Ads by Google X

رواية الشيطان حينما يعشق الفصل الحادي عشر


 (الفصل الحادي عشر)

بعد مرور اسبوعين
وقفت سيارة فخمة سوداء امام الباب الداخلي لقصر النصار لتهبط منها سيدة في العقد السادس من عمرها ترتدي فستان حريري اسود طويل يصل الى كاحلها ذو أكمام طويله من الدانتيل ويغطي شعرها شال اسود من الدانتيل ايضا ... كانت طلتها انيقه للغايه توحي بمدى ثرائها ورقيها ... بينما خرجت من الجهة الاخرى للسيارة خادمتها التي رافقتها طوال الثلاث أسابيع الفائتة التي قضتها في المزرعه الخاصة بالعائلة وهي تحمل بيدها بضعة اكياس ...
ُفتحت الباب لتخرج منه جميله مسرعه لاستقبالها ويتبعها كل من سعيد و بتول ... جميلة وهي تتقدم ناحيتها بابتسامه واسعه و نبرة مسرورة " سيدة ثريا ... حمد لله على سلامتك ... " ثم انحنت وقبلت يدها وفعل كل من بتول وسعيد مثلها بعد ان رحبوا بها ....
تحدثت ثريا بنبرة ودوده " اشكرك يا جميله ... " ثم أردفت قائله " كيف حالك يا سعيد ... لم ارك منذ فتره طويله ... "
اجابها سعيد بمزاح " كيف سوف تريني يا سيدتي وابنك لا يتركني لحظه واحده دون ان يوكل لي المهمات ..."
" فعلا والدليل انك قضيت الثلاثه أسابيع السابقه في المطبخ لا تفعل شيئا سوى العبث والتشويش علينا ... يا ليتك ساعدتنا في اعمال التنظيف والطبخ حتى ..." قالتها بتول بتهكم بينما استدار سعيد نحوها قائلا بنبرة مستاءه " وما دخلك انت يا وجه الضفدع ... لا ترتاحين حتى تقاطعيني وتحشري انفك فيما أقوله ..."
ابتسمت ثريا قائله " الا تملان أنتما الاثنان من مناقرة بعضكما ...."
تقدمت جميله وأخذت حقيبتها منها وهي تقول " لا تتعبي نفسك سيدتي ... هذان الاثنان لن يتغيرا ابدا مهما حدث ... تفضلي انت للداخل ... بالتأكيد متعبه وترغبين في قسط من الراحه بعد هذه الرحله الطويله ..."
ثم التفت نحو سناء الواقفه خلف ثريا وتعلو ملامح وجهها الاستياء وعدم الرضا مما تراه امامها فحدثتها بفتور قائله " كيف حالك يا سناء ... الحمد لله على سلامتك انت ايضا ..."
فاجابتها سناء من بين أسنانها بكلمة مختصره " بخير ..."
تقدم السائق ووضع الحقائب امامهم بعد ان اخرجها من صندوق السيارة فحملها سعيد الداخل وساعدته بتول هي الاخرى بينما دلفن كل من ثريا وجميله الى الداخل وتتبعهما سناء ...

جلست ثريا على الكنبه في صالة الجلوس ثم حدثت جميله بنبرة مشتاقة " هاتي لي حفيدي يا جميله ... أفتقدته كثيرا الفترة الماضيه ..."
" حاضر سيدتي ..."
ثم ذهبت مسرعه لتخبر نورا ان تأتي ومعها الصغير لتراه جدته ...

تقدمت نورا ناحية ثريا وهي تحمل الصغير معها فأخذته ثريا على الفور وضمته اليها بحنان بعد ان قبلته على وجنتيه ...
تأملت نورا تلك السيده الماثله امامها مليا والتي لم تستطع سنين عمرها المتقدمة من اخفاء جمالها الواضح ... كانت ذات بشره بيضاء وعيون زرقاء واسعه وشعر أشقر طويل بينما أضاف ذلك الشال الذي تلفه حول شعرها مغطيا الجزء الأمامي منه فقط بينما تنساب خصلات شعرها الخلفيه من تحته ظاهره للعيان المزيد من الوقار والجاذبية التي تلائم امرأة في سنها ... كانت ثريا تشبه ابنتها ليان بشكل غير معقول وكأنها نسخه منها وهذا ما لاحظته نورا على الفور ...
تحدثت جميله وهي تشير الى نورا بيدها قائله " سيدتي ، أعرفك هذه نورا ، مربية السيد سيف الجديده ..."
تبسمت نورا بارتباك بينما تحدثت ثريا بابتسامه هادئه " اهلًا بك نورا ... " ثم ربتت على شعر الصغير الذي ما زال في أحضانها قائله " طمنيني على حفيدي ... هل تأخذين بالك منه جيدا ..."
" بالتأكيد سيدتي ... انا اعتني به جيدا ولا اتركه لوحده لحظه واحده .. حتى اسألي السيده جميله ..."
" نورا رائعه سيدتي ... حتى الصغير احبها كثيرا وتعلق بها ..."
" الحمد لله ..." قالتها ثريا بارتياح ثم سألت جميله قائله " وماذا عن والده ... متى سوف يعود ..."
" معتز قال انه سوا يصل مساءا ان شاء الله ... "
ما ان اكملت جميله جملتها هذه حتى دخل معتز اليهم ثم انحنى نحو ثريا وقبل يدها وهو يقول بترحيب حار " حمد لله على سلامتك خالتي ... ماشاء الله اراك ازددتي جمالا وروعة بعد هذه الرحله ... يبدو ان جو المزرعه يلائمك كثيرا ..."
" كف عن كلامك هذا أيها المخادع ... تعال بجانبي وأخبرني عن صديقك وأحواله ..."
" ما به سيف يا خالتي ... اطمئني ابنك في احسن احواله ..."
" شهر كامل غابئه عنه و لم يتصل بي سوى مرتين ... "
" انه مشغول سيدتي ..." قالتها جميله بتبرير بينما اجابتها ثريا بتهكم " نعم ، مشغول للغايه ... متى سوف يصل بالضبط يا معتز ..."
"سوف يصل حوالي الساعة الواحدة مساءا ..."
" هذا يعني انني لن أراه اليوم ... لم يستطع ان يقدم معاد وصوله قليلا ... هل هي سفرة عمل ام ماذا ..."
اجابها كاذبا " نعم خالتي ... رحلة عمل ومهمه للغايه ..."
" جيد ..." قالتها باختصار ثم نهضت من مكانها واعطت الصغير لنورا و ذهبت نحو غرفتها تتبعها جميله بعد ان طلبت هي منها ذلك ...
سارت نورا هي الاخرى متوجهه خارج الغرفه الا ان معتز اوقفها وهو يسألها قائلا " متى سوف تذهبين لزيارة اهلك مره اخرى ..."
تعجبت من سؤاله كثيرا ... فلماذا يهتم معتز بشيء كهذا ... ويسألها عن موعد ذهابها لعائلتها ...
اجابته بهدوء رغم اندهاشها الواضح عليها " المفروض بعد يومين ... لكن لماذا تسأل ... "
" ابدا ... مجرد فضول لا اكثر ... " ثم أردف قائلا بخبث " حرام يا نورا ... لا تتأخري عليه كثيرا ... بالتأكيد هو مشتاق للغايه لك ..."
عقدت حاجبيها بتعجب ثم سألته بعدم فهم " لا افهم سيد معتز ... من تقصد ..."
" حقا لا تفهمين يا نورا ام تدعين عدم الفهم ..."
اجابته نورا بصرامه " انا بالفعل لا افهم مقصدك من هذا الكلام ... اما ان توضح لي ما معنى كلامك هذا او اسمح لي بالذهاب من هنا .... "
التزم معتز الصمت ولم يجبها فقالت نورا بجديه " يبدو انه لا يوجد لديك شيء لتوضحه لي ... اعذرني سيد معتز ، يجب ان اذهب الان فهناك اشياء مهمه تنتظرني .... وانا لن أضيع وقتي في الوقوف معك والاستماع الى أحاديثك المبهمه ..."
ثم ابتعدت من امامه فورا خارجه من الغرفه باكملها وهي تحمل الصغير معها بينما ظل معتز يتبعها بنظراته الساخره ثم خرج بعدها هو الاخر متجها الى الشركة
******************************
في الإمارات ألعربيه المتحدة وتحديدا في دبي ...
قفزت رغد على السرير بجانب سيف الذي ما زال نائما ... اقتربت منه وهي تتأمل ملامحه الخشنه الوسيمه بحالميه ... " اسبوعين من الاحلام ..." هذا الوصف الصحيح للايام الفائتة التي قضتها معه ... تتذكر جيدا ذهولها الشديد حينما اخبرها بأنهما سوف يسافران سويا الى الإمارات ... لم تتخيل منه شيء كهذا نهائيا ... ان يترك شركته و أعماله من اجل السفر والتنزه معها شيء لم تتوقعه منه بتاتا... منذ ان وطأت أقدامهما ارض هذه البلاد و لم يتركا لحظه واحده تفلت منهم دون استغلالها ... كانا يقضيان النهار كله في زيارة مختلف الأماكن السياحيه وأرقاها و قد انبهرت كثيرا بجمال هذه البلاد وتطورها الرهيب ... وما ان يعودا مساءا الى الجناح الخاص بهما حتى يغرقها بعاطفته المحمومة ساحبا اياها الى بحر عميق من المشاعر الساحره التي لم تختبرها من قبل ...
كان كل شيء متكامل الى حد المثاليه وسيف كان يعاملها بطريقة رائعه ويغدقها بمشاعر رهيبه جعلتها تشعر انها أهم امرأه على وجه الارض ....
قبلته على خده ثم هزته من كتفه وهي تنادي عليه بصوت عالي بعض الشيء حتى يستيقظ ...
فتح عينيه بعد لحظات ثم ابتسم لها وهو يراها تنظر اليه بعيونها الخضراء البراقه بنظرات مترقبه محببه اليه لم يرها سوى منها ...
فهي دائما تتخذ وضع الترقب لما سوف يصدر منه تجاهها وكأنها تنتظر منه دائما شيء مميز يقدمه لها في كل حركة تصدر منه ... وفِي هذه اللحظه لم يجد شيء يقدمه لها سوى ان يضمها اليه ويقبلها كما اعتاد ان يفعل كل صباح ... وبالفعل هب من مكانه فجأة وجذبها اليه ثم قبلها بقبلات عنيفه راغبه أطاحت بكل ذره من كيانها ...
ابتعد عنها بعد فتره وهو يلهث بقوه وهي الاخرى نفس الشيء ... تحدثت رغد من بين انفاسها المضطربه بفعل المشاعر الهوجاء التي اعترتها " يجب ان نجهز أنفسنا فورا ... لم يتبقَ على موعد الطائرة سوى ساعتين ..."
" هل جهزتي الحقائب ووضعتي فيها جميع أغراضنا ..."
" نعم جهزت كل شيء ..." اجابته بجديه
فنهض من مكانه و هو يقول " سوف اخذ دوش سريع و و أرتدي ملابس حتى نذهب بعدها الى المطار ..."
هزت رأسها بتفهم ثم نهضت هي الاخرى من مكانها واتجهت نحو الخزانة فأخرجت فستان ازرق طويل ارتدته ثم ذهبت نحو طاولة التجميل لتجهز نفسها هي الاخرى

بعد عدة ساعات
كان معتز يقف في المطار وبجانبه جمال السائق منتظرين قدوم سيف ...
تحدث جمال قائلا " سيد معتز ، منذ متى والسيد سيف يذهب في رحلة طويله كهذه مع احدى صديقاته ... في العاده نادرا ما يسافر مع إحداهن ... وحتى اذا سافر لا يبقى معهن أكثر من ثلاثه او أربعة ... "
" علمي علمك يا جمال ... السيد سيف لم يعد احد يفهمه هذه الفتره ..." اجابه معتز بجديه ثم وجد سيف يقترب منهما و بجانبه رغد ممسكا بيدها ...
اقترب سيف وضم معتز ثم ابتعد عنه وهو يهتف بتعجب " لم أتوقع مجيئك لاستقبالي ... ظننت جمال سيأتي لوحده ..."
" لم يكن لدي شيء مهم لأفعله هذه الليله ... قلت لأاتي مع جمال واستقبلك ... " ثم التفت ناحية رغد وحياها بفتور " كيف حالك انسه رغد ..."
" بخير ..." اجابته رغد باختصار بينما تحدث سيف هذه المره موجها حديثه لجمال " كيف حالك جمال ..."
" بخير سيدي ... الحمد لله على سلامتك ..."
" شكرا لك ... اذهب و اجلب الحقائب لنذهب فورا ..."
ذهب جمال مسرعا لينفذ أوامر سيف بينما تقدم سيف ورغد ومعهما معتز ناحية السيارة لانتظاره حتى يأتي بالحقائب ويذهبوا من هنا

في داخل السيارة
" لقد وصلت والدتك صباح اليوم وهي تنتظر رؤيتك صباحا ..." قالها معتز بنبرة ذات مغزى فهمها سيف على الفور والذي اجابه بدوره قائلا " اعلم هذا ... سوف تجدني امامها صباحا بالتأكيد ...."
فتحدثت رغد قائله " ماذا يعني هذا ... ألن تبات معي اليوم ...."
" كما سمعتي يا رغد ... والدتي جائت بعد غياب مدة شهر عن المنزل ... يجب ان أراها غدا ..."
زمت شفتيها بعبوس فأحاط كتفيها بذراعه وهو يقول " غدا مساءا سوف أكون معك ... واعوضك عن غياب اليوم ..."
"حسنا كما تريد ... بكل الأحوال سوف أراك غدا في الشركة ...."
" لا تأتي الى الشركة غدا يا رغد ..." قالها فورا بينما سألته هي قائله " وماذا عن العمل ... "
" عزيزتي نحن الان في منتصف الليل ... بالتأكيد انت متعبه للغايه ويجب ان تنامي لفتره طويله ... يوم واحد لن يؤثر على العمل ..."
" معك حق ..." اجابته بهدوء ثم التفت تنظر من النافذه الى الشوارع المظلمه
******************************
في صباح اليوم التالي
" حمد لله على سلامتك امي ... لقد نور البيت اخيرا بعودتك ..."
قالها سيف وهو يقبل يد ثريا ثم جلس على مقدمة طاولة الافطار بينما اجابته ثريا التي كانت تجلس على الكرسي الذي بجانبه قائله بعتاب " شهر كامل غابئه عنك ولا تتصل بي سوى مرتين ..."
اجابها معتذرا " والله كنت مشغول يا امي ... كان لدي الكثير من الاعمال ..."
" حازم ايضا مشغول لكنه يتصل بي بشكل يومي ليسألني عن صحتي واحوالي ..."
" امي، هل تقارنين عمل حازم بما اقوم به ..."
" معك حق في هذا ..." قالتها بصدق
ثم ربتت على كف يده وهي تسأله بحنان " كيف حالك بني ..."
" بخير يا ست الكل ... وانتِ اخبريني .... هل تشعرين بتحسن بعد ذهابك هناك ... انا تحدثت مع الطبيب وأخبرني ان وضعك اصبح جيد للغايه ..."
" لا تقلق بني انا بخير ..." ثم أردفت بجديه " رأيت حفيدي البارحه ... يبدو ان مربيته الجديده جيده ... "
هز سيف رأسه موافقا على كلامها ثم قال " معك حق ... هي تراعيه جيدا ... وتعرف كيف تتعامل معه ... "
صمتت قليلا ثم سألته بتردد قائله " وماذا عن أمه ..."
وضع سيف شوكته على المائدة ثم سألها بتبرم " وما بها أمه ..."
اخذت نفسا عميقا ثم تحدثت بتأني " يا بني مهما جلبت من مربيات له لن يكونوا مثلها نهائيا ... لن يستطعن تعويضه عنها ... هو ما زال صغير ... يحتاج لها كثيرا ... لماذا تحرمه منها وهي ما زالت على قيد الحياة ..."
اجابها سيف بنبرة جامده " هذا الموضوع منتهي بالنسبه لي ... دارين لن ترى ابنها طالما حييت ... "
"صدقني يا ولدي انت تخطأ كثيرا ... دارين طيبه للغايه ولا تستحق كل هذا ... طوال فترة زواجك بها لم تفعل شيء يسيء لك ... كانت دائما هادئه ومتفهمه ... وانت كنت مرتاح معها كثيرا ... اعترف بهذا على الأقل ...."
" هل نسيت ما فعلته .. كيف تطلبين مني ان أسلمها ابني بعد فعلتها تلك ... دارين خانت ثقتي يا امي .... وكادت ان تتسبب في فضيحة لنا ... وانت تعلمين هذا جيدا ... "
" نعم اعلم هذا جيدا ... لكنك عاقبتها بما فيه الكفايه ... دارين اخذت جزاءها كاملا ... الا يكفي ما فعلته بها الى حد الان ..."
" بالنسبه لي لا يكفي ... كنت بسببها سوف اخسر ابني الوحيد ... بسبب فعلتها تلك كنت سوف اخسره ..."
اجابته بجديه " صدمتها بك جعلتها تتصرف بهذا الشكل ... اعرف انها اخطأت ... لكنها فعلت هذا لا إراديا بعدما رأته ... لا تلومها يا بني ... "
نهض من مكانه وهو يقول بنبرة حاسمه " حتى لو ما تقولينه صحيح ... هذا لن يغير شيء ... دارين لن ترى سيف وانتهى الامر ..."
نهضت هي الاخرى من مكانها متحدثه بإصرار " لا اطلب منك هذا الشيء لاجلها ... بل من اجل حفيدي ... الصغير يحتاج الى أمه بجانبه ... دارين مهما فعلت سوف تظل هادئه وبريئه للغايه ... ولن تتصرف بشكل خبيث او ماكر ... يعني ما زال زمام الأمور بيدك انت ... تحدث معها بهدوء ... حاول ان تعطيها فرصه اخرى ... في الأخير هي زوجتك وأم ابنك ... وانت عاجلا ام اجلا بحاجة الى امرأة تنجب لك المزيد من الأولاد ... ولا اظن هناك أفضل من دارين لشيء كهذا ... خصوصا انها ابنك عمك وأم ابنك ... وايضاً لانها من المستحيل ان تفكر في آذيتك بعدما فعلته معها ... فكر جيدا يا سيف وسوف تجد ان هذا الحل الأفضل لوضعك هذا ... ووضع ابنك ايضا ..."
ابتعدت ثريا عنه بعد جميع ما قالته تاركه سيف يفكر جديا في حديثها وهو يشعر بالتشوش ... صحيح لم تكن هذه المره الاولى التي تطلب منه والدته ان يعود الى دارين لكن هذه المره اصرارها كان غريب مما أربكه بعض الشي ء
*********************************
كانت جالسه في مكتبة الجامعه تطالع احد الكتب بتركيز شديد حتى شعرت بشخص ما يقف جانبها ....
رفعت بصرها فورا لتجده واقف امامها يرمقها بنظرات ساخره وعلى شفتيه ابتسامه ماكره ...
قفزت من مكانها بهلع وهي تهتف به قائله " انت ... ماذا تريد مني ... كم مره يجب ان اقول لك ابتعد عني ..."
" هل هذه الطريقه المناسبه للترحيب بي يا ليان ...." قالها متهكما بينما تحدثت هي بغضب قائله " انت لا تفهم ... اقول لك ابتعد عني .... ماذا تريد مني .... لماذا تلاحقني طوال الوقت ... "
قبض على ذراعها بقسوه وهو يقول بعصبيه " لا ترفعي صوتك بوجهي هكذا يا ابنة النصار ... ولا تتحدثي معي بهذا الشكل .... وبالنسبه لما قلتيه فلن يؤثر بي بتاتا ... نعم انا الاحقكِ وسوف اظل هكذا ... حتى أنالك كما اريد ..."
" ارجوك يا رامي ... اتوسل اليك لا تفعل هذا ... ابتعد عني ارجوك ..." قالتها برجاء بينما حدثها قائلا بلا مبالاة " كلا لن ابتعد ... ليس كل شيء يجب ان يحدث كما تريدين ... الان اصبحت تريدينني ان ابتعد عنك ... في السابق لم يكن رأيك هكذا ..."
" ارجوك ... اذا سيف علم بما يحدث بيننا لن يرحمني ابدا ... اقسم لك انه سوف يقتلني بدم بارد ... وانت تعلم هذا جيدا ... "
ثم أردفت ببكاء " ارجوك ارحمني يا رامي ... سيف سوف يذبحني اذا رأنا سويا او علم بما بيننا ... والله سوف يذبحني ..."
دفعها بعيد عنه وهو يقول " كان عليكِ ان تفكري بهذا من الاول اذا ... اما الان فلم يعد هناك مجال للندم ... لهذا لا تختبري صبري نهائيا ... لأني من الممكن ان اذهب بنفسي الى أخاك وأخبره بكل شيء ..."
قال كلماته تلك ثم خرج من المكتبه بينما وضعت ليان رأسها بين يديها وهي تبكي بحرقه و تشعر بان نهايتها أتت لا محاله فرامي يبدو انه لا ينوي تركها ابدا وسيف اذا علم بما فعلته في الماضي فلن يرحمها نهائيا فهي اكثر من تعرفه وتعرف مدى جنونه وغضبه اذا تعلق الامر بعائلة العمري
************************
" كل شيء على ما يرام سيد سيف ... لقد قمت بدراسة مبدئيه للمشروع ... ووضعت برأسي بضعة مخططات له ... وابتدأت بتجهيز البعض منها ..." قالتها جنا بجديه موجهه حديثها نحو السيف القابع خلف مكتبه ومعتز الجالس على الكرسي المقابل لها ...
" رائع يا جنا ... انتظر منك عمل مميز للغايه ... فقد اخبرني كريستيان بمدى مهارتك وإتقانك لعملك ... وانا واثق من هذا كثيرا ...."
" ثقتك بك شيء شيء يشرفني سيد سيف ... ان شاء الله سوف أكون عند حسن ظنك
 بي ..."
سألها سيف " هل ذهبت الى موقع المشروع ام بعد ..."
" بالتأكيد ذهبت ... لقد أخذني السيد معتز الى هناك ..."
" جيد ... هل هناك شيء معين تريدين الاستفسار عنه بما اني جئت ... او تحتاجين لشيء ما يخص العمل ..."
اجابته بابتسامه " لا احتاج الى اي شيء حاليا ... كما ان السيد معتز معي دائما .... وإذا احتجت اي شيء سوف استفسر منه ... فلا داعي لأزعاجك وانت مشغول بالتأكيد باشياء اخرى اهم "
" حسنا كما تريدين ... معتز لن يقصر بشيء بالتأكيد ..."
نهضت جنا من مكانها وهي تقول " هل تريد مني شيئا اخر سيد سيف ..."
" كلا يا جنا ... يمكنك الذهاب ..."
خرجت جنا من المكتب ونظرات كلا من سيف ومعتز تتبعها
حتى تحدث معتز اخيرا " ما رأيك يا صاح ..."
سيف بصدق " في الحقيقه لم تبالغ في وصفها ... فعلا كما قلت ... كتلة انثويه متحركه على الارض ..."
ثم أردف بخبث وهو ينهض من مكانه " لكن يا للخساره يبدو انها غير متاحه لي حاليا .."
" ماذا تقصد ..." سأله معتز بجديه بينما اقترب سيف منه منحنيا اتجاهه وهو يقول " لا تقل انك لم تلاحظ يا صاح ... الفتاة كادت ان تأكلك بنظراتها ... يبدو انها معجبه بك للغايه ... مبارك عليك يا معتز ... انتظر منك ان ترفع رؤوسنا مع هذه التي تشبه فرسه جامحه تنتظرك لترويضها .
في شركة النصار
اقتربت ليان من رنا السكرتيره الخاصه بسيف وهي تسألها " هل سيف موجود في مكتبه ؟"
اجابتها " نعم انسه ليان ... موجود في مكتبه ..."
ذهبت ليان فورا ناحية مكتب سيف وولجت داخله دون ان تطرق الباب كالعاده ...
رفع سيف رأسه عن الملف الموجود امامه وهو يقول بتعجب" ليان ... مالذي جاء بك الان ..."
بينما هتف معتز الذي كان يجلس على الكرسي المقابل له قائلا بتهكم " بالتأكيد لديها مصيبه جديده ... ليان لا تتذكرنا الا في وقت المصائب ..."
لم تبالِ ليان بما قاله معتز بل تحدثت بهدوء قائله " لدي طلب بسيط منك ..."
عقد حاجبيه بتساؤل قائلا " ماذا تريدين يا ليان ..."
اجابته وهي تفرك يديها بتوتر " اريد منك ان تعين لي حارس شخصي يرافقني في جميع مشاويري ..."
سألها سيف باستغراب " لماذا ..."
حاولت ان تبعد التوتر عنها حتى لا يشك في أسباب طلبها هذا فأجابته بنبرة ثابته " اشعر ان هذا أفضل لي يا سيف ... وجود حارس معي سوف يحميني من اعدائنا الذين يترقبون اي فرصه للايقاع بنا ..."
سألها بنظرات مشككه " هل هذا هو السبب فعلا يا ليان ام هناك شيء معين تخفيه عني ..."
تحدث معتز هذه المره بدوره قائلا بسخريه " الم تفهم بعد يا رجل ... اختك تريد هذا الحارس لتجذب الأنظار لها ... حتى يتحدث زملائها في الجامعه عنها وعن مدى ثرائها ... الا تعرف ليان وطريقة تفكيرها ..."
حدجته ليان بنظرات حانقه ثم عادت تتحدث بجديه " اسمعني يا سيف ... انت تعرف ان لدينا الكثير من الأعداء والكارهين ... وبصراحة انا اصبحت اخاف كثيرا من هذا الوضع ... اشعر انه في اي لحظه قد اتعرض للخطف او الاعتداء ... لهذا وجدت ان الحل الوحيد للتخلص من قلقي وخوفي الدائم هو ان اجلب حارس شخصي يحميني ويدافع عني اذا ما حدثت مشكله معي ..."
قال سيف بتفهم " حسنا... لك ما تريدين يا ليان ... منذ صباح الغد سيكو لديك حارس شخصي يرافقك طوال الوقت ..."
ابتسمت وهي تقول بارتياح " اشكرك كثيرا يا سيف ... يجب ان اذهب الان ... "
سألها سيف بعدم تصديق " الم تطلبي مني الاموال قبل ذهابك ..."
هزت رأسها نفيا وهي تجيبه بخفة " كلا لا اريد ... ما زال لدي ما يكفيني من الاموال ...عندما احتاج سأخبرك بالتأكيد " ثم خرجت من المكتب متجهه نحو القصر ....
تطلع سيف الى معتز الماثل امامه ثم حدثه بارتياب " ليان لا تعجبني يا معتز ... اشعر ان هناك شيء ما تخفيه عني ..."
" شيء مثل ماذا ..." سأله معتز بتعجب فأجابه سيف بتكهن " لا اعلم ... لكنني متأكد انها تخفي شيئ عني ... والا ما كانت لتطلب شيء كهذا ..."
" انت تتوهم يا سيف ... انت اكثر من يعلم مدى حب ليان للمظاهر ... وقد وجدت في الحارس الشخصي شيء جديد يلفت الانتباه اليها ..."
تمتم سيف بعدم اقتناع " معك حق ..."
تحدث معتز بتساؤل
" نسيت ان اسألك ... ماذا فعلت بيارا ... علمت انك انهيت مهمتها معك ..."
اجابه سيف بخبث " لم افعل شيئا مهما ... فقط ارسلتها الى قبرها بمساعدة قصي العمري بالطبع الذي أوصلها بنفسه الى هناك ..."
سأله معتز قائلا " حقا ... كيف ؟..."
" أرسلت تسجيل صوتي يخصها الى قصي وفضحتها امامه ... "
" تسجيل ماذا ..."
" تسجيل لحديثنا في اول لقاء لنا عندما طلبت منها ان تعمل جاسوسه لديه ..."
" يا لك من مصيبه يا رجل ... ماذا كان سيحدث لو تركتها وشأنها مثلا ..."
" منذ ومتى وانا اعفو عن الخائنين يا معتز ..." اجابه سيف بجديه ثم أردف بسخريه " الغبيه صدقت بكل حماقه انني تركتها هكذا بلا مقابل ... لم تكن تعلم ما ينتظرها مني ..."
ما ان اكمل جملته هذه حتى ُفتح الباب ودلف منه أسد متقدما ناحية سيف ...
نهض معتز من مكانه وهو يهتف به بتساؤل " اين كنت يا رجل طوال الفتره الماضيه ... اختفيت هكذا فجأة دون ان تخبرني حتى ..."
اجابه سيف بالنيابه عنه " انا من أرسلته في مهمة مستعجله فلم يجد الوقت لأخبارك ..."
" مهمة ماذا ..." سأله معتز بعدم فهم بينما تقدم اسد واعطى ملف اسود اللون لسيف والذي اخذه منه وفتحه على الفور ليقرأ محتواه ...
أغلق سيف الملف بعد ان قرأ ما في داخله ثم تحدث قائلا " كما توقعت ... لم يكن ظني خاطئا اذا ..."
ثم أعطى الملف الى معتز وطلب منه ان يقرأهه جيدا ...
اتسعت مقلتي معتز بصدمه وهو يقرأ محتوى الملف ثم أغلقه ورماه على المكتب وهو يقول " ما هذا يا سيف ... منذ متى وانت شاك بهذا ... "
اجابه بجديه " وصلتني اخبارية من جماعتنا في الخارج يحذرونني من شيء كهذا ... قمت بتحرياتي وتأكدت من تحذيراتهم ... كنت اعلم بهذا منذ حوالي شهرين ...."
" شهرين ولم تتحدث ! والآن ماذا سنفعل ..." سأله معتز بجديه
فأجابه سيف قائلا " الان هذا عليك يا معتز ... انت من سيفعل القادم ... لهذا اسمعني جيدا وركز فيما أقوله ..."
وجه معتز انتباهه ناحية سيف والذي بدأ يسرد عليه مهمته القادمه
****************************
في قصر العمري
هبط رامي من سيارته متجها الى داخل القصر ... دلف الى الداخل بعد ان فتحت له الخادمه الباب ثم ارتقى درجات السلم متجها ناحية غرفته في الطابق العلوي ... في طريق ذهابه الى غرفته وجد والدته تقترب منه وهي تهتف به قائلا " رامي ... ماذا تفعل هنا... أ ليس من المفترض ان تكون في الشركة في هذا الوقت ..."
اخذ نفسا عميقا لتخفيف غضبه من هذه السيده التي تتعامل معه كطفل صغير وتتدخل في جميع تصرفاته ثم استدار نحوها مجيبا اياها " جئت هنا لأستريح قليلا ... هل توجد في مشكله في هذا ..."
تحدثت مونيا بضجر " لا ينفع هذا يا رامي ... يجب ان تلتزم بعملك هناك اكثر ... هذه شركتك ايضا ... لماذا لا تكون مثل قصي ... بسبب تكاسلك هذا لم تستطع ان تشاركه في الادارة ..."
زفر رامي في غضب وهو يقول " الا تملين من هذه الأحاديث يا امي ... لماذا انت منشغله في موضوع الادارة الى هذا الحد ... طالما قصي يدير الشركات بشكل جيد ويحافظ على اموالنا ويزيد منها فلماذا تصرين ان أشاركه فيها ..."
اجابته مونيا بجديه " يا بني انا اقول هذا من اجلك ... انا اثق جيدا بقصي ... ولكن لا اريد لك ان تكون دائما في الخلف ... لا اريد ان يظل اسمك وراء اسمه دائما ... أريدك ان تثبت وجودك انت ايضا ... في الأخير انت شريكه في النصف من هذا الشركات ..."
قاطعها رامي بحزم " اعلم هذا جيدا ... لكن سأقولها للمره الاخيره ... لا تتدخلي باي شيء يخص أمور العمل ... انا وقصي متفقين منذ وقت طويل حول هذه المواضيع ... و محددين مهام خاصه لكل منا ... اريحي نفسكِ انتي وركزي في امورك الخاصه ..."
اجابته باقتضاب " كما تريد ..."
ثم ابتعدت عنه متجهه الى الطابق السفلي بينما اتجه رامي ناحية غرفته ...
دلف رامي الى غرفته ثم أغلق الباب خلفه ... تقدم ناحية خزانته وفتحها ثم اخرج منها محفظه جلديه متوسطه الحجم ... فتح المحفظة واخرج منها شريحة سوداء صغيره ... اتجه ناحية حاسوبه الشخصي الموجود على السرير ثم وضع الشريحة في المكان المخصص لها وضغط على زر التشغيل ...
ابتسم بخبث وهو يشاهد بعينيه الفيديو المعروض امامه ثم عاد بذاكرته الى الخلف وتحديدا منذ حوالي اكثر من ثلاث سنوات
حيث كان موجود في سهرة خاصه دعاها له اخو صديقه المقرب والذي دعا فيها ايضا العديد من معارفه وأصدقائه كما اعتاد ان يفعل بشكل دائم ...
كان واقفا يتحدث مع صديقه وأخوه باندماج حتى دلفت هي الى الحفله مع فتاة اخرى اتضح فيما بعد انها صديقتها المقربه وقد عرفها على الفور فهي ابنة واخت ألد أعداءه ... وجدها تقترب هي وصديقتها ناحيتهم بينما اندفع اخو صديقه للترحيب بهم ...
عرفها بعد ذلك على اخوه ثم عرفها عليه وهو يقول " وهذا رامي العمري ... صديق اخي المقرب ..." ثم وجه حديثه نحو رامي قائلا " أعرفك رامي ... هذه الانسه ليان النصار وصديقتها زينه ..."
مد يده ناحيتها وهو يحييها بهدوء قائلا " اهلًا انسه ليان ..."
بالكاد لامست طرف يده بيدها التي مدتها بعد تردد ثم اجابته بنفور وملامح واجمه مستاءه فيبدو انها عرفته هي الاخرى " اهلًا بك ..."
كان هذا اول لقاء جمعها به لكنه لم يكن الأخير ... لقاء حدد هو بنفسه بدايته وسوف يسطر هو ايضا نهايته بكل تأكيد ...
أغلق حاسوبه الشخصي ثم اخرج الشريحة من مكانها وهو ينظر اليها بسخريه قائلا " يا ترى ماذا سوف يكون موقف سيف النصار حينما يرى اخته المدللله بهذا الوضع المشين ..."
**************************
في صباح اليوم التالي
استيقظت رغد من نومها لتجد سيف واقفا امام المرأة يغلق آزرار سترته بعد ان اكمل ارتداء ملابسه ...
التفت سيف لها وهو يقول بابتسامه " صباح الخير جميلتي ..."
ثم اقترب منها وقبلها على شفتيها كما اعتاد ...
" صباح النور ..." قالتها بابتسامه هي الاخرى ثم هبت من مكانها مسرعه وهي تقول " انتظرني ... سوف أرتدي ملابسي واذهب معك ..."
اوقفها سيف بسرعه قائلا " كلا انتظري ... "
سألته قائله " ماذا ؟..."
اجابها سيف بهدوء بعد ان زفر نفسه " لا داعي ان تذهبي الى الشركة بعد الان ..."
عقدت حاجبيها بتعجب ثم سألته بعدم فهم " ماذا تقصد ... "
استرسل في كلامه قائلا بجديه " هناك مهندسه جديده جائت ... هي من ستمسك مشروع القريه السياحيه "
حملقت به بعدم تصديق ثم سألته " وماذا عني ؟ ..."
" ما بك انت ... انت بالأساس لست بحاجه الى العمل ... استمتعي بوقتك هنا ... هناك اشياء كثيره تفعلينها ... الا تريدين ان ترتاحي قليلا من ضغط العمل ..."
مطت شفتيها وهي تقول بنبرة هادئه " معك حق ..."
ابتسم لها بخفوت ثم ربت على وجنتيها قائلا " كنت اعلم انك سوف تفرحين بهذا ..."
اقتربت منه فجأة و قبضت على ياقة قميصه بيدها وهي تهتف به بعصبيه " ماذا تظن نفسك انت ... تجلبني من فرنسا الى هنا حتى اكتشف بان ليس هناك عمل ينتظرني ... تريدني ان اجلس في الشقه وانتظرك حتى تعود لي مساء وتضحك علي بكلامك المعسول وقبلاتك ... هل تظنني جاريه لديك وانا لا اعلم ..."
" رغد كفي عن هذه التصرفات الجنونية ..." زمجر بها غاضبا بينما شددت هي من قبضة يدها قائله " جنون ... انت لم تَر الجنون على اصوله بعد ... انظر الي يا سيف ... انا رغد وانت اكثر شخص يعلم مدى جنوني ... لا تستفزني بتصرفاتك حتى لا تنال من جنوني هذا الكثير ..."
" حسنا اهدئي واجلسي لنتفاهم ..." قالها بنبرة ناعمة محاولا ان يلطف الأجواء بينهما الا انها قالت بإصرار " الان سوف تذهب وتخبر مهندستك السخيفه تلك بان لا علاقة لها بهذا المشروع .... انا المسؤوله الوحيدة عنه ... "
" رغد افهمي ما قلته جيدا ..."
" ماذا سوف افهم ... اسمعني يا سيف انا جئت الى هنا من اجل هذا المشروع ... ولن أتحرك من هنا دون ان أنفذه ... هل فهمت ؟..."
" كفي عن تصرفاتك السخيفه يا رغد ... لنتحدث بصراحه ... كلانا يدرك سبب مجيئك الأصلي الى هنا ... لا تتصرفين وكأنك لا تفهمين شيء مما يدور حولك ..."
" انا سخيفه يا سيف ... " قالتها بغضب ثم استطردت في حديثها قائله " انا لا افهم لماذا جلبت هذه المهندسه طالما انا موجوده .... لماذا تريد منها ان تمسك المشروع بدلا مني ...."
اجابها بصراحه " تريدين ان تعرفين السبب يا رغد ... سأجيبك اذا ... جنا هي المهندسه الاصليه للمشروع يا رغد ... رشحها كريستيان منذ اول يوم قررنا فيه ان ننفذ هذا المشروع على ارض الواقع .... من قبل حتى ان أاتي الى فرنسا واراك ... واخترناها لانها مهندسه رائعه ذات كفاءه عاليه كما انها تحمل شهادة دكتوراه في مجال الهندسه ... هل هذه الأسباب كافيه بالنسبه لك ام تحتاجين المزيد ..."
حملقت به بعدم تصديق وهي تقول " اللعنه عليك ... كنت تكذب علي انت وصديقك بشأن المشروع ... كنتما تتلاعبان بي منذ اول يوم ..." ثم أردفت بإصرار قائله " ما قلته لن يغير شيء يا سيف ... انا لن أتنازل عن هذا المشروع ابدا ... افهم هذا جيدا ..."
قال بلا مبالاة وهو يحمل هاتفه الذي بجانبه " افعلي ما تريدينه يا رغد ... لن تستطيعي ان تغيري اي شيء ... جنا بدأت في تنفيذ المشروع رسميا ..." ثم خرج من الغرفه تاركا اياها تغلي من شده الغضب ... ضربت الارض بقدميها ثم حدثت نفسها بعصبيه قائله " حسنا يا سيف ... سوف اريك من هي رغد ... ليست رغد من تسكت عن شيء كهذا ابدا ...."

بعد حوالي ساعة
اقتحمت رغد الشركة بغضب ثم ذهبت نحو مكتبها وفتحت الباب بعصبيه وولجت الى الداخل لتتفاجئ بجنا جالسه على مكتبها وتعمل عليه ...
نهضت جنا بتعجب من هذه الفتاة التي اقتحمت مكتبها دون استئذان فسألتها باستغراب قائله " من انت ..."
تأملتها رغد مليا بعينين متسعتين وهي ترى جمالها الصارخ والذي ادركت من خلالها انها لا تحمل أية من مقومات الجمال اذا وقفت بجانب تلك المدعوه بجنا ...
اما المصيبه الأكبر فكانت ملابسها التي تتمثل بفستان احمر طويل للغايه يصل الى كاحلها بلا أكمام ترتدي فوقه ستره سوداء من الفرو مع حذاء اسود ذو كعب عالي بالرغم من انها طويله للغايه ... بينما تنساب خصلات شعرها الحريري الى الخلف مغطيه ظهرها بالكامل ...
ولا إراديا عقدت رغد مقارنه بين جنا وبينها بملابسها المتمثله بجينز ازرق عريض مع بلوزه سوداء ترتدي فوقتها سترة صوفية سوداء ايضا اما شعرها فربطته على شكل ذيل حصان وارتدت في اقدامها حذاء رياضي ابيض ... فكانت تبدو شفافه غير مرئيه امام جنا بطلتها الانيقه للغايه ...
تقدمت رغد منها وهي تأمرها قائله " لملمي أغراضك واخرجي من هنا حالا ... هذا مكتبي ولا اسمح لأحد غيري باستعماله ..."
اجابتها جنا بسخريه " حقا ! ومن قال هذا يا انسه ...."
ثم هتفت بتساؤل " عفوا ماذا اسمك ..."
اجابتها رغد بحده " لا دخل لك باسمي ... نفذي ما قلته فورا ..."
فقالت جنا بتحدي " وإذا لم أنفذه ماذا ستفعلين ..."
اقتربت رغد منها ثم قبضت على ذراعها وهي تبعدها عن المكتب قائله " يبدو انك لا تفهمين ما أقوله ... طالما لا تخرجين من المكتب سوف أخرجك بنفسي ..."
أبعدت جنا ذراعها من قبضة رغد ثم قالت بعصبيه " يبدو انك مجنونه حقا ... كلامي ليس معك ... سأذهب الى السيد سيف ليتصرف معك ..."
ثم خرجت من المكتب بغضب وهي تتجه ناحية مكتب سيف وتبعتها رغد هي الاخرى ...
دخلت جنا الى مكتب سيف ورغد ورائها فنهض سيف من مكانه بغضب شديد وهو يرى رغد التي لم تستمع الى كلامه و جائت الى الشركة رغما عنه...
" ماذا يحدث هنا ..." قالها سيف بحده موجها حديثه لكلتيهما بينما تحدثت جنا بسرعه قائله " سيد سيف ... هذه المجنونه اقتحمت مكتبتي وطردتني منه ..."
" انا لا اسمح لك ان تتحدثي عني هكذا ... هل فهمتِ ..." قالتها رغد وهي تكز على أسنانها بعصبيه بينما اجابتها جنا بسخريه " تصرفك قبل قليل لا يصدر سوى عن واحده مجنونه ...."
قبضت رغد على يدها وعصرتها بقوه وهي تصيح بها " احترمي نفسك ولا تقللي أدب ..."
صاحت جنا هي الاخرى قائله " انا قليلة أدب ايتها المعتوهة ..."
ثم بدأت كلتاهما يتشاجران ويوجهان الاهانات والشتائم لبعضهما تحت انظار سيف المشتعله غضبا ...
ضرب سيف على مكتبه بقوة وهو يصيح بهما باعلى صوته قائلا " يكفي ...."
توقفت كلتيهما عن العراك بينما دلف معتز في هذه اللحظه الى الداخل وهو يقول بتعجب " ماذا يحدث هنا يا سيف ... أصواتهما وصلت الى اخر الشركة ..."
اجابه سيف وهو يرمق كلتيهما بنظرات متوعده " تعال يا معتز ... وجد لي حلا مع هاتين الاثنتين ..." ثم قص سيف لمعتز سبب المشكله باختصار ...
" حسنا انسه رغد ... انت بإمكانك ان تمسكي مشروع اخر بدلا من هذا ... الشركة لديها مشاريع اخرى كثيره ..." قالها معتز بتودد وهو يحاول ان يحل المشكله وينهي هذه الصراع بينما تحدثت رغد بإصرار " انا جئت هنا من اجل هذا المشروع ... ولن أنفذ سوى هذا المشروع ..."
صرخ سيف بها قائلا " لا تعاندي يا رغد ..." الا ان معتز قاطعه قائلا بدبلوماسية " حسنا طالما انت مصره فانا لدي حل اخر ... بإمكانك مساعدة الانسه جنا بالمشروع ..."
" انا غير موافقه ... انا لم أاتي الى هنا لأعمل مساعده لدى احد ..." قالتها رغد بجديه بينما تحدثت جنا قائله " وانا ايضا غير موافقه ..."
ثم أردفت بغيظ " انا من المستحيل ان اتعامل مع هذه المجنونه ابدا ..."
" احترمي نفسك ايتها المتخلفه ..." صاحت بها رغد بعصبيه وهي تكاد تنقض عليها فهتفت بها جنا قائله " انا متخلفه ايتها الحقيره ..."
وهذه المره كادت كلتيهما ان تتضاربا بالأيادي الا ان معتز أنقذ الموقف فورا وهو يصيح بهما بصوت حازم " اصمتا أنتما الاثنتين ... انا لدي حل سوف يرضي جميع الأطراف ... ويحل هذه المشكله بشكل نهائي ..."
نظرت كلتيهما الى معتز بترقب بينما استدار سيف ناحيته وهو يشعر بعدم الارتياح لما سيقوله معتز ... فاي حل سوف يرضي هاتين المجنونتين اللتان على وشك ان يفتكا ببعضهما ...
*****************************
اقترب قصي من يارا التي كانت نائمة بعمق غير واعيه لما يدور حولها ...فتح غطاء قنينة ماء كان يحملها بيده ثم سكب الماء الموجود فيها فوقها ... انتفضت يارا من نومتها فورا برعب ثم نظرت الى قصي الواقف امامها بارتباك وخوف شديدين ...
" ما هذا النوم كله يا انسه يارا ... الساعه قاربت الثانيه ظهرا ... استيقظي يا حلوتي ... النوم الكثير مضر بالصحه ... وانا اريدك بكامل صحتك الفتره القادمه .." قالها قصي بسخريه بينما نهضت يارا من مكانها وجسدها يرتجف كثيرا بعد ان بلله قصي بالماء ...
تحدثت يارا بقلق " ارجوك ماذا تريد ..."
" طبعا انت الان تتسائلين عن سبب مجيئي لك بعدما تركتك طوال الأيام الفائتة هنا دون ان ازورك مره واحده ..."
ثم سألها بسخريه " بالتأكيد كنت مرتاحه من دوني تلك الأيام الفائتة ... قوليها يا حلوتي ... لا تخجلي ..."
هزت يارا رأسها نفيا ثم قالت برجاء حقيقي " ارجوك هذا يكفي ... لقد تعبت ..."
تحدث قصي بأسف مصطنع " لا تقولي هذا يا حلوتي ... ما زال الوقت على التعب مبكرا ... فانت تنتظرك ايام طويله من التعب والهلاك ان شاء الله ..."
ثم أردف قائلا " المهم اخبريني هل ارتحت في السكن هنا ...."
جالت يارا ببصرها حول هذا المكان الذي قضت فيه الأيام الفائتة وتحديدا منذ خروجها من المشفى بعد ان تعافت بشكل تام والتئم جرحها بالكامل ...فجلبها قصي اليه والذي لم يتركها لوحدها لحظه واحده في المشفى فقد وظف حارس خاص يقف امام باب غرفتها حتى لا تستطيع الهروب نهائيا وقد ساعده كوّن صاحب المشفى صديقه المقرب ... وعندما جائت الشرطة لأخذ أقوالها اضطرت ان تخبرهم تحت تهديده انها اصيبت بالخطأ حيث كان قصي ينظف مسدسه فخرجت منه رصاصه بالخطأ نحوها وبالرغم من عدم اقتناعهم بما قالته الا انهم لم يستطيعوا ان يفعلوا شيء امام اصرارها ...
اختار قصي ان يجلبها الى نفس المكان الذي ضربها بالرصاص به وكأنه مصر على تذكيرها بتلك الواقعه المشؤومة وترك معها رجلين ضخمين للغايه يراقبونها طوال الوقت ويجلبان لها الطعام والشراب بشكل مستمر ... ايام طويله قضتها وحيده مذعورة بهذا المكان المهجور والبالي ...
اجابته اخيرا على سؤاله بنبرة هازئه " ما هذا السؤال سيد قصي ... بالطبع ارتحت كثيرا في مزبله كهذه ..."
" هذه المزبله اكثر ما يليق بك ..." قالها بحده مما جعلها تحمر غضبا فأجابته بسلاطه " لا اسمح لك بإهانتي ... لا اسمح لك ابدا ...."
قبض على ذراعها بعنف وهو يقول " هيا اظهري لسانك السليط من جديد ..."
ثم حدثها بجديه قائلا " على العموم لدي خبر جيد لك ..."
حدجته بنظرات متسائله قلقه بينما استطرد هو في حديثه قائلا " اليوم سوف تخرجين من هذه المزبله ..."
" حقا ..." قالتها بعدم تصديق ثم سرعان ما تذكرت حقيقة انه لم يتركها بهذه السهوله وانه بالتأكيد لديه مصيبه اخرى يحضرها لها فسألته بتوجس قائلا " وماذا ستفعل معي بعدما تخرجني من هنا ... ماذا تحضر لي سيد قصي ... ما هو عقابي القادم ..."
"يعجبني ذكائك يا يارا الذي لاحظته فورا منذ اول مره رأيتك فيها ... من الجيد انك تدركين ان هناك عقاب ينتظرك مني ... لهذا سوف اخبرك ما قررته بشأنك ..."
ثم استطرد في حديثه قائلا " لقد فكرت جديا في أفضل عقاب لك ... فانا بالتأكيد لن اتركك تفلتين مني بلا عقاب بعد خيانتك لي ... و بما انه حظك كان كبير ولم تموتِ في رصاصتي قررت ان استبعد قتلك هذه المره من انتقامي .. وبعد تفكير طويل لم اجد منك سوى شيء واحد يفيدني في هذا الموضوع ..."
تطلعت اليه بنظرات مترقبه مرتعبه بينما تقدم منها اكثر حتى بات الفاصل بينهما يكاد يختفي ثم قال " جسدك ..."
ارتعبت أوصالها بشده وهي تتراجع الى الخلف بحركة لا اراديه " ماذا تقصد ..." قالتها بتلعثم بينما اقترب نحوها اكثر حتى حاصرها بين يديه قائلا " قبل قليل نعتك بالذكيه ... ماذا جرى الان ..."
ثم أردف قائلا " اريد جسدك يا حلوتي .... سوف اعتبره تعويض لي يا يارا عن خيانتك لي ... وعن دفاعي عنك وقتلي لزوج والدتك من اجلك ...."
تحدثت يارا ببكاء " ارجوك لا تقل هذا ... انا لست هكذا ..."
صرخ بها قائلا " لا تمثلي علي دور الشريفه الان ... كلامك هذا لن يؤثر بي ..."
" ارجوك سيد قصي ... لا تفعل بي هذا ... انا لستُ من هذا النوع ... اقسم لك ... انا لا استطيع ان افعل ما تقوله ..."
قال قصي بسخريه " نعم لا تستطيعين ... انت فقط تسرقين ، تكذبين ، تتجسين ... لكن شيء كهذا حاشا لله ان تفعليه ..."
هزت يارا رأسها نفيا وهي تقول بتوسل " كنت مجبوره حينها ... اجبرني سيف على هذا بعد ان سرقت بضعة أموال منه ... والله كنت مجبوره يا سيد قصي ... لكنني ندمت على ما فعلته ... اقسم لك انني ندمت ..."
قصي بتهكم " هل تظنين ان كلامك هذا سوف يشفع لك ... كان بامكانك اخباري بهذا ... لو كان لديك ذرة ندم لكنت اخبرتني بهذا على الأقل بعدما دافعت عنك وأنقذتك من الموت والاغتصاب ... لكنك لم تفعليها ... أتعلمين لماذا ؟ لانك طماعه حقيره ... خسيسة النفس ... وتريدين مني الان ان أتعاطف معك ... "
" ارجوك ارحمني ... اتوسل اليك ..."
ابتعد عنها قصي ثم حدثها بجمود قائلا " كلمة الرحمه ليست موجوده في قاموسي ... سوف تأتين معي الان يا يارا ... ومنذ الان فصاعدا سوف تصبحين عشيقتي ..."
" كلا لن أاتي معك ..." قالتها يارا ببكاء الا انه لم يهتم لها ... قبض على ذراعها وجرها خلفه الا انها قاومته بقوه وضربته عدة مرات حتى اضطر بالاخير الى ان يحملها بين ذراعيه ويدخلها في سيارته عنوه عنها غير آبه لبكائها وتوسلاتها

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-