Ads by Google X

روايه لا اريد الحب الحلقه الرابعه


 🎭🎭🎭🎭🎭

لا أريد الحب 

الحلقة الرابعة 

ضعف و استسلام

🎭🎭🎭🎭🎭


** دلفت مريم و بصحبتها علا و هما فى حالة من الصمت و ما أن شاهدتهم احلام حتى اسرعت اليهما لترحب بهما و لكنها توقفت حينما لاحظت أثار البكاء على وجه علا فتمعنت في وجهها و هالها ان ترى كيف بدل الحزن وجهها هكذا لتصبح شاحبة البشرة باهتت الملامح عيناها يسكن تحتهما السواد بعدما انطفأ لمعانهما و سلبت منها ابتسامتها .,. فنظرت احلام الى وجه ابنتها لترى حزنها باديا على وجهها هى الاخرى فأدركت أن هناك خطبا ما .,. فتنهدت و هى تربت بيدها بحنان على وجه علا و ابتسمت لها بحب و قالت  :


_ وحشتينى يا علا يا بنتى ليا كتير مشوفتكيش عاملة ايه يا حبيبتى  .. 


** ولد الدمع فى عينا علا من جديد و هى تلتمس حنان أحلام في صوتها لتشعر بأفتقادها لولدتها فخفضت عيناها أرضا تزامنا مع خروج ياسر من غرفته ليقف محدقا بها فى صدمة و  قد أعترته ارتجافة جعلته يتراجع بخطاه الى الخلف و لكنه تجمد ما أن التفتت علا و تلاقت عيناهما شعر ياسر ان الزمان توقف به و هو يملى عيناه بعيناها البنيه التى عذبته لسنوات جعلته يهرب من بيته و مدينته بل ترك البلاد بأسرها لانها ليست له نعم لم تكن له ابدا لاح امامه فجأة شريط ذكرياته معها حين رأها اول مرة و هو يصطحب شقيقته مريم الى احد دروسها ووقف يتابع دلوف مريم الى داخل القاعة و يغادر ليصطدم بها كانت يافعة احمر وجهها بشدة حينما منع عنها السقوط و احتواها بين ذراعية لم يدرى كيف ارتجف جسده بالكامل و تعلقت عيناه بعيناها و هو يعتذر لها و تركها لتهرول الى قاعة الدرس و لم يدرى لمَ في هذا اليوم وقف امام القاعة ينتظر شقيقته و لم يعد الى منزله ككل مرة ليراها تغادر بسرعة و تختفى في لمح البصر من امامه و تكرر الامر معه اصبح كل مرة ينتظر خروجها السريع و اختفائها ليكتشف انه اصبح كالمراهق ينتظر ابنة الجيران ان تطل عليه من شرفتها و مرت عليه الاعوام و هو يتابعها بعيناه في صمت حتى اختفت و لم يعد يراها هو حتى لم يعرف اسمها ليتفاجأ بوجودها في منزلهم بصحبة مريم لتعرفه عليها انها زميلتها و صديقتها في كلية الطب تحدث معها مرات قليلة و تعرف على والدتها في زيارة لهم لمنزلهم و احبها لبساطتها حتى تمت خطبة شقيقته الى كريم يومها حاول ان يبوح لها بحبه و لكنه صدم برفضها له ليسمع عن طريق الصدفة حديث والدتها مع والدته عنها و يعرف انهم من عرب الاسكندرية و ان والدتها فرت بها من القبيلة حتى تستكمل ابنتها تعليمها علم انها الفتاة الوحيدة التى نجت من زواج ابناء العموم لصغر سنها و عدم وجود احد يناسبها و لكنها وقعت في شرك احد الاقارب من بعيد الذى طلبها لابنه سالم و حاصرهم لتفر بها في نهاية الامر كان ياسر قد غرق حتى النخاع في عشقها أكثر و أكثر و لكنه عشق محكوم بالفشل فهى لن تصبح له أبدا فقد كتب على قلبه ان يحيا العذاب معها و دونها ليأتى ذلك اليوم المشؤم الذى اكتشف ذلك القريب مكانهم و اصر على تزويجها من ابنه ليراها تزف الى غيره كمن تزف الى الموت و لم يرها منذ ذلك اليوم و لكنه تتبع اخبارها من شقيقته و هو في غربته بعدما أغرق نفسه في عمله مستسلما الى وحدته و رغم الحاح والدته بطلبها منه ان يتزوج لم يستطع ياسر تنفيذ رغبة والدته فقلبه لم يسمح له بقبول غيرها شريكة له في حياته .,. أفاق ياسر من تيهه في عيناها على صوت يبغضه و يسأمه يقول بسخرية :


_ ايه دا ايه دا دى احلوت اوى مريم و علا و ولاد كريم يا سلام على الاجازة اللى ملهاش مثيل و كل دول هيقعدوا تحت سقف واحد حكمتك يارب ..


** كتمت مريم انفاسها لتتحكم في اعصابها حتى لا تفقدها امام كلماته السمجة  كذلك فعل ياسر الذى اشاح بعيناه عن الجميع ليرمي عبد الرحمن بنظراته المحرقة و يعود الى غرفته مغلقا بابه في صمت فتغضن جبين علا و عزاها الشعور بالاحراج لينتبه عقلها الى كلمات عبد الرحمن و ذكره ل كريم فنظرت بتساؤل الى مريم فأشارت لها بالتزام الصمت و حدقت احلام بوجه ابنتها لتسمعها تقول بلهجة باردة :


_ ماما علا هتبات معايا اليومين دول لان عم اسلام جه من اسكندرية و قعد فبيتها و انتى عارفة مش هينفع ان علا تفضل قاعدة معاه لوحدها علشان كدا هخدها و نطلع الدور اللى فوق علشان ناخد راحتنا ..


** و جذبت مريم يد علا و اتجهت صوب السلم لتصعد الى اعلى و تفتح باب الطابق العلوى المنعزل تماما عن باقى المنزل فدلفته و هى تشعر بقشعريرة باردة تمر بجسدها حينما تذكرت كيف اختبأت ذات مرة من زوج شقيقتها بعدما سمعت صوت طرقاته على الباب يطالبها بفتح الباب له بعدما طرده شقيقها لتغفو و تستيقظ في الظلام خائفة لتجدها والدتها بعد عناء و بحث ليعيد شقيقها تجديد الطابقين العلويين حتى لا تخشى مريم من شىء مرة اخرى .,. اغلقت مريم الباب خلفهما و هى تبتسم لعلا و تحمل عنها اسلام الذى غفى فوق يدها لتضعه مريم بهدوء على الفراش و تحكم الغطاء حوله لتجذب علا الى خارج الغرفة قائلة :


_ متخافيش على اسلام انا هسيب له النور والع تعالى انتى بقى اقعدى وارتاحى على ما انزل اجيب لنا اى حاجة ناكلها و نقعد نفكر و نشوف حل للندل اللى فاكر نفسه راجل دا ..


** ارتجفت علا ما ان تذكرت كلمات حكيم و مكيدته لها فدمعت عيناها تفكر ماذا كان سيحدث معها ان لم تأت مريم و تأخذها قبل ان يطبق عليها بفخه ليسقطها فيه ..


** هبطت مريم بخطى متثاقلة الى الاسفل فبحثت بعيناها عن والدتها فسمعت صوتها يأتى من غرفة اخيها المغلقة فوقفت و رفعت يدها لتطرق الباب و لكنها امتنعت عن الطرق و هى تسمع اسمها يذكر بالداخل لتسمع شقيقها ياسر يقول :


_ من ساعة ما شاف صورتها على المكتب عندى و انا مش فاهم ليه مصر انه يتجوزها لاقيته بيقولى انا هقدم لها كل حاجة بتحلم بيها و هنفذ لها كل امنياتها حتى شغلها هخليها رقم واحد فيه المهم انك تكلمها فاسرع وقت و تقول لها ان كمال الزينى عاوز يتجوزك و اديكى شوفتى اول ما عرف ان زميلها بيضايقها نقله بمكالمة تليفون واحدة ..


** سئلته والدته بفضول قائلة :


_ طب يا ابنى لما هو عاوز يتقدم لاختك مجاش بنفسه ليه ولا هيتجوزها بالمراسلة ..


** زفر ياسر بضيق و قال :


_ مش هيقدر ينزل مصر يا ماما معندوش اى وقت دا قالى انه هيعمل لى توكيل و اكتب كتابه عليها بموجب التوكيل دا و هيبعت لها تذكرة السفر و اى حاجة تطلبها حتى فستان الفرح و هيستقبلها فمطار دبى ..


** استنكرت احلام حديث ابنها و نظرت له بدهشة و قالت :


_ كلام ايه دا يا ابنى انت عاوز اختك تتجوز واحد لا شافته و لا اتكلمت معاه  و لا حتى تعرفه و يتكتب كتابها عليه بتوكيل و تسافر له بفستان فرحها ليه يعنى و هى كانت معيوبة علشان ميتعملهاش فرح و يتقدم لها زى الناس ما بتتقدم قوله يفتح الله يا ياسر احنا معندناش بنات للجواز حتى ولو كان مين هو ..


** هز ياسر رأسه بتفهم و قال موضحا لوالدته :


_ ما انا قولت له الكلام دا يا ماما عارفة و قف و بص لى و قالى اتكلم انت بس مع اختك و شوف ردها انا متأكد انها فالاخر هتوافق لو انت بس اصريت عليها و صمم انى انزل مصر الاول علشان اكلمها فالموضوع و بصراحة انا اساسا مش مرحب بالموضوع دا ..


** تنهدت احلام بحزن و قالت تنعى حظ ابنتها :


_ عينى عليها البت حظها مايل و ملهاش بخت دا حتى الدكتور اللى اتقدم لها عرفت انه بيعشم الممرضات بالجواز و لولا اللى اسمها سميحة قالت لها كانت اختك وقعت فالخية برجليها بعد ما ربنا سترها عليها و اتنسى موضوعها مع كريم ..بقلمى منى أحمد 


** عقد ياسر حاجبيه مع سماعه لاسم كريم و قال :


_ بس يا ماما مكنش يصح ابدا تدخلي كريم البيت تانى بالشكل دا انا مقدرش اقولك لا على خالتى ولا على اولاده انما هو مفروض رجله متعتبش البيت تانى انتى مشوفتيش بيبص ب مريم ازاى انا كنت هضربه بس مسكت نفسى بالعافية علشان خاطرك ..


** ربتت احلام على يد ابنها و قالت :


_ ربنا ميحرمناش منك يا ابنى و تفضل كدا فضهر اخواتك سندهم و عزوتهم انما قولى يا ابنى انت عامل ايه فشغلك مبسوط هناك ..


** وقف ياسر ويوجه عيناه الى النافذة و اقترب منها بهدوء و قال :


_ و الله يا ماما الشغل كان تمام لحد امبارح لاول مرة يضيع منى ملف و ملف من اخطر ملفات الشركة  و المشكلة ان مستر كمال عاملنى كأن الموضوع عادى و رفض يبلغ عنى و الاغرب انه ادانى ملف تانى لنفس الصفقة و مفروض اسافر بعد تلت ايام علشان اخلصها بس الحق يا امى انا مرعوب عارفة لو رقم واحد من الملف اللى اختفى من مكتبى ظهر فعرض شركة منافسة يبقى ابنك مستقبله ضاع و مش بعيد مستر كمال يسجنى فيها و فنفس الوقت خايف يستغل الموضوع دا علشان يضغط عليا اوافق على جوازه من مريم ..


** لطمت احلام صدرها بيدها و قالت :


_ تتسجن ايه بس يا ابنى بعد الشر دا كنت اروح فيها ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** ابتعدت مريم عن باب الغرفة تلعن صدف اليوم التى وضعتها فى حالة تلصص فأتجهت صوب المطبخ تعد الطعام لها و ل علا و ذهنها شارد فيما سمعته و لم تنتبه مريم لذلك الذى وقف يتابعها بنظرات مليئة بالرغبة يلعق شفتاه كأنه يتذوق شىء ما فالتفتت مريم صوب البراد لتتفاجىء بوقوف عبد الرحمن عند باب المطبخ فانتفضت و كادت توقع زجاجة العصير من يدها فاسرع عبد الرحمن و حملها عنها مستغلا الفرصة ليقترب منها فتراجعت مريم الى الخلف و قالت بصوت مرتجف :


_ خير يا عبد الرحمن انت عاوز حاجة من المطبخ ..


** تنهد عبد الرحمن و هو يحدق بقسمات وجهها و منحيات جسدها و قال :


_ لو مفيهاش مضايقة ليكى ينفع اشرب فنجان قهوة من ايديكى ..


** ازدردت مريم لعبها بقلق و قالت :


_ ماشى هعملك قهوة اتفضل انت و لما اخلص هجيبهولك فالصالة ..


** زفر عبد الرحمن و قال برجاء خفى  :


_ خلينى واقف اتكلم معاكى و اسليكى لحد ما تخلصى ولا تحبى اساعدك انا ممكن احضر لك طبق سلطة عمرك ما اكلتى زيه قبل كدا اقولك على ما تعملى القهوة هكون حضرت طبق السلطة ..بقلمى منى أحمد 


** و بالفعل تم لعبد الرحمن ما اراد فوقف بجانب مريم و قد حرص على عدم ملامستها لتطمئن له و اخذ يستنشق عبيرها الذى احتل المطبخ و ملاء حواسه برائحتها التى اثملته و جعلته ينتشى و انهى عبد الرحمن اعداد طبق السلطة ليقدمه اليها و لاول مرة ينال اعجابها شىء اعده هو و تعجبت مريم من تغيره معها بعدما كان دوما يجلدها مذكرا اياها بما فعله كريم معها فاغمضت مريم عيناها تبتسم لسخرية القدر الذى جعلها هى تتذكر كريم لاحظ عبد الرحمن ابتسامتها فأقترب منها و قال :


_ ها ايه رئيك فطبق السلطة دا شكله بس يفتح النفس استنى لما تدوقيه هتاكلى صوابعك وراه ..


** شكرته مريم و ناولته فنجان قهوته و حملت الطعام و صعدت الى اعلى ووقف عبد الرحمن يتابعها بعيناه ليتوجه صوب غرفته يشعر انه نال شىء عظيم ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** لم يستطع ياسر النوم و شعر انه على وشك الاختناق فصعد الى سطح المنزل يحاول ان يريح ذهنه و يهدأ نبضات قلبه المشتعله بسبب وجود معذبته في نفس المنزل معه ليعبس و هو يتذكر ملامحها التى عبث بها الزمن ووضع عليها بصماته الحزينة .,. 


** اخذت علا تسير بلا هوادة في غرفتها تفكر في حياتها التى كتبت عليها عادات سقيمة ان تربط حياتها بأشخاص يجبرونها ان تحيا وفق ارداتهم يسلبونها حياتها شيئا فشىء فنظرت لها مريم تشعر بعجزعها فقالت لها :


_ علا ما تطلعى تقعدى على السطوح فوق طالما مش جايلك نوم الجو فوق حلو و في تكعيبة عنب و قعدة حلوة هتعجبك و متخافيش عبد الرحمن استحالة يطلع فوق يعنى مش هيضايقك بلسانه اللى زى المبرد .. 


** ابتسمت علا بسقم و قالت :


_ اهو عبد الرحمن جوز اختك دا عامل زى عيلة سالم لا بترحم و لا بتسيب رحمة ربنا تنزل انما قوليلى هنا انتى عملتى ايه مع كريم لما شوفتيه و هو بصراحة انا متخيلتش انه يبقى بالبجاحة دى و يجى هنا و يسيب عياله معاكم ولا كأنه عمل حاجة صحيح اللى اختشوا ماتوا ..


** تنهدت مريم بحزن و قالت :


_ و الله يا علا انا من ساعة ما شوفته و انا حسه ان الدنيا ضاقت بيا و نفسى اهرب من هنا ولولا ماما كان زمانى قدمت طلب نقل و سبت له البلد بحالها انا عندى اعيش فابعد مكان فمصر على انى اكون قريبة منه ..


** ضيقت علا عيناها و نظرت الى صديقتها لتفاجئها بسؤالها قائلة :


_ مريم هو انتى لسه بتحبى كريم ..


** اتسعت حدقتا مريم بسبب سؤال علا المفاجىء و اعترتها ارتجافة لتشيح عيناها التى خانها الدمع ليحرقها بقوة و قالت بأسى :


_ تصدقينى لو قلت لك انى مش عارفة يا علا ..


** جلست علا بجانب مريم و قالت بهدوء :


_ لازم تعرفى يا مريم لانك لو مش عارفة يبقى كريم هيسيطر عليكى تانى و هيقدر باسلوبه يدخل حياتك تانى ..


** هبت مريم واقفة و نظرت الى علا برعب و قالت :


_ لا يا علا لا انا لا يمكن اسمح له يدخل حياتى تانى مش بعد اللى عمله دا كسرنى يا علا و جرحنى انتى ازاى تقولى انى ممكن اسمح له يدخل تانى حياتى لا مستحيل بعد اللى عمله  و خلى سيرتى على لسان الناس تشمت فيا و يقولوا اللى قالوه ..


** حاصرت علا مريم بنظراتها و قالت :


_ مريم انا صحبتك الوحيدة و اقرب واحدة ليكى و عرفاكى كويس كلامك وانفعالك بيقولوا انك ممكن تضعفى و تستسلمى لكريم لو حاول تانى ..بقلمى منى أحمد 


** بهتت ملامح مريم و حدقت بعلا تعلم ان صديقتها تقول الحقيقة فإن حاصرها كريم بأسلوبه الناعم و اصراره سيضعفها و يسيطر عليها من جديد فهل ستقبل بأن تهان على يده من جديد .,. زفرت علا و قالت بعدما لاحظت حالة صديقتها :


_ انا هطلع السطوح اقعد شوية و هسيبك مع نفسك تفكرى بهدوء و اعرفى انى معاكى و مش هسيبك ابدا يا مريم ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** صعدت علا بخطوات هادئة الى سطح المنزل و توجهت صوب الاريكة المطلة على الحقول البعيدة و جلست تفكر في حكيم الذى يريد النيل منها بأبغض الطرق و لم يهتم لسمعتها ابدا لتنتبه الى حركة بجانبها فلمحت ياسر يقف شارد بجانب السور البعيد فحبست انفاسها و هى تحدق به لتندفع الدموع من عيناها و قلبها يأن عشقه المسلوب منه فتنهدت ليلتفت ياسر اليها و يحدق بها بصدمة لوجودها معه و حينما همت علا بالفرار من امامه اسرع ياسر اليها يمنعها من الفرار و قبض على ساعدها ليتجدد الحنين في قلبه و هو يرى الدموع التى اغرقت وجهها ليفاجأها و يفاجأ نفسه بأحتضانها بقوة داخل صدره يتنفس اريجها و يتنهد كأنه غريق انقذته حورية البحر من الهلاك و تشبث بها لتصدمه علا بتشبثها به هى الاخرى كأنها وصلت اخيرا الى ملجئها و شاطىء امانها لم يدرك ايا منهما كم لبثا احتوائهم بعضهما لبعض و لكن كان ياسر اول من تحرك و ابعدها عن صدره و نظر لها يلومها رفضه و ابعادها اياه عن حياته ليهمس لها و يصرح قائلا :


_ عارفة  إنى  كنت ميت و ان الحياة ردت فيا الروح دلوقتى بس يا علا ..


** نظرت له علا بحزن و دموعها تهطل دون توقف ليسئلها ياسر بعتاب حزين  :


_ ليه يا علا ليه تحكمى علينا بالموت بالشكل دا ليه انا قولت لك وقتها اتجوزينى و انا هحميكى من اى حد قولت لك هاخدك معايا ومش هرجعك مصر تانى و محدش هيعرف يوصل لك خوفتى و روحتى لهم برجليكى و بعتينى ليه يا علا تعملى فينا كدا ..


** خفضت علا عيناها تشعر بالذنب و قالت بصوت منكسر حزين :


_ مكنش ينفع يا ياسر مكنوش هيسبونا ابدا و كانوا هينتقموا منى فامى مقدرتش ارمى امى فالنار و اهرب كان لازم ارجع لهم بعد ما هددونى بقتلها و الانتقام من مريم مكنش فايدى غير انى استسلم يا ياسر كان لازم انا اللى اضحى علشان اللى بحبهم..


** تنفس ياسر بحدة و قال :


_ كنت هحميكى انما انتى اللى مكنش عندك ثقة فيا ..


** ارتمت علا بين ذراعيه تبكى بقهر و تقول :


_ كانوا هيقتلوك يا ياسر و انا مقدرش اضحى بيك ابدا انا عندى اموت و اتقتل مليون مرة بس انت لاء انا حبيتك يا ياسر من اول مرة شوفتك فيها و فضلت ادعى ربنا ان محدش يوصل لى لكن وصولوا لينا يا ياسر و مقدرتش غصب عنى يا ياسر صدقنى كان غصب عنى ..


** هاجت مشاعر العشق و الاشتياق في نفس ياسر و لم يستطع تمالك نفسه فرفع وجهها اليه و حدق بشفتيها المرتعشة ومال اليهم مسلوب الفؤاد و العقل ليهوى بشفتيه مقبلا اياها يروى عطش سنين افتقاده اليها لينفجر كامل احساسه ما ان احس باستسلامها له فاخذ يوزع قبلاته على وجهها و عنقها فتراخت علا بين ذراعيه بضعف فحملها ياسر و هو لا يستطيع تمالك نفسه و اتجه بها الى الاريكة و مددها فوقها و يداه تضمها اليه بخوف لتتفجر الرغبة بينهما و لم يشعر ايا منهما الا بحاجته الى الاخر فابعد ياسر شفتيه عنها يلتقف انفاسه و رأى صدرها يعلو و يهبط بقوة و قرأ في عيناها احتياجها الشديد له فعبث ياسر بملابسها و اخذ ينزعها عنها و هو يعيد شفتيه الى عنقها و شفتيها يمنعها من التردد او الهروب منه ليجبرها على الانصياع له وهو ينزع ملابسه عنه متناسيا مكانهما ليخطفها ياسر بلا عقل او وعى و يتم معها علاقة عنيفة بثها فيها عشق سنوات مضت من الحرمان متناسيا انه وقع معها في شرك الخطيئة ..


** و بعدما عاد اليهما رشدهما انخرطت علا في البكاء تولى ياسر ظهرها ارتدى ياسر ملابسه و هو ينكس رأسه لا يعلم كيف فعلها و بها هى حبيبته كيف خان امانته هكذا فتنهد و استدار اليها و احتواها رغم اعتراضها بين ذراعيه و قال وهو يشعر بالذنب يتآكله :


_ علا متخافيش انا لا يمكن هتخلى عنك انتى من اللحظة دى مراتى و انا مش هسسيبك ابدا علا بصى لى انا هنزل دلوقتى و اكلم ماما و هطلبك منها و نتجوز خلاص يا علا انا مش هقدر اعيش من غيرك تانى ولو على اسلام متخافيش اسلام من اللحظة اللى اتولد فيها و هو ابنى انا  ..


** استمعت علا بقلب منفطر الى كلمات ياسر فارتفع نحيبها و قالت وسط دموعها :


_ مينفعش يا ياسر انا مش هقدر اتجوزك انت متعرفش حاجة متعرفش حاجة انا انا محكوم عليا افضل طول حياتى لعبة بين ايديهم ليه يا ياسر ليه عملت فيا و فيك كدا ليه خليت ضعفنا يوصلنا للحظة دى ..


** ادارها ياسر بغضب بعدما اطاح رفضها بتعقله و قال :


_ يعنى ايه مينفعش ما تفهمينى انتى بترفضينى تانى يا علا حتى بعد اللى حصل بينا انا مش مصدق ودانى مش مصدق انك مش عاوزة تتجوزينى انا بقولك انك من اللحظة دى مراتى تقولى مينفعش بقولك هتجوزك يا علا و محدش هيقدر يمنع جوازى منك ..


** شعرت علا بالخوف بسبب نظرات ياسر الغاضبة ووجدت نفسها تقص عليه ما مرت به في الايام الماضية فوجه لها ياسر نظرات نارية و مال يختطف ملابسها من الارض يلقيها عليها و قال بصوت جليدى ارعبها :


_ البسى هدومك و انزلى يا علا و اعملى حسابك ان كتب كتابى عليكى هيبقى الصبح و هاخدك و اسافر انتى و اسلام و يبقى يورينى حكيم هيقدر يوصل لك ازاى انا لو استسلمت لرفضك مرة فانا المرة دى مش هستسلم و هتجوزك غصب عنك مش ياسر اللى يعمل علاقة مع واحدة و يسيبها لواحد تانى انتى ليا انا و بس اتفضلى نفذى كلامى و اياكى يا علا اعرف انك اتكلمتى مع مريم فحاجة و اعملى حسابك لو رفضتى اننا نتجوز انا هدمرك ..


** دفعها ياسر بغضب و اسرع يغادر يلعن حكيم و عائلته و يسب علا لضعفها و خوفها من بطش عائلة الصفوانى التى تريد اختطافها منه من جديد ..بقلمى منى أحمد 


_ دلفت علا بخطوات متثاقلة تخفى دموعها و تمددت بجانب ابنها تحاوطه بذراعيها فأعتدلت مريم و نظرت لها بحيرة بعدما تابعتها بعيناها في صمت و رأت حالتها المضطربة و ملابسها التى فقدت هندامها و شعرها المبعثر بعشوائية كأنها خاضت معركة ضارية و لكنها لم تشأ ان تعلمها انها مستيقظة حتى لا تزيد حالتها سوء..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** و في الاسفل كان ياسر يغلى غضبا فلم يتحمل ان يقبع هكذا صامتا مستسلما بخنوع فخرج من غرفته مرة اخرى و توجه الى غرفة والدته و طرق بابها فرأها نائمة بهدوء فتوجه صوبها يخشى ان يوقظ خالته النائمة بجوارها و ربت على كتفها بهدوء فتململت والدته لتفتح عيناها فاشار اليها ياسر بالصمت و همس قائلا :

عاوزك ضرورى..


** وقفت احلام تحدق في وجه ابنها بغضب و هى تسمعه يقول لها بهدوء انه يريد الزواج من علا فابتعدت عنه و قالت بحدة :


_ بقى مصحينى من النوم علشان تقولى الهبل دا انت ايه يا بنى مجنون بقى اول ما تقولى انا عاوز اتجوز تبقى عاوز تتجوز ارملة و عندها عيل و اهل جوزها عالم مبتعرفش ربنا ليه يعنى هو انا كنت مستغنية عنك اعقل يا ياسر وانسى علا و شيلها من دماغك انا مش موافقة على جوازك منها ..


** زفر ياسر يمنع غضبه من الظهور و قال بلهجة حادة حازمة :


_ ماما انا مش عيل صغير جاى اطلب منك تزودى لى المصروف علشان تكلمينى كدا انا بقولك انى بحبها و من زمان و عاوز اتجوزها انا هاخدها ونرجع دبى و هعرف احميها من عيلة الصفوانى و بعدين انا بصراحة ببلغك مش باخد رئيك ..


** اتسعت حدقتا والدته وقالت باستهجان و رفض :


_ بتبلغنى هى دى اخرتها يا ياسر عموما انا قولت لك ردى ولو صممت على اللى فدماغك يبقى تنسى ان ليك ام ..


** قبض ياسر على شعره بقوة يجذبه و وقف يطالع والدته التى وقفت تبادله النظرات بصرامة فقال و هو يوليها ظهره حتى يخفى ضعفه :


_ ليه عاوزة تحرمينى من علا يا امى ليه مش عاوزة تحسى بيا و بقلبى , قلبى اللى اتحرم من حياته مرة لما اتسرقت منى غصب عنها و عنى ليه عاوزانى اكرر غلطى و اسيبها لحكيم ليه يا امى انا بحب علا و عمرى فحياتى مش حبيت غيرها و مش هقولك محاولتش انا حاولت و فشلت لانى مش شايف غيرها و مش عاوز غيرها و بعدين هى ذنبها ايه ما كل حاجة كانت على يدك كل حياتها بتفاصيلها ارجوكى يا امى بلاش تحكمى عليا بالموت بلاش تعذبينى باقى عمرى ..


** احست احلام بضعف ابنها و شعرت بأنها تظلمه برفضها و لكنها تريده ان يتزوج بفتاة لم يسبق لها الزواج ككل ام فتنهدت و هى تسمع نحيبه و احس بقلبها ينفطر فأقتربت منه و ربتت على كتفه و قالت :


_ و انت ناوى تتصرف فموضوع حكيم دا ازاى ..


** التفت ياسر يحدق بوجه والدته لا يصدق ما تقوله فارتمى بين ذراعيها و قبل يدها و قال :


_ يعنى انتى موافقة ..


** ربتت احلام على رأس ابنها و قالت و هى تتنهد :


_ هقول ايه ما هى البت مظلومة بردوا و مقدرش اجى عليها و لا عليك بس الاول تقولى هنتصرف ازاى حكيم لو عرف انها اتجوزت هياخد اسلام و يحرمها منه و هيسود عيشتها و هى مش هتتحمل دى خايبة و بتخاف من ضلها ..


** اعتدل ياسر قال و هو يعلم انه وحده من سيستطيع مساعدته و انقاذه :


_ بصراحة يا امى مافيش غير كمال الزينى هو الوحيد اللى هيقدر يساعدنى يعنى انا لو كتبت كتابى عليها الصبح ممكن هو يخلص كل الاجراءات و يسفرها على بالليل دبى و بالشكل دا محدش هيلحق يعرف انها اتجوزت او اختفت و حكيم مش هيقدر يوصل لاسلام حتى لو رفع قضية و كسبها ..بقلمى منى أحمد 


** ابتسمت والدته و قالت و هى تقرض اذنه :


_ دا انت فكرت فكل حاجة اهو ..


** ابعد ياسر اصابع والدته عن اذنه و قبلها و قال :


_ بصراحة مش شايف غيره واصل و يقدر يحرك كل حاجة باشاره منه هو الوحيد اللى هيعرف يخرج علا برا مصر من غير ما عيلة الصفوانى تعرف و يقدر كمان يخفى اثرها و محدش يعرف انها سابت مصر ..


** عقدت احلام حاجبيها و قالت بشرود :


_ بس يا ابنى افرض استغل حاجتك له علشان طلبه زى ما انت قولت هيبقى العمل ايه..


** انتبه ياسر الى كلمات والدته و قال :


_ انا مفكرتش فالنقطة دى تفتكرى هيستغل الموضوع دا و يساوم على جوازه من مريم ..


** زمت احلام شفتيها و قالت :


_ بص ارمى حمولك على الله انت كلمه و شوف رده ايه و على اساسه نتصرف و دلوقتى انا هروح انام و انت كمان نام لك ساعة علشان بقى هيبقى يوم طويل ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** استمع كمال الى سرد ياسر و طلبه بهدوء فلمعت عيناه بشدة و ابتسم لنفسه و قال :


_ متشلش هم اى حاجة يا ياسر على المغرب هتلاقى التأشيرة و جواز سفرها هى و ابنها و تذاكر السفر فمطار القاهرة و انا هنا هبعت لهم عربية لمطار دبى تاخدهم لبيتك اطمن محدش هيعرف انها خرجت برا مصر المهم انك تصفى ذهنك لصفقة المانيا انت عارف هى قد ايه مهمة و مبروك مقدما يا ياسر ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** انهى ياسر الاتصال و نظر الى والدته بدهشة و قال :


_ دا مجبش اى سيرة لموضوع مريم ولا حتى سئلنى ان كنت كلمتها ولا لاء ..


** تنهدت احلام براحة و قالت و هى تبتسم :


_ يبقى كنت ظالمه يا ياسر و الراجل عمره ما هيستغل حاجة زى كدا ابدا يعنى حسب كلامك عنه انه واصل و شأنه كبير المهم انت ناوى تكتب هنا ولا هتروح الجامع على طول ..


** حك ياسر  ذقنه و قال :


_ انا فكرت انى لو جبت المأذون هنا فالخبر ممكن يوصل ل حكيم خصوصا انه لسه فالبلد ف الاسلم انك تاخدى علا و مريم و تروحوا المسجد و انا هجيب عبد الرحمن و اجى و نكتب هنا و نحضر للسفر للقاهرة ..


** تزمرت احلام و قالت : 


_ بقى يوم ما تتجوز يبقى زى الحرامية و محدش يعرف هى دى تبقى جوازة و بعدين يا فالح انت كدا محتاج شاهد تانى و لازم يبقى ثقة علشان ميتكلمش ..


_ انا الشاهد التانى يا خالتى ..


** التفت ياسر بحدة الى كريم الذى وقف يحدق به بعدما استمع الى حديثهم فهز ياسر رأسه بالنفى و قال بغضب :


_ انت اخر واحد احتاج انه يشهد على عقد جوازى و بعدين انت دخلت هنا ازاى ..


** اتاهم صوت عبد الرحمن يقول :


_ الراجل خبط و بيستأذن يشوف عياله مقدرتش اقوله لا مش دى الاصول يا ابو نسب و لا ايه و بعدين ماله كريم يعنى اهو ستر و غطا عليك انت و علا علشان محدش يعرف و نلم الموضوع ..


** انتاب ياسر غضب هادر فقال و هو يكاد يطيح ب عبد الرحمن :


_ انت اتجننت انت واعى بتقول ايه تلم موضوع ايه و ستر و غطا ايه انت واقف ادامى تتكلم عنى انا و علا اللى هتبقى مراتى و تسبنا انا هطلع روحك فايدى ..


** حال كريم بينه و بين عبد الرحمن لتدخل مريم و يسرية الى الغرفة بعدما ارتفعت الاصوات بداخلها  فصرخت يسرية بغضب و قالت :


_ انت عاوز تضرب جوزى يا ياسر هى حصلت و انت واقفة تتفرجى عليه يا ست ماما انتو جايبنا هنا تهزئونا ولا ايه ..


** نهرتها والدتها و قالت :


_ اتلمى و لمى جوزك يا يسرية بدل ما انا اللى اضربك انتى و هو اتفضلى روحى اجهزى علشان ننزل مع اختك و خطيبة اخوكى نروح الجامع ..بقلمى منى أحمد 


** و التفتت احلام و نظرت الى عبد الرحمن و قالت بلهجة تحذيرية صارمة :


_ و انت يا عبد الرحمن لم لسانك شوية و عيب اوى لما تعيب على مرات خال بناتك و انت عارف انها تربيتى زى مراتك و يلا روح اجهز انت و مراتك علشان نلحق نخلص  من غير شوشرة احنا يا عبد الرحمن بنحمى ولية و اديك سمعت مريم قالت ايه عن حكيم و عن اللى كان ناوى يعمله فالغلبانة اللى ملهاش حد ..


** ازدرد عبد الرحمن لعابه و كتم غيظه حينما لاحقت عيناه مريم التى وقفت بجانب اخيها غافلة عن عينا كريم المحدقة بها و قال : 


_ و الله يا حماتى انا كنت بهزر و بلطف الجو و بعدين ما انا عارف ان علا متتخيرش عن مريم و يسرية فالاخلاق و عموما حقكم عليا و انا رقبتى سدادة لو عوزنى اوصل علا للمطار من غير ما حد ياخد باله انا تحت امركم ..


** تنهدت احلام و قالت :


_ تسلم يا عبد الرحمن ملوش داعى مريم هتاخد علا و ياسر هيحصلهم يوصلوها و يرجعوا خليك انت هنا معانا لحد ما ياسر يرجع مش انت بردوا من رجالة البيت ولا ايه ..


** زفر عبد الرحمن بضيق و قال :


_ اكيد يا حماتى و عموما اللى تشوفيه عن اذنكم بقى هروح اجهز انا و يسرية ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** و في غرفتها التى اعتزلت فيها منذ المساء و حتى الان لم تعلم ماذا تفعل بعدما حدثها ياسر بصوته الجاف الحاد انه تدبر امر كل شىء فوقفت تنظر الى ابنها و قالت له :


_ انا خايفة يا اسلام خايفة من ربنا و عذابه بعد ما ذنب امبارح  و خايفة من ياسر شوفت اتغير ازاى اكيد طبعا بيفكر انى رخيصة و سهلة علشان سمحت له يعمل اللى عمله  اكيد ما هو راجل مهما كان بيحبنى مش هينسى انى سلمت له نفسى من غير جواز و الدليل  اهو بيكلمنى ناشف و مش طيقنى دا حتى قالى اجهزى و هو مش عاوز يبص لى مش كفايا عليا احساسى ان ربنا مش هيسامحنى بعد اللى حصل و ان حياتنا ابدت بذنب كبير ولا لو عمك حكيم عرف يا لهوى يالهوى دا مش بعيد يقتلنى بعد ما يفضحنى يارب انا ماليش غيرك وعارفة انى غلطت و اذنب بس انا طمعانة فعفوك انا ضعفت بس انت القوى اللى بيرحم و يسامح سامحنى يارب ..بقلمى منى أحمد 


** انهمرت دموع الذنب من عينا علا و لم تلحظ مريم التى وقفت تراقبها بقلب منفطر بعدما استمعت الى حديثها المنكسر مع ابنها الصغير الذى لم يفهم حديثها فأقتربت منها و جذبتها الى صدرها و انتفضت علا تشعر بالخزى و العار حينما ادركت ان صديقتها علمت كل شىء و احتوتها مريم حتى هدأت فابعدتها وجففت دموعها و قالت لها :


_ ربنا غفور رحيم قومى اتوضى و صلى ركعتين توبة و استغفرى ربنا و اجهزى علشان نكتب كتابك على ياسر جوزك و ارمى كل حاجة ورا ضهرك و متفكريش غير ازاى تخلى ربنا يسامحك و يغفر لك و انسى و اعيشى حياتك يا علا و اعرفى ان الحياة مش بتدى الانسان الا فرصة واحدة و بس فبلاش تضيعها منك و كفايا ضيعتها زمان يلا يا حبيبتى قومى و قولى يارب ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** وقفت مريم بعيدا في صالة الانتظار بمطار القاهرة تاركة الفرصة لاخيها ان يتحدث بحرية مع علا التى شعرت بمعاملته الجافة معها فلازت بركن بعيد عنه فشرد فكرها فذلك الكمال الزينى الذى ما ان علم امن المطار بهوية ياسر حتى سمحوا لهم بالدخول و عاملهم الجميع باحترام زائد ابتسمت مريم و زاد فضولها تجاه ذلك الرجل الذى طلب يدها للزواج دون ان يعلم اى شىء عنها .,. زفرت مريم من جلستها فتحركت مبتعدة تتجول بعدما لمحت لوحة تشير الى صالة السوق الحرة بالمطار و حينما همت بالدخول سمعت صوته يقول :


_ مريم ..


** تجمدت فى مكانها هل حقا سمعت ندائه أم أننى أتخيل لا لن يجروأ أن يأتى إلى هنا لا ليس بعد كل ما فعله .،. ألتفتت مريم و هى تدعو الله أن يكون مجرد وهم و لكن كيف يكون للأوهام جسد و روح .،. حبست أنفاسها و أغمضت عيناها لعله يذهب و يختفى..


** كرر كريم ندائه مرة أخرى بعد أن استدارت و أغمضت عيناها وقال بهمسه المعتاد :


_ مريم ..


** كورت يداها و دفنت اظافرها فى راحة يدها تتمالك أعصابها حتى لا تثور أو تضعف و أطلقت سراح أنفاسها بعد أن صرخ قلبها طلبا للهواء فسحبت عدة أنفاس متتالية و فتحت عيناها و رأته يتأملها..


** وقف يتأملها فتنهد بندم يلوم نفسه لما فعله معها و تعجب كيف لم تمسها السنين و لم تغيرها كيف احتفظت برقتها المعهودة و ملامحها الشرقية المهلكة بشعرها الأسود و عيناها العسلية المائلة للون الاخضر ووجهها الأبيض المستدير و ثغرها اللامع دوما دون حمرة أو تلوين .،. مرر كريم بصره على منحنيات جسدها فتنهد ل خسارتها بعض من وزنها و لكن تلك الخسارة زادتها حسنا و جمالا فأصبح خصرها انحف كأنه يدعو من يراه ليلفه بذراعا واحدة اقترب منه ببطء حينما لاحظ ثباتها .،. و لكنها ما أن أحست به يتحرك حتى تراجعت عنه للخلف دون وعى كأنها توضح له إلا يتعدى ذلك الخط الوهمى الذى صنعته ليقف عنده .،. أحس بتوترها حين وقعت عيناه على عنقها و رأى ذلك النبض الثائر دليل انفعالها السجين بداخلها همت لترحل فما عاد بينهم ما يقال ولكنه أوقفها و قال :


_ زى ما انتى من آخر مرة سبتك فيها..


** نظرت له بدهشة و تسائل عقلها أحقا يصدق نفسه ليقول تلك الكلمات أحست بسخرية الموقف ليزيد الأمر عليها دهشة بقوله :


_ وحشتينى اوى يا مريم..


** لقد جن كريم حقا نظرت له بإتهام صامت و لكن هل ستقف هكذا أمامه تستمع لهرائه .،. لا فأنا لم أعد تلك الفتاة البلهاء التى سيطويها فى جيبه بكلماته المعسولة .،. شجعت نفسها للرد عليه فعقدت ساعديها حتى تزيد من تماسكها أمامه و قالت :


_ عاوز إيه يا كريم ..


** لاحظ فى صوتها فتور نحوه فزفر بتوتر و قال :


_ عاوز أتكلم معاكى شوية..


** مررت مريم عيناها عليه بنفور و نظرت له بإشمئزاز و قالت :


_ مافيش بينا أى كلام يا كريم كلامك كله قلته من سبع سنين ف ياريت توفر على نفسك الإحراج و تمشى لأنى معنديش أى إستعداد إنى أسمعك مهما كان كلامك..


** أحس كريم بالحرج لطريقة حديثها معه ولكنه تغاضى عنها و قال :


_ هتسمعينى زى ما أنا عاوز هما كلمتين هقولهم و هستنى ردك..


** نظرت له بغضب و همت بالانصراف لوقاحته و هى تقول :


_ انت مش بتفهم بقولك مافيش بينا كلام لا هتقول و لا هسمع و لا هتستنى ردى..


** رآها تبتعد عنه فأسرع خلفها و قبض على ساعدها و قال بغضب :


_ مش كريم اللى تسبيه و تمشى و هتسمعينى غصب عنك يا مريم انا لسه بحبك و مش عارف أنساكى علشان كدا رجعت لك لأنى عاوز اتجوزك..


** تجمدت من جديد من صدمتها بسبب ما قاله فاستغل الفرصة و أقترب أكثر منها و قال :


_ احنا لازم نتجوز يا مريم انا مش عارف اعيش حياتى من غيرك انا عارف انى غلطت فحقك و غلطة كبيرة بس هصلحها و صدقينى انا ندمان انى خسرتك و ضيعتك من أيدى و على فكرة انتى اللى شجعتينى انى اجى و اتكلم عارفة ازاى لما عرفت إنك رفضتى كل اللى اتقدموا لك فهمت انك مش عارفة تنسينى زى ما انا مش عارف أنساكى و انك مستنيانى علشان كدا بقولك احنا لازم نتجوز..


** اغضبتها كلماته فجذبت يدها منه بعنف و قالت :


_ انت مصدق نفسك بجد انت انسان غريب جاى بعد السنين دى و انت متجوز و عندك ولاد تقول لازم نتجوز و مش قادر يا حرام تنسانى لا و فاكر ان رفضى للجواز علشان مستنيه جنابك بس هقولك ايه انت ميتردش عليك غير بإنى اسيبك و امشى و اعمل نفسى مسمعتش منك اى حاجة لا و كمان هعمل نفسى مشفتكش من أساسه روح يا كريم و ياريت تبطل غرور شوية انا رفضى للجواز انى مش مستعدة اخسر حريتى و شغلى علشان خاطر واحد هيرتبط بيا مش علشان مش عارفة انساك أو حتى بفكر فيك انت اصلا ولا حاجة عندى يا كريم علشان افكر بيك عن اذنك..


** عارضها كريم ووقف أمامها مانعا إياها من الانصراف و قال :


_ هستنى ردك يا مريم و انا عارف و متأكد انك هتوافقى لأنك بتحبينى و بتكابرى فكرى كويس قبل ما ترفضى لأنى مش هسيبك مهما عملتى و عمرك ما هتبقى لغيرى و هتجوزك حتى لو غصب عنك ..


** هزت مريم رأسها بسخرية و نظرت له بتهكم و قالت :


_ يا سلام على الثقة بس ياترى وعد هانم عارفة انك ناوى تتجوز عليها..


** ارتبكت ملامح كريم و عقد حاجبيه ما أن ذكرته بزوجته فوجد نفسه يجيبها قائلا:


_ انا هتجوزك فالسر سنة و لا حاجة لحد ما اظبط امورى و بعد كدا هقول للكل اننا متجوزين.. بقلمى منى أحمد 


** إهانة تلو الأخرى يصفعها بها يتحدث و كأنه يتفضل عليها بعرضه و كأنها ستعدو خلفه لينقذها من عنوستها كما سمعت البعض يقول عنها .،. هزت مريم رأسها و هى لا تصدق ابدا انها أحبت ذلك الإنسان من قبل و افنت قلبها فى حبه لتدرك انه لا يستحق حتى عناء التفكير فيه فانصرفت دون أن تلقى عليه حتى نظرة وداع .،. أحست مريم بالضيق و الغضب يحتل مشاعرها فكيف ل كريم ان يظن انها ما أن يشير إليها سلتهث خلفه و تلبى ندائه أحست بنيران سخطها تشتعل بداخلها تريد منها أن تثأر من بجاحة كريم نحوها لينير عقلها فجأة بما سمعته من أخيها عن طلب مديره الزواج منها لينهاها قلبها من السقوط بفخ ذلك الزواج و لكن كان لعقلها السيطرة و الرأى الأخير ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


#منى أحمد

🎭لا أريد الحب🎭

 🎭منى أحمد🎭

    الحلقه الخامسه من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-