Ads by Google X

رواية قضاء ونصيب الحلقة الواحده والعشرون والاخيره



قضاء ونصيب ♥️
الجزء الثاني من " أحببناها مـريـمـيـه" ♥️
بقلمـ : دنـيا آلـ شملول ♥️

الحلقه الواحد والعشرون ♥️
الأخيييييييييييييييييره ♥️

كان يتحرك امام النادي بعصبيه مفرطه وقلق يتفاقم .. حتي وصل اسلام الذي خرج سريعًا اليه وهو يتمتم في قلق : مروان !! .. مفيش اي اخبار برضو ؟
نفي مروان وهو يمسك برأسه : انا هتجنن بجد .. قلقان اوي يا اسلام .. هيكون راح فين بس ؟؟؟
اسلام وهو يحاول تهدئته : اذكر الله يا مروان اذكر الله .
قاطعهما صوت هاتف مروان الذي نظر اليه في لهفه ليجد اسم ملك يحتل الشاشه .. كان سيتغاضي عن الاجابه لكن ساوره قلق مبهم فأجاب سريعًا ليأتيه صوتها الباكي : بابا .. بابا ماما في المستشفي .. بابا تعالي بسرعه عايزين ياخدوا مالك .
سقط قلبه أرضًا وبدأ يترنح ليأخذ اسلام الهاتف من يده سريعًا : ملك !!.. ملك انتي فين ؟
ملك ببكاء : في مستشفي **** .. ماما وسبأ صحبتي .. ومالك عايزين ياخدوه .. تعالوا بسرعه انا خايفه .
اسلام : حبيبتي هدي نفسك .. يلا اذكري الله .. اذكري الله واقرأي سورة الشمس والتين والليل .. واحنا جايين اهو .. متخافيش ماشي .
ملك : ماشي ماشي .. بس بسرعه .
اغلق اسلام الهاتف واخذ مروان وقاد سيارته بسرعه الي المستشفي التي أخبرته ملك بعنوانها .. بينما يجلس مروان بجانبه كمن سُكب عليه دلوًا من الماء البارد ..

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

دلف للمنزل مع سفيان بصمت تام لتقابله مريم بعينين متسائلتين لكنه هرب بعينيه عنها لتتمتم في محاوله لكتم عبراتها : وليد .. وليد اي اللي حصل .. انت مبتكدبش عليا ولا بتخبي عني .. بابا فين ؟
اقترب سفيان محتضنًا مريم التي تمتمت بخوف : عشان خاطري طمنوني طيب .
وليد : هو كويس والله صدقيني .. هو بس حصلت معاه مشكله ومحتاج .. محتاج وقت يفضل مع نفسه شويه .
مريم وهي تنفي برفض : انا .. انا نفسه .. انا نفسه يا وليد .
قاطعهما صوت الباب ليفتح وليد أملًا ان يكون والده لكنها اروي واريج ..
اروي بهدوء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اقتربت من مريم وهي تري شحوب وجهها وتشاحن الأجواء : مريم !!.. مريم في اي ياحبيبتي؟

اعلن هاتف سفيان عن اتصال ليجيب فور ان وجده اسلام : السلام عليكم .. ها يا اسلام ؟
اسلام بتنهيده : سفيان .. خليك جنب مريم .. وابعتلي اروي واريج علي مستشفي *** بس متتكلمش قدام مريم .. خليهم يجولي من غير ما مريم تحس بحاجه .
سفيان : ماشي .. هو كويس يعني ؟
اسلام بعدم فهم : هو مين ده ؟
سفيان : طب الحمد لله .. ربنا يهدي سره .. متقلقش انا مع مريم وهعرفها حاضر .. يلا مع السلامه .
اغلق مع اسلام الذي فهم بأن سفيان تحدث هكذا ليطمئن مريم ..

مريم بلهفه : اي ؟؟
سفيان بتنهيده : ياحبيبتي والله متقلقيش خالص .. هو بخير بس محتاج يقعد شويه مع نفسه .
مريم : اي الحكايه !!.. هو اي اللي يقعد مع نفسه ؟؟.. انتوا مخبيين عني اي ؟
اسلام بعصبيه : في اي يا مريم .. انتي مش هتخافي علي جود لوحدك .. جود اخويا واخو اسلام ومروان وابو وليد لو ناسيه .. وكلنا قدامك اهو وبنقولك كويس ومحتاج يقعد شويه مع نفسه .. متبقيش انانيه .. اوقات كتير بنحتاج نقعد مع نفسنا نفكر في حاجات كتير .. سيبيله مساحه يا مريم متفضليش قافله عليه بالشكل ده .. هو من حقه ينفرد بنفسه ويعيد ترتيبات حياته مره واتنين .. اديله مساحه .

انفجرت مريم باكيه بين احضان اروي التي تربت علي كتفها بحزن من أجلها وهي تتمتم : سفيان عنده حق يا حبيبتي .. يلا يلا ادخلي اتوضي وصلي ركعتين لله .. يلا حبيبتي .
اماءت مريم ودلفت لدورة المياه بينما تحدث سفيان بهدوء : اروي .. خدي اريج وروحي علي مستشفي *** اسلام مستنيكم هناك .
اروي بقلق : ليه مستشفي ؟؟.. مين في المستشفي ؟
سفيان : مش عارف مقالش اكتر من كده .. روحوا يلا .. واريج لما توصلي تكلميني تعرفيني في اي هناك .
اماءت اريج وهي تخرج مع اروي بسرعه متجهتان للمستشفي .. بينما يقف وليد مستندًا برأسه الي الحائط .. لا يدري ماذا عليه ان يفعل الآن .. يشعر بالدوار .. دوامة كبيره سقط الجميع بها فجأه .. ولا يعلم لذلك سببًا ..
سفيان : المفروض انك راجل .. اتماسك واقف علي رجليك عشان محدش هيقويها غيرك .
وليد : هو فعلا خالي طمنك علي بابا ؟
اماء سفيان مؤكدا ليتنهد وليد ببعض الراحه قبل ان يومئ هو الآخر متمتمًا : يلا نصلي طيب .

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

وصل كل من مروان واسلام الي المستشفي ..
مراون بخوف : ملك !
ركضت ملك تجاهه والقت بنفسها بين احضانه تتمتم في خوف .. سبأ .. سبأ في العمليات يا بابا .. انا خايفه .. خايفه اوي .
اخذ مروان يربت علي ظهرها بحنان متمتمًا : اهدي .. خير يا حبيبة بابا .. خير ان شاء الله .. طب ماما فين ؟
ملك بشهقات أثر البكاء : ماما في الاوضه هنا .. هي اغمي عليها والدكتور قال هتكون كويسه بعد شويه .
نظر مروان تجاه مالك الذي يستند بظهره للحائط ينظر للأرض ..
اقترب مروان من مالك وتمتم بقلق وتيه : اي اللي حصل ؟؟.. مالك رد عليا في اي ؟؟..
مالك ببحه : آسف .. مكنش قصدي .. والله مكنش قصدي .. اسف .

اتت اروي واريج ولكن قبل ان يتحدث اي منهم ..
قاطعهم خروج الطبيب من غرفة العمليات .. ركض اسلام تجاهه ليتمتم الطبيب : الحمد لله قدرنا نسيطر علي نزيف الجرح اللي في راسها .. والحمد لله مفيش نزيف داخلي .. جسمها فيه بعض الرضوض وهتتعافي مع الوقت .. واحتجنا دم ونقلناه ليها .. بس في كسر في الرجل الشمال في منطقه الكعب .. والدكتور المختص هيقولكم مدي الاصابه .. حاليًا حالتها مستقره .. وهتتنقل غرفه عاديه في غضون ساعه .. حمد الله ع السلامه .

كان مروان يقف دون حراك .. لا يفهم شيئًا من الأساس .. ولا يدري كم مر من الوقت عليه وهو واقف هكذا .. يحاول السيطره علي مشاعره المتضاربه من خوف وقلق واضطراب ..

التفت إثر لمسة أحدهم لكتفه ليجد جود ..
مروان : جود .. انت كنت فين ؟؟.. اي اللي بيحصل ؟
جود : مش وقته يا مروان .. انا اسف .. بس ان شاء الله خير .
قاطعهم صوت ضابط الشرطه الذي تمتم : اسف .. بس محتاجين اقوال ابنك .. وهناخده معانا دلوقتي .
كاد مروان يتحدث لكن قاطعه جود متمتمًا : تمام .. شوف شغلك .
مروان بخوف : شغل اي يا جود .. ده بيقولك هياخده .
جود : متخفش يا مروان ..
ثم وجه حديثه لإسلام : اسلام .. كلم المحامي .. وافضل جنبهم هنا .. وبمجرد ما شهد تبقي كويسه خلي اروي تاخدها تروحها هي وملك واريج .. وانا ومروان هنروح مع مالك .. لو في حاجه كلمني .
انهي كلماته وتحرك من المكان .. ليتنهد اسلام بقوه جاهلًا تمامًا لكل ما يحدث ..
ملك بخوف : سبأ بقت كويسه مش كده ؟؟.. هتفوق صح ؟
اسلام بابتسامه : اهدي يا ملك .. ان شاء الله ميحصلش غير الخير .. هتبقي كويسه ان شاء الله .

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

كانت تجلس فوق المقعد تنظر لحروف رسالته وتتنهد بارتياح ..
سفيان بهدوء : اديكي اتطمنتي عليه .. فكي وشك بقا .
مريم : لسا قلقانه يا سفيان .. هو مقالش اكتر من انه بخير بس مشغول في حاجه ضروري ومش هيعرف يتكلم مع حد دلوقتي .
سفيان : ايوه يعني كده ولا ما يردش خالص ؟
مريم بتنهيده : لا كده .. كده الحمد لله .

ابتسم سفيان بهدوء وهو يتذكر ما فعله منذ ما يقارب النصف ساعه بعدما ارسلت له اريج رساله تخبره فيها بأن سبأ قد أُصيبت في حادث سير وقد طُلِب مالك للتحقيق معه لأنه كان موجودًا مكان الحادث .. وشهد فاقده للوعي .. والوضع متأزم ووالد مالك يقف تائهًا .


وليد بهدوء مقاطعًا تفكيره بعدما تحركت مريم من المكان : هو في اي يا خالي ؟؟
سفيان : مش عارف .. بس مالك تقريبا عمل حاجه وانطلب في القسم .
وليد بخضه وهو ينتفض بسرعه : يا الله .. طب واحنا قاعدين هنا بنعمل اي ؟؟.. لازم نروحله .
سفيان : مش هقدر اسيب مريم لوحدها .
وليد : خليك هنا وانا هروح المستشفي وابعت اريج ومرات خالي .. وابقي تعالي .. هاخد تليفون اريج ونكون علي اتصال .
غادر وليد فور انهائه لكلماته .. استقل سيارة اجره وانطلق الي المستشفي ..
وجد اسلام يتحدث مع احدي السيدات التي تبكي بقوه وبجانبها رجل يكسر الخمسين من عمره تقريبًا يحاول تهدأتها ..
ركض وليد تجاه اسلام وتمتم بقلق : اي اللي حصل .. والباقي فين ؟
اسلام بتنهيده : مرات خالك واريج اخدوا ملك ومامتها علي بيتهم .. وابوك وعمك في القسم مع مالك .. سفيان مع مريم ؟
اماء وليد ليعطيه اسلام الهاتف متمتمًا : طب خد كلمه وقوله ياخد مريم علي بيت مروان .. وانا هروح اشوف الدكتور .
اماء وليد ونفذ ما طُلب منه .. في حين تحدث اسلام مع الطبيب الذي طمأنه الي أنها ستفيق خلال ساعات قليله .. وبإمكان الشرطه ان تأخذ اقوالها أيضًا ..

خرج اسلام ليجد والدة سبأ لا تزال تبكي .. ويحتضنها والدها بتملك ..
اسلام بهدوء : حمد الله علي سلامتها .. ان شاء الله خلال ساعات هتفوق .
اماءت سالي بوهن .. ليتحرك اسلام تجاه وليد متمتمًا : سفيان فين ؟
وليد : هيودي ماما وييجي .
اسلام : تمام .. خليك هنا .. وانا لازم اروح اشوف اي اللي تم في القسم .. وسفيان لما ييجي تخليكوا وبمجرد ما الدكتور يقول انها فاقت تكلموني .
اماء وليد قبل ان يتمتم : مالك ماله ومال اللي حصلها طيب ؟
اسلام : الله اعلم بس هو كان موجود مكان الحادثه .. فـ ان شاء الله يكون خير .. هياخده اقواله بس ويخرج .. بس معرفش اتأخروا ليه .
اماء وليد وهو يدعو بداخله الا يصيب احدهم اي مكروه ..

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

تحدث الضابط بروتينيه مع مالك الذي تمتم بهدوء واضطراب : انا .. احنا كنا بنتكلم واتخانقنا .. وانا زقيتها .. بس مش عارف اي حصل بعد كده .. انا زقيتها .. زقيتها .. معرفش ازاي حصل .. مش عارف .

كاد مروان يقتلع خصلاته من منابتها وهو يستمع لقول مالك بينما يقف جود بجانبه يحاول ان يُهدئ من توتر الموقف .. حتي وصل المحامي اليهم ..
دلف بهدوء وقد علم بأن مالك تحدث بالحقيقه كامله .. لذلك من الصعب خروجه الليله من هنا .. وهذا ما اخبرهم به ليزداد الأمر سوءًا ..

مروان : هو قصده اي ؟؟.. انا ابني هيتحبس يا جود ؟؟.. هيحبسوه ؟
جود وهو يربت علي ظهره وكتفه : وحد الله يا مروان .. وحد الله .
تحدث جود الي المحامي بهدوء : اي الحل ؟؟
المحامي بنفس الهدوء : ان البنت تنفي اللي قاله وتتنازل .
رمش جود عدة مرات بعدم فهم ليتحدث المحامي بتفسير : هما مش هيخرجوا مالك الليلادي لانه اعترف انه زقها .. بس مقالش انه زقها علي العربيات .. فلما ياخدوا اقوال البنت .. لازم تقول انه مزقهاش علي الطريق .. وتتنازل عن المحضر كله .
مروان بأمل : ان شاء الله هيحصل كده .. ان شاء الله .
تحرك جود تجاه المحامي وتمتم بهدوء : اقدر اتكلم مع مالك دقيقه ؟
اماء المحامي ليسمح الضابط لجود برؤيته .
جود بهدوء : اتماسك يا مالك .. انت قوي ومحنه وهتعدي .. بس عايز منك خدمه .
رفع مالك نظره اليه ليتابع جود : مش عايز اي بشر يعرف حاجه عن اللي قلتهولي .. الكلام ده هيموت بيني انا وانت ووليد .. تمام يا بني ؟
القي سؤاله مع وضعه ليديه فوق كتف مالك الذي خانته دموعه .. ليجذبه جود بقوه الي احضانه متمتمًا : انت راجل يا مالك .. حقك عليا .. بس اتأكد اننا بنحبك .. ومش هيحصل حاجه وحشه ابدا وان شاء الله تخرج من هنا بسرعه .. متقلقش ابدا .
اماء مالك بصمت ليقبل جود رأسه بهدوء مع ابتسامه صغيره وخرج لمروان الذي يجلس بالخارج ينظر للفراغ بتيه .. حتي هذه اللحظه عقله لا يستوعب شيئًا مما يحدث .. يحاول ان يرتب احداث اليوم لكنه لا يصل لشئ ..
جود بهدوء : مروان .. اجمد يا حبيب اخوك .. قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .
اماء مروان تباعًا .. وهو يتحرك مع جود للخارج .. بعدما اقرُّوا باحتجاز مالك حتي اخذ أقوال سبأ ..

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

مرَّت ساعات الليل عصيبه علي الجميع ..
مريم تجلس محتضنه شهد من جهه واروي من الجهه المعاكسه ..
بينما تجلس أريج محتضنه ملك التي لم تتوقف عن البكاء ..
وسفيان يجلس بجانب وليد في ممر المستشفي بجانب غرفة سبأ التي يجلس امامها جدها ووالدتها .. لكنها لم تستعد وعيها بعد ..

بينما يجلس جود ومروان واسلام بالمسجد القريب من المستشفي .. حتي شعر جود باهتزاز هاتفه في جيبه .. اخرجه ليجده سفيان ..
جود : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
سفيان : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. اا .. جود .. محتاج اشوفك .
جود : مريم فين ؟
سفيان : وديتها عند شهد .. انا مع وليد في المستشفي .
جود : تمام .. هقابلك في جنينة المستشفي الخلفيه .
سفيان : تمام .. سلام لأجل .

أغلق جود مع سفيان ونظر تجاه مروان واسلام متمتمًا بهدوء : هوصل اشوف الدنيا فيها اي معاهم فوق .. مروان اذكر الله .
اماء مروان بهدوء دون النظر اليه ليتحرك جود بعد تنهيده قويه خرجت محمله بهموم تفوق قدرته علي التحمل ..

وصل حيث الحديقه الخلفيه ليجد سفيان بانتظاره ..
جود بهدوء : سفيان .. اذا جايبني عشان تكلمني عن سبب اختفائي طول النهار .. فلو سمحت انا معنديش استعداد اتـ ..
قاطعه حديث سفيان : انا عارف اللي حصل يا بو وليد ... انا مش عايزك عشان اسألك .. اسمعني بس ..
انت دلوقتي جوه الدايره ومش عارف تتحرك .. حبك لاخوك وخوفك علي ابنه هما اللي رجعوك .. لكن في طرف تالت يا جود انت مفكرتش فيه .. مريم ملهاش ذنب تعيش القلق والرعب اللي كانت عيشاه النهارده .. ملهاش ذنب وجع القلب اللي كانت فيه والخوف من اللي ممكن يكون حصل معاك .. ملهاش ذنب في اللي حصلك قبل كده وقعدت سنتين دبلانه جسم مفهوش روح .. لازم تقدر وتحترم خوفها وقلقها عليك .. عارف .. انا زعقتلها وشخطت فيها جامد النهارده لما قعدت تقول جود وقلقانه وخايفه .. زعقتلها لاول مره في حياتي وقلتلها جود عايز يقعد مع نفسه .. قلتلها انتي انانيه .. تخيل ردها كان اي !!.. قالتلي انا نفسه يا سفيان .
هي ملهاش ذنب .. ومروان ملوش ذنب .. مروان مغلطش واي واحد بيحب اخوه وبيحترمه وبيقدره هيعمل اللي مروان عمله .. واللي زي مروان نادر يا بو وليد .. متهدش عيلتك بسبب ماضي مبقاش ليه وجود .. ابنك محتاجك .. اخوك محتاجك .. ابن اخوك محتاجك .. الروح اللي اتعقدت بروحك محتاجاك .. متظلمش نفسك وتظلم اللي حواليك عشان ماضي ..

ومتزعلش من مالك .. مالك اه غلط .. بس الغلط الاكبر علينا احنا .. حاول تفتكر مره واحده شجعناه او اتكلمنا معاه زي ما بنتعامل مع وليد .. عارف انك انت وابوه مش قصدكم ابدا التمييز بينهم .. بس مالك حس فعلا ان وليد افضل في كل حاجه .. حابب يظهر .. حابب يكون حاجه .. حابب يحس انه كبير كفايه عشان يُعتمد عليه .. عايز اللي عند وليد عشان يكون وليد .. هو لسا مش مدرك ان القرار اللي بيتاخد في مرحلة جواز او مسئوليه بيبقي مصير .. كل اللي شافه انه ياخد حاجه وليد عايزها عشان يحس بوجوده ويحسس وليد باللي هو حاسه بسببنا احنا .. مروان انشغل بـ وليد عشان البكر لاخوه وبيعتبره بكره هو كمان .. ولما جه مالك وملك .. العادي ان البنت بتبقي اللقرب لابوها .. ودلوقتي اصبح مالك ضحيه في النص .. لا هو لاقي ابوه .. ولا هو اللي لاقي اللي عند وليد .. تصرفه غبي بس طبيعي .. ومن شب علي شئ شاب عليه .. يمكن .. او لا هو مش يمكن .. هو فعلا اللي حصل ده عشان تفوقوا شويه .. تعدلوا بين ولادكم .. عشان مالك ميكبرش ويبقي شخصيه سيئه .. ربنا معملش غير الصالح يا بو وليد .. فلازم تفكر بعقلك .. وتاخد الامور بصدر رحب وتقول الحمد لله انها جت علي قد كده .. وخد اخوك وابن اخوك في حضنك .. انت الكبير .. وانت الاساس في العيله دي .. كلنا بنعتمد عليك وكلنا بنمشي ورا خطوتك ..
تنهيده عميقه تبعتها تمتمته : اسف لو طريقتي في الكلام تخطت الحدود ..

اقترب مربتًا علي كتفيه وهو يتابع : بس انت مش مجرد جوز اختي .. انت بالنسبالي اخويا الكبير ومن مقام اسلام بالظبط .. واوقات بشوف فيك بابا كمان .. فأرجوك يا بو وليد .. خد وقتك في التفكير بس ارجع جود تاني .. اخوك بيحبك .. بيحبك لدرجة متتقالش بالكلام .. ومريم بتحبك لدرجة الهوس .. انت قد كل اللي بيحصل وزياده .

انهي حديثه واستدار عائدًا للأعلي حيث ترك وليد ..
ليجلس جود الي اقرب استراحه ويضع رأسه بين يديه ..
عادت له ذكريات عشرون عامًا ..
يتذكر كيف اخبره مروان كون مريم الشوادفي التي يتابع صفحتها الشخصيه علي موقع التواصل الاجتماعي ما هي الا اخت اسلام صديقه المقرب ..
يذكر حينما اصر مروان علي ان يتم طلب يدها قبل سفره لجيشه ..
يذكر يوم خطبته لمريم حينما عاد للمنزل اخبره مروان انه انتقي ملابس الذهاب لهم بنفسه ..
يذكر في كتب كتابه لقد اهتم بأغلبيه تفاصيل الحفله .. كما قام بالغناء والرقص ..
يذكر حينما تحدث عمر مفجرًا ذاك السر .. حينها يذكر انخفاض نظره وعدم قدرته علي التفوه بحرف .. لكن شهد انهت كل شئ بكلمتين ..
يذكر حينما علم مروان بخبر حمل مريم .. لقد احتضنه بقوه وأخذ يصيح بسعاده ..
يذكر حينما وُلد وليد .. لقد كان اول من يحمله .. لم يترك لجود المجال حتي للمسه .. بقي يحمله لساعتين كاملتين وعينيه تشع ببريق السعاده ..
يذكر كيف بقي بجانب وليد وهو يكبر يوما بعد يوم .. في غيابه ووجوده ..
يذكر كيف اعتني ببيته وابنه وزوجته حينما كان يظن الجميع كونه قد فارق الحياة ..
يذكر كيف كان يبكي شوقًا ولهفةً وسعادةً وعدم تصديق حينما رآه بالإسكندريه ..
يا الهِ انه لا يفعل شيئًا سوي ان يكون نبيلًا ..
انه .. انه اخاه .. تذكر قوله سبحانه وتعالي " قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ " ..

مروان ونعم الأخ ..

تذكر حينما كان يجلس في المقابر منذ ساعات قليله يشكو همه لوالديه المتوفيين .. ويشعر باهتزاز الهاتف كل ثانية واختها .. لكنه بعالم اخر .. لا يمكنه الاجابه .. لا يمكنه المواجهه .. وحينما اهتز الهاتف اهتزازة خفيفه تدل علي وصول رساله .. اخرج هاتفه ليري الأمر .. فوجد رسالة من سفيان نصها " جود .. اطلع م اللي انت فيه بسرعه والحق اخوك .. مالك ابن مروان مطلوب في القسم ومراته وبنته في المستشفي واخوك تايه .. اخوك محتاجك "
انتفض بسرعه من مكانه واستقل سيارته سريعًا وهو يكتب رساله نصيه لمريم " اسف حبيبتي .. مشغول جدا ومش هعرف اكلم حد دلوقتي .. متقلقيش عليا انا بخير ... وفي اقرب وقت هكلمك .. بحبك " .

اتخذ قراره ووقف متجهًا الي المستشفي .. وقد تزامن وصوله مع قول الممرضه فاقت .. حمد الله علي سلامتها .
اندفعت سالي ووالدها لغرفة سبأ .. لتطمئن علي ابنتها .. وبقي سفيان ووليد وانضم لهم جود امام الغرفه ..

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

اشرقت الشمس تعلن عن بدء يوم جديد ..
ربما يحمل من السعاده للبعض .. لكنه يطوي بداخله احرانًا للبعض الآخر ..
تستلقي الي الفراش نصف استلقاء .. ليدلف لها الضابط ياخذ اقوالها فيما حدث معها ..
الضابط بروتينيه : حمد الله علي سلامتك يا انسه سبأ .
سبأ بهدوء : متشكره اوي .
الضابط : حضرتك مستعده ؟
اماءت سبأ ليسألها الضابط بهدوء عما حدث في ذاك اليوم .. لتجيب بنفس الهدوء : انا كنت خارجه انا وصديقتي ملك اخت مالك السيوفي .. جالها تليفون ورجعت البيت بسرعه .. وقتها انا كنت واقفه مع مالك علي الرصيف .. استفزيته بالكلام زقني .. بس بعدها اتعصبت عليه وهو كمان .. وانا لفيت ومشيت .. بس وانا بنزل الرصيف اتكعبلت لكن موقعتش ودوست علي رجلي وعديت من غير ما ابص ع الطريق .. ده كل اللي فكراه .
الضابط بتنهيده : طب حضرتك باللي قلتيه ده بتنفي ان مالك السيوفي هو اللي زقك من ع الرصيف .
سبأ بتأكيد : ايوه .. انا اللي عديت الطريق .
الضابط : متأكده من اقوالك .
اماءت سبأ بثقه ليُنهي الضابط التحقيق .. وقد كُتب خروج لمالك الذي استقبله مروان بلهفه كبيره ..

انتشله لأحضانه مربتًا عليه بقوه ..
لم يستطع مالك السيطره علي مشاعره وقتها .. انها المرة الأولي التي يأخذه فيها مروان الي احضانه ..
وما ان ابتعد مروان حتي اقترب جود محتضنًا اياه بقوه مماثله وهو يربت علي ظهره بحنان وتمتم بصوت خفيض للغايه : اللي حصل يموت بينا .. انا نسيته وانت انساه .
ابتعد ينظر اليه ينتظر تأكيدًا من مالك الذي اماء تباعًا يؤكد علي ما قاله عمه ..

كانت المفاجأه الكبري لمالك حينئذ هو اقتراب وليد ووقوفه امامه .. ومن دون سابق انذار جذبه لأحضانه متمتمًا بمرح : كنت شايل هم مين هيشاكلني من بعدك .
بقي مالك جامدًا قليلًا لكنه ابتسم أخيرًا .. بل حاوط وليد كذلك ..
سفيان من خلفهم : اي يا شباب استحليتوها ولا اي ؟
ابتعد وليد لينظر مالك تجاه سفيان الذي مد شفتيه بحركه لطيفه متمتمًا : طب والله اتوحشت همجيتك في ملعب السله يا اخي .
ضحك مالك ليحتضنه سفيان متمتمًا : حمد الله علي سلامتك يا بطل ..
اخفض صوته قليلًا متمتمًا : مديون بالشكر لناس انت ها .
ابتعد مالك ناظرًا اليه بتساؤل .. لكن قطع نظرته اسلام الذي اقترب متمتمًا : شده وتزول يا مشكلجي يا بن المشكلجي .
مروان من خلفه : انا مشكلجي ؟
اسلام بتأكيد : وابنك مشكلجي برضو .
مروان : مشكلجي مشكلجي .. طالما انا وابني يبقي مشكلجي .
ضحك الجميع بخفه .. ليأخذ اسلام كلًا من مالك وسفيان ووليد عائدين لمنزل مروان .. في حين ذهب جود ومروان للمستشفي ينتظران حضور البقيه .

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

كانت لا تزال علي جلستها منذ البارحه .. تتحرك فقط لأداء الصلاه مع مريم واروي والفتاتان ومن ثم تعود من جديد للجلوس فوق المقعد .. ومريم واروي حولها تقرآن القرآن أحيانًا وتحاولان ان تمازحانها احيانًا اخري ..
ولم يختلف حال ملك عنها كثيرًا .. فلقد كانت تجلس الي الفراش وأريج بجانبها تحاول ممازحتها لإخراجها مما هي فيه ..

طرقات علي الباب تحركت علي اثرها مريم التي ابتسمت بهدوء وهي تري اسلام ..

اقبل محتضنًا اياها بقوه كأنه مر زمن بعيد لم يرها فيه .. لا يدري سبب شعوره هذا .. لكنه يفتقدها بشكل لا يوصف .. كما اقترب سفيان واحتضن كلاهما معًا ..
بينما ركضت شهد بمجرد رؤيتها لمالك وقامت باحتضانه بقوه واخذت تقبل رأسه ووجهه وكتفيه ودموعها لا تكف عن الهطول مع قولها المستمر : الحمد لله .. الحمد لله ياارب .. الحمد لله .

لم يستطع كبح دموعه او بقائه متجمدًا هكذا .. فأحاطها بقوه هو الأخر وهو يتمتم بخفوت : متخافيش .. انا كويس .
بقيت تحتضنه وتبكي لدقائق .. حتي اتت ملك وهي تتمتم بمرح قد عاد بمجرد رؤيتها له سالمًا امام عينيها : ابنك علي عيني وعلي راسي .. لكن ده نصي التاني .. فلو سمحتي خديلك جنب شويه كده .
رفضت شهد بلطافه وهي تتمتم : لا هو ابني يعني ليا فيه اكتر منك .
ملك وهي تعقد يديها امام صدرها : وربنا اروح اضربني علي دماغي واخليني افقد الوعي عشان يفقد هو كمان الوعي .
ضحك الجميع ليتمتم سفيان : اي جو الدراما العالي ده .. مش للدرجادي يا بنتي .
اقتربت ملك بابتسامه من مالك ووقفت امامه عاقده ذراعيها متمتمه : شيلني حبة زبيب .
نظر لها رامشًا عدة مرات قبل ان يضحك بخفه جاذبًا اياها الي احضانه .. ولأول مره منذ ما يقرب العشرين عامًا يستنشق رائحتها التي جعلت تدفق الدماء بجسده ينتظم ويشعر بالاسترخاء التام .. فهو الآن بين يدي نصفه الذي يُكمله .. عشقه الأول .. سيكون لها كما والده لعمه .. سينظر للجانب الجيد من حياته .. سيُغير مجري الروايه بأكملها .. لكنه سيبدأ تنفيذ قراره مع صفحات جديده من حياته .. ليستحق كونه بطل الروايه بجانب وليد .. وليد الذي ظن ان كراهيته راسخه بقلبه .. لكن بمجرد ان احتضنه وليد شعر بالدفء حقًا .. وليد ليس بأناني .. انه فقط مسالم .. مسالم لكل شئ يحدث حوله .. لا يستحق سوي الحب من الجميع .. ويجب ان يكون هو ايضًا واحدًا من هؤلاء الجميع ..

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

يجلس في الممر يقرأ بعض ايات القرآن وبجانبه جود ينظر لجانب وجهه مبتسمًا بحب .. انه اغني رجل في هذا العالم بأكمله لكونه يمتلك أخًا كـ مروان .. عليه ان يسجد شاكرًا لربه كل يوم علي اهدائه له مروان .. ولن يكفيه ايضًا ..
اغلق مروان الكتاب الكريم حينما وصل لمسامعه اصواتهم ..
التفت كليهما لبداية الممر .. ليتحرك مروان محتضنًا ملك التي القت بنفسها بين ذراعيه ومن بعدها شهد ومن ثم اشار لمالك الذي دلف ليحاوط أربعتهم بعضهم ..
بينما اقترب جود محتضنًا مريم بقوه وهو يتمتم : اسف يا مريمتي .. اسف .
مريم بابتسامه : فداك عمري يا قدري .. انت كويس دلوقتي ؟
جود وهو يحتضن وليد ومريم معًا : طول ما انتوا جنبي انا كويس .

سفيان بمزاح : ما تأجلوا المشاعر الجياشه دي لما تروحوا وخلونا نتطمن علي الناس الأول .
جود : اهو انت عملي المهبب في الدنيا دي .. ادخلي يا مريم انت والبنات يلا .
ضحكت مريم بخفه وهي تدلف لغرفة سبأ وبجانبها اروي وشهد ومن خلفهم ملك واريج .

بينما تحرك الرجال للمسجد لأداء صلاة الظهر .

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

كانت تجلس الي الفراش تنظر الي اللاشئ امامها .. وبجانبها والدتها تتحدث مع احد العمال بمصنع القهوه الصغير الذي تملكه ..
طرقات علي الباب دلف علي اثرها من كانت بانتظارهم حقًا .. فاتسعت اتسامتها وهي تراهم جميعًا هنا ..
مريم بابتسامه : الف حمد الله علي سلامتك يا حبيبتي .
سبأ بابتسامه : اهو انا دلوقتي خفيت لما شفتكم .. بجد مش مصدقه وجودكم حواليا .
اروي : صدقي يا سبأ بقا .. ادينا حواليكي وان شاء الله نفضل كلنا مع بعض .
سلم الجميع وجلس الحريم مع سالي .. بينما جلست اريج وملك علي جانبي الفراش يمازحن سبأ التي تمتمت بتنهيده : عارفين .. كنت بفكر من شويه لو اللي حصلي ده حصل وانا لسا بلبس بنطلونات وببين شعري .. بس مكنتش عشت بقا وكنت اتوفيت ..
مجرد التفكير مخلي جسمي كله يوجعني بجد .
ملك بابتسامه : نعتبرها رساله من ربنا لينا .. احنا كنا ناويين نروح نشتري خمارات .. يا ربي .. الحمد لله بجد .. وان شاء الله ان شاء الله تقومي بالسلامه ونشتري خمارات ونستغل الاجازه في حضور ندوات دينيه .. وكل فتره نقعد مع امهاتنا ونلتزم زيهم .
اريج : ربنا ينورلنا طريقنا ياااارب .
الفتيات : يارب يارب .

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

خرجن عائدين للمنزل .. لتذهب ملك لغرفة مالك وتطرقها بهدوء .
مالك : تعالي .
ملك بابتسامه : بصراحه ليك امانه معايا .. جيت اديهالك .
مالك باستغراب : امانه من مين ؟
ملك وهي تعطيه ورقة مطويه : رساله من سبأ .
اعطته اياها وقبلت كتفه بخفه وتمتمت وهي تخرج : يلا تصبح علي فرحه .
اغلقت الباب خلفها ليقف الي الشرفه ينظر للورقه المطويه بيديه ومن ثم فتحها ليقرأ حروفها التي نقشتها بهدوء

" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. رد السلام كامل الأول عشان تاخد تلاتين حسنه زيي ."

ابتسم بخفه وهو يرد السلام كاملًا قبل ان يتابع القراءه ..

" اسفه علي كل حاجه .. علي كل مره اتقابلنا وقلبت بمشاكل وخناقه .. اينعم انت مكنتش بتقصر وآخر مره كنت هتجيب اجلي بس يلا المسامح كريم والزعلان فازلين . "

ضحك لطريقتها ومن ثم تابع القراءه بابتسامه ..

" عمو مروان كبر اوي في نظري يا مالك .. حبه لأخوه فريد ونادر وملوش وجود في الزمن ده .. وانا واثقه ان الاب اللي معدنه اصيل مبيجيبش غير ابناء معدنهم قوي واصيل .. انا متعاملتش معاك عشان احكم عليك .. بس انا واثقه انك تشبه ابوك اوي .. انا سامحتك علي اللي حصل اخر مره .. ياريت تسامحني علي كل مره تطاولت عليك فيها .. بتمنالك التوفيق وراحة البال .. كفايه كده انا رغيت كتير .. ومعرفش السبب اللي خلاني اكتب الرساله دي بالظبط .. بس حسيت اني محتاجه اقول كل حرف فيها .. يلا في أمان الله . * سبأ * "

طوي الرساله بجيبه وأخذ شهيقًا طويلًا أخرجه ببطء وأخذ يفكر بكل شئ من جديد .. وقد اخذ قرار التغيير .. الجميع يحبه .. لقد رأي ذلك بأعينهم منذ الأمس واستشعر ذلك حينما احتضنوه .. ربما عليه ان يبدأ بنفسه أولًا .. وعليه ان يعطي دون ان ينتظر المقابل ... هكذا هو والده .. وهكذا تود سبأ له ان يكون ..

سبأ !! .. انها روايته الجديده .. ربما يستطيع ذلك .

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

بعد مرور اسبوع ...

يجلس بالقرب من الشاطئ ومن خلفه يقبع كافيه الحاج محمود يرتشف كوب الشاي خاصته .. فهذا هو الصباح الأول منذ قدومهم الي الإسكندريه .. أتاه صوت مالك من الخلف : هو انا ليه مبقتش بشوف مراد معاك زي الاول .
اعتلي الحزن تعابير وجهه .. ليعقد مالك بين حاجبيه : في اي يا وليد ؟؟.. هو مراد حصله حاجه ؟
وليد بتنهيده : لا لا .. هو كويس الحمد لله وبكلمه كل يوم .. بس سافر السعوديه مع والده ووالدته .. باباه نقل شغله هناك .
مالك : يعني مش هييجي تاني ؟
وليد : هيرجع في الدراسه ان شاء الله .
مالك بتفهم : ربنا يوفقه يارب .
وليد : امين يارب العالمين .
مالك بهدوء : طب وانت .. مش ناوي تفرح وتفرحنا ؟
نظر له وليد عاقدًا حاجبيه بعدم فهم : ازاي يعني ؟
مالك : بص .. اريج بنت خالك هبله وبحالات وانت عارف .. وبما انها بتتنطط هنا وهناك مع ملك وسبأ فالحق نفسك واتقدملها .. قبل مزاجها ما يقلب .
نظر وليد مطولًا لمالك الذي تنهد بهدوء متمتمًا : انا كنت صريح معاك .. اريج زي ملك بالنسبالي .. عمرها لا كانت ولا هتكون غير كده .. انا بعترف اني غلطت .. فمتغلطش انت كمان وتسكت كتير .. منعرفش بكره مخبيلنا ايه .. يمكن اقلب عليك تاني .
ابتسم وليد بهدوء قبل ان يحمل احدي الواح البسكوت بجانبه ويعطيه لمالك بابتسامه : بسكوت ؟
مالك بضحكه : وشااااي .
ضحك كلاهما بصفاء .. وفي داخل كل منهما دعاء صامت لوجه الله ..

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

تجلسن علي الأرجوحه في حديقة منزل الحاج محمود يمزحن معًا وضحكاتهم تضفي البهجه الي المكان ..

سبأ بغمزه : بت يا اريج .. مش ناويه تكتبي خاطره رومانسيه ولا حاجه ؟
اريج وهي تلكزها في كتفها : انتي انسانه فصيله يا به . ملك بضحكه : لا لا بجد انا عايزه اقرالك قصيده او خاطره رومانسيه انا كمان .
اريج بجانب عينها : انا الحق عليا قاعده مع شويه عيال .
القت كلماتها وهي تتحرك في غيظ تحت ضحكات الفتيات ..
تحدثت ملك بجديه وهدوء : سبأ .
سبأ : همممم .
ملك : عايزه اسألك سؤال رخم حبتين ؟
سبأ : اسألي ياختي .
ملك : هو انتي .. مفيش في قلبك حاجه تجاه وليد ؟
صمتت سبأ قليلا قبل ان تتمتم بهدوء : وليد انسان جميل اوي والف واحده تتمناه .. انا مش هنكر اني أعجبت بيه وبشخصيته .. بس الموضوع متخطاش الإعجاب .. ثم انه مش من حقي اصلا يا انسه لان قلبه ملك واحده تانيه .
ملك بابتسامه : انا من يوم ما شفتك وانا عارفه انك انسانه جميله من جواكي بجد .
سبأ بجانب عينها : لا بقولك اي .. جو النحنحه ده مش تبعي .. فوكك .
ضحكت ملك بقوه علي كلمتها ومن ثم لكزتها وهي تتمتم : عقبال قلبي وقلبك لما يتشغلوا كدهون .

لا تعلم لماذا أتي طيف مالك امام عينيها فجأه لكنها نفضت افكارها سريعًا ولكزت ملك لتضحكان معًا بصفاء هما الأخريات ..

بينما دلفت اريج للمنزل وشبح ابتسامه يعتلي ثغرها .. لتصطدم بصدر عمها سفيان الذي تمتم بابتسامه : ياجمال ابتسامته الصباحيه .
اريج بضحكه وهي تقرص وجنتيه : وياجمالك انت في كل الاوقات يا عمو ياعسل انت .
سفيان وهو يمسك بيديها : اعرف سر الابتسامه بقا .
اريج بحمحمه : اا .. مبسوطه شويتين تلاته بس .
ضرب كتفها بكتفه وهو يتمتم : طلع لا تعود ولا اعجاب مش كده ؟
اخفضت بصرها بخجل وهي تتمتم : اه كده .
احتضنها سفيان بهدوء وهو يتمتم : ربنا يسعد قلبك ويجعله نصيبك عاجل غير آجل يا بنت اخويا .
بادلته اريج براحه متمتمه : انت انسان جميل اوي ياعمي .. جميل اوي بجد .
سفيان بجانب عينه : انا عمك ها .. دماغك تروح كده ولا كده ولا تتهوري .
ضحكت اريج علي كلماته ليشاركها قبل ان يخرج متجهًا للكافيه حيث هاتفه وليد واخبره بمكانهم ليتشاركوا الجلوس .. سمع ضحكات ملك ليبتسم لا إراديًا منه ويغادر دون ان يلتفت بعينه ليلقي نظرة حتي ..
يعلم انه اصبح في العمر السابع والعشرين .. ومن المفترض ان يتزوج .. كما ان والدته لا تكف عن الحديث في هذا الامر .. وقد فاتحته مريم هي الأخري في الآونة الأخيره .. لكن ليس بيده شئ .. فمن دق لها قلبه لا تزال صغيره .. هو ينتظر فقط لينتهي هذا العام ويأخذ خطوة تجاهها .. لا يدري ان كان خطأ أم صواب .. لكن ما يعلمه هو ان ما بقلبه لن يخرج سوي ان استطاع ان يجعلها له .. انه يعشق كل شئ يصدر عنها .. طفوليتها .. جنونها احيانًا .. طيبتها اللامتناهيه .. انها تحتله من الداخل كليًا .. فلينتظر فقط لبضعة شهور .. ربما استطاع ان يلبي نداء قلبه .. فلتنتظريه قليلًا فقط يا ملاك .

🖊️سبحان الله 🖊️ الحمد لله 🖊️ لا اله الا الله 🖊️ الله اكبر 🖊️

= دعونا نتحدث بمنتهي الصدق ..
أتظنون بأن كلمة " اخي " مجرد كلمه تصف صلة الدم والقرابه فقط ؟؟
اخي او اختي تتمثل في اسمي المعاني بالأفعال ..

في التضحيه من اجل سعادة الآخر ..
في القرب من الله والاخذ بيد الأخ للسير علي نفس النهج القريب من الكريم ..

اخي ليست مجرد كلمه ..
انها شعور ..
شعور بالراحه والأمان .. شعور بالقوه لقرب سندك منك ..
انها افعال ..
افعال تثبت بأنك باقٍ عليه وباقٍ اليه .. افعال تخبره بأنك ممتن لوجوده ..

انها .. انها اسمي من ان توصف بالحروف ..

= وماذا عن الرضا ؟؟..

الرضا بما قسمه الله لنا ما هو الا بداية السعاده ..
فـ رب الخير لا يأتي الا بالخير .. ولا يُبعد عنك الا ما يري ان لك خيرًا في غيره .

= الاعتراف بالخطأ والإعتذار يحتاجان لقوه كبيره .. لذلك ان اخطأت واعترفت واعتذرت فـ اعلم انك قوي يا صديقي ..

اما الحب ..
فالحب ليس بالكلام المعسول .. ليس بالهدايا .. ليس بالنظرات ..
هذه الاشياء تُكمل معني الحب .. لكنها ليست اساس الحب ..
الحب خوف علي المحبوب حتي من النفس .. الحب شعور متبادل يصل لربط الأرواح والقلوب ببعضها .. الحب امان .. الحب اتقاء الله فيمن احببت .. للحب معانٍ ساميه .. انه اعظم من ان نلوثه بإظهاره قبل ان يحل لنا .

الي هنا أحبائي في الله .. نصل لنهاية الجزء الثاني من أحببناها مريميه والذي تم إدراجه تحت مسمي " قضاء ونصيب " .. مع وعد إذا أراد المولي عز وجل بأن يكون هناك جزء ثالث لأحببناها مريميه لكنه سيُدرج تحت اسم ثالث أيضًا .. لتكون الروايه بأجزائها الثلاثه عباره عن سلسلة متواصله من الاحداث ..

اتمني ان نكون قد استفدنا من المعلومات الدينيه ومن النصائح التي كانت تتداول علي ألسِنة ابطالنا ..
وأتمني أن أكون قد أوفيتكم حق الاستمتاع والثقه بقلمي ..
وأتمني ان يتقبل الله تعالي عملي هذا ..
وقد تمت كتابته في سبيل ايصال رسالة ما هي الا امانه اقسمت بيني وبين الله ان اوصلها قدر المستطاع ..

واعتذر عن اي خطأ ارتكبته بين كلماتي .. واعتذر ان احزنت احدكم يومًا أو قصرت في الرد او ما شابه ..

لقد كانت ايام نزول روايتي بجزأيها هي الأيام الأقرب الي قلبي علي الإطلاق لدعمكم الدائم وتشجيعكم لي ..
فشكرًا من كل قلبي ♥️

دمتم سالمين 💙

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-