الاب المجنون
الجزء الثالث والأخير
احبس انفاسك
فحاولت الصبيّة ترتيب تنوّرتها التي كانت فضفاضة على جسمها النحيل
العريس : ما اسمك ؟
- سميرة
- سميرة .. أعدك ان تعيشين معي حياةً جميلة للغاية , سأنسيك فيها كل ما عانيته هنا .. فأنا لا اريدك ان تعملي ايّ شيء في بيتنا , لأنني سأحضر لك خادمة وطبّاخة ..وستعيشين معي في قصرٍ جميل.. وسنسافر للخارج بين فترةٍ وأخرى لأريك العالم
الصبيّة بحماس : وهل ستأخذني الى البحر ؟ لأني رأيته بالتلفاز ويبدو مريحاً وجميلاً
بابتسامة شفقة أجابها : نعم .. البحر والجبل , والنجوم ان أردّتِ ..كما سأحضر لك معلمة لتعليمك كل ما فاتك من دروس
سميرة بدهشة وفرح : أحقاً ! فأنا أحب التعليم كثيراً .. حيث كنت أستمع من داخل غرفتي على صوت المدرّس وهو يعلّم اخواني .. وأذكر عندما كنت صغيرة , كنت أردّد خلفه الأحرف العربية والأجنبية ايضاً , لكني لا أعرف كيف أكتبهم !
- ستتعلمين كل شيء , الى ان تحصلي على شهادتك الجامعية
- الجامعة ! هذه كانت إحدى أحلامي المستحيلة
وسكتت قليلاً , ثم قالت : استاذ
- ناديني احمد
- سيد احمد
بابتسامة : أحمد فقط يا سميرة
فقالت بارتباك :
- احمد ..لما اخترتني انا ؟ فأنت شابٌ جميل ..أقصد ..غنيّ ومتعلّم , ويمكنك إيجاد أفضل منّي ؟!
- إخترتك لأنك مميزة يا سميرة
- بماذا ؟!
- ببراءتكِ ..الا تدرين كم هي صفة نادرة هذه الأيام ؟!
- أحقاً !
- نعم ..فالبنات أصبحنّ جريئات بشكلٍ مقزّز ..وانا أحب الفتاة الطبيعية التي أربّيها على يديّ ..وانت طلبي يا سميرة , وأحتاجك في حياتي
- لكني خائفة
- ممّا ؟!
فقالت بتردّد : من الزواج .. فأنا لا اعرف شيئاً عنه , ومع هذا أشعر انه شيءٌ كبير لا أستطيع تحمّله !
- سنتقدّم معاً خطوة بخطوة , فأنا لستُ مستعجلاً على شيء ..إطمئني , فأنا لن أرغمك على شيء لا تريدينه
سميرة بقلق : احمد ... هل سيأتي يوم وتضربني كوالدي ؟
أحمد : مستحيل .. فخدودك الحمراء لا تستحق سوى القبلات
وقد أفزعها سماع أول كلمات غزل في حياتها , ممّا جعلها ترتبك وتركض مُسرعة الى غرفتها .. وحين رآى والدها ردّة فعلها (من خلف الزجاج) دخل الى الصالة كالمجنون , وهو يصرخ على العريس مُعاتباً :
- ماذا قلت لها ؟!!
وخرجت الوالدتان من المطبخ بعد ان أفزعهما صراخه !
لكن العريس تجاهل إتهامه , قائلاً بثقة :
- ما رأيك ان نجعل الجمعة القادمة هو يوم كتب الكتاب ؟
فقال العمّ بلؤم : لقد أعدّت التفكير بالموضوع واريد سيارة جديدة لي , والاّ لن أكتب الكتاب
زوجته : لكن يا ابا سعيد..
يصرخ عليها : إسكتي انت !! انا احتاج لسيارة أجرة جديدة بدل سيارتي المهترئة
العريس : ولك ذلك
امه بقلق : بنيّ !
ابنها بثقة : لا تقلقي امي , فالهة سيرزقني بإحساني اليها
ثم قال لعمه : الجمعة سآتي انا وامي والمأذون الى هنا , وسنقوم ..
والد العروس مُقاطعاً : لا تنسى ان تخبر المأذون ان يأتي بملابس عادية , فأنا لا اريد ان يشعر الجيران بشيء
العريس : حسناً لا تقلق , سأخبره بظروفنا
ام الشاب بعصبية : ان كنت تخجل كثيراً بإبنتك , فاخبرني كيف سنخرجها من بيتك ؟
ابنها : امي .. سألبسها عباءة ونقاب , وعكاز ايضاً لتبدو وكأنها جدتي
الأب : فكرة جيدة .. المهم ان لا يروك جيراننا في الطابق العلوي ..الم تخبرني قبل قليل بأنك كنت قادماً لخطبة ابنتهم ؟
العريس بثقة : انا لا يهمّني رأيّ أحد , وسأتزوج ممّن أشاء
ابو العروس مبتسماً وبفخر : يالك من رجل ! أعجبتني يا صهر
ام العروس بدهشة : صهر ! أيعني انك وافقت اخيراً ؟
زوجها : نعم , لكن إيّاك ان تزغردي
زوجته بفرح : لا إطمئن , لن أفعل
الشاب بسعادة : اذاً , على بركة الله
***
وبالفعل تمّ الزواج بسرّيةٍ تامة .. وعاشت سميرة مع زوجها بسعادة في قصرهم الجميل , وأنجبا ثلاثة أبناء ..
والغريب في الموضوع ان والدها بعد سنوات من زواجها أصبح يفتخر بها وبصهره وبأحفاده , غير مبالي بنقد الناس له لاستنكاره لابنته طوال عشرين سنة !
لهذا إحسنوا الى بناتكنّ فربما يكون الخير فيهنّ !...تمت
انتهت
الجزء الثالث والأخير
احبس انفاسك
فحاولت الصبيّة ترتيب تنوّرتها التي كانت فضفاضة على جسمها النحيل
العريس : ما اسمك ؟
- سميرة
- سميرة .. أعدك ان تعيشين معي حياةً جميلة للغاية , سأنسيك فيها كل ما عانيته هنا .. فأنا لا اريدك ان تعملي ايّ شيء في بيتنا , لأنني سأحضر لك خادمة وطبّاخة ..وستعيشين معي في قصرٍ جميل.. وسنسافر للخارج بين فترةٍ وأخرى لأريك العالم
الصبيّة بحماس : وهل ستأخذني الى البحر ؟ لأني رأيته بالتلفاز ويبدو مريحاً وجميلاً
بابتسامة شفقة أجابها : نعم .. البحر والجبل , والنجوم ان أردّتِ ..كما سأحضر لك معلمة لتعليمك كل ما فاتك من دروس
سميرة بدهشة وفرح : أحقاً ! فأنا أحب التعليم كثيراً .. حيث كنت أستمع من داخل غرفتي على صوت المدرّس وهو يعلّم اخواني .. وأذكر عندما كنت صغيرة , كنت أردّد خلفه الأحرف العربية والأجنبية ايضاً , لكني لا أعرف كيف أكتبهم !
- ستتعلمين كل شيء , الى ان تحصلي على شهادتك الجامعية
- الجامعة ! هذه كانت إحدى أحلامي المستحيلة
وسكتت قليلاً , ثم قالت : استاذ
- ناديني احمد
- سيد احمد
بابتسامة : أحمد فقط يا سميرة
فقالت بارتباك :
- احمد ..لما اخترتني انا ؟ فأنت شابٌ جميل ..أقصد ..غنيّ ومتعلّم , ويمكنك إيجاد أفضل منّي ؟!
- إخترتك لأنك مميزة يا سميرة
- بماذا ؟!
- ببراءتكِ ..الا تدرين كم هي صفة نادرة هذه الأيام ؟!
- أحقاً !
- نعم ..فالبنات أصبحنّ جريئات بشكلٍ مقزّز ..وانا أحب الفتاة الطبيعية التي أربّيها على يديّ ..وانت طلبي يا سميرة , وأحتاجك في حياتي
- لكني خائفة
- ممّا ؟!
فقالت بتردّد : من الزواج .. فأنا لا اعرف شيئاً عنه , ومع هذا أشعر انه شيءٌ كبير لا أستطيع تحمّله !
- سنتقدّم معاً خطوة بخطوة , فأنا لستُ مستعجلاً على شيء ..إطمئني , فأنا لن أرغمك على شيء لا تريدينه
سميرة بقلق : احمد ... هل سيأتي يوم وتضربني كوالدي ؟
أحمد : مستحيل .. فخدودك الحمراء لا تستحق سوى القبلات
وقد أفزعها سماع أول كلمات غزل في حياتها , ممّا جعلها ترتبك وتركض مُسرعة الى غرفتها .. وحين رآى والدها ردّة فعلها (من خلف الزجاج) دخل الى الصالة كالمجنون , وهو يصرخ على العريس مُعاتباً :
- ماذا قلت لها ؟!!
وخرجت الوالدتان من المطبخ بعد ان أفزعهما صراخه !
لكن العريس تجاهل إتهامه , قائلاً بثقة :
- ما رأيك ان نجعل الجمعة القادمة هو يوم كتب الكتاب ؟
فقال العمّ بلؤم : لقد أعدّت التفكير بالموضوع واريد سيارة جديدة لي , والاّ لن أكتب الكتاب
زوجته : لكن يا ابا سعيد..
يصرخ عليها : إسكتي انت !! انا احتاج لسيارة أجرة جديدة بدل سيارتي المهترئة
العريس : ولك ذلك
امه بقلق : بنيّ !
ابنها بثقة : لا تقلقي امي , فالهة سيرزقني بإحساني اليها
ثم قال لعمه : الجمعة سآتي انا وامي والمأذون الى هنا , وسنقوم ..
والد العروس مُقاطعاً : لا تنسى ان تخبر المأذون ان يأتي بملابس عادية , فأنا لا اريد ان يشعر الجيران بشيء
العريس : حسناً لا تقلق , سأخبره بظروفنا
ام الشاب بعصبية : ان كنت تخجل كثيراً بإبنتك , فاخبرني كيف سنخرجها من بيتك ؟
ابنها : امي .. سألبسها عباءة ونقاب , وعكاز ايضاً لتبدو وكأنها جدتي
الأب : فكرة جيدة .. المهم ان لا يروك جيراننا في الطابق العلوي ..الم تخبرني قبل قليل بأنك كنت قادماً لخطبة ابنتهم ؟
العريس بثقة : انا لا يهمّني رأيّ أحد , وسأتزوج ممّن أشاء
ابو العروس مبتسماً وبفخر : يالك من رجل ! أعجبتني يا صهر
ام العروس بدهشة : صهر ! أيعني انك وافقت اخيراً ؟
زوجها : نعم , لكن إيّاك ان تزغردي
زوجته بفرح : لا إطمئن , لن أفعل
الشاب بسعادة : اذاً , على بركة الله
***
وبالفعل تمّ الزواج بسرّيةٍ تامة .. وعاشت سميرة مع زوجها بسعادة في قصرهم الجميل , وأنجبا ثلاثة أبناء ..
والغريب في الموضوع ان والدها بعد سنوات من زواجها أصبح يفتخر بها وبصهره وبأحفاده , غير مبالي بنقد الناس له لاستنكاره لابنته طوال عشرين سنة !
لهذا إحسنوا الى بناتكنّ فربما يكون الخير فيهنّ !...تمت
انتهت