رواية حكاية نور والتوأم الفصل الثامن عشر والاخير


حكاية نور والتوام
الفصل الاخير
تجمدت في مكاني وانا احمل علبة صغيرة وانا اراه يبتسم لي وكأنه يعرف انني اعمل هنا وأتى من اجلي وليس صدفة...

- جلست على الكرسي وقولت له : انت جيت ليه؟؟

- قال بهدوء ورقة: عشان في حد بطل تلفيونه يشتغل ومش قادر اسمع صوته ...

- في هذه الاثناء اتى العم شكري نظر اليه وقال: اهلا وسهلا اي خدمة؟؟؟

- ارتبك احمد وقال: اه ..اصل...عاوز فطيرة تفاح....انا اول مرة ادخل المحل والناس قالتلي ان انت عندك فطيرة تفاح هايلة كده يعني ما فيش زييها مهما لفيت الدنيا مش هلاقي في طيبتها وجمالها وعشان كده جيت من اخر الدنيا عشان احملها في ايدي واروح بعيد كده وتبقى لية لوحدي........

-قال العم شكري وهو غير مركز في الموضوع : ماشي هجيبهالك من جوة لسه عملهم الصبح ...ما تاخدش من اللي هنا.....

- قولت وانا انظر اليه بمعاتبه لأ يا احمد...ما تعملش كده وترجع اللي جواية انا مش عارفة نسيت ازاي ..جيت ليه

- انا ما جيتش عشان تفتكري...انا جيت عشان احققلك اللي مش تفكري فيه

- قولت بأسى: صعب

- مافيش حاجة صعبة...الصعب ده احنا اللي بنعمله عشان ربنا دايما بيهألنا السهل اللي قدمنا يبقى احنا ليه نرفضه ونصعبه......

عاد العم شكري يحمل في يده الفطيرة بفرح قائلاً.. دي شغل نور هي اللي عملتها وكأني انا اللي عملتها بالضبط لدرجة اني تهت بلي انا عملته واللي هي عملته عشان هي نفسها...

- ابتسم احمد وقال: ده يبقى حظي من السما...

- دفع ثمنها للعم شكري وقال: انا والله حبيتك يا عم ...

- اسمي شكري..

- ايوة يا عم شكري...هارجع تاني بعد الضهر اخد كمان واحده

- اهلا بيك يا استاذ محلك .

- غادر وهو ينظر لي بعيون فرحة وكأن تفاؤل الدنيا كلها في روحه ابتعد ثم عاد من وراء الزجاج واشار لي بيده مودعاً ارتفعت يداي رغماً عني لتسلم عليه من وراء الزجاج ايضاً.....

وجدت العم شكري ينظر لي قائلاً..- احم احم..هو في ايه بالضبط...

- ابتسمت له وقولت: ايه مش هتشرب معاية شاي..

- لأ هشرب معاكي شاي وقهوة وهاكل..بس بنتي الجميلة تحكيلي في ايه.....

- لالا ما فيش ده واحد بس اعرفه من زمان....

شوقي ولهفتي لم يكن لها حدود برؤيته...دخلت الى المطبخ واقفلت الباب خلفي بدأ قلبي يخفق بشدة فرحي بعوده احمد ....مع انني اعرف ان ما افكر فيه هو مستحيل ولكنني حلمت..
لأول مرة منذ مدة أحلم...أحلم ان يكون لي بيت واسرة وزوج يحبني وابناء اربيهم و اطبخ واقوم بأعمال المنزل وفي المساء اسهر مع زوجي وانظر في عينيه واتحدث معه عن ما يزعجني . يفرح عندما افرح..ويبكي عندما ابكي...ويسمح دمعتي اذا حزنت...ويقتل من يتجرأ على المساس بي ولو بكلمة...
ولكن.....لم احلم بها الا مع احمد....
فقط هو.... واصبحت في هذا الوقت بالذات استطيع ان احلم...وهذا يعود الى ثقتي التي عادت لي بعد غياب....
اعتقدت انني لن اراه ثانية ولكن عندما رأيته نسيت جرحي وشعرت انني اريد ان اضم الدنيا ومن فيها....
واقول لجميع الناس...نعم انا احب هذا الانسان واريد ان اكمل معه حياتي...

ولكن بعدها اشعر فوراً بالخوف من كل شيء من الماضي ومن الحاضر ومن المستقبل.....لأغمض عيوني من جديد واغرق في بحر من الدموع لا يهدأ ولا يستكين...

ولكن هل اتى احمد فعلاً ام انني احلم؟..؟؟؟خرجت عندها مسرعة الى للعم شكري..

- هو في حد جيه من شوية اشترى فطيرة تفاح واتكلمت انت معاه..

- قال لي : قصدك مين الواد الحلو الي اتكلم معاية ومعاكي..

- يعني في حد جيه كان لابس اسود وحاطط شال رمادي وبرنيطة سودا...

- ايوة ليه هو انتي نسيتي..

-لأ اصلي افتكرت اني بحلم..

- نظر لي قائلاً: ايه ده انتي كنتي بتعيطي.؟؟؟

- يعني شوية افتكرت ماما الله يرحمها

- لالالا...وضعك صعب اقعدي هنا يلا(امسك بيدي واجلسني رغماً عني على الكرسي امامه وقال)...احكيلي يلا...

- قولت بخجل: ايه؟

- يلا يا بنتي يلا...حكايته ايه ده ابو برنطية وشال...يلا

- ما فيش هو كان مسافر ورجع وكان يعني عاوز نرتبط ببعض وما حصلش النصيب

- قال بغضب: ليه كده ليه....هو مش كويس

- ده احسن حد في الدنيا كلها..بس ظروف..

- لا بقي الا اذا كنتي ما بتحبهوش..

- معلش يا عم شكري نقفل السيرة دي عشان جيه زباين

.................................................. .

اقفلت الموضوع...لكنني فتحت له الف باب في قلبي...

انهيت عملي لاجده مسنداً على عامود الكهرباء بجانب المحل...

- ده انا رجلية ورمت من الوقفة..وانتي ما خلصتيش شغل لحد دلوقت

- ايه ده!!! انت هنا ...

- ايوة هنا..ومش هاتحرك من هنا

- قولت وانا امشي: معلش انا اتأخرت على الحاجة فايزه وبعدين الساعه بقيت 7 بليل والعشا ادن من بدري

- اوقفني قائلاً: ما حستش انك سعيدة انا شوفتيني...

- قولت وانا اتهرب منه: خلاص يااحمد....سبني اروح

- اسيبك تروحي..انا ما جتش من المانيا لهنا عشان تقولي كده....

- بس انا الموضوع قفلته معاك من قبل ما تسافر

- اه بس رجعتي فتحتيه

- انا امتى؟؟

- اما قولتيلي بحبك على التليفون بحبك يا احمد مش قولتيها.؟؟؟

- نظرت عندها اليه وقولت: لأ...انا شوفتك في الحلم وانا بقولها بس..

- حلم ايه وواقع ايه انتي قولتيها وهي اللي جابتني هنا.....عشان بس الكلمة دي ممكن تصبرني عليكي 100 سنة..وانتي قبلها نكرتيها بس قولتيها وسمعتها ...سمعتها....ما تعذبنيش خلاص...

- قولت وانا ادمع: قولتها ومش عايز افتكرها...(نكست رأسي)

- قال وهو يدمع ويرفع وجهي بيده وينظر الى عيوني : نور ارفعي راسك وبصيلي ما تخافيش من حاجة وما تعذبيش نفسك وتعذبيني انا جربت الحياة من قبلك وفي وجودك ومن بعدك ومتقبل الوضع انا ما يهمنيش انتي كنتي ايه انا يهمني انتي دلوقت ايه وهاتبقي ايه انا عشت نفس ظروفك يا نور نفسها..بس الفرق اني راجل وانتي بنت..عشان كده بيحاسبوكي وما بيحاسبونيش بس انا توبت زييك عشان حبيتك وعارف ان ربنا هايباركلنا عشان انا عاوزك انتي وبس

- قولت وانا ابكي: انا مش هكون ست كاملة ما قدرش اجبلك ولاد

- ومين قالك هو ده كل الحياة...ما انا ممكن اخدك بتجيبي ولاد وتطلعي بعدين ما بتنجبيش...انا ما بفكرش عشان واثق ان ربنا اما يعوز يبعت حاجة ما بيسألش عباده...زي ما حطني في طريقك....مش عايز غير كلمة اه..عاوزاك يا احمد..وشوفي احمد هيعمل ايه عشانك.....

تركته واكملت طريقي وانا ابكي.....ولم ارد عليه بل تركته يقف لوحده........

تجمد عقلي ولم اعد افكر في اي شيىء سوى انني اريده ولا استطيع ان اقولها فأنا لا اريد ان اعذبه في يوم من الايام ويندم...

قطعت مسافة كبيرة من المشي ووقفت امام النيل اتنفس بعض الهواء عندها رأيت اسمي على شراع كبير والمركب الصغير يدور ويروح ويجيى(بحبك يا نور..يا اجمل فطيرة تفاح في الدنيا)

ضحكت....

التفت لأجده ورائي....

- قال وهو يهز بكتفيه: اصل..اتأخرتي والراجل مستني في المركب من الصبح خفت يروح قبل ما تيجي وتشوفيها عشان انا عارف انك بتعدي من هنا كل يوم اصل انا مراقبك بقالي يومين وكنت بحضر كلام...

- قولت له بهدوء وحب: مش هاتندم في يوم يا احمد

- قال مقاطعاً: انا هاندم لو ما كنتيش في حياتي غير ده ما فيش ندم افهمي بقى انا عاوزك افهمي ونكون انا وانتي وبس اجمل اسرة في الدنيا ونبعد ونروح من هنا...نسافر و ما نشوفش حد ولا يعرفنا حد وتبدأي حياة جديدة انا وانتي وبس...

وضعت يدي على وجهي وقولت: ياريت الاحلام تكون ممكن تتحقق بالبساطة دي

- هاتتحقق صدقيني بصي للسما اهي...نجوم وقمر...مهما كان في ظلمة حاوليها انتي ما بتشوفيش غير حتتة النور الي بتطلع دي...ودوري عليها هتلاقيها في قلبك مهما كان في ضلمة حوليكي...

.......................................

بقيت لساعتين اقف انا وهو ولا اتحدث كثيراً بالقدر الذي اسمع في كلماته التي جعلتني احلق في السماء لأقطف النجوم واضعها في قلبي لتضيىء عمري وايامي معه.....
اوصلني الى المنزل وطلب مني ان يراني في مساء اليوم التالي واكون بكامل الاناقة وعلى اتم الاستعداد لأن اخته تحضر لنا مفاجأة....

انتظرت هذا اليوم كثيراً الذي اشعر فيه انني استطيع ان احقق ولو حلم بسيط وهو ان اكون مع من احب وبعدها ليأخذ مني الجميع كل شيىء ولكن فقط اضع رأسي على كتف رجل بالحلال هو عندي بالدنيا وما فيها....

شعور لا استطيع ان اصفه حتماً لأنني لغاية الأن لم اشعر به...ولكن متأكدة انه اغلى من جميع كنوز الأرض....ومهما تعبت في المستقبل من اي مسؤولية ملقاة على عاتقي يكفي ان هناك رجلاً في الدنيا قد حملني اسمه ولأصبح ملكه هو وحده....

وانا اريد ان اكون ملك احمدد وانسى..حقاً اريد ان انسى كل ما عشته...

..................................

وصلت الى منزل السيدة وفاء برفقة احمد وانا البس فستاناً اسود طويل وبسيط جداً....

وجدت منزل السيدة وفاء مزين بالورود البيضاء كله....وكان في استقبالي الجميع حتى مراد وندي..

دخلت على موسيقى فيها مباركة بالخطوبة ثم اختفى احمد.....

رافقني الجميع الى الحديقه الخلفية..لأجد شاشة كبيرة وضع عليها صورتي وانا في احد المرات التي لم اتنبه فيها انه صورني ...

وبعدها تدخل فرقة موسيقية وتعزف لحناً جميلاً..ليخرج هو ويبدأ الغناء....

باللغة الالمانية...ثم يقول بالعربية ..

بحبك يا نور وعاوز ااتجوزك...والجميع يصفق من ورائي...

ثم ينزل على صوت الموسيقى ويخرج من جيبه خاتم الزواج ويضعه في يدي اليمنى....

وانا ابكي .....

واعطاني الخاتم ووضعته في اصبعه...نظرت اليه وانا اضحك وابكي في نفس الوقت...

- قال لي امام الجميع: ايه....افهم من ده انك موافقة

- ضحكت وانا ابكي وقولت: اصل كان حلم شوفته قبل كده

- مين انا ولا الخاتم

- ضحكت اكثر وقولت: بحبك يا احمد.....

.................................................. .............

قضينا سهرة في وسط اجواء لم اعهدها سابقاً يملؤها الحب والفرح الى ان اتت ليان تحمل في يدها قالب الحلوى لنقطعه جميعنا واتى اصحابها واصحاب السيد سراح والسيدة وفاء....كان الجو العام اشبه بحفلة منظمة ولكنها أتت عفوية بشكل كبير وغير محضر لها مسبقاً....

وانا كنت ملكة لا ارى احد الا احمد...

داعاني الى الرقص رقصت وانا ادمع...ولا اعرف ماذا اقول له الحب كله أحببته فيه على قول ام كلثوم....

قال لي فقط: لأخر العمر

قولت له: لأخر العمر يا كل العمر...

الا ان....

سمعت صوت سامح وهو يقول.
- الف مبروك يا عرسان..ما عزمتونيش ليه؟؟؟

-قال له احمد: اصلها جو عيلة في بعض...ما فيش مكان للي زيك هنا

- قولت لاحمد: خلاص..ما تكلموش..هو هايمشي..

0- قال مهدداً: هامشي...طيب بس لازم هدية الخطوبة..ولا ايه

- قال احمد بعصبية: مش عاوزين منك حاجة..اطلع برة من غير شوشرة عشان اختك هنا مش عارفة حاجة

- قال بغضب: انا ما عدش يهمني حد....

- قولت : خلاص يا احمد امشي ندخل جوة خلاص..

ابتعد سامح بعد ان وتر الاجواء كلها..لكن احمد حاول ان يبدو طبيعياً...

بعد فترة قصيرة...انقطع صوت الموسيقى وانطفأت الاضواء....

وفجأة ظهر على الشاشة الكبيرة.....فيلم.....

وكنت انا من فيه....

فيلم من افلام الماضي حيث لم اكن انا كنت فتاة ليل في احد الشقق مع احد الرجال عندما كنت اشتغل حينها مع شوشو وكان هذا الفليم تم تصويره لكي يتم ابتزازه بعدها فيه....لكنني اعتقدت ان هذا الفيم قد تم حرقه بعدها كما اخبرتني شوشو...لكنها تبدو انها احتفظت بيه..وجاء اليوم الذي يظهر فيه هذا الفيلم واظهر انا امام الجميع..بهذا الشكل..وهذا العري..وهذا الوضع الا اخلاقي........
وقفت في مكاني كأنني تلقيت صاعقة وانا انظر بذهول الا ما لا يرى من شدة هوله...والجميع بدأ يوجه انظاره بخزي وقرف واحكد لم يعد يدري كيف يتصرف لتدارك ماحدث ثم..توجه فوراً واوقف الشريط .........

لم اجد نفسي الا وانا امسك بكوب من الزجاج واوجهه نحو الشاشة بكل قوتي واكسرها...واصرخ واصرخ..

اتي لي احمد يحاول ان يهدأ من روعي..وانا اصرخ....

- ابكي واقول له: ليه كده...ليه كده...انا توبت....انا بنت كويسة...انا مش بنت وحشة كده...

نظر لى الناس من حولي واقول للجميع...

- انا مش وحشة عشان تبصولي كده...انا بقيت بنت شريفة..انا غلطت اه بس بقيت كويسة..انا بقيت شريفة..ما حدش عاوز يديني فرصة في الحياة ليه...انا تعبت...والله تعبت...خلاص..ياربي خدني وريحني..عندك يمكن التوبة اكبر انت عاوزني يارب فتحتلي ايديك ..هما قفلوها في وشي كتير..خدني عندك يارب..رحمتك واسعة يارب...انا مش عاوزة اعيش..مش عاوزة اعيششششششششششششششششششششششششششششششش....

.................................................

لا اعرف بعدها ماذا حصل...

فتحت عيوني لأجد نفسي في منزل السيدة وفاء....والجميع من حولي والطبيب يعطيني حقنة مهدىء....

عدت بعدها الى النوم.ولم استيقظ الا في اليوم التالي....

لأجد أمامي احمد والسيدة وفاء...

- قالت. حمد الله على السلامة يا حبيبتي...

- قال احمد بحنان: الحمد الله انك كويسة..

- قولت وانا اضع يدي على رأسي: حصل ايه امبارح

- تعبتي شوية وجبناكي ترتاحي هنا

- قولت وقد بدأت اتذكر: الفيلم...سامح وشوشو.

- قالت السيدة وفاء: ما تجبيش سيرته خلاص...ربنا ينتقم منه حتى مراد عرف امبارح كل اللي عمله سامح وندي عرفت بردو......

- ليه كده يا طنط وفاء قولتيلوا

- لازم يعرف..... وندي من وقتها حابسة نفسها في اوضتهاا وبتعيط ومراد بيقولي انا مش قادر اتقبلها بعد النهاردة من الي عمله اخوها

- لأ لأ..مالهاش ذنب..

- قال احمد: ما تتكلميش كتير انتي لازم ترتاحي اوك..

- قولت وانا امسح دموعي: لازم اروح البيت....خدني للبيت

- هاخدك خلاص بس روقي وما تتعصبيش...

..........................................

عدت الى البيت...وطوال الطريق لم يتكلم معي احمدد ولا كلمة...قبل ان انزل من السيارة قولت له...

- انت مش راضي تكلمني ليه زعلان مني

- لم يرد بل بدأ بالتنفس بصعوبة....

- قولت: احمد انت مش راضي تكلمني ليه...انا عارفة اللي حصل صعب بس

- قال وهو يصرخ في وجهي: انا مضايق...بس مضايق مش اكتر..ممنوع اضايق....(وبدأ يبكي)

تركته فوراً ونزلت..استقبلتني الحاجة فايزه وهي تحضنني وقالت..

- قلقت عليكي يا بنتي ولولا ان حد من عند ست وفاء جيه وقالي هتفضلي عندهم..

دخلت مسرعة الى غرفتي وانا اعبث بالخاتم في اصبعي اريد ان اخرجه لكنني لم استطع اخرجه ثم ارجعه من جديد لأدفن رأسي بعدها تحت احدى الوسائد لأهرب من كل شيىء...

ذهبت الى محال العم شكري وهموم ومصاعب الدنيا كلها فوق رأسي والمي وجرحي فتح و عاد ينزف من جديد...والماضي عاد يرفرف بجناحيه حولي؟؟؟والفضل لهذا المخلوق الذي يدعى سامح...

ماذا افعل لأرتاح؟؟

ليس هناك من حل سوى ان اتقبل قدري ومصيري وانا صامتة.....
كنت لم اخبر بعد العم شكري انني اتخطبت لاحمد لم اجده في المحال....

الى ان اتى احمد ينظر لي بحب ويقول..

- ما فيش فطيرة للبيع .....عشان عاوز احتفل بخطوبتي ...

- اقتربت منه...وحاولت ان اخرج الخاتم من اصبعي...امسكني من يدي وارجعه فوراً وقال.: اوعي تعملي كده مرة تانية امسكي سكينة وادبحيني بيها قبل ما تقلعي من ايدك..انتي فاهمة..ما يفرقناش الا الموت عشان انتي هتكوني في قبر وانا في قبر وبس....

اتى العم شكري ورأى هذا المشهد فقال فوراً..

- الله الله.....في ايه هغير الاسم من فطاير العم شكري لفطاير الاحبة والعشاق...

- قال احمد وهو يبتسم: ليه ممنوع اتكلم مع خطيبتي..

- قال العم شكري بذهول: اتخطبتوا يا ولاد ال.................الله ايه الخبر الجميل ده..وتقوليلي اصل واصل....ماشي يا أروبة انتي يا نور..الف الف مبروك....

.................................................. ..........

في اليوم التالي.....كنت انتظر ان تأتي لي حور لنذهب انا وهي الى المحامي لنتكلم معه في موضوع الرهن ونسأله عن المهلة التي ممكن ان نسدد فيها واقصاها كي لا يذهب البيت منا ولكنها لم تأتي....

اتصلت بها...لتقول لي ان عمر مريض وهي لا تستطيع الخروج وطلبت مني ان اجيب لها دواءً...

اتصلت باحمد وقولت له انني سأذهب الى حور لأن عمر مريض ولن اذهب الى المحامي لأنه كان يريد ان يأخذنا.فطلب مني ان اذهب وهو يلحق بي...

في الطريق وجدت نبيل بصقت في وجهه وتابعت.....

فقال لي: ايامك مش طويلة يا حلوة...في الف شريط بردو عند سامح وهايبيعهم على الرصيف بجنيه عشان يعوض خسارته اللي حرمتيه من ان يعوضها...

فقولت له: انت شيطان مش عاوز تبعد عني..ربنا ينتقم منك

- قال: ماشي...اللي عاوزاه..تبقي بس سلميلي على عمك شكري

- توقف وقولت: مين قالك على عم شكري...انت مالك وماله

- قال مهدداً: اما ترجعي المحل اسألي اصل كنت عنده الصبح واديتيو كده شريط يعني يشوفه...

الصاعقة الثانية تلقيتها من جديد...وهذه المرة لم ترميني ارضاً...بل جعلتني اضحك....نعم ضحكت...ضحكت...وضحكت.....

بعدها بكيت....ثم تركته يتحدث ووضعت اصابعي على اذناي لا اريد ان اسمعه وما يقوله يدور في رأسي....

وشعرت ان نوبة من الجنون قد اصابتني والخوف والألم يسري في عروقي لم اعرف كيف وصلت الى منزل اختي...
ارتميت في حضنها وبكيت وشرحت لها ما حصل معي.....

نظرت في عيوني وقالت: في ربنا يا نور...في ربنا.....كفاية ان ربنا معاكي..وانا..واحمد...

- قولت بأسى: احمد.....

- خلاص..روقي هعملك قهوة تهدي اعصابك...

دخلت حور وبقيت انا في غرفة الجلوس...

وفجأة واذا بحجارة تسقط من السقف....

ثم يسقط غبار كثيف....

بدأت حور بالصراخ...

نووووووووووور
.البيت بيوقع يا نور....عمر..

حور كانت في المطبخ...وكان عمر على السرير في غرفة النوم دخلت مسرعه اليه حملته ووقفت تحت العتبة لانها لم تكن لتسقط ابداً...اما كل شيىء فبدأ بالنزول بدأ من المطبخ الى ان وصل الى غرفة الجلوس اما غرفة النوم فجزء صغير قد سقط منها...

كل شيىء كان في ثواني اعصار او زلزال او ما شابه لم اعد اسمع صوت صراخ اختي وانا مليئة بالغبار الكثيف وعمر يبكي وانا اضمه واحميه....

وضعته جانباً.....واسرعت لاراها....لم اجدها..

بدأت اصرخ....وانا احاول انتشال الحجارة من عليها...

وجدت وجهها ممتلىء بالدماء.....بدأت اهزها بعنف..

- حور اصحي يا حور...حووووووو...

لم يكن هناك نفس....ولا اي نبضات قلب....وعمر يبكي...

لقد ماتت حور..........

بدأت اصرخ....حور....اصحي يا حوى......

ذكريات الدنيا كلها اتت لي..طفولتي....والدتي...بيتنا...احزاني وافراحي في هذا المنزل....كل شيىء اتى لي في لحظات ليعود ويتدمر عندما غادرته لأمشي في الطريق التي مشيت فيها لأعود واحاول التوبة ولكن لا استطيع ان اصلح اي شيىء لينهار كل شيىء الأن امام عيني...وتدفع حور الثمن ...الله يريدني ان اعيش...يفتح لي كل مرة اشعر فيها باليأس باب التوبة..يريدني الله ان اموت وقد اصلحت كل ما افسدته في السابق....

بدأت ابكي واضم اختي.........

الى ان اخرجت الخاتم من اصبعي ووضعته في اصبعها هي.....شعرت ان روحي خرجت مع الخاتم وتألمت كثيراً.....وقبلت جبينها وقولت ..

- انا اسفة يا حزر...اسفة حبيبتي....ما قدرتش اعمل غير كده....عشان انتي ربنا عارف انتي ايه..وانتي طالعة عنده..بس انا الناس مش راضية تسبني في حالي وانا هاعيش بين الناس..وانتي هاتروحي عند ربنا .......اسفة يا حبيبتي انا اسفة........

امسكت شيىئاً حاداً كان بجانبي....وجرحت رقبتي الى جانب اذني اليسرى وكشفت عن كتفي الشمال وقطعت اللحم مكان الشامية.....وانا اصرخ اكثر واتألم اكثر...

بدأ البيت ينهار اكثر...اسرعت عندها وحملت عمر.....

وحاولت قدر المستطاع النزول ولأن البيت كله طابقين فقط لم يكن الموضوع صعب وهو ينهار اكثر واكثر....

استطعت الخروج بمساعدة الناس التي هرعت الى المكان وهي تصرخ .....

وجدت احمد يركض نحو المكان اتياً من بعيد وهو لا يعرف ماذا حدث.........

نظر لي وانا احمل عمر وهول الصدمة في عينيه والدماء تملؤني....

- قال برعب: حصل ايه........نور فين؟؟؟

- قولت وانا ابكي واشير بأصبعي الى الداخل: جوة....جوة...

لم يتنظر ان يسمع اكثر بدأ يصرخ(نووووووووووورر) محاولا الدخول الى جوه والمبنى ينهار اكثر.......الى ان اخرج حور عدد من الرجال.....وضعوها على خشبة ولم يظهر منها سوى وجهها ويدها التي اسدلت على الطرف وفيها خاتم احمد....

جلس على الارض بقربها يبكي....وانا ابكي...ويقول..

- سبتيني بدري يا نور......يا اشرف واجمل واطهر بنت في الدنيا......

حملت عمر وابتعدت...وانا اتركه يبكي على نور التي ماتت لتعود الحياة لها من جديد....

.................................................. ...

عدت الى منزل الحاجة فايزة على انني حور....

والى محال العم شكري على انني حور وطلبت العمل لديه بدل اختي رحمها الله....

واصبحت حور....

بعد الحادث بأسبوع اتى لي احمد..الى المحال.....
حاولت التصرف بطبيعية معه...لكنه قال....

- ازيك يا حور

- الحمد الله يا احمد...

- اخبار عمر ايه

- اهو مع الحاجة فايزهة...رضيت تخليني عندها وزي ما انت شايف عم شكري بردو زعل اوي عشان نور وصمم اني اكون هنا....وانت اخبارك ايه يا احمد

-انا لسه جاي من عند قبر نور..كل يوم بروح واقعد هناك....بس دلوقت خلاص ما عدش ينفع حاجة... انا جي اودعك عشان مسافر...

-قولت بحزن: هتسافر خلاص

- ايوة ومش راجع نهائي للبلد دي.....خلاص...

- قولت وانا ابتسم بأسى: ربنا معاك....ويوفقك يارب....(كنت اتحامل على نفسي كي لا ابكي امامه )

- ممكن ماتتضايقيش مني لو عملت حاجة

- تعمل ايه؟؟

- ابص في عيونك شوية...اصلها شبه عيون نور الله يرحمها...

- نظرت اليه وقولت: لأ..ما يضايقنيش....الله يرحمها يارب...(شعرت بالاسى وهو ينظر الي.....وكنت قدأ بدأت ادمع......قاطعني وقال)

- علي فكرة سامح دخل السجن ومعاه نبيل بشيكات من غير رصيد ...فضلت وراهم لغاية ما وقعتهم الاتنين ....خلي نوى تارتاح في قبرها من اللي عملوه فيها

- قولت له : دلوقتي هي عند ربنا مش عاوزة حد.....

- قال مودعاً: اجمل حاجة فيكي انك شبهها.......عن اذنك....

..................................

اتى العم شكري قائلاً.....

- مالك يا حور...

- ولا حاجةعم شكري....تحب ادخل اجيب الحلويات من المطبخ

- اه ما فيش مشكلة يلا...

دخلت المطبخ ..لم اكن اريد الخروج حتى ترتاح اعصابي..وبدأت احضر فطيرة..واشغل نفسي..صنعت فطيرة تفاح وبللتها بدموعي.....وانا احاول ان انسى واتمتم واقول..

(انا حو..مش نور..اناحور ..انا نور.)

بقيت لأكثر من ساعة في المطبخ..الى ان دخل العم شكري...ووجدني لوحدي..فقال

- ريحة ايه دي..انتي عملتي فطيرة....

- اخرجها من الفرن وهو ينظر لي بذهول...ثم تذوقها وقال....

(انتي نور).......................................

عشت حياتي كلها على انني حور...الا العم شكري لم يقتنع...ومنذ ان تذوق فطيرة التفاح وهو مصر انني نور ضمنياً ولكن ظاهرياً يعاملني على انني ومع بعض من الوقت اعترفت له بالحقيقه وان من ماتت هي حور ......

لم ار احمد من بعدها كنت قدخسرت حب..لأعوض بحب اكبر وهو حب عمر ابن اختي الذي يكبر امام عيوني...لأشعر معه انني اولد من جديد....

وانني يوم بدلت شخصيتي كنت ابدل عذريتي ...لاصبح فتاة جديدة....ولأقضي وقتها ليليتي الأخير كنور....
إلي أن آتي احمد من جديد ومعه السيد سراج وطنط وفاء ويقول لي معاتبا .....

ليه يانور عايزه تبعدي عني انا مليش غيرك في الدنيا

نظرت له في ذهول أنه عرفني .....

قال انا عرفت كل حاجه من اخر مره قابلتك علي انك حور عرفتك لما بصيت في عيونك انا بحبك يانور..

بكيت بشده وقولت كان نفسي اعيش عشان عمر

قال انا بحبك ومش هاسمحلك تبعدي وعمر ده هديه ربنا لينا .

ارتميت بين يديه وانا ابكي واقول بحبك يا احمد يا احلي هديه من ربنا...

تزوجت نور من احمد وعاشوا سويا اسره سعيده وأصبح عمر ابنهم .....
وفي النهايه احب ان اقول ان الله رحمته واسعه وباب التوبه مفتوح لكل مذنب ..


انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

للمزيد من الروايات الحصريه زورو قناتنا على التلجرام من هنا
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1