روايه احضان غائبه الحلقه الثامنه والاخيرة


 ♟️♟️♟️♟️♟️

احضان غائبة 

الثامنة 

مؤامرة و نهاية 

♟️♟️♟️♟️♟️


لم تصدق ماسة ان تعيش تلك اللحظات التى فاقت كل تخيل لها بين ذراعى فوضيل الذى عاملها بكل حب و حنان و كأنها أغلى ما يملك .,. أغمضت ماسة عيناها مرة اخرى و هى تنظر بعشق الى ملامح فوضيل الغارق فى نومه و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة رضى و حينما همت ان تغادر فراشها بتسلل جذبتها يد فوضيل لتعود الى احضانه من جديد فسمعته يقول بصوت أجش :


بتتسحبى على فين و سيبانى ..


ابتسمت ماسة و قالت و هى تخفض عيناها خجلا :


حسيت انى جعانة فكنت هنزل المطبخ اعمل لنا حاجة سريعة و اجى ..


قبل فوضيل يدها و قال :


طيب و حبيبتى تتعب نفسها ليه و انا موجود يا ماستى انتى تفضلى مكانك ملكة كدا و انا اللى اعملك اللى انتى عوزاه ..


خرجت زفرات الارتياح من ماسة و تمددت بأريحية و قالت :


انما مقولتليش هى لينا راحت فين ..


ابتسم فوضيل و هو يتلاعب بخصلة شعرها و قال:


لينا ماما سمية اخدتها معاها علشان نبقى براحتنا هنا ..


اعتدلت ماسة بحدة و قالت و هى تحدق بفوضيل بحيرة :


انما انت متعرفش كمال سابنا ليه هو و مريم و مشى فجأة و كمان عمو صقر مكنش مبسوط ..


رفع فوضيل حاجبه و قال :


ماشاء الله عندك قوة ملامحظة جبارة انا مكنتش مركز مع اى حد غيرك و انت اخدة بالك من الكل .. بقلمى منى أحمد 


قرصت ماسة وجنته و قالت :


ليا اكتر من خمسة و عشرين سنة قاعدة لوحدى بقيت باخد بالى من اقل صوت و حركة و تصرف و بلاحظ اى حاجة بحكم الوحدة و الحبسة المهم انت شكلك عارف بس بتهرب و مش عاوزنى اعرف صح ..


غادر فوضيل الفراش و ارتدى ملابسه و قال و هو يتجه الى خارج الغرفة :


انا نازل احضر لنا فطار و جاى ريحى انتى ..


تمددت ماسة من جديد وعقلها يفكر فى السبب الذى غير كمال بتلك الطريقة الغاضبة ..


🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐


منعزل و غاضب منذ الامس يريد ان يتحدث مع ايا كان حتى مريم التى حاولت و بشتى الطرق التحدث معه رفض ان يستمع اليها حتى الاتصالات العديدة التى انهالت عليه من عمه رفضها جميعها ليغلق هاتفه فى نهاية الامر فكيف يجيبه و هو يشعر انه يريد سلبه والدته ، زفر كمال و هو يشرد بوالدته التى لم يعوض حرمانه منها بعد يريد عمه سلبه اياها تحت حجة الزواج ازداد غضب كمال ليطيح بما على مكتبه مصدرا جلبة كبيرة جعلت مريم تنتفض و تسرع مقتحمه المكتب بخوف ليصيح بها كمال بغضب :


انا مش قولت لك متدخليش المكتب ايه دخلك يا مريم انتى ليه مش بتسمعى الكلام ليه مصممة تخلينى اغضب عليكى ليه ..


رفعت مريم حاجبها و حدقت به بعتاب و قالت :


لانك مكبر الموضوع يا كمال على فكرة انت واخد الموضوع من وجه نظر غلط ..


ازداد غضب كمال و قال بحدة : 


غلط انا اللى غلط بقى عوزانى اقبل طلب عمى و اجوزه والدتى انتى بتقولى ايه يا مريم واضح جدا انك اتجننتى ..


اقتربت منه مريم و وقفت امامه و قالت :


مش جنان يا كمال انما انا ببص لها من زاوية تانية خالص انا ببص على نفسيتك والدتك اللى اتحرمت تعيش حياتها مع انسان يراعيها و يحبها و يعوضها سنين عمرها اللى اتحبست فيهم انت ليه شايف ان عمك عاوز يسرق منك والدتك عمك حبها يا كمال فاهم يعنى ايه حبها ..


اجابها كمال بتسرع و قال :


خلاص خليه يتجوز ولدتك انما امى انا لا فاهمة امى لا يا مريم ..


ابتعدت عنه مريم و قالت بحرج :


ظروف ماما غير ظروف والدتك ماما عاشت طول عمرها مع راجل بيحبها و بيحترمها و بيقدرها و لو كان عمك اتقدم لها مكنتش هقف فطريق سعادتهم يا كمال بلاش تظلم والدتك بتعنت انتى حتى معرفتش ردها ايه انت هاجمت من غير ما تسمع نصبت نفسك قاضى و حكمت و عاوز الكل ينصاع لك ..


اشاح كمال ببصره عنها و حاول ان يتمالك غضبه و قال : 


مريم لو سمحتى اخرجى و سيبينى لوحدى انا مش عاوز اتكلم مع حد ..


غضبت مريم من تعنت كمال فقالت :


بس انا مش حد يا كمال و مش غريبة انا مراتك و من حقى انى اشاركك كل حاجة فحياتك زى ما من حقك انك تشاركنى كل حياتى ولا انت ليك راى تانى ..بقلمى منى أحمد 


اتجه كمال الى النافذة و قال :


راى انك تطلعى برا يا مريم علشان ميبقاش فى بينا خلاف لو سمحتى اخرجى ..


انصاعت مريم لرغبة كمال و هى تنظر له بأسف ليعود كمال الى مقعده و مرت نصف ساعة و فتح باب مكتبه من جديد فصاح كمال بصوت ساخط :


مريم انا قولت لك ..


اوقف كلمات كمال صوت عمه صقر يقول :


انا عمك مش مراتك يا بيه ..


وقف كمال وحدق بوجه عمه الغاضب و قال :


جاى ليه يا عمى بص حضرتك لو جاى تفتح الموضوع بتاع امبارح فانا معنديش اى استعداد اتكلم فيه و ياريت تشيله من تفكيرك خالص ..


جلس صقر امام ابن اخيه و قال بهدوء :


ليه يا كمال ليه رافض ايه شايفنى مش قد المقام ولا شايف انى مستحقش اكمل حياتى مع انسانة بكن لها كل الاحترام و الحب و شايف انها تظلمت و محتاجة اللى يعوضها ..


شعر كمال انه لا يطيق الاستماع الى المزيد فغيرته على والدته فاقت غيرته على زوجته فوقف و قال :


عمى لو سمحت احترم رأى و بلاش تزود فالكلام معايا حضرتك عارفنى كويس اكتر من اى حد فبلاش تضغط عليا و عموما مهما اتكلمت انا مش هغير رأيك ..


وقف صقر يحدق بأبن اخيه يشعر بالخذلان منه و توجه مغادرا ..


🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐


مر شهران دون ان يغير كمال من رأيه انما ازداد امره سوء فأصر على والدته ان تنتقل للعيش معه و لبت والدته طلبه رغم حيرتها فى حالته الغريبة و عصبيته التى لا مبرر لها امامها و اندمج كمال فى عمله ليزيد ضغط العمل على فوضيل معه فاصبح فوضيل مضغوطا يعود الى منزله متأخرا الامر الذى جعل غيرة ماسة و لينا تزداد تجاهه فأصبحتا تطارانه بالكثير من الاتصالات و الذهاب الى مقر عمله دون داع و فى يوم توجهت ماسة تصاحبها لينا الى مكتب فوضيل ليتفاجأ بوجود سكرتيرة جديدة منعتهم من مقابلتهم لتقع مشادة حادة بين ماسة و لينا و بين تلك السكرتيرة سهام التى وقفت امامها بقلة حيلة لا تعلم لما تهجمتا عليها هكذا و رخج فوضيل اثر سماعه صوت المشادة ليقف مبهوتا امام الجميع فصاح بماسة و لينا و قال بحدة :


انتو ايه جابكم الشركة انا مش قولت لكم عندى اجتماع مع وفد اجنبى و مش هبقى فاضى خالص و محتاج لهدوء علشان الصفقة ..


اتجهت ماسة و لينا اليه لتتعلق كل منهما بذراع و نظرتا الى السكرتيرة بحدة و قالت ماسة بدلال و هى تلمس وجهه بحب و تملك :


احنا جينا علشان نبلغك بالخبر الحلو اللى عندى و مقدرناش نستنى لحد ما تيجى بالليل ..


شعر فوضيل بالحرج و حاول ابعادهما عنه و لكنهما تشبثتا به بتملك و قوة فقال بحرج :


خبر ايه يا ماسة خير ..


قبلته ماسة وقالت :


انا حامل يا حبيبى اخيرا هبقى ام زى لينا ..


تغيرت ملامح فوضيل الى السعادة فقبل جبهتها و قال :


مبروك يا قلب فوضيل بس مش كان الافضل انك ترتاحى و تستنى لما اجى احسن..


اجابته لينا و هى تحدق بسهام :


كان لازم تشاركنا فرحتنا يا حبيبى  المهم مش محتاج مساعدة فالشغل انت عارف انى كنت ماسكة مكتب كمال و اقدر اساعدك ..


ابعدهما فوضيل عنه و قال :


تسلمى لى يا لينا و دلوقتى عاوزك زى الشاطرة تاخدى ماستى و تروحوا انتى مش الدكتور منبه عليكى متعمليش مجهود و تريحى عموما انا هخلى السواق يروحكم و انا اول ما اخلص هاجى و نحتفل سوا زى ما انتو عاوزين ..


غمزت ماسة الى لينا و قالت :


طيب يا فوضيل ادخل انت مكتبك و حنا هنريح هنا شوية و بعدين نبقى نمشى ..


اومأ فوضيل و قبلهما سويا و دلف الى مكتبه من جديد لتجلس ماسة و لينا امام سهام التى اتسعت عيناها بدهشة فقالت ماسة تسئلها بلهجة فظة :


و انتى بقى متجوزة و لا انسة ..


احمر وجه سهام خجلا و قالت بصوت مرتبك :


انا منفصلة ..


اراحت لينا ظهرها على المقعد و حدقت بوجه سهام و قالت :


يا حرام منفصلة و انتى جميلة كدا و حلوة دا اكيد راجل اعمى اللى يطلق واحدة جميلة زيك بصراحة هو اللى خسران ..


ارتبكت سهام و قالت :


لا انا مش مطلقة انا انا منفصلة و رافعة قضية الطلاق ..


هزت ماسة رأسها وقالت :


اها قولتى لي بقى بس ليه طيب ما تفكرى كويس و بلاش طلاق يعنى انتى شكلك كيوتة و مش هتتحملى بهدلة المحاكم و بعدين حصولك على لقب مطلقة هيبقى صعب و هيطمع الرجالة فيكى ..


اجابتها سهام بتلقائية :


مافيش نصيب نكمل انا و هو و بعدين الاستاذ فوضيل بيساعدنى و جاب لى محامى كويس طمنى انى هطلق منه من غير تعب ..


نظرت لينا الى ماسة لتقفا سويا لتقول لينا : 


بجد فوضيل هيساعدك اه ما هو فوضيل قلبه طيب و بيحب يساعد عموما ربنا يوفقك احنا هنمشى و متزعليش مننا اصل مكناش نعرف ان فوضيل جاب سكرتيرة جديدة للمكتب ..


ولجت ماسة و خلفها لينا بغضب الى منزلهما لتجلسا بضيق و غيرة على الاريكة فقالت ماسة بحدة :


شوفتى فوضيل صعبت عليه السكرتيرة و بيساعدها البيه شغال مساعدة فكل واحدة تعيط له و ضميره اللى بيوجعه على طول هو اللى هيوديه فداهية هو احنا ناقصين سهام دى كمان .. بقلمى منى أحمد 


ربتت لينا على ظهرها و قالت :


ممكن تهدى على فكرة العصبية مش حلوة عليكى اهدى بقى مافيش حاجة لكل اللى انتى عملاه و اطمنى فوضيل استحالة يفكر فيها هو بيحبنا و احنا ماليين حياته مأظنش انه ممكن يفكر فالتالتة ..


زفرت ماسة بغضب و قالت :


هيفكر لما تتمسكن عليه و هتصعب عليه و تشغل فكره و انا مش هسمح لحاجة زى دى تحصل انا اقتله واقتلها ..


شعرت لينا بألم فى ظهرها فقالت بضعف :


ماسة لو سمحتى اهدى و بلاش دماغك توديكى لبعيد انا مش ناقصة قلق و تعب اعصاب ..


وقفت ماسة و قالت :


خلاص هسكت بس خليكى عارفة فاكرة كلامى لما فوضيل يدخل علينا بيها بعد ما يطلقها من جوزها ..


مرت الايام و زادت فيها غيرة ماسة و لينا كلما أتى فوضيل على ذكر سهام لتستعر الغيرة بداخلهما ليزادا الامر سوء حين علما بسفرها برفقته الى الخارج لتقرر ماسة وضع حد بعدما شعرت بأزدياد خطر وجود سهام فدلفت الى غرفة لينا التى ازداد الم ظهرها و تعبها و جلست امامها تزفر فى حنق و غضب و قالت :


لينا انا مش هقدر اسكت على وجود سهام اكتر من كدا انا طلبت من فوضيل يمشيها من الشركة رفض حتى لما قولت له ينقلها و يجيب راجل مكانها رفض و بصراحة انا مش مطمنة انتى شوفتى بقت تتدلع ازاى عليه فالكلام و كل ما نروح له المكتب نلاقيها قاعدة معاه دى حتى غيرت طريقة لبسها ..


تنهدت لينا بتعب و قالت :


ماسة فوضيل دماغه ناشفة و كل ما هيلاقينا بنتكلم عليها مش هيسيبها بالعكس هيتمسك بيها اكتر و انتى شوفتى اللى عمره ما كان بيسافر مع سكرتيرة اخدها معاه فاهدى و بطلى اندفاع علشان فوضيل ميخدش موقف مننا ..


وقفت ماسة متناسية تحذير الطبيب لها بعدم الاجهاد او الانفعال و قالت بعصبية :


يعنى هنسيبه يضيع مننا و نقف نتفرج بصى اتفرجى انتى لكن انا هتصرف ..


عقدت لينا حاجبيها و قالت :


ماسة انتى بتفكرى فايه ..


جلست ماسة و نظرت الى لينا بغموض و قالت :


فوضيل مش هيطرد سهام دى الا لو عملت غلطة فالشغل و بما انها مش بتغلط يبقى نغلطها احنا انا هسرب ارقام الصفقة الاخيرة من موبايل سهام لاى حد من المنافسين مش مهم صفقة تروح منه لكن هتضمن ان سهام تبعد عن حياتنا و بالنسبة لسهام هوصل لجوزها يراقبها و مافيش احسن من سفرها مع فوضيل اللى ممكن يعمل لها شوشرة و بالتالى قضية الطلاق تترفض ..


اتسعت حدقتا لينا و وقفت بخوف و قالت :


ماسة بلاش اللى ناوية تعمليه انتى ناسية انا عملت ايه زمان مع كمال و كمال و فوضيل عملوا فيا ايه انتى متخيلة ان لو انكشفنا فوضيل مش هيسامحنا كله الا شغله يا ماسة و بعدين احنا ممكن نتفاهم مع سهام دى و نديها فلوس و تمشى ..


وقفت ماسة و اخذت تسير باضطراب امام لينا ونظرت لها فجأة و قالت :


سهام مش عاوزة فلوس يا لينا دى بترسم على فوضيل و دا احساسى و قبل ما هى تظلمنا احنا لازم نمشيها و بعدين فوضيل هيعرف ازاى المهم اننا نرتبها اول ما ترجع بعد بكرة علشان يبقى فحموتها و هى معاها الاخبار الجديدة ..


ازدردت لينا لعابها و قالت بخوف :


ربنا يستر يا ماسة من اللى هتعمليه بس عموما انا مش هقدر اسيبك تتحملى اى حاجة لوحدك و هبقى معاكى حتى لو اتكشف اللى هنعمله ..


اتجهت ماسة اليها و حضنتها و قالت :


دى حرب يا لينا و احنا بنحافظ على جوزنا من انه يتسرق مننا ..


و بالفعل تم ل ماسة ما ارادت فذهبت الى مكتب فوضيل لتجد ان سهام معه بالداخل ليلفت نظرها هاتفها على مكتبها فاخرجت هاتفها و نقلت ارقام الصفقة التى نسختها من الملف الذى عاد به فوضيل قبل ان يلسمه الى سهام لترسلها برسالة الى احد المنافسين التى سمعت اسمه صدفه من كمال اثناء مناقشته امر الصفقة مع فوضيل و اعادت الهاتف مرة اخرى لتغادر دون ان يراها احد و تنهدت و هى تخرج هاتفها من جديد و ترسل رسالة الى رقم زوج سهام تستفزه فيها ليهب لنجده و انقاذ رجلته..


و عادت ماسة مسرعة الى المنزل و قصت على لينا ما فعلته لتجلس كلتاهما تشعران بالخوف و لاحظ فوضيل تغير حالتهما و صمتهما الذى حيره ليأتى يوم الواقعة التى هجم فيها زوج سهام عليها فى المكتب يتشجار مع فوضيل حينما وجدهما داخل المكتب معا ليفض رجال امن الشركة الشجار بعدما علم الجميع بامر الواقعة لتأتى الطامة بخسارة فوضيل للصفقة ليخبره احد الرجال ان ارقام المناقصة سربت من مكتبه و كان لماسة ما ارادت حين وصل الى فوضيل رقم هاتف سهام و رسالتها الى منافسه فقام اخيرا بطردها و لكنه شعر ان هناك امر مريب فسهام رشحها كمال للعمل معه لامانتها و صدقها فكيف تخون تلك الثقة فى صفقة من اقل الصفقات مكسب لينبت الشك داخل نفس فوضيل فاخذ يبحث حتى لفت نظره كمال لمراجعة كاميرات المراقبة خلال تلك الفترة ليقوما سويا بمشاهدة الايام السابقة لارسال المظروف ليريا ما فعلته ماسة فشعر كمال بخطأه بحديثه عن الكاميرات فلامح فوضيل لم تبشره بالخير و هو يغادر المكتب مسرعا .,. جلس فوضيل خلف مقود سيارته ليتذكر مجىء زوج سهام الى المكتب و تلك المشاجرة فاخرج هاتفه و اتصل بهاتف سهام التى اجابته و هى تبكى ففاجأها بطلبه رقم هاتف زوجها لتعطيه سهام الرقم بحيرة و انهى فوضيل اتصاله لها ليجرى اتصاله الاخير بزوج سهام محددا معه موعد للقاءه ..


دلف فوضيل و على وجهه ارتسمت علامات الصدمة و بحث بعيناه عن زوجتيه فلم يجدهما امامه حتى وجدهما فى غرفة لينا و ما ان وقع نظرهما عليه حتى وقفتا بارتباك فولج الى داخل الغرفة مغلقا الباب خلفه و تجوه صوب المقعد القريب من النافذة و المواجه للاريكة التى جلست عليها ماسة و لينا و اخذ يحدق بهما فأزدردت كلتهما لعابها و نظرتا لعبضهما البعض بأرتباك فوقفت ماسة و قالت :


هروح احضر الغدا ..


اوقفها صوت فوضيل الهادىء قائلا :


اقعدى يا ماسة لانى عاوزكم فموضوع مهم و عاوز رئيكم فيه ..


جلست ماسة بأضطراب و قلق و نظرت الى فوضيل بخوف و قالت :


موضوع ايه يا فوضيل ..


رفع فوضيل ساقا فوق الاخرى و ابتسم بسخرية و قال :


انا ناويت اتجوز سهام ..


شهقة صدرت عن لينا التى احست بكلمات فوضيل كطعنة فى قلبها ليزداد الم ظهرها .,. و دمعت عينا ماسة و رفعت يدها الى قلبها تشعر انه توقف عن النبض فهمست ماسة بصوت رافض :


تتجوز سهام يعنى ايه هو انا و لينا مش كفايا ..


حك فوضيل ذقنه و قال بلامبالاة :

عادى حاسس انى حابب وجودها فحياتى فقابلت جوزها و اتفقت معاه يطلقها علشان اتجوزها و هو وافق اصله مقدرش يرفض المبلغ اللى عرضته عليه ..


تمعنت لينا فى ملاح فوضيل لتشعر بأنه اكتشف ما فعلته ماسة و شاركتها اياه هى فحاولت ايجاد صوتها ليخرج منها بعد عناء :


انت انت عرفت صح ..


هب فوضيل واقفا بغضب و قال :


قصدك اكتشفت اللى عملتوه اكيد اكتشفته اومال فاكرين انكم متجوزين عيل نايم على ودانه انا كنت سايبكم تجيبوا اخركم للاخر و قولت يمكن تعترفوا بغلطكم لكن واضح انى سبت لكم الحبل على الغارب و افتكرتم ان حبى ليكم ضعف افتكرتم انى خلاص بقيت تحت رجليكم فبقى من حقكم تعملوا اللى عملتوه علشان كدا انا مش هلومكم ولا هعاتبكم ..


هبت لينا التى اضناها التعب و قالت :


لا عاتبنا يا فوضيل و اغضب مننا و خاصمنا اعمل اى حاجة بس بلاش تسكت ارجوك يا فوضيل احنا مكنش قصدنا حاجة وحشة احنا كنا بنحافظ عليك خايفين سهام تسرقك مننا و اهو اللى كنا خايفين منه انت عاوز تعمله ..


صاح فوضيل بصوت ارعبهما سويا :


خايفين من ايه و انا كل يوم بيمر علينا سوا اثبت لكم حبى ليكم انا بحبكم اكتر من ما بحب نفسى خايفين تقوموا تشوهوا سمعة واحدة بريئة جوزها ظلمها قاعد و عاوزها هى اللى تشتغل و تصرف عليه و على عيلته و رافض حتى يخليها تحمل تظلموا واحدة زيكم و انتم اللى جربتم الظلم حب ايه و خوف ايه اللى يخليكم تهدوا كيان واحدة بريئة ازاى كنتم بتناموا الايام اللى فاتت و انتم ظلمة انتم طعنتم واحدة فشرفها و خليتم جوزها ياخد عليها حكم طاعة ولولا الفلوس اللى دفعتهاله مكنش طلقها  و علشان كدا انا قررت انى اعوضها على ظلمكم ليها و اتجوزها ..


صرخت ماسة ببكاء :


لا يا فوضيل لا ابوس ايدك بلاش توجعنا الوجع دا ارجوك بص اعمل اى حاجة بس بلاش تتجوز علينا صدقنى مش هنتحمل بص انا مستعدة اروح لها و اعتذر لها مستعدة اعوضك عن الصفقة اللى اتسبب فخسارتها مستعدة اعمل اى حاجة لكن بلاش تتجوزها ارجوك يا فوضيل ..


أقترب منها فوضيل و قال بسخرية :

انتى فاكرة انى هتخدع فالدموع دى تانى لا يا ماسة خلاص فوضيل الزينى معدش يتأثر بدموعك انتى او لينا خلاص انا فوقت من الوهم اللى كنت عايش فيه عارفة ليه لانى اكتشفت انى اتخدعت ف عيونك البريئة و الوش الملايكى و انتى فالنهاية شيطان زيك زى اللى اتربيتى وسطهم و انتى يا لينا كان مفروض منساش اصلك و اللى عملتيه سابق و رغم إنى اديتكم انتم الاتنين الأمان الا انكم ضربتونى فظهرى بغدر..


** قاطعته ماسة و هى تبكى و بداخلها ندم شديد تريده أن يتفهم موقفهما فقالت :


_ فوضيل طب اسمعنا طيب احنا كان قصدنا..


** غضب عيناه و نظرته جعلاها تبتلع كلماتها برعب فهى لأول مرة تواجه غضب فوضيل الهادر و نظرت باتجاه لينا لترى حالها اسواء منها فلزمت الصمت لتراه يتجه صوب الباب بغضب أعمى فصاحت بانهيار توقفه لعله يستمع لها :


_ فوضيل رايح فين ارجوك ادينا فرصة..


** التف فوضيل نحوهما و ألقى عليهما نظرة أخيرة باشمئزاز و قال :


_ ورقة طلاقكم هى ردى الوحيد على اللى عملتوه.


🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐


مازال كمال على عصبيته كلما دلف الى المنزل و وجد والدته تطالع هاتفها فاتجه صوبها و القى نظره بعيناه الى ما تقرأه فرفعت سمية عيناها اليه بدهشة و قالت :


وصلت امته يا حبيبى انا مسمعتش صوت العربية زى كل يوم ..


رفع كمال حاجبه و قال بضيق :


عادى سبتها برا الجنينة انما انتى قاعدة لوحدك ليه و فين مريم ..


اجابته سمية و قالت :


مريم فوق مع الولاد انما انت مالك يا كمال انا ملاحظة انك متغير هو  انت زعلان من حاجة ..


جلس كمال بجانبها و تنهد و هو يحدق بوجهها و قال :


مافيش يا امى دى مجرد متاعب فالشغل متشغليش دماغك بيها خلى التعب عليا و الراحة ليكى انتى و مريم انا مش عاوزك ترهقى نفسك بالتفكيــ .. بقلمى منى أحمد 


اوقف صوت رنين هاتف كمال كلماته فاخرجه من جيبه و نظر الى رقم ماسة ليدرك ان الامر يخص فوضيل فاجابها وما كاد يتحدث حتى اتاه بصراخ و بكاء تقول :


الحقنى يا كمال فوضيل هيطلقنا و لينا بتنزف و انا انا ..


اوقف كمال اندفاع كلماتها و قال :


اهدى يا ماسة اهدى خلينا ف لينا انا هتصل بالاسعاف تجيلكم على ما اوصل لكم انا عاوزك تاخدى نفسك بالراحة و تهدى فهمانى يا ماسة ..


لم تجيبه ماسة بصوتها انما اجابه بكائها و صرخاتها فوقفت سمية بخوف و قالت :


فى ايه يا كمال لينا مالها ..


هز كمال رأسه بأسف و قال : 


لينا بتنزف و ماسة لوحدها معاها و مش عارفة تتصرف انا هروح لهم و هبلغكم بالمستشفى و تعالوا على مهلكم ..


وقف كمال بجانب ماسة المنهارة بكائا فضمها كمال اليه و قال :


اهدى بقى يا ماسة انا هتصرف مع فوضيل هدور عليه و اتكلم معاه المهم تاخدى بالك من صحتك الدكتورة حذرتك من اللى بتعمليه فنفسك ..


مسحت ماسة دموعها و قالت لتفاجىء :


انا السبب يا كمال انا اللى صممت على اللى فدماغى و نفذته لينا بريئة وافقتنى علشان مبقاش لوحدى ارجوك يا كمال كلم فوضيل قوله لو عاوز يطلق واحدة فينا يبقى انا اللى خططت و نفذت انا اللى استحق انه يسيبنى لانى معرفتش احافظ عليه انما لينا ملهاش ذنب دور عليه و قوله بلاش يوجعها و يتجوز عليها و انا هرضى بنصيبى و اتحمل العقاب اللى استحقه بس و الله انا كان كل قصدى ابعد سهام عن فوضيل هى يمكن مظلومة و طيبة لكن صدقنى كانت بترسم عليه و عاوزة تتجوزه لانها عرفت انه طيب و بيتأثر بكل حاجة استغلت دا غيرت من نفسها علشان تلفت نظره صدقنى انا مش بظلمها صدقنى يا كمال ..


ربت كمال على ظهرها من جديد و قال :


يعنى انتى موافقة فوضيل يطلقك انتى و ميظلمش لينا ..


بكت ماسة من جديد و قالت :


انا بحبه يا كمال و مش هعرف اعيش من غيره لكن انا غلطت و لازم اتحمل نتيجة غلطى ..


اشار كمال بعيناه الى فوضيل المستمع فى صمت  الى حديث ماسة ليزفر انفاسه و يقترب جاذبا اياها من احضان كمال ضاما اياها اليه لتهجش ماسة فى البكاء اكثر و هى تتمتم :


سامحنى يا فوضيل و الله كان غصب عنى مقدرتش اشوفها بتدلع معاك و بتحاول تخطفك مننا و اقف اتفرج سامحنى و حياة ابنك اللى بيتولد جوا و اللى انا هجيبه ارجوك ..


تنهد فوضيل و قال :


ادعى بس ان لينا تقوم بالسلامة و بعدين نفكر فعقاب مناسب للى عملتيه ..


ابتعدت عنه ماسة و حدقت بملامحه بحب و قالت :


يعنى مش هتطلقنى ولا هطلق لينا و مش هتتجوز علينا ..


قبل فوضيل جبهتها و قال :


مقدرش ابعد عنكم علشان بحبكم و بعدين مين اللى هيراعى ولادى و يحميهم من جنانكم و مقالبكم اللى بتعملوها فيا ..


لمست ماسة وجهه و تناست المكان و قالت :


طيب و سهام ناوى على ايه معاها ..


قبض فوضيل على ذقنها و قال :


سهام كنت عاوز اتجوزها و ..


ارتعشت شفتا ماسة تهدد ببكائها من جديد ليسرع فوضيل قائلا :


انا صالحتها على جوزها بعد ما امنت له شغل كويس لان سهام بتحبه يا مجنونة ..


اعتدل كمال فى وقفته و هو يلمح عمه صقر يسير بأتجاهه ليلتفت الى والدته التى جلست بعيدا تتابع مصالحة فوضيل لماسة و لاحظت نظرات صقر اليها فادارت عيناها عنه و نظرت الى ابنها كمال لترى غضبه يشتعل فى عيناه لينهى الموقف الشائك خروج الطبيب من غرفة الجراحة يجفف عرقه و قد ظهر على وجهه الارهاق فاسرع فوضيل اليه ترافقه ماسة و كمال ووقفت مريم بقلق ليصل صوت الطبيب الى الجميع يقول :


الحمد لله يا جماعة قدرنا ننقذ حياة الام و الجنين مبروك جالكم بنت تتربى فعزكم ..


قفزت ماسة بسعادة لتتعلق بعنق فوضيل و قالت :


سميها ماسة و حياتى يا فوضيل دا بعد اذن لينا و انا لو جبت بنت هسميها لينا ..


ابتسم فوضيل لكلمات ماسة و قال :


نطمن عليها الاول و بعدين نشوف هى عاوزة تسميها ايه ماشى يا ماسة و ياريت تعقلى شوية و متنسيش انك حامل و احنا فمستشفى و فى رجالة غريبة حوالينا ..


احمروقف  وجه ماسة و قالت بحرج :


حقك عليا يا فوضيل خلاص انا عقلت اهو ..


وقف الجميع يتابعون خروج لينا من غرفة الجراحة الى غرفتها ليقف كمال بجانب والدته حائلا بينها و بين عمه لتهمس مريم فى اذنه بصوت خفيض :


على فكرة شكلك بايخ اوى بحركتك دى اعقل يا كمال وشوف شكل عمك عامل ازاى انا مش عارفة انت هتفضل لامته انانى بالشكل دا و قاسى على اللى القريبين منك ..


لم يدرى كمال لما لف عيناه يتابع عينا عمه ليلحظ الارهاق و الاجهاد على ملامحه و عيناه التى احاط بهما السواد فنظر الى والدته التى فاجأته بمراقبتها له لتقول له بصوت صارم :


فى ايه بينك و بين عمك و مخبيه عليا ممكن اعرف ولا تحب اروح اسئل عمك ..


مسح كمال بكفه على وجهه و نظر بعيناه الى عمه من جديد و قال :


عمى صقر عاوز يتجوزك و انا رفضت ..


اتسعت عينا سمية و ابتعدت عن ابنها و قالت :


ايه التخريف دا يا كمال مين اللى عاوز يتجوز مين عمك صقر عاوز يتجوزنى انا ااااه علشان كدا صممت انى اجى اقعد عندك و كنت بتراقبنى و تتعصب من اقل حاجة و على طول فخصام مع مريم انا دلوقتى فهمت لا و كتر خيرك رفضت زى ما تكون انت ولى امرى اللى يقرر حياتى و مصيرى ..


احمر وجه كمال خجلا لتقريظ والدته له فأغمض عيناه بحرج و قال :


يا امى انا مقدرش اتحمل و لا اقبل ان اشوف اى حد بيشاركنى فيكى انا مقدرش اعيش الحرمان تانى و انتى بعيد عنى ارجوكى يا امى انا ..


لانت ملامح وجه سمية و مدت يدها الى وجهه و قالت :


انت غيران عليا يا كمال ..


لمعت عينا كمال و جذب والدته اليه يضمها و يهمس مختبا بين احضانها من نفسه :


غيران يا امى و مش عاوز اى راجل يخدك منى ..


ابعدته سمية عنها و ابتسم له و قبلت وجنته و قالت :


و انا يا كمال مش بفكر فالجواز انا عندى القعدة مع ولادك و ولاد اخوك مصطفى وولاد فوضيل بالدنيا كلها هما دول العوض على العمر اللى ضاع و متخافش مافيش اى راجل هياخدنى منك و من اخوك ..


شعر كمال بالسوء لكلمات والدته فهى لم تخفف عنه وطأة الامر انما ازداد عدم رضاه فهو احس ان والدته تضحى بحياتها من اجله و من اجل الاخرين للمرة الثانية فسحب نفسا عميقا و ابتسم لها و ابتعد عنها و اتجه صوب عمه و قال :


انا موافق يا عمى بس عليك بقى تقنعها هى و اعمل حسابك لو وافقت و زعلتها فيوم انا مش هبص لك وقتها انك عمى اه و متنساش تسئل اخويا مصطفى عن رأيه هو كمان له الحق يوافق او يرفض و يمكن يرفض هو كمان ..


اتاه صوت مصطفى يقول من خلفه :


لا انا وافقت يا كمال لانى انا اللى عشت مع ماما و شوفت عذابها كان ازاى علشان كدا عارف ان عمى صقر هيقدر يعوضها عن اللى مرت بيه كله ..


صاحت سمية معترضة بصوت عصبى :


انتم بتقرروا حياتى بدل منى و مش عاملين اعتبار ليا طيب انا مش موافــ ..


اسرع كمال ووضع يده فوق فمها و قال :


فكرى الاول دا عمى و انا اضمنه برقبتى ..


♟️♟️♟️♟️♟️♟️♟️♟️♟️


عمت السعادة الاجواء بين الجميع خاصة حينما اصرت لينا على تسميه ابنتها ب ماسة و سامحهما فوضيل عما فعلته ماسة مع سهام بعدما اصرت ماسى للاعتذار منها لتشكرها سهام لانها تسببت فى اعادتها الى زوجها و تغييره من نفسه .,. و بعد عناء وافقت سمية على زواجها من صقر و انتظر الجميع موعد ولادة ماسة بفارغ الصبر لتضع فى النهاية ولد اسماه فوضيل ياسر تكريما لمريم التى ساندت اسرته فى اكثر من موقف .،. و لكن لم تخلو حياة فوضيل فى النهاية من مشاكسات ماسة و لينا و غيرتهما الشديدة عليه لينصاع لهما فى النهاية و يوظف فى مكتبه رجلا بعدما طردت ماسة اكثر من سكرتيرة..


و ها هو فوضيل يجلس وسط أسرته يضم طفليه اليه يتوسط ماسة و لينا التى احتضنت كلتاهما اياه  بتملك ليشعر بالزهو لوجودهما فى حياته فأغمض عيناه و تنهد حامدا الله على ما ناله فى حياته من حب عوضه حياة وحدته منذ صغره ..


تمت.. 


🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐


#منى_أحمد 

🎭#أحضان_غائبة🎭

 🎭منى أحمد🎭

 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1