Ads by Google X

رواية الزوجة مازالت عذراء كاملة بقلم الكاتبة سمر عمر


 الفصل الاول

حياة البنات دائما مراقبة ، من الأب أو الأم أو الأخ الجد الجدة...إلخ)و بعض الأسر لديهم ثقة زائدة في البنات و البعض الأخر الثقة معدومة .
اليوم مشمس والسماء صافية ، وقف فريد في وسط جنينة منزله ((فريد شاب في الثامنة والعشرين من عمره لديه وجه جذاب وذق طويلة قليلا .. شعره أسود كثيف طول القامة عريض المنكبين عينين واسعتين بنيه تميل إلى السواد )) مرتدي ملابس الصيد وفي يده بندقية خاصة بالصيد ، ضبط نظارته الشمسية على عينه ثم رفع البندقية وينظر إلى الحمام في السماء وثبت البندقية عليها ثم اطلق النيران لتخترق الرصاصة في صدرها وتسقط أرضا ، نظر إلى الحمامة ليجد جسدها يرتعش ، ظل يراقبها حتى سكن جسدها ثم التفت متجه إلى طاولة امام حمام السباحة ، ثم جلس على المقعد ووضع البندقية جانبا ، جاءت الخادمة وضعت فنجان قهوة امامه وغادرت ..








*******
اليوم هو إعلان نتيجة السنة الرابعة من كلية الفنون الجميلة ، جميع الطلاب وقفوا امام الحائط ينظرون إلى النتيجة ، خرج من وسط الزحام شباب وبنات البعض سعيد من النتيجة والأخر حزين ، خرجت فتاة جميلة من وسط الزحام تدعى ديما( تمتلك البشرة القمحي و الشعر الأشقر المجعد قليلا و يصل إلى أسفل ظهرها و تتميز بالرشاقة و الجمال ولكن لديها مرض البهاق الذي يحول لون بشرتها اللون الأبيض الفاقع و أحيانا الأسود الداكن في أوقات معينة) نظرت إلى أصدقائها نهال و سمية الذي يبدو عليهم الخوف والتوتر الشديد.
ابتسمت ديما ثم تصنعت الحزن وتقدمت نحوهم تنظر إلى الأرض ، ثم وقفت أمامهم وتبادلت نظراتها الحزينة بينهم نظروا إلى بعض في قلق ثم عادوا بالنظر إليها وفي صوت واحد :
..سقطنا !..
قالت نهال بإحباط:
-كنت حاسة .. أصل أنا مكنتش بذاكر
غضبت سمية ثم ضربت نهال على كتفها بغيظ وقالت بحده:
-اتكلمي عن نفسك ، أنا كنت بذاكر
تبادلت نظرات ديما بينهم ثم انفجرت ضاحكه ، نظر الأثنان إليها بغيظ بينما ضربت ديما كف على كف وقالت من بين ضحكاتها :
-مش أول مره نفشل يعني
كادت سمية أن تتشاجر معها ولكن ابتعدت ديما وقالت مسرعة :
-نجحنا .. نجحنا
سعدت سمية بذاك الخبر وأخذت تحمد ربها بينما ضربت نهال ديما بكل ما فيها من غضب ثم مضت إلى السيارة ، و استندت بظهرها إلى السيارة واضعه يديها على وجهها تبكي ، ابتسم الأثنان ثم اقتربا منها و وقفا بجوارها ، عضت سمية على شفاها السفلى وقالت بمزاح :
-معلش يا ديما أصلها أول مره تنجح
هزت ديما رأسها بمرح قائلة :
-صح عندك حق
نظرت إليهم ثم مسحت دموعها وقالت ببكاء :
-مش أول مره على فكره .. أنا بس مكنتش بذاكر كويس عشان كده كنت خايفة
ضحك الأثنان ضحكه خفيفة فضحكت نهال هي الأخرى ثم ضمتها سمية إليها بحنان ..
((سمية من الطبقة المتوسطة الراقية تتميز بالشجاعة والرد على مالا يعجبها .. بشرتها بيضاء وعينين واسعتان لونهم بني داكن وشعر أسود يصل إلى كتفها ، نهال من الطبقة المتوسطة ايضا ترتدي حجاب وملابس واسعة ، بشرتها بين البياض والسمار وعيناها بني فاتح وشعرها أسمر ومجعد قليلا وترتدي حجاب يليق بالدين الاسلامي))..

تقدم شاب منهم يدعى كريم وهو زميل لهم في الكلية ، وقف ينظر إليهم مبتسما وتساءل عن النتيجة فأجابت سمية برسمية :
-الحمد لله نجحنا .. أنت عملت أي ؟
حك ذقنه وهو يقول بلامبالاة :
-مقبول .. يلا احسن ما اعيد السنة
تعجبت سمية بينما نظر كريم إلى ديما متسائلا :
-كلمتي فريد عشان تفرحي ؟!
حركت رأسها بالنفي ثم مضت لتقف جوار شجرة وتتحدث مع فريد ، ظل كريم ينظر إليها للحظات وبتفكير عميق ويبدو انه يعلم شيئا ما ثم نظر إلى سميه وغادر ، انهت ديما المكالمة مع فريد وشعرت بالسعادة البالغة وكأن أقدامها ليست على الأرض ، ثم عادت إلى أصدقائها واستقلوا سيارة ديما لتصلهم إلى المنزل
******
يذهب حبيب يأتي غيره و هكذا الحياه مع بعض الأشخاص , مصطفى شاب في السابعة و العشرين من عمره يعمل محاسبا في إحدى شركات الحلوى المعروفة ((طويل القامة عريض لدية عينين خضراء داكنة وراثة عن والده وشعر كثيف وذقن خفيفة )) يعشق فتاة زميلته في الشغل منعته والدته بالزواج بها بسبب مشاكل بينها وبين والدتها , خرج إلى شرفة منزله و أخذ قارورة الماء حتى يسقي الورد كعادته ، ثم نظر اتجاه اليسار ليجد ورده حمراء قد دبلت أقترب منها ليقف امامها ، ظل ينظر إليها نظرات حزن فهذه كان يسميها وردة حبه و الأن ابتعدت عنه حبيبته لهذا السبب دبلتا الوردة , وضع قارورة الماء على الأرض ثم أستند بيده على السور و أخذ شهيقا قويا و زفره بهدوء ..










*******
في إحدى الحواري البسيطة تسكن نهال ، اقتربت نهال من الحي الذي تقطن فيه وهي تنظر امامها بابتساماتها المعتادة , استقبلتها شقيقتها التي تبلغ من العمر ثامنة عشر عاما , عانقتها نهال بسعادة بالغة وهي تخبرها :
-أنا نجحت يا روقا
مسحت روقيه على ظهر شقيقتها بحنان ثم نظرت إليها وقالت بشغف :
-مبروك يا نهوله
ثم أمسكت روقيه ذراع شقيقتها ومضت معها ثم همست في أذنها :
-ماما قاعده مع طنط أم مصطفى .. سمعتهم بيتكلموا في خطوبه
نظرت نهال إليها باستنكار قائلة :
-هما مبيزهقوش .. قلت لماما ألف مره مش هتجوز دلوقت
وقفت روقيه عن السير ونظرت إليها بتفحص قائلة :
-يعني أنتِ مش موافقه على مصطفى
ظلت نهال تنظر إليها للحظات قليلة من الصمت ثم نظرت امامها وهي ترفع كتفيها في حيرة قائله :
-مش عارفه بصراحه
تابعت السير معها وهي متابعه بنفس الحيرة :
-بس هو يعني .. يعني متكلمش معايا قبل كده .. فاهمه أقصد أي؟..
أومأت روقيه برأسها هامسه :
-فاهمه
*******
جلس خلف مكتبه الخاص يتابع بعض من أعماله الغير مشروعة ، حتى رن الهاتف ألقى عليه نظره ثم فتح المكالمة ووضع الهاتف على أذنه ليتحدث مع المتصل بجديه بالغه ، دق باب المكتب و دلف الخادم يخبره بوجود صديق له أشار له أن يدخل وهو يتحدث في الهاتف ، خرج الخادم و ما عدا إلا لحظات و دلف صديقه إيهاب و جلس على المقعد المجاور للمكتب واضعا ساق فوق الأخر ، انهى فريد المكالمة مع ذاك الرجل ثم غلق المكالمة ووضع الهاتف جانبا ثم نظر إلى بعض الأوراق وهو يقول :
-جيت في معادك يا إيهاب
-دايما بوصل في معادي
أخذ فريد ورقة وضعها أمامه قائلا :
-عايزك تطبع ألف نسخه
أخذ إيهاب الورقة ليفحصها و تفاجئ بأنها دعوة فرح فريد و ديما ، نظر إليه في ذهول متسائلا :
-هتتجوز ديما ؟!..
ضحك فريد بسخرية وقال :
-أمال يعني هطلقها
حدق إيهاب به للحظات ثم حدق في الورقة قائلا :
-أيوه بس .. دي كانت فتره و خلاص مش لدرجة تتجوزها و أنت أصلا مبتحبهاش
أومأ برأسه مؤكدا ثم نهض متجه إليه وهو يقول بجديه :
-صح .. بس أنا عجبتني أوي لعبة كريم و تفكيره ..
أستند بيديه على المقعد المقابل له متابعا بحده :
-وبعدين الحيوان أبوها خالاني أكتب على نفسي شيك بخمسه مليون عشان لو سبتها
قال إيهاب بانفعال :
-يا فريد أنت عندك مليارات يعني الخمسة مليون دول شوية فكه
جلس فريد على المقعد المقابل له و أخذ شهيقا قويا و زفره بهدوء ثم قال ببرود :
-بقولك أي .. أعمل اللي بقولك عليه ..
ثم نظر خلف إيهاب بشرود متابعا :
-أنت متعرفش أنا بفكر في أي












******
خرجت ديما من غرفتها و هي تشعر بالسعادة البالغة عندما أخبرها فريد بأنه تحدث مع والداها وتم تحديد معاد الفرح ، وقفت امام باب غرفة والدتها واضعه يدها على المقبض ودقت الباب باليد الأخرى ثم فتحت الباب و دخلت مغلقة الباب خلفها ، التفتت والدتها بالكرسي المتحرك فهي لا تستطيع الحركة بسبب حادث تعرضت له في الماضي ، جلست ديما على ركبتيها امامها لتقبل يدها فرفعت منال يدها لتضعها على شعرها بحنان ...
رفعت ديما رأسها لتنظر إليها بابتسامة واسعه وقالت بشغف :
-مامي فريد حدد معاد الفرح مع بابا منير
وضعت يدها على وجنة ديما بحنان هامسه :
-مبروك يا حبيبتي
لامعت ديما عيناها من الدموع وقالت :
-مامي مش عايزاكي تزعلي عشان هسيبك .. فريد قالي أنه هيخليني أجيلك كتير
رفعت والدتها عدسة عيناها للأعلى لمتنع الدموع من الهبوط على وجنتيها وقالت بنبرة بكاء :
-ربنا يسعدك يا حبيبتي ..
ثم نظرت إليها بابتسامة حزينة متابعه :
-هي في واحده تزعل عشان بنتها هتجوز
أومأت دينا برأسها نافيه وقالت بابتسامة هادئة :
-لاء طبعا
*******
دخلت نهال فراشها وتدثرت وهي تتذكر حديث والدة مصطفى معها ، فقد تحدثت كثيرا عن مصطفى وشخصيته ، لفت نظرها بأنه إنسان جد وصريح ويتميز بالحنان ، هربت تلك الأفكار من رأسها عندما دق الباب ، فتحت والدتها الباب ونظرت إليها قائلة :
-صاحية يا نهال ؟..

رفعت نهال رأسها لتنظر إليها ثم جلست معقدة قدميها وهي تخبرها انها لا زالت مستيقظة ، فتقدمت نحوها لتجلس على حافة السرير أمامها وسألت اذا كانت موافقة على مصطفى أم لا ، أطرقت رأسها تنظر إلى خاتم ترتدي في يدها وأخذت تداعبه وتفكر وتطرح على نفسها بعض الأسئلة ، انها كيف توافق على شخص لم تتحدث معه من قبل ؟! ، وهو لم يتحدث معها فكيف يريد الزواج منها ؟! ، نفذ صبر والدتها وهي منتظرة ردها على سؤالها فأجابت هي :

-أنا شايفة أنه مناسب .. و ساكنين حاليا في مكان كويس بدل الحارة دي ..
رفعت رأسها لتنظر إليها بعدم اقتناع ، فيما والدته لا زالت تتحدث :
-الشقه جاهزه و متوضبة .. مش فاضل بس غير حاجتك اللي هنجبهالك .. ها قولتي أي ؟
نظرت حولها وهي تخرج تهنيده قوية من صدرها ثم أطرقت رأسها وهمست بخجل واضح :
-طالما حضرتك وبابا موافقين أنا كمان موافقة

اتسعت ابتسامتها ثم نهضت واقفة لتملئ المكان بزغرودة عالية فشهقت نهال ثم أمسكت بيدها وطلبت منها أن تتوقف على ما تفعله الأن ، توقفت ثم قبلت رأسها وتركتها وخرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها ، وضعت نهال رأسها على الوسادة ، و وجدت نفسها تبتسم عندما تذكرت فرحة والدتها بها
******
صباح اليوم التالي .. في إحدى المناطق الراقية تسكن سميه مع أسره بسيطة مكونة من أب و أم و شقيقها الذي يبلغ من عمره عشرون عاما ، الساعة دقت التاسعة صباحا داخل غرفة سميه غرفه منظمه و ألوانها عصرية متناسقة ، سمية جالسه امام المكتب تنظر إلى الحاسوب وهي تحتسي مشروب ساخن ، فتحت صفحة جوجل وبدأت في البحث عن شركات الرسوم المتحركة ، ظهر أمامها عدة شركات واحده منهم طالبه موظفين ، فتحت الصفحة على الفور وقرأت المطلوب بتحريك شفتيها فقط وفي أخر المقال وجدت رابط الاستمارة ..












فتحت الرابط لتدخل البيانات ثم ارسلت لهم واغلقت الحاسوب ثم أخذت رشفة من المشروب ، فيما دق الباب فنظرت اتجاه اليسار وهو اتجاه الباب و اذنت بالدخول ، فتح والدها الباب ونظر إليها متسائلا :
-ممكن أدخل ؟
ابتسمت بمرح ثم نهضت متجه إلى الباب وفتحت الباب على وسعة ثم أشارت إلى الداخل بطريقه دراميه قائله :
-تفضل يا والدي العزيز
دلف إلى الغرفة بينما اغلقت سميه الباب ، جلس على حافة الفراش من الأمام و جلست سميه على مقعد المكتب وقال والدها بشغف :
-أنا سعيد جدا بنجاحك يا سمسم .. و جه اليوم بقى اللي أفتحلك فيه مكتب
عقدة بين حاجبيها في دهشه ولوحت بيدها وهي تقول :
-تفتحلي مكتب مره واحده ..
ثم ابتسمت و تابعت بحماس :
-لاء يا والدي العزيز .. بنتك هدفها توصل بنفسها و ابني نفسي بنفسي
ابتسم ابتسامة فخر وقال :
-برافو عليكي يا بنتي
ثم تابع مازحا :
-أحسن من أخوكي الفاشل اللي بيعدي السنه بالعافية
ضحكت سميه واضعه قبضة يدها أمام فاها فضحك هو الأخر ثم توقف عن الضحك وقال بحنان :
- ربنا يسعدكم يا بنتي
*******
اتليه مشهور .. فريد واقفا جوار ديما وهي تختار الفساتين بسعادة واضحه عليها وهو لا يبدو عليه السعادة ، فقط واقفا واضعا يديه في جيبي سرواله ومن حين لأخر يأتي له اتصالا ، نظرت ديما إليه لتجده يتحدث في الهاتف ثم نظرت إلى فستان بإعجاب واضح ونظرت إلى الفستان المجاور لتجده قصير وعاري الصدر ، عضت على شفاها السفلى وهي تنظر إلى فريد وتفكر أن تشعل الغيرة في قلبه ..

أخذت الفستان القصير و ودلفت إلى البروفة ، فيما انهى فريد من المكالمة ونظر خلفه لم يجدها ثم نظر اتجاه البروفة ليعلم بأنها في الداخل ، فاقترب من البروفة ليقف امامها في انتظار خروجها ، ما عدا إلا دقائق وفتحت ديما الستار ونظرت إليه بابتسامه رفع فريد رأسه لينظر إليها ثم هبط بعدسة عيناه إلى قدميها ورافعها مجددا إلى رأسها ، فكان الفستان مبين مفاتن جسدها من عند صدرها حتى قدميها ، وضعت ديما يدها على خسرها وتساءلت بنعومة :
-أي رأيك ؟
ابتسم بإعجاب واضح قائلا :
-جميل طالما عجبك
عقدة بين حاجبيها في ذهول فلم يغار عليها نظرت إلى الفستان حتى تتأكد من قصره ثم نظرت إليه وتساءلت بنبرة حزينة :
-يعني الفستان مش عريان في وجهة نظرك ؟! .. مش غيران عليه ؟!
تنحنح بخفة وغير قوله بمكر متسائلا :
-و اغير عليكي لية؟ .. هغير عليكي من نفسي ؟..
ارتفع حاجبيها متعجبة وتساءلت :
-من نفسك ؟!..
أومأ برأسه تأكيدا على حديثة وقال :
-أيوه طالما عجبك الفستان ده نعمل الفرح في بيتنا و أنا و أنتِ اللي نحضره

فهمت قصده وانه غار عليها ولكن اذا مصره على الفستان فلم يذهب بها إلى حفل الزواج ، سعدت كثيرا من غيرته عليها فالحب والاهتمام والغيرة يجعل الفتاة تشعر بالسعادة وأنها حقا فتاة حبيبها يحبها حبا جما ، أشارت إلى الفستان الطويل الذي عجبها في البداية وطلبت منه أن ينولها اياه ، نفذ رغبتها وأحضر لها الفستان لترتدي بدلا من القصير ثم فتحت الستار لتأخذ رأى فريد. دقق في ملامحها الجميلة و الفستان ثم أخبرها ان الفستان أكثر من رائع
******
وقفت نهال أمام المرآة تثبت حجابها مستعدة للخروج ، دخلت شقيقتها روقيه مغلقة الباب خلفها ثم وقفت جوار نهال وقالت بقلق :
-نهال بابا بره
نظرت نهال إليها وتساءلت ببساطة :
-أي المشكلة؟!..
تعجبت روقيه وهي تقول بخوف :
-نعم ياختي ..أنتِ مش عارفة رايحة فين ؟!..
زفرت نهال بنفاذ صبر ثم أخذت حقيبة يدها وقالت غاضبة :
-واي يعني لما اروح أقدم على شغل !
قالت كلماتها وخرجت من الغرفة فتنهدت روقيه بصوت مستمع ثم خرجت خلفها ، وقفت نهال أمام والديها وهي متشبثة في حقيبتها وقالت بارتباك :







-بابا أن
قاطع والدها حديثها بحده :
-امك قلتلي ومش موافق على الشغل
تنهدت بحزن وقالت :
-ليه بس يا بابا .. أنا درست عشان أشتغل
نظر والدها إليها بغضب واضح و قال بدفعة :
-انتِ عايزة تمشي على حل شعرك ولا اي؟ .. انتِ خلاص في حكم المخطوبة .. يعني تقعدي في البيت لحد الجواز

تجمعت الدموع في عيناها ثم التفتت راكضة إلى غرفتها ودخلت مغلقة الباب خلفها ، ثم ألقت بالحقيبة على الفراش وجلست على الحافة تبكي بصوت مستمع ، رن هاتفها المحمول داخل الحقيبة فتناولت الحقيبة وتناولت الهاتف لتنظر إلى شاشته التي تضئ باسم سمية ، فتحت المكالمة على الفور وتحدثت معها وهي تبكي وأخبرتها ان والدها رفض الشغل ، شعرت سمية بالحزن ثم هتفت بهدوء :
-ولا يهمك يا حبيبتي خير .. مفيش نصيب تشتغلي
اومأت برأسها وهي تمسح دموعها وتحدثت معها للحظات ثم انهت معها المكاملة وجلست تنظر إلى الفراغ بحزن واضح ، والافكار والأسئلة تدور في رأسها ، وهي لماذا والدها يعاملها بهذه الطريقة ؟! ، لماذا لم يثق فيها أو في تصرفاتها ؟! ، وافقت على مصطفى بسبب انها تريد أن تترك ذاك البيت عاجلا غير أجلا
******
إحدى المناطق الراقية الأخرى يسكن كريم ، رن جرس الباب فنظرت هيدي اتجاه الباب بزهق ثم وضعت الهاتف جانبا ونهضت متجه إلى الباب ، و فتحت لتجد رجل يعطيها دعوة فرح أخذتها بابتسامة مجاملة ثم غلقت الباب ومضت إلى الأريكة وهي تفتح الجواب لتفحصه (هيدي الصاوي شقيقة كريم الصغيرة تدرس في الجامعة الأمريكية ، فتاة تعشق الموضة وكل ما هو مهم بجمال المرأة حتى هي فتاة جميلة تهتم بجمالها ورشاقتها ) جاء كريم وجلس جوارها على الأريكة ، نظرت إليه وهي تمد يدها بالدعوة وهي تخبره انها دعوة فرح ، أخذها وقام بفحصها ثم رفع عيناه من على الدعوة ينظر إلى الفراغ مصدوما ، فيما تساءلت هيدي بشك :
-معقول فريد هيتجوز ؟!

أغلق كريم الدعوة ولم يجيب عليها وترك مجالا للأفكار أن تبعث في رأسه ، هو يعلم جيدا أن فريد لم ولن يحب ديما فقط كانت لعبة فكيف سيتزوجها ؟!.. .. مسح على جبينه وهو ينظر إلى الأرض بغضب واضح ثم وضع الدعوة على الطاولة ونهض متجه إلى الباب ، نظرت هيدي إليه في حيرة من أمرة واستمعت إلى صوت الباب ينغلق بقوة بالغة ، أخذت هيدي الدعوة لتفحصه مجددا ثم ابتسمت بخفه وقالت :
-يا ترى مين اللي عرفت توقعه ؟!
******
منير زوج منال والدة ديما ، وهو من قام بتربية ديما عندما تركها والدها وترك والدتها ، يحبها كأبنته بل أكثر) منير واقفا جوار زوجته يعطيها الدواء ، ثم ساعدها على تناول المياه وبعد ما تناولت ما يكفيها ابتعدت براسها عن كوب الماء ، وضع الكوب جانبا ثم ربت على كتفها بحنان قائلا :
-مبروك يا منال لديما
وضعت منال يدها على يده وقالت بصوت منخفض :
-مبروك لينا أحنا الاتنين









دق الباب فنظروا اليه بينما فتحت ديما وادخلت رأسها فقط لتنظر إليهم بابتسامة واسعة ثم فتحت الباب على واسعة ، كانت مرتدية الفستان أبيض طويل وله ذيل ودانتل على كتفها ، اتسعت ابتسامتهم ثم اقترب والدها منها ومسك يدها ليدخلها الغرفة ثم أدارها كالتنورة عدة مرات ثم قبل رأسها بحنان ونظر إليها بابتسامة فخر قائلا :
- مبروك يا بنتي
لامعت عيناها من السعادة وقالت بشغف :
-الله يبارك في حضرتك يا بابا
ثم قبلت يد والدتها ثم وجنتها ثم أخذت رايهم في الفستان ليخبرها والدها أنه حقا رائع وهي زادته جمالا وجاذبية ، سعدت كثيرا من حديثه ثم استأذنت منهم وخرجت متجه نحو غرفتها ، ثم دلفت إلى الغرفة لتبدل الفستان ببجامة النوم وعلقت الفستان في الدولاب ثم وقفت أمام المرآة وقامت بمسح الكريم الذي يوحد لون البشرى لتظهر بقع بيضاء على وجنتها اليمين وذقنها وجبينها ثم مسحت على ظهر يدها ليظهر مرض البهاق ايضا على يدها ، ثم نظرت إلى انعكاسها في المرآة ثم عقدت حاجبيها بحزن ، وبعد لحظات من التأمل في البقع جلست على حافة الفراش وتناولت علاجها ثم بدأت في البكاء ..
دق الباب وفتحت الخادمة تخبرها بأن صديقتها سمية تريد أن تراها ، مسحت دموعها وهي تخبرها أن تأتي ، غادرت الخادمة فيما رفعت ديما شعرها على هيئة كعكة ثم مسحت على وجهها ، بينما دخلت سمية مغلقة الباب خلفها فنهضت ديما لتستقبل صديقتها بالعناق وهنأتها سمية بالزواج ، ابتعدت عنها ثم أشارت إلى وجهها بحزن متسائلة :
-دي منظر عروسة ؟!
وضعت وجنتيها بين يديها ونظرت في عيناها بعمق قائلة :
-أنتِ أجمل عروسة
استندت براسها على صدر سمية تبكي وهي تقول :
-خايفة اوي مبقاش حلوه يوم الفرح
مسحت سمية على شعرها بحنان وهي تقول بهدوء :
-ابدا يا روحي .. ومتقلقش أنتِ زي القمر بكل حالاتك







بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-