رواية حورية في قبضة الشيطان الفصل الثاني
تلقي اتصالا قد أصابه بالذهول والصدمة..
حوررر بنتي حبيبتي أنتي فين.
شهقات متتالية تكاد أن تقطع أنفاسها من كثرة
دموعهاا.
هتفت حور بنبرة حزينة يملأها الخوف والقهر..
ألحقني يابابا، أنا مش قادرة أستحمل اكتر
من كده، ده مرعب يابابا قوي.
أسرع عبد الرحمن من علي مجلسه، قلقاً قد
أصابه علي حوريته ولا يعلم في يد من قد
وقعت..
حور يا حبيبتي أهدي كده، أنا هاجي اخدك
يا روح أبوكي، بصي اسمعيني دلوقتي
هقولك علي خطة تعمليهاا بالحرف الواحد
ماشي.
حور بانتباه لما يصدر من والدهاا، كل ما يجول
في خاطرها أنها الآن تريد فقط الفرار من عرين
هذا الشيطان..
ايوه أنا معاك يا بابا بس بسرعة عشان خاطري
مش هقدر أستحمل اكتر كده.
قام عبد الرحمن باخبارها بخطته وكيف تسير
في منتهي السرية، لكي لا يتم اكتشافها ولكي يستطيع
إنقاذها دون المساس بها بسوء..
بس كده وأعملي زي ما فهمتك بالحرف الواحد
وأنا هكون عندك في أسرع وقت يا قلب أبوكي
أنتي.
وقامت حور بقطع الإتصال بينهما، لكي لا يقوم
رعد بكشفها بعد أن قامت بتخويف أحد الحراس
بأنها سوف تخبر رعد بأنه قد تعرض لها، لم يستطع
الحارس بأن يتفوه بأي كلمة غير أنه قد أعطاها
الهاتف علي مضض، ومن خلاله قامت بالاتصال
علي والدها.
عبد الرحمن بتوجس وخوفا علي أبنته..
وبعدين يا حضرة الضابط أنا خايف علي بنتي
وفوق كل ده قلت ليهااا علي خطتك، وممكن
تتعرض للأذى.
تحدث الضابط علي مضض بعد أن أخبر والدها
بأن يحدث أبنته بخطته، لكي يقوم بانقاذها..
أهدي يا عبد الرحمن باشا أنا مقدر موقف حضرتك
بس أظن حضرتك لجأت لياا وده دوري إني أرجع
بنت سعادتك ولا إيه.
عبد الرحمن ببكاء وعلامات من الذعر ترتسم علي
ملامح وجهه خوفاً علي وحيدته من أن يصيبها
مكروه..
مش قادر يا حضرة الضابط، إلى مختفية دي بنتي
وأنا قاعد متكتف قدام حضرتك ومش قادر أوصلها
ولا حتي عارف هي فين وبتعمل إيه، أرجوك
أعذرني، بس أنا علي يقين في الله إنه مش
هيخذلني وهلاقي بنتي في أسرع وقت.
قام الضابط من مجلسه وتقدم علي مضض من
عبد الرحمن، لكي يبسه حتي ولو بجزء من
الطمأنينة والصبر..
وأنا أوعدك مش هيعدي 24 ساعة غير وهتكون في
حضن سعتك، وده وعد مني، بس أنا عاوز من
حضرتك الصبر، والهدوء دلوقتي ممكن تتفضل
وأنتظر مني تليفون وأنا هقولك حور بنتك
بقت معايا في الحفظ والصون.
قام عبد الرحمن من موضعه، مودعا إياه
متمنياً أن يلقي أبنته علي خير..
أتمنى كده يا حضرة الضابط، وأنا هستني منك
تليفون.
وغادر عبد الرحمن إلى فيلته لكي يقوم بالاطمئنان
علي زوجته، بعد أن قام بالتصرف في موضوع
أبنته، والقلق ساريا في اوصاله خوفاً من فقدان
عائلته، متوعدا بالانتقام لكل من فعل ذلك.
==============================
في وكر الأفاعي.
يترأس الطاولة بهالة من الشموخ والكبرياء
وهدوء مريب يعم في أرجاء المكان، لا يصدر
فيه غير أنفاس الموجودين، ذعرآ وخوفا من هذا
النمر الجامع الذي يجلس بكل برود، يدعون فقط
أن تنتهي تلك الساعات لكي ينجو بأنفسهم
علي خيراً وأمان.
مالك بكل برود وبنبرة هادئة تحمل في طاياتها
الكثير من الرعب والتهديد..
أظن كلامي مفهوم، وأنا بقول إلى عندي مرة
واحدة السعر متفق عليه من قبل ما حضرتك
والكلب إلى معاك ده تكونوا في حضور وكر النمر
والشيطان، ده لو عاوزين تخرجوا من هنا في سلام.
هتف دايفيد بتلعثم واضع وحبيبات من العرق
تتناثر علي ملامح وجهه، خوفاً ورعبا من هذا المالك
المريب الذي يستطيع بنظراته أن يمحو كل من
يعترض علي كلماته بسرعة البرق دون أن يرف له
جفن، كيف ولا وهو الدراع الأيمن للشيطان..
حا.. حاض.. حاضر يا مالك باشا بس أعذرني
إني أخد مهلة بسيطة، أرد علي الريس بتاعي
دي لو حضرتك سمحت بكده.
قام مالك من مجلسه، يتقدم بخطي واثقة
وبنظرات لعوب كأي نمر يريد الانقضاض علي
فريسته وأن يلتهمها بأسرع وقت ممكن..
ما سمعتش أنت قلت إيه، ولا أنا كنت مختفي
ومش سمعتك صح.
دايفيد برعب واضح، وعلامات من الخوف قد
سرت في اوصاله، يتحدث بنبرة هامسة يكاد
أن يسمعها من يكون قريباً منه..
ا.. أنا ما قو.. قولتش حاجة حضرتك إلى تؤمر بيه
هيتنفذ بالحرف الواحد، واعتبر صفقة الأسلحة
وصلت في أمان، وبنود الاتفاق عمرها ما هتتغير
هو ده إلى قلته يا مالك باشا.
يسير مالك بخطي مريبة، ويرتسم علي محياه
ابتسامة مفترسة، ويهتف بنبرة شيطانية
قد تصيب الذي أمامه في مقتل..
لا أظن إني سمعت غير كده، ده حتي الدليل موجود
بقاا أنت مفكر إنك تقدر تخوني ومع مين مع حتة
حشرة ولا تسوي.
مالك بصراخ هستيري قد دب الرب في اوصال
الآخر..
يا حاررررس تعالي خد الحيوان وإلى معاه ده من هنا، عاوزك
تظبطه مش عاوز حتة سليمة فيه وعاوز أسمع
صراخه وهو بيتمني الموت ولا يطوله يلااااااا.
أسرع الحارس ومن معه من الحراس الخاصين
بمالك بأخذ دايفد ومن معه، لكي يذيقوهم
أشد أنواع العذاب، كيف ولا وقد قاموا بخيانة
مالك مع ألد أعداءه.
هتف مالك بوعيد جحيمي..
ولسه ما شوفتوش حاجة، أنا هنتقم من كل واحد
اتجرا إنه يخوني، وهوريه الموت بأنواعه وده وعد
من النمر الجامح.
غادر مالك بنفس الشموخ والبرود، بعد أن أتم أحد
انتقاماته ويرتسم علي شفتاه أبتسامه لعوب وهو
يسمع صراخ الآخر كأنها موسيقي تريح نفسه
من جمال سماعها.
( دايفيد هو الذراع الأيمن لرئيس مافيا الصقور
وهي من ألد أعداء مافيا الشيطان الخاصة
برعد).
==============================
في قصر عبد الرحمن.
في غرفة زوجته.
ترقد مثل الجسد بلا روح لا حول لها ولا قوة
لا تعي بمن حولها كل ما يدور بفكرها، أين
هي ابنتهآ وكيف هي الآن.
تجلس بالخارج تتاكل من الخوف علي صديقة
دربها، وعلي والدتها القابعة في الداخل لا تعي
أي شيء يدور حولهاا، نعم فوالدة حور هي التي
قامت بتربية جنان بعد موت والدة جنان وهي
قامت بتوصيتها علي ابنتهآ وهي في آخر أيام حياتها.
( والدة حور هي ووالدة جنان يكونان أصدقاء
وعند وفاة والدة جنان قامت بتوصية والدة حور
علي ابنتهآ بعد أن قام زوجها بخيانتها).
يخرج الطبيب بعد وقتاً طويلاً قد قضاه بالداخل
لكي يطمئن علي حالة والدة حور.
أسرعت جنان بمزيد من اللهفة عند رؤيتها لخروج
الطبيب من غرفة ياسمين..
ها يا دكتور طمني، ماما ياسمين أخبارها إيه
أرجوك قولي هي عاملة إيه دلوقتي.
طأطأ الطبيب رأسه بكل آسف، لا يعلم كيف
ينقل ذلك الخبر لتلك الواقفة أمامها، والخوف
والحزن باديان علي وجهها..
للأسف ياسمين هانم عندها انهيار عصبي حاد
يظهر أنها عرفت خبر مش قدرت تتحمله، أو
افتكرت حاجة مش استحملتها وده إلى خلاها تفقد
وعيهاا، بس للأسف.
جنان برعب من ملامح وجهه..
للأسف إيه يا دكتور، ماما ياسمين فيها إيه أنطق.
الطبيب بكل آسف لما سيخبر به تلك الفتاة..
للأسف مدام ياسمين دخلت في غيبوبة،
وده في الوقت الحالي أصبح خطر عليهاا
لأن الصدمة إلى تعرضت ليهاا كانت قوية وكفيلة
أنها تفقد الأمل في الحياة بالطريقة دي.
أنا أفضل إنها تتنقل المستشفي عشان حالتها
بقت في خطر ده لو حابين.
تحدثت جنان بنبرة صامدة..
طبعاً يا دكتور أنا هاخبر حضرتك بس بعد لما
عبد الرحمن باشا يكون عند خبر، وأنا هوافيك
بكل جديد.
الطبيب بكل أمل..
أتمنى ده وأنا هكون في المشفي علي أتم إستعداد
وهنتظر منك تليفون، ويا ريت يكون في أسرع وقت
عشان كل دقيقة بتمر فيهاا خطر أكبر علي المدام
أستأذن أنا مع السلامة.
بعد مغادرة الطبيب، دلفت جنان إلى الداخل
وشلالات من الدموع تسري علي وجهها خوفاً علي
صديقة دربها ووالدتها التي لا تريد فقدهاا هي الأخرى.
=================================
في فيلا رعد.
في غرفة حور.
تجلس في أحد زواياه هذه الغرفة، أيام قد مرت
لم يحدث فيهاا أي جديد لم تلقي فيهاا وجه
هذا الشيطان، ولم تأكل ولا تشرب أي نقطة
ماء واحدة فأصبحت جسداً بلا روح كل ما يجول
في خاطرهاا هو كيف تستطيع الفرار من هذا
السجن الذي حبست فيه، ولا تعلم إلى الآن كيف
هو مصيرها.
تسترجع بذاكرتها إلى الوراء اليوم الذي خطفت
فيه، وألقى بها في هذا العرين الشيطاني.
في10 مساءا كانت تسير علي هوادة، بعد أن
قامت بانتهاءها من جميع العمليات الجراحية
كيف ولا وهي أشهر طبيبة جراحة.
قام باعترض طريقهاا سيارتان، وخرج منها رجالا
مخيفين قاموا باخذها دون أدنى مقاومة.
وذهبوا بها إلى عرين هذا الشيطان القابعة فيه
هي الآن.
يقطع شرودها دلوفه إلى الغرفة بكل شموخ وكبرياء
يتبعه مجموعة من الفتيات، لا تعلم من هم ولكن
قلبها قد أخبرها أن هنالك ما سيحدث ولا يحمد
عقابه.
هتفت حور بقوة وصلابة لا تعلم كيف أتتها
وهي في حضرته..
أنت بتعمل إيه هنا، ومين دول وعاوز إيه.
تقدم رعد بخطوات واثقة تملأها الهيبة والوقار
ودنا بالقرب منها وتحدث بنبرة واثقة..
أنا هنا عشان هتجوزك يا حوريتي.