رواية غفران كامله جميع الفصول بقلم نسمة مالك
مخدناش بعض عن حب، جوازنا جواز تقليدي ياغفران"..
احتضن وجهها بين يديه ونظر لعيونها وتحدث بابتسامه حانيه..
"وجوزنا دا جبنا منه احلي مالك ومكه في الدنيا، وبفضلك بعد ربنا بقيت بابا يا شهد واللي بنا بقي اكبر حتي من الحب".. تعمق النظر بعيونها مكملاً.." انتي شريكة حياتي وأم ولادي يا ام مالك"..
تأمل ملامحها بفتنان حتي توقف بنظره علي شفاتيها وابتسم بخبث وغمز لها بشقاوة وتابع بعبث..
" وبعدين وصلي أنك بتعيطي علشان عايزه تتباسي زي رغد"..
اسحبت الدماء من عروقها، وارتعد قلبها بفزع، جف حلقها، وبدأ جسدها بالارتجاف..
لتتعالي ضحكات غفران ظناً انها مازالت تخجل منه، فمال عليها مستنداً علي جبهتها وهمس بأنفاس ساخنه تلفح بشرتها..
"لسه بتتكسفي مني بعد 6سنين جواز يا شهد"..
نهي جملته وغمر شفاتيها بقبلة شغوفه يبث بها مدي تفهمه واحتوائه لها..
لم تبادله هي قبلته ببادئ الأمر، كانت جامدة المشاعر، ولكن
انصهر ثليج مشاعرها معه وانهالت عليه تقبله بحراره حين هيئ لها خيالها المريض بأنها تقبل شخص أخر كانت دوماً تتمني ان يكون هو زوجها..
.................................................
بمكان أخر..
فيلا الوزير "عزت البحيري"..
علي طاولة طعام مرتبه بعنايه تجلس"عهد" بجوار والدها تتناول الفطار برفقته بصمت..
ليقطع عزت الصمت ويتحدث بنفاذ صبر..
"انهارده هيتغير طقم الحرس اللي مش عجبك كله يا عهد هانم"..
نظر لها بشرار وتابع بتحذير..
"واياكي تفكري تعملي مع الحرس الجديد حركاتك المجنونه اللي عملتيها مع اللي قبلهم لان المرادي القائد بتاعهم في شغله مبيرحمش حد"..
تابعت عهد طعامها بشراهه وتحدثت بستفزاز قائله..
" انا مبتهدتش يا بابي، ومش همشي بحرس مهما عملت فارجوك بلاش تتعب نفسك وتجيبلي حرس"..
هب عزت واقفاً وتحدث بغضب..
" مش هتخطي خطوة بره البيت من غير الحرس يا عهد"..
ضحك ساخراً وتابع بثقه..
" المرادي انا عرفت أختار صح والمقدم" غفران المصري" مش هيسبلك أي فرصه للهروب منهم زي الحرسات اللي قبله"..
ضيقت عهد عيونها وتمتمت بصمت..
" أسمه غفران!! امممم جتلي برجلك وهكرهك في شغلك كله زي اللي قبلك يا هه غفران"..
تنهد عزت بتعب وبأسف تابع..
" أفهمي يا بنتي انا مهدد بالأغتيال من جماعات إرهابية "..
ابتسمت عهد بفرحه شديده وتحدثت بتمني..
"ياريت يا بابي يغتالونا ونموت شهداء ونروح الجنه عند مامي وأخواتي"..
أسرع والدها بحتضانها وتحدث بلهفه وخوف شديد قائلاً..
" بعد الشر عنك يا حبيبتي، انا معنديش غيرك ربنا يحفظك يابنتي"..
ترقرقت عيناه بعبرات حارقه وتابع بألم حاد..
"كفايه قتلو مامتك وولادي الرجاله الاتنين"..
مسح دموعه بعنف وتابع بثقه..
" بس المرادي انا مطمن لأن "غفران" من أكفأ وأمهر الظباط في الحرسات الخاصه وهو بعد ربنا اللي هيحافظ عليكي ويحميكي يا عهد لأنه تلميذي"..
ابتسمت له عهد ابتسامه متسعه تظهر جميع أسنانها وبوعيد تحدثت..
" ربنا يقدرني واخليه يستقيل ويسيب الدخليه كلها يا بابي"..
غافله انها ستفعلها ولكن لن تجلعه يترك عمله، بل ستفقده قلبه الذي لم ينبض بالحب الحقيقي يوماً..
........................................................
بمنطقه شعبيه..
بشقه صغيره للغايه مكونه من غرفه واحده، واثاث بغاية البساطه..
تجلس" هالة" فتاه تبلغ من العمر عشرون عام، حاصله علي شهادة الثانوي العام، وتزوجت قبل أن تكمل كليتها من عشق قلبها الوحيد "علي" يعمل سائق علي سيارات نقل عام"..
تجلس علي كرسيي متهالك بالشرفه..
امامها طاوله صغيره موضوع عليها بعضاً من اغراض البقاله، ممسكه بيدها ورقه تقرأ الطلبات المدونه بها وتضعها داخل دلو معلق بحبل وتسرع بإنزاله لخارج الشرفه..
وتعاود سحب الدلو مره أخري به النقود ثمن الاغراض التي وضعتها..
رفعت عيونها للسماء وتمتمت برضا..
"الحمد لله يارب علي كرمك وفضلك علينا"..
نهت دعائها وركضت نحو الداخل بلهفه حتي وصلت لزوجها النائم بعمق، ومنفصل عن العالم أجمع بغيبوبته بعدما تعرض لحادث قاتل ظل علي أثره فتره طويله داخل العنايه..
تخلي عنه جميع أقاربه حتي أشقائه، لتأخذه زوجته بصدر رحب وقلب عاشق وتعتني به بنفسها داخل منزلهم الصغير بعدما تم طرده من المستشفي لعدم مقدرتها علي دفع تكاليفها..
علي يقين هي أنه يشعر بها، تحدثه ولا تكف عن احتضانه وتقبيله بشتياق شديد وبفرحه غامرة تهمس بأذنه..
"علي يا حبيبي مشروعنا الصغير شغال عال العال"..
ضحكت برقتها التي تجعله يحرك أنامله للحظات وتابعت..
"قولتلك الشارع هنا محتاج بقال وادينا فتحنلهم بقاله في البلكونه عندنا يا علولي"..
عدلت وضعه لداخل حضنها تضمه كصغيرها وليس زوجها مقبله جبهته مرات ومرات وبتوسل شديد دعت من قلبها..
" يارب أشفهولي يااااارب، انت قادر تحي العظام وهي رميم، يارب اشفيلي علي ورد ليا روحي يارب"..