حارة العاشقين
الفصل الرابع

"شقة عائلة الجبالي'
قرع الباب نهض'سليم' يفتحه
ما أن رأي المحضر من المحكمة الواقف أمامه ..
يخبره بأن زوجته المدعوة ..
"صافي كريم الجبالي"
قد نفذت حكم المحكمة و أتت معه ..
.."تعالي يا صافي" ..
لو سمحت أمضي لي هنا أنها
نفذت حكم المحكمة"..
أومأ 'سليم' برأسه موافقة ..
يأخذ القلم من يديه يوقع إسمه
تقدمت إلي داخل المنزل تقف تنتظر ما ينوي فعله معها ..
أنتهي من توقيعه ..
استأذن 'المحضر' للذهاب ..
ما أن ذهب 'المحضر'
أغلق 'سليم' الباب
تاركها متوجهاً إلي داخل غرفة نومه يغلق الباب خلفه ..
نظرت إلى الجالسون المتعمدين تجاهلها ..
أخفضت رأسها خجلاً من فعلة والدتها ..
اقتربت منها 'ورد' تحتضنها ..
.."عاملة أيه يا صافي"..
زفرت 'صافي' لاعنة نفسها ..
.."أنا تعبت يا طنط ورد"..
اقتربت منها 'نجوي' تربت على ظهرها بأنامل يديها ..
.."أدخلي لسليم"..
أومأت 'صافي' برأسها رافضة ..
.."لأ .. أنا عارفة عقابه تجاهل زي ما بيعمل معايا"..
_
"شقة باشا"
مسح وجه بكفيه من الخجل ..
بعد أن رأي نظرات عيونهم يحاولوا أن يفهموا ما ينوي قوله..
.."أنا..هتجوز صدف"..
أبتسمت 'صدف' من داخل الغرفة الخاصة بالطبخ واضعة أناملها علي وجهها مستمعة إليه ..
و لكن سرعان ما ضاعت سعادتها..
.."قصدك البنت الخدامة اللي فتحت لنا الباب"..
قالتها ابنته 'نور' ناهضة من مكانها
لتكمل 'نور' كلماتها ..
.."أنت ناسي مستوانا الإجتماعي
و شكلك أدام الناس و بعدين دي بنت صغيرة
و ممكن تطلع نصابة أو حرامية أو ملهاش أهل أو نسب مش مضمونة و بعدين
أنا قلت هترجعوا ثاني أنت و مامي"..
_
بداخل غرفة الطبخ ..
سقطت دموعها ليصبح وجهها قانيا
واضعة أناملها عليه تمسحه
.."عندهم حق"..
ما أن رأت الباب الخلفي لغرفة الطبخ
فتحته نزلت على الدرج سريعاً ..
_
لتكمل 'نور' كلماتها ..
.."و بعدين أيه السبب أننا نعيش هنا في البيت إيجار و قديم و مش ملك لينا ملك لراجل همجي هو وولاده الخمسة و بعدين أنت مصاحبه ليه مش من مستوانا الإجتماعي أنت كنت بتقعد مع وزراء و سفراء و رجال أعمال
توصل بيك الحالة أنك تصاحب صخر الجبالي ده راجل جاهل معلم في حارة شعبية عايش بقوانين الغابة فاكر أن كل حاجة بالخناق متجوز أربعة و مخلف خمسة
غير خناقته مع مراته و خناقة
ابنه سليم مع حماته و مراته اللي بتعايره بفشله
مش قادرين يحترموا نفسهم و إحنا موجودين
ناس همج رافعين علي بعض قواضي غير أبنه الشيخ يوسف عامل نفسه الفقيه و أبنه الجاهل ليل نسخة من أبوه
و أبنه زين دكتور الجامعة المتعجرف و عمر أفشل طالب عندي مش سايب بنت في الجامعة مش معاكسها هما الدول الناس اللي أنت عايزنا نعيش معاهم"..
ما أن أنهيت 'نور' كلماتها ..
نهض 'باشا' من مكانه متوجهاً إليها ..
.."أنا مش طالب عندك في الجامعة علشان تعلي صوتك عليا"..
ما أن فتحت فاها تعتذر له ..
أشار لها بالصمت ..
.."هشششش مسمعش صوتك خالص أنت مش كنت عايزة تعيش عند فريدة أتفضلي مع السلامة"..
ما أن فتحت فاها واضعة خصلات شعرها خلف أذنها خجلاً ..
.."أنا آسفة"..
تركها متوجهاً إلي داخل الغرفة الخاصة بالطبخ
يبحث عن 'صدف' ..
.."صدف"..
تحرك بجسده متوجهاً إلي داخل غرفة نومها ..
.."صدف ..صدف أنت فين"..
عاد إلي أبنته يقف أمامها ..
.."مشيت و سابت البيت ارتاحت
أنت ليك بيت و أب و أم
لكن هي ملهاش حد امبارح و هي في الشارع كانت ممكن حد يخطفها أو يغتصبها أنا مقدرتيش أوفي بوعدي حمايتي ليها
الله أعلم هي فين و حصل معاها أيه"..
صاح بها ..
.."أنت السبب"..
فتح باب الشقة ينزل سريعاً على الدرج متوجهاً إلي خارج بناية 'الجبالي' يبحث عن 'صدف'
دقائق من الوقت ..
دخل 'عمر' منزل 'الجبالي'
صاعدا على الدرج
أستمع إلي صوت 'محمود' ..
.."لوحدك يا عمر و محدش هيلحقك"..
التفوا أصدقاء 'محمود' حول 'عمر' لينالوا منه بضربه بأحزمتهم الجلدية ..
_
"شقة باشا"
أومأت 'نور' برأسها تفتح باب الشقة تنزل على الدرج سريعاً تتبع والدها ..
ما أن رأت الملقاة على الأرض
تسيل الدماء من رأسه ..
جثت علي ركبتيها رافعة أناملها علي وجه ..
عندما رأت 'محمود' بعيداً يشير لأصدقائه بأخذ 'عمر' إلي داخل المقهي ..
احتضنته خوفاً عليه ..
تصرخ بهم ..
.."محدش يقرب له"..
ما أن صرخت عالياً مستمعا إليها كل أفراد عائلة 'الجبالي'
.."عم صخر"..
ركضوا سريعا ينزلوا علي الدرج
من بعدهم أخواتها الأربعة ...
خرج 'محمود' يتبعه أصدقائه خوفاً من القادم على رأسهم ..
ما أن رأته والدته 'نوارة'
لطمت علي صدرها خوفاً على أبنها 'عمر' ..
جثي 'سليم' علي ركبتيه محاولا أبعاد يدي 'نور' بعيداً عنه يحمله ..
تمسكت بياقة قميص 'عمر' و كأنها غائبة عن الوعي ..
حاولوا أخواتها فهم تلك الحالة ..
.."نور رأسه بتنزف خلي سليم يطلعوا البيت "..
ربتت 'نوارة' علي ظهرها ..
.."خلي سليم يطلعوا البيت"..
رفعت راسها عالياً تطلب منها الذهاب معه ..
.."عايزة أطمن عليه"..
أومأت 'نوارة' برأسها موافقة ..
.."حاضر"..
باعد 'سليم' يديها بعيداً عنه ..
حمله بين يديه متوجهاً إلي الدرج
صاعدا عليه ..
ركضت 'نور' سريعاً تبعته ..
حدقوا أعينهم جميعهم من ردة فعلها ..
ما أن وقف 'سليم' في الطابق الثاني الخاص بشقة 'صخر' و 'باشا'
دخل 'سليم' شقة عائلته
متوجهاً إلي داخل غرفة نوم شقيقه 'عمر' يضعه علي السرير
إزال عنه قميصه ..
ما أن رأت 'نور' نظرات عينيهم
بعد أن توجهوا جميعهم إلي الداخل ..
أخفضت رأسها خجلاً
واضعة خصلات شعرها خلف أذنها متوجهة إلى خارج
الغرفة ..
خرج 'سليم' من الغرفة متوجهاً إلي خارج المنزل ..
ركضت 'نجوي' سريعاً خلفه..
.."رايح فين يا سليم"..
حاولت أن تمنعه من ما ينوي فعله ..
.."صافي تعالي شوفي سليم عايز يروح لمحمود و أصحابه لوحده"..
ما أن وقفت 'صافي' أمامه ..
تعمد تجاهلها كعادته ..
تركهم متوجهاً إلي الدرج ينزل عليه ..
صرخت 'نجوي' عالياً ..
.."أبوكم و جدكم فين"..
ما أن وقف 'سليم' أمام مقهي 'حامد درويش' أستمع إلي صوت 'محمود' ..
"إيه جاي تاخد حق أخوك"
ما أن تقدم أشقاء 'سليم' نحو 'محمود'
أشار لهم 'سليم' بالتوقف ..
وضع أنامل يديه حول رقبة 'محمود' ضاغطا عليها
و اليد الأخري تغلق فمه ..
.."هتموتني"..
رفع 'سليم' ركبته اليمنى يضربه في رجولته ..
.."ده أنا مش اموتك ده أنا أشرب من دمك
لو فكرت تنطق أسمه بطريقة معجبتنيش"..
ارتسم الخوف علي ملامح وجه 'محمود' ..
"هتعمل أيه"
.."هجيب له حقه"..
قالها 'سليم' دافعاً 'محمود' علي الأرض ..
التف أصدقاء 'محمود' حوله خوفاً عليه من 'سليم'
صاح بهم ..
.."اللي هيلحقه هيحصل له"..
وقفت 'صافي' في شرفة غرفتها
واضعة أناملها علي قلبها خوفاً علي زوجها 'سليم' فهو وحيدا في تلك المعركة ..
وضع 'سليم' أنامله حول حزامه الجلدي يزيل له بعيداً عن بنطاله..
يلفه حول قبضة يديه
يجلد به 'محمود"
ما أن اقترب أحدا من أشقاء "محمود' يزيد في جلده تحذيرا لهم ..
ما أن رفعه عالياً دفعه بداخل مقهي والده 'حامد درويش' ..
.."كده نبقي خالصين"..
رفع 'سليم" رأسه عاليا ينظر إلى زوجته 'صافي'
الواقفة في شرفة غرفتها
شاردة معه في أحلامها ..
أستمع إلي صوت شقيقه 'زين' ..
.."أيديك بتنزف يا سليم"..
اومأ سليم برأسه بعدم إهتمام ..
.."مش مهم"..
.."أيديك بتنزف لازم تغير عليها"..
قالها 'ليل' يخرج زفيرا طويلاً من سيجارته
أومأ 'سليم' برأسه موافقة ..
يصعد على الدرج يتبعه أشقائه الثلاثة
ما أن فتحت 'نجوي' الباب ..
تحتضن أبنها 'سليم'
تربت على ظهره بأنامل يديها ..
.."ربنا ما يوريني فيك شر"..
ما أن رأي 'سليم' الواقفة بعيداً
تحرك بجسده ..
محاولة منه الهرب منها ..
توجه إلى داخل الغرفة يغلق الباب خلفه .
.."فين سليم"..
قالتها الحاجة فاطمة
زين ..
ايديه كانت مجروحة في الخناقة
هنا لم تتحمل 'صافي' توجهت إلى داخل غرفته تغلق الباب خلفها
دارت عينيها في كل مكان في الغرفة تبحث عنه ..
رأت الجالس في تراس الغرفة .. عاري الجذع العلوي
مرتدي بنطال بيتي رمادي اللون واضع ساعده الأيمن خلف مؤخرة رأسه ..
ممدد بجسده علي الأريكة
يستمع إلى أغاني من التراث الشعبي القديم .'أحمد عدوية'
أبتسمت متقدمة نحوه
لف وجه ينظر إلي الواقفة أمامه ..
أستمع إلي كلماتها خافضة رأسها ..
.."بتعمل أيه هنا لوحدك"..
زفر لاعنا تلك الحالة ..
.."هفضل طول اليوم في النادي و هرجع علي النوم علشان تبقي قاعدة براحتك"..
أومأت برأسها رافضة كلماته مبتسمة إعجابا منها كبريائه ..
.."كنت جاية أنظف لك الجرح"..
أبتسم بخبث ناهضا من مكانه متوجهاً إليها ..
.."سليم أنت عايز أيه"..
رفع رأسها عالياً لتنظر إليه ..
.."أنا جعان"..
أومأت برأسها موافقة ..
.."هشوف طابخين أيه"..
أومأ برأسه رافضاً ..
.."لأ مش عايز الأكل ده"..
فتحت فاها واضعة خصلات شعرها خلف أذنها خجلاً ..
.."أكل أيه اللي أنت عايزه"..
فاجأها بكلماته ..
.."أنا عايز أكل ممبار و لحمة رأس و شوربة كوارع"..
ما أن فتحت فاها لتجيبه صفعها علي مؤخرتها لتصطدم منطقة أنوثتها يحكها بقضيبه..
شهقت من فعلته ..
.."أتحركي لما تخلصي هات الأكل هنا في الأوضة"..
فتحت الباب تنادي علي والدته :
.."طنط نجوي الحقيني".