(الفصل الثلاثون)
وقفت بصعوبه لتردف بتوتر : هل تتكلم بكل جدية !؟؟؟.
وقف متجها نحوها و الغضب طاغي على وجهه مسكها من ذراعيها بقسوة محدقا بعينها قائلا : لم تتأكدي بعد أن حبي لكِ أبدي ! ماذا عساي أفعل لجعلك تتأكدين أنني مغرم لأقصى درجة ممكن لأي رجل أن يعشق فيها امرأة ؟؟؟
ابتسمت بحزن قائلة : و لكنك غاضب مني
لامس وجنتيها مقبلا خدها الأيمن بحنان قائلا : بل حزين على حزنك لست غاضب و لا يمكنني الغضب من ملاكي
ابتسمت بلطف محدقة به بحيرة مضيفة : أنت دائما متفهم معي يا ليتني اتفهمك كما تفعل
أومأ برأسه قائلا : وجودك هنا معي يكفيني
أخبريني الآن كيف حالك !؟ ألا تزالين غاضبة !؟ في رأيي الشخصي يجب أن تفرحي لا أن تحزني لا تنسي أن والدك أحبك بشكل كبير بل فضلك على ابنه الوحيد
عندما علمت بالأمر لا أنكر أنني تفاجئت ففي مجتمعنا هناك أقلية من يتبنون أطفال أغلبهم لا يحبذون هذه الفكرة حتى فكرة التكفل بهم معدومة
لقد أحببت والدك لأنه لم يتخلى عنك
و في رأيي لا يوجد شيء إسمه صلة الدم برأي من يربي هو الأب الحقيقي و من تسهر على أطفالها هي الأم الحقيقية لا يجب أن يحزنك هذا الموضوع ، أعلم أنه شيء صعب تقبله و لكن لو أخذتي رأي كهيثم ابن جابر الشرقاوي كنت أتمنى أن يكون والدي رجل مثل والدك
يا ليتني كبرت في عائلة مثل عائلتك أنتي كنت لأصبح انسان افضل
كان ذلك سيمنعني من ارتكاب أخطاء في حق من أحببت
نظرت إليه و الدموع تنهمر من عينيها قائلة : بل لأنك تعذبت و عانيت في حياتك جعل منك رجل شهم محب لزوجته و عائلته
لامست جفن عينه مضيفة : هل تعلم !؟؟ لو عرفت هذه الحقيقة قبل لقائك كنت سانهار تماما و لكن حبك لي جعلني أقوى و قادرة على مواجهة أي حقيقة
بعد كل ما جرى لي منذ سنوات منذ تلك الليلة تأكدت أن عائلتي أهم شيء في الدنيا تأكدت أن أبي يحبني و يحميني حتى من عائلته
تأكدت أنني مدللة للغاية تأكدت أن الأب الشرقي لا يحب الولد ليس بالضرورة بل يحب الفتاة أكثر ، لا يريد أن تتعذب
تأكدت أنه لم يهتم لما حدث لي بل أصر على حمايتي
لعل والدي الحقيقي لم يكن ليفعل هذا لعله كان سيقتلني كما كان سيفعل عمي و أخي و لكن أبي فاروق لم يتخلى عني
علمت أن الحب لا يعني النظرات الحنونة ولا الهدايا الغالية و لا الكلام الجميل بل الحب الحقيقي هو في الأفعال و أنت أظهرت لي ذلك
مهما كان الذنب الذي ارتكبته في الماضي لا أظن أنه سيء لهذه الدرجة
أنت منحتني حياة جديدة حياة سعيدة عوضتني عن الماضي هل تعلم ؟؟؟ منذ أيام فكرت في شيء لعله شيء غريب و غير عادي و لكنه حقيقي فكرت أن لولا تلك الليلة و لولا أن ذلك الشخص .... سكتت ثم تنهدت بضيق مضيفة : اعتدى علي لما التقيت بك لما احببتك لما شعرت أنني إنسانة مهمة في حياة شخص ما، لما شعرت بالسعادة بوجود رجل يحبني بشدة
ارتجفت يداه قائلا : توقفي لست جيد صدقيني
ابتسمت والدموع لم تأبى أن تخف قائلة : لا يهمني من هو والدي و من هي عائلتي و لا من قام بالاعتداء علي لأنني سعيدة الآن ، ألم أخبرك أنني لم أعد أبحث عن الفاعل !؟؟ بل قمت باغلاء القضية ليس لأني خجلة أو أنني تعبت بل أردت أن يتعاقب و لكني خشيت أن يحدث شيء سيء لنا أن أفقدك بينما أعثر عليه
لا أريد أن اهدد استقرار عائلتي
لا من أجل ذلك الموضوع ولا حتى موضوع عائلتي
أحبك يا هيثم أحبك بجنون
لاحظت سيلا توتره و رجفت يديه ، أخذت يديه و وضعهما حول خصرها قائلة : حبيبي دعنا ننسى كل الماضي اتفقنا ؟؟؟!
لن يأخذك أحد مني و لن يأخذني أحد منك
نحن ملك بعضنا البعض ، أنا ملك لك
أنظر كيف ينبض قلبي و أنت قريب مني !؟
أبتسم بحزن قائلا : قلبي ينبض دائما بهذا الشكل حتى في غيابك ، لا تتركيني أبدا إذا كنت أنا من جعلك تسعدين ، أريدك أن تعرفي أنك أنتي جعلتني إنسان أفضل ، جعلتي مني رجل أفضل أب افضل و إبن أفضل
لو كنت هيثم القديم لكنت الآن قد قضيت على بلال و لكني أعلم أنه شقيقك حتى لو لم يكن شقيقك الحقيقي و لكنك تحبينه و لن تسامحيني اذا قمت باذيته
لهذا السبب أصبحت أسامح الناس من أجلك ليس لأني شخص جيد ، بل أريدك أن تنظرين إلي بشكل جيد
أن لا تكرهيني
نزلت دمعة من عينيه مضيفاً : كل حركة أو أي خطوة اخطيها تكون من اجلك أنتي
مسحت سيلا دموعه قائلة : بل لأنك تغيرت من داخلك ليس بسببي بل بسبب أطفالك أصبحت شخص مختلف من أجلهم
أومأ برأسه قائلا : بل من اجلك ِ لأنهم اطفالي فأنا متأكد من عدم تركهم لي و لكن إذا ارتكبت خطأ أنتي يمكنك تركي
هزت راسها بالرفض قائلة : لن أتركك في حياتي
هيثم : عديني بذلك
سيلا : أعدك....
دفنت رأسها في عنقه قائلة : أين سأعثر على رجل مثلك !؟؟ وسيم و قوي البنية و حنون و أشقر
ابتسم بلطف قائلا : اه أهم شيء أشقر أليس كذلك!؟؟؟
أومأت برأسها مضيفة : أجل ...
قبل جبينها بحنان مغمض العينين ، تذكر ليلة الإعتداء عليها
شعر و كأن هناك شخص يغرز خنجرا في قلبه
كانت نبضات قلبه تتسارع بسرعة ليس لقربها منه بل لأنه أصبح غير قادر على إخفاء الحقيقة عليها
لا يريدها أن تكرهه أو أن تهجره و لكنها تعتبره بطل في نظرها
ماذا لو سامحته و عاش حياته بشكل أفضل ؟؟!
إنه سعيد أجل و لكنه يائس
في كل ليلة يتذكرها
في كل موقف يكره نفسه أكثر
متى ستزول هذه الصخرة من على قلبه متى سيصبح أسعد برفقة عائلته الصغيرة !!!!
ابتسمت بخجل قاطعت تفكيره الحزين قائلة : أهتم بنبضات قلبك إنها توترني
أبتسم ملامسا شعرها الطويل قائلا : أخبرتني أنه لا يزال هناك وقت للمسك لهذا اعتداي على سماع هذه النبضات فهي مشتاقة إليك
اه و بالمناسبه شعرك أصبح أطول و أجمل أحذرك من فكرة قصه مرة أخرى
أحبذ الشعر الطويل خاصة عليك أنتي تصبحين اجمل
سيلا : أعلم هذا لن أقصه مجددا
بعد مرور شهر توسل مراد إلى عنوان شركة أحمد و قام بزيارته بعد أن آخذ موعد
بعد أن دخل إلى المكتب قام بالترحيب به و سؤاله عن سبب هذه الزيارة هل تتعلق بعمل أو شيء آخر
أخبره مراد بشكل مباشر أنه من أجل هيثم
أجابه أحمد بشكل حسمي : لا أريد معرفة أي شيء عنه حياتي تغيرت و لا أريد التدخل في حياته
مراد : حياتك تغيرت بسببه هو
عقد أحمد حاجبيه قائلا : ماذا !؟؟
مراد : أعلم أنك تركت سيلا لأنها تعرضت للاعتداء و هو تزوج منها و أصبح البطل في نظر الجميع ، تمكن من الانتقام من الجميع من كل من تسببوا في حزنها بداية من عمها الذي سلبه كل أملاكه ، ثم بلال الذي جعله مسخرة أمام الناس و أنت من أخذ منك أموالك و حتى زوجتك
حتى والده تمكن من أخذ حقه من الميراث حتى لو تبرع به و بنى به ميتم للأطفال و لكنه قام بأخذه منه و تركه يموت كان السبب في موت والدي هل تعلم لماذا ؟؟؟
لقد كان يهدده بشيء خطير للغاية شيء كان سيغير مجرى حياته
فعل كل هذا و لكنه لم يتمكن من العثور على من اعتدى على زوجته !؟ لم يتمكن من العثور عليه !؟؟ شيء غريب و غير قابل للتصديق أليس كذلك!؟؟
توتر أحمد لكلامه قائلا : ماذا تقصد !؟؟ الى ماذا تلمح!؟؟
مراد : أبي كان يبحث عنه منذ سنوات طويلة منذ أن كان طفلاً صغيراً و أملك كل ما يتعلق به
لعل هيثم قام بأخذ كل ما يتعلق بوالدي و لكنه نسي موضوع مهم وهو كاميرات المنزل حتى عندما حذفها تمكنت من استرجاعها من خلال شركة المراقبة
سمعت كل حواره مع والدي مع الأسف هو المعتدي هو من اعتدى عليها
أنصدم أحمد و جلس على الكرسي بصدمة كبيرة قائلا : ماذا !؟؟؟؟
مراد : لم أنوي أخبارك و لكنه أخذها من يدي ، و هي أيضا لعبت علي منحتني أمل ، أحببتها و لكنها خانت حبي لها من أجل مغتصبها !؟؟؟
أحمد : لا يعقل لا يمكن أن يكون هو ... أنت لا تعلم كم يحبها ، إنه يعشق الأرض التي تمشي عليها
مراد : لأنه مهووس بها ، منذ صغره لا يمكنني أخبارك بالتفاصيل و لكني أعلم أنه هو و سأخبر سيلا بكل شيء
تقدم أحمد نحوه ممسكاً بذراعه قائلا : ماذا ستستفيد ؟؟؟ سيلا لن ترتبط بأحد لا بي و لا بك
ستحزنها ستعذبها
مراد أردف بصدمة : هل ستتخلى عنها ؟؟؟
أحمد : من أجلها أجل ، لعله فعلا فهل ذلك و لكنه لم يتخلى عنها
و جعلني أصبح إنسان جيد افضل من الماضي
لو تزوجت منها لما كانت سعيدة بهذا الشكل
إنها متيمة بحبه وهو مغرم بها بشكل غريب لا يسعني سوى أن أصمت و لن أهدد ٱستقرارهما
و أنت لماذا ستفعل هذا لشقيقك !؟ حتى لو كان سيء و لكنه شقيقك و والدك كان يحبه لو كان يريد أن يكشف أمره كان سيفعل ذلك أليس كذلك!؟؟
لا تفعل يا مراد لا تدمر سيلا أتوسل اليك
مجتمعنا غريب لن تعيش في سلام ستتأذى كثيرا يكفي كل ما جرى لها في الماضي يكفي ذلك
أردف مراد بغضب قائلا : لن أسكت ستعرف الحقيقة مهما كلفني الأمر
خرج مسرعا من المكتب بينما قرر أحمد أخبار هيثم بالحقيقة اتصل به و لكنه لم يرد عليه
من جهة أخرى كان هيثم جالساً في الصالون برفقة سيلا و نور كانوا يلعبون الغميضة
بعد مرور وقت على لعبهم استلقى هيثم على الأرض و أسرع نور و القى نفسه في حضنه
قام بدغدغته بينما بقيت سيلا تضحك عليهما
جاءت سهيلة قائلة : حان وقت نوم نور هيا يا صغيري
نور. بنبرة طفولية : لا بابا لا
ابتسم هيثم قائلا : غدا سوف نلعب أكثر هيا يا صغيري
قبله بقوة ثم كاد أن يخرج نادت عليه سيلا قائلة : أيها الكلب الصغير ألا توجد قبلة لماما ؟؟؟
هز كتفيه و مسك يد سهيلة و خرج
ضحك هيثم بقهقهه قائلا : إنه يشعر بالغيرة لأنك تهتمين بملاك أكثر
رفعت حاجبيها و دخلت إلى غرفتها بينما أسرع هيثم نحوها قائلا : و لكنه محق
بللت شفتيها قائلة : فعلا !؟؟
أقترب منها باغراء ملامسا وجهها قم ذراعيها ثم مسك خصرها غرز أصابعه في خصرها قائلا : أنا أيضا أشعر بالغيرة تلك الفتاة أخذت أغلب وقتك
لا أريدك أن تعتني بها أكثر مني انا مشتاق لك
ابتسمت بلطف قائلة : منذ يومين كنا مع بعض توقف
هز كتفيه قائلا : و ما دخلي أريدك كل يوم
تسارعت دقات قلبها قائلة : لا تقل هذا
دفن رأسه في عنقها مستنشقا رائحتها بصوت مرتفع هامسا في أذنيها بنبرة مغرية جدا مما جعلها تشهق ثم قال : أحبك
أغمضت عينيها برغبة ممسكة بوجهه قائلة : و أنا أكثر
دفعها على السرير براحة ثم قبلها من شفتيها بحنان كانت حياته تعتبر مثالية كل شيء مثالي حياته أصبحت أفضل سعيد للغاية لا يوجد شيء يحزنه
من يحب بقربه كان الأمر كذلك بالنسبة لها كان حبها له يزيد كل يوم أكثر من اليوم الذي سبقه
كانت تتعلق به أكثر أصبحت فكرة فقدانه توترها خائفة من المستقبل و من النحس الذي تشعر به أصبحت تدعي أن لا يفارقها مهما كان الثمن
بينما هيثم كان يدعي أن يموت قبل أن يحدث شيء ويفترقان فهو غير قادر على تحمل حياة بعيدا عنها من فكرة مرض قد يصيبها أو حادث يتسبب في موتها بل كان يدعي أن تنتهي حياته قبلها
لم يكن يعلم أن القدر منحه هذه السنوات الجميلة تعويضا عن ما فقده في الماضي و لكن هل ستبقى سعادته الحالية دائمة للابد !؟؟؟
في اليوم التالي ذهبت سيلا إلى المركز التجاري لشراء بعض الملابس بعد زيادة وزنها أصبحت أغلب ملابسها ضيقة
صدفة التقت بمراد كانت صدفة بالنسبة لها ولكنها لم تكن كذلك بالنسبة له
تقدم نحوها و طلب منها الجلوس. التحدث قليلا .. رفضت في البداية و لكنه أصر عليها أكثر فوافقت و جلست في إحدى المطاعم
سألها عن حالها و عن هيثم و كانت تخبره كم أنها حزينة لما حدث و أن كل شيء فعلته كان من أجل أبنها
تفهم موقفها و لكنه لن يغير قراره
خاصة بعد كلامها الجميل عن هيثم و كم أنها سعيدة بزواجها منه كانت تلك الكلمات قد أزعجته فقرر أخبارها بكل شيء
مراد : آسف لما ساخبره لكي و لكن زوجك ليس ملاك
سيلا : عفوا !؟؟
مراد : كل ما فعله لكي كان ولا شيء بمقارنته بأفعاله الشنيعة التي ارتكبها
ذلك الرجل الذي أصبحتي تعبدينه ليس أكثر من إنسان قذر رجل لا يعرف الرحمة
أردفت بغضب شديد : أنا أحذرك من التكلم عن زوجي بهذا الشكل ، أتفهم غضب و لكنه لم يكن السبب في موت والدك
مراد : بل أراد موته لأنه كان سيكشف لك عن حقيقته
سيلا : أعلم مالذي فعله في الماضي جمال أخبرني بحقيقة تلك الفتاة التي كان مغرماً بها و لكنه لم يخطئ في حقها هي من رفضته و يبدو لي أنها المخطئة الوحيدة
مراد : فعلا ؟؟ هل تعتبرين نفسك المخطئة !؟؟
نظرت إليه باستغراب قائلة : ماذا !؟؟
مراد : تلك الفتاة التي تكلمتي عنها هي أنتي يا سيلا ، أنتي من كان مغرماً بها ...
سيلا : ماذا !؟؟!
مراد : ماذا سأخبرك !؟؟ هناك الكثير من الأمور أنتي تجهلينها ، سواء كانت تتعلق بحبه لك أو هوسه أو عن اعتدائه عليكي ؟؟؟؟
تسارعت دقات قلبها بخوف شديد لتردف برجفة : ممممماذا ممماذا !؟؟؟ ما الذي تقوله !؟؟؟ تكلم لماذا تقول هذا الكلام ؟؟؟؟
مراد : آسف يا سيلا و لكن الحقيقة يجب أن تكشف حتى او كانت حزينة
مع الأسف هيثم هو من قام بالاعتداء عليكي
وقفت بصعوبة لتردف بنبرة ترتجف : أنت تكذب كل ما تقوله كذب و افتراء
مراد : تفضلي و اسمعي كل شيء بنفسك