(الفصل الثاني عشر)
وقفت في مكانها تقوم بأخذ أنفاسها بعد أن أخذت
مجهودا بارزا في الهروب من وكر هذا النمر الجامح
تجلس علي ركبتيها تقوم بمسح المياه المتناثرة علي
جبينها لعلها تهدأ قليلاً بسبب زيادة سرعتها والتي
أدت إلى أنتهاء طاقتها في هذا الليل الموحش بظلامه.
تقوم بالرجوع إلى ذاكرتها بالوراء، كيف قامت
بالتخطيط والهروب مثل الثعلب الماكر من وكر هذا
الملقب بالنمر الشرس.
فلاش بااااك.
بعد انتهائه من تعذيبها وقد فاض به الكيل من
محاولة اعترافها له بحبها، وهي ترسم علي وجهها
ابتسامة ساخرة قد أدت إلى استفزازاه واضطراره
إلى الخروج من المكان ذاته حتي لا يؤدي ذلك لقتلها.
قامت لعدة دقائق بالتفكير لمحاولة الهروب من هذا
الوكر المظلم، أبتسمت بنصر وابتسامة شقت شفتاها
وهي تدل علي خبثها ومكرها الأنثوي، قامت بالصراخ
وادعاء الموت من فرط ألمها الذي لا يحتمل، دلف
علي صراخها أحد الحراس متساءلا ما الذي حدث
معها حتي تصرخ بهذا الشكل المميت.
هتف الحارس بتوجس وخوفا من هياتها المذرية
التي ادعتها واخفتها ببراعة مثيرة..
في إيه أنتي بتصرخي ليه.
نطقت جنان بمكر وكأنها علي حافة الموت..
ال.. االحقني ااانا هموووت مش قاادرة أرجوك انقذني.
أسرع إليها بهرولة وقام بفكها غير معطيا خوانة لها
فسيده قد أوصى
عليها وصاية شديدة، وعندما انتهي من فك قيودها قامت
هي مثل الفهد السريع بحركة مميتة قد أنهت حياته
في الحال، وبعد أن انتهت قامت بالنظر إلى أرجاء
المكان رأت أنا باب الغرفة قد فتح عند دلوف هذا
الغبي إلى الداخل عند سماع صراخها.
نظرت إلى اليمين واليسار لكي تري هل يقوم بمراقبتها
أحد ام لا، خرجت مسرعة غير ناظرة إلى الوراء
وعند أنتهاءها من الهروب ذهبت إلى مكانها السري
الخاص بها هي وحور ولم يدري عنه أحد غيرهم.
بااااك.
أبتسمت بخبث ظاهري ومكرا داخلي، علي ما فعلته
قبل خروجها من هذا الوكر المظلم تاركة رسالة له
وهي تعلم علي يقين أنه قد قرأ محتواها وهو
الآن قد ظهرت منه مخالب النمر الوحشي.
نظرت أمامها بغموض ونفس الإبتسامة مرتسمة
علي وجهها وهتفت جنان بهدوء مريب..
أنا وعدتك إني ههرب منك ونفذت وعدي، كنت مفكرني
هبلة عشان كنت متوقع إني هسكت ليك أو إني هسلم
ليك روحي برضايا بس أنت فعلاً غبي عشان أنا كنت
عارفة من زمان إنك بتدور علياا وأنا إلى خليتك
تخطفني برضايا وأنا إلى وصلت للحارس بتاعك
إنه لقي مكاني بس أنا هوريك اللبوة هتعمل إيه
الجد بدأ وأنا علي إستعداد ليه.
أنهت كلماتها وهي تبتسم بخبث ومكر دفين، ونظرة
قاتلة لا يعلم ما هو سرها غيرها متوعدة بانتقام واضح
لما سيحدث في القادم.
=============================
في وكر مافيا الصقور.
يصرخ بهسترية قاتلة ونظرة جحيمية قد تفتك
علي من يحاول التقرب إليها، غير مستوعب إلى
الآن أنه قد تمت خيانته من أقرب الناس إليه
واتفاقه مع ألد أعداءه، وقاموا بخداعة بمنتهي
السهولة والنجاح.
نطق جون باندفاع وحالته الجنونية ما زالت مسيطرة
عليه من هول ما عرفه وحدث معه..
بقا أنا يحصل فياا كده، شوية حشرات تقوم بلدغي
بالطريقة الحيوانية دي، أنا عمر ما حد عمل معايا
كده، بس فعلا لعبوها صح، وأنا بقاا هوريكوا مين
هو قائد مافيا الصقور وهو هيعمل إيه.
صرخ بجنون إلى من يوجد بالخارج من حرسا خاصة
وكلابه المرعبة التي لا تفارقه في أي مكان يوجد
فيه، دلف الجميع وهم مطاطين رؤسهم احتراماً
لسيدهم، ولكنهم في الحقيقة وحوشا قاتلة قد
تفتك من يحاول علي التقرب من ناحيتها.
هتف جون بهدوء مريب يحمل في طياته غموضاً
مجنوناً قد فهمه من يوجد أمامه..
عاوزكوا توزعوا حراسه حوالين الكلاب مالك ودايفيد
مش عاوز حد فيهم ياخد خبر، ده يكون في منتهي
السرية وعاوز جواسيس تنزرع في وسط قوات
مالك الخاصة من غير ما يحس عشان أعرف كل
تحركاته أول بأول، وكلابي تتدرب علي أعلى مستوي
عشان أنا بدي انفذ بيهم خطة محكمة بس في الوقت
المناسب.
انصرف الجميع غير واحداً غامضا مخفيا ملامحه
قد استدعاه جون، وهو الآن يوجد مكانه في الحال
أبتسم الاثنان بهسترية شريرة وقد فهم الاثنان ذلك.
قام ذلك المقنع بفك قناعه وأبتسم بشر وغدرا واضحاً
من نظراته الخبيثة والقاتلة تلك.
مد يده إلى جون وقام الاثنان بمصافحة بعضهم
ثم هتف جون بشر..
أهلاً عزيز باشا ولا أقول والد رعد.
لم تخفي أبتسامة الشر التي تنبعث من محياه
ونطق بكل هدوء مخيف..
لا قول عزيز باشا أنا مش والد الشيطان ده، مش
كفاية عذبني لا ولولا مساعدتك لياا كان زماني موت
دلوقتي أنا بتشكرك يا صاحبي.
قام جون بالترتيب علي كتفيه وجلس علي الاريكة
الموجودة بالغرفة ونظر جون بنظرة فتاكة قد علمها
عزيز جيداً ويعرف ما هو محتواها..
أنا مش عاوزك تشكرني أنت لما بعت لياا الرسالة
المشفرة دي عشان انقذك مش ترددت لحظة واحدة
إني انقذك بس بجد رعد ابنك ده فعلاً شيطان كان
حابسك في مكان محدش يعرف يوصله حتي لو
كانت مهارته القاتلة إيه.
شرد عزيز إلى الوراء قليلاً متذكرا ما حدث معه
بعدما غادر أبنه للخارج، تاركاً إياه ينازع الموت
ولا يناله.
فلاش باااك.
بعد مغادرة رعد إلى الخارج، قام عزيز بإخراج
جزءاً صغيراً من جيبه كان قد خفاه من الجميع
وقام بإرسال رسالة مشفرة إلى أحداً ما وبعد
أنتهاءه قد مرت عدة ساعات وكان خارج هذا
الوكر المخيف بمساعدة هذا الشخص المجهول.
باااااك.
تحدث عزيز بهدوء مريب ينتظره الآخر وعرف
ما الذي يقصد به..
أنا عاوزك تحرمه من أعز حد عنده، وتخرج المدفون
عاوز كل حاجة في منتهي السرية، عشان الجد بدأ
وأنا بقااا هوريه الإنتقام المميت أزاي.
===========================
في فيلا مالك.
يجلس علي كرسيه في غرفة مكتبه واضعل قدماً
فوق الأخرى، وهو يتابع في مخيلته ما حدث معه
بعد هروبها من بين يديه بخفة وبمهارة بارعة
لا يعلم أين هي ومن تكون بالضبط، فالتي أحبها
لم تكن تلك بل أخرى غامضة ومثيرة في ذات الوقت
وقد اعجبه ذلك بل زاد إعجابه بذلك.
يفتح تلك الرسالة وهو يقرأ محتواها كما يفعل
دائما ولكن قد لفت انتباهه وجود رمزاً غامضا كأنه
رسالة خاصة موجهة إليه، بعد تدقيق لعدة دقائق
فتح عيناه علي مصرعيهما وقد ذهل مما رأى فقد
فهم ما هو محتواها ولم يعرف كيف لم يستطع
الانتباه لذلك السر الخطير الذي علي يقين وهو يعلم
أنها رسالة موجهة إليه بالتأكيد.
قام بإجراء اتصالا هاتفياً إلى أحداً ما، وقد قام
بوصول الرسالة إليه لكي يستطع بسرعة البرق
الوصول إليها قبل تنفيذ خطتها.
بعد أن انتهى من مكالمته، هتف بهدوء مريب قد
جعله في حالة غير منتظمة ومرعبة في نفس
الوقت..
دلوقتي بس عرفت أنتي كنتي واثقة من كلامك
ده أزاي، بس شاطرة فعلاً إنك هربتي من وكري
وأنتي بكده عجبتيني بزيادة وفعلاً طلعتي لبوة
شرسة بس لبوة خاصة بيااا ولياا لوحدي أنا وبس.
=============================
بعد عدة شهور.
يسير بخطي غير منتظمة منتظرآ بالخارج يريد
معرفة سبب تأخرها إلى الآن بالداخل.
خرجت بهدوء من الداخل ومرتسمة علي ملامحها
فرحاً واضحة للعيان..
مبروك يا رعد بيه حور هانم حامل.
