترتبطي بإنسان فاشل، مش عارف ايه مصيره.. انتي لازم ترتبطي بحد من الكويسين اللي بيتقدمولك دول..
راحت المسكينة وافقت على أول واحد اتقدم لها، وهو سامح.. وعاشت معاه الحياة الصعبة دي..
وعرف من أم غادة إنها خلفت بنوتة حلوة .. وماتت بعد سنتين بسبب الإهمال الطبي
(خالد انتهي من كلامه مع شهد وحسني، وبص عليها)
_ دي كل حكايتي مع غادة يا شهد .. وكل اللي بعمله معاها ده احساس بالذنب..
_ يعني مفيش حاجة كده ولا كده؟
_ أنا مش بحب الأسلوب ده يا شهد في الكلام على فكرة..
_ انت مش مستحمل سؤالي .. ومستحمل تقعد ليلة يوم من غير ما تنام لأجل عيون الست هانم، طبعا ما هي الحب الأول.
(شهد سابت لهم المكان ومشيت .. وخالد بدأ يرطن بكلام المغلوب على أمره
أم غادة راحت لخالد .. كانت ملهوفة ..
_ دكتور خالد.
_ تحت امر حضرتك.
_ أرجوك يا ابني إلحقني بسرعة.
_ حصل ايه يا فندم..
_ غادة منهارة من العياط فوق .. ومش عارفين مالها .. والممرضات خرجونا من العناية .. أرجوك يا ابني تروح تشوف مالها ..
_ أنا؟ مش هينفع خالص..
_ أبوس ايدك يا ابني .. البنت هتموت نفسها من العياط .. أرجوك تدخل لها وتطمني عليها..
(خالد بص ع الست، هز راسه بالموافقة، ومشي في طريق العناية)
الجزء الخامس والاخير من هنا
اقرأ ايضا