الحلقة الثالثة... صباح الموت
سلسلة_حمل_اسود..ج5
لما شوفت انس على الكنبة اللى ورا من مراية العربية حطيت ايدى على بقي علشان مصوتش والفت نظر بابا ، لكن هو وقف بالعربية لما خد باله ان وشى اتغير ، افتكر انى دوخت من طول الطريق او حاجة ، وقالى:
= فيه حاجة ياحبيبتى
مقدرتش انطق بنص كلمة ، وهو بيمد ايده علشان يجيب ازازة المياه من الكنبة اللى ورا، مبقتش قادرة امنعه ولا حتى عارفة احذره واقوله ان انس قاعد على الكنبة اللى ورا ، غمضت عينى وحاولت استوعب الاحداث لقيت بابا بيهز ايدى وعمال يقولى:
= اشربى يابنتى شوية مياه علشان تفوقى
فتحت عينى علشان اشرب لقيت انس اللى بيدينى المياه ، صرخت وازازة المياه وقعت من ايدى ، بابا حط ايده على كتفى وقالى :
= مالك ياحبيبتى اهدى بس ايه اللى حصل ؟ فهمينى ايه اللى جرالك
قعدت ابص حواليا ملقتش انس ، هديت وحاولت اخبي على بابا ، لانه سايق وفى الطريق ومش عايزة اشغله ، طول الطريق وانا سرحانة وبفكر فى كلام حازم وفى انس اللى بقى بيظهرلى فجأة وشكله مش انسان
القصة للكاتب مصطفى مجدى
لما روحنا البيت ، قولت اخد شاور واحاول انام واريح جسمي شوية ، وانا بقلع حسيت بحركة جوه الدولاب بتاعى ، مشيت ببطء ، ناحية الدولاب وانا مش ملمومة على بعضى ، كل مااقرب صوت الخروشة جوه الدولاب يزيد ، اول مافتحت باب الدولاب لقيت القطة بتاعتنا اللى كنا بنربيها فى البيت من كام سنة قاعدة فى الدولاب وبتبصلى وخايفة ، من من غير ماافكر هي جت ازاى ولا دخلت الدولاب منين فتحتلها علشان تخرج ، قطتنا شكلها ابيض وجميل جدًا وعينيها لونها اخضر فاتح ، اول مافتحتلها الدولاب لقيت لونها بيغمق شوية بشوية وبتنزل دم من بقها وعينيها احمرت وبقت سودا فحمة .
اترعبت وجريت على الصالة بره ندهت ماما اللى كانت قاعدة بتتفرج على برنامج اسمه العلم والإيمان فى التليفزيون :
= ماما الحقينى ياماما ، القطة بتاعتنا ماتت
.. قطة ايه اللى ماتت ؟ انتى اتجننتى؟
= اللى احنا طردناها من كام شهر بره البيت ، تعالى بس قومى هوريكي
القصة للكاتب مصطفى مجدى
مسكت ماما من ايديها ودخلنا الاوضة ، اول مافتحنا الباب ، لقينا الاوضة كلها مليانة قطط ميتة ودمها مغرق كل مكان وعيونهم حمرا ومفتحه وجسمهم اسود متفحم كأنهم اتحرقوا بعد ماماتوا ، ماما صوتت ، وبابا جه جري وحاول يهديها وهو مش فاهم ايه المنظر اللى هو شايفه ده ، مقدرناش نحرك حاجة من مكانها ، بابا على طول اتصل بالست اللى بتنضفلنا البيت ومفيش نص ساعة كانت عندنا وبسرعة نضفت الاوضة واحنا التلاتة خايفين وفى ذهول.
قعدنا على الكنبة اللى قصاد التليفزيون ، كان لسه برنامج العلم والايمان شغال ولقيناه جايب لقطة لكذا قطة سودا مليانين دم ومتفحمين وكان بيحكى ان القطط دى لما بتظهر ده معناه ان فيه ارواح سكنت فى المكان ومش هيمشوا منه تانى .
ماما قالت لبابا :
= احنا لازم نعزل من هنا ياسيد
.. اهدي بس مش كل اللى بتقوله البرامج حقايق ، ادينا قاعدين وكل حاجة هتبان
= انا مش هقعد فى البيت ده ساعة واحدة واديك شوفت وسمعت بنفسك ، ناقص ايه تانى علشان ننقل ؟
.. ناقص الارض لان احنا لحد دلوقتى مابنيناش عليها وغير كده مفيهاش مرافق ومش هنعرف نقعد فيها ، اسالى بنتك اهو هي كانت معايا وشايفة كل حاجة
وسط كلامهم انا سرحت لاني افتكرت منظر انس وهو معانا فى العربية وممكن يكون هو اللى دخل البيت علشان يمشينا منه ، لكن اتدخلت فى الكلام بسرعة وقولت لماما :
= المنطقة هناك خطرجدًا ومستحيل ننقل دلوقتى لان فعلا المرافق مش موجودة والدنيا هناك مش تمام وغير كده احنا مش ناقصين المواضيع اللى بتتقال عن المملكة الخامسة
.. لا انا مش ناقصة ، بص بقى انت وبنتك ، انتوا تبيعوا الارض دى والشقة دى وتجيب حاجة كويسة نقعد فيها ، لاحسن والله اطفش ومحدش فيكوا هيعرفلى طريق
ماما فى العادى عصبية لكن بقت عصبية بشكل اكبر من بعد انتحار حازم ، دخلت الاوضة بتاعتها وبابا دخل وراها علشان يهديها ، وانا قولت ادخل الحمام اخد الشاور اللى مخدتوش ، قلعت هدومى ودخلت الحمام قعدت فى البانيو ، بفتح المياه لقيتها قاطعة ، عندنا جراكن بنملاها مياه لما تكون المياه مقطوعة ، لكن المياه اللى فى الجراكن دى بالذات بابا كان ماليها لما المياه كانت قاطعة عمومى وملاها من الترومبة اللى بعدنا بشوية ، بيقول انها بتطلع مياه جوفية نضيفة نقدر نستعملها ، مليت البانيو منها وقعدت فيه ، فجأة النور قطع ولقيت قطة سودا خارجة من الحيطة جاية تجرى عليا بسرعة ، حطيت ايدى على وشى ، لقيت حد مسك ايدى وبيقولى :
.. متخافيش يامروة انا جنبك ......
الحلقة الرابعه من هنا