التاسع والعاشر
الفصل التاسع
لم ترد عليه وبدأت تسير على أقدامها، ذهب خلفها متحدثٍ بغضب:
_بقولك أقفي يا "ملاك"
لم ترد عليه قط، وكملت في السير، مما جعله يقول بنفاذ صبر:
_بحبک!
توقفت بعد هذه الكلمة التي خرجت من فاهه، نظرت له وهي لاتعلم أتفرح لأنه قال هكذا وأعترف لها أنه يحبها أم تحزن حين تتذكر بوجود النساء في حياته، مازالت تتذكر حديث "حمدي" ومتيقنة بأن هناك علاقة تجمع "جبل" بابنته، تنهدت بقوة ثم قالت بهدوء:
_وأنا قولتلك الصبح رأيي يا "جبل" إحنا لسه عارفين بعض لسه ملحقتش أكون حبيبتك وخلي في فرصة نعرف بعض وبصراحة...!
رفع "جبل" حاجبه ينتظر ما ستقوله كل ما سردته الآن لا يهمه حيثُ أنه حديث ما قبل العاصفة التي ستشتعل لتقتلها، تكلم بهدوء مصطنع يخفي به جمر النيران المقيّدة بقلبه:
_أيوا وبعدين هتقولي إيه بقى عشان أعرف أرد عليكي
فتحت فاهها حتى تكمل ما بدأ في قوله ولكنه قاطعها بتحذير بعد أن رفع أصابه الخمس في وجهها قائلاً لها بحد:
_بس ياريت تكوني عارفة كل حرف هتخرجيه من بوقك عشان هتتحاسبي عليه كويس أوي
بالفعل شعرت بالخوف من كلامه ولكنها تشجعت حيثُ قالت بقوة:
_يمكن خناقنا خلى في خوف في قلبك ناحيتي نظرة أعجاب أو حتى نظرة حب ويمكن نفس اللي في قلبك عندي وهي ما حبة بعد عداوة بس أعجابي بيك مش هيلغي إحترامي لنفسي ولا لكياني وحريتي
انهت هذا الحديث لتبدأ بعد ذلك تسير ولا تعطي له أي أهمية مما جعله يسرع باتجاهها ويقول بتساؤل:
_قصدك إيه يا "ملاك"
وقفت عن إكمال الطريق مرة أخرى ثم استدارت لترد عليه بتمني:
_بص يا "جبل" أنا حاسة إن في حاجة غلط في الموضوع من يوم وليلة بقينا صحاب لا وكمان في نفس اليوم بقينا أحباب غريبة دي وبعدين أنا نفسي أكون متجوزة من حد يخاف على شكلي يخاف يحرجني
تأفف "جبل" بشدة ليقول بعد ذلك برجاء:
_ممكن بس يا بنت الناس نروح نقعد في كافتريا
_لا كدا كدا إتاخرت
شعر بالملل فقال بضيق:
_برحتك هتصل بالسواق يجي بالعربية ويوصلك وأنا هاخد تاكس
شعرت بالضيق لأنه تخلى عن محاولاته في إرضائها، أخرجت من صدرها بعد الأنفاس التي تجعلها غاضبة ثم قالت بتمرد:
_لا هروح بتاكس شكراً وبعدين مش إنت قولت إمبارح في العزاء إني من البنات اللي عمرك ما هتعجب بيها خلاص سبني وبعدين إنت قادر تعمل كل حاجة أنا سمعت إنك ممكن ترمي واحدة في الشارع عادي وممكن تزعق لوحدة عادي وممكن تسيب واحدة في الشارع عادي ممكن بس أكون حبيبتك عشان لسه اللي عاوزه ماخلصش
لم يستطيع "جبل" أن يتحمل أكثر من ذلك حتى أنه تخلى عن تمرده وقال بكبرياء:
_أنا أعمل إيه حاجة مع الشمال لكن لو قدامي واحدة محترمة عمري ما عمل لها حاجة وحشة أنا راجل يا "ملاك" الشمال راضية تروح ملهى ليلي وتسيب دا يلمسها ودا يبوسها وتروح مع اللي يعجبها يعني لو كلاب السكك قربت منها مش هتخاف عشان بقى عندها مناعة خلاص لكن لو بت سكتها سالكة أنا هبقى راجل معاكي وبرحتك وقفي تاكس وروحي عن إذنك..
رحل من أمامها مما جعلها تغضب وتقول بخفوض:
_قليل ذوق أنا كنت حابة المحايلة بتاعته وكنت مبسوطة من الغيرة بتاعته بس كنت لازم أوقفه عند حده مش أكتر أنا هروح
لم تجد أي سيارة في المكان فبدأت تسير على أقدامها وقفت خلفها سيارة أحدهم ليوقف صاحبها محركها وينزل منها ويقول بغزل:
_إيه العسل دا هو فيه كدا ما تيجي يا حلوة أوصلك أصل هنا مافيش تاكسي بيجي في المناطق النضيفة اللي بيكون فيها بهوات تعالي بس
حاول أن يمسكها من معصمها فشدت يدها بعنف وقالت بصراخ:
_وسع هلم عليك الشارع والله
غمز لها الشاب ثم قال:
_محدش هنا هيهتم واحدة مزة زيك ماشية ليه لوحدها كدا إيه كنتي في مطعم لوحدك مثلاً أكيد جاية تروحي بزبون
نظرت له بحنق وقالت بضيق:
_أوعى تكون فاكر إني واحدة من بتوع اليومين دول ميز يا أخي شكل لبسي طرقتي أنا يا محترم صحفية
رفع حاجبه وضحك بسخرية ليقول بعد ذلك ببرود:
_لا الصراحة شكلك محترم بس دخلتي دماغي
حاول التقرب فتراجعت للخلف بخوف شديد شعرت بأن وجود "جبل" كان أمان لها تمنت لو يعود ولا يتركها بمفردها، أغمضت عينها بشدة تترجاء ربها أن ينقذها من هذا البغيض، وفجأة تسمع صوت لكمات قوية وسب بصوت رجولي شديد تعلمه، زادت خفقاتها حين جاء، انتفضت بشدة، فتحت مقلتيها لتجده من خفق فؤادها حين وصل، تحدثت بتلعثم:
_اا خلاص يا "جبل" هيموت في إيدك كفاية ويالا نروح
استدار لها وهو يحملق بها بشرار ثم رفع سبابته بتحذير قاتل ليقول لها بحد:
_ماسمعش صوتك وبهدوء كدا إركبي العربية السوق جاية حالا وحسابك يا "ملاك" بعدين.
..............................................................
جلست "سامية" على الريكة تفكر في صغيرتها وما سيحلقها بصحبتها مع "جبل" كان قلبها يحمل الرهبة الشديدة، تنهدت بقوة حين سمعت صوت ضيفتها التي جاءت فوراً عندما طلبتها:
_طب سبيها يا "سامية" جايز ربنا رايد حاجة في تقابلهم دا
هزت "سامية رأسها بلا لتقول بعد ذلك بتوتر:
_لا يا بنتي أنا لا يمكن أخاطر بالأمانة" ناصر"بيه بعد عن النار دا هو ومراته عشان بنتهم ضحوا بالمال والفيلا وكل حاجة عشان "ملاك" قولوا لي خلي بالك منها
ردت عليها الأخرى وهي تقول بيقن:
_"جبل" سمعته وحشة بس شاطر في شغله وبعيد عن أبه
تحدث "سامية" بثقة:
_أنا معنديش مشكلة مع "جبل" خالص والله بالعكس أنا كمان بعرف أخباره أول بأول الخوف كله من "جلال" لو عرف "ملاك" تبقى بنت مين اللي فيه "جبل" بسبب السم اللي حطه "جلال" في قلبه
صمتت قليلًا ثم تذكرت شيء فقالت بتساؤل:
_"مرام"هي كمان يا حبة عيني حالتها وحشة جداً محدش عارف ظروف نفسيتها
ابتسمت الأخرى وقالت:
_"مالك" و "جبل" مخلين النفسية أحسن بس هي ناقر ونقير مع "مالك"
ابتسمت لها "سامية" لتقول بعد ذلك بحب:
_من زمان وهما كدا ربنا يخليهم لبعض صحيح إنتي قولتلهم إيه عشان تعرفي تيجي يا "صباح"
تنهدت "صباح" لتردف بعد ذلك بقلق:
_والله يا "سامية" أنا قلقانة "مرام" مش بتعرف تقعد لوحدها وآكلتها ضعيفة جداً لسه "مالك" كان بيكلمني وبيسألني كلت ولا لاء البنت آكلتها ضعيفة
لم تستطيع "سامية" تحمل ما تسمعه عن تلك الفتاة تأففت بشدة ثم قالت برجاء:
_بالله عليكي يا "صباح" خلي بالك منها العيال كلهم أمانة في رقبتنا وخلي بالك كمان من "مالك" و"دنيا" إبعديهم عن الشر
هزت "صباح" رأسها لتقول بعد ذلك بثقة:
_من الناحية دي فطمني أنا بحاول أحن على الكل
_إلا ما قولتليش قولتلهم إيه عشان تيجي هنا
_إن قريبي في المستشفى
أنهت " صباح" ما قالته ليسود الصمت قليلاً وتعود تتحدث من جديد حيثُ قالت باستفسار:
_هنام فين أنا مش عاوزة "ملاك" تشوفيني
أومأت "سامية" برأسها بهدوء ثم أجابتها بحب:
_الشقة اللي جنبنا بتاعت "ملاك" برضه متروقة عشان لو حد من صحابها جه يبات فيها لآنها مش بتحب أي حد يشوف حياتها هنا الشقة دي بالنسبة ليها هروب من الواقع شقة حلمها وكأنها عايشة في فيلم كارتون
....................................................................
في فيلا "مالك"
بعد أن عرف بأنها لم تأكل شيء وهو يشعر بالخوف الشديد عليها، تكلم بنبرة بها أمر:
_إدخلي يالا كلي
ردت عليه بصرامة:
_شكراً خلي الآكل بتاعكوا على أدكوا أنا كدا كدا تعبانة ومعدتي مش بتحب الأكل فهأكل شبسي وبيبسي وكدا حلو
نظر لها "مالك" ثم وبسخرية قال:
_وأنا أقول البت مش بتتخن ليه
ليتوقف بعد ذلك عن الحديث ويغمز لها:
_طب أما تتجوزي بقى هيعمل إيه يا عيني مع واحدة زي العصاية
حملقت به بقرف ثم وبيدها ضربته على صدره وقالت بحنق:
_إنت قليل الآدب على فكرة وإحترم نفسك لو سمحت
نظر له بحب ليحاول بعد ذلك عدم إظهار عشقه ويتحدث بنبرة جافة:
_أنا مالي هو أنا اللي هاخدك
ثم وبعد ذلك يكمل حديثه بنبرة ناعمة:
_أنا اللي هاخدها بنت ولا بمية بنت جميلة اوف ربنا يهنينا مع بعض الله يرحمك يا جدي لولا إني بحبك كان زمان إتجوزتها
ردت عليه بسخرية:
_هو إنت هتتجوز بقرة حلوب يا "مالك" ولا إيه
إنكمش حاجبه من جملتها ليسألها باستغراب:
_ليه بتقولي كدا
ابتسمت بضيق وقالت:
_أصلها بنت ولا بمية بنت يعني أحسب كل بنت رفية هتطلع كام كيلو معنى كدا إن خطبتك 5000كيلو لو قولنا كل بنت خمسين كيلو
لم يستطيع أن يمنع نفسه من الضحك حيثُ أنها قالت هذا بطفولة، رد عليها باستفزاز:
_لا خالص هي ولا تخينة ولا رفيعة حلوة وعينيها ملونة شعرها بقى أصفر يعني أجنبية بمعنى الكلمة
جذت على أنيابها بقوة ثم قالت بصراخ:
_خلاص كفاية مالي أنا
إنحنى قليلاً نحو أذنها لهمس بها:
_إيه طفلتي غيرانة..!
كان الجميع يشاهد جدالهم، قامت "عبير" من مكانها بعد أن قالت لبناتها:
_بعد ما يخلصوا نادوا عليا جالي صداع رهيب منهم وأكلوا "مرام" شكلها تعبان ومتقوموش غير أما تشربوا العصير
أومأت كل منهم برأسها في طاعة ليعودان و ينظران لهم حيثُ قالت "مرام" بسخرية:
_ليه يعني هغير من إيه يا بني إنت محدش يبصلك أصلا وبعدين معايا اللي مالي عيني
همست "دنيا" في أذن شقيقتها وقالت بيقين:
_الله يرحمها كانت غالية دا من "كريم" كان هيقتلها أومال من كلامها دا هيعمل إيه
ردت عليها "ريناد" بتخيل طفولي:
_هيقطعها حطت قبل ما يقتلها وعارفة "روكس" الكلب لسه ما كلش هيعشيه بيها
بكت "دنيا" بتصنع:
_يا حبيبتي يا "مرام" كنتي غالية يا أوختي
صمتت كل منهم حين سمعوا صوت "مالك" العالٍ وهو يقول بحد:
_ياريت "جبل" يعرف باللي مالي عينك عشان أخوكي مش بيحب أخته تمشي مع حد
ردت عليه بسخرية تحمل العتاب:
_عشان كدا عملت اللي عملته وقتها بطل بقى ترمي أي كلمة وخلاص
كان سيرد عليها ولكن هاتفها رن، رأت اسم المتصل مما جعلها تضغط على زر الرد وتقول بترحيب:
_الو إيه يا "أحمد"
حين سمع اسمه شعر بأن جسده يشتعل بالنيران حاول أن يمسك نفسه، سمعها وهي تقول بضحك:
_خلاص بكرا أوكية نتفق على الواتس هستنى رسالتك وشوف برحتك وقت ما تبعتها أنا سهرانة
لم يتحمل "مالك" أكثر يريد أن يأخذ منها الهاتف ويدمره بيده....
قفلت الهاتف لتنظر بعد ذلك إلى "مالك" وتقول باستفسار:
_فكرني كنا بنقول إيه؟
لم يرد عليها بل استدار إلى "دنيا" وقال بأمر:
_خليها تأكل أنا هروح المكتب عندي شغل
مازال يحبها توقعت ذلك، لا تريد أن يرى ابتسامتها التي تحمل الانتصار والثقة، نعم انتصارًا لأنه شعر بالضيق وبهذه المكالمة ردت له ما فعله وثقةٍ لأنها تعلم مدة الحب الذي يحمله قلبه لها...
انتبهت بتلك اللحظة لنداء "دنيا" التي قالت بصراخ:
_ساعة بنادي يا بنتي ردي
اتجهت نحوها ثم قالت بهدوء:
_خلصي الأكل عاوزاكي
_مش هتأكلي؟
هذا السؤال قالته "ريناد" لترد عليها "مرام" بـ:
_لا مش جعانة وبعدين هستنى "جبل"
........................................................................
وقف "جلال" يحملق في بعض الصور بغضب شديد ليقول بانفعال:
_إنتوا اللي وصلتوني للي أنا فيه مخلوتنيش أمشي بالطريقة اللي أنا عاوزها
كان يجلس معه صديقه والذي قال له بخبثٍ:
_يعني لو جه اليوم اللي تتعرض فيه لموقف من "جبل" أو "مرام" هتعمل إيه؟
ابتسم له وبدون تفكير قال:
_القتل على طول بيعجبني في ولادي إن "جبل" مش بيحب يختلط بيا و "مرام" مش فاهمة حاجة والإتنين بيسمعوا الكلام يا "توفيق"
لاح على ثغر "توفيق" بسمة السخرية حيثُ رد عليه باستهزاء:
_طب تخيل بقى لو عرفوا الحقيقة هيحصل إيه يا "جلال"..!!
رد على بيقين:
_ولا حاجة أنا كنت بعمل كل دا لمصلحتهم مفيش حدأغلى منهم
تكلم"توفيق" بثقة:
_لا هيعملوا "جبل" مثلاً لو عرف أقل حاجة يخلي شركتك صفر هينافسك
صرخ به "جلال" بانفعال":
_وهو مين اللي عمل "جبل" مش أنا
هز "توفيق، رأسه بلا ليقول بعد ذلك بيقين:
_عملته دا إمتى ها رد معلش إبنك لف واشتغل عند الغريب عشان يتعلم الشغل لا وشركتك واقفة على رجلها بسبب شركته إدخل شركتك الصغيرة وبعدها إدخل شركته الكبيرة
قهقه"جلال" بغيظ ثم قال بسخط:
_إنت عاوز توصل لأيه أنا لو عاوز أبني شركة زي بتاعته من بكرا تتبني لو عاوز أكون أحسن منه هكون أنا بس سايبه
لم يستطيع "توفيق" أن يمنع نفسه من الضحك الشديد الذي كان المتسبب به هو "جلال" رد عليه "توفيق" ببرود:
_بلاش توهم نفسك يا صديقي أصل يعني الكل عارف وأنا كنت قاعدة أما كنا بنلعب اتصلت بيه عشان يخلصلك صفقة كنت هتموت وتاخدها صح ولا لاء
_هو فيه إيه عاوزني أقتله يعني
هز رأسه بلا ثم قال:
_ابنك صحيح له في الستات وكدا بس عظيم جدا عاوزك تحتويه هو وأخته رجعهم يحبوك يجروا عليك أما تتعب كفاية دم بقى والست العظيمة اللي بتساعدك دي لأزم تعرف إنها في يوم من الأيام هتخونك الحياة ممكن تأخد منك أعز الناس ومش هتحلق حتى تعتذر منهم
......................................................................
ظلت ترتجف وهي بالسيارة، تحدث السائق معها بلوم:
_يا فندم كان لأزم تسمعي كلام "جبل" بيه إنتي الوحيدة اللي ما سمعتيش كلامه
رد عليه بشهقات البكاء:
_بس أنا غير أي حد من اللي عرفهم
أومأ برأسه يوافقها على ما تقول ولكن قال بهدوء:
_إنتي فعلاً مش زي أي حد هو شايف إنك إنسانة مختلفة صدقيني بس برضه هو دلوقتي ممكن يزعقلك متجادليش معاه
بتلك اللحظة فتح "جبل" باب السيارة بعنف ثم قال بأمر:
_إنزل يا "عباس" ثواني وهقولك تيجي
نفذ السائق أمره ونزل من السيارة كانت "ملاك" تشعر بالخوف كانت ستقول له أن يبقى حيثُ أنها شعرت بأن "جبل" سيضربها، تحدثت بهدوء:
_مكنتش أعرف إن دا هيحصل
حملق بها "جبل" بشرار ثم قال بعصبية:
_قولتلك خايف عليكي مصدقتنيش أنا راجل وعارف نظرة أي راجل زيي مش كل هيعرف إن "ملاك" زي الملايكة مش بتغلط قولتلك بحبك برضه مصدقتنيش قولتلك بغير برضه قولتي بحب أكون متحررة وفي شروط وأنا بحب أحب بطرقتي من غير ما حد يشاركني في حبيبتي برحتك يا "ملاك" عندك حق إحنا أكيد ملحقنلش نحب بعض خلينا صحاب أحسن
ضيقت عيناها بخوف ثم قالت بتساؤل:
_قصدك إيه؟
لم يرد عليها قط صرخ باسم السائق وقال بهدوء:
_"عباس" وصل الهانم على البيت وأنا هتصرف وهتصل بعربية من البيت تيجي تأخدني
_تمام يا فندم
حاولت "ملاك" أن تتحدث معه حيثُ قالت برجاء:
_"جبل" روح معايا
لم يرد عليها "جبل"، فتح باب السيارة وجاء حتى ينزل فأمسكت يده وقالت بدموع:
_عشان خاطري خلينا نروح مع بعض
ابتسم سخرية وقال:..................................…………………………
يتبع
بقلمي أميرة أنور
.. الفصل العاشر...
(النمر_الجامح)
وصل المنزل وهو يشعر بالضيق الشديد، تذكر بأن شقيقته في منزل صديقه حيثُ أنها أرسلت له رسالة تخبره بها أنها هناك، مر على المنزل فوجدها تجلس مع "دنيا" يتحدثان ويمزحان ووجد صديقه وصغيرة العائلة يجلسون بعيدًا عنهم، اتجه نحو شقيقته ورسم على ثغره بسمة صغيرة ثم قال بحنو:
_أميرة أخوها بتعمل إيه؟
قامت "مرام" على الفور شعرت بالفرحة الشديدة بوجوده حيثُ أنهم لم تران بعضهم منذ يومان، إتجهت بداخل أحضانه وقالت باشتياقٍ:
_وحشتني يا "جبل" ؟
كان هناك من يراقبهم وهو يشعر بالنيران، يريد أن يكون بدلاً من "جبل" الآن هي لا يصح أن تكون في أحضان غيره، انتبه إلى "ريناد" التي همست في أُذنه بـ:
_دا أخوها يا أبيه "مالك" خلاص قربت تقتلهم بنظراتك أنا حاسة إنك ماسكها مع عشقها دا أبيه "جبل"
حملق بها بشرار ليقول بعد ذلك بغضب:
_إيه اللي بتقوليه دا مش قولت بلاش تدخلي في الأمور الكبيرة
هزت رأسها بنعم حيثُ أنها توافقه على ما يقوله لترد عليه بحنق بعد ذلك:
_قولت أيوا بس يعني عينك باين عليها الشر اللي فيها وبعدين برحتكم بس مترجعوش تدخلوا "ريناد" في الأمور بتاعت الكبار دي!
رفع "مالك" حاجبه باستغراب ليقول بعد ذلك بتساؤل:
_قصدك إيه؟
قامت من مكانها بعد أن وضعت يدها على خصرها وقالت بلماضة طفلة صغيرة كلامها على هيئة ست عجوز:
_أبقى قول لي روحي أسمعهيهم بيتكلموا في إيه؟ أو شوفي فونها يا "ريناد" كل دا مش للكبار وهقولهم كمان على كل حاجة
ابتسم "مالك" في وجهها ثم أمسك يدها وقبلها ليقول بتصنع:
_قلبي حبيبتي بهزر يا عمري أقعد يا سطا جنبي منوراني
_ناس ما بتجيش غير بالعين الحمراء
هذا ما قالته "ريناد" قبل أن يرد عليها "جبل" الذي جاء ومعه "مرام" و "دنيا" التي سلم عليها وهزر معها ثم أخذهم واتجه نحو صديقه ليسمعه يترجاء الصغيرة التي تتعامل معه بتكبر:
_إنتي يابت يا اللي صباع الروچ أطول منك ألعبي بعيد يا شاطرة قال عين حمراء قال
قهقهت "ريناد" بسخرية لتتحدث باستفزاز:
_والله إيه دخل اللي مش بيحبوا صنفنا في اللي ملهمش فيه
بكلمتها تذكر "ملاك" حيثُ أنها متمرد، مثلها تشبه الاطفال كثيراً، ابتسم بتلقائية ثم تذكر ما حدث ليعود مرة أخرى لضيقه، استغرب "مالك" من شكله فقال باستفسار:
_مالك يا صاحبي مضايق ولا فرحان
_مش عارف يا " مالك" والله...!!!
وضعت "مرام" يده على كتفه وقالت بحب:
_غمض عينك وانسى حمولك وفكر في نفسك شوية يا قلب أختك
أمسك "جبل" يدها ثم قال بفرحة:
_طفلتي كبرت يا ناس كفاية إني أشوفك قدام عيني والله أنا بحبك جداً تعالي هاتي بوسة وحضن
قال كلمته ليحملق به "مالك" ويقول في سره:
_مأنت مش غرامان حاجة أختك مش مقدر اللي هيموت من غيظه
فاق على صوت "ريناد" التي رجلته بأقدامها بشدة لكي ينتبه لها ليقول بصراخ:
_إيه؟
حدق الجميع بهم، قربت منهم "دنيا" وقالت باستغراب:
_في إيه بينكم إنتوا من بدري على كدا عاملين تهمسوا لبعض وشوية تتخانقوا وأنا و "مرام" شايفنكم
جذ "مالك" على أنيابه ثم قال بانفعال:
_يعني عجبك كدا يا قردة
نظرت له "ريناد" ثم جلست ووضعت قدمها على القدم الأخرى وقالت بتكبر:
_حاجة بيني وبينه إيه اللي يدخلكوا إنتوا وبعدين الخنقات بتاعتي مع أبيه بتكون شكليات بس عشان العين اللي علينا
رفعت "مرام" حاجبها باندهاش لتقول بعد ذلك باستغراب بعد أن صوبت سبابتها في وجه "ريناد" ظلت تحركها من الأعلى إلى الأسفل:
_إنتي يا نملة يا اللي مش باينة هنحسدك على إيه
لوت "ريناد" ثغرها ثم قالت بحنق:
_ملكيش إنتي دعوة خالص وبعدين ما إنتي وأختي بتتكلموا في أسرار وياعالم ممكن تكون أسرار حب
لم يستطيع "جبل" أن يمنع نفسه من الضحك، بينما "مالك" فاستغل ما قالته الصغيره بخبثٍ وهتف بـ:
_ااه وبالذات يعني يا "ريناد" إن في ناس بتقابل ولاد وكمان بتحبهم وبتجي أكيد تحكي لصحبتها
وضعت "مرام" يدها على خصرها ثم قالت بانفعال:
_قصدك إيه بقى؟
برود قاتل رسم على ملامح "مالك" ليرد بـ:
_والله اللي حاسس إنه غلط بيتنرفز من التلقيح
بعصبية شديدة قالت:
_والله والتلقيح دا للستات مش للرجالة
لم يرد "مالك" قط بينما "جبل" فشعر بالغضب من شقيقته، كور يده فبالنسبة له هذا الجنس يشبه بعضه كثيراً، صرخ باسمها بجموحٍ شديد كان صوته يظهر أنه سيقتلها:
_"مرااام" أقفي عدل وافتكري إنك بتكلمي صحبي وصحبك وشخص أكبر منك وغير دا كله هو راجل غصب عن أي حد وبعدين ميت مرة أقول مفيش بنت محترمة بتحط إيدها في وسطها كدا
شعرت بالإحراج لمعانفة شقيقها أمامه، تحدثت بهدوء بعد أن وقفت بطريقة أفضل:
_مش شايف كلامه
رد ببرود:
_اعتذري الأول...!
شعر "مالك" بالهيبة حيثُ وضع قدمه فوق القدم الأخرى وانتظر الإعتذار منها، حملقت به ثم قالت بهدوء:
_آسفة عن إذنكم هروح أنام
جاءت حتى تغادر من أمامهم ولكن أمسكها "جبل" وقال بحب:
_مش عاوز حد يشوفك وحشة وبعدين هو ماقالش "مرام" وبعدين حتى لو بتقابلي أنا مديكي حريتك وإنتي بتشتغلي فعادي هو آه ماكلمني في حوار يخصكم بس أما أشوف رأيك
لم ترد عليه حيثُ كانت تحاول بأقصى جهد لها أن تحاول ألا تجعل دموعها تنزل أمامهم، تركت يده ثم وبهدوء قالت قبل أن ترحل:
_عن إذنك ومتستناش وجودي أنا هناك في البيت لإني مش متعودة أنام عندك
تأفف "جبل" بشدة، وضع يده على جمجمته حيثُ شعر بتألم شديد أصيب رأسه، نظر لصديقه بعتاب وقال:
_يعني يا "مالك" لازم تقول كدا ما أنا متنيل عارف إنها بتقابل واحد اسمه "أحمد" وقولتلك سبها طالما مش بتعمل حاجة غلط لازم كل شوية تقول قدامها حاجة زي كدا أو تشك فيها وبعدين يا بني هي ضعيفة ممكن تنهار فأي لحظة
_بحبها يا صاحبي حط نفسك مكاني
يعلم هذا الشعور لم يستطيع أن يقاوم وجود "مصطفى" حين جاء، تنهدت بقوة، ورد عليه بعد أن وضع يده على كتفه:
_حاسس وحاطط بس برضه أنا جيت على أختي وإنت كنت غلطان هروح أشوفها وأرضيها وياريت تعتذر لها وإفتكر إني مش هوافق على جوازكم غير أما هي توافق فحاول تصاحبها يا صاحبي
صرخت "دنيا" بفرحة شديدة:
_إنت طلبت "مرام" للجواز الله بقى
ابتسم "مالك" بسخرية وقال بفقدان الأمل:
_ويا فرحة ما تمت إيديها مش عاوزة تميل
غمزت له "دنيا" التي أخبرته بـ:
_ما تقلقش إنت كمل خطتك وهي هتقع لإنها زيك بتغير..!
صفق "جبل" بيده وقال بذكاء:
_خدها خبرة من ستك نعيمة هي بتحبك هروح بقى أشوفها عشان هي أصلاً بتخاف تقعد وحدها وممكن يحصل لها حاجة
أومأ "مالك" برأسه ثم قال برجاء:
_ماكلتش حاجة غير شبسي وبيبسي خليها تأكل يا "جبل"
_ماتقلقش أنا عارف "مرام" كويس خليك في اللي معاك
........................................................................
مسافة دخولها المنزل ولم تتركها "سامية" أن تنفرد بنفسها، تحدثت بتساؤل:
_ها عملتي إيه؟ خلصتي شغل معاه صح
هزت رأسها تنفي ما تقوله ثم نظرت في عينها وبدموع قالت:
_عاوزاني أبعد عنه لسه يا دادة؟
انتاب "سامية" شعور بأن "ملاك" عرفت ما تخفيه عنها تلعثمت قليلاً في حديثها حين ردت بـ:
_.. ااا قصدك إيه؟
جلست على الأريكة لتقول بحب:
_قصدي إنه الإنسان اللي إنتي بتقوليلي مقربش منه برغم من إني ماشوفتش منه حاجة وحشة الصبح وداني المستشفى وأنقذ حياتي وبعدين روحنا عند "حمدي" وكنت هموت ودخل أنقذني وجاب كرامتي وبليل إتخنقنا عادي
فرحت حين سمعت أنهم تشاجروا حيثُ انتاب قلبها شعور السعادة، تحدثت بثقة:
_قولتلك هو مش كويس معنى كدا إنك هتبعتي عنه صح
_لا بالعكس هقرب منه وهفكر في عرضه كويس جدا هو طالبني للجواز
ارتعد جسدها وانتفضت من مكانها بفزعٍ، تحدثت بصراخ:
_لا عندك كتير اتقدموا الصحفي "حسين" شاب جميل عشته راقية معندهوش أقارب غني بس ما بيفكرش في الفلوس وشكله لطيف وحلو
صرخت "ملاك" بانفعال:
_بس بقى كفااية إرحميني عندك سبب عشان أرفض "جبل" لا أنا بقى عندي سبب عشان أرفض "حسين" عن إذنك تعبانة شوية وعاوزة أرتاح وأفكر كويس
أغمضت "سامية" عينها بتعب ثم قالت بهدوء حتى تنهني تلك العاصفة:
_إنتي كلتي طيب
_مش جعانة
_يا بنتي ما إنتي بتقولي جاية من المستشفى الصبح ومع ذلك روحتي على الشغل وجيتي خرجتي عاوزة إيه تاني كلي وإدخلي نامي مع إني واثقة جداً إنك هتفكريه طول الليل ومش هتنامي
ابتسمت "ملاك" بسخرية لترد عليها بيقين:
_إنتي حفظاني فعلاً وأنا هعمل كدا ومش هآكل ريحيني بقى وقوليلي إيه هو السبب
حملقت بها "سامية" قليلاً ثم تركتها ورحلت من أمامها دون رد، تركتها تفكرماذاا فعل "جبل" حتى تبغضه هكذا، دلفت غرفتها المظلمة ولأول مرة حين تدخلها لم تفتح نورها، وكأن التي تدلف عجوز وليست هذه الفتاة البريئة التي تدخل كالأطفال تقبل عرائسها وتشعر بالفرحة لكونها في الغرفة وأخيراً ستشعر بالراحة، اليوم ولأول مرة تشعر بأن الراحة تبغض الوجود معها حتى لا تريد أن تأتي، تفكر بشدة في كل ما مرت به، وفي نهاية تفكيرها يظهر "جبل" الفارس المنقذ لها، وضعت كل عيوبه فلم تقارن بما فعل اليوم، شيء في رأسها يسألها:
_وهو لحق يا حبك في حب يظهر بعد يوم من تقابلكم
ردت بيقين:
_ما إنتي كمان حبتيه وأعجبتيه بيه وبكلامه وبتحبي تنرفزيه
ظلت هكذا ولم تشعر بالنعاس قط، حاولت أن تهاتفه ولكنها تراجعت، شعرت بأن لن يرد عليها أرسلت له رسالة وشعرت بعدها بالندم لأنها أرسلتها..
.........................................................................
تشعر بالرعب لأنها بمفردها، جلست في الحديقة لا تريد أن تدخل وتجلس بمفردها، جاء يتسحب من ورائها ليضع بعد ذلك يده على كتفها وقال بحب:
_هو ينفع القمر يقعد لوحده دا حتى عيب
مسحت دموعها حين جاء، لا تريد أن يرأهم، قالت بهدوء وهي تتمنى بداخلها أن يمنعها من الدخول:
_عن إذنك لإني تعبانة وعاوزة أنام
كانت ستدخل ولكنه أوقفها بصرامة:
_أنا لو عاوز أخليكي تنامي هنا هوافق ولو عاوز أخدك هاخدك
ثم غير نبرة صوته للحنان:
_بس أنا ميردتنيش أخليه قلبي ينام هنا لوحده أصل الصراحة هو في حد بيعيش بدون قلبه
نظرت له بدموع متعلقة في عينها، ثم ردت عليه بـ:
_هو في حد بيزعل قلبه دا حتى يموت
تنهد بقوة ثم قال باعتذار:
_أنا آسف بس مش حابب حد يقول بنوتي مش مؤدبة يالا يا بابا بقى بيتي هينور بيكي
ابتسمت له ثم قالت بهمس:
_أقولك على حاجة أنا خايفة أوي والله أنام هنا
ابتسم لها ثم أخذها بداخل أحضانه بتلك اللحظة سمع صوت رنين هاتفه بنغمة الرسائل، أخرج محموله وفتح الرسالة حين قرء أن من أرسلها ليس إلى الرغاية الغاضبة "ملاك" حيثُ كان مسجلها هكذا، بدأ في قراءة المحتوى والذي كان عبارة عن:
_مكنش قصدي أعمل كدا بس أنا مش بحب التحكم يا "جبل" وإنت حرجتني وأنا كنت عاوزاك تمسك فيا أكتر بس سبتني ورجعت لي تاني في لحظة اللي كنت محتاجك فيها شكراً وآسفة لإني زعلتك
مسح الرسالة وكأنها شيءٍ لم يكن، وضع يده على رقبته شقيقته وقال:
_نمشي
أومأت له برأسها ثم بدأت تسير معه إلى منزله القريب من منزل والدهم.
.......................................................................
تسحبت لتخرج خارج الشقة وتذهب إلى "صباح" في الشقة المقابلة والتي فتحتها لها لكي تنام بها هذه الليلة، دلفت وبهلع قالت:
_إلحقيني "جبل" طالبها للجواز يا "صباح" أنا والله مكنتش مطمنة أبداً وهي دلوقتي شكلها موافق لا و كمان محكمة رأيها عشان تعرف ليه مش حابة وجوده
تثاءبت "صباح" التي كانت جالسة تشاهد التلفاز وانتبهت لوجود "سامية" حين دخلت والقلق يرافقها، ردت عليها بهدوء:
_سبيها تمشي زي ما ربنا حابب
ضربت يدها على صدرها بقوة وقالت بصوت شبه باكي:
_مش هينفع يحصل ليه مش قادرة تستوعبي إن "ملاك" حياتها هتكون بخطر
هزت "صباح" رأسها بنفي وهي تعلم أن أجابتها على صواب ردت عليها بثقة شديدة:
_لا يا "سامية" أنا واثقة أوي في "جبل" برغم من اللي بيعمله وبرغم من عصبيته بس حاول بكل جهد ما يكونش زي أبوه حاول "جلال" يخليه يمشي على نفس طريقه بس محصلش صدقتيني يا "سامية"
لا تعلم ما الواجب عليها فعله، تفكر في حديث "صباح" كيف لها أن تقول لملاك على ما حدث في الماضي، تعلم أن "ملاك" ستفعل ما تريده، جاءت حتى تتحدث ولكنها وجدت "صباح" ذهبت في سبات عميق، لوت ثغرها بضيق ثم خرجت وقفلت باب المنزل ورأها، دلفت إلى المنزل ووقفت أمام صورة والد "ملاك" السيد "ناصر" وبدأت تتحدث:
_إيه اللي المفروض أعمله يا "ناصر" بيه لو كنت مكاني كنت هتعمل إيه أمانتك كبيرة أوي وذكية جداً وعنيدة وعصبية "ملاك" و أخدة منك كتير ودا مخوفني أوي عليها
......................................................................
في صباح اليوم التالي حيثُ أشرقت الشمس، لم تنام "ملاك" قط، ارتدت ملابسها وأصبحت مستعدة تماماً للنزول، خرجت من غرفتها فوجدت "سامية" تعد وجبة الإفطار لها، تحدثت باستغراب:
_يعني مدخلتيش تصحيني مع إن دا اليوم الوحيد اللي كنتي هتفرحيه فيه بنشاطي...
قهقهت "سامية" بشدة ثم قالت بثقة:
_هو إنتي بتضحكي على نفسك ولا عليا إنتي أصلاً محطتيش رأسك على المخدة وطول الليل واقفة قدام الشباك بتاعك بتفكري
ابتسمت "ملاك" بسخرية لتقول بعد ذلك بتساؤل:
_مش ناوية يا دادة تقوليلي مش عاوزة تتعملي مع "جبل" ليه؟
ردت عليها "سامية" ببرود:
_عشان بسمع إنه بتاع بنات وأنا مش حابة تاخدي واحد صايع
لم تقتنع بحديثها لذلك قالت باستفزاز وتمرد:
_بقولك إيه يا "سامية" حياتي وحياته ملناش دعوة بيها إحنا زي المولود اللي لسه مولود فأي علاقة جديدة مش بنتحاسب على اللي كنا بنعمله في بطن أهلينا
تحدثت "سامية" بنبرة حادة:
_أنا موافقة يا "ملاك" شوفي بقى هتحددي إمتى وتتجوزوا
شعرت "ملاك" بالفرحة الشديدة، دخلت بداخل أحضانها وقالت بسعادة:
_بجد أنا بحبك يا "سوسو"
لم تنتظر رد "سامية عليها حيثُ أسرعت نحو الباب وخرجت منه وكأنها طائر كان مقيد بداخل قفصه وأخذ الحرية الآن....
..............................................................................
استيقظت من نومها، ارتدت ملابسها ونزلت على مائدة الإفطار، وجدت"جبل" يجلس وينتظرها، تحدثت بسعادة:
_الله على الصباح دا الواحد نفسه يصحى كدا كل يوم يلاقيك معاه
تحدث "جبل" بثقة:
_طب يا بكاشة هانم بقى سيبي أبوكي وتعالي هنا
ابتسمت "مرام" بسخرية ثم قالت:
_أنا شبه مقيمة عندك هو أنا بشوف أبوك أصلاً
أشار له بعينه أن تجلس على المقعد حتى تأكل، فأنكمش حاجبها وقالت بعدم إكتراث:
_لا مش جعانة وكمان مش بحب أفطر الصبح كدا
_لا هتفطري عشان شكلك تعبان وبعدين آخر مرة عملتي تحليل أمتى
فكرت قليلاً ثم قالت:
_من سنة تقريباً
تحدث بانفعال:
_ودا ما ينفعش "مالك" جايب دكتور هياخد منهم عينات دم ويحللهم هخليه يبعت الدكتور يشوفك
أومأت برأسها ثم قالت برجاء:
_ممكن طلب؟
_عيوني مية طلب
كان هذا رده عليها لتعود وتقول:
_في مكان في الشغل لواحد معرفة عاوز يشتغل ويبني نفسه بنفسه هو صديقي وغالي
رفع "جبل" حاجبه بشك ثم قال:
_غالي اللي هو إزاي!!
_أنقذ حياتي كذا مرة مدينة له كمان بروحك وبروح "مالك" وكمان هقولك على سر ولأزم تحافظ عليه
_قولي
سردت له ما تريد أخباره به ليقول بعدها بيقين:
_الفقر عمره ما كان عيب بس إحنا حابين واحد يعيش بنفس مستوانا عشان نرتاح ومع ذلك هشوف الموضوع دا عشان خاطر عيونك يا حياتي يالا هقوم أنا
قامت من مكانها وقبلته على الجهة الجانبيّة من وجه والتي تمدد من أسفل العين إلى منتهى الشدق.
هتفت بحب:
_ربنا يخليك ليا يا حبيبي تسلملي يارب
ابتسم في وجهها ثم قال برجاء:
_كلي أي حاجة بقى جسمك ضعيف متعمليش زي "مـ..."
لم يكمل لفظ أسمها، ترك شقيقته ورحل وهو يفكر كيف له أن يتذكرها.
صعد سيارته وانطلق إلى شركته ليذهب إلى ما لا يتوقع حدُثه....
....................................................................
وصلت "لميس" المشفى، اتجهت نحو مكتب المدير لتفتح الباب وتقول بهدوء:
_ممكن أتكلم مع حضرتك يا فندم
لم يستطيع "محمد" أن يمنع الضيق الذي ظهر على ملامحه حين جاءت، بالطبع فسعادته من الممكن أن تخربها..
_ليك حق تكون متضايق مني يا فندم!
قالت هذا الحديث حين وجدته هكذا، كانت بسمتها مرسومة على وجهها بشدة، رد عليها بجدية:
_عادي يا دكتورة!
ابتسمت في وجهه وقالت بهدوء:
_فكرت في عرضك طول الليل حسيت إنه الصراحة هيساعدني في أمور كتير
رفع رأسه وحملق بها بفرح، لا يعلم من غير رأيها بسهولة هكذا، كان خائف حيثُ فكر بأنها تصتنع هذا ولكنها قالت باقناع له:
_بص يافندم أنا درست حالتها لقتها كويسة فأنا هكتب فالتقرير كدا تحت موافقتك طبعا ومعايا علاج هندهولها كل يوم ودا بيخليه المريض يعمل اللي إحنا عاوزينه فوقت قليل جداً وملهوش تأثير على ذكرته وعشان كدا هيكون في أختبار لصحة الأقرار اللي أنا هكتبه وهيكون في لجنة تشوف هي لأزم تخرج أو لا وبالفعل هيبان لا فهمت يا فندم وبكدا مش هتطلع أبداً
مد شفاهه للأمام بتفكير ثم قال بتساؤل:
_ودا هيفيد بأيه ما هي قاعدة أهي مش لازم قرار
بثقة شديدة ردت بـ:
_لا يا فندم غلط كدا؟
سألها عن:
_ليه غلط بقى
تنهدت تنهيد حار ثم قالت بيقين:
_مش خايف حد يسأل ليه الحالة دي بالذات بتفضل نايمة في كل مرة اللجنة بتيجي فيها.
شيءٍ ما جعله يقتنع حيثُ أومأ برأسه وقال لها:
_تمام شوفي شغلك وأنا عند كلمتي الشيك هيكون معاكي وإنتي مروحة تمام
هزت رأسها بفرحة، أخرجت من حقيبتها أوراق وقالت بهدوء:
_دي التقارير أقرأها كويس وأخر اليوم هعدي تكون مضيت عليها
ابتسم لها ثم قال بعد أن أمسك قلمه:
_لا همضي دلوقتي خديهم
_تمام يا فندم
.........................................................................
وصل شركته، صعد في المصعد إلى مكتبه وما أن وصل وجد "ملاك"، حدق بها بضيق، ثم نظر للسكرتيرة الخاصة بمكتبه دون أن يعطي لها أي انتباه، تحدث بحنق:
_عندنا إيه مواعيد انهاردة؟
قامت السكرتيرة إحترامًا له وقالت بهدوء:
_عندنا اجتماع مع شركة Aci يا فندم ومعانا معاد مع أستاذ محمد العسوي ودلوقتي أستاذة" ملاك" هنا وعاوزة تقابلك وقولتلها مفيش مقابلات النهاردة وهي مصرة
رفع حاجبه و كور يده ثم قال بعلو:
_وإنتي مش قادرة تقول لي للناس مفيش مواعيد إتفضلوا امشوا معندناش معاد فاضي خليها تيجي بعد شهر أكون هديت حتى
شعرت بأنه يوجه لها رسالة ويقول فيه أن عقابها سيتمر لمدة شهر، كان سيدخل ولكن قامت "ملاك" واتجهت نحوه وقالت بصوت شبه باكي:
_أنا عاوزاك في حاجة ضروري يا "جبل" بعد إذنك إسمعني حتى
نظر في ساعة يده وقال ببرود:
_عندي إجتماع ضروري حالاً
_هستنى هنا لحد ما تخلص
رفع حاجبه بتفكير ثم رد عليها باستفزاز:
_برحتك بس يا عالم هكون فاضي بعدها أو لا وكمان أنا مش فاضي إنك تقعي من طولك في شركتي وأكون بمثل خوفي أو جري على حضرتك
كانت ستبكي ولكنها حاولت أن تقاوم، نظرت حولها فلم تجد أحد من عملاء الشركة جاء، دخل وتركها، ظلت تنظر للسكرتيرة الخاصه له ثم استغلت انشغالها بمكالمتها في الهاتف وأسرعت نحو الباب لتدخل للداخل، انتبهت لها الأخرى وأسرعت ورأها فوجدت "جبل" يجلس بمكتبه يتابع أواقه وشاشة كاميرات المراقبة مفتوحة أمامه، رفع رأسه نحوهم وقال باستغراب:
_في إيه و دي دخلت إزاي مش قولت لا دلوقت
اعتذرت السكرتيرة منه بشدة وقالت بتوتر:
_والله يا "جبل" بيه استغلت انشغالي بكلامي مع الشركات و دخلت آسفة لحضرتك جداً يا فندم
أمر "جبل" كل منهم بـ:
_أخرجوا إنتوا الإتنين ويارت "ملاك" هانم تروح
نظرت "ملاك" بالمكتب يمينً ويسارًا إلى أن وبهدوء جلست على الأرض وقالت بتمرد:
_مش هخرج وشوف هتخرجني إزاي بقى وديني قاعدة لحد ما تكلمني
قهقه "جبل" بقوة ثم قال:
_ممكن أجيب الأمن
_مش هتعرف تعملها لإني أخصك واللي بيخصك مش بيكونوا زي أي حد
يتذكر شقيقته حيثُ أنهم يأخذون من بعض كثير، تنهد بشدة ثم قال بهدوء:
_روحي إنتي يا "نهى"!!!
هزت رأسها بطاعة وخرجت لتشعر بعدها" ملاك" بالسعادة، قامت من مكانها واتجهت نحو مكتبه وجلست بالمقعد الذي يقابله ثم قالت بهدوء:
_آسفة يا، "جبل"!
لم يعطي لها أي أهمية حيثُ قال ببرود:
_على إيه هو إنتي عملتي حاجة وجاية تتآسفي عليها
.........................................................................
اتجهت إلى فيلا آل" عزمي" وانتظرت صديقتها بالخارج إلى أن تخرج، شعرت بأن هناك حركة غريبة تحدث بالطريق، شعرت بالخوف قليلاً، تحدثت مع سائق سيارتها في الهاتف بغضب شديد:
_إنت فين كل دا بتخرج من فيلا بابي أنا واقفة في الشارع وخايفة خلص
وبعد أن قفلت شعرت بأن هناك من يضع يده على خصرها ويحاول أن يسحبها معه، شعرت بالخوف فصرخت بشدة على للحراس الخاص بـ "مالك":
_الحقوني في حد بيشدني
كانوا جميعاً وضعين سمعات في أذنهم لا يسمعها ولا يرؤها حيثُ كانت بعيدة عن المنزل قليلاً، حاولت أن تزيل هذه اليد من عليها، تحدثت بتوتر:
_ااا إنت مين؟
رد عليها المخفي وقال:
_بهدوء كدا يا عسل طلعي فلوسك من شنطتك عشان أسيبك
بتلعثم ردت وقالت:
_. ط ط. طيب ممكن بس توسع عشان أعرف أطلع الفلوس
تركها قليلاً، فتحت حقيبتها وأخرجت منها مبلغ مالي ثم أعطته له بعد أن استدارت وقالت:
_أمسك دول كدا
ثم بعدها أخرجت زجاجة العطر الخاصة بها مستغلة أنه ينظر للنقود، بدأت تضعها في عينه، شعر بالآلم فترك النقود، ووضع يده على عينه، ضربته بأرجلها في المنطقة السفلية، وأسرعت للحراس وقالت بصراخ:
_روحوا بسرعة كان ىيحاول يخطفني
انتبهوا لها الحراس ثم أسرع واحد نحو ما أشأرت عليه، دلفت للبيت وبصراخ قالت:
_" مالك" الحقني!
سمع "مالك" صوتها فأسرع للحديقة بقلق وقال بهلعٍ:
_"مرام" مالك يا حبيبتي
لم ترد عليه قط بل اتجهت نحوه لتدخل بين ذراعيه وتبكي بخوف وتقول:
_ كنت هموت حد حرامي ثبتني و حراسك بيجبوا هنا
ملس على شعرها وبهدوء قال:
_بس يا حبيبتي أنا جنبك أهو محدش هيعملك حاجة شش متخافيش
خرجت من أحضانه وحاولت أن تمنع البكاء ولكنها لم تقاوم حيثُ زادت دموعها، مسحها بيده ثم قال بهدوء:
_أنا معاكي صح وهتشوفي هعملك فيه إيه؟
شعرت بأن أحضانه هي الأمان فقالت بدون وعي:
_أحضني بس يا "مالك" مش عاوزة غير كدا حاسة إني تعبانة أوي
خرج الجميع وشعروا بالخوف عليها، نفذ "مالك" أمرها ثم اتجه نحو الأريكة وجعلها تجلس عليها، نظر إلى حقيبتها ثم فتحها وأخرج منها أوراق المناديل ومسح لها دموعها، تحدث مع "دنيا" بأمر:
_روحي خلي الخدامة تعمل لها عصير وهاتي مية بسرعة
بتلك اللحظة جاء الحارس ومعه المجهول وقال:
_أهو يا فندم
همس "مالك" في أذنها وقال:
_حبيبتي هو دا
أومأت برأسها وقالت بقرف:
_آه وكما حط أيده عليا ولمسني .......................................................
يتبع...
الفصل الحادي والثاني عشر من هنا