#فوق_الخيال_الجزء_الأخير
جاوبت عليها بهز راسي ... وفيما معناه إني مستعدة.. وكانت المفاجأة أول لما الباب اتفتح .....
تخيلت كتير ف اللحظات القليلة دي إيه اللي ممكن يكون ف الاوضة المقفولة دي ... بس مجاش ف بالي أبدا إن باب الاوضة دي يفتح على شقتنا القديمة!! ومش بس كده دي ماما كمان موجودة وشكلها صغير أوي ..وإيهاب أخويا موجود بس كان صغير جدا حوالي 6 سنيين ...بيجري قدامي وبيلعب بالكورة بتاعته...
دخلت وسطهم.... أنا شايفاهم بس هما مش شايفيني..
..... إيه ده ماما اهي .. وإيهاب كمان ..طب ازاي كده .. هو إيه اللي بيحصل !!!!
ردت عليا الروح اللي بتكلمني بجسم يمنى:
.... هما مش هيشوفوكِ ولا هيحسوا بوجودك.. إنتِ دلوقتي يا مودة ف بيتك من 20 سنة وإنتِ طبعا كنتِ لسا ماجتيش ف الدنيا..تقريبا كده قبل ما تيجي للدنيا ب شهور .... احنا هنقعد هنا فتره من الوقت مش هتتحسب بالوقت العادي بتاعنا ... هتابعي بنفسك كل حاجة وهتعرفي اللي محتاجة تعرفيه !!!!!!
وفجأة التليفون رن ...ماما راحت ترد وأنا متابعة كأني بتفرج على فيلم ف السينما ..سمعت المكالمة كلها وياريتني ما سمعت !! والمكالمة كانت......
..... الو .... ازيك يا روحي ... أنا مش كويسة خالص ... ماجتش ليه امبارح ف ميعادنا ... ما أنت عارف إن اللي مايتسماش مسافر .... طيب هستناك النهاردة... سلام
اللي سمعته فاق كل توقعاتي ... امي كانت خاينة ... كانت بتخون أبويا ... أبويا اللي جاله جلطة بعد موتها وكان هيموت عشانها...
رجلي خانتني مقدرتش أقف عليها أكتر من كده ... اللي بيحصلي فوق احتمالي . فوق إحتمال البشر ... قعدت على أقرب كرسي عشان أكمل العرض المسرحي السخيف ده ...معنديش أي اختيارات غير إني أكمل اللي بدأته.....
دوّرت على صاحبة الصورة حواليا ... ملقتهاش اختفت تماما ... سابتني لوحدي ف وسط الحقيقة المُرة ...
اتمشيت ف الشقة اللي عشت فيها عمري كله من غير ما اعرفها .. قد إيه أنا كنت مغفلة وللأسف مش أنا بس ... ده كلنا...
لقيت ماما بتنادي على إيهاب :
...... يلا يا إيهاب لبست خلاص...
... أيوة يا ماما ..
..... طب يلا عشان متتأخرش على التدريب
نزلت ماما ب إيهاب وجت ف ثواني ... ماستغربتش السرعة ... صاحبة الصورة قالتلي إن الزمن هنا غير الزمن العادي بتاعنا
بدأت تجهز نفسها وتتزوق ... وتستعد لضيفها اللي جايلها عشان تخون أبويا معاه !!!
وفجأة رن جرس الباب... جريت بسرعة وفتحته... والفرحة ماليا عينيها .. والغريب إني مالمحتش أي ذرة ندم أو تأنيب ضمير عليها نهائي...
بعد ما فتحت الباب استقبلت له بالبوس والأحضان:
.... حبيبي ... وحشتني أوي ... تعالي أدخل. . الواد ف التدريب ....
ظهر قدامي راجل ف نهاية التلاتين وسيم وأنيق جدا ف نفسه ...وأول كلمة قالها نزلت على قلبي زي الرصاصة:
..... جوزك المغفل هيجي امتي من السفر ؟؟؟
....ههههههه حلوة المغفل دي ... لسا كمان اسبوع يا قلبي ....
.... طب كويس ... عشان نتقابل تاني ..بس هي مرة واحدة عشان مسافر
.... نعم يا أخويا .. مسافر فين اوعى تقول مع مراتك !!!
..... أنا مش عارف إنتِ بتكرهيها ليه كده ... مش كانت جارتك وصاحبة عمرك زمان ..على العموم إنتِ عارفة إني مش بطيقها ... أنا بس عشان بنتي نفسها تصيّف زي صحابها
..... كانت صاحبتي اه بس دلوقتي هي عدوتي ... مش قادرة أتخيل إنها بتشاركني فيك !!!!!
.... أنا قولتلك زمان اتطلقي من جوزك ده .. وأنا هتجوزك !!!
.... أنت عارف إنه ماينفعش ... أنت ظروفك صعبة مقدرش استحملها ... أنا اتعودت على مستوى مادي معين مقدرش أغيره....وبعدين ما احنا مع بعض ومبسوطين ....
..... طول عمرك أنانية أوي ... بس بحبك برضه....
كل ده عدى قدامي كأنه شريط فيلم بيجري ... وفجأة وقف الفيلم على اللقطة دي ..
ماما واقفة ف الحمام بترجع ... ومش قادرة تسند طولها ... وبعدها لقيتها بتعيط وحاطة إيدها على بوقها وبتقول:
... يالهوي ... يالهوي ... ازاي بس حملت ..هعمل إيه دلوقتي ... الكل عارف إن جوزي مسافر بقاله فترة ... لو حد حسب الوقت هتفضح .... لازم ألاقي حل .. لازم أنزله...
حاولت كتير تنزله بس للأسف مانزلش .. قصدي منزلتش .. ما أنا اكتشفت إن الجنين اللي ف بطنها هي أنا ... أنا بنت حرام!!
وعدت الأيام واتولدت أنا ومحدش عرف سرها خالص وهمت الكل إنها ولدت ف السابع ....وطبعا بابا صدقها ف الحال.....كل ده أنا شايفاه قدامي .. فيلم قصير بس بعمري كله ... وفضلت امي مستمرة ف خيانتها لأبويا المزيف مع أبويا الحقيقي!!
ومحدش فيهم عارف سرها غيرها هي ..هي وبس ..وكبرت أنا وشُفت نفسي وأنا بكبر بكدبة وخيانة .. ....
لغاية ما ف يوم عشيقها اللي هو أبويا عمل حادثة كبيرة هو ومراته وبنته .. وللأسف بنته ماتت ... ومن ساعتها اتقطعت أخباره عنها .... وماعرفتش توصله نهائي واستسلمت لحياتها المزيفة......
.... هااااا .. بيتهيألي كل حاجة بقت واضحة جدا قدامك ؟؟
قالتها صاحبة الصورة اللي ظهرت فجأة قدامي.....
رديت عليها وأنا روحي مكسورة:
..... وإنتِ إيه علاقتك ب كل ده ؟؟؟؟
....إنتِ لسا مافهمتيش ... أنا بنته اللي ماتت ف الحادثة ... يعني أختك !!!!!
.... يعني الراجل اللي ف المستشفى دلوقتي هو أبويا الحقيقي... يعني أعزل ودوناً عن الدنيا كلها اجي اسكن ف الشقة اللي قصاده!!!
..... بصي دي رسالة كان لازم توصلك .. مقدر ومكتوب إنك تعرفيها ... خلي بالك من امي ... جارتك الكئيبة .. هي ماكنتش كده .. بس امك هي السبب ف اللي وصلتله... صاحبتك هتجيلك دلوقتي حالا ... واطمني مش هتحلمي تاني خلاص .... نتقابل كلنا يوم القصاص
وفجأة قعدت على الكرسي اللي تحت الصورة ونامت..
جريت عليها اصحي فيها ...هي دلوقتي خلاص اكيد رجعت يمنى تاني ...
..... يمنى ... يمنى ... اصحي..
.... إيه ده أنا فين .... مودة !!! ااااه دماغي وجعاني أوي احنا فين .... إيه ده أيوه صح احنا جينا الشقه اللي قصادك .. هو أنا نمت ولا إيه ؟؟؟؟
... يلا يا يمنى نمشي إنتِ اغمى عليكِ .. يلا بينا
..... طب والحلم والصورة... تعالي ندور على أي حاجة يمكن نوصل لتفسير
فتحت باب الشقة وأنا بقولها :
... مش مهم يا يمنى ..مش عايزة أعرف!!!!
رجعت البيت لقيت بابا. .. .أيوه بابا ....بالنسبالي مليش اب غيره.. قاعد مستنيني وقالي بصوته الحنون:
....إيه ده يا حبيبتي جيتي بدري ليه كده ؟؟؟؟
..... بدري!!!! ... المحاضرة اتلغت...
... مالك يا بابا مضايقة ليه ؟؟؟
.... واحدة صاحبتي عندها مشكلة كبيرة اوي!!
... خير يا حبيبتي احكي ... يمكن اقدر افيدك
... مش هقدر احكي تفاصيل ... بس هي عرفت سر ممكن يقلب كيان عيلتها لجحيم ... وممكن أبوها يموت فيها !!! تعمل إيه يا بابا؟؟؟؟
.... متحكيش يا حبيبتي .... ربك ستار ب عبيده ... وتسيب كل حاجة ليوم القصاص ..
يااااااه الراجل ده طيب أوي ... أنا مش هحكيله حاجة ... مقدرش أبدا استحمل إنه يتعب بسببي..أنا ممكن اموت وراه...
بعدها ب يوم جات الست صاحبة الشقة اللي قصادنا .... واللي عرفته إن جوزها مات ف المستشفى ... ماحستش بأي إحساس ناحيته غير إنه جاري واتوفي .....وكان لازم ادخل اعزيها .. مقدرش أنسى وصية بنتها ليا!!
روحت خبطت عليها وفتحت لي الباب وبصتلي بتعجب ... مستنتش تقولي اتفضلي دخلت ع طول :
عزيتها ووقفت قدام كرسي الصالون القديم وبصيت على الصورة وقولتلها :
... الله يرحمها ... كانت بتحبك اوي...
ردت عليا بشوق :
...إنتِ تعرفي بنتي !!!!
.... اه اعرفها جدا ... قضيت معاها أصدق وقت ف حياتي كله ... ممكن تعتبريني زي بنتك ...أرجوكِ مترفضيش دي كانت موصياني عليكِ ....
اخدتني ف حضنها وعيطت بحرقة ... وأخيرا لانت عضلات وشها ... ومابقتش كئيبة نهائي....
