Ads by Google X

رواية طريقي المبهم حلقة خاصة


 (الخاتمة)

بعد مرور خمس شهور

في الصباح في مدينة امريكا
صباح محمل بالرياح الطيبه المبهجه ذو الرائحه الرائعه....صباح يوم خالي من ايه اوجاع وهموم علي عائله احمد
كانت اشعه الشمس تسلط خيوطها الذهبيه علي حديقه واسعه.. كانت ارضيه الحديقه مليئه بالورود الحمراء والبالونات بمختلف الالوان والحديقه مزينه باروع واحسن الزينات بواسطه اكبر مهندسين الديكورات.. كانت الموسيقي الصاخبه تصدع انحاء المكان وكانت الحديقه مليئه بالكثير من الاشخاص منهم المصريون ومنهم الاجنبيين... كما ايضا كانت هناك طاوله كبيره الحجم مليئه بمختلف اصناف الطعام الشهيه والمشروبات الكثيره فاليوم يوم مميز عند الجميع
"يوم زواج احمد محسن الجبالي علي ياسمين سامح الجبالي(جميله) وعمر ياسين علي علياء الشناوي ومحمد كامل علي خديجه إيهاب"

هم جاءوا ليهنئوا احمد وعمر علي العرس وعلى نقل جميع شركاتهم وفنادقهم التي كانت في مصر الي امريكا...فلقد طرق علي عقل احمد الانتقال الي امريكا والمكوث فيها الي الابد عندما قالت له جميله في المستشفى بان يبتعدوا ويسافروا .. ولكن كان يجب ان يقنع عمر. الذي اخذ يقنعه لمده اسبوع فوافق اخيرا.. فعمر يعشق مصر كثيرا عكس والده الذي يعشق امريكا وفرح بشده عندما علم بان عمر ابنه سيمكث في امريكا الي الابد كما انه احب علياء كثيرا واحب شقيقتها هاجر ايضا وفرحت جنا بشده لان اصدقاء طفولتها سيصبحون بالقرب منها.... ففعل احمد هكذا لانه لا يود ان يسافر الي امريكا بدون صديقه وشقيقه الوحيد عمر وعائلته ايضا ماجده وملك الذين لم يمانعوا ابدا بل استقبلوا اقترحه بكل ترحيب

لانهم يعلمون بان احمد لن يستطيع ان يعيش بسعاده في مصر بعد كل ماحدث لذلك وافقوا علي الفور
كما انه لم يكن يود ان يترك محمد... محمد كشقيق ثاني له.. لم ينظر اليه ابدا في يوم علي انه سائقه... لذلك جلبه معاه الي امريكا وبالطبع جلب خديجه لان محمد لن يستطيع العيش بدون خديجه... ولكن لم يجلبه الي هنا علي انه سائقه.. بل جلبه علي انه احدي موظفينه في احدي شركاته. فقترح احمد وعمر علي"محمد" ان يعمل موظف في احدى شركاتهم فاقبل اقترحهم في بادئ الامر بالرفض لانه لا يعلم ايه شئ عن امور الشركه ولكن قال له احمد بانه سيجعل احدي من موظفينه في الشركه يعلمون محمد كافه الامور الي ان يصبح خبير فوافق اخيرا..

وفعل احمد ذلك لانه يعلم بان راتب محمد كسائق لن يكفيه بعد ان يتزوج خديجه وتنجب اطفال.. واذا قام احمد بتزويد راتبه او مساعدته لن يقبل في كل مره لذلك اقترح عليه ان يعمل موظف في احدي شركاته فمرتبه كموظف سيكفيه للغايه وهو يعلم بان محمد سيتعلم سريعا... ولكن تعب احمد كثيرا وحاول معاه لاسابيع الي ان اقتنع اخيرا ليقيم عرسهم معا... فكان محمد رافضا تلك الفكره لانه كان يقول ويفكر
"كيف لسائق بسيط يقيم عرسه وحفله زفافه مع رئيسه في العمل؟"

ولكن اقنعه احمد بانه لا يهتم بهذا ابدا لانه يعتبره كشقيقه ليس كسائقه فوافق اخيرا واقام معاهم العرس ولكن لم يتنازل علي ان يشترك معاهم في تكاليف العرس ولو قليل بالرغم انه لم يعزم سوي شقيقه الذي يمكث في مصر وبعض اصدقاء شقيقه فوالدين محمد لكن توفا منذ زمان... بينما خديجه لم تعزم ايه احد لان ليس لها ايه احد سوي سعديه وسميره فهي يتيمه بالفعل فلقد توفت والدتها وهي تنجبها في المستشفى وفي ذات اليوم توفي والدها في حادثه سياره فجلبها احدي الممرضين...... رضيعه الي دار الايتام بعد ان تاكدوا بان ليس احد سوي والديها الذين ماتوا

بينما حمدي رفض المكوث في امريكا وقرر ان يفتح شركه صغيره في مصر وكل ذلك بسبب سعديه التي تزوجها... فهو تزوجها لانه اعجب بطيبتها الزائده وخوفها الزائد وقلقها علي جميله... وهي تزوجته لانها اعجبت بانه لم يسير في طريق محسن الشيطان الظالم ويصمت علي مافعله ولم يخالف مبادئه كمحسن... بالرغم من انه كان دراعه الايمن ولم يهتموا بكبر سنهم.. سعديه لقد توفي زوجها بعد ثلاث شهور من زوجهما وكانت في منتصف العشرينات ولم تتزوج من بعده ولم تنجب

بينما حمدي توفت زوجته بمرض السرطان ولم يتزوح من بعدها ولم ينجب ايضا... لذلك قرر المكوث في مصر لان سعديه وسميره رفضوا اقترح جميله في المكوث معاها في امريكا لانهم لا يستطيعون ترك الدار وترك فريده فاحترمت قرارهما بالرغم من انها حزنت ولكن اخبروها بانهم سيأتون الفرح بالتاكيد ولكن لن تستطيع فريد المجئ كي لا تترك الدار بمفرده وتقي وقمر لن يستطيعوا المجئ بسبب امتحاناتهم الكثيفه... وبالطبع لن تترك جميله جامعتها وعلياء كذلك.. هم سيكملون دراستهم في امريكا ولكنهم قاموا بتقديم طلب لتأجيل تلك السنه بسبب ماحدث وانتقالهم الي امريكا

بينما سمير رفض ان يمكث معاهم في امريكا وقرر المكوث في بلدته الريفيه التي تزوج فيها زوجته المتوفيه سميه وقرر العيش مع ذكرياتهم في هذه البلده الي ان يلتحق بزوجته وحبه الوحيد ولكن قرر المجئ بالطبع الي العرس ومن ثم سيعود هو وحمدي وسعديه وسميره الي مصر

بينما توطدت علاقه جميله وعلياء وجنا وملك وهاجر ايضا واصبحوا اصدقاء واشقاء يتشاركون في كل شئ... فهاجر ستمكث مع علياء في امريكا بعد الحاح علياء عليها فقالت علباء بانها لن تذهب الي امريكا بدون شقيقتها فوافقت شقيقتها وستمكث بالقرب من منزلهم وستعمل ايضا موظفه في احدي شركات احمد.. كما ان ماجده توطدت علاقتها وتعمقت اكثر بكثير مع ياسمين ابنتها وملك ايضا فكانت تعطيهم ذات مقدر المحبه والتعامل وبالطبع احمد كذلك.... فهي تقول دائما بأن لديها ثلاث ابناء ليس واحده فقط

اما علاقه احمد وجميله فلقد تعلق بها اكثر بكثير فهي اصبحت كالاكسجين بالنسبه له لا يستطيع العيش بدونها وهي كذلك.. وحبه وتعلقه بها يزداد يوما بعد يوم واصبح يعلم بأنها اذا ابتعدت عنه او اصبها مكروه ستفارق روحه جسده بلا شك.. فكان دائما يفكر كيف روادته فكره الابتعاد عنها في الماضي.... كيف

"هم قرروا عدم الحديث عن الماضي او ذكره ابدا ولكن سيظل في قلوبهم وعقولهم لن ينمحي.. ولكن يجب ان يمضوا في طريقهم وعندما الالتفات الي الماضي او الحديث عنه ليستطيعوا العيش سعداء"
----------/------------------
- ايه مالكم ياعرسان بتبصوا حواليكم كده ليه
قالها سمير في تساؤل خبيث وابتسامه مرحه تعلو شفتيه
فمرر محمد انامله بين خصلات شعره ليهمس بابتسامه تعبر عن مدي عشقه وحبه لخديجه
- اللي خطفينا قلبنا
ضحك حمدي بمرح
- مش تقلقوا شويه وعروسه كل واحده فيكم تنزل
تأفف احمد بنفاذ صبر وانزعاج
- هم اتاخروا كده ليه نفسي افهم
حمدي بابتسامه طفيفه وهو يلوح بيده بانزعاج
- ماانت عارف البنات لازم يتأخروا في اللبس
تنهد عمر بضيق وهو يهز راسه بيأس
- عندك حق والله

ابتسم محمد بمكر ليسأل وهو يغمز له
- صحيح ياعم حمدي هو بردو سعديه هانم اتاخرت اووي كده في يوم كتب الكتاب
زفر حمدي بضيق وهو يهز راسه يمينا ويسارا بعدم رضا وانزعاج
- ايوه اتاخرت جدا ماانت كنت معايا يومها انت وعمر واحمد
ضحك الجميع بصخب
ليصيح عمر في تهديد مزيف محتفظا بابتسامته المرحه
- خلاص لما تيجي مدام سعديه هقولها
جحظت عينيه بخوف واخذ ينفي براسه وكلتا يده امام عمر برعب ليصيح برجاء وتوسل
- لا بلاش دي زعلها وحش اووي وانا مش قده

ضحك احمد بصخب ليقول بنبره مزاح لم تخلو من السخريه
- ليه ياعم حمدي هي بتعمل ايه لما بتزعل بتخليك تنضف البيت كله وتغسل المواعين
ضحك الجميع بشده فعبس وجه حمدي ورمقه بغضب وحده
فقال عمر وهو ينظر الي احمد وينهر حديثه وهو يهز راسه يمينا ويسارا
- كده يااحمد لا مش تقول كده
ابتسم حمدي ورفع راسه بانتصار وهو يربت علي كتف عمر بامتنان واعجاب ولكن اختفت ابتسامته سريعا وابعد يده عن كتفه
عندما اكمل عمر الذي اخذ يلاعب حاجبيه بمزاح وسخريه مرحه
- اكيد بتتطرده من البيت وبتخليه ينام برا
انفجر الجميع في الضحك.. فاخذ يتمتم بكلمات حانقه غاضبه وفتح فمه ليطلق توبيخه ولكن ظل فمه مفتوح وهو ينظر امامه بعيون التمعت بانبهار واعجاب فاضح

ففعل الجميع مثله والتفتت جميع الحاضرين ينظرون وهم يتهمسون باعجاب عندمآ هدأت الموسيقي الصاخبه بينما احمد ومحمد وعمر نظروا امامهم وحبسوا انفاسهم بداخل صدرهم بسبب ماشاهدته اعينهم التي صرخت باعجاب صادم وابتسامه واسعه نابعه من قلوبهم النابضه الخافقه بقسوه شقت شفتيهما وكل ذلك بسبب هؤلاء الملكات الذين خطفوا قلوبهم بل خطفوا قلوب الجميع
فكانت جميله وعلياء وخديجه يتقدمون برفقه ماجده وملك وهاجر وجنا وسميره وسعديه

فكانت جميله متائلقه في فستانها الابيض الفخم المنفوش الذي كان ضيق من عند الصدر وينزل باتساع الي الاسفل بطريقه مبلغ بها كأنها اميره من اميرات ديزني وكان مرصع بالكامل بالالماس المزيج بالذهب الابيض ذات اكمام شفافة طويله مرصعه ايضا بالالماس والذهب الابيض ولم يقتصر الالماس والذهب الابيض علي ثوب الفستان فقط بل ظهر وغطي الطرحه الشافة الطويله المنسدل بالكامل علي ظهرها وذيل الفستان الطويل ايضا وترتدي تاج جميل مرصع بالالماس الحر وصففت شعرها علي شكل كعكه ولم تحتاج بان تضع مساحيق التجميل فملامح وجهها البريئه فائقه وفاتنه للغايه لا تحتاج الي ايه مساحيق .... كما ان احمد اخبرها بحزم وحذرها بان لا تضع ايه مساحيق تجميل حتي الروج...فقابلت طلبه بالطاعه

بينما علياء كانت فاتنه في فستانها الابيض المنفوش الضيق من عند الصدر وينزل باتساع الي الاسفل فكان مطرز بورود وزهور ابيض من الدانتيل ذات اكمام طويله شفافة مطرزه ايضا بورود وزهور ابيض من الدانتيل وترتدي طرحه شفافه من الدانتيل المطرز بالورود منسدل علي ظهرها بالكامل وترتدي تاج رائع مرصع بحبات اللؤلؤ وصففت شعرها علي هيئه كعكه ولم تضع مساحيق التجميل ايضا بسبب عمر الذي امرها بذلك بحزم وتحذير مخيف ولكن اعترضت في بادئ الامر وتجادلت معاه ولكن بعد إلحاح هاجر عليها بان لا تضع وتوافق علي طلبه ففوافقت فهي بدون مساحيق التجميل جميله ايضا للغايه

بينما خديجه كانت ترتدي فستان ابيض بسيط منفوش ضيق من عند الخصر ايضا وينزل باتساع الي قدميها ولكنه كان لامع للغايه ويوجد بيه بعض التطريزات الخفيفه وكانت ترتدي طرحه ساده لامعه منسدله علي ظهرها بالكامل وترتدي تاج بسيط يوجد به بعض الفصوص اللامعه ولم تضع مساحيق تجميل ايضا بسبب محمد الذي امرها بذلك
"ماذا يفعلون في غيرتهم التي تجعلهم كالوحوش الثائره."

فتقدم كل من احمد وعمر ومحمد امام عروسه كل منهم ونظر كل منهم الي ملامح زوجته الرائعه لبعض الدقائق فلقد ابدع الله في خلقهم فاخذت صدرهم تتشرب ملامح وجوهم جيدا الي ان شبعت.... ثم انحنوا قليلا بطريقه مسرحيه ووضعوا احدي يديهما خلف ظهرهم ومدوا كفهم الاخر امام عروسه ومحبوبه كل منهم بابتسامه رجوليه وسيمه جذابه اطاحت بعقول تلك الملكات... فكما هم ملكات فكان هؤلاء الرجال الوسيمين ملوك لانهم كانوا يرتدون بدله سوداء كلاسيكيه واسفلها قميص ابيض وربطه عنق لطيفه علي شكل فيونكه سوداء انيقه فوضعوا هؤلاء الملكات اناملهم الرقيقه الناعمه علي كف هؤلاء الملوك الممدوده لهم وسحبوهم الي ساحه الرقص ليرقصون ويتمايلون مع الانغام والموسيقي الهادئه تحت تصفيق الحاضرين
---------------------------------
- ايه؟! يعني كل اللي كنتي بتعمليه دا مع احمد وعمر من اول ماجيتي كنتي تقصدي وكنتوا متفقين علي كده علشان نغير
قالتها جميله بعدم استيعاب وصدمه لجنا الواقفه
اجابت جنا باشمئزاز وتأكيد
- ايوه طبعا انا كنت بشمئز اصلا لما بقرب منهم بالطريقه دي ولما بعمل الحركات المقرفه دي
ثم اردفت وهي ترفع رأسها بغرور
- بس اعمل ايه بقا ما كل دا علشان انا طيبه جدا وبحب اساعد اخواتي وصحابي
- لا من ناحيه طيبه لا طيبه فعلا جدا
قالها احمد بابتسامه ساخره وهو يرمقها بنظره ذات معني لم تفهمها ولكن فهمها عمر الذي اخذ يضحك بصخب

فسألته جنا وهي تضيق عينيها الحائره عليه
- بتضحك علي ايه؟
ثم تابعت بنبره متسائله بطيئه وهي تضيق عيناها علي احمد بشك
- وانت قصدك ايه؟
نفي احمد بكلتا يده امامها
- لا ولا اقصد ايه حاجه
ففعل عمر مثله بعد ان سيطر علي نوبه ضحكاته... ضيقت عيناها اكثر عليهم التي اخذت بالتنقل بشك مريب وعدم تصديق فوق ملامح وجوههم وهي تهمهم بعدم تصديق
بينما همس عمر بجوار اذن علياء بعشق
- شوفتي بقا علشان تعرفي انا قد ايه بحبك وقد ايه كنتي معذبني علشان كده اتجهت لجنا ووافقت علي مساعدتها

اخفضت علياء راسها بخجل مزيج بالسعاده فقبل يداها بحب وهو يحيط خصرها بتملك بينما كان احمد يهمس بجوار اذن جميله ببعض الكلمات العاشقه التي جعل قلبها يخفق اكثر واكثر مما جعل الدماء كلها تتصاعد الي وجنتيها وابتسامه خجوله رائعه زينت شفتيها
فقاطعهم تساؤل علياء الفضولي التي واجهته لجنا
- اللي صحيح ياجنا انتي ليه لحد دلوقتي مش اتجوزتي مع انك حلوه وجميله وألف من يتمناكي
تدخلت جميله في الحديث وهي تردف مؤيده رأيها بمزاح
- ايوه فعلا انا لو كان عندي اخ كنت مش هسيبك غير لما تتجوزيه
ضحكت جنا برقه لتتنهد بمرح
- والله ياجماعه لسه مش لقيت ابن الحلال زي مابيقولوا كده

تبادل احمد وعمر النظرات الغامضه بينهم وابتسامه غامضه ماكره تعلو ثغرهم
فقال احمد وهو يشير براسه ويلاعب حاجبيه بمرح ماكر
- ماابن الحلال وراكي اهو
ضيقت عينيها عليه بعدم فهم
فالتفتت بنصف وجهها وجسدها فشهقت بصدمه عندما وقعت عيناها الخضراء علي رجل في اوائل الثلاثينات يمتلك شعر اشقر وعيون رماديه ويرتدي بدله رسميه رماديه تشبه لون عيناه ويثبت انظاره العاشقه الفاضحه عليها فادارت وجهها وصرخت بتساؤل منفعل
- انتو عزمتو الman دا ليه؟
ثم همست بإدراك وفهم
- علشان كده ياعمر كنت بتضحك لمااحمد قال طيبه اووي بتريقه
اردفت وهي تصرخ بانزعاج واستنكار وتشير نحو ذاتها
- كنت طبعا تقصد ان انا شريره صح وكل دا علشان الman اللي واقف هناك

اجاب احمد وهو يهز كتفه بهدوء وبساطه استفزتها
- ماهو انا اعمل ايه قولت كده وكنت اقصد زي ماقولتي بسبب تصرفاتك معاه انتي مش شايفه انك شريره بتصرفاتك

فتحت فمها لتطلق توبيخها واستنكارها لحديثه ولكن ظل فمها مفتوح عندما القي احمد كلماته الهادئه التي الجمت لسانها من الصدمه التي ظهرت علي تقاسيم وجهها
- ثانيا بقا دا شريكنا في الشركه ولازم نعزمه نعمل ايه
صاحت بتساؤل صادم وعقلها لا يستوعب ماقاله
- ننننعم! شريك مين انت بتكلم جد؟
هز احمد راسه بهدوء بارد ولم تهتز عضله واحده في ملامح وجهه واحاط كتف جميله التي كانت تتابع كل مايحدث بأعين تتنقل بين احمد بعدم فهم وتتنقل بين علياء التي قابلت نظراتها بنظرات مثلهم تتحدث بعدم فهم
ولكن لم يهتموا بنظراتهم تلك
فقال عمر بتساؤل مزيف هادئ ليثير استفزازها
- ماايه يعني انا مش فاهم انتي مالك منفعله كده ليه؟

حدقته بغيظ وهي تجيب من بين أسنانها بحده
- ماانت عارف ياعمر انت هتستهبل
ثم اردفت بتساؤل غاضب وهي توزع نظراتها الحارقه من الغيظ والغضب بينهم الذي لا داعي له
- انا مش فاهمه ازاي مش تقولوا حاجه زي دي وليه تعملوا كده اصلا
اجاب احمد بهدوء شديد
- واحد جه وقالي عايز اشاركك في واحد من شركاتك بنسبه بسيطه وعرض عليا عرض حلو جدا وانا عارف انه موهوب وشركته ناجحه جدا هنا في امريكا وهيساعدنا كثير في شغلنا اقوله لا ليه
قال جملته الاخيره وهو يرفع حاجبه في تساؤل يملأه الاستنكار
هتفت جنا والغيظ والغضب يفوح من بين أسنانها
- تقوله لا علشاني... علشان زي ماانت عارف انا مش بحبه

تتهد عمر بتعجب وهو يهز رأسه بتساؤل حائر
- انا مش فاهم انتي مش بتحبيه ليه دا بيموت فيكي وبيتمني انك تبصيله بصه واحده بس... وانا متأكد انه شاركنا في الشركه علشانك.... علشان يقدر يبقي معاكي ويقابلك كل شوية
صاح احمد مؤيد رأيه
- ايوه فعلا عمر عنده حق في كل كلمه قالها وكمان احلي حاجه فيه انه بيتكلم مصري وعارف الأصول المصريه بالرغم انه متربي طول عمره هنا في امريكا ومش بينزل مصر غير كل فين وفين.. كل دا علشان هو زيك بردو امه اجنبيه وابوه مصري
عقدت جنا ذراعها امام صدرها لتقول بعناد
- بردو مش بحبه دا دمه تقيل ورخم جدا

صاح عمر باستنكار
- علفكره بقا ولا دمه تقيل ولا حاجه دا دمه خفيف جدا وسكر
ثم اكمل وهو يهز راسه في تساؤل حائر
- مش عارف انتي مالك بس
لم تجيبه بل اخذت تمتم بكلمات غاضبه غير مفهومه
تحدث احمد بتأكيد بطيئ محتفظا بابتسامه مرحه ماكره
- بكره تحبه ياعمر ماهو هيروح فين هيفضل وراها... وراها خصوصا انهم هيتقابلوا كثير جدا بعد ما شاركنا في الشركه
ضحك عمر بصخب
- عندك حق وشكله هيبدأ من دلوقتي اهو
قال جملته الاخيره وعينيه مثبته علي شئ ما خلف جنا.... فالتفتت جنا وشهقت عندما وجدته يكاد يقترب منهم فاطلقت كلماتها سريعا قبل ان تركض
- منكم الله بجد... منكم مش مسامحكم

ثم ركضت سريعا كالفأر الذي يهرب ليختبئ من القط فعندما وجدها القط ذو العيون الرمادية تهرب منه... تراجع عن تقدمه بعد ان القي علي احمد وعمر ابتسامه سريعه مقتضبه ومن ثم سار خلفها بخطوات تشبه الركض
فضحك احمد وعمر بقوه
بينما ياسمين وعلياء كانوا يتابعون جميع مايحدث بملامح صرخت بعدم الفهم
فسألت ياسمين اخيرا
- هو مين اللي كنت بتكلموا عنه دا وبيحبها ومش بتحبه
- ايوه صح مين
سألت علياء ايضا وهي تهز راسها يمينا ويسارا في فضول

فاجاب احمد وهو يتنهد بهدوء
- دا إيثان بيحب جنا لا بيموت فيها من ايام الطفوله وكان بينزل مصر مخصوص لما كنا صغيرين لما كانت جنا لسه في مصر قبل ما تسافر امريكا وتستقر فيها علشان يقابلها ومازال بيحبها جدا وفرح جدا لما استقرت في امريكا وبيلحقها دايما وبيرن عليها علطول واعتراف لها بحبه كذا مره وفي كل مره كانت بترفضه بس هو برده لسه مصمم علي حبه ومش هيسبها غير لما تحبه وتتجوزه
سألت علياء وهي تحدق في عمر
- انتو عرفتوا كل الكلام دا منين هي اللي قالت؟

اجاب عمر بكل هدوء
- هي.. وهو... لان إيثان علي تواصل دائم معا بيتصل بينا وبنتصل بيه علشان إيثان ابوه يبقي صاحب ابويا الروح بالروح... فابوه كان بينزل مصر علشان يقابل ابويا لما كان ابويا لسه في مصر ساعتها... في مره نزل هو ومراته وابنه إيثان طبعا واول لما قابل إيثان جنا... حبها من النظره الاولي ومن يوميها وهو بيلاحقها وبيعمل كل حاجه علشان تحبه ولما كانت في مصر كان بيزن علي ابوه علطول علشان ينزل ويقابلها وطبعا حكي لينا كل دا علي امل اننا نقول لجنا وتلين من ناحيته بس هي زي الحجر بالضبط
جميله وهي تعقد حاجبيها في تساؤل حائر
- طب ليه مش بتحبه بقا بعد كل دا؟

اجاب احمد في حيره
- والله ماانا عارف بسألها كل شويه بتقول اسباب مش مقنعه زي ما شوفتي من شويه
ثم تابع بابتسامة تأكيد وثقه
- بس انا واثق انها هتحبه في يوم وقلبها اللي لسه مش دق علشانه هيدق
همهمت جميله وعلياء باعجاب علي اصرار ذلك الشاب علي حبه فلو كان شاب اخر محله كان سييأس ويتركها ولكن هو لم يفعل ذلك وكل ذلك بسبب قلبه الذي تعلق بها وحبها من اول لقاء

عمر وهو يلوي شفتيه ويصيح بتأكيد
- دا لو مكانتش بتحبه اصلا وبتعاند قلبها ونفسها
- عندك حق
قالها احمد مؤيد رأيه وهو يهز راسه ببطء
ثم مال علي اذن جميله وقال شيئا ما جعلها تتضحك بخفوت وهي تحني راسها خجلا.. ثم سحبها من ذراعها بكل رقه ولطف يمتلكها ليرقصون قليلا.. ففعل عمر مثله ايضا
واخذ الجميع يرقصون
--------------------------------
في نفس التوقيت

كانت خديجه ومحمد جالسين بمفردهم بعيدا عن انظار الجميع.. فكان يضم خديجه الي صدره وهو يغلق عيناه ليستمتع بجمال ودفئ هذه اللحظه التي تمناها منذ ان وقعت عينيه عليها.. فهتفت خديجه في تساؤل
- محمد هو احنا ليه مش قاعدين مع الكل ليه خلتنا نقعد في حته لوحدنا مفيهاش ناس؟
اجاب محمد بمزاح وهو يقبل مقدمه راسها بابتسامه مرحه
- علشان استفرد بيكي
ضحكت بشده وهي تضربه بقبضه يدها فوق صدره بخفه... فهمست بجديه مزيفه
- انا بتكلم جد بطل هزار
صاح في هدوء شديد خلفه الكثير من العشق والحب النابع من اعماق قلبه
- وانا بردو بتكلم جد واحد وعايز يقعد مع عروسته ومراته بهدوء... بعيد عن انظار الناس اللي هتأكل مراته بسبب حلاوتها اللي خطفت قلبي دي

ضحكت بخجل ورفعت راسها من علي صدره وقبلت وجنتيه لأول مره
تصلب جسده من الصدمه وتطلع اليها بأعين متسعه علي مصراعيهما... فهي لاول مره تفعل هذه الحركه الجريئه ولكنه شعر في ذات الوقت بسعاده جعل قلبه يضحك ببهجه
فخبأت وجهها بيديها خجلا وضمت ذاتها الي صدره مره اخرى
فضحك بسعاده بعد ان اختفت صدمته ليسأل مرح
- وايه بقا سبب القبله الغير المتوقعه دي
ضحكت بخفوت ثم تنهدت تنهيده عميقه نابعه من قلبها الذي يرفرف بين ضلوعه بسعاده رائعه وكل ذلك بسبب هذا الرجل العاشق الحنون الذي تقبلها بالرغم من انه يعلم بكل ماضيها

فتحدث قلبها ليس لسانها
- سببها حاجات كثير.... منها انك السبب في كل اللي انا فيه.. السبب في فرحتي الكبيره اللي متتوصفش... السبب اني البس فستان الفرح اللي كنت فاكره بعد كل اللي حصلي اني مش هعرف البسه ابدا.. السبب اني عرفت وحسيت بالحب والحنان والدفئ الحقيقي السبب انك ساعدتني ووقفت جنبي وتقبلتني زي ماانا كده... السبب في حاجات كثير تانيه مش هعرف احكيها
مع كل حرف نطقت بيه كان قلبه يدق ألف مره في الثانيه الواحده فضحكت بسعاده لانها كانت تضع اذنها علي محل قلبه وارتعش جسدها بسبب ذبذبات دقات قلبه التي انتشرت في انحاء جسدها

ابعدها عنه برفق فتذمرت باعتراض وانزعاج لشعورها بانسحاب الارتعاش الرائع المختلط بالدفئ والحنان
فنطق لسانه بكل عشق وحب وهو يحيط وجنتيها بحنان وينظر الي عينيها
- بحبك... بحبك يااللي خطفتي قلبي
ارتمت في احضانه ورفعت راسها لتشكر الله مرارا وتكرارا علي هذا الحبيب والزوج الرائع الذي انتشلها من الظلام واخرجها الي النور
ابتعد عنها ليقول بمرح وهو يغمز بعينيه بمكر
- بقولك ايه تعالي نروح
اتسعت حدقه عينيها لتهمس بعدم استيعاب وصدمه من هذا المجنون
- نروح.. نروح ايه انت بتهزر صح

هز راسه بالنفي ليقول بجديه وهدوء
- والله بتكلم جد محدش هيأخذ باله باختفائنا الكل مركز مع احمد باشا اللي مشغول ومركز مع مراته وعمر باشا اللي مشغول ومركز مع مراته بردو.. محدش هيركز معانا علشان محدش يعرفنا اصلا من المعازيم غير قليل اووي يتعدوا علي الصوابع... فنستغل الفرصه دي ونروح بيتنا
ثم همس بجوار اذنها بمرح عاشق
- علشان عايز استفرد بيكي زي ماقولتلك
احمرت وجنتيها خجلا.. وشعرت بالحراره تجتاحها من اثر انفاسه الحاره التي ضربت اذنها... فكادت ان تفتح فمها لتعترض ولكن لم يمهلها لحظه للاعتراض... عندما شبك انامله باناملها واوقفها وجرها خلفه فابتسمت بخجل وهي تخفض راسها واستطاعوا ان يتسللوا خارج حديقه الفرح المليئه بالحاضرين بنجاح دون ان ينتبه احد لهم... وذهبوا الي بيتهم ليستطيعوا ان يغرقوا في عالمهم الخاص الملئ بالعشق والحب
---------------------------------
كانت جميله واحمد يرقصون ويتمايلون علي وقع الاغاني الهادئه ولم يتوقف احمد عن القاء همساته وكلماته العاشقه بجوار اذنها وكانت تقابل هذه الكلمات بابتسامه خجوله
فهمس بجوار اذنها بفرحه عارمه تنطق بها كل شيرين من شريانه وهو يحيط خصرها
- اخير ياطماطميتي بقيتي مراتي
ضحكت بخفوت وهي تدفن وجهها داخل تجويف عنقه وتلف يدها حول رقبته ولكنها ابتعدت عنه قليلا لتسأل بحاجب مرفوع وهي تحدق في عينيه البنيه
- هو انت ليه علطول بتقولي ياطماطميتي؟ انا كل لما ببقا عايزه اسالك بنسي
ثم اردفت بخجل ملئ بالفرح وهي تدفن وجهها في عنقه مره اخرى
- بنسي بسبب كلماتك ونظراتك اللي بتسحرني وتناسني كل حاجه

ضحك بصخب ثم قبل شعرها فابتعدت عن عنقه لتنظر بداخل عمق عينيه فهي اصبحت مدمنه لتلك النظرات والبريق اللامع الرائع الذي تلمع بيه عينيه كلما كان معاها او كلما يتم ذكر اسمها... فقال وهو يرجع خصله متمرده من شعرها الحريري البني كان علي وجهها
ثم ضغظ باصابعه فوق خدها يعتصره بخفه وهو يقول بابتسامه مرحه
- علشان كل لما بكلمك او اقرب منك او اقولك كلامي اللي بيسحر زي مابتقولي كده خدودك الحلوه اللي ببقا عايز اكلها دي بتحمر زي الطماطم علشان كده سميتك طماطميتي
"اصبحت بالفعل الان تشبه ثمره الطماطم"

فضحك بصخب فاحتضنته بكل مااوتيه من قوه من فرط فرحتها وسعادتها الكبيره التي لا توصف... فتابع بابتسامه واسعه جذابه برزت اسنانه
- شوفتي بقا ليا حق اقولك كده ياطماطميتي
ضحكت بخفوت واستمروا في رقاصهم الذي لم يخلو من كلماته العاشقه علي جميله
------------------------------

بعد مرور عده ساعات

- ممكن اعرف انتي مالك مبوزه كده ليه
قالها عمر وهو يتنهد بنفاذ صبر وضيق لعلياء الواقفه بجواره
فاشاحت بوجهها عنه وهي تعقد ذراعها لتجيب ببرود مقتضب
- مفيش ومش ممبوزه
رفع حاجبه الايسر بعدم تصديق
- لا في.. ومبوزه كمان من ساعه ما "جاسي" مشيت
حدقته بغيره وهي تصرخ بغيظ
- وكمان بتقول اسمها قدامي بعد اللي حصل يابجحتك ياخي
ضغظ شفتيه معا ليحاول كتم ضحكته ثم ابتلع ريقه وابتلع معاها ضحكاته فقال بتساؤل مزيف وهو يضيق عينيه علي ملامح وجهها المحمر من الغضب والغيره
- ليه؟ هو اللي حصل؟!

رفعت حاجبها الايسر بعدم تصديق
- والله.. يعني انت مش عارف ايه اللي حصل
هز راسه ببراءه وعدم معرفه مزيفه
فسحبت نفسا عميقا وزفرته علي مهل محاوله تهدأت ذاتها من غضبها وغيرتها التي كتموا علي صدرها بينما هو كان يتابع كل ذلك بتسليه وفرحه.... فهو يحب بل يعشق غيرتها عليه
فنظرت اليه وهي تبتسم ابتسامه واسعه كالبلهاء لم تصل الي عينيها لتتحدث من بين اسنانها
- ماشي هعمل نفسي مصدقه وهقولك ايه اللي حصل جايز مش اخذت بالك
ثم اردفت بعيون اظلمت من قسوه غيرتها
- الست اللي اسمها"جسي"

- "جاسي"
قالها عمر مصححا الاسم برقه وتسلل الي شفتيه ابتسامه مستفزه محاولا اغياظتها ولكن محت ابتسامته سريعا عندما ارتفع صوت انفاسها الصارخه بالغضب والغيره التي اقتحمت اذنه... وجهها ازداد احمرار معلنا علي انها علي حافه الانفجار
ابتلع غصه الخوف التي تكونت في حلقه ورفع كلتا يده امام وجهها باستسلام وهو يتراجع الي الخلف ليهتف محاولا تهدئتها
- جاسي او جسي مش مهم كلهم واحد المهم تكملي
اغلقت عيناها وتنفست الصعداء ثم فتحتهم لتهتف وهي تجز علي اسنانها بأعين اطلقت سهام مشتعله من الغيره
- الزفته دي بقالها يجي ساعه لازقه فيك ومش عايزه تسيبك وشغاله احضان وبوسه وهمس ولمس ومش عايزه تسكت وانت حضرتك عادي ولا منعتها ولا قولتلها حاجه وسيبها براحتها وهي كمان ولا اهتمت بوجودي كأني كيس جوفه انا

ثم همست بغيظ وهي تشير نحو ذاتها
- دا انا اللي المفروض عروستك ومراتك مش عملت كده
شهقت بفزع عندما جذبها من خصرها بيد واحده لتلتصق بصدره فحاولت التملص منه وهي تنظر حولها بخجل واحراج من الحاضرين الذين اخذوا ينظرون اليهم وهم يضحكون ويتهمسون... حاولت الابتعاد عنه اكثر من مره ولكنه شل حركتها وهو يحاصر خصرها بذراعيه القويتان ويتأمل تقاسيم وجهها بابتسامه عاشقه
فنفخت خديها لتهمس بحده
- ممكن تسيبني مينفعش كده الناس بتبص علينا
نظر عمر حوله... ليقول بعدم مبالاه وهو يهز كتفه
- مايبصوا احنا بنعمل حاجه عيب ماانتي مراتي
ثم تابع وهو يهمس بجوار اذنها بمرح ماكر وانفاسه الحاره العاشقه اخذت ترتطم اذنها
- بعدين مش الحق عليا بحاول اخليكي تعملي اللي عاملته جاسي

توردت وجنتيها خحلا.. وضعت كلتا يدها علي صدره وهي تبعده بلطف وخفه لتهمس بخجل ورقه
- اوعي كده ابعدي عني
ثم تابعت وهي تحدق بعيناه بغيره وتنكزه في صدره بعنف
- ومتشكره كفايه عليك الست جسي بتاعتك مش عايزه اعمل زي حد
ثم اشاحت بوجهها ولكنه مازال يحيط خصرها... فمد انامله اسفل ذقنها ليدير وجهها بلطف ورقه بالغه
فابتسم بلطف وهو يحدق مباشره بعينيها ليرسل كلماته التي ستبعثر حاله قلبها اكثر
- اولا الست جاسي او جسي مش بتاعتي اللي بتاعتي فعلا انتي وبس

استطاع ان يزيل غضبها وغيرتها بكلماته التي ضربت قلبها مباشره وجعلته يرتجف يقشعريره الحب التي تسللت الي انحاء جسدها ليس قلبها فقط
ثم اردف وعينيه تجول علي انحاء وجهها بعشق
- ثانيا دا بقا انا مالي ومال جاسي وانتي عارفه طبعا اني مكنتش مهتم باللي بتعمله
نطقت في غيره متلعثمه وعينيها مثبته علي عينيه الزرقاء الصافيه كالبحر فغرقت في بحر عينيه الصافيه العاشقه
- اومال سبتها تعمل اللي بتعمله دا ليه وتلزق فيك
ظهر علي شفتيه ابتسامه مرحه
- علشان اغيظك واخليكي تغيري عليا علشان بحب غيرتك اوووي لا بموت فيها زي ماانا بموت فيكي

الجم لسانها ولم تستطيع النطق بل ظلت تنظر اليه كما كانت ولقد اضافه ابتسامه رائعه علي ثغرها اطاحت بعقله... مما جعله يقترب اكثر من وجهها بانفاسه المضطربه التي لفحت صفحه وجهها الابيض فكاد ان يلامس ثغرها ولكن قاطعه والده الذي قال بمرح ماكر
- مستعجل علي ايه اصبر شويه لحد ما الفرح يخلص وتروح وبعد كده اعمل كل اللي انت عايزاه
دفعته في صدره وابتعدت عنه وهي تخفض راسها خجلا فتأفف عمر وصاح بغيظ وغضب مكتوم من بين اسانه وهو يحيط كتفها
- هو محمد او خديجه سلطوك عليا ولا ايه يابابا
ضحك والده بصخب الذي كان يحمل كأس العصير بين انامله

فرفعت علياء راسها واخذت عينيها تدور في انجاء المكان تبحث عن احد فسألت متعجبه
- اومال فين محمد وخديجه... بقالهم كثير مختفين
عقد عمر مابين حاجبيه بحيره واستغراب
- ايوه صح بقالهم كثير مختفين
- علشان روحوا البيت
قالها احمد الذي اقترب منهم الي ان وقف امامهم مباشره وهو يحيط خصر جميله بتملك
فسأل عمر ووالده وعلياء في آن واحد
- روحوا ازاي
رفع احمد هاتفه امام وجه عمر بعد ان اخرجه من جيبه فقرأ عمر الرساله بنبره عاليه وهو يضيق عينيه علي شاشه الهاتف
- احمد باشا انا هروح انا وخديجه....علشان خديجه تعبت وزهقات وعايزه تروح وانا كمان زيها... بس كملوا انتو اليوم عادي مافيش حاجه تقلق

- انا حبيت ذكاء محمد جدا اكيد دي حجه علشان يعرف يروح ويخلع بدرى هو ومراته من الفرح... مستعجل اووي
قالها والد عمر الذي ابتسم باعجاب ماكر فهو يتحدث اللغه العربيه جيدا جدا مثلهم فهو لم يتناسي ك"جنا" اللغه العربيه ابدا بالرغم من انهم يعيشون في امريكا ولا يهبطون الي مصر إلا قليلا
هز عمر راسه مؤيد حديث والده
yes dad -
انا متفق جدا معاك... اكيد عمل كده... ازاي انا مفكرتش كده زيه.. ابن ال ايه ذكي جدا ومحظوظ كمان علشان عرف يطلع من غير مانشوفه.... الحظ واقف معاه في كل حاجه
احمد بشفقه وتعاطف وهو يهز راسه باستغراب
- ياعم حرام عليك انت شغال قر علي الواد في يوم فرحه وبعدين مش جايز زي مابيقول فعلا... بلاش نظلمه

عمر وهو يهز راسه بالنفي ليهتف بتأكيد
- لا لا هو فعلا عمل كده زي مابابا قال
هز راسه بيأس وهو يضحك... فضحك معاه الجميع
اردف عمر بلهفه وحماس
- بقولكم ايه ماايه رايك نقفل الفرح لحد كده نقول للمعازيم الفرح خلص او نقول ان ايه حد مننا تعب زي ماعمل محمد ونروح علشان انا زهقات وتعبت وعايز اررررررررتاح
شدد علي حروف كلماته الاخير وقالها ببطء شديد وهو ينظر الي علياء بشقاوه وخبث اشتعل وجهها بالاحمرار الشديد واخفضت راسها

بينما قال احمد وهو ينظر الي جميله كالمخدر... ولكن ليس ايه مخدر...اجمل مخدر يأخذه لانه مخدر معبأ بالعشق والحب
- وانا موافق علشان كمان زيك عايز ارررتاح
اشاحت جميله بوجهها المحمر للغايه وهي تغرز اسنانها بشفتيها من الخجل فشدد من قبضه يده الملتفه حول خصرها وهو يضحك بخفوت ويتطلع الي وجهها المحمر بعشق فهتف والد عمر باعتراض
- لا طبعا انتو بتقولوا ايه مفيش مرواح لسه اليوم طويل وبعدين انا مستني اليوم دا من زمان تقوموا انتو تعملوا كده وتخلصوا اليوم بدرى بدرى لا طبعا مستحيل دا يحصل وانتو كده كده هتروحوا وهترتاحوا مستعجلين علي ايه بقي

تأفف عمر بحنق وهو يحرك كلتا يده بعشوائيه من الغيظ
- هو انت مفيش غير في بؤك غير كلمه مستعجلين.. مستعجل.. ايوه ياعم احنا مستعجلين جدا كمان.. وعايزين نروح صح يااحمد
قال جملته الاخير وهو يحدق بأحمد الذي ربت بقوه علي كتف عمر ليجيب وهو يهز راسه بنبره رجوليه خشنه
- ايوه ياعمر انا معاك وعايز اروح بردو

فهتف والد عمر علي ماجده وهاجر الذين اقتربوا منهم... ليتحدث بعدم رضا واعجاب وهو يشير بيده التي اخذت تنتقل عليهم
- الحقوا شوفوا المجانين عايزين يعملوا ايه عايزين ينهوا الفرح ويمشوا المعازيم ويروحوا وبقولهم لسه بدرى مفيش فايدة
نطقت ماجده في لهجه معترضه
- يروحوا مين لسه بدرى فعلا
ثم سحبت ذراع جميله بقوه ولكن احمد منعها وهو يشدد من قبضته حول خصر جميله ليسحبها مره اخرى بجواره ليلتصق جسدها بجسده... فهو من بادئ عروسهم وهو هكذا لا يود ان يبتعد عنها ولا يود ان تبتعد عنه ابدا كأنها احدي ممتلكاته الخاصه المميزه لا يستطيع ان يفرط فيها ابدا لأي احد كان حتي والدته... فماذا يفعل في جمالها الفائق في فستانها الابيض الذي جعلها كالملكه المتوجه علي عرش قلب حبيبها احمد... مما جعله يغار بشده بل بقسوه ويود ان يخفيها بين احضانه وضلوعه عن جميع الأعين المسلطه عليها باعجاب وانبهار

فهتف في تساؤل وهو يرفع حاجبيه في حيره واستغراب
- في حاجه ياماما.. بتسحبيها مني ليه
ضحكت ماجده بصخب بل ضحك الجميع معاها... بينما جميله ضحكت بخفوت وشعرت بقلبها يكاد يقفز من قفصها الصدرى ويقبل احمد ويحتضنه من الفرحه التي جعل دقات قلبها تزداد اكثر واكثر لانها علمت بأنه لا يود ان يتركها ويود ان تظل بقربه... كما هي تود
- في ايه يااحمد هو انا هأكل بنتي ولا هخطفها
قالتها ماجده باندهاش ممزوج بالمزاح محتفظه بابتسامتها الصغيره
ثم تابعت وهي تنظر الي ياسمين بحنان
- تعالي يا ياسمين انا كنت جايه كده كده علشان اخدك واعرفك علي ناس صحابي عايزين يتعرفوا عليكي هتحبيهم اووي

- ماشي وانا جاي معاكم
قالها احمد بلهفه الذي مازال يحيط خصر جميله فابعدت ماجده يده الملتفه حول خصرها بقوه.. فزمجر بانزعاج واحتل العبوس والانزعاج الواضح ملامح وجهه
فقالت بهدوء ومرح وهي تجذب جميله لتقف بجوارها
- دول اصحابي البنات هتيجي تعمل ايه مع ستات كبيره انا عايزه جميله بس.. وبعدين انا سيبهالك من ساعتها
ثم اكملت وهي تقترب وتقبل جبينه بحنان
- شويه وهرجعها
ثم جرتها خلفها دون انتظار رد فنظرت جميله الي الخلف اثنا سيرها والقت الي احمد نظره حزينه لانها لا تود الابتعاد عنه ولكن ظلت تسير بجوار ماجده الي ان اختفوا عن الانظار

فتنهد احمد بضيق وفعلت هاجر مثل ماجده وسحبت علياء من ذراعها لتعرفها علي احدي المعازيم الذي تعرفت عليهم للتو.. فتذمر عمر وعبس وجهه مثل احمد فوقفوا بجوار بعضهم البعض بملامح حزينه
فربت والد عمر علي اكتافهم ليقول بتعاطف محاولا ان لا يخرج ضحكاته
- متزعلوش اووي كده كلها شويه وهيجوا
- ما كل دا بسببك يابابا كان لازم تنادي عليهم كان زمانا روحنا بيهم
صاح عمر بتلك الكلمات وهو يلوي شفتيه بانزعاج وحنق
فكاد والده ان يتحدث ولكن هتف عليه والد إيثان فتركهم وهو يضحك بصخب بسبب ملامحهم الحزينه العبسه كالاطفال فظلوا كما هم واخذوا يتمتمون بكلمات غاضبه الي ان انشغلوا مع بعض رجال الاعمال ومن ثم اضمت اليهم اخيرا محبوبه كل منهم مره اخرى... ليكملوا يومهم مابين كلماتهم وهمساتهم وراقصاتهم العاشقه اللامنتهيه
-------------------------
بعد مرور عده ساعات

انتهاء حفل الزفاف وعاد المعازيم الي منزلهم
وعاد كل زوج بمرفقه زوجته الي منزلهم الجديد.... فمنزل احمد وجميله لا يقل فخامه وجمال عن الفيلا الذي كان يمكث فيها احمد في مصر بل منزله هذا افخم واروع بكثير من الفيلا فكان كالقصر تماما... وكان منزل عمر وعلياء الذي لا يقل فخامه ايضا عن منزل احمد وجميله بجوار منزل احمد وبجوار منزل عمر كان يتواجد منزل محمد وخديجه البسيط وبجوارهم اخيرا منزل جنا... اما والد عمر فكان يمكث بالقرب منهم في احدي الشوارع المجاوره.. بينما هاجر كانت تمكث بالقرب منهم ايضا في احدي الشوارع المجاوره في منزلها البسيط... بينما ماجده وملك يمكثون مع احمد وجميله ولكن قرروا اليوم تركهم بمفردهم وقرروا ان يمكثوا في منزل هاجر....

وعندما جاءوا اتفقوا علي عدم ازعاج خديجه ومحمد ولكن كان عمر معترض في بادئ الامر فهو يود ان يزعجه كما فعل محمد معاه في احدي المرات وخديجه ايضا ولكن بعد الحاح احمد والجميع وافق وذهب الي منزله برفقه زوجته

"هم جاهدوا في الثلاث شهور الماضيه بان تكون منازل الجميع بجوار بعضهم البعض ليستطيعوا المكوث معا دائما والجلوس معا
هم اصبحوا اسره واحده مترابطه لا يستطيعون ان يبتعدون عن بعض"
--------------------------
- ياطماطميتي انتي محتاجه مساعده
قالها احمد لجميله وهو يطرق علي باب مرحاض غرفتهم بعد ان طال تأخرها
فتحت باب المرحاض وهي تخفض راسها بخجل فهمست بنبره بالكاد وصلت الي مسامع احمد بسبب خجلها الذي استولي علي نبرتها ايضا
- سوستة الفستان مش عارفه افتحها
هتف احمد وابتسامه مرحه صغيره نمت علي شفتيه وهو يهز راسه ببطء
- كنت متاكد ان دا هيحصل كلكم كده فعلا
رفعت راسها سريعا ويالله ملامح الخجل محت بسرعه فائقه كسرعه البرق وجاء مكانها الغضب والشراسه مما جعل احمد يظن بان عقله الباطل خيل له بانها كانت خجوله منذ قليل.... فسألت في لهجه بطيئه خلفها قنابل من الغضب والغيره وضيقت عينيها علي ملامح وجهه بشك مريب اخذ ينهش في قلبها
- وانت عرفت منين؟ ومتأكد ازاي؟

ضحك احمد بقوه وهو يتراجع براسه الي الخلف ويضع يده علي معدته عندما شاهد انقلب حالتها مائه وثمانون درجه مما جعلها تدبدب بقدمها بالارض كالاطفال من اثر شاحنات الغيظ والغضب التي ملأت جسدها وجعله ساخن للغايه.. فتوقف عن الضحك ووضع كلتا يديه علي كتفها ونطق بنبره هادئه حنونه مازال يتواجد بها اثر ضحكاته التي تركت ابتسامه خفيفه علي شفتيه
- ماما ماجده قالتلي كده.. قالتلي كلهم مش بيعرفوا يفكوا سوسة الفستان... فقالت اساعدك في الموضوع دا

ارتخت ملامحها وانسحب كل غضب وشك وحل مكانه الخجل مره اخرى بالإضافة الي الإحراج بسبب مافعلته.. فاخفضت راسها لانها لا تستطيع النظر اليه بسبب ماقالته ومحاوله التهرب من نظراته المليئه بالحب والرغبه الفاضحه التي كانت ان تخترق كل عضله في ملامح وجهها... فمد انامله اسفل ذقنها بكل رقه ليرفع راسها ويستطيع ان يحاصر عيناها ليرسل لها... كم هو يحبها ويعشقها وحبه وعشقه لن ينتهي ابدا الا عندما تنتهي حياته
فتحدث في تساؤل مرح وانفاسه الحاره ترتطم كموج البحر في وجهها
- ايه من اولها كده شك؟!
لم تستطيع ان تجاوب عليه فظلت تنظر الي داخل عمق عيناه مستمتعه بتلك النظرات التي تأخدها في رحله رائعه ممتعه مليئه بالدفئ والحب الذي يغمرها هي وقلبها

فتحركت شفتيها محاوله منها ان تطلق كلماتها المتلعثمه ولكن بدل ان تطلق كلماتها اطلقت شهقه صغيره عندما شعرت بانامله الخشنه تسحب سحابه فستانها ببطء شديد حيث كان متعمدا ان تلامس انامله ظهرها الناعم مما جعلها تغلق عيناها بسبب القشعريره الرائعه التي كانت تسري في جسدها متأثره بملامسته التي جعل قلبها يكاد يتوقف عن النبض بسبب سرعه دقاته التي ملأت اركان الغرفه وكادت ان تصم اذنها هي واحمد .. فقام بطبع قبله رقيقه علي جانب شفتيها ومازال يده تفك سحاب الفستان اصابعه تلامس ظهرها العارى فشعرت بان قدمها كالهلام لا تقويان علي حملها فكادت ان تسقط ولكن حملها احمد في غمضه عين عندما شعر بارتخاء جسدها وجعلها تستلقي علي الفراش واستلقي بجوارها وهمس بجوار اذنها بانفاسه المتقطعه العاشقه
- بحبك
ثم اخذت شفتيه تقبل كل إنش في وجهها عده قبل متفرقه مليئه بالحب والحنان الذي اذابها وجعلها تتناسي خجلها وتستجيب لقبلته المجنونه بالحب التي هبطت للتو علي شفتيها فغرقوا في بحور عشقهم الحلال اللامنتهي بحور كان ينتظرها كل منهم ليتسمتع بالدفئ والحنان الذي سيغمر جسدهم غرقوا في بحور عشقهم الحلال اللامنتهي..

-----------------------
- ياعلياء ياحبيبتي بطلي عناد وخليني افك سوستة الفستان
قالها عمر لعلياء فكان يتحدث بصوت منخفض ببطء وكانه يتحدث مع طفل ويحاول اقناعه بأمر ما
صاحت علياء الواقفه امامه باعتراض وعناد وهي تعقد ذراعها
- قولتلك لا نادي علي هاجر او ايه حد تاني
ضربب كف بكف ليصيج بنفاذ صبر وانفعال
- لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انادي علي حد تاني ليه
ثم اكمل وهو يرفع كلتا يده معا امام وجهها ويهزها بعنف
- وايد جوزك سليمه وتقدر تفكها في ايه بقا مالك

لم تعلم بماذا تجيبه فهي تعلم بان معاه كامل الحق ولكن ماذا تغعل في خجلها وتوترها الزائد الذي اجتاح جسدها وعقلها... فنطق لسانها في اول شئ طرق علي عقلها الذي توقف عن العمل تمامآ
- انت قليل الادب علفكره
فغر فمه وكاد يسقط فكه من الصدمه الكبري التي صعدت الي ملامح وجهه واخذ يهز راسه يمينا ويسارا بعدم استيعاب ثم حدث نفسه في سره ومازال بنفس الوضعيه
- هي البت دي مجنون انا قولت ايه علشان تقول قليل الادب..هو انا لما ابقي عايز افك سوسه الفستان ابقي قليل الادب.. اومال اللي جاي واللي هتشوفه مني هيبقي بالنسبه لها ايه

اغلق فمه واغلق عيناه وسحب نفسا عميقا ثم زفره علي مهل وبطء شديد وزفر معاه صدمته وانفعاله.. ففتح عيناه ورسم ابتسامه خفيفه ولكنها جذابه... فهتف في لهجه لطيفه منخفضه وهو يشير اليها بالتقدم
- خلاص تعالي ياعلياء مش هفك حاجه تعالي نقعد علشان انا تعبت من الوقفه اللي واقفها بقالي ساعه دي
تقدمت خطوتين بتردد ثم تراجعت مره اخرى سريعا فكانت كالفريسه الخائفه من الاسد المفترس الواقف امامها الان
ولكن تقدم سريعا وجذبها من ذراعها لتلتصق بصدره في غمضه عين... فقال بمزاح وابتسامه مرحه زينت ثغره
- في ايه مالك هو انا هاكلك يالولو
ارتجف شفتيها وحاولت ان تفتح شفتيها المرتجفه لتطلق كلماتها... ولكن اطبقت شفتيها بقوه واتسعت عيناها في محجريهما علي وسعهم....وشعرت برجفه كهربائيه تسري في كل عرق من عروقها

وكل ذلك عندما شعرت بيده بدات في التحرك لتفك سحاب الفستان ببطء شديد فانتفضت كإنها التسعت من لدغه عقرب ودفعته في صدره بقوه لتصرخ بتوتر بانفاس مضطربه وصدرها يعلو ويهبط بسبب دقات قلبها التي اخذت تضرب بداخل صدرها بعنف
- مش بقولك انت قليل الادب
ثم اكملت بعدم وعي وبدون عقل فلقد فقدت عقلها بسبب توترها وخجلها
- اقولك علي حاجه حلوه طلقني احسن
صرخ عمر بإنفعال وصدمه كبيره لم يستطيع عقله ان يستوعبها
- نعم ياختي هو انا لسه اتجوزتك علشان اطلقك

انفجرت في البكاء بسرعه كسرعه البرق
فاغلق عينيه وهو يضغط باصبعه علي انفه واخذ يستغفر الله مرارا وتكرارا علي هذه المرأه التي ستفقده عقله وتجعله يجن علي الاخير بسبب ماتفعله وماتتفوه بيه في يوم مثل هذا... ففتح عيناه وتنفس بعمق لتهدأت ذاته فوصل تنفسه القوي الي مسامعها مما جعلها تبكي اكثر لانها تعلم بانها زادت في رده فعلها بسبب خجلها وتوترها الذي اطاح بعقلها فاقترب منها واخذها في احضانه
وجلس بها علي الفراش وهو يحتضنها فهمس بلطف وهو يربت علي ظهرها بكل ذره حنان يمتلكها محاولا تهدئتها
- هش هش خلاص اهدي ياحبيبتي انا اسف

استكانت بين احضانه ولفت يداها حول خصره بقوه... فحدث نفسه في سره بشرود
- اكيد حد بصلي في الليله دي.. ولا يكونش حد من البنات اللي كانوا في الفرح اللي بيحبوني زي جاسي حطولها حاجه في العصير وخلوها تبقي كده والله ممكن
نفض راسه ليطرد هذه الافتراضات السخيفه.. ثم استعاد عقله رشده وعلم اخيرا لماذا هي بهذه الحاله؟ بالطبع لانها متوتره وخائفه
ابعدها عنه عندما شعر بارتخاء جسدها ولم تعد تبكي
فهمس برقه ولطف بالغ وهو يحيط وجنتيها بين كفيه بدفء
- بقيتي احسن

هزت راسها واخفضت راسها خجلا واحراج لتهمس بأسف بعد ان جاهدت في طرد هذا التوتر والخجل
- انا اسفه علي اللي قولته بس انا يعني
ثم غرزت اسنانها في شفتيها فابتلع لعابه بصعوبه ورغبه جامحه سيطرت عليه وكاد ان يقترب براسه ليتلع شفتيها ولكن ترجع مره اخرى وكبح هذه الرغبه التي اظلمت عيناه داخل صدره لانه يعلم انها تشعر بالتوتر فيجب ان يهديها اولا... فمد انامله اسفل ذقنها ليرفع راسها ليهمس بكل بأسف وادب عكس مايدور بداخله من حروب كبيره لكبح تلك الرغبه التي تحاربه لتخرج
- عارف انك متوتره وانا اللي اسف وحمار علشان مش ادركت دا وحاولت افك السوسه من غير مااستأذنك

دفنت وجهها في صدره ولفت يدها حول خصره دون ان تنطق بحرف.. فعانقها هو ايضا واغلق عيناه وشدد من احتضنها اكثر فكان يود ان يخفيها بين احضانه بشده.. فظلوا هكذا فتره يستمتعون بدفء هذه اللحظه ثم ابتعد عنها ليقول وهو يضع يده علي معدته بابتسامه مرحه
- ايه رايك ناكل اصل انا جعان اووي وانتي اكيد كده جوعتي بردو
هزت راسه موافقه
فنهض وجلب الصينيه المليئه بالطعام الشهي التي كانت موضوعه علي الطاوله ووضعها علي حجره فرفض واعترض بان تاكل بمفردها واخذ يطعمها كالام التي تطعم ابنتها بكل حنان ورقه ولم تخلو من إلقاء كلماته العاشقه ولمسات انامله الرقيقه الناعمه علي جميع انحاء وجهها الذي اشتعل احمرار اكثر.. انهوا الطعام.. فاحاط وجنتيها بين كفيه... ليسأل بلطف
- شبعتي

هزت راسها موافقه.. فلقد انعقد لسانها وتبخر ماتبقي من عقلها واصبحت كالمسحوره.. فكانت تنظر الي عينيه التي سحرتها بنظراتها العاشقه
فبدأ في تمرير اصبعه ببطء علي انحاء وجهها حاجبها.. عينيها التي اغلقتها.. انفها.. وجنتيها وشفتيها المرتجفه.... فهمس بجوار اذنها بانفاسه اللاهثه الساخنه
- ينفع افك سوستة الفستان بقا
هزت راسها موافقه فكانت كالمخدره فهو اعطها مخدر قوي بلمساته الناعمه ولطف حديثه وتعمله معاها... ففك سحاب فستانها ببطء وهمس امام شفتيها بانفاس تنطق بالعشق فقط
- بحبك يامتعبه قلبي
ثم افترس شفتيها في قبله عميقه شغوفه ليخبرها فيها عن مدي حبه الكبير لها فاستقبلت تلك القبله بترحيب وسعاده كبيرة وبادلته اياها بعشق بعد ان طردت خجلها فغرقوا في عالمهم الخاص الوردي الملئ بالحب والعشق
---------------------------

بعد مرور عشر سنوات

في حديقه احمد الخاصه بمنزله في مدينه امريكا
كانت ضحكات الاطفال تملئ الحديقه بالبهجه والسرور والسعاده الكبيره
فلقد انجبت جميله من احمد"ادم ومليكه" توأم ذو ثمن سنوات.. كما انها حامل الان في شهرها الثالث
بينما علياء انجبت من عمر"ادهم" ذو ثمن سنوات و"ريتاج" ذو ثلاث سنوات
اما خديجه انجبت من محمد"ياسر" ذو تسع سنوات وهي الان حامل في شهرها الخامس

بينما ملك لقد تزوجت من طبيب مصري لكنه يعيش هنا في امريكا وانجبت "يحيا وميرا" توأم ذو ثلاث سنوات... فلقد تزوجت بعد سنتين من زواج احمد وجميله
اما جنا لقد تزوجت من إيثان بعد معاناه ومحاولات كثيره منه فهو لم ييأس لانه واثق بان حبه سيفوز بالاخير.. ونعم فاز حبه علي عنادها وتذمرها ووقعت جنا اسيره حبه
وانجبت منه ابنتها ميلدا ذو الست سنوات
وتزوجت في ذات اليوم الذي تزوجت فيه جنا واقاموا عروسهم معا

بينما هاجر شقيقه علياء تزوجت من احدي زملائها في شركه احمد واقامت عرسها ايضا مع جنا وملك في ذات اليوم.. لكنها تأخرت في الإنجاب بسبب بعض الظروف الطبيه ولكن لم يتخلي عنها زوجها فهو يعشقها ويحبها.. فظل واقفا بجوارها عندما كانت تتلقي العلاج كل تلك السنوات.. وبالفعل جلب العلاج نتيجه واصبحت حامل الان في شهرها السادس
وكان الجميع يعيشون بالقرب من منزل احمد وعمر ويجلسون معا دائما ويتشاركون الحديث والاسرار... فاصبحوا عائله واحده مترابطه لن يستطيع احد تفريقهم ابدا

ولكن لم يقطعوا اتصالهم بسعديه وسميره وحمدي... فكان يتحدث الجميع معاهم دائما خاصتا جميله كانت تتحدث كل ليله مع سعديه وسميره وقمر وتقي الذين خرجوا من الدار وتزوجوا ايضا... فهي لم تتناسي عائلتها التي ربتها لانها وجدت عائلتها الحقيقه.. ولم تمانع ماجده ذلك بل كانت تتحدث معاهم ايضا...ولكن سمير لقد توفي بعد زواج احمد وجميله بخمس سنوات.. توفي في بلدته الريفيه.. توفي والتحق بزوجته المتوفيه سميه... كما تمني وكما ارد منذ ان توفت
فحزنوا الجميع وبكوا بشده... هم بالطبع لن ينسون مافعلته سميه... فمن دونها لظلت الحقيقه مختبئه ولم تنكشف ولن يكونوا عائشين الان بكل هذه السعاده... فسيظلوا خالدين في قلوبهم التي تبكي كل ليله عليهم

كانت علياء تركض خلف طفلتها ريتاج التي تبلغ ثلاث سنوات
فتحدثت برجاء من بين انفاسها اللاهثه
- خلاص بقا ياريتاج كفايه لعب وتعالي
توقفت ريتاج عن الركض والتفتت لتنطق بصوت طفولي وهي تخرج لسانها
- لا
ثم ركضت في اتجاه اخر في الحديقه وهي تتضحك بسعاده
شهقت علياء وسارت وهي تدبدب بقدمها في الارض من شده غضبها وغيظها من ابنتها الشقيه التي اصبحت تتعبها ولا تستمع الي حديثها... جلست بجوار عمر الجالس بجوار ادهم ابنه الذي يبلغ ثمن سنوات
لتصرخ وهي تخبط علي فخذيها بغيظ وحنق
- عجباك بنتك ياعمر بقولها تبطل لعب وكفايه لحد كده... مش سمعت الكلام لا وبطلع لسانها
ضحك عمر بمرح
- ماتسيبها تلعب انتي عايزه منها ايه

تطلعت اليه بأعين كادت ان تحترق من الغيظ والغضب.. فهو يدلل اولاده كثيرا ويجعلهم يفعلون مايشاءون عكس علياء الصارمه لكنها بالطبع حنونه ايضا علي اولادها... ففتحت فمها لتطلق توبيخها لكن ظل فمها مفتوح دون ان تنطق او تصدر صوت وهي تنظر الي ادهم بعيون اتسعت بشده من هول الذهول والصدمه الذي صعد علي ملامح وجهها.. فكان ادهم ينظر الي مليكه ابنت احمد وجميله التي تقف في زاويه بمفردها وتنظر اليه بخجل وحب طفولي بالرغم من صغر سنها عندما غمز لها ادهم وبعث لها قبله في الهواء وهو يرمقها بعيونه الزرقاء الصافيه كالبحر التي امتلاكها عن والده فكان يرمقها بنظرات حب طفوليه لكنها صادقه نقيه

هزت علياء كتف عمر بقوه لتهمس ومازالت بنفس الوضعيه
- عمر شايف ابنك بيعمل ايه
نقل عمر نظراته بين ادهم ومليكه
ليتحدث بابتسامته المرحه المعتاده بكل بساطه وسرور
- بيعمل ايه... ابني بيحب
نظرت اليه بفم فاغر واردفت وهي تهز راسها بيأس
- مافيش فايده فيك هتفضل مدلع ولادك دايما كده
ثم اكملت من بين اسنانها باستنكار وحنق وهي تتضربه بقوه علي كتفه
- وبعدين بيحب ايه!!! ولا قصدك بتاع بنات وقليل الادب زي ابوه
- مراتك عندها حق في كل كلمه فاحسلك بقا ابعد ابنك عن بنتي
قالها احمد وهو يتقدم منهم ويرفع حاجبه الايسر الي الاعلي بتحذير وتهديد

بينما ادهم كان في عالم اخر تماما... عالم نقي صادق وصافي ملئ بالحب الطفولي ومازال يسلط انظاره علي تلك الواقفه تنظر اليه بين الحين والاخر بخجل وتردد بعيونها العسليه البريئه التي امتلاكتها عن والدتها التي لا تقل براءه عنها الي حتي الان... ولكن انتشله احمد من عالمه الذي يعشقه ذلك الطفل عندما ضربه خلف رأسه بغيظ... نظر اليه ادهم وتبدلت ملامحه الي غضب طفولي واخذ يحك مؤخره راسه.. فكاد عمر ان يصرخ في احمد وهو يحيط كتف صغيره.. ولكن ركض صغيره ادهم نحو مليكه التي استقبلت ركضه بابتسامه ترحيب بريئه رائعه زينت ملامح وجهها الطفوليه البريئه... فشبك انامله باناملها وركضوا معا في اتجاه اخر في الحديقه الواسعه بعيدا عن انظار الجميع.. ليستطيعوا ان يستمتعوا بعالهم الطفولي البرئ دون ان يقطعهم احد

- شوفت ابنك ولا عبرني ولا حتي لم نفسه لما ضربته... لا وكمان اخذ بنتي عيني عينك كدا البحج... ماهو بجح زي ابوه
صاح احمد بتلك الكلمات بغيظ وانزعاج والذهول احتلت ملامح وجهه الوسيم وهو يحدق عمر الجالس بكل استرخاء وراحه وابتسامه مستفزه مرحه تزين ثغره
ولكن اعتدل في جلسته وهو يتأفف بانزعاج وغضب وينقل نظراته بين علياء الجالسه بجواره ومازالت تنظر في اثر ادهم ومليكه بأعين اخذت ترمش عده مرات بسبب عقلها الذي لا يستوعب حتي الان مافعله ابنها الطائش وبين احمد الذي احتدت نظراته اكثر في غضب وغيظ هادر
- انتو في ايه مالكم هتقعدوا تشقطوني لبعض... شويه انتي تقولي ماهو طالع زي ابوه قليل الادب وبتاع بنات وشويه حضرتك تقول لا ماهو طالع بجح زي ابوه.. وبعدين الكلام دا كان ايام زمان وانتو عارفين كده كويس

ثم اكمل ولكن تغيرت ملامحه المنزعجه الي ملامح زوج عاشق يحب زوجته بل يعشقها الي حد الجنون واحتضنن كفها بين كفيه بكل ذره دفء وحب يملكها في خلايا جسده التي مازالت وستظل تصرخ بحبها هي فقط ونظر داخل عمق عيناها
- كنت كده قبل مااقابل حبي الاول والوحيد وزوجتي الاولي والاخيره علياء ام ولادي

استطاع ببراعه فائقه ان يسحب ويمتص كل غضب وانزعاج كانت تكبته بداخلها ويحل محله الهدوء والسعاده وجعلها تتناسي كل شئ تتناسي مافعله ابنها المجنون كوالده وتتناسي ابنتها الشقيه وتتناسي احمد الذي يتطلع اليهم وابتسامه واسعه برزت اسنانه تظهر علي شفتيه وهو يهز راسه بقله حيله.. كما انه استطاع ان يجعلها تضحك... فكانت ضحكتها كالشمس الساطعه الضاحكه التي تنير ايه ظلام فمازال كما هو يستطيع ان يبدل ويهز كيانها بكلماته العاشقه الذي يلقيها عليها طوال هذه السنوات مرارا وتكرارا دون ان يمل

- طنط علياء.. عمو عمر
هتف بها ياسر ابن خديجه ومحمد ذو التسع سنوات الذي كان يسير نحوهم
انتفضت علياء كالملسوعه وسحبت كفها من بين كف عمر سريعا وقد استعاده رشدها ونضجها كامرأه وأم تبلغ واحد وثلاثين عاما وليست كفتاة كانت تبلغ منذ قليل الواحد وعشرين عاما وكل ذلك بسبب زوجها العاشق عمر
اجابت علياء في تلعثم
- ايوه.. ي.. ا.. ياسر.. ف.. ي.. حاجه
اما عمر فقد تأفف بغضب وحنق وهو يتمتم بكلمات غاضبه ويرمق ذلك الصغير الواقف امامهم بكل ثبات بنظرات معبأه بالغيظ والحده
بينما ضحك احمد بصخب وشماته
سأل ياسر بثبات وهدوء
- هي فين ريتاج؟
- وانت بتسأل ليه ان شاء الله؟
سأله عمر سريعا وهو يرفع حاجبه الايسر الي الاعلي باستنكار

اجاب ياسر ببساطه وهو يتنهد بنفاذ صبر بسبب غباء عمر
- هكون بسأل ليه؟! اكيد علشان عايزها معروفه
ضحك احمد بصخب بينما لم تستطيع علياء السيطره علي ضحكتها التي ملأت ارجاء المكان بسبب ذلك الصغير الذي يمتلك لسان جرئ فهي لا تعلم هو من يشبه فهو لا يشبه خديجه ومحمد ابدا في تصرفاته وافعاله ولكن يشبه محمد في الشكل فهو نسخه مصغره منه
هب عمر من مكانه فلم يستطيع ان يمانع غضبه وغيظه الذي سيطر علي كيانه وجوارحه وكل ذلك بسبب صغير ذو تسع سنوات استطاع ان يفعل ذلك لعمر ذو ثمن وثلاثين سنه... انحني عمر ليصل الي مستواه وامسك باقه قميصه
ليهمس ببطء شديد وهو يصر علي اسنانه
- وعايزها في ايه ان شاء الله

- ابني بتعمل ايه في ابني الغلبان ياعمر باشا
صرخ محمد بطريقه مسرحيه بتلك الكلمات وهو يركض نحوهم وخلفه خديجه التي تضع يدها علي بطنها المنتفخه وعلامات الاستغراب والاستفهام استولت علي ملامحها كليا
فهب احمد واقفا بلهفه عندما شاهدت عيناه التي امتلأت علي الفور بمشاعر عاصفه معبأه بالكثير والكثير من العشق والحب نابع من قلبه التي مع كل دقه من دقاته تنطق باسمها هي فقط مرارا وتكرارا دون ان تمل ابدا..

فكانت تلك الحسناء التي بدلت وهزت كيانه تسير خلف خديجه ومحمد وتضع يدها علي بطنها المنتفخه... فلقد زادها الحمل جمالا فوق جمالها... واضاء وجهها اشراقا وبهجه فاصبحت نسخه من القمر البدر الذي يزين السماء بل اصحبت هي كالقمر البدر الذي يزين حياة زوجها احمد... وماهي الا زوجته ياسمين"جميله" التي استطاعت ان تفعل كل ذلك"... زوجته الذي مازال وسيزال يعشق ويحب كل تفصيله فيها... ولن يتوقف عن عشقها الي ان يتوقف قلبه الخافق باسمها عن نبضه

اقترب منها الي ان وقف امامها مباشره وقبل جبينها قبله تتحدث بالحب والحنان
ثم اسندها واجلسها بكل رقه ولطف علي احدي المقاعد وجلس بجوارها وهو يلف يده حول خصرها بكل تملك وحب فاسندت راسها بكل راحه علي كتفه العريض وابتسامه صغيره سعيده تعلو شفتيها فهو هكذا دائما يهتم بها في كل حمل ويتحمل مزاجها المنقلب وطلباتها الغريبه بسبب هرمونات الحمل ولكن ليس في حملها فقط بل في جميع الاوقات فهو منذ زواجهما لم يتوقف علي ان يغمرها بكلماته العاشقه ولمساته العاشقه وافعاله العاشقه لها هي فقط...

- بقولك ايه ابعد ابنك عني انا وعائلتي كلها انا بحذرك اهو يامحمد مش انت وابنك عليا بقا
صاح عمر بتلك الكلمات وهو يرفع اصبعه الاوسط ويهزه بتحذير غاضب امام وجه محمد الذي عقد حاجبيه بحيره واستغراب وهو يحيط كتف صغيره ياسر الذي يرمق عمر ببرود العالم كله
امسكت علياء الجالسه ذراعه بقوه لتحثه علي الجلوس بعنف مره اخرى بجوارها
فسألت بنبره حائره وهي تنظر اليه
- ايه ياعمر في ايه مالك ايه اللي حصل لكل دا
- اه صحيح هو حصل ايه ابني ياسر عمل ايه؟!
قالتها خديجه بأعين متعجبه متسائله وهي تجلس علي احدي المقاعد
اجاب عمر بإنفعال وغيظ
- ابنكم بيسأل علي ابنتي ريتاج وبقوله بتسال ليه رد عليا رد فهمت من معن...

لم يستطيع ان يكمل حديثه بسبب ياسر الذي قاطعه في تعجب وحيره
- مش فاهم! كل دا علشان سألت علي ريتاج؟! انا غلطان مش عايز منكم حاجه انا هروح ادور عليها بنفسي
ثم ركض تحت نداء خديجه له بنبره عاليه ولكنه لم يهتم..فكل اهتمامه علي ان يجد من سرقت قلبه الصغير
ففتح الجميع افواهم علي ذلك الصغير ذو اللسان السليط
- شوفت ابنك ولا عبر حتي مراتك
نطق بها عمر بغيظ وحنق وهو يلوح بيده
جلس محمد بجوار خديجه وهو يحيط كتفها
ليسأله باستغراب
- انا مش فاهم لحد دلوقتي مالك مضايق ليه كل دا علشان سأل علي ريتاج!؟
- لا مش علشان كده بس علشان قطع اللحظه الرومانسيه عليه هو ومراته
قالها احمد وهو يلاعب حاجبيه بخبث ويتطلع اليه بشماته

ضحك الجميع بصخب بينما اخفضت علياء راسها بخجل ووجنتيها اصبحت كثمره الطماطم
هتف عمر بغيظ من بين اسنانه وهو يسلط انظاره الحانقه الغاضبه المليئه بنظره ذات معني علي محمد
- ماهو زي اهله... ومش اول مره يعملها عملها كذا مره
ثم تابع ببطء شديد وهو يضيق عينيه بشك علي محمد
- ولا تكونش ياض انت اللي بتسلطه عليا ها قول
ضحك محمد بشده وكاد ان يتحدث ولكنه توقف عندما تحدث احمد بنبره تملأها الشماته ولم تخلو من الغيظ وهو يرمقه بنظره ذات مغزي
- لا دا بسبب عمايل ابنك السودة بتتطلع عليك بدل ما تتطلع عليه
ضحك الجميع بصخب واطلقت علياء ضحكتها بعد ان اختفي خجلها فهي تعلم بانه معاه كامل الحق بينما لوي عمر شفتيه بعدم إعجاب

نطقت جميله اخيرا التي كانت تتابع كل ذلك في صمت.. ولكن ملامحها تتحدث بعدم الفهم والتساؤل فسألت وهي تحدق بأحمد
- هو ايه اللي بيحصل انا مش فاهمه حاجه يااحمد
قبل احمد وجنتيها بحب وحنان وهمس بابتسامه لطيفه وهو يهز رأسه بالنفي
- مش تأخدي في بالك ياطماطميتي مافيش حاجه مهمه
- طب ماتسأل مراتك يااحمد عن مكان ابنك المصون ادم
قالها عمر سريعا وارتفع جانب فمه في ابتسامه غامضه ماكره
ضيق عينيه علي عمر بعدم فهم ثم نقل بصله الي جميله وعيناه تسألها عن مكانه
فاجابت وهي ترمش ببراءه وبساطه
- قال ان هو هيروح عند بيت جنا علشان يقابل ميلدا ويقعد معاها حبه علشان بيحب يقعد معها جدا

فغر احمد فاه وعقله لا يستوعب ماقاله ابنه الجرئ لوالدته البريئه التي تقبلت حديثه بكل سهوله... فجميله بالرغم من انها اصبحت أم إلا انها مازالت كما هي بريئه طيبه حنونه للغايه علي اولادها لا تستطيع ان ترفض لهم طلب خوفا علي جرح مشاعر اطفالها او ان يحزنوا لذلك جعل احمد من ذاته اب صارم ولكن في معظم الاوقات ليس دائما في الاوقات التي يتتطلب فيها الموقف ان يستخدم صارمته التي لا يستخدمها سوي مع موظفينه في الشركه اذا لزم الامر ايضا خاصتا مع ابنه ادم ليجعل منه رجل يستطيع ان يتحمل مسؤولية ذاته وعائلته في المستقبل

لكنه بالطبع حنون معاهم ايضا خاصتا مع ابنته ملكيه فهو يحبها كثيرا خاصتا لانها تشبه والدتها في كل شئ فهي نسخه مصغره عن جميله عكس ادم الذي نسخه مصغره عن احمد في كل شئ ايضا
فالبرغم من انهم عائشين في امريكا الا انهم بالطبع سيظلون محتفظين كمسلمين باصولهم المصريه

اردف عمر بشماته ومكر
- اهو شوفت ابنك مقطعها علشان بس متجيش علي ابني الغلبان بس
اخذ احمد يتمتم بكلمات حانقه غاضبه وبعث بعينيه نحو عمر رسائل مليئه بالغيظ
بينما قال محمد وهو يحرك يده بعشوائيه ويلوي شفتيه لليمين بتعجب وغيظ
- وحياتك ولادنا الشباب كلهم مقطعنها
ضحك الجميع بشده
فهز احمد راسه مؤيدا حديثه
- والله عندك حق
همست جميله بجوار اذن احمد لتسأله برقه ولطف
- هي فين ياحبيبي مليكه... كانت قايله انها هتقعد في الجنينه هنا حبه وممكن بعدها تروح عند ماما في بيت ملك تقعد معاهم شويه
تنهد متعجبا من هؤلاء الاطفال ليجيب بهمس امتلأ بعدم الرضا
- بتلعب مع ادهم
همهمت جميله لتدل علي فهمها

فقبل وجنتيها وهو يهمس امام شفتيها بشغف وعشق
- ايه اللي نزلك مش قولتي هتنامي حبه
هزت كتفها بدلال ونعومه
- لا مكنش جيالي نوم فقولت انزل اقعد معاك شويه
اقترب من وجهها اكثر فاصبح لا يفصل بينهما سوي إنش... امتزجت انفاسهم اللاهثه المضظربه من اثر موجه المشاعر المحمله بالعشق والحب التي ضربت قلوبهم.. بل التي تضرب قلوبهم دائما عندما يتواجد معاها فاصبحت اجمل واروع موجه بالنسبه لهم
فهمس بشقاوه وهو يغمز له
- طب ماتيجي نطلع تاني ممكن المره دي يجيلك نوم
ضربته بخفه ودلال علي صدره لتهمس وهي تحني راسها بخجل جعل وجنتيها تكسوها لون الاحمرار
- بس يااحمد عيب الكل قاعد

نقل نظراته بينهم فكان كل منهم منشغل بمحبوبته فكانوا يهمسون بجوار اذنهم وهم يضحكون بخفوت... فكانوا في عالم اخر ك"احمد وياسمين"
فنقل بصله مره اخرى الي جميله التي دفنت وجهها في صدره ولفت ذراعها حول خصرها واغلقت عيناها وتنهدت تنهيده مطوله.. تنهيده لا تتنهدها إلا عندما تستكن بين احضانه لشعورها بسعاده وراحه عارمه لا توصف
فهذا افضل مكان بالنسبه لها لتنعم فيه بالراحه والامان....كما ان دقات قلبها بدأت بالتزايد كعادتها الي ان وصل الي اذن احمد الذي اصبح مدمن علي هذه النغمه الرائعه الهادئه... فنعم مااروع واجمل نغمه دقات قلب زوجته لانه يخبره كم هي تحبه وكم هو يأثر
فيها..... فقبل شعرها بحب وقرر ابتلع حديثه فكان سيتحدث بان الجميع منشغل غير مبالين لهم ولكن قرر الصمت واخذ يربت علي ظهرها بحنان واليد الاخرى وضعها علي بطنها المنتفخه بسعاده.... وابتسامه جذابه زينت ثغره فهذه الابتسامه لم تفارقه منذ ان تزوج من جميله وانجب اولاده الذين يعشقهم كما بعشق والدتهم.... هم استطاعوا ان يزينوا حياته الممله بكل بهجه وسرور

- بقولك ايه مش ناويه تجبلنا نونه صغير كده
همس بها عمر وهو يقبل اذنها بشغف
علياء وهي تلوي شفتيها يمينا ويسارا باستنكار ورفض
- هو انا قادره علي اثنين علشان اقدر علي ثلاثه
عمر وهو يشير براسه نحو حميله واحمد بابتسامه مرحه
- ابقي اتعلمي من جميله
ضحكت بخفه وهي تنفي بيداها باعتراض
- لا شكرا
زم شفتيه كالاطفال بعبوس فضحكت بخفوت فالتمعت عيناه بعاصفه محمله بالشغف بسبب ضحكاتها التي اخترقت جدران قلبه وجعلته يهتز كعادته واقترب اكثر من وجهها متناسيا الجميع لكنها اوقفته وهي تضع كفها علي فمها وعينيها اتسعت بالتحذير المزيج بالخجل

فضحك عمر بصخب فدفنت وجهها بخجل في صدره لكنها ابتعدت عنه سريعا لتقول وهي تنهض في غمضه عين
- ما اروح اشوف ريتاج بتعمل ايه
نهض عمر قائلا وهو يضغظ علي حروف كلماته بغيظ ويثبت بصله علي محمد
- وانا جاي معاكي علشان اشوف اللي كان بيسأل علي ريتاج لقاها ولا لا
ثم احاط خصرها وساروا سريعا في اتجاه اخر في الحديقه فحديقه احمد واسعه للغايه كما انها متصله بطريقه احترافيه بحديقه منزل عمر الذي بجواره... وحديقه منزل عمر متصله بحديقه منزل محمد وخديجه الذي بجواره... وحديقه منزل محمد وخديجه متصله بحديقه منزل جنا وهكذا فكل منزل بجواره منزل اخر تكون حديقته متصله بحديقه المنزل الذي بجوارها.... فهذا يجعل من منزلهم واحد ويستطيع الجميع التنقل بين منازل الجميع بواسطه الحديقه دون الخروج من باب المنزل والدلوف الي باب احدي المنازل المجاوره

فنهض محمد وهو يهتف سريعا بخوف وعدم اطمئنان
- تعالي ياخديجه معايا نشوف ابننا ياسر انا خايف عليه منه لكن يعمل فيه حاجه ولا بتاع ولا تفضلي انتي هنا او تروحي تريحي حبه علشان الحمل
نهضت خديجه لتضحك بخفوت وتأكيد
- اكيد مش هيعمل فيه حاجه.. بس هاجي معاك
لف يده حول خصرها وساروا خلف عمر وعلياء الذين اختفوا عن انظار احمد وجميله
- احسن بردو انهم مشوا علشان نبقي لوحدنا وبراحتنا ياطماطميتي ياعسل
قالها احمد بمرح لم يخلو من الشغف والعشق وهو يضغظ باصابعه فوق خدها يعتصره بخفه

فهو يناديها دائما ب "طماطميتي" وقليلا جدا مايناديها ب ياسمين او جميله فهي لا تبالي ولا تهتم ايه اسم من الاثنين لن يفرق معاها فمنهم البعض من يناديها ياسمين ومنهم البعض من يناديها جميله ولكن هي تحب بل تعشق اسم طماطميتي اكثر من اسم ياسمين وجميله... ضربته علي كتفه بخفه وهي تتضحك بخجل وتخفض راسها.. وجنتيها كعادتها تحولت الي اللون الاحمر من خجلها
فمد انامله برقه اسفل ذقنها ليرفع وجهها لتقابل عيناها العسليه الخجوله المختلطه بألوان العشق والحب بعيناه التي لمعت ببريق لامع عاصفي ملئ بالشغف والعشق
- لسه بتتكسفي مني بعد كل السنين دي كلها
هزت راسها بخجل فضحك بصخب
ليكمل وانفه تداعب انفها عده مرات بخفه قائلا وابتسامه ضئيله مرحه استولت علي فمه
- ليا حق اسميكي طماطميتي يا طماطميتي
اغلقت عيناها لتستمتع بقربه ودفئه منها وانفاسه ترتطم كنسيم رياح هادئه رطبه في وجهها

ابتعد عنها بعد قليل فلفت يدها حول خصره مره اخرى واسندت راسها علي صدره فهمس بنبره تكسوها الهدوء
- اعملي حسابك كلها كام يوم وهنروح الجزيره اللي بنروحها علطول علشان المدارس علي الابواب واولاد العيله كلها كل يوم بيسالوا هنروح امتي وانتي طبعا شوفتي

هزت راسها لتدل علي فهمها ثم اكملت بأعين شارده... ولسانها نطق بكل مايدور الان في عقلها من تساؤلات غريبه
- عارف يااحمد انا علاقتي بالبحر غريبه اووي يعني صاحب عمو حمدي جابني لدار الايتام وقال انه انقذني من الغرق وانا وقتها مكنتش فاكره حاجه غير الكابوس بتاعي طبعا اللي كنت بحلم بيه كل يوم والكابوس بتاعي كان في بحر وغرق ومياه والكلام دا... وبالرغم من دا كله انا بردو كنت بحب البحر ومش بخاف منه كأني لما كنت ببصله كنت بفتكر كل حاجه بس بردو كنت عادي بحبه وبحب اقعد قدامه وابصله ولحد دلوقتي كده..كأن المفروض يحصل العكس اخاف منه وابقي مش بحب اقعد قدامه بسبب كل اللي مريت بيه بس لا بردو

ثم اكملت بلسان تلذذ كثيرا وكثيرا بطعم العشق والحب طوال هذه السنوات وكل ذلك بفضل ذلك الرجل وقد شددت من احتضانه اكثر
- بس عارف احسن حاجه اني معدش بحلم بالكابوس دا وبطلت احلم بيه بفضلك.. لاني بعد مااتجوزتك مكنتش بتخليني انام غير في حضنك ولسه بتعمل كده لحد دلوقتي
حضنك اللي بينساني كل حاجه وبيدفني وبيخليني مش احلم غير بالاحلام الورديه اللي كنت فاكره اني مش هحلم بيها ابدا وكمان لما كنت بحلم في اول جوازنا كنت بتهديني ومش بتسبيني غير لماانام بكل راحه بجد ربنا يخليك ليا

ثم رفعت راسها من علي صدره وقبلت وجنتيها بحب وامتنان بابتسامه وملامح زوجه عاشقه ولكن انقلبت ملامحها الي ملامح كادت ان تنساها... ملامح ساد فيها القلق والألم
عندما شاهدت بريق الدموع الواضح في عينيه ولكنها ليست دموع تاثر بحديثها كما كانت تعتقد بل دموع لم تراها منذ عشر سنوات دموع الانكسار والالم والخذلان بسبب والده المتوفي... فاحاطت وجنتيه بين كفيها وانعكس بريق دموعه في عيناها وقلبها اهتز بين ضلوعه من عاصفه القلق والالم التي ضربت صدرها.. فهمست بتساؤل حنون
- مالك ياحبيبي؟

اجاب بصوت متحشرج مكتوم من اثر الاختناق الذي قبض علي صدره واخذ يعتصر عنقه بغلظه... وكل ذلك بسبب الماضي المؤلم الذي مازال وسيزال ملتصق بيه كظل تاني له
فهو لم يتناسي الماضي ابدا... لكنه لم يظهر ذلك ولم يتحدث ابدا عن الماضي ليستطيع ان يعيش بسعاده مع زوجته واولاده الذي لو عاش بدونهم سيموت بلا شك
- مش قادر انسي.... مش قادر انسي اني ابن المجرم دا اللي سبب ليكي كل الاوجاع دي وبقيتي بتحلمي بالكابوس دا بسببه...انتي ازاي اتجوزتي ابن مجرم زي و...

وضعت كفها فوق فمه لتطلق كلماتها سريعا
- بس انا بقولها للمره التانيه زي ماقولتلك يوم المستشفى انا مش بفكر في كده ولا عمرى بصتلك علي اساس كده.. انت جوزي وابو عيالي اللي بحبه واللي بحترمه غير كده لا... واديك شايف كلنا عايشين مبسوطين علشان محدش مننا بيتكلم عن اللي حصل انا صحيح مش نسيت الماضي ولا حد فينا عمره ماهينسي الماضي لان دا كان جزء من حياتنا بس احنا عملنا ايه طول السنين دي كلها وهنفضل نعمل كده مش هنتكلم عن الماضي خالص ومش هنفضل عايشين جوا الماضي لان لو فضلنا عايشين في الماضي مكناش هنقدر نكمل حياتنا ونبقي مبسوطين زي ماانت شايف

:وكل لما نفكر في اللي حصل زمان ويسيطر عليك الافكار اللي بتيجي في دماغك دي افتكر علطول ولادنا وافتكر ازاي عايشين مبسوطين وافتكر ان دا ماضي وانتهي مش هيتكرار ولا هيعود تاني وافتكر كمان انك انت اللي خليت كابوسي يروح بسبب حضنك وحنيتك عليا اللي هو لو مكنتش اتجوزتك مكنش هيروح الكابوس دا ابدا وهفضل عايشه تعيسه... افتكر كل دا.. دا حتي انت مره جيت قولتلي بعد ماولدت ادم وميلكه انا لو مكنتش سمعت كلامك اللي في المستشفي.. مكنتش هسامح نفسي وقتها لاني هكون ضيعت علي نفسي الفرحه والسعاده اللي عايش فيهم دلوقتي.. ايه اللي جد بقا خليك زي ماكنت قبل كده

ثم ضربت مقدمه جبينها بخفه لتقول بعضب وعتاب من ذاتها
- انا غبيه انا اللي بدأت في الكلام عن الماضي بس معلش بقا ياحبيبي تنت عارف الهرمونات بسبب الحمل بقول وبع...
ولكن ابتلعت باقي حديثها بداخل جوفها عندما احتضنها احمد وهو يقبل عنقها بشغف وحب ويدفن راسه في عنقها مستنشقا رائحتها التي تسكره لتسري قشعريرة اعتدت عليها خصوصا عندما لفحت انفاسه الحاره بشرتها ناصعه البياض

فنطق لسانه ليعبر عن كل مايحمله من حب وعشق بداخله لها هي فقط
- بحبك لا بعشقك ياطماطميتي... انتي دايما اللي بتريحني وبتخليني ارمي اوجاعي واحزاني ورا ضهرى بكلامك دا وضحكتك اللي بتناسني الدنيا ومافيها.. وانا مش بتكسف علشان انا راجل بقا ومينفعش اظهر ضعفي ودموعي قدامك لا ابدا انا ببقا زي الطفل قدامك... وانتي امي اللي مش بعرف اظهر ضعفي ودموعي غير قدامها بس...امي اللي بتستقبل كل دا بكلامها ونصايحها اللي بتريح قلبي جدا ومش بتكسف بردو لما بسمع نصايحك وانفذها زي نصحتك ليا لملك وقولتي اتقرب منها تاني وغيره وغيره لاني زي ماقولتلك انا ببقا زي الطفل قدامك ومش بتكسف لما بقولك كده

ضحكت بسعاده وضحك معاها قلبها الذي اخذ يبكي فرحا من شده تأثره بحديثه الذي ضرب قلبها ولمسه مباشره
ثم ابتعد عنها وقد لمعت عيناه بالشوق والشغف...فتوردت وجنتيها خجلا عندما رأت نظراته فكاد ان يقترب بشفتيه ليحتضنن شفتيها ولكن قاطعته جنا وهي تصفر وبجوارها زوجها إيثان الذي ينظر الي السماء بابتسامه خفيفه

انتفضت جميله بفزع وادارت وجهها بخجل فتأفف احمد بحنق وهو يتمتم من بين انفاسه الغاضبه
- اكيد الزفت عمر اديني عين ودعا عليا
ضحكت جميله بخجل وهي تنكزه في كتفه فضحكت جنا التي اقتربت منهم وجلست بجوارهم علي المقعد وإيثان ايضا فإيثان يتحدث ويفهم اللغه العربيه جيدا
- طب بتجيب في سيرتي ليه بس انا عملت ايه
قالها عمر وهو يتقدم منهم ببطء ويحمل طفلته ريتاج علي ذراعه وخلفه علياء وخديجه ومحمد الذي يحيط كتف ابنه الذي ظهر علي وجهه الانزعاج والغضب وبالطبع دون ان يسألوا يعلمون جيدا كل ذلك بسبب عمر ولكن الذي لفت انظار الجميع هو ادهم الذي مازال يشبك اصابعه بأصابع مليكه

وهنا لم يستطيع احمد السيطره علي ذاته فهب واقفا وتقدم منهم وسحب ابنته مليكه التي حزنت من ذراعها بتملك وغيره ثم حملها علي ذراعه
وهو يوجه نظره لعمر ويقف امامه مباشره
وبرفع حاجبه الايسر بتحذير
- ابنك يبعد عن بنتي فاهم
- هو في ايه
قالها ادم وهو يدلف الي الحديقه ويحدق ب"ادهم" بغضب وتحذير طفولي الذي اشاح بوجهه عنه ويشبك ايضا اصابعه بأصابع ميلدا فهو يغار ويقلق علي اخته كثيرا لذلك معظم جادل ادم وادهم هي مليكه ولكن بالرغم من ذلك.. هم اصدقاء مقربون ك"احمد وعمر" وياسر ايضا صديقهم المقرب
فضحك الجميع بصخب
ليصيح بشماته لم تخلو من المزاح وهو يشير برأسه نحو ادم وميلدا
- مش لما تبعد ابنك عن بنات الناس الاول

تمتم بكلمات غاضبه فصاح في ادم ليترك اصابع ميلدا فتركها بالفعل ولكن بتذمر وغضب ومن ثم ركض نحو جميله التي قبلت جبينه ورمقت احمد بعتاب الذي تقدم منهم وجلس بجوارهم.. ولكن لم يبالي بنظراتها فقبل ابنته من وجنتيها التي ابتسمت واحاطت عنق والدها بسعاده... وتناست حزنها بسبب مافعله منذ قليل... بينما تقدمت ميلدا وجلست بين جنا وإيثان ولكن ظلت انظارها معلقه علي ادم الجالس بجوار جميله وهو يحتضنها فقابل انظارها المعلقه عليه بابتسامه مليئه بالحب الطفولي
بينما جلس عمر وعائلته ومحمد وعائلته ايضا
فتحدثت جنا بابتسامه مرحه وهي تحيط كتف ميلدا
- ماتسيبهم دول لسه اطفال خليهم يعيشوا حياتهم ولا انت رايك ايه ياايثان
قالت جملتها الاخيره وهي تنظر الي إيثان الذي هز راسه مؤيد حديثها

كاد احمد ان ينطق لسانه باعتراض ولكنه صمت عندما جاءت ماجده مع ملك وزوجها وأولادها وهاجر وزوجها وجاء ايضا والد عمر ووالدين جنا ووالدين إيثان فتناسي كل ماحدث وجلس الجميع يضحكون ويمازحون بسعاده ولم يخلو كل ذلك من نظرات وهمسات كل عاشق كبير او صغير لمحبوبته
- بقولكم ايه ياجماعه ماتيجوا نأخذ صوره حلوه كده بالكاميرا الجديده اللي انا جايبها
قالتها ملك وهي تنقل انظارها بين الجميع بحماس وسعاده

هز الجميع راسهم موافقين ونهضوا... فهتفت ملك علي احدي الخدم واعطتها الكاميرا ثم وقفت بجوار زوجها الذي قبلها من وجنتيها بحب فابتسمت بعشق وسعاده ثم حملت ميرا ابنتها علي ذراعها بينما زوجها حمل يحيا واخذ الجميع مكانه في الصوره بين عائلته الصغيره... فكادت الخادمه ان تلتقط الصوره فهمس احمد بشغف وعشق لا ينتهي بجوار اذن جميله
- بحبك ياطماطميتي... بحبك يابنت عمي.. بحبك يامراتي.. بحبك ياام عيالي...بحبك

"فلقد اكتملت فرحة الجميع بعد معاناة من ألم الماضي ولكن من منا ليس له ماضي أليم ...ولكن يجب الخروح من دوامه الماضي وان لا يترك العنان لتبتلعه تلك الدوامه ليستطيع المضي في طريقه ومستقبله الذي هو اهم.... ويجب ان تعلمون بأن الله كما يعطي ماضي أليم... سيعطي في مقابله مستقبل جميل ملئ بالسعاده يداوى ذلك الألم فكما يتواجد السئ سيتواجد الحلو لأن الله يعوض"

النهايه....نعم هذه نهايه طريقي المبهم الذي اكملته وسلكته... طريقي الذي سرت فيه وقابلت ابن عمي وزوجي .....طريقي الذي وصلني الي منزلي واهلي الحقيقيين فأنا متيقنة بان هذه النهايه.....

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-