روايه لا اريد الحب الحلقه الثانيه والعشرون


 🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭

لا أريد الحب 

الحلقة الثانية و العشرون

أحضان غائبة

🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** انهمرت الرصاصات من كل صوب داخل المخزن و خارجه بعدما اقتحم صقر و رجاله المخزن وتصدوا للرصاص بصدور رحبه لا تخشى الموت ليلمح وهدان ابنه مصطفى و هو يساعد كمال على الفرار ليقف و عيناه تراقب كالعُقاب كمال فأخرج سلاحه مصوبا اياه بمهاره و اتقان و هو يصيح بصوت هادر ترادف مع اطلاقه لرصاصته التى صوبها نحو كمال و قال :


_  يا أبن الصاوى ..


** التفت كلا من مصطفى و كمال ليعلم كمال ان ذلك هو النداء الاخير له فابتسم يردد الشهادة و هو يلمح وميض سلاح وهدان المصوب الى صدره ليظهر هو فجأة كمن انشقت عنه الارض ليحتضن جسد كمال بين ذراعيه و يستقبل رصاصة وهدان و يسقط بين ذراعى كمال ليسود صمت مميت و يتوقف اطلاق الرصاص كأن صياح وهدان و رصاصته انهت الموقف برمته .,. 


** أنتشر رجال صقر محيطين بوهدان و ابنه رضوان مصوبين اسلحتهم نحوهم و صدح صوت صقر يأمر الجميع بتسليم اسلحتهم الى رجاله فنفذ رجال رضوان الامر بخوف بعدما لاحظو عدد الرجال المقتحمين للمخزن .,. 


** مدد كمال جسد ذلك الغريب الذى فداه بنفسه فى نفس اللحظة التى اسرع صقر تجاه كمال يتحسسه بيده ليطمئن عليه و يقول:


_ انت بخير يا كمال طمنى يا ابنى ..


** لم يدرك كمال لما لا يستطيع اشاحه عيناه عن ذلك الرجل و لكنه همس بكلمات شارده و هو يمعن نظره فى وجه ذلك الرجل و قال :


_ اطمن يا عمى انا بخير ..


** انحنى صقر و جلس ارضا ليشحب وجهه فجأة و يمد يده يلمس وجه الراقد بين ذراعى كمال و قال بصوت مرتجف :


_ صاوى مستحيل طب ازاى ..


** اغمض كمال عيناه يشعر بتمزق قلبه فالراقد بين ذراعيه و الذى ضحى بحياته من اجله هو والده الذى تسبب فى دمار طفولته و حرمانه من والدته و الذى بسببه اندلعت تلك الحرب البغيضة ..


** وصل صوت صقر الى اذن وهدان ليصرخ بصدمة :


_ صاوى مستحيل و هو ايه اللى هيجيبه هنا ..


** وجه وهدان بصره و نظر تجاه ابنه رضوان و قال :


_ مش دا من رجالتك يا رضوان ..


** اومأ رضوان برأسه و قال :


_ ايوة دا الاخرس الراجل بتاعنا فغرب البلد ..


** رمقه وهدان بسخط و قال بصوت ملىء بالكراهية :


_ دا مش الاخرس يا خايب دا الصاوى ابو كمال بقى مشغل عدونا معانا و مأمنه على اسرارنا و انا اللى تعبت نفسى من التفكير علشان اعرف اللى بيبلغ عننا المباحث و بيدلهم على شغلنا اتاريك حاضن التعبان و مسلمه رقبينا كلنا ..


** ابتعد كمال ووقف تاركا والده يستند الى صدر اخيه صقر و نظر الى مصطفى الذى لاحظه كمال انه يمسك بذراعه ليدرك انه اصيب بأحدى الرصاصات فاحتضنه و قال:


_ انا مش عارف اقولك ايه بس انت رديت لى روحى لما طمنتنى على مراتى و دلوقتى من واجبى انى اطمن عليك تعالى معايا انت لازم تروح المستشفى علشان الرصاصة اللى فدراعك دى و ..


** قاطعه صوت واهن يحتضر يقول :    


_ كمال ..


** تجمد جسد كمال و تصلب و هو يقف مستندا الى اخيه ليتنهد مصطفى و يربت على ظهره و يقول:


_ مينفعش تسيبه بيموت و تمشى دا مهما كان والدك يا كمال ..


** لمعت عينا  كمال و شدد يده الملتفه حول كتف شقيقه و قال :


_ و مين قالك انه والدى انا معرفوش و ان كان فاكر انه بيحملنى جميل و انه ضحى بحياته علشانى فانا مطلبتش منه انه يقف ادام الرصاصة انا كنت مستعد ليها و لو كانت من نصيبى كنت هموت و انا راضى لان دا كان هيبقى نصيبى و قدرى ..بقلمى منى أحمد 


** مد صقر يده و جذب كمال ليجلسه ارضا بجانبه و قال :


_ دا مش وقت قساوة قلب يا كمال انسى يا ابنى اللى فات و خليك مع ابوك اللى محتاج لك دلوقتى اكتر من اى وقت تانى   ..


** ازدرد كمال لعابه و هو يراه يجاهد فى التقاط انفاسه ليلتقط يد والده و يضغط عليها برفق فابتسم الصاوى و اشار الى كمال ليقترب منه فمال عليه كمال ليسمعه يقول :


_ كان نفسى احضنك من زمان يا كمال و الحمد لله ان حضنى فداك من الموت سامحنى يا ابنى رغم انى عارف انى مستحقش السماح و خلى والدتك تسامحنى على كل الخراب اللى عاشت فيه بسببى سامحنى يا ابنى و خلينى اموت و انا حاسس انى عملت حاجة صح فحياتى يمكن ربنا يسامحنى على كل اللى عملته ..


** دمعت عينا كمال و دون ان يدرك ليقبل رأس والده منفطر القلب و قال:


_ ممكن تهدا و بلاش تتكلم كتير الاسعاف زمانه جاى و ان شاء الله هتبقى بخير و ..


** قاطعه سعال والده الحاد فجعل الدماء تخرج من فمه فأنتفض قلب كمال ليرفع عيناه الى عمه صقر ليجده يبكى منفطر القلب فعاد ببصره الى والده فوجده فارق الحياة بين ذراعيه  فرفع كمال كفه المرتعش و مرره فوق عيناه مغلقا كلتاهما و انحنى و قبل جبهته ليطلق العنان لدموع كسرته يدفن وجهه فى صدر ابيه ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


**  قبضت رجال الشرطة على وهدان و رضوان و رجالهم و حملت سيارة الاسعاف جثة الصاوى و حملت السيارة الاخرى على متنها مصطفى و كمال متجهين الى المشفى يرافقه العديد من السيارات التى اقلت على متنها عمه صقر و رجاله .,. 


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** وصلت الاخبار الى سمية و التى استقبلتها بثبات تحسد عليه فخرجت للمرة الاولى منذ مجيئها الى الصعيد من منزل وهدان تصطحبها مريم لتجلس فى السيارة التى ارسلها مصطفى لتجلبهما الى المشفى .,. 


** كادت مريم تهرول بجانب سمية تبحث بعيناها عن كمال تتسارع انفاسها بشدة لتراه يجلس دافنا وجهه بين كفيه امام غرفة الجراحة فأسرعت فى خطاها لتقف على بعد متر منه و همست بأسمه ليرفع كمال عيناه و يراها فاندفع يخطتفها بين ذراعيه  يمطر وجهها بالقبلات فانهمرت دموع مريم و يدا كمال تحيطها تشعر بخوفه و اهتزاز جسده لتعلم انه يبكى فانفطر قلبها عليه مرت دقائق لم يستطع كمال الابتعاد عن مريم .,. 

** اما سمية فتجمدت ارضا و ساقيها لا تقويان على حملها و هى ترى ذلك الجسد الباكى بين ذراعى زوجته فهمست تناديه و هى تقترب منه ببطء .,. 

** تجمد جسد كمال بين ذراعى مريم حينما وصل الى اذنيه همس تمنى كثيرا ان يسمعه فرفع رأسه ببطء و ابتعد ببطء مماثل عن مريم و نظر تجاه تلك التى همست بأسمه ليعود فجأة ذلك الطفل الصغير الذى كان يهرول مسرعا لتلقطه بين ذراعيها تقبله و تداعبه بمحبه ليشتم رائحة اللافندر بها .,. عاد كمال الى واقعه يشعر انه يشتم رائحة اللافندر نفسها , فابتعدت مريم عن طريقهما و افسحت لهما المجال فوجدتهم يقفان يتأملان بعضهما بشوق و عيون جاحظة و كأنهما انعزلا عن العالم ليندفع كمال الى والدته محتضنا اياها فلم تتحمل ساقى سمية جسدها لتنهار ارضا يتبعها انهيار  كمال معها متشبثا بها لا يصدق انه و بعد خمس و عشرون عاما تضمه ذراعيها برائحتها المميزة و المحببة الى قلبه ليستكين بين ذراعيها يخشى التحرك فتختفى كما ظل يحلم لسنوات .,. 

** لم يشعر كمال كم لبث بين ذراعي والدته فرفع بصره الى مريم و هو يقول بصوت اجش ووجه أغرقته الدموع :


_ شوفتى امى يا مريم دى امى يا مريم اللى حكيت لك عنها انا انا مش مصدق نفسى انى اخيرا شوفتها قولى لى يا مريم انى مش بحلم و انى ف حضنها طمنينى انها رجعت لى بعد كل سنين الحرمان اللى عشتها بعيد عنها و محروم منها و مش عارف ان كانت عايشة ولا ميته طمنينى يا مريم وقولى لى انى مش هبعد عن حضنها تانى ابدا ااااه يا امى انا مش مصدق حقيقى مش مصدق بصى بصى دى مريم مراتى اللى اول ما شوفت عيونها لاقيتك فيها حتى شوفى  ..


** مد كمال يده المرتعشة داخل جيبه ليخرج محفظة نقوده و يخرج منها صورة قديمة عرضها على مريم فمدت مريم يدها و اخذتها منه و حدقت بها لتبتسم له و هى تبكى .,. 

** ابعد كمال نفسه عن ذراعي والدته لينحنى مقبلا قدميها ينخرط فى بكاء حاد جعل صقر الواقف بعيدا عنه يبكى هو و رجاله لتجلس مريم ارضا هى الاخرى بعدما شعرت انها لا تتحمل ان ترى كمال بمثل تلك الحالة لتجذبه يدا سمية لتقبل وجهه و رأسه و هى تشاركه البكاء و تقول:


_ اه يا كمال كتير يا ابنى حلمت انى بحضنك و كنت ارجع و اخاف من حلمى ليعرف وهدان انى حلمت بيك و يأذيك حتى الحلم يا ابنى  حرمنى منه كنت بقول اسمك جوا منى علشان  ميسمعنيش بناديلك كان فاكر نفسه الحاكم المتحكم و نسى ان ربنا موجود ردك ليا غصب عنه ..


** توقفت سمية عن اكمال حديثها تلتقف انفاسها لتمد يدها و تجذب مريم لتجلس بجانبهم و اردفت قائلة:


_ عارفة يا بنتى يمكن اللى حصل لك يبان شر لكن جوا الشر كان الخير و انتى يا بنتى كنتى وش الخير اللى خلتنى اشوف ابنى اللى فضلت طول السنين اللى فاتت ليل نهار ادعي انى اخده فحضنى قبل ما اموت ..


** ابعد كمال رأسه  بحده ووضع يده على فم والدته و صاح بلوعة تمزق نياط القلوب:


_  لا متجبيش سيرة الموت ارجوكى يا امى متجبيش سيرة الموت تانى انا انا ملحقتش اشوفك علشان تقولى الكلام دا كفايا انى فقدت ابويا اللى ملحقتش اشوف ملامحه ارجوكى يا امى اوعى تقولى كدا تانى انا مش هقدر اتحمل انى اتحرم منك تانى بعد ما لاقيتك ولو مكتوب لحد انه يموت يبقى انا انما انتى لا انتى لا يا امى انتى لا ..


** احست مريم ان كمال يواجه انهيارا عصبيا فرفعت عيناها تبحث عن طبيب بالجوار ليقع بصرها على صقر فهمست له ان يسرع بايجاد طبيب ليشير صقر الذى لم يقوى على التحرك لاحد رجاله ان يأتى بطبيب و ما ان حضر و شاهد حالة الانهيار التى اصابت كمال حتى اسرع و حقنه بمهدىء الذى لم يشعر بشىء غير تشبثه بوالدته ليتراخى كمال اخيرا بين ذراعى والدته المنتحبه بشدة فأسرع صقر و رجاله بمعاونة الطبيب بحمل كمال و التوجه به الى احدى الغرف لتجلس مريم بجواره منفطره القلب  ..


** مضت الساعات بطيئة و طالت غفوة كمال ليستقيظ معتدلا فى فراشه فجأة مناديا بصوت جزع على والدته ليأتيه صوتها الهادىء فالتفت كمال اليها و تنهد بأرتياح و هو يراها تجلس على فراش بجانبه تضم جسد مريم الى صدرها يجلس بجوارها اخيه مصطفى و قد علق ذراعه الى صدره بحامل ينظر اليه بمحبه ممزوجه بحزن فغادر كمال فراشه ليقف مترنحا فأسرع صقر الذى كان يجلس بجانبه على طرف فراشه بأسناده لتبتعد مريم عن صدر سمية تهمس لها بأن تتركها و تذهب الى كمال فربتت سمية على وجهها بحنان و وقفت تطالع وجه كمال و تتجه صوبه لتمد يدها و تساعده للعودة الى فراشه و تتمدد بجانبه فاندس كمال بين ذراعيها ووجدته يقول بخوف :


_ متبعديش عنى تانى ارجوك يا امى اوعى تسبينى تانى ..


** اجابه صوت اخيه يقول محاولا التخفيف من صعوبة الموقف عليه بعدما شرح له صقر كيف كان لقائهما:


_ اطمن يا كمال ماما مش هتسيبك تانى و هتفضل معاك على طول ..


** تنهد كمال براحة متنفسنا عطر والدته ليغمض عيناه من جديد و يعود مستسلما لغفوته فنظرت مريم اليه بحب و نظرت الى مصطفى و قالت بصوت خفيض :


_ انا ملحقتش اشكرك على كل اللى عملته معايا و مع كمال بجد مش عارفة اقولك ايه حضرتك انقذت حياتى و حياة كمال و ..


** اوقفها مصطفى بحرج و قال :


_ ارجوكى انا معملتش غير الواجب و بعدين دا حق اخويا عليا انى اكون فضهره و اصون عرضه و حياة مراته و ابنه ..


** ربت صقر على كتفه و قال :


_ و الله يا ابنى انت غلاوتك فقلبى بقت زى غلاوة فوضيل ابن اخويا بالظبط و لو طلبت حياتى انا هقدمهالك بنفس راضية انت طوقتنا بجميلك يا مصطفى ..


** اجابه مصطفى و هو يخفض بصره رضا و قال :


_ جميل ايه بس يا عمى انا بجد معملتش حاجة ..


** ادارت سمية رأسها و نظرت الى ابنها و قالت :


_ مصطفى دا هو اللى هون عليا المُر اللى عشته وشوفته و انا بعيد عن كمال و رغم ان وهدان الله يسامحه كان مانعنى اقعد معاه هو ورضوان الا انه كان دايما يجي من وراه و يقعد و يبات معايا كنت بشوف فيه كمال و حاول كتير يساعدنى و يعرف لى اخبار كمال لكن مكنش بيوصل لحاجة دايما وهدان كان حريص ان مصطفى ميعرفش حاجة عن كمال علشان ميقوليش لكن رحمة ربنا كبيرة اوى و اهو جمع شملى مع ابنى من تانى ..بقلمى منى أحمد 


** تمالك مصطفى نفسه بعدما شعر انه لا يستحق كل هذا المديح ليزفر بحزن و هو يتذكر وجه والده و شقيقه و هما مكبلان بعد ان القت الشرطة القبض عليهما فلاحظه صقر فقال مواسيا اياه :


_ قول يا رب يا مصطفى انا عارف ان الموقف صعب عليك انك تبلغ بنفسك عن والدك و اخوك بس يا ابنى اللى انت عملته هو الصح لانهم كانوا هيقتلوا ارواح ملهاش اى ذنب فحاجة و اديك عرفت كل حاجة بنفسك لكن اللى مستغرب له ايه اللى خلى صاوى يشتغل مع رضوان ويعمل نفسه اخرس ..


** زفر مصطفى و قال مجيبا سؤال صقر :


_ انا اللى شغلته بس مكنتش اعرف انه صاوى الزينى هو قالى انه اتأذى من شغل والدى كتير و خسر كل ثروته و خسر ابنه و مراته بسبب شغل دا فانا اللى رشحته بطريق غير مباشر لرضوان و لما عرفت انه عمل نفسه اخرس فضلت اراقبه لحد ما عرفت انه بينقل اخبار الصفقات اللى بتم فالخفا بين رضوان و بابا للشرطة و لانى كنت رافض الشغل دا سبته و متكلمتش وقولت يمكن لما بابا يخسر صفقة و اتنين و تلاتة يبعد عن الطريق دا ..


** جلس كمال بمفرده مع عمه صقر يرتب معه امر عودة مريم الى منزلها ليطمئن عليها بعيدا عن ذلك الجو المشحون لتصر مريم على البقاء معه و اخبرته انها تحدثت مع والدتها و شرحت لها الموقف فى ايجاز و ابلغتها انها ستعود برفقة زوجها ووالدته لتبقى مريم بصحبة كمال و والدته تدعمه بحبها .,. 


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** مرت التحقيقات مع وهدان و رضوان بشكل مرهق على كمال و مصطفى بعد ان رفض وهدان ان يصفح عن ابنه مصطفى و اخبره انه يحمله ذنب كل ما يحدث لتفاجئ سميه الجميع بتقديمها كافة الاوراق التى كان يخفيها عن الجميع و التى كانت تحمل ادانة صريحة له هو و رضوان لتأمر النيابة بتحويل القضية الى ساحة القضاء  .,. 

** ليعود كمال الى طنطا مصطحبا والدته و زوجته معه فاستقبلتهم احلام بسعادة لتضم ابنتها اليها و تقول :


_ كدا يا مريم بقى تسافرى مع جوزك لحماتك من غيرما تسيبى لى خبر و تخلينى اقلق عليكى كدا بس اعمل ايه لولا مجية حماتك اللى زى القمر دى كان هيبقى لى كلام تانى معاكى المهم يلا خدى حماتك ووريها اوضتها علشان ترتاح من السفر على ما احضر لكم الغدا و تكون خالتك كمان وصلت اسكتى يا مريم دى خالتك هتتجنن..بقلمى منى أحمد 


** عقدت مريم حاجبيها و شعرت بتوتر كمال و نظراته الغامضة المسلطة على والدتها لتكمل والدتها بصوت خفيض قائلة :


_ كريم ابن خالتك اتصل و قالها انه طلق وعد مراته و انه سافر على امريكا و قال ايه لو وعد اتصلت و سئلتها عنه تقولها متعرفش مكانه ..


** حاولت مريم ايقاف استرسال والدتها فالحديث و لكنها لم تستطع لتلحظ تجمد جسد كمال و لمعان عيناه لتدرك انه سيعلم اين اختفى كريم طالما علم وجهته اخيرا ..

 

🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** استدعى فوضيل وعد إلى مكتب عمه و جلس بانتظارها و ما أن دلفت حتى وقف أمامها باحترام تعجبت منه لتجلس أمام مكتبه تنظر له بدهشة فرغم ضخامة جسده و قامته الا انه يتمتع بوسامة طاغية نافست وسامة بل و تغلبت عليه خفض فوضيل عيناه حينما رأى عينا وعد التى أمعنت فى النظر إليه ليجلى صوته و قال و هو يشعر بالحرج مما سيقوله لها :


_ مدام وعد انا ليا زميل ف السفارة قالى أن زوج حضرتك كريم ساب لك الورقة دى ف السفارة.. 


** تغضن جبين وعد و مدت يدها و اخذت المظروف لتفضه و تقرأه بصمت.. فنظر لها فوضيل ليلاحظ تغير ملامحها و هى تجعد الورقة و تدفع دمعتها بضيق بعيدا عن عيناها ووقفت وعد و قالت بصوت جاف :


_ كويس انه عملها من نفسه و متعبنيش معاه المهم ولادى فين خدهم معاه مش كدا.. 


** هز فوضيل رأسه بحرج و قال :


_ للأسف سابهم لوحدهم ف الفندق و عمى كمال بعت اخدهم ووفر لهم رعاية كاملة و سفرهم ديزنى من يومين و هيوصلوا المكان اللى تحبى تروحيه مع عقد العمل اللى تحبيه عمى شاف إن رجعوك لمصر هيعرضك للمساءلة بسبب إنك شريكة مع والدك فالمستشفى و الرأى الأول و الأخير ليكى.. 


** بهتت ملامح وعد و نظرت بدهشة إلى فوضيل و قالت :


_ عقد عمل ليا انت بتتكلم جد ازاى طيب بعد كل اللى حصل دا.. 


** ابتسم فوضيل ليشع وجهه بهجة فخفضت وعد بصرها عنه و سمعته يقول :


_ الدكتورة مريم هى اللى طلبت أن عمى كمال يسيبك و رفضت انه ياخد ضدك اى إجراء.. 


** جلست وعد مرة أخرى بعدما نالت منها مريم للمرة الثانية و همست و هى لا تصدق ان تقابل مريم كل إساءة منها بهذا التسامح.،. اعادها فوضيل إلى أرض الواقع و قال :


_ ها يا دكتورة تحبى تشتغلى فين.. 


** أجابته وعد بشرود قائلة :


_ مش عاوزة اشتغل انا عاوزة انزل تدريب ف المركز هنا و بعدين اشتغل فيه دا لو الدكتورة مريم وافقت.. 


** حدق بها فوضيل بدهشة و قال :


_ حضرتك متأكدة من قرارك.. 


** هزت وعد رأسها و قالت بهدوء :


_ اكيد دا لو الفرصة اللى الدكتورة قدمتها ليا لسه متاحة.. 


** اخرج فوضيل مجموعة أوراق و قدمها إلى وعد و قال :


_ ولاد حضرتك هيرجعوا بعد اربع ايام على العنوان دا و الورقة دى عقد التدريب لو وقعتى عليه هتلزمى نفسك انك تدربى تحت ايد اى دكتور تشوف إدارة المركز انه مناسب و ملكيش حق الاعتراض و فى اختبارات دورية لو فشلتى ف اختبارين حتى ولو متباعدين العقد هيتفسخ و هيتصرف لك مرتب يكفى اقامتك هنا.. 


** وقعت وعد على الأوراق ووقفت و قالت :


_ طيب دلوقتى انتو ناويين تعملوا معايا ايه.. 


** ضغط فوضيل على احد الازار و قال :


_ مش هنعمل اى حاجة معاكى و دلوقتى العربية هتيجى تنقل حضرتك لبيتك الجديد و خلى بالك اى خطوة غلط هتنزلى مصر فورا بدون نقاش.. 


** ظهر سائق السيارة لتسير وعد بجانبه متجهة إلى مسكنها الجديد.. 


** جلس فوضيل خلف مكتب عمه يحدق فى اسم لينا الذى كتبه على المظروف و زفر بضيق ليضغط على احد الأزرار و بعد برهة أتاه احد المساعدين فقال له باضطراب :


_ بلغ لينا انى عاوز اقابلها.. 


** انتظرها فوضيل و ما أن دلفت حتى اخفض فوضيل بصره فجلست لينا و هى تنظر أرضا هى الأخرى فزفر فوضيل بنفاذ صبر و قال :


_ عمى كمال ساب لك الظرف دا..


** وضعه فوضيل على طرف المكتب فمدت لينا يدها و أخذته و قرأت ما دون به ووقفت دون أن توجه لفوضيل اى حديث و همت بالابتعاد ليوقفها صوت فوضيل يقول :


_ لينا مقولتيش رئيك فعرض عمى كمال.. 


** اجابته لينا دون أن تلتفت له و قالت:


_ اى حاجة مقبولة يا استاذ فوضيل لأن اللى زى ملهاش انها تتشرط و كويس انه وافق من الأساس يساعدنى و دلوقتى لو سمحت ممكن تبلغهم انى مستعدة اسافر لبنان فاى وقت عن اذنك.. بقلمى منى أحمد 


** ابتعد فوضيل عن المكتب و أسرع ليقف أمامها ف تراجعت لينا إلى الخلف دون أن ترفع عيناها إليه تجمد فوضيل أمامها ليزفر بعدما شعر بهروب كلماته منه تنهدت لينا حينما طال صمت فوضيل فتحركت من أمامه لتوقفها يده التى رفعت وجهها إليه لتتوه لينا فى عيناه تشعر أنه يتعمد اذلالها و عذابها فدمعت عيناها و هى تحدق به فانحنى فوضيل بقامته عليها ليطبع قبله على مقدمه رأسها فارتجفت لينا و أغمضت عيناها ليفاجئها فوضيل بسحب الظروف من يدها وقوله :


_ انا مش هقدر اعمل الا اللى يرضى ضميرى حتى ولو رفضه الكل لينا انا قررت اتجوزك..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** انفرد كمال بعمه صقر بعيدا عن سمع مريم و قص عليه ما سمعه من والدة مريم و همس له ان يرسل احد الرجال الى امريكا لينهى موضوع كريم نهائيا ..


** ربت صقر على كتف كمال بمحبه و قال :


_ انا لحد دلوقتى مش مصدق اننا فمصر يا كمال ياااه انا قولت خلاص هموت فالغربة و اتحرم انى ادفن فبلدى عارف يا كمال ساعات كتير كنت بلوم نفسى انى وافقت على قرار النفى الظالم و اقول هيحصل ايه لو رجعت و واجهت الكل لكن خوفى عليك هو اللى كان مكتفنى ..


** تنهد كمال بارتياح و قال :


_ كل حاجة و ليها اوانها يا عمى و انا مكنش مكتوب لى ارجع مصر الا دلوقتى علشان امى تبقى معايا ..


** اعتدل صقر و نظر بجدية الى كمال و قال :


_ و هتعمل ايه فموضوع والدتك هتسيبها متجوزة من وهدان ..بقلمى منى أحمد 


** وقف كمال بحدة و قال :


_ انا لا يمكن اسيبها فعصمة الراجل دا تانى انا خلاص بعت لاكبر محامى هنا و كلفته يرفع لها قضية خلع و طبعا وجود وهدان فالحبس هيساعد فان الحكم يكون لصالحها ، المهم انا عاوزك فموضوع مهم و عاوزك تكون هادى و تسمعنى و تفهمنى و تساعدنى ..


** ضيق صقر عيناه و نظر الى كمال بحيرة و قال :


_ موضوع ايه يا كمال هو مش خلاص هنفذ لك اللى طلبته مع كريم..


** ازدرد كمال لعابه و ابتعد خطوات عن عمه و قال :


_ انا قررت اقدم كفنى لعيلة وهدان..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭

#منى أحمد

🎭لا أريد الحب🎭

 🎭منى أحمد🎭

     الحلقه الثالثه والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-