(الفصل الخامس)
هرول الحارس إلى الداخل بسرعة البرق لكي يخبر
سيده بما عرفه..
رعد باشا إحنا عرفنا مكان حور.
نظرات شيطانية قد ارتسمت علي ملامحه، وابتسامة
مرعبة قد شقت شفتاه، يسير مثل المختل حتي
أصبح أمامه، لا يفصل بينهما غير أنشأنا واحداً..
وأخيراً وقعتي في ايديا يا حور من تاني، أسمع
تاخد كل الحرس الموجودين، وتقتحموا المكان
وتكون في قبر الموت، وده كله في ظرف سواد
الليل أنت فاهم ولا لا، ومش عاوز ولا غلطة
والمكان يختفي ولا يكون ليه أي آسر، غور يالله
من هنا.
قام رعد باتصالا هاتفياً لكي يخبر أحدهم بما ينوي
عليه، غير غافلا عن نبرته التي تملأها الخبث والمكر..
نفذ دلوقتي.
بعد انتهائه ذهب إلى الداخل وقام بفتح مكتبه
وقف أمام صورة معلقة في الحائط، وضغط علي زر
قام بفتح باباً سرياً أسرع إلى الداخل بسرعة
البرق لكي لا يراه أحد، التقي نظره علي الملقي
أمامه وهو مقيد ولا يوجد في وجهه أي ملامح
لما لقاه من أشد أنواع العذاب.
جلس أمامه بكل شموخ، وترتسم علي ملامحه
كثيراً من الخبث والغدر، هتف بكل هدوء مريب..
برضو مش عاوز تنطق بقي إليك سنين وأنت مش
حرمت من العذاب إلى شوفته، تعرف أنا هقولك علي
حكاية حلوة قوي تخص طفل صغير مش تجاوز ال5
سنين، مرة وهو داخل من مدرسته وهو مبسوط شاف
أبوه وهو بيقتل أمه بدم بارد ليه عشان شافته
وهو بيخونها.
صرخ رعد صرخة قاتلة ترددت صداها في كل ركن
من أركان الغرفة..
ليييه يا عزيز باشا ولا أقول يا بابا عملت إليك إيه حرمتني منها ليه
حولتني لشيطان قاتل كل ده عشان كان لياا أب خاين
حتي البنت الوحيدة إلي حبيتها هربت مني، أنا
هقتلكم كلكم.
قام عليه مثل الأسد الجريح، وأصبح يعذبه بكل
طريقة قد لقيها أمامه، لا يسمع فقط غير صراخه
المرجو للرحمة، ولكن لا رحمة في حضرة إنسان
تحول لشيطان.
بعد ساعات طويلة من العذاب، نظر إليه ورأى جثة
هامدة لا حول له ولا قوة من هول ما لقي من هذا
الضرب والقتل المبرح، بعد انتهائه غادر إلى الخارج
غير أن يتأثر ولو بذرة رحمة لما فعله منذ قليل
في تلك الجثة الملقية بالداخل.
تحدث رعد بانكسار وقهر واضح..
ليه ياربي دايما كل إلي بحبهم يروحوا مني، أبويا
قتل أمي بدم بارد، حتي حبيبتي هربت مني
بس خلاص رعد القديم مات، وأنا من هنا ورايح
هوريكوا من هو رعد العمري.
==============================
في المشفي.
راقدة علي أحد أسرة هذه الغرفة منذ أسابيع مضت
لا تعي أبدآ بمن حولهاا، منذ تلك الحادثة وهي فقط
كل ما يدور علي شفتاها هي ابنتها حور، غائبة في
ظلمات حياتها.
جالس بجانبها لم يبرح موضعة منذ أن أتى بها إلى
هذه المشفي، وهو في حالة يرثي إليها، من ناحية
زوجتة الراكدة لا تعي بأي شيئا حولها، ولا أبنته
التي منذ اختفاءها لا يعلم أين هي وماذا يحدث معها.
هتف عبد الرحمن بمزيد من القهر والألم والحزن الداخلي
الذي أصابه من تلك الحادثة..
ياسمين حبيبتي قوي أنا مش قادر أشوفك كده
الموت عندي أهون من إني أشوفك بالمنظر ده، قومي
عشان خاطري، عشان نرجع بنتنا.
ولكن إلى من تشكو هي مثلما هي، لا تتحرك ولا تحكي
قام أحدهم بمد يديه إلى كفيه يبس له الحنان
وتخفيفا عليه، من هول ما يحدث معه، يرفع بنظريه
ويلقي أبنته الثانية، يرآها وهي مبتسمة بكل براءة
وود.
قامت جنان بكل حب وحنان ترتب علي كتفيه وتجلس
أمامه، تريد أن تخفف عليه ولو بجزء بسيط لكي
ترجع البسمة إلى وجهه الحزين..
عمو عشان خاطري مش ينفع إلى أنت فيه ده، بقي
ليك أسابيع وأنت في الحالة دي، لا بتاكل ولا بتشرب
ولا بتعمل أي حاجة، خلي عندك يقين في ربنا
إنه هيرجع بنتك، مش عاوزة الإستسلام يسيطر
عليك كده، بقي ده عبدالرحمن رجل الأعمال المعروف
يكون بحالة القهر والحزن ده، قوم عشان خاطري
ادعيلهم، وخلي عندك يقين إنها هترجع ليك، أنا مش
بحب أشوفك كده.
عبد الرحمن بألم وعبارات من الدموع والخزي الداخلي..
مش قادر يا بنتي حاسس إني بموت بالبطيء، مراتي
في غيبوبة مش حاسة بحاجة حواليها، وبنتي من
يوم ما اختفت مش وصلني عنها أي خبر، حاسس
إني انتهيت خلاص، مش بقي في سبب عشان أعيش
ليه.
جنان بكل أسى لا تعلم كيف تخفف عنه مما يمر به
وهي تحتاج لمن يخفف عنها..
لا يا عمو أنا مش عاوزاك كده، طيب مين هيرجع
حور مش أنت عاوزاك قوي زي ما اعرفتك حتي
أنا جايبة ليك خبر هيفرحك قوي، الظابط إلى
روحت ليه كلمني النهاردة وقال في أخبار جديدة
عن حور.
فرحة وأمل قد ظهرت علي ملامح وجهه، مما سمع
قام علي فوره وأسرع في احتضانها لا تعلم أن بكلماتها
تلك قد زرعت الأمل في قلبه من جديد..
صحيح يا بنتي الظابط قال إليك كده، أنتي مش تعرفي
أنا الروح اتردت لياا أزاي لما قلتي لياا بجد مش
عارف أشكرك أزاي، أنتي ونعم البت يا بنتي ربنا
يحميكي لشبابك.
جنان بفرحة مثلي وسعادة لما فعلته لكي تخرجه
من حالته التي أصابها القهر، والذي دام لوقت طويل..
أنا مش عملت حاجة يا عمو، أنا مبسوطة إني شوفتك
بالسعادة دي، روح دلوقتي هو مستنيك في مكتبه
عشان يقولك كل الأخبار.
قام بضمها لثاني مرة وأسرع في خطاه، مغادرا إلى
الخارج يدعو الله بأن يلقي أبنته، حتي تستعد
زوجته عافيتها.
=============================
في مقر شركات الدالي.
في مكتبه.
يسير مثل المختل في كل أرجاء الغرفة، ينتظر
علي نار يريد أن يعرف ماذا حدث لمخططه الذي
كان يديره لأيام، وها قد حان وقت تنفيذه بعد
أن وصلته رسالة من مجهول قد أصابته في مقتل
من هول ما رأى.
فلاش بااااك.
عند خروجه من شركته في آخر الليل، لقيا أمامه
مشهدا لا يستطيع استيعابه إلى الآن، رأي أبنته
الوحيدة وهي غارقة في دماءها، ويوجد بجانبها
ورقة مطوية كان محتواها..
( دي قرصة ودن بس عشان قبل كده تبقي تفكر
أزاي تلعب مع النمر).
صرخ بعلو صوته فهاهو قد فقد آخر فرداً لديه
وهو لا يعلم ماالذي حدث لكي يحدث معه ذلك.
بااااك.
دمعة خائنة قد سارت علي وجهه، قام بمسحها علي
الفور، طرقاً علي الباب قد أخرجه من تفكيره
وسمح إلى الطارق بالدخول.
السكرتيرة.. في واحد بره يا فندم عاوز يدخل لحضرتك
وبيقول الأمر هام جداً.
أسرع جواد بالتحدث قائلا..
دخليه بسرعة ومش عاوز حد يدخل علينا أنتي فاهمة
يالله بسرعة.
غادرت إلى الداخل، وقام بالدلوف إلى مكتبه وعلامات
من الخوف قد ارتمست عليه.
هتف الحارس بكل خوفاً ورعبا وهو واقف أمام سيده..
أنا آسف يا جواد باشا، الخطة فشلت شكلهم كانوا
واخدين احتياطتهم، بدليل إننا أول لما بدأنا الهجوم
لقيناهم حاصرونا من كل الجهات، وقتلوا الكل ما عدا
أنا إلى هربت وجيت عشان أخبر سعاتك.
صرخ جواد بكل ما أتى من قوي صرخة قد خرجت
من داخله، غضباً وانتقاما من هذا المالك القاتل..
مشغل معايا شوية أغبية، بقا مش قادرين علي
شوية حشرات هما إلى يغلبوكوا غوررررر من وشي
ألاقي مالك عندي النهاردة يالله.
هرول إلى الخارج بسرعة البرق وهو يرتجف خوفا
من هذا الغاضب القابع بالداخل.
هتف جواد بوعيد انتقامي..
هجيبك يا مالك وهنتقم منك زي ما قتلت بنتي
وأنا وراك والزمن طويل، وده وعد مني استني
وشوف.
=================≠===========
في المشفي.
تدلف إلى الداخل بسرعة البرق..
ألحق يا دكتور مدام ياسمين فاقت من الغيبوبة.