Ads by Google X

رواية حب بطعم الانتقام الفصل الرابع

 


الفصل الرابع

وضع جلال وجهها بين يديه قائلا برفق: زااهي...... انا مش عاوز اجرحك ولا اكون سبب في دموعك.... بس انتي كمان قدري موقفي انتي بتطلبي مني المستحيل... عاوزاني انسي ابني ومراتى... عاوزاني اسيبكم تعيشوا بعيد عني.... عاوزاني اسيب ابني يتربي مع راجل تاني وابوه علي وش الدنيا..... زاهي فكري بعقل... لو مش عشاني عشان ابننا..... متضطرنيش اعمل حاجة انا مش عاوزها .... انا عمري ماهحرمك من ابنك الا لو انتي صممتي علي الجنان اللي في دماغك ده..... وحياتك عندي هجيبلك حقك بس انتي اديني فرصة
مرة اخري تسير خلف تلك النبرة.... مرة اخري تستمع لتلك الضربات بين جنبات صدرها....مرة اخري تستمع لكلام قلبها الذي تسبب بكل ماحدث.... هزت راسها وصورة والدها تقتحم تفكيرها بقوة... لاتستطيع..! كانت عيون جلال تتفحص ملامح وجهها التي تتغير مع كل لحظة تمضي عليها واخيرا فتحت فمها لتتحدث ولكن اوقفها صوت البوق المتعالي بالخارج....!


التفتت زاهي وجلال لصوت البوق المتعالي وسط سكون الليل بالخارج ليقول لها... خدي زين واطلعي فوق وانا هشوف في أية..؟
خرج جلال بخطي سريعه ليري سيارة ابن عمته عامر تطلق البوق بشدة حينما رفض حرس جلال إدخاله للفيلا كما امرهم....!
أشار لهم جلال بيده ليفتح أحدهم البوابة دلف عامر بسيارته يلعن ويسب بالحرس ... اية ياجلال مشغل شوية بهايم مش عاوزين يدخلوني .
: معلش ياعامر لسة مش عارفينك
قطب جلال جبينه و نظر بساعته التي تجاوزت الواحجة فجرا متسائلا : اية اللي جابك دلوقتي؟
نزلت علياء من السيارة بنفس اللحظة ليقطب جلال جبينه مرددا... انتي ؟!
نظرت اليه قائلة : ايوة انا..... عاوزة اطمن علي زاهي وزين ؟... هما فين؟
قال جلال باقتضاب : هما كويسين
قالت باصرار : عاوزة اشوفهم
هز كتفه قائلا ببرود : الوقت مش مناسب... . ده لو سيادتك مش شايفة الساعه كام اصلا


اغتاظت علياء منه ليتدخل عامر قائلا بخفوت : ماتسيبها تشوفهم ياجلال
رفع جلال حاجبه بدهشة فأي شئ جمع هذا علي تلك...!
ليهمهم عامر بخفوت : هفهمك
..... عليااا..
اسرعت علياء تصعد درجات السلم الحجري باتجاه ذلك الباب الزجاجي الضخم الذي خرجت منه زاهي حينما استمعت لصوت عليا بالخارج...... قالت علياء بلهفه زاهي حبيبتي انتي كويسة؟
هزت راسها ودمعت عينا كلتا الفتاتان لينظر جلال لعامر بتوعد فقد كان علي وشك اقناعها والان مع تلك الدراما ربما تتمسك برأيها اكثر ..... فين زين... حبيبي وحشني اوي البيت وحش من غيرة
تبرطم جلال وهو ينظر بساعته التي قاربت الثانية فجرا :... اكيد نايم
نظرت اليه زاهي بحدة وسحبت عليا من يدها للداخل بينما التفت جلال تجاه عامر التي عيناه كانت تلاحق علياء تلك التي ظهرت له من ساعتين واقتحمت حياته بتلك الطريقة حتي انه ضعف امام رجاءها بمعرفة مكان ابنه خالتها ليجد نفسه يقود بها لمنزل جلال...
هز عامر كتفه : بس ياسيدي خفت تحاول تدخل تاني وانت عارف الحرس هناك اغبيا
رفع جلال حاجبه متسائلا :وانت بقي خايف عليها؟!
هز راسه : لا... وانا اخاف عليها لية... انا قلت انها بنت خاله مراتك... يعني ميصحش
لوي جلال شفتيه قائلا : طيب ياسيدي متشكرين اتفضل انت روح
هز عامر راسه باستنكار : لا... اتفضل اية ؟! ... انا هرجعها بيتها زي ماجبتها
: سيبها هخلي السواق يبقي يوصلها
قال عامر باصرار ; لا انا هوصلها


: عامر...!!..... اية حكايتك بالظبط؟
: ولا حكاية ولاحاجة... بس البنت جت معايا تشوف مراتك وتطمن عليها وانا هرجعها....
ادخل انت شوفها خلاص اطمنت عليها وخلاص ولا لا
قال زاهي بعدم تصديق : انتي اتجننتي ياعليا... ازاي تعملي كدة
: اعمل اية يازاهي كنت هتجنن من القلق عليكي.... كنت خايفة عليكي يكون اذاكي
: انا كويسة ياعليا... متقلقيش
: عملك اية؟
هزت كتفها : ولاحاجة ؟
: عرف الحقيقة؟
: اه...
نظرت اليها علياء : طيب وعمل اية؟
تنهدت زاهي مطولا : هبقي احكيلك ياعليا ...بس انتي طمنيني عليكي وعلي عاصم
: هيتجنن من وقت اللي حصل....حاسس بالذنب انه مقدرش يحميكم... ده حتي مرجعش البيت من يومها وفي المكتب ليل نهار
ربتت علي يدها ; انا اسفة ياعليا.. من وقت مادخلت حياتكم وانا مش بعمل ليكم غير المشاكل
: لا يازاهي اوعي تقولي كدة.... انتي احسن حاجة حصلت لينا احنا مبقناش نعرف نعيش من غيرك انتي وزين .... دمعت عيناها ونظرت اليها قائلة : زاهي انتي مش راجعه معايا مش كدة؟
غص حلقها هزت راسها :مش هيسيبيني


هددني ياخد مني زين
رددت علياء باستنكار : هترجعلية؟!
هزت كتفها : مش عارفة ياعليا... مش عارفة اي حاجة... إن.... قاطعها صوت خطوات جلال الذي ناداها : زاهي....!
نظرت اليه ليقول : لو انسة علياء اطمنت عليكي.... عامر مستني برا يوصلها
نظرت زاهي لعلياء باستفهام لترد علياء : لا متشكرة..... قوله مفيش داعي انا هعرف اروح
هز كتفيه : بس هو مصمم... وبعدين الوقت اتأخر مينفعش تمشي لوحدك
:وانا قلت بعرف امشي لوحدي
زفر بنفاذ صبر متبرطم : هي العيلة كلها عنيدة كدة....
قالت زاهي بهدوء : معلش ياعليا خليه يوصلك عشان ابقي مطمنه عليكي...
هزت علياء راسها علي مضض فهي لاتنكر ان هذا الغريب ساعدها ولكن الي هنا انتهي دوره...!
احتضنتها زاهي لتقول علياء بهمس : ابقي طمنيني عليكي

خرجت عليا ليبتسم عامر وهو يفتح لها باب السيارة قائلا : اطمنتي عليها
هزت راسها قائلة بامتنان : انا مش عارفة اشكرك ازاي يااستاذ عامر....
قطب جبينه وهو يجلس امام المقود : اية استاذ دي... عامر بس
: بس مكنش في داعي تتعب نفسك وتستناني
: لا ازاي بقي زي مااخدتك لازم ارجعك مفيهاش اي تعب .... ها قوليلي بقي البيت فين... ؟

نظر جلال لزاهي التي كانت عيناها متعلقه بالباب حيث خرجت علياء تشعر بالاختناق.... ليقترب منها بضع خطوات ويتوقف خلفها قائلا : مالك؟
التفتت اليه تنظر لعيناه القاتمه قائلة بدون تردد : مش عاوزة افضل هنا
اغمض عيناه بغضب احتاج اوصاله فهو لم يعد يحتمل المزيد من العناد والمعاقبه علي ذنب لم يقترفة..... يعلم ان ماعاشته ليس سهلا ولكن عليها ان تدعه علي الاقل يساعدها لتجاوز الماضي
قال بهدوء ظاهري عكس داخله : اية بالظبط اللي في كلامي مكانش واضح يازاهي.... امسك كتفها واوقفها في مقابلته قائلا : ده بيتك ومكانك هنا معايا... خلينا ننسي اللي فات ونبدأ من جديد
ابعدت يداه عن كتفها : مش هقدر
انفلتت اعصابه وهتف بحدة : وانا كمان مش هقدر استحمل اكتر من كدة ....
نظرت اليه ليكمل بانفعال : زاهي انا الدنيا كلها فوق دماغي من وقت ما رجعت متبقيش انتي كمان عليا وخصوصا اني فهمتك اني انخدعت زيك.... انا مش مستحمل .... اخر كلام عندي... ابني مش هيبعد عني.... عاوزة تبعدي ابعدي لوحدك انا مش هقدر اضغط عليكي اكتر من كدة طالما كارهه وجودك معايا للدرجة دي
: ابني من حقي متقدرش تاخده مني
قال وهو يسحق أسنانه : لا أقدر.. وانتي عارفة كدة كويس بلاش تتحديني
نظر اليها والي نظرات عيونها التي لم تعد تراه الا كعدو لها بعد تهديده الواضح لها ليكمل بحزم وهو يبعد عيناه : هسيبك لغاية الصبح تقرري.. اذا كنتي هتفضلي معايا ومع ابنك ولا هتفضلي ماسكة في الماضي وتخسري اللي جاي
تركها وصعد لتدخل الي غرفتها تجلس بجوار زين النائم تتطلع اليه بعيون مليئة بالدموع كيف تبقي معه بعد كل ماحدث.... كيف تظل معه وتراه لتتذكر كل لحظة ندمها علي زواجها به وتسببها بموت ابيها..... لا تستطيع أن تعيش، معه وكان شيئا لم يكن فكل لحظة تقضيها معه تكون علي حساب ذكري والدها الذي مات بسببها .... ولكنه سيحرمها من طفلها..... نقطة سوداء اخري يضعها بقائمته فهو بعد كل الظلم الذي تعرضت له يعرضها لظلم ابشع وهو يريد اخذ طفلها منها.....انه لايستوعب انها تعاقب نفسها قبل ان تعاقبه فهي لاتستطيع ان تعيش حياتها وكان ذنب موت ابيها لم يعد برقبتها....!


نامت بضع ساعات قليلة واملئت أحلامها بالكوابيس لتفتح عيناها مع خيوط الشمس الاولي وقد توصلت لقرارها....!
نظر عاصم لأدم بشك وقد نشات مابينهم بداية صداقة بعد تدخل ادم بينه وبين عاصم لحل الأمور ليكمل ادم : صدقني ياعاصم متخافش عليهم هما بخير
:ولما هنا بخير لية رافض يخليني اشوفهم واطمن عليهم
تنهد ادم قائلا ; هو مش رافض ولا حاجة....انا اصلا لسة متكلمتش معاه في حاجة زي دي... ياعاصم جلال فجأة الدنيا اتقلبت حواليه وكل حاجة اتلخبطت. ... حرفيا هو في دوامه بيحارب في شغل اترمي علي اكتافه ويحارب ابوة بعد اللي عمله في مراته وطبعا زاهي مش رحماه ومحملاه ذنب كل اللي حصل
قال عاصم باستهجان ; ويعني مش هو السبب؟
هز ادم راسه : مينفعش ترمي اللوم كله عليه.... وهو كان هيعرف منين اللي حصل لها ؟
لية زاهي حتي محاولتش توصله باي طريقه.... انت تفتكر لو كان عرف حاجة زي دي كان هيسكت.... ياعاصم جلال قلب الدنيا علي عمي امبارح وكان هيموت سالي اول ماعرف
اردف يخبره بماحدث لينظر اليه عاصم وهو يكمل : سيبهم الفترة دي ياعاصم جلال محتاج يبقي لوحدة مع مراته وابنه يمكن زاهي تسامحه..... جايز تدخلك يخليها تتمسك برايها زيادة....
قال عاصم بحده ; وانا مش هسمحله يغصبها عل حاجة... لو مش عاوزة ترجعله انا معاها وابنها صغير هيفضل في حضانتها
قال ادم باستنكار : ولية الطفل يعيش بعيد عن ابوه... هو كان ذنب جلال اية اصلا
: ذنبه انه ضحك عليها واستغلها وخلاها تتجوزه في السر وفي الاخر سابها لابوة يبهدلها
: لا بقي اسمحلي ياعاصم....اولا الغلطة غلطتهم هما الاتنين مش هو لوحدة
زم عاصم شفتيه ليقول ادم مهدئا : عموما ياعاصم.... جلال مش وحش ابدا ياعاصم هي بس الظروف اللي عملت كدة
اديهم فرصه يتكلموا وبعدين لو احتاجت تدخلك ياسيدي ابقي أتدخل
فتح جلال عيناه المرهقه علي رنين هاتفه المتعالي.... ايوة ياادم


: انت لسة نايم
نظر لساعته التي تشير للثامنه : ااه...
: طيب متنساش اجتماعنا مع وفد الشركة
: لا مش ناسي هقوم البس واجي علي طول
: تمام.. تحب اعدي عليك
: لا اسبقني انت
........ وقف أسفل المياة الباردة يجبر نفسه علي الاستيقاظ فلم ينام إلا بضع ساعات بعد الفجر بقليلا وعقله مشغول بكل ماحدث.... انها عنيدة وهو لايريد الضغط عليها أكثر ولكن ليس بيده شئ فلن يسمح بفقدانها....
وقف امام المرأه يهندم من ربطة عنقه وينثر عطره الرجولي علي عنقه وكتفه ثم اخذ هاتفه ومفاتيح واتجه لغرفتها... طرق الباب ودخل ليجدها جالسة في الفراش وبجوارها زين الذي استيقظ للتو...
نظرت لوسامته الزائدة وابتسامته وهو يقول : صباح الخير...
قالت وهي تبعد عيناها عن تلك العيون السوداء : صباح النور
اقترب منهم وجلس امامها علي طرف الفراش منحني تجاه زين بابتسامه يداعب وجنته الممتلئة ويمد يده ليحمله ... ولكن زين تمسك بها ورفض يد جلال لتري زاهي تلك النظرة الحزينه بعيناه وهو يري طفله لايعرفه ويبتعد عنه..... تنهد واقترب منه طابعا قبله علي راسه قائلا بصوت حنون : معلش يابطل انت لسة مش واخد عليا ... بس قريب اوي هناخد علي بعض ونلعب ونخرج وننام ونعمل كل حاجة سوا
نظر لعيون زاهي التي كانت تتابعه بصمت
قبل ان تقول : كنت عاوزة اتكلم معاك
نظر لساعته قائلا : حاضر... بس انا عندي اجتماع مهم ومضطر امشي دلوقتي ... ممكن لما ارجع نتكلم سوا
اومأت له ليمد يده يربت علي شعرها ولكنها سرعان ماابعدت راسها.... تغيرت ملامح وجهه من جفاءها الواضح ولكنه ظل صامت لتقول ; انا هروح البيت اجيب حاجات ليا ولزين


: قولي محتاجة اية وانا اجيبهولك
: لا متشكرة.... انا هروح اجيب حاجتي انا وزين من البيت
اغتاظ من لفظها كلمه البيت ولكنه قال :طيب .. يلا اجهزي وانا هوصلك في طريقي
: لا مفيش داعي... هعرف اروح وارجع لوحدي
تنهد بنفاذ صبر : زااهي لو سمحتي اجهزي وهستناكي تحت
نزل الدرج لتسرع نعمه ناحيته قائلة : صباح الخير يابيه... الفطار جاهز ....
التفت لزاهي التي نزلت الدرج تحمل زين قائلا :تعالي افطري انتي وزين علي مااشرب قهوتي
هزت راسها قائلة : لا مفيش داعي ..
يعرف جيدا عنادها وسبب عدم تناولها لأي طعام حتي الأشياء التي احضرها لزين رفضت اخذ شئ منها سوي الحفاضات
تنهد قائلا : زاهي انتي بقالك يومين من غير اكل
; مش جعانه
نظر اليها : مش جعانه ولا مش عاوزة حاجة مني
ظلت صامته فنظر اليها باستنكار واكمل : حتي الحاجات اللي جبتها لزين رفضتي تاخديها.... انتي مش عاوزة ابني يأكل اللبن عشان انا جايبة
اشاحت بوجهها ليديرها اليه قائلا : حبيبتي بلاش الحساسية دي.... انا كل اللي أملكه ليكي انتي وابني...
: معلش لو سمحت سبيني براحتي...
قال وهو ينتهد بيأس: ماانا سايبك يازاهي... بس ممكن افهم اية لازمة اللي بتعمليه
رفعت عيناها اليه قائلة: انا مش بعمل اي حاجة...
هز راسه قائلا : طيب اتفضلي
ركبت السيارة تحمل طفلها وتحاول ابعاد عيناها عن عيونه التي تلتفت اليها كل بضع لحظات يحاول معرفه الي متي ستظل علي جمودها معه بتلك الطريقة .... أوقف السيارة لدي ذلك المنزل الذي افتقدته كثيرا ليلاحظ ابتسامه ملامح وجهها... قال وهو يفتح لها الباب : هخلص الاجتماع.... يعني ساعتين تلاته بالكتير وهرجع اخدكم
هزت زاهي راسها : لا مفيش داعي خليك في شغلك..... انا لما اخلص هبقي ارجع
: زاهي بلاش نقاش كتير
قالت بتهكم واضح : مش ههرب متقلقش
بادلها تهكمها : مش قلقان يازاهي هانم والا مكنتش سبتك تخرجي اصلا .. ومن غير ما دماغك تروح بعيد انا هبقي مطمن عليكي انتي وابني وانتوا معايا وخصوصا بعد اللي حصل مش بعيد بابا يفكر ياذيكم .


هزت راسها اولته ظهرها ودخلت البوابة الخشبية لهذا المنزل لتسرع علياء اليها ماان رأتها من النافذة الزجاجية....
... تنهد جلال وقاد مبتعدا حينما اطمئن لدخولها المنزل ليذهب الي مقر شركة المهدي....
دخل جلال مكتبه ليجد ادم جالس يراجع بعض الأوراق... صباح الخير يافندم قالتها سمر السكرتيرة.
; صباح الخير... هاتيلي قهوة ساده ياسمر لو سمحتي
قالها جلال ليقول ادم : وليا انا كمان.... وجردل قهوة لعامر بيه
التفت جلال تجاه عامر الذي كان متمدد علي الاريكة الجلدية..ليقول بدهشة : . انت اية اللي منيمك هنا؟
فتح عامر عيناه الناعسة ليشاكسة ادم :تلاقي سالي طردته
زفر عامر : وحياة ابوك انا مش، فايقلك علي الصبح
قال جلال : اعقلوا انتوا الاتنين... التفت تجاه عامر قائلا : انت بهدومك كمان من امبارح... مروحتش ليه؟
قال وهو يعتدل جالسا : قرفان...
قال ادم : اهو عشان تبقي تتبطر علي سهراتي ماقلتلك هظبطلك سهرة حلوة امبارح وانت اللي مرضتش
: عندك حق ياواد انت... النهاردة انا معاك للصبح
قال جلال : ماتتلموا انتوا الاتنين ....
التفت عامر ناظرا لجلال ولهيئته المهندمه للغاية ليمسح علي طرف جاكيته قائلا بمزاح : طبعا حقك ياسيدي واضح المدام مظبطاك .... اية الروقان والحلاوة دي علي الصبح....
دفعه جلال بغيظ : وحياة ابوك هتفوق عليا...
ضحك ادم قائلا : شكلكم انتوا الاتنين مش عاوزة احنا نخلص شغل وهاخدكوا مكان إنما اييية ..... روقان الروقان هتنسوا الجواز علي سنينه
هز جلال راسه رافضا دون قول شئ ليقول عامر : انا معاك...
نظر اليه جلال قائلا : هتعقل امتي ؟
: هو اللي يبقي من عليه المهدي يعقل ابدا
ضحك الجميع لتدخل سمر وخلفها العامل بالقهوة قائلة : الاجتماع جاهز ياجلال بيه...
: بصراحة يازاهي انتي لازم تديله فرصه
هزت زاهي راسها باستنكار : فرصه اية... انا مش بكره في حياتي حد زيه


نظرت عليا لعيونها بشك لتشيح بعيونها قاءلة; بكرهه وبكره عيلته ومش ندمانه علي حاجة في حياتي اد اني قابلته
: مع اني مش مقتنعه بس ماشي ياستي... لما بتكرهيه اوي كدة هترجعيله ليه
: انا مش رجعاله... انا هفضل مع ابني
... ده اللي بيني وبينه... زين وبس
: وانتي فاكرة انه هيقبل...
: والله يقبل او لا ميهمنيش
: انتي لية مش، عاوزة تديله فرصه.... ده انا عرفت من عاصم انه هد الدنيا لما عرف باللي حصل....
استمعت لحديث علياء تخبرها بما فعله جلال مع عائلته ولكنها أبت التفكير....
لتقول : علياء... انا بكرهه الراجل ده ومهما عمل مش، هسامحة ابدا..ذنب موت ابويا هيفضل مابينا .. . وبعدين اسامحة ازاي وهو اول حاجة عملها كان عاوز يحرمني من ابني
هزت كتفها : افتكر انه بيهددك بس
زفرت بضيق : يعني مش كفاية اللي حصلي لا كمان عاوز ياخد ابني بعد كل الذل اللي شفته... تهديد ولا مش تهديد المهم انه برضه اللي عاوزة هو اللي بيمشي وانا بقي مبقتش الهبلة اللي بتسمع كلامه... هو بيضغط عليا بزين... وانا كمان حقي يبقي زين هو اللي بيني وبينه... انا مضطرة اسكت الفترة دي واعمل نفسي موافقة ارجعله لغاية مااشوف حل أو طريقة ابعد بيها مع ابني
تنهدت علياء بقله حيلة قائلة : انا معاكي انك تهدي الفترة دي و تسيبي كل حاجة لوقتها...بس ياريت متعمليش اي خطوة غير لما تفكري فيها.... جايز يعرف يخليكي تسامحيه .
هزت راسها مردده : مستحيل...!
نظرت علياء لزين الذي يلعب بديناصوره المفضل..قائلة بحزن : . البيت وحش اوي من غيركم
: معلش يالولو.... فترة وتعدي وهرجع ان شاء الله
دارت سالي حول نفسها تقطع الغرفة ذهابا وايابا... وبعدين ياعمتو.. هنفضل ساكتين كدة؟
: اهدي ياسالي وبطلي اندفاعك ده
: مش قادرة ياطنط اهدي... ده عنده ولد من الهانم.. يعني كل حاجة راحت خلاص
: ولا راحت ولاحاجة


نظرت اليها سالي : انتي مش معانا ولااية ياعمتو..... بقولك كل حاجة بقت باسمه بدل بابي
; مانا عارفة وعارفة ومتأكدة ان شريف مش ممكن يسمح بحاجة زي دي
: امال ساكت لية؟
: ماانتي عارفة ابوكي محدش يعرف هو بيفكر في أية.... ؟
طرقت الشغاله الباب قائلة : سالي هانم.... الدكتور وصل
اشارت لها بعدم اكتراث خديه يكشف علي لينا....
نظرت اليها نجلاء : مش هتشوفي بنتك
: مفيهاش حاجة شوية سخونيه وتاليا المربية معاها.... انا مش رايقه
زمت شفتيها بغيظ وهي تعبث بهاتفها : واهو
البيه من امبارح مظهرش،... شوفي بقي مقضي الليلة مع مين
هزت نجلاء راسها باستنكار : ماانا قولتلك ياسالي اهتمي لجوزك وولادك شوية عشان متدليوش، فرصه يبص برا
قالت بغضب : واعمله اية يعني... البية عاوز خدامه ليه هو وولاده تفضل قاعداله في البيت وانا مش، فاضية..... الشركة بتخسر وجلال رجع وكوش علي كل حاجة وتقوليلي اهتمي بجوزك... بس بقي ياعمتو
قامت نجلاء قائلة : براحتك ياسالي ..... عموما انت نصحتك وعملت اللي عليا
اشاحت سالي بيدها وتمسكت بحقيبتها وغادرت....

نظرت زاهي من النافذة لذلك البوق بالخارج لتقول : عليا خلي زين معاكي... هتكلم معاه وارجع
خرجت زاهي للفناء لتتجه الي السيارة... نظر اليها جلال بجيبن مقطب حينما خرجت بدون زين لتقول : عاوزة اتكلم معاك
: مفيش مشكله...هاتي زين و نتكلم في البيت
هزت راسها وسحبت نفس عميق ; لا.... نتكلم الاول ونتفق
نظر اليها لتتحدث : انا فكرت في كلامك وهفضل مع ابني ....
نظر اليها وقد ارتاحت ملامح وجهه لتكمل : بس انا هبقي عشان زين وبس
عبست ملامحة : يعني اية ؟
: يعني انا مش مستعده اتنازل عن ابني ولاابعد عنه وبما انك حطيت شرط اني افضل في البيت مقابل ان ابني يفضل في حضني فأنا موافقة افضل في البيت... بس كأم ابنك... إنما مراتك لا
احتقن وجهه بالغضب : انتي بتلوي دراعي
: انا بتفق معاك عشان نبقي واضحين من الاول ... دي اول حاجة
تاني حاجة انا هرجع شغلي وملكش انك تتدخل في اي حاجة تخصني... كل اللي يخصك زين وبس...
قال بتهكم : لا كتر خيرك انك سمحتيلي بده
: انت بستخف بكلامي


قال بحدة : اه عشان كلامك كله مش عاجبني... انا ميتحطش قدامي شروط يازاهي
قالت بتحدي : وانا مش هرجعلك غير بشروطي ياجلال
: وانا مش مستني موافقتك في اي حاجة.... انتي مراتي وأم ابني وهتفضلي في بيتي ده شئ مفروغ منه ... موضوع بقي انك تبقي معايا او لا هسمحلك بيه مؤقتا وهسيبك براحتك لغاية ماتهدي وتصفي من ناحيتي متقلقيش مش هفرض نفسي عليكي كزوج ابدا
انما بقي موضوع الشغل انسيه خالص
لان انا عارف انك بتعملي كدة عشان تصرفي علي نفسك... لا يازاهي سبق قولتلك كل اللي املكه بتاعك
: وانا مش هاخد مليم منك
قال بانفعال : وبعدين بقي انتي لية مصممه تخرجيني عن شعوري
: انت اللي مصمم تلغي رأي ووجودي
قال بعصبيه : حطي نفسك مكاني لحظة.... انا فجأه رجعت لقيت كل حاجة حواليا كذب.... لقيت مراتي في بيت واحد تاني وكاتبه ابني باسمه.. ابني اللي عندة سنه وميعرفنيش...
انتي بتكرهيني وبتحمليني ذنب كل اللي حصل وانا مش قادر امنعك تكرهيني بس علي الاقل حاولي... فكري... انا مأذتكيش يازاهي...... انا حبيتك...
قالت بقلب اسود : حبك ليا كان أكبر اذي لما صممت نتجوز بالطريقة دي
: كنت عاوزك ليا باي طريقة وانتي وافقتي
نظرت لنفسها باحتقار قائلة : كنت غبيه ولعلمك انا بعاقب نفسي قبل مااعاقبك علي غلطتي دي
: متقوليش غلطة
قالت باصرار ; لا غلطة.... جوزانا غلطة وذنب هيفضل بيني وبينك
تنهد مطولا بيأس وضرب المقود بيده : انا مش عارف اعملك اية عشان تنسي
: تبعد عني
نظر اليها بانفعال واضح : يوووه مش، هنخلص من الكلمه دي.. انا قلت اللي عندي
: وانا كمان قلت اللي عندي
قال وهو يشيح بوجهه : ماشي يازاهي...مش وقت كلام دلوقتي اتفضلي هاتي الولد خلينا نرجع

في طريقهم للعودة وجدته يتوجه لهذا المول التجاري الضخم ليركن سيارته
نظرت اليه متساءلة : انت رايح فين؟
: عاوز اجيب شوية حاجات لزين


: هو مش محتاج حاجة
: مش انتي اللي تقرري .... وبعدين ده ابني حقي اجيبه اللي انا عاوزة ....
تبضع جلال ببذخ كل مستلزمات الطفل من ملابس والعاب ومستلزمات... حتي انه طلب تغيير فرش الغرفة لتلائم الصغير باليوم التالي
كما انها رأت العديد من الأشياء التي اشتراها لها ووضبتها نعمه بالخزانة الضخمه لتقول : العمال خلصوا أوضة زين ياهانم
: قوليلي يامدام بلاش هانم دي يانعمه.
ابتسمت لها نعمه : حاضر
وقفت تتأمل تلك الغرفة بالألوان الزاهية وذلك الفراش الجميل والستائر المنسدله فوقة باعجاب
لتجلس بجوار زين علي الارض التي افترشت بها سجاد زاهي الألوان وحوله العديد من العابه.. اية رايك في اوضتك.. تحفه مش كدة
ضحك زبن لتظهر غمازاته التي تشبهه والده لتتنهد زاهي بضيق فهي جافيه معه بلاحدود بالرغم من محاولته لإصلاح الوضع ولكنها بالنسبة لها محاولة فات اوانها فقد انغلق قلبها بلا رجعه.....
وقف جلال لدي باب الغرفة يتطلع نحوها وقد جلست بجوار طفلها شاردة..... تأمل ملامح وجهها الجانبية التي ازدادت جمالا مع مرور السنين....جمبلة كما رآها اول مرة ولكنها أصبحت فاكهه محرمه اكثر من الاول حتي انها تحرم عليه رؤيتها وتمتع نظره بها
تعلق زين بها لتنظر اليه وتراه يمسك بالببرونه الخاصة به دلاله علي رغبته بالنوم...
اقترب منها جلال الذي لاحظت وجودة حينما قال : مساء الخير..
هزت راسها : مساء النور....
اقترب نحوهم قائلا :عاملين اية؟
: الحمد لله
مد يده ليحمل زين منها قائلا : تسمحيلي أنيمه النهاردة
هزت راسها : مش هيرضي
نظر لعيون الصغير قائلا : معلش خليني احاول...
أعطته الطفل لتتلامس يده بذراعها لتسري الكهرباء بجسدها ماان لمسها لينظر جلال اليها بطرف عيناه وهي بهذا القرب منه يجرك انها تحبه ولكنها تتظاهر ببرود جليدي تجاهه.....
استكان زين بين أحضان جلال الذي اخذ يهمس له بالكلمات الحنونه ويقبل اصابعه وراسه وهو يسير به ذهابا وايابا لتتهاوي جفون الصغير بعد بضع دقائق...
ابتسم بانتصار حينما رأي الصغير استسلم للنوم بين ذراعيه وكانه قام بمهمه كبيرة فهاهو بدأ بتقريب الخطوات بينه وبين طفله وعليه ان يقرب بينه وبينها....!


وضع الصغير بفراشة والتفت اليها ليجدها تغادر الغرفة... زاهي
التفتت اليه ليقول : انا عندي بكرة شغل في العلمين يومين..اية رايك تجي معايا انتي وزين تغيروا جو
نظرت اليه قائلة : لا.. مفيش داعي
لمحت في عيناه الغضب من احباطها الدائم لأي محاولة له لتقول : انا ممكن اروح لعلياء اقضي معاها اليومين دول لغاية ماترجع
قال باقتضاب وهو يتجه لغرفته : لا
وجدت نفسها تسير خلفه متساءله ; لا لية.. ؟
التفت اليها وهو يخلع سترته ويلقيها علي الاريكة : عشان مينفعش
زفرت بغضب : هو اية اللي مينفعش
نظر اليها قائلا : مينفعش تباتي برا البيت وكمان في بيت راجل غريب
قالت باندفاع : ده...ده
نظر اليها بحدة : ده اية... ؟! مش راجل يعني
هزت راسها ; ايوة بس انا عشت معاهم سنين وعاصم زي اخويا
قال بغضب من تعمدها التحدث عن عاصم امامه بتلك الطريقة : الوضع اختلف.... وبلاش تستفزيني.. انا قلت لا يعني لا
لفت ذراعيها حول صدرها : وانا مش هفضل محبوسة هنا
قال وهو يخلع قميصه لتظهر عضلات صدره المشدودة ناظرا نحوها : خلاص تعالي معايا..
احتقن وجهها بالغضب فهو يتعمد الضغط علي أوتار قلبها لتتراجع للخلف وتبعد عيناها عنه قائلة : مش عاوزة اجي معاك
اتجه ناحيتها قائلا :لية ؟
: اهو كدة.... هو تحكم وخلاص يااجي معاك ياتمنعني من الخروج
لم تلاحظ اقترابه منها الا حينما وجدت نفسها امام صدره العاري وخلفها الحائط لتقفز الحمرة لوجهها بينما مال ناحيتها قائلا بهسيس: مراتي واتحكم فيكي براحتي
تعلثمت : اانا... انت
رفع حاجبه وازدادت عيناه عبثا وهو يري لأول مرة تبعثرها أثر اقترابه ليقترب اكثر ملتصقا بها وهو يسالها ; انا اية؟
دفعته بكلتا يديها : انت قليل الادب...
ضحك جلال حينما غادرت بخطواتها الغاضبه لترتاح ملامحه فهي تحبه... غاضبه ومجروحة وكثيرا ولكن الوقت بالتاكيد علاج لكل الجروح
دلفت السيارة لذلك المنتجع الفخم مراسي قبل مدينه العلمين لتتوقف السيارة أمام تحدي الشاليهات الراقية شالية المطله علي ذلك المنظر الرائع للبحر الفيروزي المتلالايء تحت اشعه الشمس بصورة تبعث الراحة والاستمتاع.... .. حملت زاهي الطفل ودخلت به لذلك الشاليه الانيق باثاثة والوانه المشرقة وتلك الشرفات الزجاجية المطله علي حديقة واسعه بحمام سباحة..... توجهت لتلك الشرفة الزجاجية لتفتحها وتخرج الي الحديقة الي ان تنتهي نعمه من توضيب الحقائب
ابتسم زين بسعاده ومرح ماان وضعته زاهي علي الارض يلعب وسط تلك الحديقة الجميلة.....
كان جلال بالخارج يتحدث مع حرسة والبواب ويرتب معهم بعض الأشياء ليدخل خلفها ببضع دقائق... ابتسم حينما وجدها جلست بالخارج تنظر لابنها بسعادة....هاهو طلبه لهجنه بينهما بدأ يجدي ثماره.....
اتجه ناحيتهم ليحمل زين ويشير الي البحر قائلا :.... عجبك البحر يابطل.... اية رايك تتطلع تلبس المايوه انت ومامي وننزل سوا المياه
أعطاه لها لتصعد الي غرفته وتلبسه رداء البحر الجميل الذي احضره له.... ولكنها تجاهلت ذلك الرداء الذي احضره لها
دخل جلال الي الغرفة بعد ان ارتدي رجلء البحر الخاص به وفوق جذعه القوي احد التيشيرتات لينظر اليها بابتسامه ودوده قائلا : هاتي زين لغاية ماتلبسي
أعطته الطفل قائلة : لا روحوا انتوا


عقد حاجبيه : مش هتنزلي المياه معانا
هزت راسها لينظر بمكر تجاه رداء البحر الخاص بها و الذي احضره لها مع الخاص بزين قائلا : اية المايوة مش عاجبك؟
نظرت اليه قائلة : مش بلبس كدة قدام حد
اقترب منها قائلا : مفيش هنا غيري و انا مش حد..... اقترب اكثر وأصبح لا يفصلها سوي ذاك الصغير ليهمس بجوار اذنها بعبث لطيف :وبعدين انا شفتك باكتر من كدة
اندفعت الحمرة لوجهها ووكزتة بصدره المكدوس بالعضلات تحاول ابعاده عنها : انت قليل الادب ..
زاد قربه منها حتي كاد يلتصق بها ولولا وجود زين بين ذراعيه لكان التهم شفتيها وهي منتفخة بتلك الطريقة المغريه ليقول بخفوت : وانتي حلوة اوي وانتي متعصبه...
قالت وهي تحاول ابعاده عنها : ابعد ياجلال
انحني ناحيتها قائلا اسمها بنبرته الرجولية : زاهي... انسي شوية وانبسطي معانا.. بصي زين فرحان ازاي... خلينا ننسي شوية اللي حصل ونعيش زي اي عيله عادية... هدنه كام يوم عشان خاطر زين
وقفت بتردد لتندم علي استماعها والموافقة علي كلامه حينما لمعت عيناه بتلك النظرات ماان رآها برداء البحر الذي أبرز جمال جسدها الفاتن.. هدرت الدماء بعروقه واقترب منها وعيناه تكاد تلتهمها ليقول بعبث : ياريتني ماصممت تلبسيه
اخفت سريعا ابتسامتها لتتظاهر بالجمود
وهي تبعد عيناها عنه..... خلع تيشرته لتبرز عضلات صدره البرونزيه أسفل اشعه الشمس لتزفر زاهي بخفوت فهاهو وسيم كعادته وعليها ان تتجنب النظر اليه....
توجهت للسلم الحديدي بجانب المغطس لتنحني وتضع اصابعها بالماء تري درجة دفئها قبل ان تنزل درجة ثم تمد يدها له ليعطيها زين.... قفز جلال بالماء بعدها ليسبح تجاههم ويقترب منهم ويداعب زين يمرر الماء علي ظهره الناعم برفق ليضحك زين بسعاده ويهز قدمه في الماء.... اوووه بطلي الصغير مبسطوط
حمله جلال ووضعه علي ظهره يسبح به ذهابا وايابا تحت انظارها السعيده ... حيث جلست علي السلم تنظر إليهم شارده... انها تحبه بكل وجدانها ولكن يظل ماحدث بالماضي بينهما... لاتستطيع ترك نفسها والاستمتاع والسعاده وصورة والدها لاتفارق خيالها......
مرت ساعه علي جلال يلاعب زين ويحاول ان يتركها لشروجها ونظراتها له ولابنهم لعلها تدرك ان المستقبل افضل كثيرا من التمسك بالماضي بكل ماحدث به ...
نادي علي نعمه قائلا وهو يرفع زين بيديه القويه : ... خدي زين غيري هدومه واكليه
أخذته نعمه ليلمح زاهي تستدير لتغادر الماء ... لحق بها سريعا ليوقفها محاصرا اياها بجسده لدي حافة الحوض..... : اية يا زاهي رايحة علي فين ؟
توترت من اقترابه لتقول وهي تبعد عيناها عن عيناه التي تلاحقها : هطلع اشوف زين
قال وهو يجذبها لداخل الماء يحيط خصرها بذراعه : لا خليكي معايا... احنا مش قلنا هنتبسط شوية
حاولت أن تبعد يداه التي تحاصر خصرها قائلة بعصبيه :جلال ابعد
عقد حاحبيه ; .. احنا مش قلنا هنبقي في هدنه... اية اللي حصل وضايقك فجأه
: اللي بتعمله ده بيضايقني


تنهد وهو ينظر لعنادها بنفاذ صبر ; وانت عملت اية... اني مقرب منك شوية ده مضايقك
ظلت صامته لتتفاجيء به يشدد من قبضته حول خصرها اكثر ويجذبها ناحيته قائلا : متضايقة من قربي ولا خايفة تضعفي
وضعت يدها علي صدره تبعده عنها هاتفه بغضب ; من فضلك ياجلال اوعي بقي خليني اطلع
ازدادت يداه حول خصرها لتتعالي أنفاسه الساخنه علي وجهها وهو يستمع لدقات قلبها فوق صدره متعاليه بتلك الطريقة.... بينما همس بجوار اذنها : وحشتيني
: ابعد ياجلال
همس امام شفتيها : عاوزاني ابعد
قالت بعصبيه وهي تحاول السيطرة علي دقات قلبها ; اه...
ابتسم بمكر وهو ينظر لوجهها الذي استحال للحمرة ; حاضر..هبعد متخافيش الا بقي لو عارفة انك هتضعفي لما أقرب
: انا... مستحيل...
خفف يداه من حول جسدها قائلا : تمام....
سبحت بسرعه بعيدا عنه لتمسك السور الحديدي بيدها وتخرج.... بيد مرتعشه أمسكت بالمنشفه الكبيرة ووضعها علي جسدها واسرعت لغرفتها.... تحت أنظار جلال المبتسمه فهو تقاومه بضراوة ولكنه لن ييأس..
بعد الغداء وحتي المساء ظلت جالسة بغرفتها تتجنب الالتقاء له حتي تعيد السيطرة علي نفسها تعنف نفسها عن ماتشعر به......!
دخل الي الغرفة متسائلا : قاعده لوحدك لية؟
هزت كتفها : مفيش،زين نايم...
: طيب.... انا معزوم علي العشا تعالي معايا
فتحت فمها ليقف امامها ينظر لعيونها البندقيه قائلا برجاء ; ياريت بلاش اعتراض... حاتم الريدي صاحب القرية عازمنا هو ومراته عندي شغل مهم معاه ومش هينفع اروح لوحدي ممكن تجهزي
: وزين؟
: متقلقيش عليه... نعمه وإيمان معاه
لاتعرف ماالذي جعلها توافق ولكن نبرته لم تسمح لها بالاعتراض....
ارتدت بدله حريرية ناعمه أنيقة باللون الاسود واسفلها بلوزة من الشيفون باللون الوردي وتركت شعرها منسدل علي كتفها مع لمسة من المكياج لتنظر لنفسها بالمرأه بثقة.... ارتدت حذائها ذو الكعب العالي وتناولت حقيبتها الصغيرة وتنزل لتجدة جالس في السيارة بانتظارها.... لمحت بطرف عيناها وسامته ببدلته السوداء الانيقة وقد ارتدي قميص مماثل وترك بضعه ازرار مفتوحة دون ربطة عنق ليبرز صدره العريض من فتحة قميصه .....
امسك بيدها ماان دخلا لذلك المطعم الراقي لتسري رعشة بجسدها وتشعر بالبرودة بالرغم من دفء يداه التي تحتضن يدها بهذا التملك... توقف حاتم الريدي احد رجال الأعمال المعروفين بمجال العقارات هو وزوجته ليلي التي تعرفت علي زاهي فهي سيده لطيفه محببه... نظرت زاهي للمكان حولها باعجاب وتعاقب وصول العشاء الشهي مع حديث جلال وحاتم وبعض الأحاديث الجانبيه لليلي وزاهي عن الأطفال فليلي لديها ابنه بعمر زين تقريبا


قال جلال : انا فعلا ناوي اعمل شغل كبير في العلمين.... مجالها واسع ومفتوح لاستثمارات كتيرة
قال حاتم ; عشان كدة كلمتك ياجلال بيه .... انا مخطط لمشروع ضخم فيه مجموعه قري واوتيلات عالميه بس محتاج تمويل.... مش هكذب عليك ياجلال بيه مفيش سيوله خصوصا مع ظروف البلد اللي فاتت ومحتاج أنشط شغلي
قال جلال : مبدئيا معنديش مانع ياحاتم بيه .... خلينا نشوف الأوراق ونتكلم بتفاصيل
بدأ شو استعراضي لبعض الراقصات الروسيات ليتابع جلال وحاتم حديثهم مع بعض النظرات المختطفه دون اهتمام لتلك الفتيات الجميلات قالت ليلي : مش كفاية ياحبيبي كلام في الشغل بقي
وضع حاتم يده فوق يد زوجته قائلا ; ياروحي ماهي مدام زاهي سايبه جلال براحته سيبيني انتي كمان
التفتت اليها ليلي قائلة : بصراحة اسمك حلو اوي.. معناه اية ياتري
ابتسمت زاهي قائلة : صدفه..!!
. بابا كان مصمم يسميني زاهية علي اسم والدته وماما رافضة عشان الاسم قديم شوية.... ها ها بعد شوية مجادلات وصلوا لحل وسط زاهي دلع زاهيه ... يعني تفاؤل واشراق.. مع ان مالوش علاقة خالص بيا
قالت ليلي : بالعكس لايق جدا علي جمالك وروحك الحلوة ... بصراحة ياجلال بيه اول حد اخرج معاه من زوجات أصحاب حاتم واحبها.... لطيفه جدا وجميلة لايقين علي بعض
قالت زاهي بخجل ; مرسي
ابتسم جلال وامسك بيدها يرفعها لشفتيه يقبلها بنعومه...... أعادت زاهي يدها الطاوله بتوتر ليعود جلال وحاتم لحديثهم.... بعد قليل بدأت تلك الراقصة المشهورة بأداء رقصتها بعد تصفيق حار من الجميع جعل حاتم وجلال يلتفتون اليها.... لمعت عيون زاهي بقليل من الغيرة التي اجتهدت لإخفاءها
ولكن عبثا وهي تراه كل بضع دقائق ينظر لتلك القنبله من الانوثة وهي تتغنج برقصتها وذاك الرداء العاري الذي يكشف عن مفاتنها بسخاء...
لاحظ جلال وجهها الذي تغيرت ملامحه للغضب حينما مزح مع حاتم وهما يستعدان للمغادرة بعد انتهاء السهرة : مش هيكون اخر لقاء ياجلال بيه
ضحك جلال قائلا : لو كل العشا كدة موافق


ضحك كلاهما... لتسخر بداخلها :طبعا عجباك اوي الرقاصة....
جلال بيه المهدي... قفزت النيران من عيونها وهي تستمع لذلك الصوت الانثوي خلفهم
التفت جلال لتتفاجيء بتلك القنبله الانثويه بفستان أشد إثارة من رداء الرقص الذي كانت ترتديه اسود قصير بفتحة صدر واسعه وقد ارتسمت ابتسامه كبيرة علي شفتيها المصبوغة بهذا الأحمر الناري وهي تهتف بدلال : مش فاكراني ياجلال بيه انا صوفيا كنت دايما بتسهر في..... Club ....
هز راسه : ااااه... اتشرفت
قالت وهي تنظر اليها : اهلا يامدام
اخفت زاهي الغيرة التي تراقصت بعيناها فهاهو كان يعرف تلك الراقصه .... : اهلا
قالت الفتاه : ادم بيه عامل اية؟
: تمام
قال باقتضاب وهو يتحرك : فرصة سعيدة
قالت بدلال : انا الاسعد.... متبقاش تغيب كدة وآدم بيه
نظر اليها جلال بطرف عيناه وهي صامته طوال الطريق ليسالها ماان دخلت الي المنزل الهاديء;مالك ساكته لية؟
قالت باقتضاب ; مفيش
نظر اليها قائلا بمكر : اوعي تكوني اتضايقتي من صوفيا... انا فعلا مش فاكرها بس اضطريت اسلم عليها عشان مااحرجهاش
زمت شفتيها بغيظ واضح مهما حاولت اخفاؤه :بس واضح انها عارفاك كويس اوي..... وعموما دي حاجة متضايقنيش ..... وانا هتضايق من رقاصة لية؟
هز كتفيه ببراءه قائلا : انا بقول جايز غيرانه مثلا
قالت بعصبيه : ها... وانا اغير منها لية
مال ناحيتها قائلا بهسيس ماكر : طبعا مالكيش اي حق تغيري منها... ده انتي حتي رقصك احسن منها بكتير
غمز لها بوقاحة بينما همس بجوار اذنها : فاكرة... ؟!
احتقن وجهها بالحمره لتتذكر نفس الموقف قبل سنوات حينما نشبت خناقة بينهم لأنها عرفت بسهره بأحد الملاهي التي اعتاد السهر بها
ليقول بتبرير; والله ياروحي سهرة شغل.
قالت بتهكم : رقاصة... وشغل
: اعمل اية؟ الناس اجانب عاوزين يسهروا اضطريت انا وآدم نسهر معاهم مجامله مش اكتر
: يعني مبصتش علي الرقاصة
هز كتفه ببراءه : اكيد لا


رفعت اليه عيناها الغاضبه : جلال..!
مال ناحيتها واحاط خصرها بذراعه يقربها اليه قائلا : طيب ماترقصيلي انتي عشان مبصش برا
هزت راسها بنبرة قاطعه : لا...
همس امام شفتيها : ولا عشان خاطر جلال حبيبك
ارتدت ذلك الثوب الاسود الطويل والمفتوح من كلا الجانبين وبدات تتمايل علي انغام الموسيقي وشعرها الاسود الطويل يتمايل علي ظهرها لتتراقص دقات قلبه التي اشعلتها بفتنتها ودلالها... لحظات وكان يقف امامها وينضم اليها لتضحك علي رقصه معها وتخليه عن رصانته امامها.... وتنتهي ليلة مشتعله بينهم يحبها ويحب انها بكل الاطعم التي يتمني تذوقها.... حققت له رغبته واستولت علي قلبه ومشاعره ودغدغت غرورة كرجل تفعل انثاه المستحيل من أجله...!
ثقلت أنفاسه وهو يتذكر ذلك اليوم ليقترب منها قائلا بهمس مثير بجوار اذنها : انا معنديش مانع لعرض تاني
هزت كتفها وابعدته عنها قائلة : ها...!! بتحلم... وبعدين ماهو رقم الهانم معاك.... بسهوله اوي هتقدملك عرض واحسن مني الف مرة
امسك بخصرها وجذبها اليه ليصطدم جسدها البض بصدره القوي وهو يقول بانفاس راغبه ; بس انا مش عاوز غيرك انتي
دفعته بعيدا عنها واسرعت لغرفتها
واوصدت الباب خلفها.... . ليزم شفتيه بغيظ فهو لم يعد يحتمل وايضا لايريد ان يضغط عليها.....


            الفصل الخامس من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-