Ads by Google X

رواية شهد حياتي البارت الثالث والعشرون

 


رواية شهد حياتي
الجزء الثالث والعشرين


مع رياح النيل المنعشه كانت خصلاتها الطويله تتطاير في الهواء وهى تغمض عينيها تستمتع برائحه الهواء العيليل الممزوجه برائحه النيل والتي تبس للنفس هدوء وحب.

وقف خلفها يتمعن بعودها المنحوت ببراعه وجسدها الرائع يقف بتمايل. إن هذه الفاتنه زوجته وله.
امسك خصلات شعرها الطويله المتطايره مع الهواء. جمعها فى قبضه واحده وازاحها عن عنقها فوضعه على كتفها وغمس رأسه على كتفها الآخر يستنشق رائحتها ببطئ وعشقها يسير مع دمائه.

احست هى بحركته فابتسمت بعشق. عشق مختلف كليا. نعم احبت سعد ولكن ذلك اليونس هى عشقته.
تعشق نفسها بين ذراعيه.. تشعر أنه كان ولابد أن تكون هنا منذ البداية ولكن حكمه الله فوق كل شئ.

يونس بحب:كل سنه وانتى طيبه يا حبيبتي... يارب كل سنينك الجايه تكونى بخير ومبسوطه.

استدارت له ووضعت كفيها على عضلات صدره البارزه فتشنجت تحت اناملها الصغيره. وكعادتها المهلكه له ولقلبه نظرت بعمق لعينيه وقالت ما اذابه أكثر وأكثر :يبقى لازم تقولى كل سنه وانتى معايا.
احتصنته بحب وانفاس عاليه ساخنه وأكملت :تقولى كل سنة وانتي فى حضنى... هو ده اللي بيحسسنى بالأمان والى ببقى بخير ومبسوطه وانا جواه.

لم تسمع اجابه منه غير انفاسه العاليه جداً ووجهه المحمر من شدة مشاعره فمهلكته لا تنفك بأن تجعله يشعر بأنه الرجل الوحيد على وجه الأرض. كلمات قليله جعلته يشعر وكأنه اوسم الرجال وأكثرهم جاذبية وخبره حتى تعشقه انثاه بهذه الطريقه والتى تخبره بها كأنه شهريار زمانه.
كم يعشق تلك الشهد. كم تذيبه وتجعله منصهر بين كفى يدها الصغيرتين. يشعر معها انه امتلك الدنيا وما فيها ولا يبدلها ابدا باى شئ فهى كل الدنيا له.

رفعت وجهها عن كتفه وفى ثوانى التقتط هى شفتيه فكاد ان يغشى عليه من هوج مشاعره. رغم قوة بنيانه ولكن قبلتها تلك حقا كادت ان تصيبه بسكته قلبيه. شهد لثانى مره تقبله هى. وليست قبله عاديه. لا.
فهى تضع كفيها على عنقه. واقفه بقدميها على قدميه ترفع جسدها كى تصل لطوله وتميل بعنقه عليها كى تتمكن منه. قبله كادت ان تودى بحياته.

والأكثر.
الاكثر أنها هى من جذبته للداخل تريد زوجها. ليست كأى زوجه وإنما كانثى اهلكها العشق حتى بلغ زروته.

لأول مرة تقوم هى بممارسة جنونها وعشقها له. تفاجئ بجانب جديد بها وكم هى أنثى جامحه شرسه. أحياناً.. وديعه ولطيفه كالقطه فى نفس الوقت ونفس الموقف. مزيج غريب تتمتع به شهده ولكنه مزيج مميز ورائع. محبب لقلبه.

بعد مده طويله من الوقت
مستلقيه بانهاك كبير داخل احضانه والاعياء بلغ منها مبلغه. يحتويها بين زراعية كابنته المدلله لا يعرف اضحك عليها ام يحزن يسبب انهاكها الواضح.
فهى ولاول مره من تولت زمام الأمور في علاقتهم وهو تركها تفعل ماتريد. يريد أن يستمتع بمبادرتها معه. لكنها انهكت بشده فهو قوى للغاية.

كل ما يفعله الان انه يبتسم بحب على صغيرته الجميله. حقا وصدقا قد استمتع بين يديها بشكل لا يصدق.

رفعت عينيها له بانهاك قائله بتذمر:ماتضحكش كده.
كبت ضحكته قائلاً :مش يضحك اصلاً يا شهدى.
شهد:لأ انا شوفتك وانت بتدارى الضحكه.
يونس:لا خالص مش بضحك اهو.
شهد بتذمر طفولى:اووف.. مانت إلى جامد اووى اعملك أيه.
اتسعت عينيه من ماقالت وضحك بصخب ولكنه تذكر شئ سئ فتحدث قائلاً :يعني انا جامد مش كده... اجمد من سعد صح؟

نظرت له بزهول. دقيقة... دقيقتين. حتى بدأت تستوعب انه بالفعل قد نطق بما سمعته.
شهد:يونس... انت مدرك انت بتقول ايه.

وكأى رجل من مجتمع شرقى في موقفه نسى انه أخاه وتذكر فقط انه كان زوجها السابق. وكل رجل يريد أن يثبت لنفسه ولزوجته انه الأقوى والاجمد على الإطلاق.
يونس وقد عماه شيطانه:ايوه مدرك بقول ايه... انا ببسطك اكتر منه مش كده؟

اخذت نفساً عميقا للداخل وهى تخبر نفسها انه لابد وان يتحدثوا بهذا الشأن ثم يغلقوه للأبد.
تحدثت بجديه قائله :بس ده اخوك يا يونس مش مجرد اى زوج ليا وخلاص.
يونس بجدية هو الآخر :بس بالنسبه لاى راجل دلوقتي هو مش اخويا.. فى موقفى ده هو راجل.. اخويا بقا ابن عمى إبن خالى مش هتفرق هو دلوقتي بيتقارن بيا كراجل كان فى حياتك قبلى.. وإلى كان واضح جدا إنك كنتى بتحبيه.

نظق ما قاله بصعوبة بالغة فهوسه بها يجعله لا يطيق نطق هذه الكلمات ولكنه قد تعب ويريد إنهاء الحرب الدائرة بقلبه. فليتحدث كل منهم بما بداخله حتى يرتاحوا.

هى الأخرى شعرت نفس الشعور. يجب التحدث عن هذا الأمر الذي دائماً ما يحاولون تجنبه وعدم الاقتراب منه. منتهى الشفافية والوضوح حتى ينتهى هذا الصراع الذى بداخله. ومن يعلم ربما يقل هوسه تملكه المجنون هذا.

إذا لابد من لحظه مواجهه.

نظرت كعادتها بعمق فى منتصف عينيه وقالت :عايز تقول ايه يا يونس... قول كل اللى فى قلبك خلينا نخلص كلام فى الموضوع ده ومانفتحوش تانى. لانى بصراحة زهقت.. أسأل الى عايز تسأله وانا هجاوب عليه بمنتهى الصراحة وبعدها قرر عايز تكمل معايا ولا.... قاطعها بحده وهو يجذب جسدها العارى له قائلاً بشراسة :مافيش ولا.. انتى بأسمى وهتفضلى بأسمى حتى بعد ما اموت... عارفة.. انا واصل بيا الامر لأنى هوصى ان بعد موتى ماتتجوزيش.

نظرة له باعين متسعه وقالت:بعد الشر عليك.. ماتقولش كده.
يونس بجديه:إلى عندى قولته ياشهد.. انتى شهد يونس العامرى.. وهتفضلى شهد يونس العامرى لآخر يوم فى حياتك وياريت تسستمى امورك وحياتك على كده.
اغمضت عينيها زفتحتهم بعد تنهيده قائله :عارفة... وراضيه.. بس خلينا فى المهم.. انت فتحت موضوع خلينا نتكلم فيه وننهيه عشان انا تعبت.

اشاح بوجهه للجهه الأخرى صامتاً. فتحدثت هى قائله :اتكلم يا يونس... قول الى فى قلبك عشان مش هنفتح الموضوع ده تاني.

نظر لها مجدداً وقال :شهد.. أنا بحبك اوى.. كل الى بحس بيه ده من حبى ليكى.. حاسس بنار جوايا.. علىَ فكرة انا كنت بحب سعد جدا واظن انتى اخدتى بالك من ده... انا مش الراجل البشع الى بقا كاره اخوه زى مانتى فاكره... مش هكدب عليكى.. بصراحة انا كمان كنت فاكر ان إلى بقا جوايا كره.. لكن انا مش كده.. مش وحش كده.. الى انا فيه ده غيره.. وعلى فكرة غيره الرجاله وحشة اوى وصعبة اووى.. حتى تصعب من غيره الستات.. على الأقل الستات يقدروا يعبروا عنها ويتكلموا فحدتها بتقل طول ماهم بينفسوا عن الى جواهم.
لكن احنا رجالة.. والغيرة دى بتاعت الحريم.. حاجة تعيب فينا وتقل مننا لو عبرنا او بان علينا غيرتنا.
عشان كده كان باين ان غيرتى كره.. لكن انا عمرى ما اكره سعد.. ده ابنى.. انا الى رابيته.. كنت بتابع معاه كل تفاصيل حياته.. احلامه.. انا إلى.

ابتلع غصه مريره في حلقه وقال:انا الى جالى اول واحد يكلمني عنك.. وانا الى جيت وخطبتك ليه. وكنت فرحان.. فرحان جداً.. ابنى كبر... وبقى عريس وبيتجوز.
ماكنتش اعرف انى بجوزه حبيبتي.. ماكنتش اعرف أنى بشهد على عقد جوازه من الى هتبقى حياتي كلها.. حجزتله سويت ملكى فى الفندق بتاعى عشان يستفرد بمراته إلى هتبقى مراتى وكل حاجه ليا فى الدنيا.

بحب جورى جدا.. دى بنت اخويا وحته منه وعوضه في الدنيا. بس ساعات بفكر.. جبتو جورى ازاى.. قرب منك.. لمسك.. كنتى مبسوطه معاه.. كنتى ب...
اغمض عينيه بقوه والم وهى صامته تريده أن يبوح بكل ما يعتمر قلبه رغم زهولها بكل هذا.

اكمل بمرارة قائلاً :اوعى تفتكرى أنى حبيتك عشان شكلك حلو.. انا عارف وانتى عارفة انك فعلا جميله.
لكن لا.. انا حبيتك من اول ما بدأت أركز معاكى من بعد مابقيتى على ذمتى.. كنتى لسه بنقابك قدامى.. لاقيت فيكى حنيه وحب واهتمام مش فى حد. عشقت صوتك.. حركة ايدك.. ريحتك الخفيفة إلى بتحسسنى اننا في عز الربيع. بعدها شوفتك.. شوفتك خدودك.. سفايفك.. عينك.. شعرك.. جسمك.. وقعت.. لأ غرقت.. وهنا ابتدي العذاب... انتى بعدانى عنك... مش بتسيبى فرصه غير لما توصليلى وتوصلى للكل انى مجرد زوج على ورق وانك عايشه على حبك لسعد.. كل ده فى نفس الوقت الى بتعذب فيه طول النهار وحتى بالليل فى. احلامى مش سيبانى في حالى.
تعبت كتير على ما وصلتلك.. ماكنتش حابب ابدا اوصلك غصب ولا افرد نفسي عليكى... مش انا الراجل اللي يعمل كده.

شهد انا مش بكره سعد.. لكن غيران... غيران منه جدا. انتى كنتى بتحبيه اوى.

صمت نهائياً بعدما افرغ كل شحنته السلبيه وارتاح بما كان يحويه قلبه.

نظرت شهد بعمق له وقالت :يونس.. بصلى... بص فى عينى.

رفع نظره وصوبه داخل عينيها فقالت:يونس مش هنضحك على بعض... انا كنت بحب سعد.

اشتعلت عينيه بنيران غيره فاخمدتها قائله :لكن انت انا بعشقك... يونس انا حبيت سعد وانا لسه عيله صغيره.. حبيت حبه ليا وهو عرف يخلينى احبه بعد الجواز بحنيته واحتواءه واهتمامه.. سننا ودماغنا كانت قريبه من بعض. وكان بيفهمنى من غير ما اتكلم. وده زود حبنا لبعض.

نطر لها بحزن كاد أن يسقط دمعه ففهمت عليه وابتسمت قائله :لكن قولى يا يونس.. لما تحب حد أكبر منك ب16سنه.. لما تحب حد هو تفكير وانت تفكير.. هو من جيل وانت من جيل تانى خالص. حد مش فاهمك ولا فاهم دماغك فيها ايه. لا وكمان جوازك منه بدأ بدايه صعبه. لأ دى صعبه جدا. مش بس كده. هو مش ليك لوحدك وغصب عنك وعنه فى حد بيشاركه فيك....ومخلف من حد غيرك.......فارض عليك كمية تحكمات رهيبه... بس بعد كل ده ورغم كل ده تحبه... رغم أنك كنت متضايق منه جدا.. رغم انك كنت ناوى تندمه على كل لحظه وجع عاشها بسببه... تلاقى نفسك مش بتعمل كده... لا ده انت عايزه مبسوط وسعيد.... شخص مافيش بينك وبينه اى تكافئ خالص...عارف ساعات بقعد مع نفسى كده وبقعد افكر اقول طب انا بحبه ليه... ايه اللى شددنى ليه... طبعا انا عارفه ومتاكده إنك فيك مميزات كتيره جدا لكن لما ماتبقاش لاقى السبب الاقوى... لما يبقى الاجابه هو انى مش عارفة... يبقى هو ده العشق.

اقتربت منه والصقت وجنتها بوجنته وقالت:فرق كبيييير بين الحب والعشق وانا عشقتك يا يونس.

اغمض عينيه يتنهد براحه كبيره.. لقد اراحته واثلجت قلبه حقاً.
حديثها كله صحيح وهو يعلمه. لا يوجد بينهم اى نقطة مشتركه ولكن الله قد ذرع عشق كل منهم بقلب الآخر. هى تعشقه لذاته. يونس الرجل. وليس يونس العامرى البرلمانى الثرى.

جذبها من ذراعها ومددها على قدميه فاصبحت فى احضانه ومال عليها يقبلها ببطئ ونعومه. وضعت كفها الصغير على عنقه تمررها عليه مرسله موجات عاليه تلهب حواسه اكتر واخرى نضعها بشعره فتجذبه إليها ولشفتيها اكثر واكثر.

كانت قبله محمومه وناعمه في نفس الوقت. جاءت بعدما افضى كل منهم بما يحمله بقلبه بكل شفافية وصراحة. يقبلها بحب وراحه على اقل من مهله وقد ارتاح قلبه. لن يقارن نفسه باخيه ثانيه. ان هى احبت أخيه ولم تنكر وهذا شيء جيد فهى ليست نكاره للجميل او تجارى الموجه واعترفت بما قد كان. لكنها الان تعشقه. والعشق يتخطى الحب بكثير لذا بدءاً من الان لا خوف لا غيره او حقد على أخيه الشهيد.
استمرت قبلتهم لوقت لا يعلموا كم مدته فهى قبلة حب وعشق وليست رغبه إطلاقا.

وقف عز أمام ماكينة صنع القهوه في غرفة نومه لا يرى امامه زوجته المصون.
عز بصوت واضح يحدث نفسه كالمجنون:لأ مش هدور عليها اكيد بتستحمى... الست دى بتستحمى اكتر ما بتنام.

ترك الماكينه تعمل وذهب الى المرحاض ودق الباب قائلاً :يا مااااهى... النضافه حلوه مافيش كلام.. بس مش كده يعني.

ماهى بهدوء واسترخاء من الداخل:شششششش... بس ماتزعجنيش... اووووف.. انت مش متخيل.. جيرانا الى بعدنا بفيلتين لسه ماشيين من عندى.. اووف مش طايقه نفسى.
هز رأسه بياس منها وذهب يلتقط كوب القهوه بعدما انتهت المكينه من إعداده.

وقف أمام الشرفه المطله على فيلا العامرى. ولكن سريعاً مازفر بيأس وهو يقول:اكيد مش هنا ومش هتيجى دلوقتي.
هم للدخول بعدما أصابه الاحباط ولكنه لمح سياره تاكسى تقف أمام فيلتهم لحظة وخرجت منها حمراؤه البيضاء.

اتسعت عينيه بزهول وظل يفرق بها خوفاً من انه يتخيل فقط قال بفرحه :لأ هى... هى والله... جت.. والنعمه جت.... اجرررى ياعز.

ركض سريعاً كالمجنون وسكب كوب القهوه على السجاد المودرن الفخم و فى ثوانى كان امام فيلا العامرى.

وجدها تمسك بيد ابنها الوسيم ذو العيون الزرقاء او الرصاصى لم يستطع التحديد احمم وأيضاً لا يهم.

حمحم متصنعا الجديه محاولة الظهور بهالة الهيبة التي تظهر امام جميع الخلق ولكن يأتى عند هذه الحمراء ويصبح قرد بسيدارى. او شامبنزى فى حالة جنون.

هندم ثيابه وتقدم ناحيتهم كأنه كان يسير بالصدفه.
وقف أمامها وتصنع التفاجئ وقال :ايه ده مدام ملك... ازاى حضرتك.
ملك ببشاشه اذابته كالابله:الحمد لله ازاى حضرتك.
عز كالابله المغيب :بقيت كويس.
وابتسمت وهى تنظر باستغراب لحالته التى حاولت كبت ضحكاتها عليها.
نظر لها مجدداً فوجدها تحمل علبه هدايا كبيره وابنها يحمل علبه اخرى. فقال بجديه :هاتى اشيل عنك.
رفضت بأدب قائله:لا طبعاً مش عايزه اتعبك.
عز بهيام :لا طبعاً هتشيلى وانا موجود.
ملك :العفو بس عادى وبعدين مش تقيله.
عز بداخله:بقى الشوكولاته دى تشيل وانا واقف.
وبدون وعى تحدث مغيبا بأغنية :ياحته شوكلاته.... ياموز وعليه بطاطا... ماتيجى نعيش يا وزه.

اتسعت عينيها هى وابنها وقالت بزهول:افندم.
حمحم بحرج وعلم انه وللاسف كان يتحدث بصوت مسموع وبالتأكيد بدا كالابله.
فحمحم مستدعيا الهيبه وهندم من بذلته وقال:احممم.. ااا.. لا دى والدتى.. والدتى عملالى وزه النهاردة على الغدا.

ملك باستغراب :وزه.
عز :اه وزه... فيها ايه يعني.. ماهى حلال.
مللك:اه عارفة انها حلال بس غريبه يعني.. اقصد مش منتشر او مطلوب زى البط والفراخ والحمام. كده يعني.

عز:لا.. انا والدتى عملالى وز عراقى.
كريم متدخلا :هو مش كان بط عراقى ياعمو.
نظر له عز وقال كأنه من نفس سنه:كان فين.
كريم بتفاعل معه:فى فيلم بوحه.. بط عراقى.
عز متذكرا:ااااه لما راح لفلانتينو.
كريم:اه... تقريباً كان بط.
عز:لأ وز.. لما طلع من الحمام لاقاه دابح كل الوز وقاله مسكتلك وزتين امريكان وسط العراقيين قمت مطير رقابيهم.
كريم بتأكيد وإصرار :لا كان بط.
عز باصرار أكبر :لا كان وز.
كريم :والله بط.
عز:بقولك وز.
ملك:بسسسسسسسسس.
إشارة لعز كطفل مذنب:اقف هنا.
ولكريم هو الآخر :وانت هنا.
أكملت قائله :ايه داخلين مصارعه مع بعض. وجهت حديثها لعز وقالت :وانت يا كبير يا عاقل... عامل عقلك بعقله.

عز محدثا نفسه :كبير ايه وعاقل ايه.. ده أنا اعيل منه.
ثم ابتسم داخليا بخبث وقال مصطنعا الجديه:بس خلاص.. انا اخدت الموضوع على كرامتى جدا وانا كله الا كرامتى.. فانتوا هتيجوا تاكله معانا الوزه على الغدا وبعدها نشغل الفيلم ونشوف بقا هو بط عراقى ولا وز عراقى اه انا كله الا كرامتى... هو البنى ادم ايه غير دم وكرامه وشويه حاجات فوق بعض.

ملك باستغراب :خلاص حضرتك الموضوع مش مستاهل.
عز :أبدا... مش هتنازل.
ملك:ياسيدي انا الى بتنازل وبقولك هو وز عراقى.
صاح كريم يرفض الهزيمه :لا يا ماما كان بط انا متأكد.
لكزته فى كتفه كى تنهى هذا الموقف الذى اخذ أكثر من حجمه:خلاص يا كريم هو وز بقا.
صاح عز باعتراض :لا وانا ماتاخدش على اد عقلى.. انا مصر انه وز ومصر اثبتلكوا.

رفع انفه بشموخ مسير للضحك وقال وهو يهندم جاكت بذلته:النهاردة... الساعة 7..مابنحبش نتأخر على الغدا عشان نلحق نهضم قبل النوم... سلام.

تحرك وتركها قبل أن ترفض مجدداً وهو يحدث نفسه :ااااه. قمر.. قمر... عووود ومشدوود.. بقا دى تتخان... ودينى لاتجوزها. كتها البلا كده وهى حلوه وناعمه وطريه وكلها حنيه.

بعد مده خرجت من المرحاض وقد نعمت بدش هادئ ومريح ذهبت للمرأة تمشط شعرها. وجدت من يمسك عنها الفرشاة ويجلسها بهدوء امامه ثم بدأ بتمشيط خصلاتها الجميله. همت لعقده أو ربطه على اى شكل ولكنه منعها وقام بفرده على كتفه وهو جاذبها اليه ملصقها به وقال:سبيه كده... بحبه يبقى مفرود.. وبحبه اكتر وهو مفروض على ضهرى.

التصقت به أكثر وهى ترفع وجهها له تناظره بحب ولم تنطق بشئ إنما كانت نظراتها تكفى. فاغمض عينيه يستمتع بما يعيشه معها الأن.فتحدث بعد مده وهو مازال مغمض وعينيه مغلقتين براحه كبيرة :لو من كام سنه كان حد جه وقالى انى هييجى الوقت الى ابقى عايش فيه كده وحاسس الى حاسه دلوقتي اكيد كنت هقول عليه مجنون... لكن الى حاسه دلوقتي حاجة أكبر من الخيال او اى جنان.. انا حبيت دنيتى من جديد بيكى وليكى ياروحى.
ابتسمت بحب وشددت من التصاقها به وهو يحيطها بذراعيه الشديدة القويه وشعور بالسكينه والراحة يتخللهم لدرجه انهم قد غفوا وضعهم هذا.

فى تمام السابعة كان عز يقوم بطرق باب فيلا العامرى فحمراءه وكما توقع قد تأخرت أو ربما لن تأتي.
فتحت له الخادمة وهم بالسؤال عن ملك ولكن صوت كامل يناديه قطع سؤاله.

كامل:عز!تعالي اتفضل يابنى.
تقدم للداخل بهيبته التى اعتادها الناس عنه وقال:احمم.. انا بس كنت بسأل على مدام ملك وكريم.. اصلى قابلت كريم النهاردة وهما جايين وعزمته على الغدا وفيلم وبلايستاشن. احممم هما فين.

تدخلت جورى بحماس قائله:فيلم ايه يا عمو.
تدخل مالك معترضا:جووورى.
نظرت له بضيق ولم تعاود السؤال ولكن أجاب عز بحب لهذه الصغيره :فيلم بوحه عارفاه.
التمعت عين جورى وقالت:اه ده حلو اوى... ممكن اجى اتفرج معاكوا.
مالك بتحدير:جووووررررى.
زاد ضيقها منه فتدخلت عزيزه :سيبها يا مالك تروح تتفرج وهناك ادهم وحنين هتلعب معاهم وتغير جو وكمان كريم هيكون معاهم عشان امها مش هنا.

مالك محدثا نفسه بغضب:ماهو ده اللى معصبنى:ادهم وكريم هو انا كنت ناقص وبالذات الواد ابو عنين ملونه ده.

تحدث عز بقليل من الحرج:احمم. ااطب هو كريم ومدام ملك فين مش شايفهم.
عزيزه بخبث وهى ترى اهتمام عز بملك:بعد ماجت على طول دخلت ترتاح لحد ماشهد تيجى.. اصلها جايه النهاردة مخصوص عشان عيد ميلاد شهد.. وجايبه معاها هديتها وهدية اخوها... اصل اخوها مشاغله كتير معرفش ييجى... اسكت مش اطلقت.. اه.. جوزها. ظبطته متلبس مع واحده فى فندف وفى وضع والعياذ بالله.. ربنا يستر على ولايانا.... قطع ثرثرتها الفظيعه هذه صوت كامل الغاضب :بسسس. خلاص فى ايه... ماينفعش كده.
ثم نادى بصوت جهورى:يا هنيه... يا هنيه.
هنيه باحترام :نعم يا كامل بيه.
كامل:لو سمحتي روحي صحى مدام ملك وكريم وقوليلهم يجهزوا عشان عز بيه مستنيهم على العشا.
صاحت جورى:وانا.
كامل مبتسماً على شقاوتها:وانتى يا جورى.
كان مالك يتميز غيظا ولكن ما باليد حيله فنطق بكبر يرفض الخضوع :احممم.. هو انا ينفع اجى معاكو.
هز كامل رأسه بيأس فهذا الشبل من ذاك الاسد المهووس الغيور.

فى اليخط الخاص بيونس. صعدت بالسلم الخشبى على ظهر اليخط فوجدت عشاء رومانسى معد على ضوء الشموع. وجذبها يونس للرقص معه قائلاً بحب:كل سنة وانتي فى حضنى....كل سنة وانتي معايا.
احتضنته شهد تتنفس بسخونه وعمق تستنشق رائحته التى باتت تعشقها:كل سنة وانت حبيبي.
تنفست رائحته من جديد قائله بذوبان:بعشق ريحتك.
تفاجئ كليا بما قالت وبات يريحه جدا انها تعشقه ومهووسه به مثله تماماً. ابتسم بفرحه يتيم بلبس العيد وضمها إليه حتى كادت أن تنكسر اضلعها من شدة حبه.
اخرجها بصعوبة من بين احضانه قائلاً :عجبك اليخت.
ابتسمت بفرحه وقالت بحماس:جدا... اكتر حاجة عجبانى إنه فى الهوا والميا وممكن اقلع نقابى واقعد كده عادى.. مش بعرف اعيش أجواء زى دى عشان نقابى.. انا بحبه وبقيت مقتنعه بيه بس ده مايمنعش انى ساعات بكون عايزه اعيش الحاجات دى وبرضه افضل محافظة على نقابى. فكرة حلوة اووى يا نوسى.

نظر لها متفاجئا وقال:ايه.
شهد بدلال وميوعه:يا ن و س ى.
قهقه عالياً وقال:لا معلش قولى تانى.
شهد :نوسى.. بدلعك يا حبيبى.
قهقه من جديد بحب واحتضنها قائلاً :جبتيه منين ده.. ههههههه.. بقى يونس بيه عضو مجلس الشعب بقا نوسى.. ده لو الموظفين في الشركه عندي سمعوكى.
شهد بميوعه الهكته :وفيها ايه... من حق الكبير يتدلع.
ثم أكملت :لكن برضه دى خصوصيات... ماتخرجش بره اوضة نومنا.. يعنى بينى وبينك وبس.
ابتسم لها بحب وقال :ربنا يكملك بعقلك يا روحى ويخليكى ليا.
صمت قليلا وقال:مش هتسألى عن هديتك.
ابتسمت بحب قائله :ما انا اخدتها... حضنك هديتى.
ضمها اليه بعشق اذابهم وقال :انا كلى ليكى يا حبيبتي.. بس انتى هديتك اليخت ده.
اتسعت عينيها بزهول وقالت :انت بتتكلم بجد.
يونس :اه يا روحى.
شهد :يونس مش قصدي حاجة وفعلاً مش بنكد بس انت عارف يخت زى ده بكام مليون.. ده أنا امبارح على فيس بوك شايفه كذا ملجأ بيشتكوا أنهم مش عندهم بطاطين كفايه ومحتاجين رز وسكر ومكرونات وحاجات اساسيه للحياة. والولاد والبنات ماهندهمش كسوه كفاية شتوى او صيفى وانت بتهادينى بيخت بملايين.

نظر لها لا يعرف بما يجيب فقالت هى :بص مش انا كتبته بأسمى.. نبيعه ونساعد كذا مكان وخد الباقي ليك.. كمان فى اطفال كتير فى مشتشفيات محتاجين عمليات ضروريه. والمفروض أن رجال الأعمال إلى زيكوا وربنا مديهم من وسع يتبنوا مشاكلهم خصوصاً كمان انك عضو فى مجلس الشعب يعني ده واجب عليك.

جلس بجوارها قائلاً :طب خلاص ماتتحمقيش كده... هعمل كل ده من معايا وخلى اليخت ليكى.
شهد :يونس ياريت تعمل خير كتير... انا ملاحظه انك غافل عن الموضوع ده.. وبالنسبة لليخت انا اه حبيته بس مش لدرجة اشترى يخت يعني.

يونس:بس ده هديتى ليكى.
شهد بحب:قولتلك انت هديتى وبعدين مش قولت هتساعد كل الناس والأماكن إلى قولتلك عليهم.. دى اكبر واعظم هديه فى الدنيا وفى الاخره.

ابتسم بحب عليها وقال :طب ما الفسحة هنا عجبتك... عشان تكوني من غير نقاب وبراحتك.
شهد ببساطة محببه جدا :لو حبينا نكرر الموضوع نبقى ناجر واحد يوم مش حوار يعني.

هقهه عاليا بحب وسعادة على صغيرته التى تكمل ماينقصه وايضا روحها البسيطة الجميله التي أعادت الروح لحياته الآلية الجامدة فاصبحت تشع بالحيوية والبهجه.


                                البارت الرابع والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-