رواية حورية في قبضة الشيطان الفصل السادس


 (الفصل السادس)



هرول الطبيب إلى الخارج لكي يتم التأكد بنفسه
علي المريضة، التي وهو علي يقين أنها ترفض الحياة
وذلك وهي راقدة منذ أسابيع علي هذه الحالة، التي
أصابته بالقلق والخوف لعدم استجابتها وافاقتها.

دلف إلى الغرفة وعلامات من الصدمة تتكون علي
محياه، وهو يرآها قد بدأت في استعادة وعيهاا
وبدأت بالتكلم، ذهب للتقرب منها لكي يطمئن عليها
قبل انتهائه من الكشف عليها، قام بسمعها وهي
تنطق ببعض الكلمات غير مفهومة بالنسبة له تماما.

رفع الطبيب يده ووضعها علي جبينها لكي يتأكد
من خفض الحرارة لديها، لأن ذلك مضر جداً بصحتها
هتف بنبرة هادئة قليلاً..
حمدلله علي سلامتك يا ياسمين هانم إحنا كنا خلاص
بدأنا نفقد الألم من افاقة حضرتك، دي حتي جوزك
مش سابك ابدأ من يوم ما شرفتينا هنا.

نطقت ياسمين بتلعثم واضح رغم علامات التعب
والألم البادية علي وجهها، قامت برفع ناظريها له
وهتفت بتعب..
حو.. حور، بن.. بنت، بنتي في، فيي،فين.

هبط الطبيب عند مستواها وقام بتهداتها لكي لا
تدخل في انهيارا عصبيا..
أهدي يا مدام ياسمين بنت حضرتك كويسة، دي حتي
هما عرفوا مكانها وراحوا يجيبوها، أنتي بس أهدي
عشان صحتك مش تتدهور تاني.

بصيص من الألم قد نبع من ناظريهاا، هل ما يقوله
صحيح سوف تري ابنتها وتقوم باحتضانها بين
ضلوعها وقلبهاا..
صحي، صحيح يا دكت،دكتور بنتي هترجع أنت بتتكلم
جد أرجوك ما تكدبش علياا.

لا يعلم لما قال ذلك، فهو علي يقين أنه إذا نطق بغير
ما قال سوف تتدهور حالتها، وتفقد العيش في هذه
الحياة.
تحدث بكل هدوء وورع لكي يبث الطمأنينة في قلبها..
أكيد طبعاً يا مدام حتي لو مش مصدقاني اسألي
جنان بنت حضرتك، هي إلي وصلت لينا الخبر بكده
علي العموم اسيبك دلوقتي عشان تستريحي وإن
شاء الله خير.

بعد أن قام بالاطمئنان عليهاا غادر إلى الخارج، وعند
خروجه رأي أمامه ابنتها جنان وهي تذرف دموعاً
أصبح علي يقين أنها قد سمعته وهو يخبر تلك المريضة
بالداخل.
نطق ببعض الاستغراب من هياتها المذرية تلك..
جنان يا بنتي بتعيطي ليه، في حد زعلك أو وصلك
خبر مش كويس أحكي في إيه.

نظرت له بامتنان علي ما فعله مع والدتها بالداخل
فلو لم يقل لها ذلك، لا تدري كيف ستكون حالتها
الآن..
أنا مش عارفة أشكرك أزاي يا دكتور، حضرتك عملت
فيا معروف كبير قوي لما قلت لماما الكلام ده، بكلامك
ده ردت ليهاا الحياة من تاني حور بالنسبة ليهاا
الهواء إلى بتتنفسه، وبعملتك دي خليت ليهاا سبب
عشان تعيش ليه، بجد لو فضلت أشكر في حضرتك
مش هقدر اوفيك حقك، ربنا يخليك بجد.

قام الطبيب بأن يرتب علي كاتفيها لكي يبسها الحنان
والطمأنينة لكي يزرع الأمل بداخلها من جديد..
مفيش داعي للشكر يا بنتي ده واجبي وعبدالرحمن
بيه صديق عمري، وإلى ياذيه ياذيني ربنا يعلم
معزتكوا في قلبي قد إيه، وأحب اطمنك كمان مدام
ياسمين بقت بخير ومعدش في خطر علي حياتها
وشوية وتنتقل اوضة تانية، اسيبك أنا دلوقتي عشان
تدخلي تتطمني عليهاا وربنا يطمنكوا عليهاا بالاذن
أنا.

غادر الطبيب غير منتبها بالتي تتابعه بنظرها، وعيناها
تحكي بكل الشكر الذي يكون قليل علي استحقاقه
فلولاه الآن أصبحت والدتها في خطراً جسيم.
دلفت إلى الداخل لكي تقوم بالاطمئنان عليهاا، وتدعوا
الله بأن يتم إرجاع حور علي خير.

==============================
في أحد الاوكار السرية الخاصة بمافيا الصقور.

يقبع بداخل هذه الغرفة منذ أيام ذراعه الأيمن وهو
لا يعي بما حوله.
يسترجع بذاكرته إلى الوراء بعدم أتى به من وكر
النمر والذي اخترقه بكل سهوله.

فلاش بااك.
كان وحشا جامحا يصرخ بمن حوله بأن يخبروا الطبيب
لكي يأتي بأسرع وقت، حتي لا يفقده وإن فقده
ستكون بموتهم في الحال.

يصرخ مثل الأسد الجامح في كل من حوله، وعيناه
لا تفارق بالراكد أمامه، وهو بين الحياة فهو لا يتحمل
فقدانه، فهو أخيه الذي عوضه عن كل ما مر به في
حياته..
أنتوا يا أغبية بسررررعة عاوز دكتور، يااااالله أنتوا
لسه واقفين قدامي غوررروا هاتوه بسرعة.

بعد لحظات كان الطبيب بالداخل يقوم بالكشف علي
حالته، والتي لا يظهر منها شيء بعد العذاب الذي
مر به وقام بتحمله.

خرج الطبيب وعلامات الأسف ترتسم علي محياه
التي ما أن رأها جون وقد وقع القلق بداخله..
أنا آسف بس ده حالته متأخرة خالص جسمه كله
متكسر، حتي في نزيف في المخ دي غير الإصابات
التانية، أنا آسف كلها أيام أستأذن أنا.
بااااك.

قطع تفكيره وذهب إلى صديقه ويجلس أمامه كما
هي عادته منذ أن أتى به إلى هذا الوقت، يريده فقط
إن يفتح حتي عينااه ولكن الآخر لا يعي بأي شيئا
حوله مهما كان.
هتف جون وهو في أشد حالات حزنه وقلقه، يريده
فقط أن يستيقظ ولا أن يقف أمامه ولا يستطيع
أن يفعل له شيء..
دايفيد قوم يا صاحبي أنا مقدرش أشوفك كده، مش
تحسسني بالذنب إن أنا سبب إلى جري ليك يا ريتني
ما بعتك ليهم، كنت واثق أنه مش هينسي انتقامه
بس مش كنت متوقع إنه هينتقم منك أنت فياا، قوم
بقاا أنا تعبان مش مستحمل أشوفك قدامي كده.

ولكن بمن يتحدث معه، خرج وعلامات اليأس والقهر
تنبع من قلبه، قام بتكفيف دموعه بيديه، وهتف جون
بوعيد انتقامي..
ماااالك هقتلك وحياة أغلى حاجة عندي لدمرك
وهوريك العذاب وهخليك تتمني الموت ولا تطوله
أنا ورآك والزمن طويل هجيبك حتي لو كنت في سابع
أرض وبكره تشوف.

=============================
في مبني العمليات الخاصة.
يجلس أمامه يستمع لما يتحدث به الضابط
بعد انتهائه من سرد أخباره التي عرفها عن مكان
أبنته حور، تحدث الضابط بما أثلج قلبه ووقع الرعب
بداخله..
للأسف يا عبدالرحمن باشا بنت حضرتك في وكر
الشيطان، وده أنا وصلت ليه بمعرفتي بس في حل
واحد ممكن ننقذ بيه بنتك حور من غير ما يصيبها
أي سوء.

نطق عبدالرحمن ببصيص أمل بعد معرفته بالخطر
القابعة فيه أبنته، والذي يستطيع إنقاذها هذا الضابط
الجالس أمامه، تحدث بكل أمل..
أرجوك يا حضرة الظابط، قولي أنا مقدرش أشوف
بنتي وهي بين أيديه أنا كده بموت مش قادر أتخيل
أصلاً هي حالتها دلوقتي إيه، والحيوان ده عمل فيهاا
إيه.

قام الضابط من مجلسه ورتب علي كتفه لكي يطمئنه
علي أبنته، وأنه سوف يفعل المستحيل لكي يرجعها
ولكي ينفذ انتقامه علي أكمل وجه..
أهدي يا عبدالرحمن بيه أنا هعمل كل إلي هقدر عليه
عشان مش يصيب بنت حضرتك أي أذى، وبعدين
مش تقلق كده أنا دلوقتي حددت موقعها وبعت فرقة
خاصة عشان تحاوط المكان، وننقذها بدون أي ضرر
يصيبها، أنا عاوز حضرتك تهدي كده مفيش داعي
للقلق ده، وأنا وعد مني إني هجيب ليك من غير أي
خدش أو إصابة فيهاا أهدي كده وكل حاجة هتكون
تمام.

تحدث عبدالرحمن بكل أسى وكأنه قد تخطي المائة
من عمره وهو ينطق بكل حزن وألم..
أهدي أزاي بس، وأنا مش عارف بنتي جرالها إيه ولا
مراتي إلى راقدة في المستشفي من يومها وهي مش
واعية بآلي حواليهاا، قولي أهدي أزاي وأنا حاسس
إني هفقد عائلتي خلاص.

وضع وجهه بين كفيه حابسا
دموعه ويدعو الله أن يسترجع عائلته بأسرع وقت
هتف بكل قهر..
يااارب رجع لياا بنتي وأشفي مراتي أنا عارف إنك مش
ترضي بالظلم يااارب رجعهم لياا بالسلامة.

دمعة خائنة قد ذرفت علي وجهه وهو يري أمامه
هذا الشخص الحزين رغم جبروته وقوته إلا أنه قد
تمكن الحزن من قلبه، قام بتكفيف دموعه وتحدث
بنبرة مرعبة..
انتقامي خلاص قرب يا رعد ووعد مني لانتقم منك
وهوريك العذاب إلى علي أوصله وبكره تشوف.

============================
في الغرفة القابعة فيهاا حور..
تسير بلا هوادة يمينا ويسارا تريد الهرب من هذا المكان
المظلم، والذي توجد فيه منذ اختطافها وما يزيد
حيرتها هذا الكائن الغامض الذي لا تري منه غير
عيناه.

يقطع شرودها إطلاقاً ناريا بالخارج، لحظات وقام
أحدهم باقتحام الغرفة في سرعة البرق، صدمة
قد شلت حواسها من هول ما رأت.
نطقت حور بهمس غير واضح..
رعد.

ابتسامة شيطانية قد ارتسمت علي شفتاه ونظرات
ناريه تشع من عيناه، هتف رعد بهدوء انتقامي..
وأخيراً يا حور وقعتي بين ايديا ومحدش هيقدر
ينقذك مني.







تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1