(الفصل الثالث عشر)
هتفت الطبيبة بتلك الكلمات..
مبروك يا رعد بيه حور هانم حامل.
ما زالت تلك الأحلام تروادها منذ عدة أشهر وهي
قابعة في غيببوتها التي أصابتها منذ تلك الحادثة
التي حدثت لها، من ذلك الشيطان الجامح الذي
قام باختطافها واذاقها أشد أنواع العذاب.
تلك الكلمات تتردد صداها في أذنها، قامت بالصراخ
وهي في أشد حالات تعبها والمها، افزعت علي أثرها
ذلك القابع بجانبها وهو لا يتركها أبدآ منذ أن وقعت
بين يديه.
اتجه رعد بلهفة واضحة إليها لايصدق أبدآ أنها قد
افاقت من غيبوبتها التي راودتها لأشهر عديدة.
هتف رعد بحب وحنان..
حور حبيبتي أنتي صحيتي مش كده قولي أي
حاجة، أو حركي أيدك أعملي أي حاجة يا حبيبتي.
فتحت عيناها ولكن ما زالت الرؤية مغشية بالنسبة
لها، دارت عيناها في كل أرجاء الغرفة ولم تري غير
شيطانها ومعذبها وكابوسها الأبدي، قامت بالانكماش
في نفسها وتحرك رأسها يمينا ويسارا قامت بالصراخ
في وجهه مما أدى إلى فزعه والخوف عليهاا..
حرام عليك انا معملتش حاجة، أبعد عندي أنت
بتعمل إيه هنا، أطلع برررررره.
قام بالتقرب إليها ولكنها انكمشت في نفسها
وقامت بالصراخ الهستيري، وهي لا تعي لنفسها
أبدآ، هرول إلى الخارج لمنادة الأطباء لرويتها
فحالتها تلك قد اخافته وبشدة واضحة.
صرخ رعد في كل رواد المشفي لكي يأتوا إليها
ورؤيتها وفعل اللازم إليها..
دكتورة عاوز دكتورة بسرعة حبيبتي بتروح مني
أنتوا يا أغبية يا إلى هنا، حد يجي بسرعة.
اتجهوا إليها في سرعة البرق، من أطباء وطاقم من
التمريض يريدون معرفة ما مصدر هذا الصوت
وأين هو مصدره وعند وصولهم راو أمامهم ماهو إلا
الشيطان يصرخ بجنون يكاد يفتك ممن يحاول التقرب
إليه.
هتف أحدهم بخوف من هيئته المريبة والمخيفة
حد اللعنة..
ايوه يا رعد باشا حضرتك تؤمر بحاجة.
أمسكه من تلابيب قميصه وهتف في وجهه بفحيح
شيطاني مدمر..
لو إلى جوه في الاوضه دي حصلها حاجة مش هيكفيني
تدميركم كلكم، يلا الحقوهااا بسرررررعة.
أسرعوا مهرولين إلى الداخل لرؤية ما حالتها لكي
لا يفتك بهم ذلك الوحش القابع أمامهم الآن، تقدمت
الطبيبة الخاصة بها وعاينت حالتها، ورأت ما أدى
إلى زيادة توترها.
نطقت الطبيبة والخوف والرعب يدب في اوصالها
والعرق يتصبب علي جبينها..
حضرتك هي عندها انهيار عصبي حاد، وكمان هي
لسه صاحية من الغيبوبة وحالتها النفسية وحشة
جداً أنا بنصح إنها تتعرض علي طبيب نفسي
وعدم التعرض لأي ضغط أو أي شيء ممكن يسوء
حالتها.
بمجرد أن رأت نظرته الفتاكة والقاتلة تلك، غادرت
مسرعة إلى الخارج تاركة وحشا فتاكا بالداخل مع
حورية لا حول لها ولا قوة.
بعد أن اعطتها الطبيبة إبرة مهداة لكي تغفو قليلاً
قام رعد بالتقرب إليها ودنا بالقرب من مسامعها
هاتفا ببعض الكلمات..
وعد علياا هخليكي أسعد واحدة في الدنيا وعلي
قد ما عذبتك علي قد ما هخليكي في
أسعد أيامك بش أنتي قومي.
غافية في عالمها الخاص بها، وهي تسمع كل كلمة
يقوم هو بالتفوه بها، ولكن هل سيفعل ذلك أم
سيصبح شيطانا مستعرا كما عرفته هي.
=============================
أما في الجهة المقابلة.
يقف بشموخ واضح وبرود قاتل وهيئة مريبة تحيط
من حوله، ينتظر قدومها علي أحر من الجمر فهي
قد بعثت برسالة خاصة له مع واحداً من حراسه
فهي قد أثبتت أنها لبوة خاصة بالنمر.
تتقدم بإثارة واضحة وغرور أنثى فتاكة، تكاد أن
تقتل من ينظر إليها بمجرد اثارتها وجمالها الفتاك.
أصبح الاثنان واقفان أمام بعضهم وكلا منهما ينظران
إلى بعضهم بنظرات غامضة وواثقة.
قام مالك بالتقدم بيديه إليها وكأنه لا يعرفها وترتسم
علي شفتاه أبتسامه خبيثة، لم تخفي علي الأخرى..
أهلاً مدام جنان ولا أقول اللبوة الفتاكة.
نظرت إليه جنان باستهزاء ونظرات مليئة بالبرود..
معلش مش بسلم علي شوية عياال، أظنك شوفت
بنفسك إلى حصل مش كده وأنا عندي وعدي
بس شاطر قوي إنك سمعت كلامي وجيت في
الميعاد بجد عيل شاطر.
قام بضم قبضتيه مع بعضهم فلم يجرؤ أحدا علي
علي التفوه أمامه بهذا الشكل من قبل، ولكن لم
تخفي عليه نظرة الإعجاب التي راودته من حديثها
الواثق هذا.
نطق مالك ببعض الضيق ولكنه قد اخفاه ببراعة
وأبدله ببرود وجدية تامة..
أنا هعتبر نفسي مش سمعت الكلام ده خالص
بس بجد برافو عليكي، عملتي إلى محدش قبلك
عمله قبل كده، فعلاً أنتي اسم علي مسمى.
تقدم عدة خطوات إليها ودنا بالقرب من مسامعها
ونطق بنبرة واثقة..
وقريب قوي هتكوني ملكي وفي عريني الأبدي.
لم تتأثر بأي كلمة قد تفوه بها وما زالت صامدة
في مكانها ولم تخطو أي خطوة إلى الوراء..
هنشوف بس نصيحة مني يا مالك بيه، تلعب
بعيد عشان أنا لما بقرص حد بتكون بموته
سلام ياا ياا نمر.
غادرت بشموخ تاركة إياه بتوعد لهاا بالشر في القادم..
هنشوف يا جنان قلبي.
==============================
في فيلا جواد الدميري.
يجلس في مكتبه مع أحد الأطباء المشهورين
الذين قد بعث إليه للمجيء من الخارج.
أصبحوا يتبادلون الحديث فيما بينهم فالطبيب
يخبره بحالة أبنته وما الذي يجب فعله لكي
تعود كما كانت من قبل..
بص يا جواد بيه حالة بنت حضرتك خاصة جداً
وإلى اكتشفته بجد إنها عندها قوة إرادة مش
موجودة عند حد، بس أحب أنصحك إنها لازم تبعد
عن العيون عشان مش ترجع لحالتها دي تاني
وأنا عندي مصحة مشهورة في الخارج هتفيدها جدا
وكمان هتكون تحت رعايتي الخاصة كمان.
نظر إليه بلهفة وبامل لأول مرة منذ أن أصبحت حالة
أبنته كما هي إلى الآن..
أنا مستعد لأي حاجة يا دكتور بس بنتي ترجع
زي الأول، أنا مش لياا غيرها بعد ربنا وإلى أنت
هتقوله هيتنفذ بالحرف الواحد.
تفوه الطبيب بكل طمأنينة بعد أن درس حالتها
وبعد أن عرضها علي جميع الأطباء بالخارج..
وأنا بوعدك إنها هتكون كويسة، بس الإرادة
إلى عندها هي إلى هتساعدها عشان تقاوم إلى
هي فيه، وإحنا علينا العلاج، وأنا بطمن حضرتك علي
الآخر.
============================
في أحد المدن الأخرى.
غافية في سيارتها تتذكر أحداث الماضي وكيف
تم حرمانها من ولدها، بسبب زوجها القاتل والذي
أدى إلى غربتها كل تلك السنين.
هتفت بغموض ونبرة جدية..
جايلك يا رعد يا بني ووعد مني هنتقم من كل إلي
اذوك وحرموك مني.