رواية ويتشكرافت الحلقه الثالثه

قصة ويتشكرافت الحلقه الثالثه
قصة ويتشكرافت
بتدخل عشة الفراخ بعد نص الليل، والدنيا كلها نايمة، هس هس هس، مفيش أي صوت لأي كائن صاحي..
قفشت بإيدها فرخة، وهي كاتمة نفسها علشان ميطلعش منها أي صوت..
بدأت تبص للفرخة بنظرات غريبة، نظرات غل، حقد، سواد، وحطت إيدها على رقبة الفرخة، وبدأت تخنقها، كأنها بتخنق بني آدم، عايزة تقطع نفسه، علشان يموت..
فعلا .. الفرخة ماتت، سلمت نفسها خلاص..
الست رمت الفرخة على الأرض بعد ما ماتت..
بتحط إيدها في عشة الفراخ تاني، تمسك فرخة وترميها، وتشوف غيرها، بس المرة دي خلاص، أهي مسكت ديك..
ديك كبير شوية، ديك صحته كويسة، نافش ريشه، ديك شبعان..
بنفس الحركة، كاتمة نفس الديك، قافلة بؤه بإيديها، وبتبص له بنفس النظرة اللي مليان سواد، غل، حقد، كأنه عدو، وراحت بكل قوة تخنقه، بتخنقه بمنتهى القوة والغلظة..
الغريب ان الديك مش عايز يموت بسهولة، بيقاوم، أخد دقيقة يقاوم خنقتها ليه، بس في الآخر مات..
الديك استسلم، ومات..
الست شكلها غريب، ومخيف، ولابسة جلابية سودة مليانة أوساخ، وطرحة سودة، وشكل وشها مش بيتغسل كل سنة مرة..
أخدت الفرخة والديك الميتين، ونزلت بيهم تحت، على أطراف صوابعها..
شكلها ساكنة في الدور الأرضي، ومع ذلك عشة الفراخ بتاعتها فوق السطوح في الدور السادس "يا جبروتك يا قادرة".
داخلة شقتها على أطراف صوابعها..
شقتها فظيعة، ايه القرف ده، مفيش حاجة في مكانها، عاملة زي ذريبة البهايم بالظبط..
ريحة المكان مقرفة..
البوتوجاز قديم، مصدي، مش نضيف .. ومع ذلك عليه حلة كبيرة من الألومنيوم، مليانة مية، والمية بتغلي فوق النار، البخار طالع من المية من شدة غليانها..
الست بترمي الفرخة والديك جوة حلة المية اللي بتغلي..
دخلت جوة الأوضة، وطلعت وهي ماسكة قماش أبيض، زي اللي بيعملوا منه كفن الميت..
ده شكله كفن أموات أصلا، وفي إيدها مقص حاد، بتقطع بيه القماش نصين..
دخلت الأوضة مرة تانية، وطلعت بالصورة..
صورة الزفاف بتاعت أسامة ولمار..
أيوة هي صورة أسامة ولمار، بس شكلها صورة جديدة غير اللي كانت عاملة عليها شخابيط، بس نفس صورة الزفاف..
هي الست دي جابت الصور دي كلها منين؟
وهتعمل بيها ايه المجرمة دي؟
(الست بتقص الصورة بمنتهى الاحترافية، بتحاول تعزل بين أسامة ولمار في الصورة، وبتحاول بكل دقة تخلي جسم كل حد فيهم في جزء من الصورة بعيد من التاني .. وفعلا الصورة بقت نصين، نص فيه لمار، والنص تاني فيه أسامة)
الست ماشية ناحية الكفن الابيض اللي عاملاه..
فرشت كفن منهم على الأرض وحطت عليه صورة لمار ... وفرشت كفن تاني في حتة تانية بعيدة عنه، وحطت عليه صورة أسامة..
وراحت ناحية البوتوجاز، تنزل منه الحلة اللي فيه المية المغلية..
وبدأت تطلع الفرخة والديك، وتبردهم..
وبمنتهى الصبر وطول البال .. بدأت تنضف الفرخة من كل الريش اللي فيها، واللي بقى تنظيفه سهل خالص، لأنها أخدت فترة كبيرة بتغلي مع المية..
الفرخة بقت عارية تماما، من غير ريش.. والست بتركنها على جنب..
ومسكت الديك .. بدأت تنظيفه من الريش اللي فيه.. وبعد فترة كان الديك بقى عاري تماما..
(الست بتقوم من مكانها تمسح العرق اللي في جسمها، وبتجيب الفرخة، وبتحطها فوق صورة لمار، على الكفن المفروض على الأرض، وبدأت تلفها بالكفن الأبيض، بشكل غريب..
بتعمل للكفن قرون، وبتحط له إبرة في كل جنب من أطرافه..
وبعدها أخدت الديك، وحطته فوق صورة أسامة، على الكفن البعيد، وبدأت تلف الديك في الكفن، وتعمل له قرون، وتحط له إبرة في كل طرف..
الست قامت من مكانها، وجابت شوال خيش من الكتان، ووضعت فيه الديك المتكفن بالتوب الأبيض، وكمان الفرخة المتكفنة..
دخلت نفس الأوضة، وطلعت معاها قلم أسود كبيرر، وطلعت الفرخة لوحدها، وشخبطت عليها بالقلم بنقوش غريبة..
وطلعت الديك، وشخبطت عليه شخابيط أكتر بكتير من شخابيط الفرخة..
وربطت الشوال الخيش، وسابت القلم..
بترفع الشوال الكتان على كتفها، وبتطلع بيه برة البيت، في عز الليل .. الدنيا ضلمة .. الحارة سودة سواد الكحل..
ماشية بيه برة الحارة..
عيل صغير منتظرها بالتوكتوك .. الولد عمره أقل من 14 سنة..
ركبت التوكتوك .. والولد ساق بسرعة البرق لحد ما اختفى عن الأنظار..
******** #سيد_داود_المطعني ********
الست وصلت ناحية المقابر..
التوكتوك وقف .. وكان منتظرها راجل جسمه ضخم، له شنب كبير، حاجة كده آخر قرف .. تحس إنه بيربي براغيت في شنبه..
_ ايه التأخير ده كله؟
_ هسسسسسس .. خد الحاجة وانت ساكت..
_ طاب انزلي يلا قبل الفجر ما يؤدن ونروح في داهية..
_ داهية تاخدك وتاخد شنبك اللي عامل زي قماشة المطبخ..
_ ما تحترمي نفسك لأضربك على وشك..
_ هو انت تقدر تضربني على وشي .. علشان أخليك تمشي تكلم الحيطان .. وتكلم البهايم اللي زيك يا حمار..
(الراجل اترعش من تهديدها، وبص قدامه مشى زي التلميذ الخايب)
دخلوا جوة المقابر، وكان في عين قبر مفتوحة، والراجل بيشاور لها عليها.
_ هندفن الحاجة هنا..
_ بس عارف لو الناس كشفتها زي المرة اللي فاتت، هقطع لك رقبتك..
_ متخافيش المرة دي .. لأن المرة اللي فاتت كنا دافنين الصورة في القبر اللي عليه الدور ويتفتح .. بس المرة دي القبر ده جديد، ومستحيل يفتحوه، لأن الجثة المدفونة فيه ملهاش شهر ونص..
_ لما نشوف .. يلا انزل ادفنهم..
_ هاتي الفلوس الأول ..
_ مالك ملهوف كده ع الفلوس يا ابن الجزمة .. هو أنا هاكل عليك فلوسك..
_ مليش في الكلام ده أنا .. هاتي المبلغ اللي اتفقنا عليه.
_ اتفوو عليك وعلى جشعك راجل ناقص..
(الست بتطلع فلوس من جيبها، وبتقدمها للراجل الضخم ده)
الراجل أخد الفلوس وبدأ يرطن بالكلام، بيرد عليها من غير ما يخليها تفهم هو بيقول ايه .. خايف منها بشكل غريب، رغم إنه يقدر يدفنها مكانها.
القبر مفتوح .. والجثة ظاهرة فيه، والراجل بيحط كفن الديك عند راس الجثة المدفونة .. وبيحط كفن الفرخة عن وسط الجثة المدفونة..
_ تمام كده يا ست..
_ أيوة تمام كده .. لا اردم القبر بالتراب..
_ خلاص روحي انتي، وانا هعملها..
_ انا مش همشي غير لما تردم القبر .. ما اهو انا لازم اعمل كل حاجة بنفسي يا راجل يا مقطف..
_ وليه الشتايم دي بس يا ست..
_ اشتغل وانت ساكت..
(بدأ الراجل يردم القبر قدامها .. وفي آخر حاجة، الست طلعت برة المقابر .. وكان التوكتوك منتظرها، ركبت .. والتوكتوك مشي بعيد)
***** #سيد_داود_المطعني *******
أسامة ولمار بيفطروا الصبح بدري، وكان بيفطر وهو باصص لها..
_ ايه يا أسامة، بتبص لي كده ليه؟
_ كنت واحشاني أوي اليومين اللي فاتوا.
(لمار بتبتسم، وأسامة بيسيب اللي في يده، وبيعمل إيديه الاتنين سندة يسند عليهم دقنه وهو بيتكلم باصص لها)
_ عارفة يا لمار..
_ ايه؟
_ أنا ممكن أتخيل نفسي بموت دلوقتي، ومش هكون زعلان على نفسي اني هموت .. بس مقدرش أتخيل للحظة واحدة انك تسبيني، أو إن حاجة اتفرقنا .. صعب يا لمار صعب..
(أسامة بدأ يدمع .. الدموع ظهرت في عينه .. لمار بتمد له ايدها وهي بتبكي بسبب بكاؤه)
_ مفيش سبب يخلينا نتفرق أصلا .. مش هيحصل يا أسامة..
_ هو انتي بتعيطي ليه؟
_ أنا مش بعيط .. انت اللي بتعيط والدموع مالية عينك..
( لمار بدأت تبكي بحرقة، والدموع بهدلتها)
_ أنا مش بعيط خالص يا أسامة .. انت اللي بتعيط
(أسامة بيحاول يلطف الجو، عايز يضحكها، راح ضغط على إيدها وبيسألها)
_ هو ايه الجحش كرافت اللي بيقول عليه الدكتور مختار ده.
(لمار انفجرت من الضحك، مش قادرة تمسك نفسها، لأن اسمه الويتشكرافت .. مش الجحش كرافت)
_ يا ناس .. مراتي اتجننت .. لمار اتجننت يا عم أبو لمار ..
_ انا اللي اتجننت بردو؟
_ اللي يضحك وهو بيعيط يبقى ايه؟ أكيد مجنون.
_ مجنونة بيك يا أوسوو
_ ربنا يخليكي ليا يا مرار ..
_ مرار في عينك .. اسمي لمار.
_ وحشتيني يا لمار..
_ تاني؟
_ التانية دي مجاملة .. مش حقيقة..
_ بقى كده؟ مجاملة؟ شكلي كده هنكد عليك النهاردة.
(أسامة بيقدم لها قطعة كيك، وبيتوسل إليها)
_ لا أرجوكي .. بلاش نكد نهاردة.
_ وبتديني الكيك ليه؟
_ دي رشوة .. علشان تلغي فكرة النكد من دماغك..
_ خلاص عفونا عنك.
******* #سيد_داود_المطعني ********
بعد الضهر .. كانت عزة أخت أسامة عنده، ومعاها ولادها..
_ أنا مش هرجع له الراجل ده تاني يا أسامة..
_ استهدي بالله يا عزة، ومتعمليش في أولادك كده، فريد يبقى جوزك، اللي ياما اتخانقتي معايا بسببه..
_ كنت بتخانق معاك لما كنت تشوفه في الطريق ومترضاش تسلم عليه..
_ أسلم عليه ازاي؟ وهو قاعد بين المسطولين..
_ انت بتتكبر على جوزي يا أسامة..
_ يادي النيلة عليا، هو احنا دلوقتي في اني بتكبر على جوزك، ولا في إنك جاية زعلانة وعايزة تتطلقي منه.
_ مش هرجع له يا أسامة .. ده بيصرف فلوسه كلها على المخدرات..
_ ما انا ياما كنت اقول لك كده، كنتي تزعلي مني، وتقولي لي مش بياخد فلوس من حد..
(أسامة بيطلع فلوس من جيبه، وبيقدمها لها)
_ خدي دول يا عزة، اصرفي على نفسك، وعلى أولادك، ولما يخلصوا تعالي خدي غيرهم.
(عزة تاخد الفلوس، وتبص لها من غير رضا، وتحطهم في شنطتها)
_ يعني من رأيك أرجع له يا أسامة؟
_ يستحسن يا عزة ترجعي له.
_ اللي تشوفه ياخي، حاضر، هرجعله.
(عزة تمسك إيدين ولادها وتمشي، بدون حتى ما تقول له سلام)
أسامة نفخ زفير بصوت عالي، بسبب ضيقته من الموقف..
لمار خرجت من جوة، ناحية أسامة.
_ ليه كده يا أسامة؟
_ ليه كده ايه يا لمار؟
_ ازاي تسيب أختك تمشي بالسهولة دي؟ هتروح لمين غيرك تشكيله من جوزها .. لا لا بجد زعلتني..
_ اسكتي يا لمار .. انتي مش فاهمة حاجة
_ مش فاهمة ايه؟
_ عزة أختي، كل فترة تعمل نفسها متخانقة مع جوزها، علشان تاخد فلوس مني، وهو اللي بيحرضها على كده أصلا..
_ حرام عليك تقول كده.
(أسامة بيبص على لمار بهدوء، وبيرشق عينه في عينها بنظرة براءة)
_ انتي تعرفي عن أخلاقي اني ممكن أتخلى عن حد في أزمة، حتى لو مش أختي؟
_ بصراحة لا.
_ للأسف اللي بقول لك عليه حقيقي .. بيعتبروني بقرة تحلب لهم الفلوس اللي عايزينها .. خصوصا اني كنت وحيد، ومرتبي كبير، ومفيش عليا التزامات، قالوا يضغطوا على عواطفي تجاه عزة، ويسبحوا مني الفلوس اللي عايزينها، مع إني ببعت لها فلوس من غير الحركات دي.
(لمار بتربت على كتفه تهديه)
_ ولا يهمك حبيبي .. ربنا يخليك عون لكل محتاج
_ ربنا يخليكي دايما الحاجة الحلوة اللي برتاح لها في المستنقع المقرف اللي عايشين فيه ده.
(لمار بتحاول تغير الموضوع بهزار)
_ تعالى لي هنا يا بيه، أنا افتكرت حاجة مهمة.
_ حاجة ايه حضرة الظابط .. انا مسرقتش حاجة
_ ايه حكاية أم ملك دي، وملك بنتها اللي كنت ساكن جنبهم.
(أسامة بدأ يحكي لها عن الشقة القديمة اللي كان ساكن فيها في الحارة اللي ساكنة فيها أخته، وام ملك كنت لطيفة معاه، وكانت دايما تقول له هجوزك بنتي ملك بعد ما تخلص الكلية .. ولما ظروفه المالية اتظبطت، ونقل في الشقة الجديدة، والوسط الجديد، كانت أم ملك تسأل عنه دايما، وتهزر معاه تقول له ملك بتسأل عليك)
_ وتتوقع مين اللي يكون عامل لنا السحر الأسود ولا الويتشكرافت ده؟
_ مش قادر أتخيل يا لمار، ازاي حد من قرايبي أو قرايبك يعمل كده.
_ بس المفروض تضغط على الدكتور مختار وتخليه يقول لك مين، علشان نلحق نتصرف.
(أسامة حاسس بدوخة .. وشه بدأ يتغير .. بقى شاحب .. بيفرز دهون من وشه)
_ مالك يا أسامة؟ فيك ايه يا أسامة؟
(أسامة بيمسك بطنه، وبدأ يرجع .. يستفرغ .. بيتخبط .. بيجري في الصالة من الألم، مع الاستفراغ، ولمار بتمشي وراه تصرخ، عايزة تمسكه .. تسنده)
_ أسامة .. يا أسامة .. مالك يا أسامة..
( أسامة بيحاول يسحب نفس من صدره، مش عارف)
_ هؤء ..هؤء .. هؤء
(عيونه اتقلبت للون الابيض، ووقع على الأرض .. ولمار بتصرخ)

_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآء
قصة ويتشكرافت الجزء الرابع من هنا
SHETOS
SHETOS
تعليقات