Ads by Google X

رواية الشيطان حينما يعشق الفصل الثامن


 (الفصل الثامن)
في صباح اليوم التالي
فتحت عينيها بتعب وهي تناظر المكان حولها بلا ادراك ... نهضت وجلست نصف جلسة وهي تحدق في المكان بتعجب شديد سرعان ما تحول الى رعب وهي تتذكر ما حدث معها منذ ساعات ... عندما انتهت من تجهيز أغراضها وحملت حقابئها وخرجت من الفندق متجهه نحو المطار ... اقتربت من سيارة الأجرة التي كانت تنتظرها امام مدخل الفندق فوضعت حقائبها فيها ثم جلست في الخلف لتتفاجئ بشخص ما يقتحم السيارة ثم يرش في وجهها شيء غريب أفقدها وعيها فورا ... انتفضت من مكانها فورا حالما تذكرت هذا ... تطلعت الى ملابسها وهيئتها بحذر ثم زفرت براحه وهي تتآكد من كونه لم يستغل غيابها عن الوعي ويفعل لها شيء سيء ... " فعلها الحقير ..." قالتها لنفسها بغضب شديد ثم خرجت من الغرفه لاستكشاف المكان من حولها ... كانت شقة راقيه تتكون من ثلاث غرف للنوم ومطبخ واسع كبير انيق للغايه ... تقدمت من غرفة الجلوس والتي كانت واسعه وفخمة جدا لها شرفة تطل مباشرة على البحر ... " ذوقه رفيع ..." قالتها بتهكم وهي تتجه نحو الباب ... حاولت فتحه الا انها فشلت بالتأكيد ... شعرت بمدى غباء تصرفها فهو بالطبع لن يترك باب الشقه مفتوح لها لتدخل وتخرج كما تشاء ... عادت مره اخرى الى غرفة النوم لتفتش في أغراضها فوجدت ان هاتفها غير موجود ولا حتى حاسوبها الشخصي اما باقي أغراضها فموجودة كما هي ... دق ناقوس الخطر في رأسها وهي تتذكر جواز سفرها فعادت لتبحث عنه الا انها لم تجده ... جلست على السرير وهي تضع رأسها بين يديها ولأول مره في حياتها تشعر بالعجز عن التصرف الصحيح اللازم في هكذا موقف ...
نهضت من مكانها وبدأت تدور في الغرفه عده مرات حتى جذب انتباهها تلك القطع الممزقه المرميه في القمامه ... ذهبت بسرعه اتجاهها وأخرجتها لتجده كما توقعت جواز سفرها ممزق بالكامل ... اشتعلت نيران الغضب في داخلها وهي ترى فعلته الحقيره تلك ... شعرت برغبة كبيره في تحطيم جميع الأشياء التي حولها فشعور الغضب الذي يحتلها كان شديد للغايه ...
انطلقت مره اخرى ناحية باب الشقه ثم بدأت تضربها بقبضة يدها بعصبيه جارفه وهي تصرخ بصوت عالي ان يفتح لها الباب ... كانت تتصرف بجنون وعصبية غير واعيه بكونه غير موجود بقربها ليسمعها ... ظلت على هذا الحال لفترة
طويله تضرب الباب بيدها وتصيح عاليا حتى تفاجئت بالباب تفتح في وجهها بقوة مما جعلها ترتد الى الخلف بسرعه لتراه واقفا أمامها ينظر اليها بهدوء تام ...
ركضت اتجاهه بانفعال ثم بدأت تضربه على صدره بقوة وهي تصرخ به قائله " أيها المتخلف الخسيس ... كيف تفعل هذا بي ... " كان واقفا أمامها ببرود تام غير آبه لصراخها أو ضرباتها المتتالية ...
ابتعدت عنه وهي بالكاد تستطيع أخذ انفاسها بسبب انفعالها الزائد وعصبيتها المفرطه ... تحدثت بصوت ثائر " انت حقا شخص حقير ..." صفعها بقسوة على وجهها حتى شعرت بالدماء تملأ فمها ... وضعت يدها على خدها بعدم تصديق ... لقد صفعها بكل عنفة ... طوال سنوات عمرها الخمسة وعشرون لم يتجرأ احد على ضربها معها ليأتي هو ويفعلها بكل صلافه ... أبعدت كف يدها عن وجهها وهي تنظر له بحقد شديد " انت احقر وأبشع شخص رأيته في حياتي ..." باغتها بصفعه اخرى على وجهها ثم قبض علي وجهها بين يديه وهو يقول بغضب عاصف " كلمة اخرى ... وسوف أضربك بطريقة لم تريها طوال حياتك ... طريقة لن تترك من جسدك جزء واحد سليم حتى ..."
انقضت عليه بقوة اكبر وكأن ضربه لها بهذا الشكل المهين لم يخيفها بل زادها حدة وهياج ... كانت تضربه بكل طاقتها وهي تردد كلمة حقير طوال الوقت حتى دفعها بقوة بعيد عنه مطيحا بها أرضا مما جعلها تصرخ بالم وهي تضع يدها على ظهرها الذي شعرت به ينقسم الى نصفين بفعل صلابة الارض وقوة دفعه لها ...

بعد حوالي نصف ساعة كانت جالسه على الكنبة رأسها منخفض للأسفل تعصر قبضة يديها بشده بينما دموعها تسيل على وجهها بقهر ... لقد رأت اليوم وجهه الحقيقي بلا تزويق ... رأته كما يجب ان تراه بكل غطرسة وعنفوان ... كانت تعرف انه بلا قلب ولا رحمه لكنها لم تظن يوما ان تجرب عنفه وقسوته معها بهذه ألطريقه ... وهاهي قد نالت منها ما يكفيها لتفهم كم هو إنسان مجرم و قاسي ...

صب كأس من العصير البارد له ثم تقدم اتجاهها وهو يجلس على الكنبه المقابله لها واضعها قدما فوق الاخرى ... تناول بعضا منه ثم وضعه على الطاوله وهو يحدثها بجديه " لم يكن عليك التحدث معي هكذا واغضابي يا رغد ..."
رفعت بصرها نحوه وهي تتطلع اليه بنظرات جامدة خاليه من المعنى بينما اكمل هو حديثه قائلا " ولم يكن عليكِ الهروب مني بهذه الطريقه أيضا ..."
" لماذا فعلت هذا ... لماذا منعتني من السفر ... لماذا مزقت جوازي ...."
قالتها بوجع وهي تشعر بدموعها تجمدت فوق وجنتيها بينما اجابها بهدوء قائلا " لأني لا أريدك ان تذهبي ... ما زال الوقت مبكرا للذهاب يا رغد ... "
انتفضت من مكانها بعصبيه وهي تهتف به ببكاء قائله " انت ماذا تظن نفسك ... انا لست بلعبه في يدك تحركها كيفما تشاء ... تجعلها عشيقتك التي تلبي رغباتك بها ... تأخذ منها ما تريد ... وفالاخير ترميها بلا مبالاة ... انا لن أكون هكذا ابدا ... اريد ان اعود الى فرنسا يا سيف ... ارجوك اتركني وشآني ... اتوسل إليك ..."
" انسي هذا الموضوع تماما ... لا توجد عودة الى فرنسا الان ... انا أريدك ... انت ملكي انا ... سوف تكونين لي سواء قبلت أو رفضت ... انت لي بكل الأحوال ... ولا مجال للتحرر مني والعوده الى فرنسا حتى أقرر انا ذلك ... "
قالها بنبرة حازمه لا تحتاج للجدال فوقفت هي تطالعه بنظرات باهته ووجه شاحب للغايه ... من الواضح انها وقعت في مصيدة تملكه الجنوني ولا يوجد مفر لها منه ...
اقترب منها على مهل ثم رفع ذقنها بين يديه و هو يطالع وجهها الناعم والذي احتلت خده الأيمن بقع حمراء نتيجه ضربه لها ... قرب شفتيه من مكان الكدمه ليقبلها بهدوء وهو يشعر بارتجافه جسدها على الرغم من محاولتها إظهار عدم تأثرها بما يفعله ... ابتعد عنها بعد لحظات ثم تحدث بصوت جدي للغايه " اسمعي ما سوف أقوله جيدا يا رغد ..."
رمقته بنظرات مبهمة وهي تستمع لحديثه الموجه اليها " فكره العودة الى فرنسا الان الغيها من رأسك تماما ... لن تعودي الى هنا حتى اسمح انا بهذا ... و لا انوي السماح لك بهذا في الفترة المقبله على الأقل ..."
ابتسمت له بسخريه دون ان تنطق بكلمة واحده حتى بينما استطرد هو في حديثه قائلا " انت الان أمامك خيارين لا ثالث لهما ... اما ان تتقبلي حقيقة انني أريدك وأنك لي ... وتتعايشي مع هذا الواقع بكل اريحيه ... خصوصا انك تحبينني ... وتريدينني كما انا أريدك تماما حتى لو أنكرت هذا امامي ... اما الخيار الثاني هو ان ترفضي ما قلته ... وتتصرفين معي كما فعلت منذ قليل ... تماطلين وتعاندين بلا فائدة ... وفِي الاخر سوف تكونين لي أيضا ... يعني لن تستفيدي شيئا بكل الأحوال ..."
لم تجيبه بكلمة واحده بينما اكمل حديثه قائلا " اذا نفذتي الخيار الاول ... فسوف يعود كل شيء لسابق عهده ... سوف اعود كما عرفتني الفترة السابقة ... بنفس تصرفاتي الهادئة المتفهمة ... سوف اصبر عليك كما فعلت في السباق ... ولن اقترب منك الا وانا متاكد انك ترغبين بهذا الاقتراب اكثر مني ... وأيضا سوف تعودين الى عملك معي و تأخذين حريتك الكامله ... اما اذا كان جوابك الخيار الثاني ... فحينها لن ارحمك نهائيا ... سوف تظلمين حبيسة هذا الشقه طوال الوقت ... لن تخرجي منها نهائيا الا معي حتى لا تفكري في الهروب بتاتا ... وسوف انالك حتى لو بالإجبار يا رغد ... وللاسف سوف أكون حينها مضطر لاستخدام أساليب اخرى معك لن تعجبك بتاتا ... أساليب لا أحبذ نهائيا ان تجربيها والكدمات التي في وجهك مثال بسيط عليها ..."
اكمل حديثه هذا ثم تقدم ناحية الطاوله ثم أخذ كوب العصير وتناوله على دفعه واحده ... وضعه على الطاوله مره اخرى ثم حمل سترته واتجه ناحية الباب ... توقف مكانه للحظه وهو يوجه حديثها اليها قائلا " فكري فيما قلته جيدا ... انتظر منك جواب نهائي غدا ... هاتفك وحاسوبك الشخصي معي .... لن أعيدها لك حتى اسمع جوابك المنتظر والذي تعرفينه جيدا ... "
ثم خرج من الشقه باكملها صافقا الباب خلفه تاركا إياها في صراع ناري بين خيارين اصعب من بعضهما ... وفِي كلاهما سوف تخسر أشياء كثيره وأهمها كرامتها وكبريائها
***********************************************
استيقظت تمارا صباحا وهي تشعر بتحسن كبير في صحتها ... خرجت من غرفتها واتجهت الى غرفة الجلوس لتتفاجئ بحازم نائم على الكنبه ... عادت لها ذكريات ليلة البارحه تدريجيا مما جعلها تبتسم بخفوت وهي تقترب منه وتوقظه برفق .... استيقظ حازم من نومته بعد ان هزته تمارا اكثر من مره ... ما ان فتح عينيه حتى نظر الى المكان حوله بتعجب ثم انتفض من مكانه وهو يرى تمارا أمامه فسألها قائلا " تمارا ... كيف أصبحت الان ..."
" بخير الحمد لله ... "
" لماذا نهضتي من السرير ..."
" لقد شعرت انني بخير ... فقلت لانهض واصنع لي فطور وأتناوله ... " ثم اكملت بخجل " انا أسفه حازم ...لقد تعبت بسببي البارحه كثيرا ..."
" لا تقولي هذا تمارا ... كما انني لم افعل شيء مهم لهذه الدرجه ... لقد قلقت عليك البارحه كثيرا ... هل انت متأكده انك بخير حقا ..."
هزت رأسها بابتسامه " نعم بخير للغايه ... اطمئن انت ... حتى انني سوف اذهب الان واعد لك فطور شهي للغايه ... " هز رأسه بتفهم وهو يشعر بالاطمئنان عليها ثم قال
" وانا سوف اذهب الى الحمام لأغسل وجهي ... "
" خد راحتك ... اعتبره منزلك ..." قالتها بابتسامه وهي تتجه نحو المطبخ لإعداد الفطور لكليهما ...

اخرجت ثلاث بيضات من الثلاجة ثم وضعتها في المقلاة واتجهت لإخراج بعض الأجبان ووضعتها على طاولة الطعام ... وجدت بضعة اكياس غريبه في الثلاجة في داخلها بعض الأطعمة فسألت حازم الذي دخل المطبخ قائله " هل انت من جلبت هذا لطعام ..."
" نعم ... جلبته من اجلك ... حاولت إيقاظك لتتناوليه ... لكنك لن ترضي ان تستيقظي ... ففضلت ان أتركك تكملين نومتك المريحة ..."
" في العادة نومي ثقيل للغايه ... فكيف اذا كنت مريضه ..." قالتها بسخريه ثم وضعت البيض المقلي في صحن زجاجي ووضعته على الطاوله ثم طلبت من حازم ان يجلس ليتناول فطوره فيما جلست هي على الكرسي الذي أمامه ...
كانا يتناولان طعامها بصمت تام قطعه حازم وهو يقول " البارحه كنت تهذين باشياء غريبه ..."
ابتلعت اللقمه الموجوده في فمها بتوتر حتى كادت ان تغص بها ... مسكت قدح الماء الذي أمامها وشربت قليلا منه ثم اعادته الى مكانها وهي تجيبه بتماسك مصطنع " حقا ... ماذا قلت ..."
" كنت تذكرين أسامي غريبه ... مثلا كنت تذكرين اسم سيف ... تقولين انه حقير وتشتميه ..."
حاولت الحفاظ على رباطة جأشها وهي تجيبه قائله " آه انه سيف ابن عمي ..." اجابته وهي تدعو ربها الا يشعر بكذبتها هذه ولا يشك بها ...
" حقا ..." قالها حازم بتعجب ثم اكمل قائلا " ومحمود من يكون ..."
ابتسمت بسخريه وهي تقول " يبدو انني ذكرت اسماء العائلي كلها ..." ثم اجابته بهدوء قائله " محمود كان زوجي ..."
اندهش لما قالته فقال بعدم تصديق" هل انت متزوجة ..."
" كنت ... كنت متزوجة ..." اجابته مصححه بينما اكمل هو قائلا " اذا مطلقه ..."
تطلعت اليه بصمت لعدة لحظات ثم تحدثت بجمود " لست مطلقه ... انا ارمله ..." ثم عادت بتركيزها الى الطبق الذي أمامها وهي تتظاهر انها منشغلة في تناول طعامها بينما ظل هو يرميها بنظرات مستهجنه ويشعر بان تمارا يلفها الغموض من جميع الاتجاهات
************************************************
تقدمت يارا من قصي وهي تحمل معها بضعة ملفات طلبها منها ... وضعتها أمامه بينما كان هو يقلب في حاسوبه الشخص بتركيز شديد ... ظلت واقفه أمامه ولم تتحرك مما جعله يسألها بجديه قائلا وتركيزه ما زال منصب على الحاسوب الذي أمامه " تحدثي يا يارا ... اعرف جيدا انك تريدين قول شيء ما ..."
تحدثت بارتباك " في الحقيقه ... انا ما زلت قلقه للغايه بسبب تلك الحادثة ..."
رفع بصره نحوها وهو يقول بجديه " لا اعرف لماذا انت قلقه هكذا ... انت خارج الموضوع أساسا ..."
" انا قلقه من اجلك سيد قصي ... لا ذنب لك لان تسجن بسببي ..." قالتها بصدق بينما ظل هو ينظر اليها بصمت لعدة لحظات سرعان ما تحول الى ضحكات عاليه أدهشتها كثيرا ...
توقف اخيراً عن الضحك وهو يقول " أعيدي ما قلته يا يارا ... أسجن ! ومن اجل من ... شخص مثل هذا الحقير ... اطمئني يا يارا ... لا يوجد شخص قادر على ان يسجنني نهائيا ... تأكدي من ذلك ..."

" حقا سيد قصي ..."
" حقا يا يارا ... "
ابتسمت بارتياح وهي تقول " الان فقط شعرت بالراحة ..."
حاول ان يتكلم مره اخرى الا ان دخول رامي قطع حديثه والذي كان يتجه نحوهم بملامح مضطربه مما جعل قصي يشعر ان هناك شيء ما يحدث ...
سأله قصي فورا " ماذا هناك رامي ... وجهك يقول ان هناك شيء سيّء حدث معك ..."
" عن إذنك سيد قصي ... سوف اعود الى عملي ..." قالتها يارا وهي تتجه نحو الخارج بينما تحدث رامي مجيبا قصي على سؤالي " ليس معي ... انها هايدي .... لقد اصطدمت سيارتها بحادث مريع للغايه ... وهي الان في المشفى بين الحياة والموت ..."
" ماذا ... " قاله قصي بعدم تصديق بينما اكمل رامي قائلا " كما أقول لك ... الصحف جميعها تتحدث عن هذه الحادثة ..."
نهض من مكانه فورا وهو يقول " يجب ان نذهب لزيارة رشاد الصاوي ... لا يجب ان نتركه في وضع كهذا ..." ثم لبس سترته وخرج من الشركة باكملها ورامي يتبعه ...
بينما كانت يارا جالسه على مكتبها في حالة صدمه ... لقد سمعت ما قاله رامي اثناء خروجها من الغرفه ... وعرفت فورا ان سيف هو من فعلها ... وهي من ساعدته على هذا عندما اعطته التسجيل ... شعرت بالم فظيع يغزو قلبها وهي ترى نفسها السبب في مقتل هذه الفتاة الشابه ...أخرجت هاتفها واتصلت بسيف الا انه لم يجبها مما اضطرها فالأخير الى إرسال رسالته له تخبره فيها انها تريد مقابلته حالا
*******************************************************
" ما معنى ما تقوله ... أجبني ..." زمجر سيف غاضبا وهو يقبض على ياقة قميص الرجل الذي أمامه والذي لم يكن سوى نفسه الرجل الذي نفذ حادثة هايدي ...
أبعده معتز عنه فورا وهو يحدثه محاولا ان يهدأ قليلا من ثورة الغضب الذي اعترته " اهدأ يا سيف ... لا يجب ان تتصرف هكذا ..."
" اهدأ ... تريد مني ان اهدأ يا معتز ... كيف اهدأ بعد جميع ما سمعته ... هايدي لم تمت يا سيد معتز ... هل تفهم ما معنى هذا ..."
" لقد فعلنا جميع ما بوسعنا سيد سيف ... "
" انت بالذات اخرس نهائيا ... لقد اعتمدت عليك أيها الغبي ... مهمه سخيفه كهذه فشلت في تنفيذها ..."
" سيف ليس هكذا ..." قالها معتز ثم اتجه ناحية الرجل وهو يحدثه قائلا " اذهب الان انت يا أكرم ..."
" حاضر سيد معتز ..." قالها أكرم بحنق ثم خرج من الغرفه باكملها بينما تحدث معتز قائلا " لقد زودتها كثيرا يا سيف ... لا يوجد احد يقبل ان تتحدث معه بهذه الطريقه ... "
" عفوا ... أعد ما قلته ... هل يجب ان أراعي حديثي مع السيد أكرم أيضا ..."
زفر معتز بغضب بينما اكمل سيف بجديه قائلا " هل تدرك حجم المصيبه التي تنتظرنا ... هايدي لم تمت يا معتز ... هايدي اذا استيقظت سوف تخبر والدها بما حدث معها ... يعني سوف نخسر الصفقه نهائيا ..."
" ليت الامر يتوقف على خسارة الصفقه ... بل اننا سوف نكسب عداوة جديده ... وهذه المره مع رشاد الصاوي .... "
" ما حالتها الصحيه بالضبط يا معتز ..."
" الأخبار التي وصلتني تقول انها دخلت في غيبوبه ... "
" باقي على الصفقه شهر واحد فقط ... هايدي لا يجب ان تستيقظ خلال هذا الشهر ... نأخذ الصفقه وبعدها لستيقظ كما تشاء ..."
اكمل ما قاله ثم نهض من مكانه فسأله معتز قائلا " الى اين ..."
اجابه قائلا " سوف اذهب الى رولا ... لا تنتظرني مساءا ... لأني سوف ابيت عندها ..."
هز معتز رأسه بتفهم وهو يتبع بنظراته سيف الذي خرج من الغرفه متجها نحو رولا
**************************************************
تقدم معتز نحو صالة الجلوس ليجد ليان جالسه على الاريكه تقلب في هاتفها المحمول ونورا جالسه امام المدفئه تلاعب الصغير ...
جلس بجانب ليان وهو يقول " كيف حالك ليان ..."
" أفضل منك بالتأكيد ..." قالتها بغرورها المعتاد ثم أردفت قائلة " معتز ... ما رأيك بهذا الفستان ..."
" وما دخلي انا بهذه الأشياء يا ليان ... هذا ما ينقصني ... اختار معك فساتينك أيضا ..."
" معقد ... بارد ... "
قرص إذنها بأصابعه وهو يقول " أعيدي ما قلته ..."
" اتركني معتز ... لم اقصد ما قلته ... "
" اعتذري فورا ..."
" حسنا ... انا أسفه ... اتركني ارجوك ..."
تركها بينما ظلت هي تفرك اذنيها و ترمقه بنظرات حاده لم يهتم لها بتاتا ...
مط شفتيه بلا مبالاة ثم اتجهت أنظاره ناحية تلك القصيرة الجالسه على بعد أمتار منه تلاعب سيف الصغير بكل حماس ...
ابتسم بخبث وهو ينادي عليها فالتفتت له وهي ترمقه بنظرات متسائله
" نورا ... أعدي لي الشاي فورا ..."
تطلعت اليه بنظرات غاضبه ثم اجابته بحنق " انا لست بخادمه هنا سيد معتز ... اطلب من احدى الخادمات ان تعده لك ..."
" هل تعاندينني يا نورا ... انهضي فورا و اعديه لي ... أريده جاهز خلال عشر دقائق ..."
اجابته نورا بتحدي " لقد أخبرني السيد سيف ان وظيفتي هنا هي الاهتمام بالصغير لا اكثر ... وانه غير مطلوب مني ان افعل اي شيء اخر ..."
" حسنا يا نورا ... هكذا اذا ... ليأتي السيد سيف بنفسه وانا سوف اخبره انك لا تطيعني أوامري ..."
" افعل ما تشاء ..." قالتها بعدم اكتراث وهي تعود بتركيزها ناحية الصغير بينما كز هو على اسنانه بغضب

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-