(الفصل الخامس عشر)
صدمة احتلت جوارحه بعد أن تلقي تلك الرسالة
وهو ما زال لا يستوعب هل ما قرأه حقيقه أم
كابوس مزعج يريد فقط أن يصحو منه ولا يرآه
مرة أخرى.
يجلس رعد علي الاريكة المقابلة إليه محدثا نفسه..
يعني إيه إلي قريته ده أزاي أمي عايشة وهي ماتت
قدام عنيا علي أيد أبويا، تب لو هي عايشة لييه
اختفت وحرمتني منها ومن طفولتي طول السنين
دي، لا أكيد أنا بحلم ده مش حقيقة، وحور بنت
خالتي أزاي أنا مش لياا خالات أصلاً كل إلي أعرفه
من وأنا صغير إن والدتي مش ليها أهل أو أي حد
يعني يتيمة وكانت عايشة في لوحدها، أزاي فجأة
كده طلع لياا خالة وكمان بنتها بتكون حبيبتي
وأنا خطفتها وعذبتها وحرمتها من أعز ناس عندها
لا الكلام ده كله كدب مش صحيح أبدآ أبدآ.
وضع وجهه بين يديه وقام بفرق وجهه من الضيق
والحزن علي ما آلت إليه الأمور، لا يريد أن يصدق
كل هذا الكلام فلو كان كذلك لن يرحم أحداً و من كان
السبب في حرمانه من طفولته ومن والدته، وهو هذا
الوحش الذي يسمي والده والذي سوف بقوم بمحاسبته
بعد أن قام بالهروب من عرينه وقام بتضليله واللجوء
إلى ألد أعداءه، الذين شاركوا في تدميره وتم
تحويله إلى شيطان من قبلهم.
قام أحدهم بالاتصال عليه وعند رؤية من المتصل
قام بالرد عليه من فوره، فهذا الإتصال من المشفي
التي تقبع بها حوريته.
قام رعد بالمهاتفة لمعرفة ما الذي حل بحوريته
والقلق يتاكله من الداخل..
ايوه أنا رعد حور فيها إيه.
لحظات ولم يستوعب ما الذي قد خرق أذنيه، مما
أدى إلى شق الإبتسامة علي شفتيه من شده سعادته
وفرحه.
رعد مخاطباً الطبيب بسعادة وفرحة تكاد أن تسعد
روحه وقلبه من كثرتها..
بجد يا دكتور هي قالت كده، أنت متأكد يعني هي
عاوزة تشوفني ونادت أسمى أنا بالخصوص أول
لما فاقت، لا أنا مسافة السكة وأكون عندك.
انهي اتصاله وقام مسرعاً إلى الأعلى لترتيب نفسه
لملاقاة حبيبته، وهو لا يكاد يصدق أنها هي من
قام بطلبه بالخصوص، يا الله ما أشد فرحته الآن
يكاد يقسم أنه سوف يطير من شدة فرحته، ولكنه
توقف والشك يراوده ما الذي تريده منه ولما حن
قلبها بهذه السرعة.
بعد أن انتهى من ترتيب ملابسه غادر مسرعاً والقلق
والفرح يراودان قلبه يريد فقط أن يأخذها في أحضانه
وأن يخفيها بين ضلوعه حتي لا يراها أحد من
الرجال غيره.
============================
في مبني العمليات الخاصة.
يجلس في مكتبه وترتسم علي ملامحه أبتسامة
خبيثة وماكرة، وهو الآن علي بعد خطوة من
تحقيق هدفه وانتقامه من هذا الشيطان الجامح
الذي لا يرحم أحداً.
قام بمهتافة أحدهم وهو لم يتوقع أن يلجأ إليه بعد
كل تلك السنوات، ولكن حان وقت الإنتقام وبيان
ما حدث في الماضي لكي يرجع كل شيء إلى أصله.
الضابط بنبرة غامضة وهو يهاتف الشخص الآخر
وترتسم علي محياه علامات من الجدية والقوة..
يعني إيه مش ليكي دعوة أزاي أنا خلاص قررت
بعد كام يوم لازم نخلص كل حاجة، أنا خلاص
تعبت مش كفاية كل السنين دي وأنا محروم من
أهلي وهو السبب في كل ده.
المتصل بغموض..
مش تتحرك ولا تعمل أي حاجة من غير ما أقولك
أنا خلاص بقيت موجودة، وإلى حصل زمان أن الوقت
إني أخلصه وبطريقتي أنا.
الضابط بضيق من أوامره الشخص الآخر فهو لا
يستطيع أن يخطو خطوة من دون أمرها لأنها السبب
في نجاة حياتها..
أنا خلاص مش هقدر أستني وأصبر أنا عاوز أرجع
لعائلتي كفاية حرمان سنين وده كله بسبب واحد
أقل شيء عنده إن كان عاوز يخلص مني عشان
يحرق قلبها زي ما حرق قلبك.
المتصل بجدية وجمود من مماطلة تلك..
أسمع يا حضرة الضابط أنا آخر كلمة هقولها ليك
الميعاد قرب وأنا جهزت كل حاجة واستني مني
مكالمة عشان هتنتقم منه بوجود عاءلتك.
الضابط بعصبية منهيا الحوار..
خلاص يا خالتي ميار أنا هستني حضرتك بس
أنا عاوز أرجع لأهلي، وأختي حور إلى ابن حضرتك
خطفها وابويا ايجي لياا وكان قدامي ومش قدرت
اخده في حضني هو وأمي، كل ده عشان كان حسب
اوامرك، عزيز باشا خطفني وكان هيقتلني لولا
ربنا ستر وأنتي انقذتيني خلاص أنا هستني منك
مكالمة بس نصيحة عشان مش هستني اكتر من كده.
أنهى حواره مع خالته وهو الآن علي مشارف الإنتقام
من هذا القاتل الذي قام بحرمانه من عائلته، والرجوع
إلى كنفهم مرةً أخرى.
===============================
في فيلا حور.
تجلس بجوار والدتها تسترجع ما حدث معها في
الأيام الماضية، ولم تخبر أحداً ماحدث معها حتي
أنها بعد آخر لقاء بينهم لم تلتقيه ولكنها تصلها
أخباره يومياً، بعد أن عينت أحدهم لمراقبته دون
أن يراه.
فلااااش باااك.
بعد أن تم خطف حور وهي تقوم بالبحث عنها
وبعد أيام قد عرفت من مصادرها من قام بخطفها
ألا وهو الشيطان، قامت بتكملة بحثها لكي تعرف
نقطة ضعفة حتي تصل إليه من خلاله، وبعد محاولات
كثيرة عرفت أن ذراعه الأيمن مالك الملقب بالنمر
هو نقطة ضعفه وقامت هي باستغلال هذه النقطة
لصالحه، بدأت بأول خطة لها وهي الظهور أمامه
بأبهى صورة وهذا ما حدث فقد أعجبته وبعث
أحدهم للاتيان بالمعلومات الخاصة بها، وهي من
مكنته من هذه المعلومات وقام هو بخطفها، وعندما
أصبحت في عرينه وذلك بمزاجها، قامت باستفزازه
وهو قام بتعذيبها ولعد خروجه قامت بالهرب من
وكره السري وذلك بمنتهي السهولة وتركت له
رسالة تخبره بذلك، وبعد عدة أيام أرسلت إليه أحد مصادرها تخبره بأنه قد وجدها، ولكن هي من بعثت
إليه بعد ذلك بأن يقابلها في المكان المحدد، وبعد
عدة ساعات من لقائه كان لقاءهم أصبح في مكانها
وهي كانت علي علم بذلك إلى أن اختفت من أمامه
وقامت بتعين أحدهم لمراقبته.
بااااااااك.
جنان محدثة نفسها بضيق وحزن داخلياً..
كان لازم أعمل كده عشان أنقذ صحبتي وأختي من
بين أيدين صحبك، بس شكلي وقعت في حبك
وده إلى مش كان لازم يحصل أنا أسفة بس لازم
أنساك عشان مش ينفع أكون في حياتك.
=============================
في المشفي.
هرول إلى غرفتها مشتاقا لرؤيتها يريد معرفة سبب
طلبها إليه، وهو الآن أصبح في مواجهتها وقلبه
بداخله قلقاً وفرحا في ذلك الوقت.
رفعت نظرها إليه وقامت بمد يديها إليه لكي يأتي
إليها، قام بالسرعة إليهآ وأخذ يديها بين كفيه.
حور بابتسامة عذبة أثر تعبها واجهادهآ الواضح..
رعد ما تسبنيش أنا بحبك قوي.