قصة في بيتنا ساحره كامله بقلم مجهول



قصة في بيتنا ساحرة كامله

كانت ريم في عام 1977 تعيش في كنف والدتها المريضة وتعمل على خدمتها ورعايتها حتى وافى الاجل امها في صبيحة يوم شتائي ممطر فأصبحت ريم وحيدة في هذا العالم وهي تبلغ من العمر ثلاثة وعشرون ربيعا وقد كانت ترفض سابقا كل من يتقدم لخطبتها بسبب التزامها برعاية امها ..



‎بعد مضي بضعة اشهر على الوفاة .. تقدمت ( ام رمزي ) من ريم وكانت سيدة طيبة القلب سبق وان خطبت ريم لابنها رمزي لكن ريم اعتذرت في حينها .. قالت ام رمزي :

‎رحم الله امك كانت سيدة عصامية ارادت لكي كل الخير .. لكنك الان شابة وحيدة في هذا العالم الذي لا يرحم وها انا الان اكرر طلبي ان تقبلي بالزواج من ابني رمزي فلم يعد لديك عذر .

‎اطرقت ريم قليلا ثم هزت رأسها بالايجاب ففرحت ام رمزي وعانقت ريم وقالت :

‎اجل .. افرحي واضحكي ولن تري بعد الان الا وجه السعادة ان شاء الله .

‎ضحكت ريم من كل قلبها لأول مرة منذ سنين طويلة وقد شعرت ان ابواب السعادة والهناء قد تفتحت في وجهها .. فقد كان رمزي مرزوق شابا يندر مثيله في الرجولة والشهامة وكرم الاخلاق وكان اباه معلما محترما .. ولرمزي اخ اصغر منه يعمل في ميناء السفن .. والعائلة بمجموعها محترمة ومن خيرة عوائل الحارة .

‎تم الزواج .. ومرت الاشهر التالية على خير مايرام للجميع ولريم على وجه الخصوص فقد احبها كل افراد العائلة حبا جما واعتبروها واحدة منهم فقد كانت تؤدي ما عليها من حقوق زوجها ثم تسهر بعد ذلك على خدمة والديه فكان رمزي ممتن لها كثيرا لأجل ذلك خصوصا وانه ليس لديه اخوات يقمن برعاية والديه ..

‎بعد فترة .. قرر حلمي اخو رمزي الاصغر الزواج من فتاة اسمها نوال قال انه التقى بها في الميناء وتعمل في قارب للرحلات فجلس رمزي مع والده وقررا السؤال عنها لاسيما وانها ستناسب عائلة مرزوق المحترمة ..

‎بعد السؤال والاستفسار عاد رمزي وابيه واخبرا حلمي انهما لن يجدا افضل من نوال زوجة له فسر بذلك وهكذا تمت مراسيم الزواج على عجل وضم منزل مرزوق وافدا جديدا ..

‎بعد ايام لاحظت ريم تغيرات بالجملة بدأت تطرأ على تصرفات آل مرزوق .. فقد شاب الفتور على علاقة الجميع بها واختفت تلك الحماسة والحفاوة التي كانت تستقبل بها وابدلت مكانها نظرات اللامبالاة والتضجر والتأفف عند رؤيتها فاستغربت ريم من ذلك وساورها قلق مريب ..

‎وعلى العكس من ذلك فقد نالت العروس الجديدة نوال من الترحاب الشيئ الكثير والدلال المفرط رغم انها كانت كسولة جدا ولا تعمل شيئا سوى الاستلقاء وتناول الاطايب حتى ثخنت .. وكانت كلما نزلت من غرفتها نهض آل مرزوق واجلسوها على اكف الراحة ولاطفوها بالحديث ومعسول الكلام وأمروا ريم ان تنصب نفسها لخدمتها ما دامت جالسة ..



‎ام رمزي التي كانت بمثابة الام الثانية لريم تبدلت معاملتها معها واخذت تكلمها بخشونة وتأمرها بعصبية وكأنها عبدة ذليلة بل اخذت تتطاول عليها بالضرب من اجل امور تافهة لا تستحق تلك العصبية رغم ان ريم كانت تبذل ما بوسعها لأرضائها مما سبب تعاستها فحاولت ان تشكو همها لزوجها الحبيب ففوجئت به ينهرها بخشونة ولأول مرة منذ ان تزوجته ويصرخ عليها بأن تجعل من نفسها خدامة تحت ارجل العائلة وان لا تشتكي من اي واحد منهم ولا حتى نوال .. ثم تناول سترته بعصبيه وأراد الخروج من الغرفة فنادته ريم فالتفت اليها وسطرها على وجهها سطرة جعلتها تنشمر على السرير .. فمكثت ريم على السرير فترة وهي مذهولة مما جرى واخذت تبكي بصمت ..

‎وفي اليوم التالي حاولت ريم التكلم مع نوال على انفراد وارادت ان تعرف سبب التصرفات الغريبة للعائلة معها فخزرتها نوال بنظرة مخيفة وقالت :

‎يبدو انك لم تعرفي مقدار قوتي بعد .. حسنا سأريكي

‎كان هناك مذياع قديم على الدولاب يزين منظره الصالة ويعتز به مرزوق كثيرا فكان ان قامت نوال بدفع المذياع فسقط على الارض وتحطم فهرع حلمي وابوه ليتبينا الامر لدى سماعهم صوت التحطم وحالما شاهدا الحطام صاح مرزوق :

‎واسفااااااه .. من فعل ذلك ؟

‎فأشارت نوال باصبعها نحو ريم فانقض عليها الرجلان كالذئاب الجائعة وانهالا عليها لكما ورفسا ولم تنفع امامهما توسلاتها وقسمها بأغلظ الايمان بأن نوال هي من فعلت ذلك لكنهما لم يستمعا اليها وواصلا الضرب حتى دخل رمزي المنزل فزحفت اليه ريم وتمسكت بساقيه وتوسلت اليه ان يخلصها مما هي فيه فكان ان قال :

‎مادام ابي واخي يعاقبانك فلابد انك قد ارتكبت امرا غبيا .

‎ثم ركلها على وجهها فأدماها وهنا تدخلت نوال واوقفت الضرب وطلبت من الرجال الرحيل فامتثلوا ثم انحنت نوال على ريم وامسكتها من شعرها وجرته بشدة الى الخلف وقالت بحدة :

‎اياك ان تخاطبيني مستقبلا او تشككي في قراراتي مهما حصل والا قسما عظما سأجعلك تلعنين اليوم الذي ولدتي فيه .. لقد رأيتي كيف جعلت الجميع كالخاتم في اصبعي يأتمرون بأشارة مني .

‎انصرفت نوال فيما زحفت ريم الى غرفتها تعاني آلاما مبرحة نتيجة الكدمات التي ملأت جسدها .

‎بعد منتصف الليل .. وعندما هدأت الاصوات ونامت العيون .. جلست ريم تفكر في أمر نوال وكيف استحكمت على آل مرزوق بهذه الكيفية وهنا ... سمعت اصوات خطوات تخطو في الممر فأطلت برأسها من باب غرفتها فشاهدت نوال وهي تمشي في الممر بين الغرف وتحمل بيدها شمعة .. كان الامر عاديا جدا وكادت ريم تعود الى غرفتها لولا ان لفت نظرها مشهد خطير جدا أصابها بالذهول الشديد !!! فقد شاهدت ان ظل نوال المنعكس بسبب نور الشمعة على الحائط كان ظلا لعنزة ذات قرون !!! ما أثار دهشة ريم وجعلها تفغر فاهها من الدهشة وتفرك عيناها وتعيد النظر مجددا حتى تأكد لها ما رأت فانتابتها رعشة من الرعب لأنها تيقنت ان نوالا التي تعيش معهم ليست سوى ساحرة شيطانية على هيئة بشر ..

‎مكثت ريم برهة من الزمن تفكر فيما ستفعله تاليا حتى شاهدت نوال وهي ترتدي عباءة رمادية وتغادر المنزل بحذر .. وهنا قررت ريم اللحاق بها لتكتشف ماذا ستفعل في منتصف الليل علها تفضح سرها وتخلص آل مرزوق من شرها ..

‎تابعت ريم نوال وسط جو ضبابي هادئ على غير العادة حتى شاهدتها تدخل الى الحديقة العامة فسارت ريم على اثرها ودخلت خلفها .. ثم رأتها وهي تجلس امام احدى الاشجار وتشرع بالحفر بأداة كانت معها ثم وضعت صرة صغيرة في الحفرة ثم دفنت الحفرة وانصرفت .. فاسرعت ريم الى الشجرة فور انصراف نوال ونبشت الحفرة باصابعها واستخرجت الصرة وفتحتها فاذا بها تضم قلامات اظفار وقصاصات من شعر وازرار واشياء شخصية اخرى استطاعت ريم ان تحزر ان ما في الصرة يعود الى آل مرزوق ..

‎بعثرت ريم محتويات الصرة لعلمها انها تستخدم في السحر وهنا ... تجمد ابهام يدها اليمنى ثم اخذ يدور حول نفسه لوحده فاهتلعت ريم وامسكت ابهامها بيدها اليسرى ثم انطلقت راكضة عائدة الى البيت من طريق اخر اقصر فوصلت قبل نوال ودخلت المنزل ثم الى غرفتها دون ان يشعر بها احد حيث توقف ابهامها عن الدوران وعاد الى طبيعته .. ثم وصلت نوال واتجهت الى غرفتها وكأن شيئا لم يكن .

‎في صباح اليوم التالي افاق الجميع على صوت صياح حلمي .. اذ كان يتشاجر مع زوجته نوال وكانت تلك
‎كان الظلام دامسا في المقبرة الا في بقعة وحيدة حيث يرتكز مشعل على جدار ويتوهج نارا فاقتربت منه

 ريم وقد دب الذعر في اوصالها مع ابتعادها عن السيارة وسيطرة الصمت المطبق على المكان .. فأخذت تدير ببصرها يمينا وشمالا وهي مرعوبة علها تجد نوال .. وهنا .. بدات ريم تسمع فجأة اصوات همهمة القبور كأنها اصوات الموتى وأخذ يترائى لها خيالات بيضاء تنبعث من القبور فشعرت بعظيم الخوف وحاولت ان تصرخ فلم يتعدى صوتها حنجرتها كما حاولت العودة للسيارة لكنها لم تهتدي لها وسط العتمة فخارت قواها حتى سقطت على ركبتيها فسارعت واخرجت قرآنا صغيرا من حقيبتها وضمته الى صدرها وشرعت بقراءة المعوذتين وهي تغلق عينيها بشدة وفجأة ... سمعت صوت ضحك نوال ففتحت عينيها فشاهدتها وهي تقترب منها من جوف الظلام حتى باتت تحت نور المشعل ولكن ليس بهيئتها البشرية بل بشكلها الشيطاني الحقيقي بجسد امرأة ورأس عنز ذي قرون فارتاعت ريم لرؤياها حتى كاد ان يغمى عليها ثم تكلمت نوال بصوت مرعد :



لقد تعمدت ان اجلبك الى هنا .. الى مصدر قوتي لكي أفتك بك فتكا فاستعدي ..



ركضت نوال نحو ريم صارخة فتشاهدت ريم على روحها وفجأة ... ظهر شخص امام ريم يحمل مسدسا وأخذ يطلق النار على نوال اطلاقات متتالية الى ان فرغ مسدسه فأصابها في جميع ارجاء جسدها فأخذت تنزف بغزارة حتى سقطت ارضا ..



التفت ذلك الشخص الى ريم فقالت :



حضرة الضابط فرج .. كم انا سعيدة لتدخلك .



- لم اصدقك في المشفى لذا قررت مراقبة رمزي وقد فوجئت حقا عندما شاهدت سيدتين تدخلان المقبرة وحدهما في هذا الليل فتبعتك وشهدت ما جرى ..



وفجأة صرخت ريم :



انتبه خلفك ...



التفت فرج فشاهد نوال وقد نهضت وعيناها تشع غضبا بلون الدم ثم جرت باتجاهه فأسرع فرج وأعاد تلقيم سلاحه بمخزن جديد وأطلق النار دون ان تهتز ذراعه فأصاب صدرها وراسها ولكنها واصلت الاندفاع حتى بلغته فلطمته بكفها فانشال من مكانه وارتطم بشاهد أحد القبور ثم مالت نوال نحوه وجثت فوقه تريد ان تقضي عليه وهي تزمجر بشراسة فذعر فرج وأدرك بالهلاك ... وهنا انقضت ريم من خلف نوال وهي تحمل وتدا عثرت عليه وضربتها على رقبتها بقوة فاسقطتها ارضا ثم رفعت الوتد عاليا وغرزته في قلب نوال بشدة حتى اخترق الارض فزعقت نوال واخذت تطرطش بيديها ورجليها تحاول التحرر فنهض فرج وقال :



ما العمل ؟ انها ترفض ان تموت .



- بلى .. هناك طريقة واحدة .



اتجهت ريم نحو المشعل المعلق على الجدار ورفعته ثم سارت به نحو نوال المثبتة بالارض التي ما ان رأت النار حتى انتفضت مرعوبة تريد الخلاص بأي شكل لكن ريم سارعت وألقته عليها فاستعرت النار بها وهي تنتحب حتى اتت النار عليها جميعا وتركتها فحما ..



ثم وصل رمزي واخوه الى ريم بعد ان شاهدا النيران من بعيد وهما بحالة طبيعية بعد زوال لعنة نوال عليهما بموتها فعانق رمزي زوجته وحملها الى المنزل الذي عادت اليه السعادة من جديد بفضل طيبة وعزيمة بنت اسمها ريم .

انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم


تعليقات