(الفصل الحادي عشر)
يقف بالخارج وعلامات من الخوف والقلق ترتسم
علي ملامحه، لم يستطع نسيانها وهي تصرخ قهراً
مما فعله بها ونظرة عيناها القاتلة آلتي أصابت قلبه
في مقتل كان ذلك قبل أن تقع صريعة بين يديه.
خرجت الطبيبة وعلامات من الأسف قد بدت عليها
أسرع إليها علي عجلة من أمره يريد أن يعرف كيف
هي حالتها وما الذي أصابها.
هتف رعد بقلق جلي وخوف مبديا علي وجهه..
خير يا دكتورة حور أخبارها إيه.
رفعت نظرها إليه ونطقت بكل آسف..
للأسف يارعد بيه هي عندها انهيار عصبي حاد وكمان
هي فقدت النطق ورافضة الحياة تماما، وده حسب
تشخصي الطبي أرشح ليك إنها لازم تتعرض على
دكتور نفساني عشان حالتها ممكن تؤدي للانتحار
وياريت تبعد عن أي توتر أو ضغط عشان ده مش
كويس خالص لحالتها أستأذن أنا.
بعد مغادرتها قام بالدلوف إلى غرفتها ورأى ما أدى
إلى إصابته بالحسرة والقهر الداخلي، رأها تجلس
كأنها جثة هامدة ناظرة أمامها لا تحرك رمشا واحداً
من عيناها، قام بالتقدم إليها والخوف يتاكل داخلياً
عنده من فقدانها جلس في مواجهاتها ووضع يديه
علي يداها ونظر إليها نظرة تحمل في معانيها كل
الأسف والألم والخوف عليها.
رعد بحزن وقلق ظاهري نطق بكل توجس..
حور حبيبتي ردي عليا أنا آسف مش هعملك حاجة
أنا كنت ناوي اعذبك بس أنتي كده بتعذبيني بسكوتك
ده أنتي مش تعرفي أنا بحبك قد إيه حياتي وروحي
ملك ليكي، تعرفي أنا أول لما شوفتك وعيني ايجت
في عينيكي أقسمت إنك هتكوني ملكي وليا لوحدي
ومحدش يشوفك غيري أنا عملت إلى عملته عشان
بحبك حبي ليكي لعنه خايف من إني مش أشوفك تاني
لما هربتي مني إنقهرت قوي وقتها تحولت لشيطان
جبار محدش يقدر عليه كله ده عشان فكرت للحظة
إنك خلاص روحتي من بين ايديا ومش عنت هشوفك
تاني، مش تعرفي قد إيه أنا فرحت لما عرفت مكانك
روحت بنفسي عشان أجيبك حلفت لعذبك بطريقتي
بس لما شوفتك كل الحقد إلى جوايا راح بمجرد
نظرة واحدة منك، عاوزك تسامحيني أنا مش قادر
أشوفك كده ومش قادر أعمل ليكي حاجة، حور
حبيبتي ردي عليا حتي ولو بكلمة أرجوكي عشان
خاطري بلاش عشان خاطري، عشان خاطر إلى
بتحبيهم حور ردي علياا أرجوكي.
لكن من يتكلم أو مع من ينطق لم تتحرك أنشأنا
واحداً منها، ولو بكلمة أو بنظرة واحدة كل ما يوجد
أمامه الآن هي جسد بلا روح قد اماتها بيديه ولن
تشفي إلا أن يشاء القدر ذلك.
لم يستطع تحمل وجودها كذلك أو رؤية نظرتها تلك
توجه مسرعاً إلى الخارج مرتديا سيارته يريد الابتعاد
عن الجميع، يريد الاختلاء بنفسه فقط ولا يراه أحداً
أبدآ.
توقف بسيارته في مكان مظلم لا يوجد فيه غيره
خرج من سيارته وتوجه إلى أعلى قمة في ذلك
المكان وقع علي ركبتيه واضعا وجهه بين يديه
يذرف دمعاً علي ما آلت إليه حبيبته وعشقه الوحيد.
رعد بصراخ هستيري قد اهتز له أرجاء ما في هذا
المكان يبكي حسرة والما علي ما آلت إليه حياته
الجحيمية..
يااااارب أنا مش قادر أشوفها كده دي الوحيدة إلى
حبيتها من قلبي، ياارب مش تحرمني منها أنا عارف
إني عملت حاجات كتير غلط في حياتي بس ياارب
أنت العالم أنا حياتها كانت أزاي أبويا قتل أمي قدامي
وبمنتهي البرود قلي أنا قتلتها عشان احرمك منها
واحولك لشيطان وهو إلى عمل فياا كده، غصبن
عني مش بأيدي يااارب أنا مش طالب أي حاجة لياا
هي بس عاوزها هي بس أنا مقدرش أعيش من
غيرها دي حياتي يااااارب رجعها ليااا لو حصل ليها
حاجة أنا ممكن أموت أنا بحبهاااا.
ظل يردد ويبكي دما من روحه علي ما أدى إليه
حبيبته الآن وهو لا يستطع فعل شيء لها.
============================
في صباح يوماً جديد.
في المشفي.
السعادة لا تفارق وجهها بعدما أخبرها الطبيب بافاقة
زوجها وأنه الآن قد تعدي مرحلة الخطر وتم نقله إلى
غرفة أخرى ويستطع الخروج في أي وقت.
دلفت إلى غرفته والسعادة ظاهرة في عيناها
من شفاء زوجها الذي ظنت أنها قد فقدته هو الآخر..
حمدلله علي السلامة يا حبيبي ينفع كده يا عبدالرحمن
تقلقني عليك كده مش كفايا بناتي الإثنين مش عارفة
عنهم حاجة، عاوز تسبني أنت كمان.
أبتسم عبدالرحمن بوهن والتعب والألم باديان علي وجهه..
مش تخافي يا حبيبتي أنا كويس قدامك أهو دول
بس شوية تعب وراحوا لحالهم وبعدين مش تخافي
أنا جامد أهو ولا أنتي شاكة في قدراتي وقام بالغمز
لها بطرف عيناه.
قامت بالانفجار من الضحك علي كلماته الجريئة
آلتي اصابتها بالخجل..
لا عارفة يا حبيبي بس أنت قلقتني عليك بجد
وبعدين أنا دلوقتي أسعد واحدة في الدنيا عشان
قمت بالسلامة وبعدين أنا عرفت مكان حور هو مش
هياذيها وأنت عارف كده كويس والسر إلى فضلنا
مخبينه سنين هو بغباءه إلى هيفتحه من جديد بس
إلى مش كنت عاملة حسابه هو إنه يحب بنتي دونا
عن أي بنت تانية وده إلى قلقني دلوقتي.
قام بالاعتدال أسرعت إليه لمساعدته نظر إليها بغموض
واضح قد فهمته..
أنا عارف كل ده بس يا تري لو عرف إن بنتك تكون
بنت خالته وإنه والدته لسه عايشة مش ميتة زي
ما والده قله وأنه قتلها قدامه، لو أمه ظهرت دلوقتي
قبل ما نعرف هو ودي والده فين هيكون في خطر
كبير عليها وعلي بنتنا كمان عشان كده أنا بفكر إننا
نخليه علي عماه لغاية لما أتصرف، آه صحيح هو
مين إلى جابني هنا.
تحدثت ياسمين بجدية وصرامة قد ظهرت لأول
مرة عليها..
الظابط إلى أنت مكلفه بالمهمة هو إلي جابك هنا
وهو كمان إلى رن علياا وعرفني كل حاجة، بس مش
عارفة ليه حسيت زي ما يكون اني أعرفه من زمان
في حاجة جوايا بتقولي إني بتربطني بيه حاجة بس
إيه هيا أنا ما اعرفش.
قام عبدالرحمن النطق بنبرة يشوبها الغموض..
بكره تعرفي كل حاجة بس لما الحقيقة تبان عمتا
أنا مرتب لحاجة هتخليه يقول حقي برقبتي بس
لما ألاقي والده ووقتها كل حاجة هتبان.
ناظرين إلى بعضهم وكل واحداً منهم يتاكله القلق
خوفاً من ظهور الماضي بعدما تم اختفاءه.
=============================
في مكان آخر مجهول وسري لا يعرفه أحداً غير
جواد الدميري وهو خاصاً به وحده.
في أحد غرف هذا المكان.
ترقد علي احد الأسرة لا حول لها ولا قوة، مليئة
بالأجهزة لا تعي بأي شيء حولها قام بخفيها في
مكان مجهول خوفاً عليها وحمايتها من أعداءها حتي
لا يصل إليها أحدا من جديد.
قام بالتحدث مع الطبيب المعالج لها لكي يعرف
ما هي حالتها الآن..
طمني يا دكتور بنتي أخبار حالتها دلوقتي إيه
أنا مش عاوز اخسرها أرجوك لو عاوزة تسافر بره. أنا مستعد لكده دي بنتي الوحيدة.
الطبيب بتحدث بجدية ونطق بكل آسف علي ما
سينطق به الآن ومما سيخبره عن حالتها تلك..
أنا مش عاوزة أخبي عنك بس بنت حضرتك تعرضت
لاغتصاب شديد ده مش من واحد ده أكتر من واحد
وده أدى إلى انتهاك رحمها وإحنا اضطرينا نشيله
كمان غير الطعنات الي خدتها في كل حتة من جسمها
والتعذيب الجسدي والنفسي إلى مرت بيه، يعني
بنت حضرتك جاية هنا منتهية تماماً وإلى فعلاً كان
معجزة بالنسبة لياا إنها كان فيها نفس يظهر عاوزة
تنتقم وعندها أمل في الحياة من جديد، برغم كل
إلى حصل ليها وإلى مرت بيها إلا إنها مش استسلمت
وعندها قوة وإرادة تفوق التحمل، مفيش غير حل
واحد بس هو إلى هيخليها تخف وترجع تاني
من جديد.
التقي بعيناه علي حبيبته الوحيدة التي أصبح يعشقها
فهي نسخة من والدتها والتي أوصت إليه بها، ولكنه
لم يستطع حمايتها وتم الوصول إليها بكل سهولة.
نطق جواد بكل لهفة وهو ما زال ينظر اليها..
الحقني بيه يا دكتور وأنا مستعد لكل حاجة، حتي
لو طلبت حياتي مش هاخرها عنها دي الحاجة الحلوة
في دنيتي.
هتف الطبيب بكل جدية..
أنا أسلم حل عندي إنها مش تظهر دلوقتي قدام حد
عشان لو حد عرف بوجودها هياذوها وبكده إحنا
هنكون خسرنا إلى عملناه فأنا هعمل كل إلي هقدر عليه
وأحب افرحك هي اجتازت مرحلة الخطر بس فاضل
إنها تفوق وده مبشر حلو مش وحش ليهاا.
غادر الطبيب إلى الخارج، تاركاً إياه شاردا فيما مضي
وما الذي أدى إلى وجود أبنته في المكان وهو علي
يقين أن أعداءه قد علموا بموتها جميعاً خاصة
النمر.
فلااااش بااااااااك.
عند خروجه من مكتبه في الليل رأي أبنته وهي غارقة
في دماءها ووجد بجانبها رسالة من النمر وقرأ محياها.
دني بالقرب من أبنته ظانا أنها قد توفت ولكنه قد
سمع أنين خافت ظهر منها مما أدى إلى سعادته
قام بإخراج هاتفه وأوصى بتجهيز هذا المكان بكل
معداته لكي يتم نقلها إليه، عند أنتهاءه قام بحملها
وذهب مسرعاً إلى سيارته وقام بقيادتها بجنون لكي
يتم اللحاق بابنته وعند وصوله تم إنقاذها في آخر
لحظة لهاا.
باااااك.
هتف جواد بوعيد انتقامي..
أنا وعدتك إني هنتقم منك يا مالك استني بكره وأنا
عندي ليك مفاجأة هتبسطك خالص.
وانهي حديثة وهو يبتسم بخبث ومكر جلي علي ملامحه.
============================
في أحد الاوكار الخاصة بمالك..
يسير بخطي غير منتظمة يريد معرفة أين هو مكانها
وكيف اختفت من أحد اوكاره الخاصة، التي لم يستطع
أحد علي تجاوزها أو الخروج منها وذلك لصعوبة
مخارجها.
قطع شروده دلوف الحارس الخاص به، نطق الحارس
بكل جدية..
إحنا عرفنا مكان جنان هانم يا مالك بيه، حضرتك
تؤمر بأيه.
هتف مالك بكل خبث ونطق بنبرة هادئة ولكنها مريبة
في ذات الوقت..
هاتوها.