رواية سند الحلقة السادسة عشر

رواية سند
الحلقة السادسة عشر
ـ شريفة زاجرة باحتقار: ما شاء الله، حتى أنت بقى لك رأي، لا يا حبيبتي، [بتعالي] رأيك ده تحتفظي به لنفسك، الكلمة هنا كلمتي، وأنا قولتها كلمة، الولد هيفضل هنا ولو حتى محدش فيكم عايزه أنا هارميه فأي ملجأ ولا أنه يرجع لخطافة الرجالة، اللي خربت حياتنا.
ـ صافي متهكمة وقد واتتها الفرصة أخير للتعبير عن مشاعرها تجهاهها: بس كل اللي احنا فيه ده بسبب أساسا بسبب رأي حضرتك.
ـ شريفة ثائرة غير مصدقة لجرؤتها: أنت اتجننتي، أنت أزاي بتكلميني كده.
ـ شادي محتدا مدافعا عن زوجته: بس هي مغلطتيتش، لو حاضرتك كنتي اهتميتي ببابا زي ما اتحايلنا على حضرتك كان اتجنبنا موقف زي ده.
ـ شريفة منصدمة ومستنكرة: أنت بتحملني نتيجة جنان أبوك اللي على كبر.
ـ سامر مستاءا وقد وانته الفرصة للتعبير عن تعاطفه مع والده الذي طالما انكراه عليه: هو لما الواحد يحب أنه يعيش مع مراته ويعوض غربته، يبقى اتجنن.
ـ شريفة ملتفتة له بثورة محاولة وأد ذلك التمرد الوليد: حتى أنت يا سامر، خلاص كلكم دلوقتي شايفين أن أنا اللي غلطانة وأبوكم هو الضحية، بعد كل اللي عملته عشانكم.
ـ صافي بوقاحة متشجعة بدعمهم لها معبرة عما جاش لصدرها بسنين: عمي الله يرحمه هو اللي عمل الفلوس وجاب التوكيل، ولو حضرتك كنت اهتميتي بحياتك قد ما كنتي مهتمة بحياتنا، كان زمان كل اللي مكتوب لسليم دلوقتي متوزع على أولادك، [بخيلاء] وبالنسبة لوصاية سليم، فهي لسامر أو لشادي، أنما حضرتك مرات باباه.
ـ شريفة بصدمة لصمت والديها وتركها لتلك الحقيرة تتحكم بها: عجبكم اللي الهانم بتقوله، وأسلوبها معي.
ـ سامر مندفعا خوفا من أن تمسك أمه بزمام الأمور ثانية ويفقد هو استقراره بإصرارها على بقاء الصغير: ماهو حضرتك فعلا اللي بتقولي كلام مش منطقي، [باستنكار] سليم مين اللي يروح ملجأ، احنا كده مش بس هنتفضح، ده كمان شادي هيروح في داهية، ولا موقفك من سلمى نساكي أنه وصي عليه.
ـ شادي حانقا مصرحا بسخطه عن مراقبتها له وتدخلها بكل صغيرة وكبيرة: ده غير تدخل حضرتك المستمر في الشغل، رغم أنك عمليا صاحبة أقل نسبة أسهم، من فضلك يا ماما، احنا مش صغيرين، سيبينا نتصرف بحريتنا في حياتنا، وحضرتك اهتمي بالنادي والفاشون والحاجات اللي ممكن تهم ست في ظروفك وسنك.
تطلعت لهم شريفة بصدمة فتهربت أعينهم من مواجهتها، بينما واجهتها صافي بابتسامة شماتة، لتعلم أنه قد حان وقت حصاد ما زرعت، فحينما جرأتهم على معاداة أبيهم برغم كل ما ضحى به من أجلهم، كنت تزرع بأنفسهم الجحود والنكران، وهاهي تتذوق ثمار زرعتها، ولكم هي مرة وحارقة.
عودة من الفلاش باك
ـ سليم مبتسما: بس يا ستي، وأدي سليم في حضنك.
ـ سلمى حائرة: بس أنت أزاي عرفت اللي حصل بعد ما مشيت.
ـ سليم خجلا بخزي: هي مش أخلاقي، وعارف أن اللي عملته غلط، بس بصراحة قبل الزيارة دي، كنت مرتب أموري، اديت حد من الشغالين مبلغ محترم قبل ما احدد معهم الميعاد، كنت خايف أنهم يحاولوا يخفوا الولد بعد ما أمشي؛ وكان لازم يكون لي عين وسطهم.
ـ سلمى منصدمة من تصرفه الذي يخالف طبيعته: أنت عملت كل ده عشان ترجع لي سليم.
ـ سليم معارضا بمشاكسة: عشان أرجع لنا سليم، أنت ناسية أنه بقى ابني.
ـ سلمى نادمة على ظنونها به بالفترة الماضية بينما هو يسعى جاهدا لاسعادها: أنا أسفة يا سليم، أنا كنت متلخبطة خصوصا أنك ماوافقتش على موضوع البرامج ده، إلا بعد مقابلتنا لهدير، ورجاءها ليك أنك تتطلع بالبرامج، وقلت لنفسي محدش بيرفض طلب حبيبه.
ـ سليم ناظرا بعينيها بحب: ماهو كده فعلا.
ـ سلمى بغيظ: ياسلام.
ـ سليم هائما وهو يقبل يدها بحب: ما أنا كنت بنفذ طلب حبيبتي، وبرجع لها حبيب قلبها الصغير، وكان قلبي بيتقطع على حزنها وشكها فيا، بس كنت خايف أديكي أمل وأرجع أحزن قلبك.
ـ سلمى ممتنة وهي تبادله تقبيل الايدي : ربنا يخليكي لي ولا يحرمني منك أبدا.
ـ سليم بحب وهو يحتضنها هي و صغيرها بأحضانه: ربنا يخليكوا لي، ويقدرني أسعدكم، [مشاكسا] وميمنعش برضه أني كنت مبسوط وأنا حاسس بغيرتك علي.
استكانت بإحضانه سعيدة وهي تحمد الله أن عوضها عن كل ما عانته بحياتها، بإنسان كسليم، رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
****************************
بعد يومين بفرح سيف ببلدته
يقترب سليم بكرسيه وهو يحمل الصغير [الذي يرفض مفارقته ولو لوالدته] على قدميه أسفل منصة العروسين، فيهب سيف للنزول إليه والترحيب به
ـ سيف مرحبا بسعادة عارمة: حبيب قلبي اللي نور الفرح والبلد كلها.
ـ سليم سعيدا لصديقه: مبروك يا عريس عقبال الفرح الكبير.
ـ سيف متحمسا ومتلهفا بعد طول صبر: يارب يا سليم، [ضاحكا وهو يداعب سليم الصغير الذي رفض الذهاب إليه متمسكا بأحضان سليم] بس أيه ياعم الشغل اللي على كبير ده، خطط وحركات، ومخبي علي أنا كمان [معاتبا] طيب على الأقل كنت ساعدتك.
ـ سليم مبتسما وهو يراقب سلمى التي تركته بصحبة صديقه وصعدت للمنصة لتهنئة العروس: كان لازم أنا اللي اجيبه لها، لازم أكون راجلها وضهرها وسندها.
ـ سيف بحب وثقة: أنت سيد الرجالة كلها يا سليم،[مشاكسا] عقبال ما تخاوه.
ـ سيف راجيا وهو ينظر باتجاهها برجاء: يارب يا سيف، يارب.
ورغم بأنها لم تكن تستمع لحوارهما إلا أن وجهها تضرج خجلا من أن تنتبه محدثتها لنظراته الولهة لها.
ـ ندى بحب وامتنان: الله يبارك فيكي يا مدام سلمى، ربنا يفرح قلبك ويسعدك، سيف بيقول في طيبة حضرتك أشعار.
ـ سلمى بخجل: الدكتور هو اللي ذوق، وذوقه حلو كمان.
ـ ندى مبتسمة بخجل: تسلمي ده من ذوق حضرتك.
ـ سلمى ودودة رغم تحفظها مع الأخرين وقد رق قلبها لما تعرفه عن ندى: بلاش بقى مدام وحضرتك دي، ولا أنتي مش عايزانا نبقى صحاب.
ـ ندى مبتسمة: ياخبر، ده شرف لي.
ـ سلمى بود عارضة تكامل تعلمته منه: تسلمي يا قلبي، أن شاء لما تيجي لنا القاهرة، لازم تبقى عارفة أن لك هناك أخوات وسند.
ـ ندى ممتنة وقد التمعت أعينها بدموع العرفان: تسلمي يا حبيبتي ده..
ـ سيف من خلفهما مهنئا: مبروك على رجوع سولي يا سلمى.
ـ سلمى بسعادة غامرة وهي تنظر لصغيرها الذي لا تستوعب حتى الآن عودته لاحضانها: الله يبارك لحضرتك يا دكتور، مبروك لحضرتك.
ـ سيف شاكرا: البركة فيكي يا وش السعد، [مشاكسا] بس أنا كمان وش السعد عليكي.
ضحكت سلمى بخجل، لينظر سيف باتجاه سليم فيقابله وجهه المتجهم وعينيه المتوعدة.
ـ سيف مرحا بخوف مصطنع: لا يا ستي بطلي ضحك وروحي لجوزك، أنا عريس النهاردة ومينفعش أقعد متخرشم في الكوشة.
ضحكت بخجل وهنأتهما لتعود لزوجها، الذي تنطق ملامحه بالغيرة، التي أسعدت قلبها برغم توترها من غضبه.
ـ سليم بغيرة: ممكن أعرف كنتي بتضحكي على أيه.
ـ سلمى بخجل وهي تبتسم لذكرى شبيهة أوضحت وقتها مشاعر سليم نحوها: بابارك لهم عادي يعني يا سليم.
ـ سليم معاتبا: طيب يرضيكي أنت تضحكي وأنا قلبي يتحرق.
ـ سلمى بسرعة ولهفة: سلامة قلبك.
ـ سليم زافرا بحرقة: هما مش بيسموها برضه نار الغيرة.
ـ سلمى بخجل وحب: بس مفيش حد يستاهل أنك تغير منه، مفيش حد يستاهل يتقارن بيك أصلا، أنا ضحكت لأن الدكتور جاب سيرتك، لأن معرفتش الضحكة إلا معك يا سليم.
ـ سليم مشتتا بفعل كلماتها: لا حرام عليكي بقى يوم ما ربنا يكرمك وتنطقي، يبقى في ميدان عام كده.
لتضحك ثانية بخجل فيطير قلبه فرحا بسعادتها وأن ازدادت غيرته اشتعالا.
وبينما هما ترفرف عليهم غيرة المحبة كان غيرهم يحترق بغيرة الحقد والحسد.
ـ شاب فظا بحقد: ده اسمه قلة استعنا.
ـ ليلى وهي تتطلع حولها محرجة: ليه بس يا سامي.
ـ سامي مؤنبا وهو يضغط على ذراعها بعنف: هو أيه اللي ليه، أنت معندكيش عقل خالص، هو اتفق معايا الخطوبة هتبقى بعد شهرين أزاي تبقى بعد أقل من شهر وكمان كتب كتاب.
ـ ليلى مستعطفة محاولة احتواء ثورته: والله زي ما قولت لك، دكتور سيف راح يحجز القاعة ملاقش غير النهاردة أو بعد ست شهور، فرجع كلم ماما والباشمهندس شريف جوز أختي وأستأذنهم وهما وافقوا على الميعاد.
ـ سامي حانقا: وما اتصلش بي ليه، ولا مش قد المقام، طبعا واحد مهندس والتاني دكتور، هيعبروني أنا، وبعدين اشمعنا ده اللي أمك وافقت تكتب له، ما أمك مارضيتش تخدمي أمي طول الأسبوع اللي بقضيه هنا في البلد وقلت لها نكتب ما رضيتش .
ـ ليلى بصوت مختنق: عشان خاطري وطي صوتك، الاتفاق أصلا كان مع ماما وجوز أختي، أنت كنت معزوم، وبعدين ماما مارضيتش تكتب لنا لما أنت مارضيتش تمضي على القايمة وقلت لما نيجي نتجوز، لكن هما هيعيشوا في مصر وهيضطروا يسافروا سوا كذا مرة للجهاز فطده أحسن.
ـ سامي هازئا وهو يلكزها بغلظة: وليكم عين، قايمة أيه يا أم قايمة، أن مكنتش أنا اللي هاجهز.
ـ ليلى منكسرة وقد احتبس الدمع بعينيها: أنا مغصبتكش، ده اتفاقنا من الأول، ده حقي أصلا.
ـ سامي محتدا يسترجع كلمات والدته المسمومة: كسر حقك، أمي كان معها حق، لسه ما اتجوزوش وابتدايتي نمردة.
ـ ليلى منصدمة من اتهامه لها بالتمرد بينما تزداد انكسارا بكل لحظة: أنا يا سامي.
ـ سامي متوقحا وهو يلقي عليها دلائل تمردها من وجهة نظره: ده الأسبوعين اللي فاتوا مروحتيش لأمي غير تلات مرات، ده غير التليفون اللي بقيتي ما بتروديش عليه.
ـ ليلى منتحبة وهي تتطلع حولها بحرج: كنت مشغولة مع ندى، وبعدين أنت كنت مش بتتكلم غير تشتمني عشان ما روحتش.
ـ سامي مقرعا وقد سقط لسانها بجرمها: قوم تشتري دماغك ومترديش علي، ونعم التربية، [بفظاظة يصب باذنيها ما صلاه أنه بإذنه دون مراجعة] من الأخر كده يا بنت الناس لمصلحتك، جزمة أمي فوق دماغك ولو البيت عندكم بيولع، تسيبيه وتروحلها وبعد ما ترجعي تطفيه، ومسمعش حسك بتقولي ده جاب ولا ده أدى، وترجعي ليلى العاقلة اللي عارفة وضعها ومصلحتها، ولا أيه.
انسالت دموعها بألم لينتقل بصرها تلقائيا تجاه شقيقتها ترى السعادة بعينيها بينما سيف يهمس بأذنيها بكلمات أشعلت وهج خديها، لتنظر ثانية لوجهه المتحفز لإجاباتها لتسأل لنفسها بصمت هل هي تلك الحياة التي ستحياها دوما، وهل هذا رجل تأمنه على حياتها، على يستحق خوفها من كلام الناس أن تضع حياتها تحت رحمة والدته وتحكماتها، أم أن شقيقتها كانت على حق، أما أن تحظى بحياة حقيقية، أو أن تبقى بحياتها، لا أن تزيد وضعها سوء.
ـ ليلى وقد اشتعلت بداخلها جزوة تحدي لطالما خبت تحت رماد الخضوع: أيه.
تركته وراءها بلامبالاة، مصدوما من تجرأها على معارضته للمرة الأولي يحترق بنار غضبه، وهو الذي لطالما أحرقها بإهانته وتحكماته، لتمر من أمام سليم وسلمى وعلى وجهها ابتسامة، فقدتها منذ ارتبطت به.
ـ سلمى زافرة براحة: أهي الحمد لله، سابته ومشيت وشكلها كمان هي اللي كبسته، أهدى بقى.
ـ سليم حانقا على أشباه الرجال: بعد أيه بعد ما على صوته أكتر من مرة، وكان ناقص يضربها، [بنظرة مختلفة لائمة] وأنت شايفاني أقل من أني أساعدها.
ـ سلمى مستنكرة بسرعة وصدق: أنا يا سليم، ده أنت أكبر من أنك تنزل لمستواه، [عاتبة على سوء ظنه] أنا مرضيتش أنك تروح لهم عشان متبوظش فرحة صاحبك، وبعدين أحنا ضيوف غرب وميصحش ندخل بين الأهل.
ـ سليم منفعلا برجولة: وهو يصح أنه يستقوى على بنت وينكد عليها يوم فرح أختها.
ـ سلمى متأثرة بحال ليلى وما سمعته عن جبروت سامي وأمه: ربنا يراضيها، [محاولة جذب انتباهه بعيدا عن ذلك الذي ينظر له حانقا يود له تركته يضربه] بس بصراحة مش فاهمة أزاي بأخلاق المهندس شريف يسيب حماته تتسجن بسبب جهازه.
ـ سليم مدافعا: لا هو مسبهاش، هو طبعا مكنش معه فلوس كفاية خصوصا أنها مديونة بمبلغ كبير جدا، وهو لسه خارج من مصاريف تجهيزاته هو، بس سيف قالي أنه أكتر واحد ساهم عشان تخرج، بس طبعا في السر وإلا يقل من نفسه.
ـ سلمى مستنكرة ومستاءة: لا حول ولا قوة إلا بالله، عادات متخلفة حولت الإحسان لإهانة، كل عروسة من حقها مهر تتصرف بيه براحتها، وجهازها بالكامل على العريس، وبعدين العادات حولت المهر لتجهيز العروسة، ودلوقتي مفيش مهر وكمان بتساعد بالجهاز، ويجي بعد ده كله يتشرط تجيب أيه وما تجيبش أيه.
ـ سليم حانقا: هو ده تفكيرهم وليلى وغيرها هما اللي بيدفعوا التمن، ويقبلوا بأي جوازة والسلامة، المهم أنه يوافق ياخدهم بشنطة هدومهم.
ـ سلمى متغنجة وهي تنظر لعينيه: طيب واللي مكنش عندها حتى الهدوم وخرجت من المستشفى بالفستان بتاعه.
ـ سليم وهو ينظر لها بهيام: دي ست الناس كلها، وعمري كله مش خسارة فيها.
ـ سلمى خجلة: يسلم لي عمرك يا عمري كله.
****************************
يوم الجمعة بالنادي
ـ هدى متلهفة وهي تحتضن سليم الصغير: حبيبي، حبيبي وحشتني.
ـ سليم سعيدا وهو يحتضنها بحب: مامي.
ـ هدى متألمة وقد ترقرقت الدموع باعينها: لا يا قلبي أنا قلت سلمى مامي، أنا آنت هدى.
ـ سلمى مبتسمة: لا طبعا، أنا مامي، وأنت مامي هدى.
ـ هدى ممتنة ومعتذرة بحرج عن حرمانها من ابنها وأن لم تشارك به: تسلمي يارب، أنا أسفة والله ما كنت أعرف.
ـ سلمى بود محاولة اغلاق تلك الصفحة من علاقتهما معا: عارفة، وعارفة كمان أنك حكيتي لسولي الحقيقة وقلتي له أني مامته وأني كنت تعبانة، وأني بحبه ولازم يجي يعيش معي.
ـ هدى محرجة: ده حقك، وأنا متشكرة أنك جيتي زي ما وعدتيني، وأنا لو كنت أعرف الحقيقة من الأول...
ـ سلمى مبتسمة بامتنان: المفروض أنا اللي أشكرك، أنت راعيتي ابني وحبتيه، ولما عرفتي الحقيقة ساعدتي في رجوعه لي، وده جميل لا يمكن انساه، وكل جمعة هنتقابل هنا، وكمان ممكن تنورينا في البيت في وقت.
ـ هدى ممتنة وهي تحتضن الصغير بحب: ربنا يخليهولك ويبارك لك فيه.
ـ سلمى مبتسمة: ويسعدك يا حبيبتي ويفرح قلبك، ويرزقك ما تتمني.
ـ هدى متلهفة: آمين، [بحرج وانكسار تتوسل ما كان حقها يوما] طيب هندخل الالعاب ولا تحبي نقعد هنا عالطرابيزة.
ـ سلمى مشاكسة محاولة رفع الحرج عنها: وأنا مالي أنا، سولي معكي وأنت حرة، [مشيرة لمنضدة بعيدة] أنا هاقعد هناك مع سليم، وأنتم خدوا راحتكم ولما تتعبوا تعالوا لنا هناك نتغدى سوا.
ـ هدى سعيدة لإنفرادها بالصغير وثقة سلمى بها: ربنا يخليكم لبعض، يالا يا سولي نتمرجح.
ابتسمت سلمى بحنان وهي تلمس حبها لإبنها، لتجلس بجوار سليم وعلى وجهها آيات التأثر بحالها.
ـ سليم مهتما: مالك يا ساسو، متقلقيش على سليم، احنا شايفينه من هنا.
ـ سلمى بسرعة: لا طبعا مش قلقانة أنا بس صعبت علي، ربنا ما يحرم حد.
ـ سليم متيقنا وهو يضغط كفها بين يديه: سبحان مغير الأحوال، فاكرة يا ساسو الطرابيزة اللي احنا قاعدين عليها دي، هي نفس الطرابيزة اللي قاعدنا عليها عشان نراقب سولي من بعيد، واللي لم شملك على سليم قادر يرزقها ويفرح قلبها.
ـ سلمى مترجية: ربنا يعوضها خير ويراضيها.
****************************
بشقة سليم
ـ سلمى عاتبة: مش كنت جيتي معي أنت والولاد.
ـ نهى مبتسمة بثقة: يا بنتي كنت معاقبهم من الأسبوع اللي فات، والدكتورة مأكدة علي أني ماتراجعيش أبدا بدل قولت واختارت عقاب مناسب للغلط، بتقول أن التراجع عن العقاب بيخلي الطفل يعيد غلطه ومقاومته للتقويم بتبقى أشد، وأنا ما صدقت ربنا هداهم وبقيت عارفة اتفاهم معهم.
ـ سلمى سعيدة بما وصلت له علاقة نهى بابناءها: ربنا يهديهم ويحفظهم، بس اليوم من غيركم كان ناقص كتير.
ـ نهى مشاكسة: هو برضه أنت بيبقى ناقصك حاجة ولا حد وأنت مع سليم يا نصابة.
ـ سلمى ضاحكة بمشاكسة: لا طبعا، بس انتم حاجة وهو حاجة تانية.
ـ نهى بحب: ربنا يبارك لكم في بعض ويبارك لي فيكي وما يحرمنيش منك.
ـ سلمى مترددة وقد كسى الحزن وجهها: نهى في حاجة المفروض تعرفيها بس مش عارفة أقولها لك أزاي.
ـ نهى قلقة من تغيير مزاج صديقتها المفاجئ: في أيه، قلقتيني.
ـ سلمى متلعثمة لا تدري وقع الخبر على صديقتها: أنت عارفة من الأول أن وجودنا هنا مؤقت، وبصراحة سليم كان مش مرتاح لموضوع الفوايد، بس بما أنه كان شايف أنه مش قد الشغل وحاططها ببنك أسلامي، تقبل الوضع على أساس أنه مضطر، [وهي تفرك كفيها بارتباك] بس دلوقت هو شايف أن الأوجب أنه يشغل الفلوس دي، وقرر يفك الوديعة، ويبيع شقته، ويشتري عمارة نسكن فيها وفي الوقت نفسه يفتح شركة رحلات، خصوصا أن دكتور سيف بيدور على شقة؛ وهما نفسهم يبقوا قريبين من بعض.
ـ نهى بابتسامة هادئة: ربنا يوفقكم يا سلمى، ويجعله سكن السعد.
ـ سلمىمندهشة، متفجأة من تقبلها للأمر بهذه البساطة: يعني أنت مش زعلانة مني.
ـ نهى مستنكرة: لا طبعا، الطبيعي أنك تدوري على مصلحة جوزك، دي حاجة متزعلش، [مترددة] بالعكس أنت تقريبا حسمتي موضوع كنت مترددة فيه.
ـ سلمى بفضول: موضوع أيه.
ـ نهى مضطربة فاكرة كفيها بتوتر: لما روحت للمحامي عشان الولاية التعليمية، قالي معلومة قانونية، أن لو في ملكية على المشاع، وفرد مختفي أو رافض البيع، ممكن الباقيين لو يملكوا أكتر من التلات أربع، أنهم يبيعوا من غير موافقته أو حضوره، وبيودعوا نصيبه بالمحكمة.
ـ سلمى حائرة لم يصلها المغزى منه: مش فاهمة.
ـ نهى متوترة: يعني هو كان نصحني بما أن ناصر مختفي، وأنا وأخواته البنات نملك أكتر من التلات أربع، خصوصا بعد ما دعاء اتنازلت لي عن نصيبها، أننا نبيع البيت ونسيب له نصيبه بالمحكمة.
ـ سلمى مندهشة من تفكيرها بتلك الخطوة الجريئة: وأنت بتفكري تعملي كده.
ـ نهى مضطربة: بصراحة كنت مترددة، بس ده ورثي، وأنا مش هاخد غير حقي، وبعدين ناصر عايش حياته ونسينا، يبقى المفروض أنا أدور على مصلحة ولادي،[حانقة وهي تتذكر محاولات دعاء لعودتها بحياتها وتسميم أفكار ولديها بأنها من تسببت برحيل والدهما] دعاء مش سيباهم في حالهم وكل ما تقدر بتقلبهم علي، وهتضيع تعبي الفترة اللي فاتت، ده غير اللي بتعمله كل ما تعرف أننا كنا عند ماما ابتسام، اللي مش بتقدر تيجي تزورني ابدا بسببها، وأديكم أنت كمان ماشيين، يبقى أبيع أن كمان وأشتري جنبكم،
ـ سلمى سعيدة وهي تقفز كطفلة لتحتضنها: يا حبيبتي يا نهى، بجد ريحتي قلبي، وشيلتي هم من على كتافي.
ـ نهى بحب: ربنا يخليكي لي، [مشاكسة] لتكوني فاكرة أنك هتعرفي تخلصي مني.
ـ سلمى مترجية بصدق: ربنا يبارك لي فيكي ياقلبي ولا يحرمنا من بعض أبدا.
ـ نهى مؤمنة بيقين برحمة الخالق: أمين يا رب العالمين.
****************************
بمكتب أحد المحامين
ـ سليم هادئا: أنا اللي شجعني كلام سلمى عن حضرتك، وقد أيه كنت محترم ومتفهم ظروفها، حتى سعد نفسه، قال لها كده على حضرتك.
ـ المحامي مركزا: أنا فاكر مدام سلمى كويس، وكنت متعاطف مع قضيتها جدا، وكمان قضيتها كانت مضمونة [بتذكر] طليقها كان شاري الأراضي باسم أبنها مباشرة، وكمان كان فاضل لها حاجة بسيطة قوي وتكمل سن الرشد، بس هي اختفيت فاجأة اتصلت بيها أكتر من مرة، عمتها ردت علي وقالت لي أنها اتجوزت وسافرت مع جوزها، بعد ما سابت الولد لأخواته.
ـ سليم مستنكرا: وحضرتك صدقتها.
ـ المحامي مستاءا: لا طبعا، خصوصا وأنها كانت حكيالي على كل اللي عملوه معها، بس أنا أخدت عنوانها من الملف، روحت لقيتها باعت الشقتين، وكمان ابن المرحوم جه الجلسة وسليم معه، ومكنش في إيدي حاجة أعملها.
ـ سليم متسائلا: طيب وبعد اللي حكيته لحضرتك.
ـ المحامي بأدب: طبعا أنا مش مكدبك، بس بهاء سكرتيري من يوم ما فتحت المكتب، ده غير أنه ظروفه حاليا صعبة جدا، وبعدين حضرتك بتقول أن المدام أكدت لك أنها كانت قارية الورق اللي مضاها عليه.
ـ سليم مؤكدا: أيوه بس سعد قالها بنفسه أن السكرتير بتاع حضرتك مضاها على عقد البيع على أنه إجراءات القضية والتوكيل، وطبعا هي وقتها مركزيتش غير في ضياع ابنها، وبعدين حجزوها بالعباسية زي ما فهمتك.
ـ المحامي بتفكير وهو يضغط زر استدعاء مساعده: كله هيبان، ولو ده حصل فعلا، يبقى أنا مسئول قدام حضرتك أني أرد لها حقها.
ـ شاب مهذبا وهو يدلف للمكتب بهدوء: افندم يا أستاذ.
ـ المحامي ببساطة: بهاء، جهز ملف لقضية أستاذ سليم، بس متفتحش ملف جديد، هو ليه ملف قديم بس باسم زوجته.
ـ بهاء مبتسما: المدام اسمها أيه، عشان استخرج القضية من الكمبيوتر.
ـ المحامي وهو يضغط على حروف كلماته بتركيز: سلمى محمد السيوفي، فاكرها يا بهاء.
ـ بهاء متوترا وبصوت مرتجف: لا.
ـ المحامي بدهاء ولم يفته توتر بهاء وارتجاف يديه: أزاي ده كانت قضية مهمة، قعدت فترة شغلاني.
ـ بهاء مرتبكا: دي مجيتش غير مرتين وبعدين اختفت واتنازلت لأولاد طليقها.
ـ المحامي متهكما وقد تيقن مما أراد: ما أنت فاكر كل حاجة أهو، امال بتستعبط ليه.
ـ بهاء متوترا: هو في أيه يا أستاذ، هو أي حد هيرمي بلاه علي هتصدقه.
ـ المحامي محتدا: وأنت عرفت منين أن الموضوع في رمي بلا، [بصرامة] قسما بالله يا بهاء، لو ما قلتي لي كل حاجة بمزاجك، لأعرف برضه غصب عنك، بس ساعتها حسابك معي هايزيد، وأنت أكتر واحد عارف أنا ممكن أعمل فيك أيه، وأنت مش ناقص.
ـ بهاء منهارا لعلمه بطبيعة رئيسه الصرامة: والله ما مضيتها، أنا نصبت على النصاب مش أكتر.
ـ المحامي آمرا ومقرعا: أقعد واحكي لي اللي حصل كله بهدوء، و أنا هاحدد أنت نصبت على مين بالظبط.
ـ بهاء متلعثما وهو يجلس متوترا على طرف الكرسي كمن يستعد للفرار بأي لحظة: حضرتك تفتكر أن جوز عمتها جه هنا بعد ماحضرتك مسكت قضيتها، وحضرتك طردته، [ابتلع ريقه بغصة] بس ساعتها أنا كنت خاطب شاهنده، وحضرتك عارف وقتها قد أيه كنت مزنوق.
ـ المحامي بنفاذ صبر: اخلص يا بهاء مش هتحكي لي قصة حياتك.
ـ بهاء متوترا وهو ينظر له مستعطفا: هو كان سمع مكالمتي مع حمايا وهو مستني يدخل لحضرتك، وبعد ما طردته لاقيته مستنيني بعد الشغل على الكافتيريا اللي قدام المكتب، وقالي انه عرف أن خطوبتي هتتفسخ عشان الماديات، وأنه يقدر يساعدني، بس أنا كمان اساعده.
ـ سليم ثائرا لتسطيحه لجرمه بتلك الوقاحة: وساعدته.
ـ بهاء منكسرا وهو ينظر لرئيسه مستعطفا: غصب عني، حضرتك كنت عارف أنا بحب شاهنده قد أيه، وبباها رفض يصبر علي، وكان مصمم يفسخ الخطوبة ويجوزها لابن صاحبه الجاهز، وكل المطلوب مني أن اغفلها وامضيها وهاخد اللي يحل مشكلتي، من غير أي حاجة تديني.
ـ سليم محتقرا وقد احتقن وجهه غضبا: يمكن في الدنيا، لكن ربنا لا عايز لا اثبات ولا قرائن.
ـ المحامي بصرامة وهو يشير لسليم بالتريث حتى يستخلص الحقيقة كاملة: كمل.
ـ بهاء بخزي: بصراحة الشيطان لعب في دماغي ووافقت، لكن المشكلة أن المدام كانت علطول متوترة ومش بترضى تاخد وتدي في الكلام، جيبت ورق توكيل مضيتها عليه كتجربة، فصصته كلمة كلمة وكانت شكاكة جدا ومتوترة، [انقبضت ملامح سليم فهو يعرف مشاكل حبيبته مع الثقة بسبب ماعانت] فعرفت أن الموضوع مش هينفع.
ـ المحامي مهتما: امال عملت أيه؟
ـ بهاء بصوت خافت وهو يفرك يديه بتوتر: فكرت أنها لو عرفت ممكن تبلغ عني، لكن لو ضحكت على جوز عمتها، مش هينفع يروح يقول أني نصبت عليه ومنصبتلوش عليها.
ـ المحامي حائرا: ونصبت عليه هو أزاي.
ـ بهاء بهدوء آملا عفوهما بما أنه خدع الخصم: خدت صورة من الورق اللي مضيت لي عليها بالاسكنر، ونسخت الامضا على الورقة اللي هو عايزها وطبعتها بالالوان.
ـ المحامي منتبها باهتمام: يعني الورق اللي مع سعد متزور بالكمبيوتر.
ـ بهاء مؤمأ بايجاب: أيوه، أنا سلمته الورق وهو سلمني الفلوس، وكنت مستني أنه يرجع يتخانق معي، بس عدت على خير ولا هو ولا مدام سلمى جم تاني.
ـ سليم غاضبا وهو يتجه نحوه بكرسيه: عدت على خير يا حيوان، الخير بتاعك ده، دخل الغلبانة مستشفى المجانين وحرمها من ابنها.
ـ المحامي و هو يفصل بينهما بسرعة: اهدى يا أستاذ سليم، ربنا ما بيسبش حق حد، الهانم اللي ظلم مراتك عشان يتجوزها خدت حقكم وبزيادة، البيه محكوم عليه بالسجن، مراته خلعته بعد شهرين بس جواز، وسرقت العفش ودهبها اللي مكتوب في القايمة ورفعت بيهم قضية تبديد، [ متحكما بكرسي سليم ليجلسه بعيدا] ده غير تلفيق قضايا الضرب والتعدي من أهلها كلهم، وزي ما مدام سلمى اتحرمت من ابنها، هو كمان ميعرفش شكل بنته اللي اتولدت وهو مطلق، وطليقته حالفة ما يعرف لها شكل.
ارتفع نحيب بهاء بقهر، ليلتفت له المحامي بجفاء دون ذرة تعاطف.
ـ المحامي صارما: كنت مستغرب أزاي واحد كويس زيك، يقع واقعة زي دي، بس فعلا من أعمالكم سلط عليكم، وربنا ما بيظلمش حد، [مهددا] أنت شغال معي بقالك سنين وأظن مش محتاج أقولك أنا أقدر أعمل أيه، حتى لو مش عليك قواضي، تخرج من هنا على بيتك، واياك تفكر أنك ممكن تختفي، أو تهرب مني، لحد ما أقرر هاعمل معاك أيه.
هز رأسه بعنف دليل فهمه ورضوخه وهو يهرول للخارج بسرعة.
ـ سليم منفعلا: حضرتك أنا مش فاهم الوضع هيبقى أزاي بعد اللي هو قاله ده.
ـ المحامي منتشيا وهو يبتسم بدهاء: الوضع بقى أفضل مما تخيلنا، ومش بس هنقدر نرجع الشقتين، ده احنا هنطلع على سعد الجديد والقديم.
ـ سليم متحمسا لرؤية وقع الخبر عليها: طيب هو الحقيقة أنا استدرجت سلمى في الكلام لحد ما عرفت اسم حضرتك، مكنتش عايز أديها أمل على الفاضي، لكن طبعا دلوقتي ممكن أكلمها ونتفق مع حضرتك على اللي هيحصل.
ـ المحامي مبتسما: لو حضرتك عايز تبلغها براحتك، لكن بالنسبة لي أنا مش محتاج منها حاجة، التوكيل اللي هي عملته لي لسه ساري مالاغيتهوش، وبالنسبة للخطوات متقلقش أنا عارف هاعمل أيه كويس، ولو حضرتك تقصد اتفاقات مادية، فاتعابي في القضية دي هيكون اعتذار أن مكتبي شارك ولو بدون معرفتي في الظلم اللي اتعرضت له.
ـ سليم ممتنا حامدا الله على وجود الشرفاء أمثاله: متشكر لحضرتك جدا، حضرتك أنسان محترم ومحامي شريف.
****************************
ياترى حق سلمى هيرجع، ونهى هتقدر تاخد الخطوة اللي فكرت فيها ولا هتتراجع
****************
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1