روايه النمر الجامح الفصل الخامس والسادس


 


الخامس والسادس 

 الفصل الخامس

النمر الجامح


حملقت به "ملاك" باستغراب، تفكر كيف تغير بهذه السرعة، رفعت حاجبها وقالت بعدم تصديق: 

_لا مش فاهمة إيه التغير الغريب دا 

رد عليها "جبل" باندهاش: 

_والله ما عارف بس الكره مش هيجب نتيجة خلينا صحاب وخصوصاً إننا هنتقابل كتير 

ابتسمت "ملاك" بسخرية مما جعله يستغرب ويتمم حديثه بتساؤل: 

_مش مصدقاني صح! 

أومأت "ملاك" برأسها، ورفعت مكنبيها كعلامة بعدم معرفة تصرفاته ثم وأخيراً تكلمت بهدوء: 

_مش على حاجة بس أسمع كلامك أصدقك أشوفك تصرفاتك أستعجبك 

قهقه "جبل" بشدةٍ على ما قالته حيثُ أنه لم يتوقع أنها تتحدث بأمثال كالسيدات في الزمن الذي مر، عادت تلقي سؤالها باستغراب مما جعله يصمت عن الضحك ويركز لما تقول: 

_"جبل" بيه أنا مش بهزر وبعدين إيه اللي قولته وخلاك تضحك كدا 

تنهد "جبل" بهدوء ثم قال ببرود: 

_أصلي يعني مكنتش عارف إنك بتمشي تقولي أمثال أصل أقولك أول مرة أسمع بنوتة حلوة زيك وفي سنك بتقول أمثال بيئية. 

نظرت لها بسخط ثم قالت بحنق: 

_يصبح وبعدها يابح مالك يا "جبل" بيه 

تعالت ضحكته ليزيد الغضب بداخلها، هتفت كلامها بجموحٍ جم: 

_أوف بقى وكدا عاوز تعمل صلح ونكون أصدقاء دا لا يمكن أبداً 

تلاشت البسمة من وجهه وبدأ يرسم علامات الجدية حيثُ قال بهدوء: 

_أصلك يعني اللي أعرفه عن جانب حضرتك إنك بنت عيلة راقية وبنت منطقة كويسة ومتربية كويس جداً فاستغربت من طرقتك برغم من إني كنت بقول شبه "مرام" أختي في تصرفاتها وبرغي مع نفسي عليكي. 

كانت تستمع له بذهول فهو يعترف على نفسه ويقول أنه يتكلم بينه وبين نفسه عليها، ابتسمت بتلقائية مما جعله يستغربها فقال: 

_مالك؟ 

_أصلي بسأل نفسي الصراحة وبفكر في حاجة 

هذا ما أردفته "ملاك" لتجعله يسعل بقوة ويقول بتلعثم حيثُ تذكر ما قاله لها: 

_لا ما هو "مرام" تنحة شوية زيك كدا

حدقت به بضيق فلقد قال ما يجعلها تتعصب وكأنه قط يستفز فارته الصغيرة، ردت عليه بغضبٍ مكتوم: 

_تنحة ها أنا تنحة طب مافيش صحاب ولا أي حاجة 

_ياست مش تنحة وبعدين إنتي اللي هتكوني خسرانة طب بذمتك في حد يلاقي زيي ويقول لا

حاولت إلا تظهر ابتسامتها ولكنه رأها فقال بخبث: 

_بس ابتسامتي يبقى وافقتي وبقولك حتى لو موافقتش مفيش حد بيقولي لا فاهمة 

أومأت برأسها وقالت بهدوء: 

_تمام وأنا موافقة 

................................................................. 

استغربت "مرام" فقالت بهدوء: 

_ليه بتقول كدا طيب خلي عندك أمل في ربنا خليك واثق إنه هيقف جنبك بلاش تعقد نفسك وتحط في دماغك حاجة ممكن ما تحصلش 

ابتسم "أحمد" بحزن ورد عليها بيائس: 

_بس برضه مش ضامن الجنة كلها مش ضامن الحب خايف أخلي قلبي يميل أكتر وأفضل أعيش على الأمل بس 

إنكمش حاجبيها بتمرد ثم تحدث بانفعال: 

_بقولك قول يارب مش عارف تقول يارب صلي صلاة حاجة وإدعيله قول له أقف جنبي في المحنة دي وهو هيكون جنبك 

تنهد "أحمد" وأخرج زفيره الذي كان كالصخرة التي تسكن بداخل قلبه كادت أن تقتله، تكلم بهدوء: 

_ونعمة بالله! 

كان سترد عليه ولكن صوت رنين هاتفها جعلها تصمت وخصوصاً حين رأت من هو المتصل، حاولت أن تتجاهله ولكنه رن مرة أخرى إلى أن قال "أحمد" باستغراب:

_مين بيرن مش عاوزة تردي عليه ممكن يكون حاجة مهمة 

_ها

تلك الكلمة التي تفوهت بها من بين شفاهها، لتنتبه بعد ذلك له وتقول بتوتر:

_مفيش بس هقوم أرد ثواني وراجعة 

ردت على الهاتف فوجدته صوته المستفز يلقي سؤاله الذي كان عبارة عن:

_حبيبت قلبي فين!

ردت بهدوء محاولة إلا تجعله يشك بها:

_أيوا أنا يا "مالك" طلعت البيت وقاعدة أهو هنام كمان يالا سلام

_طب إكدبي صح يا "مرام" عشان أصدقك روحي يا حبيبتي وحسابك أما تروحي سلام او قبل كمان محدش عارف

قفلت معه الهاتف وكانت تشعر بالدماء تجري بحرارة في جسدها شعرت بأنها تحترق، تنهدت بقوة ثم ضبطت ملابسها وهيئتها بالمرآة حتى لا تظهر لـ "أحمد" شيء، عادت إلى الطاولة وفي وجهها بسمة صفراء مما جعله يشعر بأن ملامحها تغيرت بعد هذة المكالمة، تحدث بتساؤل:

_مالك يا "مرام" وشك اتغير مرة واحدة 

رفعت "مرام" وجهها لتنظر لمقلتيها ثم أجابته بذعر:

_معلش يا "أحمد" لازم أمشي حالاً

شعر "أحمد" بالقلق عليها فقال بخوف:

_هو فيه حاجة حصلت في حد حصل له حاجة قوليلي وأنا أساعدك 

ارتعدت قليلاً، كيف تقول له بأنه إذا حاول أن يساعدها سيجعل مشكلتها تزيد حيثُ أنها لا تريد أن تجعل الجميع يعلم بمقابلتها مع "أحمد"، هزت رأسها بلا ثم هتفت بـ:

_لا لا شكراً دي مشكلة بس في البيت مستند مهم ضايع ولازم أروح أشوفه يالا وزي ما قولت لك أنا في ضهرك هكون موجودة دايما يعني خليك واثق فيا.

ابتسم لها وبعد ذلك رد بـ:

_ۅأثق والله إنك الوحيدة اللي هتكون جنبي وإنك كمان هتكوني نعمة السند وهتكوني أختي اللي افتخر إن ربنا خلاها في طريقي. 

ابتسمت له ثم قالت بحنو: 

_ربنا يخليك يارب ويقدرني إني أساعدك باللي أقدر عليه يالا همشي بقى

خرجت من المطعم تهرول نحو السيارة، فتح بابها وجلست بها بهدوء، أمرت السائق بـ: 

_عاوزة أكون في البيت بسرعة! 

التفت لها السائق وبعيون يملأها الشرار قال: 

_ياسلام عينية دا أنا هوصلك البيت في حدود دقيقة 

جحظت مقلتيها بقوة، ارتعدت أواصلها حين رأت " مالك" بدلاً من سائق السيارة، شعرت بأن هناك من ألقى عليه مياه حتى تفيق لتركز في الكارثة التي أوقعت نفسها فيها 

تحدثت بتلعثم حتى ترد عليه محاولةٍ أن تجعله لا يتذكر أنها جاءت بدون أذن برغم من تنبيهاته الكثيرة لها: 

_ما هو أنا هقولك بقى إنت لازم تفهم ماشي هقولك بص مش لازم خلاص 

رفع "مالك" حاجبه، لاحت بسمة السخرية على ثغره، هتف من بين أنيابه بغضبٍ مكتوم: 

_اللي هو إيه بقى اللي المفروض يتقال بس قوليلي أفهم ولا لا 

ابتسمت بخوف ثم ردت عليه بهلعٍ: 

_يا بني هقولك ما هو إنت لازم تعرف يعني أصل أنا بحب آكل المطعم دا جداً تمام فحسيت إني جعانة فجيت آكل بقى فهمت... 

إنكمش حاجبه بغضب ثم قال بسخرية: 

_هو إنتي شايفاني طفل عشان يصدق صح. 

كادت ترد عليه ولكنه لم يمهلها الفرصة حيثُ بدأ في تحريك المحرك الخاص بالسيارة لينطلق بسرعة فائقة جعلتها تنفزع بقوة.. 

......................................................................... 

في منزل ال "عزمي" بدأ الجميع في تجميع أغراضهم المهمة حتى يغادروا هذا المنزل، جلست "دنيا" في غرفة جدها جلست تتذكر جميع ذكرياتها معه، دمعت حدقتها بقوة ثم قالت بحزنٍ: 

_جدو أنا مش عارفة ليه "مالك" عاوز ياخدنا من هنا عاوز يبعدنا عن المكان اللي في ذكرياتنا مع بعض ليه عاوزنا منكونش معاك أنا عارفة إنه بيعمل الصح عشان نكون بخير بس أنا عاوزة أفضل جنبك ومعاك 

بتلك اللحظة فتحت والدتها باب الغرفة متحدثة بصرامة: 

_إنتي لسه مجهزتيش قومي يالا جهزي نفسك يالا

رفعت "دنيا" رأسها ثم اشتد البكاء في مقلتيها لتصرخ بعد ذلك بهسترية: 

_عاوزة أقعد مع جدو شوية حتى ذكرياته مش هشوفها تاني يا مامي 

رفعت "عبير" حاجبها بضيق لتقول بعد ذلك بانفعال: 

_ما تقومي واتعدلي لحسن والله أعدلك جدك الله يرحمه مات فوقي بقى عاوزاكي تحببي فيكي "جبل" أنا لو طلت أجوزه ليكي إنتي و أختك في نفس الوقت كنت عملتها بس نعمل إيه "ريري" صغيرة ومينفتش الشرع مانع

حدقت بها "دنيا" بعدم تصديق، من هذه التي تقف أمامها، هل هذه والدتها ما الذي جعلها تصرخ بها هكذا، هزت رأسها باستغراب لتقول بتساؤل: 

_مالك يا مامي بجد إيه اللي مخليكي متنرفزة كدا

تنهدت "عبير" التي وضعت يدها على رأسها ثم جلست بأقرب مقعد وقالت بأمر: 

_إقعدي يا "دنيا" عاوزاكي

جلست "دنيا" بالمقعد المجاور لها، وبدأت تستمع لحديثها والذي كان عبارة عن: 

_بصي أنا من ساعة ما "مالك" قال إننا هنسيب هنا وأنا زعلانة لإني يا حبيبتي اتعود على هنا وبعدين أنا مش عاوزاكي تعيطي كل شوية وعاوزاكي تتجوزي راجل يصونك أنا عاوزاكي تتجوزي "جبل" وياريت أختك تكبر وتلاقي حد زيه 

ابتسمت "دنيا" وقالت بسخرية: 

_حد زيه هو إنتي متعرفش "جبل" يا مامي هو إنتي متاكدة إنك عاوزة حد زي "جبل" لـ "ريناد" هو "جبل" مش كويس مع اي بنت غيرنا بس عشان بيعتبرنا زي "مرام" لكن لو غير كدا فصدقيني كان زمانه قالب علينا 

صمتت قليلاً لتغير بعدها نبرة صوتها لصوت عاشقة: 

_أنا يا مامي نفسي اتجوز حد يحبني حد يحارب عشاني نفسي أكون مستعدة عشان أشيل المسؤوليه مع حد يستحق إني أخرج من دور البنت اللي مدلعة للبنت اللي قادرة تشيل بيت وتجيب أطفال وتهتم بيهم يا مامي

أومأت "عبير" رأسها بتفهم برغم من أن النيران كانت تنهش قلبها، فحديث ابنتها جعلها تبغضها بشدة، ردت عليها بنبرة حاقدة: 

_اللي إنتي شايفاه يا بنتي يالا لمي حاجاتك بسرعة بدل ما يجي "مالك" ويبهدلنا يالا ياروحي

.................................................................. 

اتجهت "لميس" لغرفة مدير المشفى، دقت باب الغرفة فسمح لها المدير بالدخول، رسمت على ثغرها بسمة صغيرة قبل أن تقول باحترام: 

_صباح الخير يا دكتور 

ابتسم الطبيب ثم قال بعد أن مد يده باتجاه المقعد: 

_إتفضلي يا دكتور 

وبالفعل جلست "لميس" على المقعد ثم بدأت تركز لما سيقول ولكن الصمت كان عامل قوي في هذة الجالسة، مما جعلها تشعر بالملل حيثُ شعرت بأن كلامه سيكون كالنيران وهذا الصمت هو صمت ما قبل العاصفة الشديدة والتي ستكون حازمة، فمازال ما قالته لها "فوقية" يرن في مخيلتها وكأنها تنبيهات قوية حتى تأخذ بالها، تذكرت الكلمة التي ردت بها عليها بعد إتهامها: 

_ما تقلقيش ولا فلوس الدنيا تخلينا اتنازل عن ضميري بس وبعدين مين قالك إني مستنية فلوس أنا واحدة مش مستنية حاجة من حد

فاقت على صوت مديرها حين قطع أحبال الصمت المتواجدة أخيراً وقال: 

_بصي يا دكتور أنا عاوزك تعرفي إننا هنا بنتعامل بالتزام المريضة اللي بعتوكي تتبعي حالاتها هي مجنونة راسمي وبتظهر لأي حد بيكون هنا إنها عاقلة

رفعت " لميس" رأسها باستغراب وردت بسخرية: 

_دا اللي هو إزاي معلش يا دكتور إحنا لسه بنتعلم من حضرتك وإنت في المجال من قبلي هو في مجنون يعمل عاقل أنا سمعت إن في عاقل يعمل مجنون لكن العكس ما سمعتش والله غريبة 

أخرج "محمد" من مكتبه دفتر الشيكات الخاص به ثم بدأ يمضي ومد يده لها وقال: 

_اكتبي الرقم اللي إنتي عاوزاه تكتبيه من جنيه لمليار في فرصة تكوني من أغنى أغنياء العالم بس عشان تكون "فوقية" مجنونة 

تعالت ضحكة "لميس" بقوة ثم قالت بضيق: 

_مش كنت تقول كدا من الأول بس هما مش قالوا لك يا دكتور إن "لميس" مش مستنية حاجة ومش بتبيع ضمرها بص إنت خد شيكك تمام وحط من جنية لمليار وأنا مستعدة أدفعهملك بس طلعها بلاش تقول إنها مجنونة وهي مش كدا إشتري ضميرك 

رد عليها الطبيب بانفعال: 

_بتتكلمي كدا ليه ها هي مجنونة فعلاً بس أنا كنت باختبارك هل ممكن تعملي كدا مع أي مريض 

ابتسمت "لميس" بسمة يملأها الحقد ثم قالت: 

_متقلقش يا دكتور مش أنا اللي أبيع ضميري تمام عن إذنك الحالة اللي مسؤولة عنها مستنياني

خرجت من الغرفة وعلى ثغرها بسمة انتصار، فهي خرجت وضميرها متواجد وهذا هو الربح بالنسبة لها

.......................................................................

خرجت من المشفى معه حاولت أن تسند نفسها، كانت تشعر بالأعياء البسيط، صعدت معه سيارته وقالت:

_وصلني عندك أخد عربيتي وأمشي بقى وأروح عند "حمدي" بيه

تنهد "جبل" بحرارة ليقول بجدية:

_هنروح أي مطعم ناكل تمام وبعد كدا تعملي مقابلة معايا وبعديها هوصلك لبيته وهستناكي برا تمام.

أومأت برأسها بهدوء ثم قالت برجاء:

_ماشي بس فاتورة المستشفى هدفعها لك تمام

_أنا مش سوسن تمام دا أولا ثانيا بقينا صحاب خلاص يالا بقى إساليني وإحنا ماشين

هزت رأسها ثم قالت بهدوء:

_تمام واول سؤال هيكون إزاي قدرت تكون ناجح برغم من إنك صغير وكمان ليك شركة بعيدة عن باباك لا وكمان إنت اللي بتخلي شركته عالمية يعني إنت اللي بتساعده مش هو

قهقه "جبل" ثم رد عليها بغرور:

_بص يا "ملاك" أنا شخصية معقدة شوية سافرت اكمل تعليمي برا قوي بكره المساعدة من أبويا ومن أي حد عاوز أكون وحش نمر ملتزم جدا في شغلي إخترت إني اشتغل عند شركة غير بتاعتنا لسبب إني أخد خبرة وأنا بتمرمط بدل ما أخدها وأنا باشا ومغرور في شركة أبويا مكنتش عاوز حد يقولي دا كبير عشان أبوه دا مولود في بوقه معلقة دهب 

شعرت "ملاك" بالانبهار من هذة الشخصية التي تجلس بجانبه، تنهدت بقوة وبدات تلقي الأسئلة وراء بعضهم حتى انتهت من المقابلة وحتى أن الحديث أخذهم واكتمل في المطعم، عاد ليوصلها إلى منزل "حمدي" وبتحذير قال: 

_لو حصلك حاجة اجري أطلعي لإن الراجل دا مش كويس تمام 

شعرت بالرهبة الشديدة فقالت بتوتر: 

_ما تيجي معايا 

_مش هينفع! 

هزت رأسها بتفهم ثم دخلت الفيلا، ظلت تلتفت يمينا ويسارا، تحدث الخادمة معها بتساؤل: 

_جاية لـ "حمدي" بيه صح 

أومأت برأسها مما جعل الخادمة تقول: 

_هو عشر دقايق ويجي يا فندم 

ابتسمت بسمة صغيرة وقالت: 

_تمام وأنا مستنية 

دخلت الخادمة إلى الغرفة المتواجد بها "حمدي" لتجده عاري الجسد كما ولدته  أمه وتجد زوجته بجانبه على نفس الحالة وبمكان متواجد فيه الخدم لم تخجل فهي اعتادت على شكله هكذا، والجميع يشاهدهم ولا يفعلون شيء فلقد عاداته عليهم بهذه الطريقة، شعرت بانهم في حالة غير مدركة لما يفعلوا، تحدثت بصراخ: 

_" حمدي" بيه الصحفية برا 

صرخ بها "حمدي" وبصوت ثمل : 

_برا مش شايفة إني مشغول 

قهقهت زوجته مما جعله يقول بضحك: 

_يا حلاوتك

عادت الخادم تقول بعنف: 

_يا فندم البنت مستنية برا

لم يدرك "حمدي" ما فعل حيث قام وجلب المسدس الناري الخاص به والذي كان موضوع على المنضدة، ليوجه باتجاهها ويطلق النيران.

.....................................................................

يتبع....

بقلمي أميرةأنور

 الفصل السادس.. 

(النمر الجامح) 


وصل إلى الفيلا الخاصة بعائلة المنشاوي، نظر لها بشرار ثم وبكل غضب أمرها بـ: 

_إنزلي! 

هزت رأسها وهي تعلم بأن القادم هو الأسوء لها،  وبالفعل نفذت ما أمرها به،  حاولت أن تتجاهله فتقدمت نحو باب الفيلا الداخلي لكي تدخل ولكنها سمعته وهو يقول بصرامة: 

_إقفي عندك! 

توقفت حركة أرجلها عن السير،  ابتلعت ما في حلقها بتوتر،  استدارت بظهرها لتحدق في مقلتيه بهلعٍ ثم وأخيراً تحدثت بتلعثم: 

_ااا.. نعم يا "مالك"  كنت عاوز حاجة أصلي 

صمتت قليلاً حتى تتثاؤب أمامه حتى يصدقها ثم عادت لتمم حديثها: 

_عاوزة أنام يالا سلام شكراً على التوصيل بس مكنتش تعبت نفسك يا "مالك"  صعبت عليا والله ما السواق كان هنا مكنش ينفع يعني تخليه يسوق عربيتك وتيجي في عربيتك وبعدين كان عندك شغل صح. 

ابتسم "مالك"  بسخرية ليتكلم بعد ذلك بحنق: 

_دا على الأساس إنك عاملة عليا

تعالت ضحكة "مرام"  لتقول بعد ذلك ببرود: 

_جداً وبعدين يا حرام يا "ملوك"  دا إنت عندك شغل وعندك نقل من بيت لبيت يعني كدا حرام كمان تنشغل بيا 

لم يشعر "مالك"  بنفسه إلا وهو مقيدها من معصمها بقوة،  ساحبها خلفه إلى الداخل، ظلت تقول له بصراخ: 

_سبني إنت عارف إني مش بحب حد يمسكني كدا إنت غبي يا "مالك"  أيدي يا بني وجعتني. 

وصل إلى مدخل المنزل ليترك يدها بشدة كادت أن تقع على الأرض ولكنها حاولت ألا تفقد التوازن وبالفعل هذا ما حدث،  أخرجت أنفاسها بتلهث،  ظلت تتفحص يدها فوجدت أن معصمها أصابه أحمرار،  تفاجئت حين وجدت أصابع "مالك"  مطبوعة عليه،  شهقت بصدمة ثم رفعت رأسها بانفعال وقالت بعلو: 

_إيه اللي عملته دا شايف إيدي

_ولسه هكسرك حتة حتة ومش هخليه فيكي مكان سليم لو فضلتي عنيدة وفضلتي تعمل الغلط إنتي فاهمة 

أردف "مالك"  بهذة الكلام وبصراخ شديد،  لتأتي المربية على صوتهم وتقول بفزعٍ: 

_هو فيه إيه يا ولاد مالكوا 

أسرعت "مرام"  لتقف خلفها وتتحدث بحد: 

_قوليله المجنون دا ماله بيا من بعد موت جدو "عزمي"  وهو اتجنن خليه يبعد عني دا طالع بأفكار وحاجات معرفش بيجبها منين لا وكمان عاوزني أسمع كلامه

رفع "مالك" حاجبه باندهاش ثم بتساؤل قال: 

_دا على الأساس إنها هتحميكي مني دادة أخرجي من الموضوع دا لو سمحتي

أومأت المربية برأسها وبالفعل تركتهم ورحلت، مما جعل "مرام" تسرع راكضة للداخل ولكنها فجاة توقفت  بداخل الصالون الخاص بالفيلا ظلت تستمع لكلامه الذي قاله بعنف:

_خايفة من إيه مش كنتي عاملة شبح تعالي أقفي قدامي لو فيكي شجاعة 

شعرت بالقوة نوعٍ ما حيثُ أنه يعتبر هانها بكلمته فهي لا تخاف منه، نعم هو محق في حديثه هي لن تخاف منه رفعت رأسها بكبرياء وتحدثت بهدوء: 

_أيوا تصدق عندك حق هو إنت عاوز إيه يعني!؟

حدق بها "مالك"  بعصبية ثم قال بانفعال: 

_هو إيه اللي عاوز إيه هو الكلام مش داخل دماغك إنتي خرجتي وأنا مانعك وبرغم من إني قولت هحاسبك على أي عمايل غلط وبرضه عملتي اللي في دماغك

جلست على الأريكة بكل برود،  لاح على ثغرها بسمة استفزازية لتقول بعدها بلا مبالاه: 

_والله إنت مالك ملكش كلام عليا يا "مالك" 

لم يستطيع "مالك"  تحمل حديثها فاقترب منها مكوراً يده بعنفٍ شعر بأنه سيصفعها بقوة،  ظل يقترب ويقترب وهي تنظر له إلى أن وصل لها،  قيد حركتها بيده ومال قليلاً على أذنها وهمس بـ: 

_

........................................................................


سمع "جبل" صوت الطلقات النارية،  لم يستطيع أن يمنع نفسه من النزول حيثُ أن "ملاك"  متقيدة بداخل المنزل،  شعر بأن هناك شيءٍ جعل هذا المتهور الملقب بـ "حمدي" ينقلب،  نزل من سيارته بأقصى سرعة،  ليسرع خلف الأمن الذين تركه باب الفيلا بدون حراسة،  دلف فوجدت ما لا يتوقع قط،  حيثُ أنه وجد ملاك تصرخ بشدة من منظر "حمدي"  العاري هو وزوجته ومن منظر الخادمة التي تصوابت في منكبيها،  ظل ينظر من بعيد فسمع "حمدي"  يقول بانفعال لها: 

_اسكتي لولع فيكي مش عاوز أسمع نفسك فاهمة

ظل يحدثها وهو يقترب منها بشدة،  وهي تتراجع للخلف كادت أن تقع من صدمتها ولكنها صدمت في شيء فصرخت بشدة يملأها الهلع: 

_عااااااااا يا ماماااا

كان الجسد التي صدمت به ما هو إلا جسد "جبل"  الذي همس في أذنها ليطمنها: 

_ششش أنا موجود 

شعرت نوعٍ ما بالسكينة والهدوء حتى أنها حين سمعت صوته استدارت له لتقع بين أحضانه وتبكي وتقول بعلو: 

_كان هيموتني وشوفت هو لابس عاريان خالص مش عارفة أخاف من مناظرهم ولا أخاف من المسدس اللي عاوز يقتلني بيه ااانا أنا مش عارفة أعمل إيه

ابتسم "جبل"  في وجهها ثم قال لها بعد أن أدار ظهرها وجعلها تقف خلفه: 

_الرغاية الغاضبة مش عاوز أشوفك أبداً ضعيفة إنتي دايما قوية لفي وشك بس عشان ماتشوفيش المنظر 

إقترب "جبل"  بعد ذلك منه ليمسكه من كتفه بقوة ويقول بعصبية: 

_ قول لي حاجة كويسة فيك تخليك تنجح في حياتك 

لم يستطيع "جبل"  أن يعانفه والآخر غير مدرك حديثه، ظل ينظر يمينا ويسارا إلى أن وجد صنبور من الماء على شكل زينة ولكن ينزلك منه المياه بقوة،  أمسكه "جبل"  من رأسه ووضعها بدأخل الماء إلى أن تأكد تمامًا بأن فاق،  تحدث معه بأمر: 

_روح استر نفسك بدل ما إنت بتفرج الخدامين والدنيا كلها شايفاك يالا روح 

بالفعل تفاجئ "حمدي" بحالته وبحالة زوجته وبالمنزل، اتجه نحو ملابسه ليرتديها ثم حدق بزوجته التي مازالت غير مدركة لما يحدث، أسرع نحوها ليضع عليها سجادة كانت بالأرضية حملها وألقها عليها، عاد يتحدث ويقول برجاء إلى "ملاك": 

_آسف جداً  يا أستاذة." ملاك" على اللي حصل هو أنا مش عارفة دا حصل إزاي وامتى  بس معلش اتفضلي يا فندم

نظر له "جبل" بسخط ثم عاد يواصل حديثه ولكن بنبرة السخرية:

_أوه لا بجد إنت أهبل صح يعني بعد اللي إنت عملته مستنيها تكمل المقابلة دا اللي هو إزاي بس فاهمني يا أستاذ "حمدي" باشا

حملق به "حمدي" بكره ليقول بانفعال:

_إنت السبب أنا معرفش إزاي بقيت سكران صديقيني يا أستاذة "ملاك" أنا معرفش حاجة 

كان يقول هكذا وهو يتقدم من "ملاك" التي التفتت ما أن تأكدت بأنه أصبح يرتدي شيء على جسده، حين كان يقرب منها كانت تنكمش أكثر وتمسك في معصم "جبل" بقوة وكأنها تأخذ منه الأمان، أمسك "جبل" بتلك اللحظة بيد "حمدي" ثم دفعه بعيداً عنهم ليقول بحد:

_وأقسم بالله لو لقيتك مقرب منها أو بتكلمها لهتشوف وش عمر أهلك ما شافوا أمين 

رد عليه "حمدي" بحد:

_وإنت مالك وبدافعلها ليه ها عينتك وبعدين إيه اللي دخلك بيتي بعد ما حرمتني من بنتي ها إطلع برا

إستغربت "ملاك" لحديث "حمدي" مما دفعها تقول لـ "جبل" باستفسار:

_"جبل" هو بيتكلم على إيه وبنته مالها بالموضوع وحصلها إيه أنا مش فاهمة حاجةخالص

وقبل أن يرد عليها "حمدي" ويخبرها بعلاقته مع ابنته، أجابها "جبل" ولم يعطيه الفرصة حيثُ قال بحنق:

_بذمتك دا يتصدق طب هقولك على حاجة إنت واحد سبت بنتك تسهر وتعمل اللي ما يتعملش وإنت متعرفش عنها حاجة تمشي مع دا وتسيب دا أنا بقى مالي أنا اللي كنت بشحنلها الفيزا أنا اللي قولتلها تيجي وتقول لي بحبك ولما رفضها بقيت وحش بقيت وحش عشان مش بحب الحريم الشمال والله إنت وبنتك نسخة واحدة.

شعر "حمدي"  بأنه سيرتكب جريمة في هذة اللحظة،  تحدث بصراخ: 

_برا برا قبل ما أرتكب جريمة هفضل طول عمري سعيد ومفتخر بنفسي إني عملتها. 

قهقه "جبل"  بشدة على ما يقوله خصمه ليبدأ في حديثه حتى يرد على ما قاله باستفزاز شديد: 

_ضحكتني والله لا بجد والله ضحكت من قلبي شكراً لحضرتك بجد عارف أنا بقولك حضرتك ليه عشان بس الناجح في شغله هو اللي يحترم الفاشلين اللي زيك ودي قاعدة مش هتقدر تفهمها أكيد يا "حمدي"  بيه تمام مقابلتنا انتهت عن إذنك يالا يا "ملاك" 

سارت "ملاك"  خلفه في طاعة حيثُ أنها كانت تقف تتمنى خروجها من هذا المكان بأقصى سرعة ولكنها توقفت عن السير حين تعلقت يدها بشيء التفتت حتى ترى هذا الشيء فتفاجئت بـ.. 

.............................................................. 

جلس يفكر بها بعد أن عاد للمنزل،  تفاجئت شقيقته بتلك الحالة التي أصابته مما دفعها أن تقول: 

_مالك يا "أحمد"  

انتبه لصوتها فقال بحب حتى لا يجعلها تحمل همه: 

_زعلان لإن حبيبة قلبي الصغيرة للأسف هتتجوز وتسبنا وأنا مش هكون معاها تصدقي أنا بقيت أغير من "إسلام" 

ضحكت شقيقته الصغيرة بعلو والتي كانت تتميز بالجمال الرقيق،  ردت عليه بحنو: 

_طب هو فيه حد غبي يحب حد أكتر من "أحمد"  هو "إسلام"  هيكون حنين عليا زي ما إنت حنين هيجبلي كل مطليبي زيك مش هيشيلني همه زيك دا إنت مهموم وخبيت ورهنك كمان. 

تنهد "أحمد"  بقوة ليخرج من صدره الحزن الكبير الذي يحمله بالداخل،  تحدث بهدوء: 

_والله يا "رحمة"  ما فيا حاجة وبعدين يا حبيبت قلبي أنا غير "إسلام"  يعني أنا أخوكي من واجبي أبقى كل دا وهو كمان بس إنتوا بتتجوزوا عشان تقسموا كل حاجة مع بعض الحزن قبل الفرح تبقى وحشة لو مشركيش هموم يا حبيبتي إنتي هتكوني الحضن الحنين اللي هيرمي نفسه فيه بعد عذاب الشغل لو اتعصب عليكي استحملي لحد ما يصالحك

ابتسمت له ثم قالت بحب: 

_تعرف 

_إيه؟ 

_"إسلام " محظوظ عارف ليه عشان أخويا اللي هينصبه هيقف جنبه لا وكمان بيعلم أخته إزاي تتعامل مع جوزها ربنا يخليك ليا يارب 

ملس "أحمد"  على شعرها الحرير،  ليقترب من رأسها ويقبلها بحب ويقول بثقة: 

_متفكريش إني هقف معاه لو زعلك دا أنا ساعتها هبهدله بس لو هو اللي غلطان مش إنتي وصدقيني يا حبيبت قلبي أخوكي هيفضل في دهرك ودايما سندك. 

قبلته "رحمة"  على خده ثم قبلت يده وقالت بدموع الحزن: 

_ربنا يخليكي لينا وميحرمنا من وجودك أبداً ونعيش دايما على حسك 

رفع حاجبه ليصتنع الغضب ويقول بمزح: 

_البت أخدتني بكلامها الحلو اللي متزين ومجبتليش أكل شكلك يا قطة أصلاً معملتيش أكل 

قامت "رحمة"  مهرولة إلى المطبخ بعد أن صرخت بهلعٍ: 

_ودا ينفع برضه يعني أنا هخليك جاي تعبان ومعملش أكل دا أخواتك كلهم كوم وإنت كوم تاني.. 

ابتسم "أحمد"  على تصرفات أخته ثم تنهد بقوة وقال بحمد: 

_الحمدلله على كل شيء أنا بعد حب أخواتي مش عاوز حاجة تاني من الدنيا خلاص يارب لو مش كتبلي أكون أنا واللي بحبها في بيت واحد أبعت لها إبن الحلال اللي يحبها وتحبه. 

................................................................. 

عادت تجلس معها،  برغم من أن "فوقيه"  تبغضها بشدة ولكنها ستظل على موقفها اتجاهها،  تحدثت بتلك اللحظة "فوقية"  بنبرة استهزائية: 

_ها العرض كان حلو شوفتي بقى إن ضميرك في ثانية اتغير وبقى صاحي ليهم وميت عندي 

ابتسمت "لميس"  في وجهها لتقول بيقين: 

_عارفة يا طنط هقولك طنط لحد ما تحبيني وأقولك ماما "فوقية" 

صرخت بها "فوقية" بحد: 

_ولا ماما ولا طنط

أومأت "لميس"  لها برأسها ثم قالت ببرود:

_خلاص هقولك يا "فوفا"  تمام كدا المهم بقى أنا دكتورة اللي درسته في مهنتي يخليني متأكدة إن عقلك سليم جداً بس كإنسان حابب يساعد هقولك إنك مجنونة 

حملقت بها "فوقية"  باستغراب ثم قالت بتساؤل: 

_قصدك إيه بكلامك يعني أصلي مش فاهماكي خالص

ردت عليها "لميس"  بنبرة دبلومسية: 

_إنتي بتقولي كل حد هنا قبلي كان واثق إني مش مجنونة صح..؟ 

هزت "فوقية"  رأسها كعلامة توافقها بها على حديثها مما جعل "لميس"  تكمل ما بدأت في قوله: 

_وإنتي وثقتي فيهم كلهم

ردت عليها "فوقية"  بضيق: 

_للأسف وثقت وكانت دي النهاية

ابتسمت "لميس"  ومدت يدها نحوها وقالت بيقين: 

_جربي آخر مرة يمكن الفرصة دي تكون صح جربي مش هتخسري يمكن تكسبي لو مجربتيش هتفضلي عمرك كله هنا جربي يا طنط

دمعت عين "فوقية"  التي جلست تفكر في قرارها إلى أن قالت: 

.........................................................................

جلست "سامية"  تفكر في "ملاك"  كانت تشعر بالقلق الشديد عليها منذ أن ذهبت في صباح اليوم هذا،  تنهدت بقوة قبل أن تدخل غرفة صغيرتها،  كانت تخرج ملابسها المتسخة من سلة الملابس الغير نظيفة،  أمسكت البنطال الأسود الذي كان بداخلها لتجد ورقة مكتوب فيها اسم وعنوان ورقم هاتف شخص،  قرأتها بصوتٍ مسموع: 

_"جبل المنشاوي" 

انتابها الهلع والخوف الشديد،  ظلت تتذكر هل هذا الاسم قالته لها "ملاك"  أم لا وما العلاقة التي تجمعها به،  تحدثت بتوتر: 

_لا أكيد مش هو أنا متأكدة من كدا ممكن تشابه أسماء أنا هتصل بيها تيجي

أسرعت نحو الصالون لتبحث عن هاتفها حتى تكلمها،  ضغطت على ذر الإتصال ولكن لم ترد عليها،  عادت تهاتفها ولكن دون جدوى

شعرت بالخوف الشديد عليها، هاتفت أحدهم وقالت برعب: 

_الحقيني "ملاك"  بتتعامل مع "جبل المنشاوي"  إنتي عارفة دا بيعني إيه أسترها يارب عليها 

انهت المكالمة ثم ألقت بالهاتف على المضطجع لتجلس تنتظرها بقلق شديد

..................................................................... 

_لا ليا فيه عارفة ليه يا قطتي عشان هكون جوزك

صرخت به بعد أن دفعته بشدة وقالت بعنف: 

_مش هتكون جوزي وبطل بقى وبعدين إيه يا أخي واحدة وبتقولك مش عاوزاك إحترم رجولتك يا أخي

ابتسم "مالك"  بستفزاز ثم قال بغضب: 

_لا راجل وغصب عنك يا "مرام"  عاوزة حاجة تاني 

وبعدين مين الزفت اللي كنتي قاعدة معاه دا

صمتت "مرام"  ولم ترد عليه فعاد وصرخ بها جعلها ترتعد بخوف: 

_ردي بكلمك وأما أسألك على حاجة تجاوبي فاهمة ولا لاء

حدقت به "مرام"  بشر ثم قالت بعلو: 

_حبيبي اللي قلبي أختاره واللي أختارني اللي عمره ما هيشك فيا ولا هيسبني عشان سبب تافه اللي هيبني نفسه بنفسه مش مولود وبوقه مليان بالدهب هيقف جنبي هيصاحب صحابي هيعلمني معنى الحب

كان يسمع لها وهو مكور يده لينفعل فجاة ويلقي بالفازة التي كانت تزين الطاولة،  شعرت بأنه سيقتلها ولكنه عكس ذلك تماماً حيثُ قال: 

_تمام يا أنسة "مرام عن إذنك

خرج من المنزل تحت نظراتها له، دمعت عينها بشدة بعد أن خرج لتأتي المربية الخاصة بها وتقول: 

_طب بتعيطي ليه وإنتي السبب في زعله

........................................................................

تفاجئت حيثُ أمسكها." حمدي" من معصمها وقال برجاء: 

_يا أستاذة "ملاك"  إنتي لسه معملتيش المقابلة معايا

ردت عليه "ملاك"  بحنق: 

_اللي زيك ماحدش يتعامل معاه أبداً وكفاية اللي شوفته كانت مقابلة حلوة جداً عمري ماشوفتها هو اليوم باين من أوله

ظل مقيدها،  حاولت أن تسحب يدها ولكنه عاد يقول: 

_معلش والله مش هتتكرر أبداً أنا في بيتي

بتلك اللحظة رد عليه "جبل"  بصفعة قوية جعلته يفقد توازنه،  متحدث بعصبية: 

_مش قالت اللي زيك المفروض محدش يعمل معاه مقابلة ولا إيه وبعدين ماسك أيدها وإنت عديم الإحترام 

انهى حديثه ثم استدار نحو "ملاك"  وبأمر قال: 

_"ملاك" قدامي يالا

وبالفعل نفذت "ملاك"  حديثه ولكن أقدامها توقفت حين قال "حمدي"  بغضب: 

_إنتي متفقة معاه إيه اللي جابه معاكي أي كلمة هتتكتب هتنقلب عليكي وهقول للدنيا إنك عاشقته

استدار "جبل"  وعلى وجهه بسمة ساخرة ثم رفع حاجبه متحدثٍ ببرود:.............................................................................................................. 

يتبع.... 

بقلمي أميرة أنور

      الفصل السابع والثامن من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1