![]() |
قصة اللعبه |
من كام يوم كنت بتفرج على التليفزيون وعلى اعلان اللعبة دانى اللى قالب الدنيا ، وتقريبًا شبه بعد نهاية كل اعلان كنت بجرى على ماما وبابا واقولهم انى عايز اللعبة دى ، وبالرغم ان والدتى شغالة فى متجر العاب وبيبيع اللعبة دانى ، الا انها مش قادرة تجبهالى لان سعرها عالى .
انا عندى 12 سنة ، بس معنديش اصحاب وعلشان اللعبة واخدة شكل البنى ادمين وفيها مميزات تخليها تتكلم وتسجل اللى حواليها ، فكنت حابب اوى انى اعملها صاحبي القريب ليا .
قولت كتير لوالدتى انها تجيبهالى وهي وعدتنى انها هتحاول تجبهالى يوم عيد ميلادى ، او لما الشركة ترجع الدُمى اللى فيها عيوب بسيطة هتاخد واحدة منها .
كل لعبة بيكون متسجل جواها نظام حماية ، بعض الملفات اللى بتخلى اللعبة ترفض تمامًا اي عنف او تهور او حركات غير محسوبة
فى يوم كنت عند والدتى فى المحل وعينى كانت هتطلع على الدمية دانى ، وفى وسط اليوم حصلت خناقة جامدة بين واحد من اللى شغالين فى المصنع الرئيسى وصاحب سلسلة محلات الالعاب دى ، صاحب السلسلة قال بغضب :
= الشهر ده اخر شهر ليك فى الشغل معانا يعنى 4 ايام وتسلم عهدتك
الراجل مشي وكان غضبان جدًا من صاحب السلسلة انه يطرده بالشكل المُهين ده ، انا مكنتش مستوعب كل الكلام ده وكل اللى بفكر فيه ازاى اجيب اللعبة دانى للبيت وخلاص ، الراجل وهو ماشى ندهتله :
= عمو لو سمحت هي اللعبة دانى سعرها فى المصنع نفس سعرها هنا
الراجل بصلى وقالي:
.. انت مين ؟
= انا آسر ابن مدام صفية اللى شغالة جوه فى المحل وكنت عايز اجيب اللعبة
.. طب ومقولتش لوالدتك تجيبهالك ليه ؟
= علشان ماما مش معاها فلوس كتير ، فقولت اسالك علشان لو ارخص من المصنع اقولها
الراجل ابتسم على سذاجتى وعلى لهفتى على اللعبة ، وبصلى فى خبث وقالى :
= انت محظوظ يا آسر انا هجبلك اللعبة هدية مني ليك
فى الوقت ده ماما خرجت من المحل لما لاحظت انى واقف معاه وشكرته مقدمًا على الهدية اللى هيقدمهالى
.....................................
فى المصنع
الراجل اشترى لعبة من دمية دانى من حسابه الشخصى ، وقام بتفكيكها وعطل كل انظمة الحماية الموجودة فى اللعبة ، وبكده اللعبة بقت الة بس ، كل اللى تعرفوا ان ليها صديق واحد بس وهو اللى هيشغلها وكل الباقى بالنسبالها اعداء
...............................................
تانى يوم لقيت والدتى داخلة البيت باللعبة دانى ، الهدية الجميلة اللى الراجل وعدنى بيها ، فرحت جدًا بيها وخدتها جوه اوضتى واول مافتحتها اشتغلت وفتح عينه وسألنى :
= انت صديقي الوحيد ؟
بكل فرحة جاوبته :
.. ايوة انا صديقك الوحيد
ابتسمت الدمية دانى ، وقالى :
= يجب ان اعلم كل مايُسعدك وكل مايُغضبك
حضنت اللعبة دانى وقولتله :
.. انت هتعيش معايا هنا وهتعرف كل حاجة بنفسك ياصاحبي
مرت الايام واللعبة دانى بتتعلم كل شئ وبتفكرنى بمواعيد الافلام والمسلسلات وبيلعب معايا كوتشينة وكل الالعاب اللى بحبها ، لحد مافى يوم ابن جارنا ضربنى كالعادة لكن المرة دى كانت اجمد من الاول ، كان بيستعرض نفسه عليا قدام صحابه ، لانه كان دايما شايف انى ضعيف ومقدرش اكلمه .
دخلت اعيط وسالنى دانى عن سبب زعلى وحكيتله وقولتله :
= انا بكره الواد ده جدًا ..يارب يموت
عيون دانى اتغيرت واتقلبت للون الاصفر والابتسامة اللى على وشه اختفت واترسم على ملامحه الغضب الشديد .
تانى يوم وانا راجع من المدرسة لقيت الدنيا مقلوبة عند البيت بوليس واسعاف وشايلين جثه خارجين بيها من العمارة ، مالهاش ملامح فى وشها عبارة عن جمجمة بس وكأن حد سلخ لحم الوش بعد ماقتله ، ولما سألت ماما على المقتول قالتلى ده حاتم ابن جارتنا
رفعت عينى للبلكونة لقيت الدمية دانى بتبتسملى وعينيها رجعت لطبيعتها .......
قلبى كان بيدق لانى حسيت بنسبه كبيرة ان اللعبة دانى ليها يد فى اللى حصل لابن جارتنا ، واستغليت لما البيت بقى فاضى عليا انا وهو وقولتله :
= انا عارف ان جوه عينيك كاميرات بتسجل افضل اللحظات اللى لعبنا فيها مع بعض ، ممكن تورينى اللحظات المتسجلة لحد دلوقتى ، وصلت كابل اليو اس بي بتاع اللعبة فى جهاز الكمبيوتر ، وبالفعل لقيت عدد من الفيديوهات ، اول فيديو اللى فتح عينه فيه وسألنى انى صاحبه الوحيد وعليه ايموشن السعادة ، واخر فيديو متسجل كان لحاتم ابن جارتنا ، اللعبة دانى استناه اول ماخرج من باب شقته وضربه بالسكينة فى رجله "عرقبه ، بدأ حاتم يقع واتفاجئ بدانى اللى طار فى الهوا وحط السكينة فى قلبه وبدأ يطعنه بالسكين 45 طعنة ، الدم بقى فى كل مكان ، وبعدها بدأ بسلخ وشه ، ومسابش فى جسمه اى لحم .
منظر الفيديو كان مروع ، بس كان لازم اخد كوبي منه لان هو الوحيد اللى يضمن برائتى لو في اى اتهام ليا ، كلمت اللعبة دانى وقولتله :
= ازاى تقتل كده؟ مين اللى قالك تعمل كده
رد عليا بتلقائية الالعاب
.. انت اللى قولتلى
= انا مقولتلكش تقتله
.. انت قولت عايز تخلص منه ، وانا عملت ده بدالك علشان تكون مبسوط
قولتله بغضب :
= اوعى تعمل حاجة زى كده تانى ، انا مش عايزك تقتل حد يادانى
دخلت والدتى علينا وقطعت الحديث ، لما زعقت فيا وقالتلى :
= اللعبة دى هتجبلك جنان ، انا لو عارفة انها هتاخد كل وقتك ومش هتذاكر مكنتش جبتها اساساً
مااهتمتش بكلام امى بقدر مااهتميت انى اشوف ملامح اللعبة دانى اللى عينه اصفرت وبدأ بمرحلة الغدر اللى شوفتها فى نظراته قبل مايقتل ابن الجيران ، ورديت عليها قولتلها :
.. حاضر ياماما مش هلعب كتير معاه
ازدادت عينه وملامحه غضب ، وازدادت اكتر لما خدت اللعبة دانى مني وشالته فى الدولاب
مقدرتش اقولها اى شئ ، وفى نفس الوقت خفت جدًا ، لانه من المؤكد انه هيفكر يأذيها ولازم الحقه ، كنت مرهق جدًا طول اليوم ، فغمضت عينى وروحت فى النوم ، واول مااتنبهت وصحيت ، قومت جريت على الدولاب اشوف اللعبة دانى ، لقيته مش موجود فى الدولاب ، وفيه سكاكين مرميه على الارض ، من المؤكد انه خد واحدة منها وراح ورا امي علشان يقتلها .
جريت على المحل اللى والدتى بتشتغل فيه ، واليوم كان زحمه جدًا وكان فيه اقبال غير طبيعي على اللعبة ، واول مادخلت المحل وشوفتها قدامى حمدت ربنا انه لسه مخلصش عليها وفجأة اتقفل النور ، وسمعت صريخ فى كل مكان ، من الزحمة اللعبة دانى مكنش عارف يعدى علشان يقتل امى ، فبدأ يقتل فى الناس كلها بالسكين ، ومش بس كده ده بدأ يحرك بعض الالعاب للهجوم بنفس الطريقة على الناس والدم بقى فى كل مكان ، من ذهول امى فضلت واقفة مكانها ، واستغربت جدًا لما شافتنى واستغربت اكتر لما قولتلها :
= دانى ياامى هو اللى بيعمل كل ده وجاى يقتلك علشان منعتينا من اللعب مع بعض
وفى وسط كلامى معاها ، لقيته فوق استاند كبير وماسك سكينة فى ايده وبيطير ناحية امى ، فوقفت بسرعة قدامها ، اول ماشافنى مقدرش يأذينى بدالها وضرب نفسه بالسكينة بالغلط وهو بيحاول يفادينى ، والكهربا بتاعته فصلت وكانه بنى ادم ومات ، كل الالعاب توقفت عن الهجوم فى ساعتها ، وانتهي جحيم دانى ، وطبعا عارف انه غلط وان ناس كتير ماتت بسببه ، بس من زعلى عليه خدته دفنته فى مكان جنبنا.
مرت شهور وتخطينا اللى حصل ، ولكن اتفاجئت لما ابن جارنا الصغير دخل عليا وبيقولى :
= شوفت بابا وهو بيحفر لقى ايه ، اللعبة دانى ، انا خدتها وروحت ركبتلها سلوك الكهربا وقولت نشغلها سوا انا وانت
وقبل ماامنعه من انه يشغله ، لقيته داس على الزرار واول حاجة عين اللعبة دانى جت عليه هو انا ، وبدون ميسأل عن صديقه الوحيد بصلى وقالى :
.. مرحبا صديقي الوحيد
تمت