روايه النمر الجامح الفصل الثالث والرابع والعشرون


 الثالث والعشرون والرابع والعشرون 

 الفصل الثالث و عشرون


حدق بها بذهول، ولكن تذكر حين كانت أمه تقول وتفعل هكذا، من الممكن أن تفعل مثلها، تنهد بقوةٍ ثم وبهدوء قال:-


_طيب طالما هريح من الشغل سبيني أنام!!! 


شعرت بأنه لا يصدق حديثها، ولكنها ستظل بجانبه، ستغير له حياته وستعلم قريباً ما الذي يخفيه عليها ويجعله مجروح، صرخت به بعلو وقالت بتمرد: 


_مافيش نوم في آكل وعلاج حضرتك لأزم جرحك يلم يا أستاذ


لا يتجرأ أن يقول لا حيثُ تمردها يتغلب دائماً عليه، اعتدل في جلسته ثم قال بضيق: 


_هاتي الصنية!!


أعطتها له وبدأت تراقب تصرفاته وشكل وجه بعد أن يتذوق الطعام، كان فمها يتزين ببسمة الخوف تريد أن تعلم رده على صحن الشربة، نظر لها "جبل" باستغراب ومن ثم قال بتساؤل:-


_ بتبصي كدا ليه؟! 


اتسعت ابتسامتها ثم تقدمت لتجلس على الفراش ومن ثم قالت:-

_مافيش يا حبيبي بس بشوف هتعجبك ولا لاء أول مرة أعمل آكل في حياتي


رفع حاجبه بتعجب، لم يستطيع أن يمتع نفسه من الصراخ، تحدث بهلعٍ مصطنع: 

_يا نهار أسود وجاية تجربي عليا أنا لا خدي يا ست أنا مش جعان


انكمش حاجبها وقالت بصراخ: 

_كل هي شربة مغزية جداً وهتعجبك على فكرة


رفع حاجبه بعدم اقتناع ثم قال بيائس: 

_مقدميش غيرها هجربها وربنا يستر بس اتصلي بالإسعاف..!!!!! 


ابتسكت بسخرية على ما يقول، لم ترد عليه بأي شيء، ظلت تراقبه، وبالفعل بدأ يرتشف من صحن الشربة ولكن سعل بقوة، أشار لهغ حتى تناوله الماء، أسرعت ووضعت بعض الماء في الموب ومن ثم أعطته له وقالت بذعر: 


_في إيه يا "جبل" اللي حصل؟ 


نظر لها بضيق ثم قال بانفعال طفيف: 

_كنت حاسس إن هيكون في حاجة وحشة في الشربة إيه دا يا "ملاك"؟ 

استغربت حديثه فقالت بانزعاج: 

_مالها الشربة يا" جبل"

مد يده بصحن الشربة وقال بأمر: 

_دوقي كدا

أمسكت الصحن وتذوقته فشعرت بالخجل الشديد حيثُ كان ملح الطعام به زائد بشدة، تحدثت بتوتر: 

_آسفة يا "جبل" والله بس الخدامة اللي تحت داقتها وقالت حلوة جداً والله أنا كنت عملها بمحبة وعشان الدواء لو كنت أعرف كنت عملت واحدة تاني


ابتسم على توترها وخجلها من هذا الموقف، تحدث بهدوء: 

_والله يهمك هي بس ماحبتش تزعلك وبعدين هي مش وحشة بالنسبة إنها أول آكلة تعمليها

تغيرت ملامها من الخوف للسعادة، ابتسمت له فهذا الذي يتحدث لم يكن نفس الشخص القاسي معها بليلة أمس، عاد وآكل الخضروات التي كانت مع الشربة، تحمل الملح، انكمش حاجبها وقالت يرجاء:-


_خلاص يا "جبل" بلاش الشربة وخليني اكلم أي مطعم يعملها أو أخلي حد من الشغالين يعملهالك


حدق بها وعلى وجهه بسمة صغيرة ثم قال بصوت هامس:-

_لا هشربها عجبانها! 

ابتسمت له حيثُ شعرت بأنه يتقرب منها مرة أخرى بل وتلك المرة قلبه يدق لها بكل حب، هتفت بخفوت: 

_طيب هروح أغير هدومي عشان مش بعرف أقعد بلبس الشغل وأنا في البيت

أوما لها برأسه لترحل من أمامه بعدها، تنهد بقوةٍ ثم قال بحب: 

_مش عارف ليه فيكي حاجة بتشدني لدرجة إني مش عاوز أذيكي حاسي إنك قريبة مني أوي ومني كل ما بحس إني فيها حاجة قلبي بيوجعني


قاطع حديثه دخول "ملاك" بملابس قصيرة اعتادت على ملبسهم في منزلها، ابتلع ما في حلقه بضياع حيثُ كاتا تشبه الأطفال وله أنوثة طاغية، استغربت نظراته فقالت: 


_مالك؟! 

_ها ما فيش يا "ملاك" أنا خلصت الشربة


هذا ما قاله بعد أن انتبه لها، مد لها صنية الشربة، أخذتها منه، وأعطته الدواء، شعرت بأن حرارته زادت، انكمش حاجبها بخوف وقالت بفزعٍ:-


_إنت سخن كدا ليه؟! 


......................................................................... 

وصل إلى منزله، صف سيارته بمكانها، أمر "أحمد" بالنزول ثم قال بترحيب: 

_نورت بيتك يا صديقي 


ابتسم "أحمد" له، لم ينظر إلى الفيلا محاولٍ حتى لا يقول "مالك" بانه يريد ابنه عمه من أجل المال، دلف للداخل لتأتي عينه على ملاكه حيثُ كان الخوف يظهر على ملامحها، شعر بالذعر الشديد، فأسرع باتجاهها وسألها بهلعٍ:-


_مالك يا "دنيا"!!! 


تفاجئت" دنيا" من وجوده وبالأخص أنه مع ابن عمها، اقتربت من "مالك" وقالت برجاء: 


_اطلع ليها يا "مالك" خلاص لبست وهتمشي 

أومأ "مالك" برأسها ثم قال بهدوء: 

_هطلع شوفي إنتي "أحمد" هيشرب إيه؟ 


ابتسمت في وجه "مالك" حيثُ شعرت بأنه سيحقق لها ما يتمنه قلبها، وبالفعل اتجهت نحو المطبخ بعد أن أشار لـ "أحمد" لغرفة المعيشة حتى يجلس بها حينها سالته بحزن: 


_تشرب إيتجبيه

رد عليها بحب: 

_اللي تحبي تجبيه

هزت برأسها وطلبت له عصير ليمون وعادت لتجلس معه، طال الصمت بينهما حتى قطعه بقوله: 


_إنتي زعلانة مني يا "دنيتي"؟ 

تنهدت " دنيا " بقوةٍ ثم نظرت له بحزن وقالت: 

_كسرتني بكلامك أنا عملت إيه يعني عشان تقول كدا


أشارت نحو قلبها وقالت بصوت باكي: 

_إنت كسرت قلبي بكلامك عدم ثقتك بأني مش عاوزة أعيش معاك تعباني وبعدين 

توقفت عن الحديث حين سمعت صوت "عبير" تقول بغضب: 

_وبعدين إيه مين دا إنتي تعريفيه ميت مرة قولت متقعدوش مع حد متعرفهوش 

قامت "دنيا" من مكانها بتوتر ثم قالت بتلعثم: 

_دا دا دا دا 


قاطعها "أحمد" ورد بـ: 

_أنا "أحمد" صديق "مالك" 

انكمش حاجبي "عبير" باستغراب حيثُ أنه أول مرة يأتي المنزل، فكرت قليلاً ثم ابتسمت، ظنت أنه سيشارك "مالك" في مشروعٍ ما ولكنها استغربت من تصرف ابنتها وتقطع حديثها، تحدثت ببسمة مصطنعة: 


_منور يا حبيبي!! 


ثم نظرت لابنتها وقالت بأمر: 

_خليكي قاعدة معاه طالما صاحب "مالك" ! 


بالفعل نفذت "دنيا" ما قالته والدتها بينما "أحمد" فابتسم بهدوء وقال بشكر: 


_شكراً يا فندم تسلمي البيت منور بصحابوا 

هزت رأسها وقالت لابنتها: 

_هروح أقابل صحابي يا "دنيا" خلي بالك من "ريري" وساعديها في الهومورك بتاعها...!! 


أومأت "دنيا" برأسها ووافقتها على حديثها، رحلت "عبير" بسرعة فتنهدت "دنيا" ثم استدارت لتنظر له مرة أخرى وقالت: 

_دي مامي 

ابتسم على توترها وقال: 

_عارف سمعتك وإنتي بتقولي لها يا ماما

أمسكها من يدها وقال بحب: 


_بغير عليكي عشان كدا غيرت عليكي من "مالك" أما دخل الأوضة وكنت متعصب لكن صديقيني عمري ما زعل منك أبداً وأما جيتي مكنتش حابب إنك تشوفيني أبداً وتشوفي بيتي عاوزك تقعدي في مكان أفضل من اللي أنا قاعد فيه


حدقت به بغضب وردت عليه بعتاب:

_ليه مفكر إني مش حابة وجود بيتك وعيلتك في حياتي ليه حاسس بكدا أنا بحبك زي ما إنت ببيتك وأخواتك وحياتك وجرانك أنا بحبك


نظر لها بفخر فكيف لا يفتخر بها وهي ملاك يطير على الأرض يزين حياته، يجعل قلبه يدق بعشقه، ابتسم لها وقال بحنو:


_إنتي أغلى حاجة في حياتي كلها فخور بكلامك يا روح قلبي بجد إنتي حياتي كلها 

خجلت من حديثه المعسول معها، نظرت للأرض بخجلٍ ثم قالت بحب:

_مش بقدر ازعل منك المهم بقى احكيلي إي اللي حصل مع "مالك" عشان يحبك


........................................................................

صعد للغرفة التي كانت سكنها بليلة أمس، سمع صوت بكائها من خلف الباب، سمعها تقول لكل من "سامية" و "صباح":-

_يا جماعة أنا بقيت احس إننا مش هنكمل علاقتنا مليانة خناق والخناق بيكون على أتفه الاسباب هو دا يصح برضه


لا يعلم لما غضب منها هي لم تفعل شيءٍ، ظل يستمع لهم ولرد" سامية "التي قالت لها بحنو: 


_ليه يا قلب أمك بتقولي كدا دا الخناق هو روح العلاقة 


بينما" صباح" فقالت بيقين:-

_إنت نفسك عارفة كويس إن "مالك" عمره ما حب زيك ولا هيحب هو أصلاً ميقدرش يستغني عنك اعترفي إنك غلطانة إنك خبيتي عنه 


استغرب من الصمت الذي حدث، كلام "صباح" تحديداً جعله متلهفً حتى يسمع ردها، ولكن بدون فائدة حيثُ أن كل ما خرج من فمها:-

_طب يالا نمشي!!! 

بتلك اللحظة لم يستطيع أن يصبر أكتر من ذلك، أمسك مقبض الباب ليدفع بقوة ويدخل، أشار بعينه للمربيات وقال بأمر:-

_بعد إذنكم يا جماعة سبوني معاها شوية؟! 

وبالفعل نفذت كل منهن كلامه، حدقت به "مرام" وموعها تنزلق بشدة من عينها، انتظرت حديثه ولكن لم يتحدث، كانت عينه تعاتبها وكأنها اذنبت بمفردها، قاطعت السكوت الذي حل على الغرفة بقولها:-


_نعم يا "مالك" محتاج حاجة قبل ما امشي

رفع حاجبيه ثم مط شفتيه للأمام وقال ببرود:-

_لا بس حاسك خارجة إيه يا حبيبتي راحة في حتة بدون إذني ولا إيه؟! 

حملقت به "مرام" ولم تفهم ما يقصده بطريقته معها، لديها يقين بأنه يعلم بمغادرتها وعودتها لمنزلها، كانت ستصمت وبالفعل سكتت قليلاً عن الحديث وكأنها تفكر في الرد، وأخيراً وبعد دقائق قالت: 


_ إنت اللي حسستني إنك مش عاوزني بدل ما تتكلم معايا براحة اتعصبت عليا ومافتكرتش حتى إني مكنتش بكلمك واتصرفت صح لما قولت لأخويا خلاص الدنيا هتقف 


اقترب منها وعلى وجهه بسمة صغيرة، تحدث معها بكل حب: 

_آسف وبعدين إنت نفسك عارفة عصبيتي 


أمسك يدها بعد أن توقف عن حديثه قليلاً ثم جعلها تجلس بجانبه على الفراش ليكمل حديثه بـ: 

_هو إنتي مش عارفق قيمتك عندي تعرفي إني زعقت لنفسي عشان زعقتلك 


ابتسمت على حديثه، تأملته قليلاً ولم تشعر بنفسها وهي تدخل بين ذراعيه وتقول ببكاء: 

_أنا بحبك يا "مالك" وعمري ما تخيلت حياتي من غيرك بلاش قسوتك دي عليا


ملس "مالك" على ظهرها ثم قال بصوتٍ هامس: 

_أنا كمان بحبك وأنا آسف يا حبيبتي آسف لإني شكيت فيكي وآسف لاني زعقتلك 


حدقت به بعشقٍ متيم له فقط، زادت دقات قلبها وبدون أي مقدمات قالت: 

_ما تيجي نكتب كتابنا ونتجوز زي "جبل" يا "مالك" 


قفز "مالك" من مكانه بسعادة ثم قال بصراخ:-

_الله أكبر أنا موافق جداً هكلم أخوكي وهقوله وكمان نكتب كتاب البت "دنيا" على الواد "أحمد" بالمرة 


حدقت به بعدم تصديق حيثُ أنها لم تتوقع بأنه سيوافق قط، ابتسمت بحب ثم قالت بفخر: 

_بجد بحبك ومبسوطة إنك وقفت مع "دنيا" 

توقفت عن الحديث قليلاً حيث تذكرت شيءٍ، انكمش حاجبها بضيق فسألها باستغراب:-


_مالك يا "مرام"؟ 

ردت عليه بانزعاج: 

_طنط عبير هتوافق؟! 

رفع حاجبه بضيق ثم قال بانفعال: 

_هي ملهاش دخل وبعدين مش أنا وافقت يبقى مش مهم هي يالا بقى لإن" أحمد" تحت قاعد مع "دنيا" 

رفعت حاجبها بعدم تصديق، بالفعل لم تتوقع من حبيبها أن يجعل ابنه عمه تجلس مع حبيبها.... 

...................................................................... 

_لا يا حبيبي متروحش لابني وانتي يا "لميس" هو استناكي برضه ولسه بيستنكي اتخطبوا يا حبيبتي 


هذا ما قالته "فوقية" برجاء لكل منهم، بتلك اللحظة أشار "مصطفى" على "فوقية" ومن ثم نظر إلى "لميس" وقال: 

_هي نفسها موافقة خلصي بقى نفسك يا "لميس" 


رفع حاجبها بحيرة حيثُ لا تعلم حتى الآن ما هو قرارها، تنهدت بقوةٍ ثم قالت بهدوء: 

_سبني افكر بس يا "مصطفى" مش عاوزة اكتر من كدا وبعدين لازم نشوف ماما هتقول إيه وبعد كدا يحل لها الحلال 


أومأ برأسه ثم قال بضيق:- تمام أما تكوني جاهزة هتلاقيني مستنيكي سلام


خرج من المنزل أمام عينها، تنهدت بقوةٍ ثم دخلت لغرفتها، لحقت بها "فوقية" التي قالت بعتذار: 

_أنا آسفة يا بنتي لو سببت ليكي أي مشكلة مكنتش أعرف والله


رفعت "لميس" رأسها ونظرت لها، أجابتها بحب: 

_لا يا طنط بس إحنا اللي بنحب نتخانق كتير مش أكتر المهم أنا هحاول أشوف "ملاك" لإن محكمة "جلال" هتترفع قريب وإحنا عاوزنها تعرف قبل ما "جبل" يعرف إن أبوه مسجون و يروح له ويتألف له حاجات محصلتش


هزت رأسها متمنية أن ينتهي كابوسها وتعود لاولادها قريباً، مالت من هذا الوضع، تشتاق لضمة من أولادها تجعل الدفء يعود مرة أخرى إلى صدرها، هما حياتها والآن هي تعيش بلا حياة


...................................................................... 

يتبع....

 الفصل الرابع عشرون


تحسس نفسه،  ولكنه لا يعلم هل بالفعل السخنية انتابته أم لا، فهو لا يفهم قط في تلك الأشياء، حدق بها باندهاش ثم قال:-

_مش عارف سخن ولا لاء؟! 

هزت رأسها متأفف على وضعه حيثُ كان مريض للغاية،  يبدو التعب على وجهه،  سألته بهدوء: 

_إنت حاسس ببرد

هز رأسه ثم غمز لها بخبثٍ وقال: 

_ما تيجي في حضني ودفيني! 

أخرجت زفيرها بعصبية ثم قالت بانفعالِ:-

_إنت سقعان بجد ولا بتمثل عليا؟! 

هز رأسه وقال بنبرة جادة:

_والله تعبان وحاسس بسقعة وعاوز بطنية على دي

أسرعت تركض للخارج ولكن قبل أن تخرج خارج الغرفة، انكمش حاجبه بضيق وقال بعصبية:

_يا هانم راحة فين بالشكل دا؟؟؟

استدارت  لتنظر له بعدم فهم، حدقت باصبعه الذي كان يشير نحو ملابسها، سألته بعد أن حاولت أنظارها نحو ملابسها:

_إيه مالك؟!

لم يستطع أن يتحمل غبائها،  نظر بجانبه حيثُ علبة السجائر الخاصة به،  أمسكها وأخذ واحدة،  ليشعلها ويلتهما بشراهة،  اقتربت منه "ملاك"  بعصبية ثم مدت يدها حتى تأخذ منه تلك السجار، قائلة له بغضبٍ:-

_متشربش زفت وإنت تعبان فاهم ولا لاء؟!

رفع حاجبه بسخرية وقال بنبرة ذات معنى:-

_الله الله دا إحنا بقينا ناخد على الكبار ونشيل السجاير من بوقهم أخص علينا 

ازدات غضبها فقالت بانفعال:

_لا أنا ليا الحق ومن غير ما تعلم المهم بقى عاوزة أعرف حضرتك بتبصلي ليه وعاوز إيه مني؟عاوز أروح أجيب لك تلج وجيب بطنية

اعتدل قليلاً ليجيبها بـ:

_حضرتك ما ينفعش تخرجي برا الأوضة دي بلبس دا؟!

رفعت حاجبها باستغراب وأجابته بـ:

_ وليه بقى ما ينفعش أخرج برا الأوضة بحاجة غير دا؟!

رد عليها بعصبية ناتجة من غيرته:-

_في خدامين وحراس وأنا حتى المرايا مش عاوز أشوفك بتبصي عليها

استغربت بشدة، جحظت عينها به بصدمةٍ، فكرت قليلاً قبل أن تقول باستفزاز:-

_عادي أنا متعودة على اللبس دا!! وبعدين زيهم زيك يا حبيبي!!!!!

رفع حاجبه بضيق، اشتدت غضبه قال بانفعال:-

_إزاي بقى وبعدين أنا جوزك إنتي فاهمة ولا لاء

_لا!!!!!

قالتها ببرود شديد ليرد عليها بجموح وكأنه سيلتهمها:-

_لا جوزك وغصب عنك كمان مش بمزاجك ولبسك دا حتى "سامية" متشفوهوش عليكي ولو عاوزة حاجة عندك تلاجتنا هنا وعندك تليفون ممكن تطلبي بي أي واحدة من الخدم

حاولت أن تكتم ضحكتها، وتكمل في تمثيل غضبها، واصلت حديثها بجدية:-

_إنت إمبارح قولت لي إنك مش بتحبني وإني هنا انتقام مش أكتر

جذ على أنيابه وهو يرد عليها قائلاً لها بغبظ:-

_أيوا ملهوش دعوة الإنتقام  بخروجك بالمسخرة دي لازم تحترمي على الأقل نفسك يا هانم

صرخت به بعلو:-

_أنا محترمة غصب عنك 

بخفوت تام رد "جبل" عليها:-

_مافيش نزول أنا قولتلك وبعدين أنا سمعت كلامك وقاعد من الشغل فياريت تعملي زيي

تأففت بشدة،  وبالفعل نفذت ما قاله وأسرعت نحو الثلاجة المتواجدة بغرفتهم،  جلبت له ثلج وبدأت تعمل له جمداته لعل حرارته تنخفض،  ظل يحدق بها بحب،  يشعر بأنه بحلم ولا يريد أن يفيق منه،  عشق مرضه لأنه قربها منه،  لا يعلم ما سيحدث إذا انخفضت حرارته ستبتعد عنه، أغمض عينه بتعب،  مما جعلها تنفزع وتقول بخوف:-

_مالك يا "جبل"؟ 

انكمش حاجبه وقال بهدوء: 

_مافيش يا" ملاك" حاسس بتعب وصداع شديد ممكن يكون من السخنية 

تفحصت رأسه بيدها وعادت تقول بحنو:-

_أنا هريحك؟! 

أشارت نحو أرجلها وأكملت:-

_نام على رجلي وأنا هحط أيدي على رأسك وصدقني هترتاح بابي كان بيقولي إيدك فيها علاج 

نفذ ما قالته بسعادة،  كان مستمتع بيدها التي تسير بين شعره،  انتابه احساس المراهقة الذي يعيشها ولأول مرة معها،  غفل وذهب في سبات عميق،  ابتسمت حين انتبهت له،  ببطء شديد،  وضعت رأسه على الوسادة،  وبحب شديد قالت:-

_تصبح على خير يا حبيبي ربنا يشفيك ويهديك ليا يا روحي

...................................................................... 

في فيلا "مالك" 

نزل وبصحبته "مرام"  التي رسمت ابتسامة على ثغرها،  وأسرعت في خطاها حتى تبارك لصديقة عمرها،  نظر لها "مالك"  بغيرة ثم قال بأمر:-

_أمشي عدل وبعدين إنتي حابة تشوفي "أحمد" 

قهقهت بقوةٍ على حديثه وعلى ملامح وجهه التي انقلبت،  وقفت عن السير لتضع يدها على خديه الأيمن والأيسر ومن ثم أخبرته بحب:-

_أنا مش بحب أشوف غيرك في الدنيا مبسوطة إنهم اتجمعوا أخيراً عشان كدا ماشية بسرعة مش أكتر

ابتسم على حديثه،  نظر لها بعشقٍ متيم لا أحد يمتلكه غيرها،  كان سيرد عليها ولكنها أكملت بعد أن أمسكت يده ووضعتها على قلبها: 

_أنا عمري ما حبيت ولا هحب غيرك إنت خليك عارف إنك مالي قلبي وروحي إنت نفسي

اقترب من أذنها ثم همس بحب:-

_بقولك ما نيجي نتجووز

ابتسمت بخجلٍ،  حدقت بأرضية المنزل وقالت بتوتر:-

_بس بقى بعدين تعالى نشوفهم بقى

ثم عادت وسارت مرة أخرى نحوهم قائلةٍ بترحيب:-

_أهلا يا "أحمد"  

قام "أحمد"  من مكانه ثم قال بفرحة كبيرة:-

_أهلا يا "مرام"  عاملة إيه

هزت رأسها مجيبة عليه بهدوء:-

_الحمدلله بخير اتفضل أقعد

جلس الجميع معا،  جاءت "ريناد"  حين وجدت الجميع متواجد،  كانت ستجلس معهم ولكن صوت "مالك"  جعلها تتوقف:-

_"رينو" اطلعي خلصي الهومورك بتاعك يالا عشان هنتكلم في كلام كبار

ردت عليه بتذمر،  بعد أن ضربت الأرض بأقدامها:-

_أوف حاضر أنا مش عارفة هو لو قولتوا الكلام جنبي هيحصل حاجة؟! 

ابتسم "أحمد"  على تصرفات "ريناد"  طفولتها تشبه طفولة أخواته كثيراً،  بينما "مالك" فقال بأمر: 

_لو خلصتي روحي على أوضك  يالا

أسرعت "ريناد"  لغرفتها،  عاد "مالك"  وبدأ في الحديث قائلاً بهدوء:-

_إن شاء الله تعالى خطوبتكم أنا موافق عليها وبالنسبة لموضوع الشقة فـ "جبل"  عامل عمارة هناخدلك فيها شقة 

قاطعه "أحمد"  بحد:-

_بس أنا هجيب الشقة من فلوسي أنا مش محتاج حد يجبلي حاجة كتر خيرك يا "مالك" 

تأفف "مالك"  وقال بانفعال:-

_ممكن أكمل لو سمحت!!!؟ 

كانت "دنيا"  خائفة من اشتدات الحديث بينهم،  حدقت بـ"مرام" فهزت الأخرى رأسها لتطمنها قائلةٍ بهدوء:-

_خير ياجماعة خير "أحمد" اسمع "مالك" هيقولك إيه؟ 

رفع "مالك"  يده لتتوقف عن الحديث،  أكمل كلامه بنفاذ صبر:-

_بعد إذنك يا "مرام" اسكتي، وإنت ياعم "أحمد"  الشقة هتاخدها قسط أنا مش هجوز أختي لأي حد هتمسك مشاريع عنده وعندي وبرضه لو حابب تاخد فيلا قسط وتكون هنا جنبا أنا معنديش مانع في الأول وفي الآخر إنت هتدفع حقها

نظر له "أحمد" بشكر،  لا يعلم بما يشكره،  تحدث بحب: 

_بجد مش عارف أقولك إيه يا "مالك"  مساعدتك ليا كبيرة وعمري وما هنساها


قامت "دنيا"  من مكانها وقالت بفخر:-

_هو بيكون أخو مين أخويا أنا وسندي

ابتسم "أحمد"  ومن ثم قال:-

_أخواتي هيعيشوا معانا أنا هشتري الفيلا اللي بقسط عشانهم وفي كام حاجة عندنا هبيعهم وهظبط نفسي وكل حاجة هي عاوزها هشتريها من عرقي


أومأ "مالك"  برأسه وقال بتنهيد عميق:-

_كدا ما فضلش غير "عبير"  هانم ودي أنا هحل الموضوع دا معاها!! 

_إن شاء الله توافق

قالها "أحمد"  بأمل،  ليرد الجميع عليه بتمني:-

_يارب

تكلم "مالك" بأمر:-

_روح مع السواق جيب أخواتك الغداء انهاردة عندي

........................................................................ 

في قسم الشرطة

شعر "جلال"  بالاستياء من رائحته،  لقد تعفن من القعدة بهذا الوضع،  قام من مكانه وتحدث بغضب:-

_يعني لحد امتى هكون  هنا عمال أخد أربعة في أربعة تعبت.

قهقه "محمد"  بقوة،  وضع يده على كتفه وأجابه: 

_لحد ما يتحكم علينا ولحد ما تبدأ التحقيقات

أخرج "جلال" زفيره بضيق ثم قال:-

_طب الواحد عاوز يعمل مكالمة في التلفون ومش عارف اتصرف لي يا "محمد"  أنا عاوز لبس غير دا

بتلك اللحظة قاطعه دخول العسكري الذي صرخ باسمه: 

_"جلال المنشاوي"

حدق به "جلال" وقال بضيق:-

_نعم! 

_السجاير اللي طلبتها أهي

هز "جلال"  رأسه ثم قال بغرور:-

_طب وزع على الكل وهات بتاعتي وعاوزك تعملي مكالمة من عندك بالرقم اللي هكتبه لك في الورقة وتقول لصحبه يديك فلوس ويجيلي زيارة

ابتسم العسكرية قائلاً بخبث:-

_تمام بس كله بحسابه يا باشا

نظر له بغضب وقال:-

_ماشي 

تذكر شيءٍ فأكمل:-

_آه افتكرت جبلي هدوم كتير من الفلوس أنا قرفان وعاوز استحمى

لوى العسكري فمه بسخربة ليرد عليه بعد ذلك بـ: 

_لـيه محسسني إنك في فندق ريح نفسك هنا أخرك تعمل حمام بس مش أكتر

صرخ في وجهه وقال:-

_يا بني آدم بقولك جسمي كله واجعني عاوز أهرش بقيت جربان والناس اللي هنا ساكتين على غروري عشان الفلوس اللي هديهالهم ساعدني

لم يرد عليه حيثُ أنه تركه ورحل من أمامه..... 

........................................................................

في منزل "حمدي"  تحدث "مايا"  بغضب:-

_مش قادرة استحمل يا بابا وجودها معاه ومش قادرة أشوفه فرحان

وضع أبيها يده على كتفها وقال: 

_كام أسبوع ونفذ خطتنا وساعتها صاحبنا هينهار

رفعت حاجبها وابتسمت بخبثٍ ثم قالت:-

_أنا هخليه يلف حولين نفسه وهجبره يتجوزني ويكتب ليا كل ماله؟!

ضحك "حمدي"  بقوةٍ على حديثها وقال بفخر:-

_برفوا عليكي يا "مايا"  !!! 

ثم أشار نحو طاولة الطعام وقال بحنو:-

_يالا يا قلبي عشان نآكل لأزم تآكل حاسس إنك خاسة

هزت رأسها وقالت بتساؤل:-

_مامي فين؟! 

_بتلبس ونازلة يا قلبي عشان تآكل معانا يالا نروح نقعد ونستنها

سارت معه نحو المنضدة،  شد والدها المقعد لها حتى تجلس،  وبالفعل جلست ووضعت قدم فوق الآخرى. 

........................................................................ 

بالنادي جلست "عبير"  مع صديقتها وقالت بانفعال:-

_هتجنن يا "كريمة"  والله شوفتها مش معقول رجعت تاني من الموت والمصيبة إني حالياً لوحدي محدش هيساعدني أنا من يومين مش عارفة أنام تعبانة

كانت حالتها غير تلك التي تقف أمام الجميع تعطي لهم الأوامر،  أكملت حديثها بخوف:-

_حتى " مالك" نظراته التي كانت بتحترمني اتغيرت حاسة أنه شاكك فيا بس أنا كنت بأمن حق "ريناد"  وعمري ما نسيته خالص ولا نسيت "دنيا"  وبعدين أهله سابوا ليا وأنا ربيته ليه يعمل كدا؟! 

وضعت "كريمة" يدها على كتفها وقالت بارشاد:-

_روحي لدكتور نفسي يا "عبير"  حالتك مش عجباني

صرخت "عبير"  بهمس:-

_أنا تعبت يا "كريمة"  حتى "ريناد"  بقت تعاملني وحش و "دنيا" ما بقتش تسمع كلامي أهو "جبل"  راح اتجوز كنت حاطة عيني على فلوسه بس راح اتجوز بنت بكرهها جداً 

هزت "كريمة"  رأسها باستياء ثم قالت بضيق:-

_مشكلتك إنك بقيتي معمية بالفلوس يا "عبير"  خسرتي أقرب الناس ليكي 

تركتها "عبير"  وقامت من مكانها بسرعة بعد أن قالت بتلعثم: 

_سـ.. سبيني في حالي يا "كريمة"  سلام ومتكلميش تاني

........................................................................

بعد مرور ساعة،  جلست "ملاك"  على المقعد المقابل للفراش،  تمسك برواية تقرأها،  كانت منتبهة لها كثيراً ولكن فقدت تركيزها حين سمعت صوت "جبل"  المتعب والهامس يقول:-

_ارجعي يا ماما ليه عملتي كدا ليه الخيانة 

أغمضت عيناها وفتحت فاهها بصدمة شديدة،  ظلت تستمع له،  وضعت الكتاب على الكومود،  وانتبهت لدموعه التي تنزل من عينه بقوة، أمسكت يدها فشعرت بأنه شعر بالراحة ووثقت بشعورها حين قال "جبل":-

_متسبنيش تاني 

همست بهدوء:-

_" ملاكك"مش هتسبيك لكن أمك فمش عارفة هي فين بس صدقني هبحث عن الحقيقة وهريحك

بتلك اللحظة فتح "جبل"  عينه وقال بوجع:-

_"ملاك" هاتي أشرب

هزت "ملاك"  رأسها،  وأسرعت لتجلب له كوب من المياه،  أعطت له وسألت بحنو:-

_حاسس بإية؟! 

_بتعب جامد يا "ملاك"! 

كانت هذه أجابته ليكمل برجاء:-

_خديني يا" ملاك" في حضنك ما تسبنيش بالله عليكي

ابتسمت "ملاك"  ثم نامت بجانبه وفتحت ذراعيها حتى يسند رأسه عليه،  تحدثت بحب:-

_إنت تأمر يا "جبل"  يالا حبيبي نام 

........................................................................

في منزل "لميس"  

كانت تحاول أن تهاتف "مصطفى"  ولكن بدون جدوى،  نفذ صبرها من المحاولات التي أصبحت بدون أي فائدة،  تأففت بشدة ثم قالت:-

_ما بقتش عارفة أعمل إيه أنا كمان يا "مصطفى"  هزعل منك

قاطعها صوت "فوقية"  التي  قالت برفض:-

_لا يا بنتي غلط اللي هتعمليه دا وأكبر غلط كمان ما ينفعش أبداً 

حدقت بها بدموع،  فاقتربت منها "فوقية"  وجلست أمامها ومن ثم أكملت:-

_يا بنتي هو مش غلطان خالص حاولي تاني وتالت

بكت بقوةٍ ثم قالت بخوف:-

_أنا خايفة يا طنط هو من دلوقتي بيذلني إنه استناني أنا اتخنقت

ابتسمت "فوقية"  ثم قالت بحنو:-

_لا يا حبيتي حبه باين في عينه

انهت حديثها فوجدت جرس الباب يرن،  قامت "لميس" حتى تفتح فتفاجئت بـ "مصطفى"  الذي قال:-

........................................................................

   الفصل الخامس والسادس والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-