(الفصل السابع)
صدمة قوية قد احتلت معالم وجهها، لم تتوقع أبدآ
أنها سوف تقع بين يدي معذبهاا بهذه السرعة من
الوقت، مهلآ هل سيكون معتقدا أنني قد هربت من
بين براثينه، ياليتني لما أخطط ذلك اليوم في الهرب
وأنني كنت علي يقين أنني سوف أقع بين يديه في
أي يوم من الأيام.
حور بصوت متحجرش قليلاً..
بص أنا مش عملت حاجة ولا حاولت أنني أهرب منك
أنا انخطفت صدقني، أرجوك مش تاذيني أنا وربنا
مظلومة.
ضحك رعد بسخرية ونيران مشتعلة تتاكل في داخله
حزناً وقهرا علي حوريته، وهي أمامه الآن تترجاه أن
يرحمهاا، ولكن مهلاً لن أضعف ثانية سوف اذيقها
العذاب بشتيء أنواعه، رجع رعد إلى هيبته ووقاره
مرة أخرى..
ههه أرحمك، وأنتي مش رحمتيني ليه كنت مستني
اليوم إلى هتتكتبي فيه علي أسمي تقومي وبكل
دم بارد تجرحيني بسكينه باردة، لييه يا شيخة حرام
عليكي أنا حبيتك وكنت هتغير عشانك أنتي وبس
كنت هكون رعد الحقيقي بحنيته وطيبته إلى كنت
مفتقدها لسنين ولما لقيتك أنتي رجعوا لياا تاني
جاية بعد الوقت ده تطلبي مني السماح ده بعدك
أنتي مفكره أنه بشوية دموع التماسيح العبيطة دي هتنقذك
مني لا، أنا بقاا هوريكي وشي التاني وإلى هخليكي
بيه تتمني الموت ولا تطوليه.
ارتعدت للخلف قليلاً وهو يقوم بالتقرب منها لكي
يقوم بالامساك بهاا، وقف أمامها لا يفصل بينهما
أنشأنا واحداً، مما أوقع الرعب في اوصالها، تحدثت
حور ببعض الخوف والذي قد تمكن منهاا وهي في
حضرة شيطانا جامحا..
ارجوك أنا مش هربت منك، هو إلي خطفني مش حسيت
بحاجة غير وأنا موجودة هناا في المكان الغامض ده
أنا بقول الحقيقة ده إلى حصل صدقني لو بتحبني
أرجوك مش تعذبني.
دنا رعد بالقرب من مسامعهاا ملقياا مما أدب الخوف
والرعب في داخلهاا..
أنا هدفنك حية، هوريكي العذاب بأنواعه وتحت أيدي
عذاب الشيطان الحقيقي، هخليكي تتمني الموت
والرحمة ومش هتطوليهاا، وده وعد مني يا حوريتي.
جفت الدماء في وجههاا وأعلنت ضيق التنفس لديها
جسيت علي ركبتيها، واضعة وجهها بين كفيهاا وهي
تبكي ذعرا وخوفا مما تفوه به، ومما هي علي يقين
علي ما ستلقاه بين يديه.
نطقت حور ببنت شفقة وهو تترجاه أن يعفو عنها
ناطقة بنبرة هامسة قليلاً..
أنا ما عملتش حاجة، عشان تقول كده أنا انخطفت
من بيتك ومن وسط حراسك وفي وجودك، بس أنا
هقولك كلمة واحدة وقت الأوان لما يفوت مش ترجع
تندم وأنت هتيجي تترجاني عشان اغفرلك بس
وقتهاا هتكون خسرتني للأبد، وعمري ما هرجع ليك
في حياتي.
أبتسم رعد بتهمك واضح، وشرارات نارية تنبعث
من بين محجرية من هول كلماتها، ولكن لن يغير ما
عزم عليه وهو علي يقينآ واضح أنا ما سيفعله هو
خسارة وجرحا لقلبه ولكن لن يتم الرجوع بعد ذلك
وهو قد وعد وسيحقق وعده مهما كلفه الأمر.
تحدث رعد بجدية آمرآ جنوده باخذها من أمامه
وهو لا يتأثر بصراخها، مع أنه يتقطع داخلياً من
توسلها ولكن عليه تأديبها أولاً..
خدوها من قدامي حالاً ياالله مش عاوز أشوفها قدامي
وحطوها في المكان المخصص ليهاا بسررعة.
بعد أخذها وهي تصرخ وتتوسل منه أن يرحمها
ولكن كيف يرحمها وهى في حضرة من فقد الرحمة
من قلبه.
نطق رعد بقلبا جارحا وعيناً حزينة..
سامحيني يا حور كان لازم أعمل كده، عشان مش
تحاولي تهربي مني تاني، بس وعد مني هعوضك
عن كل إلي شوفتيه، بحبك يا حور.
==========================
في المشفي.
يسير بشموخ واضح لا يليق إلا به، مرتسما علي وجهه
قناعا من البرود والتكبر، له شخصية حادة تكاد أن
تنشر الرعب من حولها، أتى لزيارة أحد حراسه الموثوقين
الذين قد جرحوا من قبل مافياا الصقور، وهو الوحيد
المتبقي علي قيد الحياة قام هو باخذه إلى المشفي
الخاص به، جاعلا إياه في سرية تامة، لكي لا يعلم
أحد وأن يحقق انتقامه في طرفة عين بعد تخطيط
دقيق له.
عند سيره قام بخبط أحدهم دون وعي منه، وقام
بالذهاب في طريقه دون أن يلقي بنظره ممن قام
بالخبط فيه، وقف في مكانه علي كلمه صدرت من
الآخر مما جعل النيران تشتعل في داخله.
هتفت بتافف وضيق واضح..
.... أنت يا حيوان مش تشوف قدامك ولا ماشي
تخبط في خلق الله، فعلاً بنادم حقير مشي حتي
من غير ما يعتذر مش عارفة أصلاً الناس دي بيطلعوا
للواحد منين أهي كانت نقصاه هو راخر بجد حاجة
تقرف.
استدار مالك علي هوادة وسار باتجاهها وهي ما زالت
ترتب في ثيابها بعد أن اوقعها أرضاً وقام بتوسخها
أصبح أمامها وجهاً لوجه، رفعت ناظريها له وهي
تري كتلة من العضلات والهيبة والحضور يتمثل
في حضوره، ضربة قاضية قد أصابت قلبهاا من مجرد
رؤية وسامته وحديثه.
لا يفرق الأمر أيضاً بالنسبة له فهو بمجرد التقاء
عيناهما، أصابت قلبه شعوراً خاصاً لا يعرف ماهيته
رأي أمامه أقل ما يقال عنها أنها ملاك.
نطق مالك باستهزاء وسخرية من كلماتها..
أنتي عارفة بتكلمي مين يا شاطرة، عارفة كلامك
ده ممكن يوديكي فين انا ممكن امحيكي من علي
وش الأرض بس رفقاً بحالتك المزرية دي هغفرلك
المرة دي، مع إنك مش تستاهلي أصلاً، فعلاً واحدة
غبية.
تطلع إليه في دهشة وضيق مما قاله لها، نطقت جنان
بجنون وهستيرية قد أجتمع علي أسرها كل من كان
يوجد بالمشفي..
هي مين دي يا حيوان، أنت مفكر نفسك مين ولا
حاجة، انا حالتي مزرية دانا أنضف منك روح شوف
نفسك في المرية وأنت شبه السلعوه كده مش عارفة
وشك من قفاك قال تغفر لياا قال، ومحدش غبي
ولا متخلف إلا أنت، أنا مش عارفة واقفة معاك هنا
بعمل إيه واحد حيوان عامل إلى يرميه في كيس
زبالة، واحدغبي فعلا .
تنطق غير واعية بكتلة النيران والدمار المشتعلة
أمامها، لا تعرف أين وقعت ومع من مع قاتل سفاح
لا يعرف عن الرحمة شيء.
هتف رعد بهدوء مدمر ودنا بالقرب من وجهها..
أنا هوريكي مين هو الحيوان والزبالة إن ما ندمتك
علي كل كلمة نطقتي بيهاا مش أبقى أنا النمر.
ارتدت حور قناع البرود وذهبت من أمامه بكل هدوء
غير مهتمة بأي كلمة قالهاا، فهي أقوى مما يتوقع.
بعد مغادرتها وهي في أشد قوتها لا يعلم لما أعجب
بها رغم ما تفوهت به، وأقسم في داخله أنها سوف
تكون لبوته الجامحة.
تحدث مالك بهدوء مخيف..
بقيتي ملك النمر عشان قدرتي تعملي إلى محدش
قدر يعمله، فعلاً عجبتيني وهندمك علي كل كلمة
قلتيها لياا يا لبوتي الجامحة.
==========================
في فيلا جواد الدالي.
يجلس ببرود في مكتبه، ينتظر المعلومات التي أوصى
بهاا حارسه بأن يأتي بهاا ولكن في منتهي السرية.
يدلف إلى مكتبه وعلامة النصر مرتسمة علي وجهه
هتف الحارس بكل خبث..
كله تمام يا باشا مالك العمري بقي في ايدينا خلاص.