Ads by Google X

رواية الزوجة مازالت عذراء الفصل الرابع عشر والاخير


 الفصل الاخير


-اتفضلي اكتبي رأيك في المكان .. وأسمك بالكامل مع عنوان البيت ورقم تلفون البيت
تناولت القلم ولا زالت تنظر إلى الدفتر مبتسمة ثم رفعت رأسها لتنظر إليه وقد فهمت انه يريد عنوانها ليتقدم إليها ، وضعت القلم وهي تخرج تهنيده قوية من صدرها ثم هتفت بجدية :
-علاء أنا قلتلك مش عايزة اتجوز اتعقدت .. وأنت عارف اللي حصل مع ..
قاطعها بنفاذ صبر ممزوج بالغضب :
-سمية مش معقول اللي بتفكري فيه ده .. أصحابك دا نصيبهم وكل واحد بياخد نصيبه ..
أطرقت عيناه وهي تخبر نفسها انه لم يفهمها أبدا ، حقا هي خائفة ليحدث معها مثلما حدث مع أصدقائها ، ديما كانت تحب فريد كثيرا وهو ايضا ولم ترى حقيقته إلا بعد الزواج ، فمن الممكن أن يكون علاء مثله تماما ولهذا لا تحب أن تأخذ قرار سريع تندم عليه فيما بعد ، قال علاء في حسم :
-سمية .. موافقة تتجوزيني ولا لاء ؟! .. لو لاء اوعدك هبعد عن طريقك
-بتحطني قدام أمر واقع .. أنا كمان هحطك قدام أمر واقع .. سبلي فرصه يومين أفكر بعدين هرد عليك

ضحك ضحكة خفيفة وهو يحرك رأسه ثم وافق على حديثها ، ودعته وغادرت وعلى الفور دخل غرفة ممتلئة باللوح الفنية ونادى على الشاب الذي يعمل معه ثم خرجوا من المرسم ليجد سمية لا زالت واقفة منتظرة سيارة أجرة ، طلب من الشاب أن يوقف سيارة أجرة في ثم تقدم نحو سمية و وقف عازما عليها أن يصلها إلى المنزل بسيارته ولكن رفضت حتى لا يعرف عنوانها ويأتي لخطبتها دون علمها ..

أخرج الهاتف وقام بطلب سيارة من شركة معروفة فيما اوقف الشاب سيارة أجرة وعندما رأى علاء تقدم نحوه وطلب منه أن يراقب سمية ، انتظر الشاب في السيارة وما عدا إلا دقائق و وصلت السيارة ، ودعها بالمصافحة ثم استقلت السيارة لتغادر وخلفها سيارة أجرة ، تبسم علاء وهمس بحب :
-والله حبيتك
******
وصلت كارمن إلى المنزل ودخلت معها إلى غرفتها لتجد كل شيء جاهز وكارمن مستعده للسفر ، ضمتها ديما إليها بقوة متمتمه بالاعتذار ، مسحت على شعرها وهي تقول بهدوء :
-كل واحد بياخد نصيبة يا ديما .. وأنتِ تستهلي كل خير
ثم ودعتها وامسكت بيد الحقيبة لتخرج ساحبة إياها خلفها ، ثم نادت على الخادمة لتجلب كلها كارولين ابنة شقيقها ، قد قررت أن تأخذها معها ثم ودعت شقيقها و اوصاها على نفسها كثيرا ثم ركع أمام الطفلة ولأول مرة يعانقها ليشعر أنه أب حقيقي ثم تركهم يذهبون ، خرجت كارمن وأغلقت الباب وقامت بوضع الحقيبة في المقعد الخلفي وجاءت تفتح الباب الأمامي رأت سيارة وقفت وهبط منها كريم ..

ثم اتجه نحوها وهو يضع النظارة على شعره ثم ركع أمام الطفلة ليضمها إليه وقد شعر بالحزن عندما طلبت منه الطفلة انها تود أن ترى والدتها ، ابتعد عنها لينظر إليها ثم مسح على جبينها وهو يقول مبتسما :
-اوعدك أول ما ترجع اخليكي تشوفيها .. خليكي مع عمتو هي بتحبك
اومأت برأسها فقبلها على جبينها بحنان ثم نهض واقفا أمام كارمن يتطلع إليها بنظرات من الندم والحسرة على ما فعلته شقيقته بها ، تمتم بالاعتذار بالنيابة عن شقيقته فتلاشت النظر إليه فيما مسح كريم على شعر الطفلة قائلا :
-خلي بالك منها .. وعلميها الصح .. ولا تظلم ومتخدش الحياة باستهتار .. العمر واحد ولازم نعيشه في سعادة وأمان
-الندم نعمة من نعم ربنا علينا .. وربنا عظيم جدا فاتح أبواب التوبة لعبده .. استغفر ربك و توب على اللي كنت بتعمله
رفع رأسه للأعلى مناديا ربه بالهمس ثم قبل الصغيرة على رأسها وودعهم ، وضعت الصغيرة على المقعد المجاور للقيادة وقامت بوضع حزام الأمان عليها ثم جلست أمام المقود وقادت السيارة ، فيما ظل كريم واقفا حتى اختفت السيارة من أمام عيناه ثم التفت و وقف يدق جرس الباب وانتظر للحظات حتى فتحت الخادمة ودخل لتغلق الباب خلفه وعادت إلى عملها ..

استمع إلى صوت فريد أتي من المكتب يبوح بالرفض طلاقة لديما ، اتجه نحو المكتب ودخل يتطلع إليهم فيما نظر فريد إليه بغشم ثم اندفع بعصبية :
-أطلع بره بيتي يا حقير
وقف بجوار ديما ثم قال بإصرار :
-هطلق ديما يا فريد .. عشان عمرك ما حبتها
أشار بسبابته إليه وهو يقول باشمئزاز :
-مبقاش اللي أنت وتجي تقولي الكلام ده
ارتفع حاجبيه وقال ببرود :
-بكفر عن ذنبي يا فريد بيه
تناول مسدسه من أعلى المكتب وصوب في وجه كريم وأمره أن يخرج من المنزل الأن وإلا سيقتله ، جاء كريم يتحدث قاطعة دخول الحرس ليخبره أن سيارة الشرطة تتجه نحو المنزل ، وما أن نطق بكلماته واستمع إلى صوت إنذار سيارة الشرطة العالي ، وضع المسدس كما كان وقام بوضع مستند فوقه وبعد لحظات دخل الضابط ..











تبادلت نظراته بينهم هم الثلاثة أولا ثم ثبت نظره على فريد قائلا :
-أنت متهم بقضية اغتصاب المجني عليها ليلى توفيق طاهر عبد الحكيم
اهتز جسد ديما قليلا وتطلعت إلى الضابط في فزع بفضل قلبها الذي دق فجأة برهبه شديدة ، الفتاة التي نطق اسمها للتو نفس أسم والدها اذا هي شقيقتها ، شعرت بقشعريرة في بدنها ثم تقدمت نحو الضابط بخطوتين وتسألت بنبرة مرتعشة :
-حضرتك .. م متأكد من الاسم ؟!
حرك رأسه تأكيدا وأعاد أسم الفتاة تأكيدا على كل حرف فيما عقد فريد حاجبيه والاسم الرباعي يدور في رأسه ، اتسعت عيناه فجأة ولم يصدق تلك الصدفة المستحيلة ، الاسم الرباعي نفس أسم زوجته فضرب فريد على جبينه وأخذ يحرك رأسه بهستيريا قائلا :
-مستحيل يا ديما .. أكيد تشابه أسماء دي مش أختك
أخذت ديما تبكي قهرا وألما واضعة يدها على صدرها الذي دقات قلبها تدق داخله ، فيما حدق كريم في الفراغ في ذهول مما سمعت أذنيه للتو ، أخرج الضابط مسجل صوتي لفريد وهو يعترف على نفسه انه قام باختطاف ليلى وايضا اغتصبها قام بتسجيله ايهاب أخر مرة تقابلا ، عقب انهاء المسجل قيد الضابط يد فريد الذي استسلم لتلك الأوصاب التي ستدخله إلى السجن المؤبد ، جاء يمضي مع الضابط اوقفه كريم بوضع يده على كتفه وطلب منه أن يطلق ديما أولا ..

نظر إلى ديما بندم واضح وأخبرها انه قد حبها كثيرا وايضا اعتذر على كل ما بدر منه ثم نطق بالطلاق وغادر معهم ، جلست على المقعد المجاور للمكتب واضعة يدها على فاها ، أطرق كريم رأسه متمتما لها بالاعتذار ثم غادر ، تعالت شهقات البكاء ثم نهضت متجه نحو الباب ثم صعدت إلى غرفتها وأخذت ما تبقى لها في ذاك المنزل اللعين ثم غادرت
******
تناول القلم وأخذ يدق به على المكتب شاردا يفكر ، ليس في حب عمره كعادته ولكن في نهال ، الذي ظلمها معه وما حدث له بسبب ظلمه لها ، ضغط على شفتيه بقوة وفجأة القى بالقلم في باب المكتب بغيظ ثم ادار المقعد بقدمة لينظر إلى السماء من النافذة ، تبدلت أفكاره بأيمي وخاف أن يكون ظلمها هي الأخرى وما قصته عليه حقيقة ولكن يراوده شعور انها تكذب عليه وهذا الشعور يصدقه بدرجة كبيرة ..

فاق من شروده على صوت فتح الباب وإغلاقه فأدار المقعد ليجد رهف هي التي قد دخلت ، كانت تتناول قطعة حلوى و وضعت مستند أمامه ثم بلعت الحلوى وأخبرته بالذي يفعله في هذا المستند ثم التفتت متجه نحو الباب ، اوقفها مصطفى عن السير بسؤاله :
-ايمي جت الشغل النهاردة ؟!
حركت رأسها بأسف ثم التفتت متجه نحو المكتب قائلة في دهشة :
-مش معقول يا مصطفى .. أنت لسه بتحبها ؟ ..
ثم جلست على المقعد وتابعت بهدوء :
-أنت أكيد اتجوزت واحده أحسن منها
تساءل بشك :
-ليه بتقولي كده ؟ .. هي ايمي مش كويسة ؟!
وضعت يدها على عنقها وهي تخرج تهنيده قوية من صدرها ثم قالت بتردد :
-ايمي .. ايمي كويسه ..
زفرت وهي تحرك رأسها ثم قالت دون تردد :
-اسمع بقى طالما اتجوزت فلازم تعرف .. من يوم ما أخدت اجازة وهي متغيرة .. وكمان ايمي بتحب المال أوي .. وفي فترة غيابك قربت اوي من أستاذ خليل وكمان بيجبها الشركة و يروحها .. على العموم ربنا يهدينا
ثم استأذنت منه وخرجت لتتابع عملها وبعد دقائق من التفكير العميق وربط حديث رهف بما حدث بينه وبين ايمي ، نهض من مكانه وخرج من مكتبه متجه نحو مكتب أستاذ خليل كالإعصار وعيناه تشع نارا وكأن نار الجحيم سيطرة عليهما ، دفع الباب بقوة لينصدم في الحائط ثم أغلقه بقوى مما نظر أستاذ خليل إليه في دهشة ونهض من مكانه وكاد أن يتحدث ولكن قاطعة مصطفى بتسديد لكميه قوية في وجهه ..











ثم أخذ بتلابيبه ودفع ظهره في الحائط وصاح في وجهه وعيناه تقذف قذائف من النيران تطاير تلفح وجهه :
-أنت دمرت حياتي وحياة ايمي يا قذر
حاول أن يتحرر من قبضته ولكن بلا جدوى فهتف بعصبية :
-هي اللي رخيصة وضعيفة .. أحمد ربنا انك متجوزتهاش
جز على أسنانه بقوة وقام بضرب أنفه برأسه ثم القى به أرضا وغادر المكتب بل الشركة بأكملها ثم استقل السيارة متجه نحو الشقة التي تمكث ايمي بها
******
عقب وصوله دخل إلى الشقة مغلقا الباب خلفه وبمجرد سماعها إلى صوت الباب نهضت من مكانها وخرجت راكضة إلى الصالة ، وقفت تنظر إليه بابتسامة على انه عاد من أجلها وصدق أكاذبها ولكن عاد ليلقن تلك اللعينة درسا يظل معلق في ذهنها طول حياتها ، ركضت إليه لتعانقه بقوة قائلة :
-كنت متأكده انك هصدقني
عقدت حاجبيها بقوة متأوه بمجرد قبضه على شعرها بقوة ليبعد تلك اللعينة عنه وباليد الأخرى صفعها قلم قوي على وجهها لتضع يدها على وجنتها التي صفعها وهي تطلع إليه برهبه ، فيما يقول مصطفى بفحيح منذر بالخطر :
-رفضتي جوازنا في الأول مش عشان اتجوزت .. لاء عشان الحقير اللي خونتيني معا فاكره أنه هيتجوزك ولما خلى بيكي رجعتي تكلميني و وافقتي على الجواز .. وطبعا أن المغفل اللي انضحك عليه

انكرت حديثه وأخبرته أن لا شيء من هذا حدث ، زفر بسأم ثم دفعها بقوة لتسقط أرضا ، تطلع إليها باشمئزاز وهو يتجول حولها وجسدها يرتعش من الخوف وهي تستمع إلى حديثه :
-أستاذ خليل اعترف عليكي .. قال عليكي رخيصة وضعيفة ..
ثم تابع بأسف :
-ادتلك ورقة طلاق تثبت انك كنتِ متجوزة على الجاهز
ما أن انهى حديثه ونطق بكلمة الطلاق فاتسعت عيناها في ذهول غير مصدقة ما هتف به للتو ، تشبثت في قدمه تترجى ألا يتركها وهي نادمة أشد الندم ولكن لم تفرق معه من الأن ، وحلال فيها العذاب والندم الذي يتمن أن يقتلها ويمزق قلبها أشلاء ، نعم كل تلك القسوة وأكثر في قلبه للفتاة التي كان يحبها فالخيانة شيء بشع لا يغتفر ولم تخونه فقط بل خدعته ايضا و وافقت على الزواج منه رغم ما حدث معها ..

أمرها أن تغادر ذاك المنزل فهو ملكه ولا يريدها هنا ولا شيء يخصها ، ثم دفعها بعيدا عن قدمه وغادر ، وضعت رأسها على الأرض باكيه هزيلة ضعيفة ، هي من آذت نفسها بنفسها ، فالطريق المستقيم دائما يؤدي إلى الصواب ، والمال ليس كل شيء ، الأنسان لابد أن يحافظ على كرامته يسير على الطريق الصحيح ولا يضل ذاك الطريق أبد الظهر
******
ذهبت إلى المطعم تبحث عن أحمد ولكن أخبرها إحدى العاملين أنه أخذ اجازة اليوم وذهب إلى المنزل ، طلبت العنوان ليعطي لها وعلى الفور استقلت السيارة وغادرت ، شيء ما جعل قلبها حزين وهو أن من الممكن أن يكون أحمد شقيقها من والدها وهذا سيجعلها تجن حقا ، أخذت تضرب على محرك السيارة وكلما هبطت دمعه على وجنتها محتها على الفور حتى ترى الطريق أمامها بوضوح ..

عقب وصولها دلفت إلى الحي الذي يقطن داخله وصفت السيارة أمام العمارة ثم ترجلت تنظر حولها لتجد كل شيء بسيط ، قهوة وأطفال تلهو وتلعب ومحل بقالة مجاور للقهوة ، نظرت إلى رقم العمارة الذي أخبرها بها صديق أحمد ثم دخلت وصعدت الدرج إلى الطابق الرابع ، وقفت تنظر لتجد شيء من البساطة حتى الدرج الذي يبدو عليه قديم ، ثم دقت جرس الباب وانتظر للحظات حتى فتحت والدة أحمد وبمجرد فتحها للباب استنشقت عطر ديما الساحر و وجدت نفسها تبتسم لها ، تساءلت ديما عن أحمد ..

تنحت جانبا وهي ترحب بها فدخلت تنظر حولها بمقلتيها فقط فيما اغلقت أم أحمد الباب وأشارت إلى الاريكة أن تجلس عليها حتى تنادي أحمد ، خرج والدها توفيق من الشرفة فتوقفت ديما عن السير فور رؤيته وشعرت انه والدها ، بينما لم يتعجب الوالد كثيرا فهو يعلم جيدا أن تلك الجميلة ابنته التي كان يراقبها دائما عن بعد ، ورفض الانتقام لابنته الراحلة من أجل ابنته ديما التي علم انها متزوجة من المجرم ..









تنحنح بخفة واتجه نحو الغرفة اوقفته ديما بنداها إليه (( بابا )) اندهشت زوجته فيما نظر والدها إليها بعدم تصديق مما سمع إليه الأن ، ابتسمت باكيه ثم تقدمت نحوه لتضمه إليها وجد نفسه يرفع يده ليضعها على شعرها بحنان مما شعرت بذاك الحنان التي طالما حلمت به ، وأخيرا بعد عذاب وجدت العناق التي عوضها عن كل شيء صعب مر عليها ، استرخى القلب وهدأت الروح وذهب الهم والحزن ..

كل شيء من بعد الأن سيكون بخير حمد لله ، أخذت تحمد ربها سرا و تشكره على لطفه بها ورحمته الواسعة ، ابتعدت عنه لتنظر إليه باشتياق فرفع يده ليمسح دموعها متمتما بالاعتذار لها ثم قال :
-غصب عني يا بنتي بعدت عنك .. بس كنت طول الوقت بشوفك من بعيد
هتفت بشغف :
-المهم اني شفتك يا بابا .. مهما قابلت ناس حنينة مفيش أحن من الأب ..
الدموع انهمرت من عيناها وهي متابعة بألم :
-لو حضرتك كنت معايا كان في حاجات كتير أوي اتغيرت في حياتي .. كنت هتخاف عليه هتحتويني
ربت على كتفها برقه ثم قبلها على رأسها بحنان ثم ضمها إليه مجددا ، تقدمت زوجته منهم و وقفت تعرفها على نفسها لتبتعد ديما عنه وتصافحها بابتسامة واسعة ثم أخذها والدها وخرجوا إلى الشرفة وقصت عليه كل شيء حدث معها حتى تم القبض على فريد ، ليشعر بالارتياح فالقانون سيأخذ حق ابنته ليلى ..

تنحنحت ديما بخفة وتساءلت بقلق واضح :
-هو أحمد يبقى أخويا ؟
تعجب ورد عليها بسؤال :
-تعرفي أحمد منين ؟!
وجدت نفسها تبتسم ثم أطرقت عيناها قائلة :
-موضوع طويل يا بابا
عقب انتهاء حديثها خرج أحمد الشرفة و وقف أمام الباب ينظر إلى ديما التي نظرت إليه بجمود ثم نهضت واقفة فيما نهض والدها وقام بوضع راحته على كتف أحمد قائلا :
-أحمد اللي يرد على سؤالك
ثم دخل وتركهم يتحدثون ، أشار أحمد إليها أن تجلس وهو يتقدم نحو السور ليقف أمامه ، لم تجلس و وقفت بجواره وطرحت عليه نفس السؤال ليبتسم ساخرا ثم نظر إليها متسائلا :
-يهمك في أي ؟! .. ما خلاص الحكاية خلصت
-لاء مخلصتش .. كله تمام يا أحمد أنا اطلقت
استقام ظهره وهتف ساخرا :
-والمفروض استنى شهور العدة تخلص عشان اجوزك ؟! ..
ميل بشفتيه جانبا ثم تابع بحنق :
-قلتلك يا ديما الحكاية خلصت .. شرفتينا يا مدام
ثم التفتت متجه نحو الباب لتجد نفسها تقول مسرعة :
-أنا أنسه مش مدام
توقف عن السير معقد حاجبيه والتفت برأسه لينظر إليها متعجبا وجاء يتحدث قاطعته غادة شقيقته التي جاءت فجأة وصافحت ديما بسعادة فيما تركهم أحمد ودخل ، ضمتها غادة إليها وهي تقول بشغف :
-بابا حكالي عنك كتير .. والحمد لله شفتك
شددت ديما في العناق وأخبرتها انها سعيدة بوجودها الأن معها ، ثم ابتعدت عنها لتتطلع إلى وجهها باشتياق ثم تساءلت عن أحمد اذا كان شقيقها هو ايضا أم لا ، لتجيب غادة :
-لاء هو يبقى أخويا من أمي .. لكن ميبقاش أخوكي








******
أخذ غرفته ذهابا وإيابا منتظر عودة نهال من عند منزل والدها ليتحدث معها ، كيف كان أحمق بهذه الطريقة ولم يعطي لتلك المسكينة أي فرصة لتقرب منه ؟! ولم يعطي لنفسه ايضا فرصة ، ولكن تغلب القلب الأحمق على العقل ، لابد أن تتعمق في التفكير قبل فعل أي شيء حتى لا تندم على ما تفعله ، استغل عقلك في التفكير وقلبك في المشاعر الحقيقة ..

استمع إلى صوت الباب فانتظر لدقائق قليلة ثم خرج مغلقا الباب خلفه ثم وقف أمام باب غرفة نهال ودق الباب ، بعد لحظات قامت بفتح الباب فدخل دون أن تصرح إليه وأغلق الباب ، حدقت به متعجبة فيما وقف مصطفى معقد ذراعيه أمام صدره وقال :
-بطلب منك فرصة تانية .. ربنا بيسامح أنتِ مش هتسمحي ؟!
تساءلت بعدم فهم :
-اديك فرصة بناء عن أي ؟! .. أنت مبتحبنيش أصلا
عقد حاجبيه قليلا يفكر في أخر كلمات نطقت بها للتو وشعر بسراع بين عقلة وقلبة جعله يتوقف عن التفكير ويحتار بين مشاعرة ليجد نفسه يقول :
-يمكن أحبك ؟
أطرقت عيناها لبرهه ثم نظرت إليه بعينين لامعتين من الدموع ثم قالت بنبرة بكاء :
-يمكن ؟ .. وأنا مش هستنى يمكن .. اتفضل اطلع بره
توقف ذاك التسارع اللعين وأمسك بيدها وقال كما أخبره قلبة :
-أنتِ أحسن من أحسن أي واحده على الكوكب .. خليكي معايا و أوعدك ..
قاطعت حديثه بقولها الحاد :
-متوعدش .. عشان مفيش وعود بتكمل الأيام دي
سحب يدها إليه ليضمها إلى صدره وأحاط خسرها وباليد الأخرى كتفها وشدد عليها بقوة كاد أن يخترقها بين ضلوعه ، بينما حركت نهال مقلتيها في دهشة وشعرت بيده تمسح على شعرها برقة ويستنشق عطرها ليشعر بالنشوة داخل صدرة ، وليخبره قلبه كم هو أحمق ليترك ذاك العطر الرائع ويذهب إلى عطر أخر لعين كسره ، وضعت يدها على صدره محاولة دفعة للخلف ليبتعد عنها ولكن بلا جدوى وضمها إليه أكثر وأكثر حتى شعر بألم داخل ضلوعه وهي ايضا ، وهذا العناق الذي كان يريده ، كان يريد أن يعانقها حتى تتألم ضلوعه بل يخترقها إلى قلبه ..

قالت من بين اسنانها بغيظ :
-أبعد عني لو سمحت و كفاية كده
قال بحسم :
-مش هبعد غير لما تسامحيني وتديني فرصة تانية
ازدردت لعابها بصوت مستمع ثم اومأت برأسها موافقة ، فابتعد عنها ليرخي عضلاته ويتنفس بهدوء فيما وضعت نهال يدها على صدرها تلتقط أنفاسها فقد كاد أن يقتلها بين يديه ، ثم نظرت إلى عيناه التي تنظر إليها في ندم واضح وايضا حنين لها لتشعر انه تغير وندم حقا ، ستعطي له فرصة أخيره فكل انسان يخطأ ولكن القوي الذي يخطأ ويندم على خطأه









******
استيقظت بوجه عابس على صوت رنين الهاتف المزعجة ثم مدت يدها لتضيء المصباح المجاور للفراش الذي ينبعث منه ضوء هادئ ، ثم رفعت ظهرها وتناولت الهاتف لتنظر إلى شاشته التي تضيء باسم علاء ، تعجبت من اتصاله في ذاك الوقت المتأخر من الليل ثم أجابت عليه لتستمع إلى حديثه :
-من غير سلام قوليلي بلكونتك اللي على الشارع
اتسع فاها في دهشة من حديثه لتجيب عليه وهي لم تفهم شيئا :
-أيوه .. بتسأل ليه
طلب منها أن تخرج إلى الشرفة فنظرت إلى الشرفة ثم تناولت طرحه كبيرة وضعتها على كتفها وخرجت لتفزع من بالون كبير على شكل قلب مكتوب عليه (( بحبك )) اتسعت عيناها وفزعت مره أخرى من بالون أخر صعد مكتوب عليه (( موافقة تتجوزيني )) ، وقفت أمام السور لتنظر إلى أسفل رأته جالسا فوق سيارته واضعا الهاتف على أذنيه ، فقالت :
-أنت مجنون ولا أنا عبيط ؟!
-الاتنين .. يلا موافقة اطلع اطلبك من بابا
-بطل جنان يا علاء بابا نايم .. وبعدين عرفت عنواني منين
قطب جبينه وقال مداعبا :
-من المرور
ضحكت ضحكة خفيفة وادعته بالجنون مجددا ، ثم طلبت منه أن يرحل ولكن أصر أن تجيب عليه الأن بالموافقة أو بالرفض ، صمتت للحظات يستمع إلى ترددها في الرد فهتف ليسهل عليها :
-صدقيني أنا فعلا بحبك .. وعايزك تنسي كاميليا خالص زي ما أنا نستها .. وبالنسبة لأصحابك فدا نصيب يا سمية
تنهدت بحزن واضح ثم اومأت برأسها موافقة على الزواج منه وهي تخبره بصوتها الهادئ انها وافقت ، اتسعت ابتسامته فارضا ذراعيه بسعادة ليشعر بالنشوة فيما وضعت سمية الهاتف جانبا وقامت بنزع البالون وقام بوضعهم في الداخل ثم عادت إليه وتناولت الهاتف لتخبره أن يذهب ، همس بشغف :
-بحبااااك
وضعت يدها على فاها خجلا ثم طلبت منه أن يرحل ، نهض واقفا فوق السيارة وأصر أن يسمع منها كلمة حب ولكن رفضت سمية بإصرار خجلا منه ، أخبرها أنه يعشق ذاك الخجل الذي ورد وجنتيها بالورد الأحمر يا وردة حبه و يا حب العمر الأبدي ، ثم انهى معها المكالمة واستقل سيارته ليغادر والسعادة تغمره من كل جانب ، انقذ نفسه من دوامة حب فاسد إلى دوامة حب صالح ، فكر قبل أخذ قرارا خاطئ وهو الزواج من حبيبته سابقا الذي قد سأم منها وفسدت قلبه ، واختار الفتاة الجميلة بأخلاقها وادبها نعم هذا هو القرار الصحيح
******
في الصباح هبطت الدرج وجلست أمام مائدة الطعام تتناول الفطور مع والدتها وقصت عليها كل شيء ، لتنظر إليه بجمود وتعلم أن ابنتها الصغيرة قد كبرت ولم تستطيع الأن أن تمنعها من رؤية والدها كما فعلت في السابق ، شعرت بالندم الأن على ما فعلته مع والد ديما ، تركته وتزوجت من رجل أخر كان يسرق مالها دون علمها ، وبعد أن علم انها كتبت كل شيء تملكه باسم ابنتها طلقها ورحل ليتمتع بالمال الذي سرقة منها ، وقتها علمت أن هذا ذنب زوجها السابق ..









لم تعاتب ديما والدتها مطلقا بل سامحتها وكل شيء حتما سيكون بخير ، نظرت إلى ساعة يدها التي تدق العاشرة صباحا ثم انها طعامها وتناولت حقيبة يدها ثم استأذنت من والدتها وهمت بالذهاب ، استقلت السيارة وجاءت تغادر استمعت إلى صوت رنين هاتفها لتخرجه ورأت رقم غير مسجل ، أجابت على الهاتف ليعرفها إيهاب انه هو فزفرت بتذمر فيما تساءل إيهاب :
-ديما أنتِ اتففتي مع هيدي على كارمن ؟!
قالت بحده :
-لاء طبعا .. ليه بتقول كده ؟!
-عشان كانت عايزة تقابلك .. على العموم أنا بتصل كمان عشان اقولك أسف .. أسف يا ديما
ثم انهى معها المكالمة فنظرت إلى الهاتف في دهشة ثم حركت رأسها وشغلت محرك السيارة لتغادر متجه نحو الكازينو لتقابل أحمد وتحاول أن تتحدث معه ثانية ..

عقب وصولها هبطت الدرج متجه نحو الكازينو تنظر حولها بحثا عنه حتى رأته يقف أمام طاولة ويسجل شيئا داخل الدفتر الخاص به ، وقفت خلفه بعدة خطوات وانتظرت للحظات حتى التفت وهو يضع القلم في جيب سرواله الخلفي ثم نظر إلى الأمام تفاجأ بها ، تقدمت نحوه و وقفت قائلة :
-أحمد ممكن نركب مركب ونتكلم
هتفت بعنف :
-ورايا شغل ومليش نفس أتكلم
ثم تركها واتجه إلى طاولة أخرى ليكمل عمله ، فقدت الأمل تماما أن يتحدث معها و وجدت نفسها تبكي في صمت ثم نظرت إليه نظرة أخيرة ثم اتجهت نحو المرسى وأحمد يتابعها بعينين عاشقتين ولكن القسوة ليست بيده هو فقط حزين على شقيقته ليلى ، وما يؤثر به كثيرا كذبة ديما عليه ، بعد أن انهى عمله نظر إليها رآها تحاسب الرجل على السير بالمركب ، زفر بزهق ثم اوقف نادل يمضي من جواره واعطى له الدفتر والمال وطلب منه أن يعطي لأخر يكمل العمل بدلا منه ..

ثم ركض متجه نحوها وقبل أن تضع قدمها في القارب شعرت بأحد امسك بيدها فالتفتت بلهفة لتجد أحمد ، تلاشى النظر إليها ثم استقل القارب معها وجلس بجوارها ، أطرقت رأسها متمته بالاعتذار فقام بوضع يده أسفل ذقنها ليرفع رأسه ثم ادارها إليه لينظر في عيناه ثم قال :
-أنا اللي أسف .. عشان جرحتك بكلام مالوش لازمة
ابتسمت ابتسامة خفيفة فمسح على جانب شعرها وتبادلت عيناهم نظرات الحب للحظات من الصمت ثم همس بكلمات الحب لترتسم ابتسامة على ثغرها تزين وجهها ، ثم وضعت يدها في الماء فوضع يده في الماء وتشابكت أيديهم أسفل الماء ثم تساءل بالهمس :
-تتجوزيني بقى
نظرت إليه في دهشة ثم حركت رأسها بلهفة ، قبلها على ظهر يدها ثم نظر إليها بحب واضح قائلا :
-بحبك يا ديما







******
بعد مرور أسبوع ، دلفت إلى المطبخ وقامت بفتح الثلاجة تناول طبق جبن وضعته على الطاولة وطبق مربى ثم جلست تتناول طعام العشاء وحدها ، بعد دقائق ليست قليلة استمعت إلى صوت دق الجرس ، تناولت القليل من الماء ثم خرجت متجه نحو الباب و وقفت تنظر إلى الزائر من عين الباب لتجد ديما ، سعدت كثيرا وقامت بفتح الباب لتجد سمية ايضا معها ، تعانقا الثلاثة دفعة واحده باشتياق واضح ثم دخلوا إلى غرفة المعيشة ..

جلبت نهال لهم العصير وقامت بوضع الصينية أعلى المنضدة ثم جلست بينهم وتحدثوا كثيرا مثل زمان ، فتحت سمية حوار خوفها من الزواج لتنظر ديما إليها ثم قالت مبتسمة :
-يا روحي دا نصيب .. واهو القدر لعب لعبته معايا و ربنا عوضني بأحمد ..
ثم نظرت إلى نهال وتساءلت :
-عملتي أي مع مصطفى
لكزتها سمية بغيظ قائلة :
-حرام عليكي بتعذبيه معاكي .. أنتِ بنفسك قلتي مسمحاه
أمسكت ديما بيد نهال وقالت بمزاح :
--سامحي بقى عشان سمية تتجوز ونخلص منها بقى
ليضحك الاثنان معا ثم امسكت بيدهم وقالت بجدية :
-انتوا أحلى أصحاب في الدنيا بجد .. ربنا ما يحرمنا من بعض
قبلتها سمية على رأسها وديما على وجنتها ، ثم قالت سمية بحسم :
-اسمعي بقى هستناكي تجي شبكتي أنتِ ومصطفى
اومأت برأسها موافقة ثم تناولت كوبين العصير لتعطى واحدا إلى سمية والأخر إلى ديما ، جاء مصطفى بعد دقائق لينهض الاثنان معا فنظرت نهال إليهم متعجبة وطلبت منهم أن يجلسوا ثانية ، ولكن قالت سمية :
-لاء عشان تخدوا راحتكم
نهضت نهال تترجاهم أن يظلوا معها ولكن سلمت سمية عليها لتودعها ثم ديما التي همست في أذنها أن تتعامل معه بلطف ، ثم غادروا الشقة وأغلقت نهال الباب ، ليخرج مصطفى من غرفته وهو يرتدي ستره ثم نظر إلى هيئتها بثياب البيت ثم تساءل متعجبا :
-كنتِ فين ؟
تقدمت نحوه بخطوات بطيئة وهي تقول :
-أصحابي كانوا هنا وكنت بوصلهم لحد الباب
حرك رأسه بالفهم فيما وقفت نهال وتساءلت بهدوء :
-تحب أحضر لك عشا ؟!
ضيق عيناه قليلا ثم حرك رأسه موافقا فنظرت إلى الأرض واتجهت نحو المطبخ و وقفت تقلي بيض سريع وبعد أن انتهت قامت بنقلة في طبق صغير ، شهقت بخوف عندما أحاط مصطفى خسرها بيده اليسار وقام برفع علبة داخلها خاتم من الماس باليد الأخرى ، نظرت إلى الخاتم في دهشة ثم التفتت إليه وهتفت بتوتر :
-أل .. العشا جاهز
تناول الخاتم وقام بوضعة في أصبع يدها ثم قبلها على ظهر يدها لتشعر بجسدها يرتجف ، ثم نظر إليها وهمس بوقاحة :
-هتعشى بيكي
اتسعت عيناها في دهشة ثم دفعته بعيدا عنها وهي تخبره انه حقا وقح ، ضحك ضحكة خفيفة فيما مضت نهال نحو الباب فركض مسرعا ليقف أمام الباب مانعا إياها من الخروج ثم أمسك بذراعيها وهمس :
-بحبك
رفعت عيناها لتنظر إلى عيناه ولكن سرعان ما تلاشت النظر إليه وحاولت تحرر ذراعيها من بين يديه ولكن شدد عليهما أكثر وضمها إليه ، فعقدت حاجبيها بحزن وتساءلت :
-بجد بتحبني ؟!
ضحك ضحكة خفيفة ثم ابتعد عنها وهو يومئ برأسها تأكيدا على انه يحبها ثم قبلها على جبينها برقة فأغمضت عيناها باطمئنان وشعرت بقبلته هبطت إلى انفها ثم شفتيها لتجد نفسها تبادله بقبلاتها وعندما ابتعد عنها دفنت وجهها في كفيها خجلا ثم ابتعدت عنه وخرجت راكضة إلى الغرفة ، ركض خلفها وحاول اللحاق بها ولكن دخلت الغرفة وأوصدت الباب جيدا ، دق الباب وهو يضحك ويطلب منها أن تفتح ولكن ترفض ، ثم جلست خلف الباب ونظرت إلى الأمام بابتسامة واسعة فيما قال مصطفى :
-طب متفتحيش .. بس ممكن أسمع أي حاجة كده
أخرجت تهنيده قوية من صدرها ثم زفرت ثم دفنت وجهها بين كفيها وقالت والخجل يسيطر على كل حرف تنطق به :
-با .. بـ بـ بحبك .. بحبك
استند بجبينه على الباب مبتسما وطلب منها أن تفتح الباب وألا سيجلس هنا حتى تخرج ، نهضت من مكانها وقامت بفتح الباب تنظر إلى الأرض ، ضمها إليه بقوة مغمض العينين متمتما لها بالاعتذار ثانية ، تنهدت بعمق وهي تتشبث في سترته وتخبره أن كل شيء سيكون بخير ، سيكون بخير








******
حضر الجميع خطوبة سمية على علاء وتبادلت التهاني والمباركات من الجميع ، وبعد دقائق استأذن علاء منهم وأخذ سميه وخرج من الشقة ثم هبط الدرج ساحبا إياها خلفه وهي تسأل إلى أين ولكم لم يجيب عليها حتى وقف أمام البوابة ثم نظر إليها بحب قائلا :
-مش قلتلك ليكي عندي هدية أول ما نلبس الدبل
حركت رأسها بالإيجاب فأخرج مفتاح سيارة من جيب معطفه وقام بوضعة في راحة يدها ، نظرت إلى المفتاح في دهشة ثم عادت بالنظر إلى علاء الذي يفحص ملامح وجهها بابتسامة خفيفة ثم طلب منها أن تضغط على زر فتح السيارة ، حدقت به ولم تفعل شيئا فأخذ منها المفتاح وأحاط كتفها بذراعه ثم ضغط على جهاز التحكم لتصدر السيارة صوتا فنظرت إلى تلك السيارة رأتها مديل حديث ..

ثم نظرت إليه بلهفة وتساءلت بعدم تصديق :
-دي ليا يا علاء ؟! .. جيبلي عربية هدية ؟!
-أنا أجبلك نجمة من السما .. عشان تستهلي أكتر من كده .. أنا بحبك
لامعت عيناها من السعادة وأخذت مقلتيها تتحرك ثم قالت :
-أنا كمان بحبك جدا
قبلها على جبينها برقة ثم أغلق السيارة وصعدوا إلى الأعلى ليخبر الجميع بالهدية الخاصة بحبيبته سمية ، هنيء الجميع سمية بالخطوبة وايضا بالسيارة ، ودعت ديما نهال وسمية ثم غادرت مع أحمد واستقلت معه السيارة ، اعتدل في جلسته لينظر إليها بحب ثم أمسك بيدها وضع راحتها على شفتيه ليقبلها وتشعر بدفء شفتيه ..

مسح براحتها على وجنته وهمس :
-بحبك
-أنا كمان بحبك
ثم تنهدت وتابعت بسعادة :
-خلاص يا أحمد كلها أيام ونبتدي شغل مع بعض
رفع السبابة والوسطى معا وهو يقول مبتسما :
-وهما شهرين وهنكمل مع بعض حياتنا
حركت رأسها بشغف ثم قبلها على ظهر يدها برقة ثم شغل محرك السيارة وأخذ يترنح بالسيارة مما شعرت ديما بالخوف وطلبت منه ألا يفعل هذا مجددا ، استقام في طريقة و وصل إلى النيل ثم استقلوا قارب متوسط الحجم وحدهم ، تشابكت أيديهم واستندت برأسها على كتفه ثم قالت :
-هنشتري مركب مع بعض
-تشتري مركب مع بعض
رفعت رأسها من على كتفه لتنظر إليه بابتسامة خفيفة ثم همست بحب :
-بحبك يا أحمد متسبنيش
-محدش يقدر يسيب روحه .. أنتِ عشق من أول نظرة .. بحبك يا حورية قلبي



تمت بحمد الله

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-