Ads by Google X

رواية القلب الملعون الحلقة التاسعه

 



 القلـــب الملعـــون ✿
« رعـــب سحـــر رومانســـي خيـــال غمـــوض »
الحـــلقة التــاسعة

بالقرب من شجرة ضخمة بالغابة وقف يراقبها وهي تقترب بحذر من بعض الأطفال,
الذين ما إن رأها بعضهم حتى هرب خائفًا, والباقي وقف ينظر إليها بفضول طفولي..
بالطبع فأهل القرية يحذرون أطفالهم من الإقتراب منها كي لا تؤذيهم, كم هم حمقى..

بإبتسامة صافية تقارب الطفولة إتجهت إليهم تتحدث معهم ثم بدأت اللعب بمرح, تبدو كطفلة رقيقة تلعب معهم, عيناها لامعتان بلهفة.. ضحكاتها تعلو وتعلو لتطرب قلبه قبل أذنه.. لا يدري ما يحدث معه.. هذا غريب عليه لم يشعر بمثل تلك الأحاسيس من قبل..
بل لم يتعلق بأحدهم.. ليس تعلقًا, فقط لأنها نارية تذكره بالماضي يريد البقاء فترة أطول..

عاد لينظر إليها مرة أخرى فوجدها تتحرك لداخل الغابة تاركةً الأطفال بعد أن اكتفت من اللعب..تحرك خلفها بحذر, حتى وجدها أمام بحيرة متوارية عن الأنظار, تجلس تتطلع أمامها بهدوء وتلك الإبتسامة الرائقة ترتسم على شفتيها.. انتقلت إبتسامتها إليه, فابتسم يتحرك إتجاهها حتى وقف خلفها, قائلاً بمشاكسة :

" ها قد وجدتكِ.."

أجفلت تقفز من جلستها بإرتياع, تلتفت تنظر إليه, قائلة بحدة لم تستطع السيطرة عليها :

" ماذا تفعل هنا؟.. لقد أفزعتني.."

اتسعت إبتسامته, يجيبها ببساطة مغيظة :

" مشيت خلفكِ.."

رمقته بنظرة حانقة, ثم التفتت بجسدها بعيدًا عنه, تنظر للبحيرة, فالتف يقف أمامها يحجب عنها الرؤية بجسده الضخم.. يقول بمرح :

" هاقد علمت سر شعركِ المبتل.. تأتين إلى هنا كل يوم.."

زفرت بنفاذ صبر, تقول من بين أسنانها :

" ابتعد من هنا.."

لا يعرف لِمَ يشاكسها بتلك الفظاظة, لكنه لم يستطع إلا أن يقول بضيق مصطنع :

" بالطبع سابتعد, يبدو أنكِ فعلا بحاجة إلى الإستحمام.. فالرائحة لا تطاق.."

عبس بوجهه بتعبيرات مشمئزة بإصطناع, جعل جنونها يبلغ أقصاه, لتندفع إليه بجنون صارخة :

" يالك من حقير.."

أجفل من إندفاعها المفاجئ, يمسك بذراعيها محاولاً الإتزان كي لا يسقط, لكنه لم يستطع ليسقط بالبحيرة خلفه جاذبًا إياها معه.. سقوطهما بالمياه لم يمنعها من إكمال صب جنونها عليه؛ فهاهي تحاول أن تعتدل, فستانها قد تشرب مياه البحيرة ترمش بعينيها, وتبعد خصلات شعرها المبتلة عن وجهها..

وقفت بصعوبة, على عكسه هو الذي وقف بسهولة يضحك بإستمتاع, اشتعل نظراتها بالغضب, ثم بحركة صغيرة من يدها دفعته فسقط بالمياه مرة أخرى، تلك الخبيثة تستخدم سحرها بمكر في الخفاء، نهض متأوهًا يمسد صدره ولازالت الإبتسامة على ثغره، يقول مؤنبًا متوعدًا بمرح :

" ماكرة لقد غافلتني.. أستطيع إخبارهم.."

كعادتها تخصرت متمايلة، تقول بتحدٍ :

" اخبرهم فلا أكترث؛ لكن جد لنفسك مكانا آخر تبيت فيه غير بيتي.."

اتسعت إبتسامته أكثر وهو يراها تتحرك بسخط, تحاول رفع فستانها المشبع بالمياه بثقله تتلفت حولها بغرابة، فتساءل بحيرة :

" ماذا هناك؟.."

وإجابته صرخة حادة :

" ليس من شأنك.."

مع تمتمة حانقة :

" تبًا أكره هذه الفساتين المملة.."

بحركة عنيفة فكت تلك الخيوط الأمامية للفستان, ترفع يدها إلى أكمامه القصيرة المنتفشة قليلاً, تخرج ذراعيها، أنزلت الفستان للأسفل تنزعه ليسقط بالبحيرة محيطًا بجسدها العلوي،ثم مدت يديها تجمعه من حولها كيفما اتفق, ترفعه لأعلى تنزعه عنها ملقيةً إياه بعيدًا..

مع كل حركة منها كانت عيناه تتسعان ودقات قلبه تتسارع، تلك المجنونة نزعت ملابسها أمامه دون حياء.. بلل شفتيه بطرف لسانه لا يستطيع أن يحيد بعينيه عنها، لكنها ما إن نزعت الفستان بعيدًا عنها؛ حتى تبين له ما ترتديه أسفله، رداء خفيف جدًا من الحرير أبيض اللون..

لونه المفضل على الإطلاق، يلتصق بجسدها بفعل المياه مبرزًا منحنيات جسدها واكتنازه الشهي، ويكشف أكثر عن صدرها،عض على شفته السفلى بقوة مفكرًا ترى ما يكون مذاق شفتيها الرطبتين!.. وما سيكون رد فعلها إن أمسك بها وقبلها!..

ربما صعقة من صعقاتها المجنونة، ضحك ساخرًا بداخله منذ متى تتخيل وتتمنى ليوناردو!.. فما تريده تأخذه دون إستأذان ويصبح لك, ماذا يحدث لك مع تلك الفتاه؟..
أجفل على صوتها الساخر:

" ماذا هناك أيها الغريب؟.. أراك متسمرًا، أم أن المشهد لا يفوت!.."

لا تزال تدعوه بالغريب؛ بالطبع هو لم يخبرهم بإسمه؛ وإلا كانوا قاموا بإلقاءه بالمياه مرة أخرى.. التوت زاويتي شفتيه بإبتسامة مغوية، يقول بصوت عابث، مع لمعة عينيه الماكرة :

" في الواقع عرض مجاني لا أستطيع رفضه؛ رغم أنه لا يرضيني.."

جذت على أسنانها بقوة ذلك الحقير يهينها؛ بل ويقلل من شأنها بكلماته، رغم نظرة الإشتهاء بعينيه, يستفزها، لمعت عيناها هي الأخرى تقترب منه ببطء, عيناها تأسران عينيه.. وكان الإقتراب حد الإحتراق إبتسامة لعوب مع صوت ناعم ناقوسي أودى بعقله:

" هل ما تراه لا يرتقي لخياراتك بالنساء أيها الغريب!.."

رجفة اجتاحت جسده، يبتلع ريقه بصعوبة، حين رفعت يدها تمرر أصابعها برقة مذيبة للعظام على وجنته الخشنة بشعيراتها النامية؛ جعلته يتأوه بخفوت, يغمض عينيه بعذاب، قائلاً بخشونة لم يتعمده :

" ربما أنتِ لا ترتقي......"

وضاعت باقي حروفه بين شفتيها، فبلمحة خاطفة لفت ذراعيها حول عنقه فانحنى إليها وقبلته، ذهول قصير مصحوب بصدمة اعتراه، لكن مالبث أن نفضه يلف ذراعيه حول خصرها يقربها إليه, يبادلها قبلتها بأخرى أكثر جرأة واشتهاء،يداه تتجولان بفوضى على قدها, اشتعال مؤلم يجتاحه.. وحين تجرأت يده أكثر ضائعًا بقبلتها؛ برد مفاجيء ضربه دون إنذار؛ فقد ابتعدت عنه لاهثة, مع إبتسامة خبيثة منتصرة على شفتيها المفغرتين قليلاً، وصوتها المتقطع بتشفٍ :

" بل أنت من لا ترتقي لخياراتي.."

هتف بحدة مشتعلة آمرًا :

" عودي.."

وردها هزة كتف بلا مبالاة, وابتعاد أكثر إتجاه فستانها الطافي على مياه البحيرة وحملها إياه، قائلة بدلال :

" لا تحلم.. كان الأمر لإثبات شيء ما.."

ثم خرجت من البحيرة.. صدره يعلو ويهبط بشكل ملحوظ يلتقط أنفاسه بصعوبة، أخطأ حين استفزها بكلماته؛ فكان جزاؤه قبلة ساحرة, وعقابه إحتراق بنيران لا يستطيع إخمادها، تلك المشعودة تقتله، يريدها, لكنها ماكرة..

أغمض عينيه بيأس وترك جسده يسقط بالمياه, ثم يطفو عليه عله يخفف حدة ما يشعر به.. تلك الإبتسامة التي تبتسمها مميزة حين تبتسم تكشف إبتسامتها عن أسنانها.. إبتسامة مشرقة تشرق بوجهها غير متصنعة،

عيناه الخائنتين تتبعاها, تتحرك حدقتاه إينما ذهبت خلفها؛ رغم سكون جسده الظاهري، وهي تتحرك وتقفز عدة مرات تحاول أن تعلق فستانها المبتل على أحد أغصان الشجرة،
وحين يأست من المحاولة تمتمت ببضعة كلمات حانقة..

تلفتت حولها يمينًا ويسارًا, ثم بحركة من إصبعها حركت الفستان ليرتفع لأعلى ويستقر على الغصن، والنتيجة إبتسامة راضية على ثغرها.. ثم جلست على الشاطيء تنظر إليه بصمت؛ أو هكذا ظن, عيناها شاردتان تفكر بشيء ما.. ملامح وجهها جامدة لا تتيح إليه معرفة ما تفكر به.. تلك الفتاة غريبة الأطوار حقًا.. تبدو واضحة عفوية متهورة، وبلحظة غامضة مريبة.. أجفل على صوتها :

" هيا أيها الغريب اخرج من المياه لنعود فموعد الرحيل قد حان.."

نهضت تمسك بفستانها تضعه على ذراعها, تتحرك أمامه حتى وصلت إلى منزلها, وهو خلفها.. أعدت الطعام وجلسا يتناولاه بصمت كل لاهٍ في أفكاره.. حتى استقر كل منهما على فراشه الخاص, تواليه ظهرها كعادتها, لكنها فاجأته بقولها المحذر :

" نم أيها الغريب ولا تقترب..لن يحدث ما تفكر به.. إن اقتربت مني ستنال عقابًا مؤلمًا.."

ظل ينظر إلى ظهرها بذهول, كيف عرفت ما يفكر به؟.. أم أن جسده كان مكشوفًا ليخبرها بما يريده؟.. تبًا تلك النارية تثيره بشدة.. إبتسامة ارتسمت على شفتيه, مع إضطراب بدقات قلبه ضربت عقله بتنبيه.. عليك الإبتعاد عنها بأقرب وقت وإلا لن تكون العواقب حميدة..


                   الحلقة العاشرة من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-