رواية بنت العمياء الحلقة الرابعه والاخيره


بنت العمياء ح4
الحلقة الأخيرة
الأم في المستشفى مفيش عندها غير دينا وخطيبها آدم.
آدم اللي خايف عليها أد خوفه على خطيبته وبيحاول يعمل أي حاجة علشان يحسسها بالأمان.
دينا فاقدة التركيز ومش قادرة تسيطر على أعصابها، وعيونها من الدموع بقت زي صنبور مياه في كولدير سبيل مش بيتقفل أبدا.
أدم موجه كل تركيزه مع الدكاترة، ومنتظر نتيجة التشخيص.
وكان خايف زي دينا بالظبط أن أمها تكون أصيبت بجلطة في المخ أفقدتها النطق وهتفقدها الحركة، وساعتها نفسية الأم والبنت هيتدمروا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في البيت..
كان ربيع ومجدي قاعدين منتظرين.
_ أووف .. هي الزفتة دينا دي أخدت أمها وراحت فين؟
_ أكيد راحت تكشف لها عند أي دكتور يا ربيع
_ أنا اتخنقت م البنت دي وكرهتها، هي سبب كل البلاوي اللي بتحصل دي
_ هي ذنبها إيه يا ربيع بس؟
_ البنت خلت أمها تحس إننا عايزين نتخلص منها ونرميها لما اقترحنا انها تدخل دار مسنين
_دينا لسة صغيرة يا ربيع، متعرفش قيمة كلامنا
_ يعني انت مؤيد موقفي يا مجدي؟
_ أكيد طبعا .. واللي هنعمله في مصلحة ماما أكيد
(ياااااه ... بالسهولة دي حاسين إنهم بيتصرفوا صح، وإن دينا هي اللي غلط)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى توقيع الكشف الطبي على الأم، وأخبرهم الطبيب إنها مصابة بإلتهاب في العصب السابع، هو اللي سبب لها المشكلة دي.
والموضوع هيحتاج علاج شهر وهترجع زي الأول، وهتتكلم بشكل طبيعي، وعلشان كده كانوا فرحانين خالص إنها لم تصب بالشلل.
دينا بكت بكاء شديد، وجريت على أمها تحتضنها، وتعتذر لها عن كل الأسى اللي اتسببت لها فيه.
الأم بتطبطب على كتفها، وتتهز راسها، يعني مفيش حاجة، لكن الالتواء في انحراف الفك عندها خلاها مش عارفة تنطق..
آدم بيجري زي الرهوان يجيب العلاج، ويجيب لها عصير تسند بيه نفسها قبل ما يخرجوا، وأكل لخطيبته..
كان زي النحلة، مش بيقعد، كل همه إنه يجري يخلص اجراءات المستشفى، ويهيألها مناخ كويس للعودة للمنزل.. لحد ما حس إنها على أتم الاستعداد للخروج من المستشفى، جاب لها تاكسي وركبوا كلهم راجعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في البيت..
كان ربيع ومجدي منتظرين بيشربوا شاي، والباب اتفتح، ودخلت دينا بتمسك أمها، وآدم داخل وراهم ماسك العلاج..
ربيع ومجدي بيجروا عليها ملهوفين.
_ مالك يا ماما مالك.
(الأم مش عارفة تنطق، وآدم بيرد بالنيابة عنها)
_ متخافش يا أستاذ ربيع، أمكم كويسة
_ هي مالها؟
_ إلتهاب في العصب السابع بس ان شاء الله هيخف مع العلاج.
(ربيع بيبص على دينا، بعد ما بدأت تسند أمها)
_ هو انتي ليه ما قلتيش انك في المستشفى لما اتصلتي؟
_ أنا كلمتك وانا في البيت.
_ تقول ايه الناس علينا، لما تشوفك آدم راجع بماما من المستشفى، واحنا قاعدين فوق ..
(دينا متضايقة خالص، ومش مستحملة، وبتنفخ)
_ أنا اتصلت بيكم انتوا الاتنين قبل ما اتصل بآدم، وكنت بصرخ عايز أي حد ينقذني .. بس حضراتكم اتأخرتوا .. وكان آدم وصل بسرعة، وفي نفس الوقت كان طالب الاسعاف تحصله.
(دينا دخلت بأمها أوضتها علشان تنام، وآدم بيسند الكيس على الكنبة جنبه، ومنتظر خروج دينا علشان يقول لها ماشي)
(ربيع ومجدي بيبصوا لبعض .. ويرجعوا يبصوا لآدم، وكأنهم بيكلموا بعض بلغة العيون)
ــــــــــــــــــــــ

دينا بتخرج من الأوضة علشان تفك لحظات الصمت دي، وتشاور لآدم يقعد ع الكنبة.
_ اقعد يا آدم .. واقف ليه؟
_ أنا مستنيكي علشان أقولك لو احتجتي حاجة كلميني، أنا همشي.
(ربيع بيبص له)
_ هتمشي ليه؟ ده احنا عايزينك ضروري.
(آدم ودينا بيبصوا لبعض، مستغربين الجملة)
_ عايزيني أنا؟ ليه؟
_ عايزين نحكي معاك انت ودينا في موضوع كده
_ موضوع ايه ده؟
_ اقعد الأول بس .. اقعدي يادينا..
ــــــــــــــــــــــ
آدم بيقعد وهو محتار مش عارف ايه اللي حاصل، أو هما عايزينه في ايه
دينا بتقعد وتبص لربيع، وكانت أصلا متضايقة منه، وبتكلمه بقرف.
_ هاه خير! عايز ايه؟
_ عايز أقول لكم حاجة واسيب لكم القرار
_ حاجة ايه؟
_ بس توعديني إنه يكون سر بعيد عن أمك
_ متخافش مش هقول لها حاجة .. لأني مش عايزة أتعبها أكتر م اللي هي فيه.

(ربيع بيبص عليه نظرات درامية، وبياخد نفس)
_ انتي عارفة أمك كانت عايزاني أنا ومجدي في ايه؟؟
_ علشان توافقوا على جوازنا وسفرنا .. ما اهي قالت لي.
_ لاااااا مش كده خالص
_ أومال ايه؟؟
_ أمك كانت عايزانا نقول لك إننا هناخدها تعيش معانا، ونراعيها، ونبدل عليها، ومنسيبهاش لحظة، علشان انتي تسافري مطمنة عليها ... لكن في الحقيقة هي اتفقت معانا اننا نحجز لها دار مسنين تعيش فيها، بس أهم حاجة إنك تسافري وانتي معتقدة إنها عايشة معانا وتحت رعايتنا.
(دينا بتنفجر في البكاء)
_ وانتوا وافقتوا على كلامها؟ وافقتوا؟
_ احنا مش هنقدر نخالفها، واتفقنا مع الدار بالفعل، على أساس كل آخر أسبوع تزور حد فينا
(دينا بتصرخ في وشه)
_ انتوا ايه؟ حجارة؟ مفيش عندكوا قلب؟
_ اقعدي يا بنت واسمعي الكلام، واتكلمي بصوت واطي علشان أمك متسمعناش.
(ربيع بيبص على آدم)
_ طبعا يا أستاذ آدم بعد اللي حصل النهاردة، والحالة اللي اتعرضت لها أمنا، أكيد هتكون عايزة رعاية، وأكيد كمان مش هينفع تروح دار مسنين، وتتعب كل شوية كده.
_ والمطلوب مني ايه؟ وانا عيوني للست الوالدة.
_ أنا مش هطلب حاجة .. بس انت أكيد بقيت شايف وعارف إن دينا لازم تفضل جنب أمها.
_ والمطلوب مني بردو ايه؟
_ معرفش بئى .. انت تشوف نفسك هتقدر تعمل ايه؟ سواء تفسخوا الخطوبة .. سواء تسافر وحدك وتؤجلوا الجواز .. أي حاجة.
(دينا منهارة في العياط، وآدم بيبص عليها، وجسمه بيفرز عرق، متلخبط .. مرتبك .. بيفرك في صوابعه)
_ يا حبيبتي يا ماما .. يا حبيبتي يا ماما .. بتضحي براحتك علشان سعادتي .. وكمان مش عايزة تقولي لي.


( دينا بتنفجر في العياط، وربيع بيزعق لها)
_ ما تسكتي يا دينا أحسن أمك تسمعك، وتبوظ لنا اتفاقنا.
_ مش قادرة اتصور اللي كان هيحصل .. مش قادرة.
_ أنا عارفك بتحبي ماما .. ومش هترضي انها تنزل دار مسنين .. وهنسيب لك القرار انتي وخطيبك تفكروا فيه.
(دينا وآدم بيبصوا لبعض نظرات صامتة كأنهم بيتفقوا، لكن مفيش حل)
(ربيع بيشاور لمجدي وبيقوموا)
_ احنا هنمشي وهنطمن على ماما بالتليفون يا دينا، وهنيجي لها الصبح، يا ريت تخلي بالك منه.
(دينا بتهز راسها مستنكرة تصرفهم .. وربيع بيشاور لآدم)
_ نازل معانا يا آدم طبعا .. مش كده؟؟
_ اه طبعا..
(آدم بيبص ل دينا اللي وقفت وحدها منهارة .. مش عارفة تتصرف ازاي)
_ أنا هنزل يا دينا .. وهكلمك أطمن عليكي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ


التلاتة نزلوا وسابوها لوحدها..
الغريب إن مفيش حد فكر يسأل أخته إن كان معاها فلوس متوفرة ... مفيش حد فكر يسألها عن سعر العلاج، اللي المفروض يكونوا متأكدين إن آدم هو اللي اشتراه..
مفيش حد فيهم فكر غير في نفسه..
كانت حيلة ذكية منهم إنهم يكشفولها إن أمها هتروح دار مسنين، علشان دينا مستحيل تقبل تسافر وتسيب أمها في دار مسنين..
ضربوا عصفورين بحجر واحد، علشان متقعدش الدار تتصل بيهم كل شوية إن أمهم تعبانة ..
دينا مسكت طرحة أمها، وبدأت تشم فيها كأنها مسافرة..
جسمها بيقعشر ..
بترتعش ..
عيونها بتدمع ..
روحي بتفيض منها..
دينا جسمها بيتهز كأنها في حوض الثلج ..
بتعيط بشدة..
(التليفون بيرن .. كان آدم .. ردت عليه، وهي بتحاول تستجمع قواها علشان تكلمه)
_ ألووو
_ ايه ألوو دي يا دينا .. أول مرة تبدأي معايا المكالمة بألووو
(دينا بتشد أعصابها وبتبكي، مش عارفة ترد)
_ انتي بتعيطي ولا ايه يا دينا؟ .. دينا .. يا دينا ..


(آدم بيتنرفذ)
_ أنا كنت متأكد إن اخواتك الرمم دول هيضايقوكي، واتصلت بيكي وانا في الطريق علشان أطمن عليكي
_ متقلقش يا آدم
_ مقلقش ازاي؟ أقسم بالله أنا ماسك أعصابي علشان الموضوع يكمل .. بس ممكن أجيب لك ربيع ده من قفاه واضربه
(دينا بتنفعل)
_ مش عايزة مشاكل .. مش عايزة مشاكل.
_ اهدي اهدي اهدي .. ليه كل ده .. انتي خايفة من ايه؟
_ ممكن نتكلم بعدين يا آدم .. مش قادرة اتكلم.
_ مش عايزك تتكلمي خالص يا دينا .. بس يا ريت تسمعيني كويس .. هقول لك كلمتين تحطيهم حلق في ودانك ... وبعدين هسيبك تفكري
_ بعدين يا آدم بعدين
_ هتسمعي دلوقتي .. ومتقاطعنيش.
_ حاضر يا آدم .. حاضر
_ إياك تخلي كلام الرمم دول يؤثر عليكي، ولا يضايقك .. إياك تخافي إني ممكن أتخلى عنك .. ولا تعتبري ان اللي بيحصل ده هيفرقنا ..
تبقى غبية يا دينا لو لسة معرفتيش أنا بحبك أد ايه ... ولا إني علشان بحبك مستعد أعمل ايه؟
أنا مستحمل اخواتك .. وصابر على قرف أخوكي ربيع علشان خاطر عيونك .. بس أقسم بالله أقدر أجيب لك مناخيره في الأرض
ولازم تعرفي إن أمك دي أمي .. بحبها علشان بحبك .. وبحبها علشان هي ست تتحب .. ومستحيل أرضى أنها تروح دار مسنين وتتمرمط المرمطة دي..
إياك تحسي بضيق وتوتر وتبوظي أعصابك..
علشان خاطري .. لازم تحافظي لي على ابتسامتك ... لأن ابتسامتك دي ملكي أنا .. مش ملكك انتي .. وإلا هتخليني أتعصب على أي عاق يضايقك في اخواتك وأضربه بجد.

(دينا بدأت تتزن .. الأسى بيخف .. بدأت تستجيب للكلام .. والتوتر بيروح)
_ فاهمة كلامي يا دينا .. عايزك تهدي .. تهدي خالص .. علشان نعرف نفكر مع بعض هنعمل ايه وهنتصرف ازاي؟
( دينا بتاخد نفس، تجرب نفسها هتعرف تتكلم أم لا)
_ أنا أخدت القرار يا آدم.
_ قرار ايه يا دينا..
_ أنا مش هسافر ماليزيا يا آدم .. وشوف انت هتتصرف ازاي؟ هل هتؤجل الجواز زي ما قال لك ربيع؟ ولا هنفسخ الخطوبة وكل حد يروح لحاله ..
_ مفيش حل تالت؟؟
_ للأسف يا آدم .. الحل التالت إني أسيب أمي .. و ده مستحيل يحصل.
_ يعني انتي راضية كده؟؟
_ أنا لولا خوفي على ماما كنت انتحرت دلوقتي يا آدم واتخلصت من حظي الوحش ده..
_ تمام يا دينا..
_ أنا مش هنتظر ردك دلوقتي يا آدم .. خد راحتك في التفكير وبعدها بلغني..
(دينا بتنفجر في البكاء بنحيب كان آدم سامعه)
_ أوووووووووف .. بتعيطي ليه طيب.
(دينا بتبكي بصوت له نحيب .. واضطرت تقفل الفون في وش آدم)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأم نايمة تحت تأثير العلاج الجديد، و دينا صاحية مش عايزة تدخل عندها الأوضة علشان متخليهاش تحس إنها بتبكي..
لحظات قاسية على دينا ..
صعب أوي انها تتخير بين الارتباط مع الشخص اللي بتحبه .. وشايفة أد بيحبها أكتر من نفسه..
والخيار التانية هو أمها..
صعب أوي انها تختار بين انها تسيب آدم .. ولاتسيب أمها..
واللي بيخيرها اخواتها .. شلة العاقين اللي مش بيهتموا غير بأولادهم وأزواجهم.
ليلة كلها بكاء، وتقليب في الذاكرة، ومواقف آدم مع أمها قبل ما تكون معها.
أد إيه كان حنين على أمها العمياء ..
أد ايه كان زي الجندي المجهول بيلبي النداء بسرعة، بمجرد ما تقول له ماما تعبانة..
أد إيه بيحاول يخلي أمها تخرج من الحالة النفسية الصعبة لما تكون متضايقة..
أد إيه كان بيحب أمها، لأنه بيحب أي حاجة بتحبها دينا..
أد إيه بيستحمل سخافة ربيع ومجدي علشان خاطرها، رغم إنه صعب وعنيد .. ومش عايز يبهدلهم علشان ما يضايقوش دينا..
(ياااااااااااااااااااااااااه .. كل ده هيروح)
هتخسر كل ده!!
هتخسر الحب والحنين والاهتمام...
(بس مش مهم .. كل شيء يروح مقابل أمها وراحة أمها .. وخدمة أمها)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الصبح .. كانت دينا لسة صاحية من امبارح ، وعملت فطار لأمها.
واتفاجئت باتصال من آدم بيقول لها... انه خلص كل حاجة..
سألته كل حاجة ازاي يعني؟؟
قال لها إنه لغى فكرة السفر لماليزيا نهائيا.. وهيكتفي بشغله في مصر رغم الدخل المحدود..
_ انت مجنون يا آدم .. انت كده بتضحي بمستقبلك..
_ حاسس اني لو عشت من غيرك هتبقى حياتي بائسة ... بس أكيد ربنا هيكرمنا هنا .. لو مش علشاني .. هيكون علشانك انتي .. لأنك بتضحي بسعادتك لإرضاء أمك..

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-