(الفصل الثامن)
ابتسامة خبيثة وماكرة ارتسمت علي شفتاه، من هول
ما سمع وهو الآن في أوج حالات سعادته، لقد تم
تنفيذ مخططه علي أكمل وجه وبمنتهي السرية
لايصدق أن ألد أعداءه أستطاع الوصول إليه بكل
هذه السهولة، أهي حظ أم ذكاءً نابع من داخله.
هتف جواد بكل اريحية ولا تزال تلك الإبتسامة
الماكرة والغادرة تشق شفتاه من كثرة سعادتها..
دلوقتي بس عرفت إني مشغل معايا رجالة بحق
وحقيقي أنا مبسوط منك لأنك أديت المهمة علي
أكمل وجهه، وبدون ما أي حد يحس بيك، جبت
الأمانة معااك ولا نسيتها.
قام الحارس بمد يده من وراء ظهره، وهو يحمل
في يديه مجموعة من الأوراق آلتي ما إن رأها جواد
هب واقفاً وأخذها بسرعة البرق لكي يري محتواها.
تحدث الحارس بكل جدية وغموض ينبع من كلماته
لم يعطي لها جواد بالا، غير أنه ملهي فقط في رؤية
محتوي هذه الأوراق..
زي ماحضرتك أمرت بالضبط يا باشا، كل المعلومات
الهامة بحياة النمر من يوم ما نولد لغاية النهاردة
وهي موجودة في الأوراق إلى في أيد سعتك دي.
أستطاع جواد الجلوس بكل شموخ واضعا قدماً فوق
الأخرى، وهو في أوج حالات سعادته وفرحه لأن
مراده قد أقترب بأسرع ما كان يتوقع وهو الإنتقام
من مالك بعدما قتل له أبنته بدما بارد وهي ما تذال
في ريعان شبابها، ولكن مالم يكن في الحسبان أن
يتم الإنتقام منها في هذا الوقت.
نطق جواد بكل جدية وبنبرة هادئة ولكن تحمل في
طياتها كثيراً من الخبث والدهاء الداخلي..
عاوز منك تراقب مالك وتعرف لياا كل خطوة هو
بيعملها، وتكون ليك عيون في وسط رجالته عشان
لو حس بحركة كده ولا كده نكون إحنا أسبق منهم
بخطوة، روح دلوقتي علي الحسابات عشان تأخد
بقيت فلوسك، ومش تنسي كل لما كانت المعلومات
أخطر ومهمة كل لما كان حسابك أكتر يلا روح
وعاوز كل الأخبار توصلني في أسرع وقت.
بعد مغادرته قام جواد بالقيام باتصالا هاتفياً، دقائق
وهو يتواصل مع الطرف الآخر وهو يعطي له ما
يستطيع أن يهدئ روعه وقلبه في نفس الوقت.
جواد بحزن وقهرا داخلياً من هول ما سمعه من هذا
الشخص الآخر، وهو علي أتم إستعداد أن يدفع
مالديه لكي يسمع أخبار سعيدة تريح قلبه وخاطره..
يعني إيه مش في أمل كل ده ومش قادرين تعملوا
حاجة، كل إلي أنت عاوزه أنا هعمله ليك بس حاول
تعمل إلى في وسعك عشان دي بالنسبة لياا روحي
أنا بترجاك إنك تعمل إلى عليك وأنا تحت أمرك في
أي حاجة وأي وقت بس أنت أطلب وأنا انفذ.
قام جواد بالانتهاء من الإتصال الهاتفي الذي بالنسبة
له هو يكون روحه الذي يتحمل ويحارب لأجله.
جواد بجحيم انتقامي وبنبرة وعيد..
دي الخطوة الأولى من انتقامي ولسه أنا ورآك والزمن
طويل، والخطوة الجاية هتكون أكبر جرح ليك
وهتشوف يا نمر.
=============================
في قبر الموت.
تقف في أحد الزوايا والرعب والخوف يتاكل في داخلها
منذ أن أتوا بها وهي لا تعلم ما هو مصيرها، تريد
النجاة من هذا القبر المخيف، لم تستطع تحمل المنظر
الموجود أمامها، من دماءا وجثث قتلي وحشرات
قاتلة وأدوات من التعذيب التي إن رأيتها سوف
تقع صريعا لها.
دلف إلى الغرفة وهو يبتسم باستهزاء من رؤيتها
والخوف يسيطر عليها ويتاكل في داخلها، وهو لا
يريد إلا أن يري سيطرته وخوفها منه وهذا ما حصل
عليه دون أدنى مقاومة.
جلس أمامها بكل برود صقيع وهو يضع قدماً علي
قدم والشماتة تنبع من عيناه الجحيمية، وهو يري
الرعب ينجلي من قلبها.
نطق رعد بكل هدوء يتواجد لديه ولكنه مليء بالخبث
والانتقام المريب الذي يكون جزءاً من شخصيته
الفتاكة..
وأخيراً بقيتي قدامي ومعايا تصوري إن ده مكاني
المفضل يا حوريتي، مش بستلذ بتعذيب حد قريب
مني إلا في المكان ده، عارفة المكان ده أسمه إيه
آه أنا آسف افتكرت انتي مش تعرفي أي حاجة
بس هقولك ده أسمه قبر الموت، وهو هيكون قبر
موتك يا حورية رعد.
عبرات من الدموع تسير علي خديها الورديتان لا
تستطيع حتي أن تقوم بمسحهم بيديها، قامت حور
بالانزواء علي نفسها حماية لها من هذا الكائن الوحش
القابع أمامها.
استطاعت حور بأن تنطق ببعض الكلمات، والتي
جاهدت نفسها في سبيل أن تقوم بالنطق بها وهي
في حضرته ووجوده..
أ أ أن، أنا م م ما عم، عملت، عملتش ح ح حا، حاجة.
قام رعد بكل انسيابية وتقدم بكل هدوء حتي أصبح
أمامها، دنا بالقرب من مسامعها وهو يتلو عليها
بكلماته القاتلة التي أصابتها في مقتل دون أن يعلم..
أنا هكون ماضيكي وحاضرك ومستقبلك، العذاب
بأنواعه هتشوفيه علي أيدي وهاخد منك إلى أنا
عاوزه، وبموافقتك كمان بس لما تمضي علي الورقة
إلى أنا جايبها معايا دلوقتي.
قام بوضع الورقة والقلم عليها علي الطاولة وهو
يشير لها بانظاره بأن تقوم بالتقرب وأنا توقع عليها
لكي يبدأ بالتفنن بتعذيبها علي أكمل وجه.
خطت عدة خطوات لكي تقوم بالوصول إلى الطاولة
لكي تعرف ما هي هذه الورقة، والشيء الذي يوجد
بداخلها، أصبحت أمامها وقامت بحملها والتمعن
بقراتها ورأت ما أدى إلى توسع ناظريها علي آخرهم .
تحدثت حور كأنها آلة لا تستطع التحرك من مكانها
ولكنها تنطق فقط بلسانها..
إ إ إي، إيه د د ده.
رعد بابتسامة خبيثة وبنظرات تلاعبية يريد أن يري
ماهو توقعها مما رأت وها قد حصل علي مراده
نطق رعد بكل براءة..
إيه يا حبيبتي ده عقد جوازنا آه معلش نسيت
أقولك أصل النهاردة جوازنا يا روحي فأنا عاوزك
زي الأمورة كده توقعي من غير ولا كلمة يلا.
نظرت إليه بتوسل بألا يفعل ذلك ولكن نظرته النارية
أجبرتها علي الخضوع والامتثال لأوامره، قامت
بالامساك بالقلم وخطت بكلمات أسمها علي سجنه
الأبدي الذي هو بمثابة موتها لا محالة.
دمعة خائنة وقعت من عيناها قهراً وخذلانا مما أؤدي
بها قدرها إلي حجيم هذا الشيطان الذي لا يعرف
الرحمة.
قام بأخذ الورقة بسرعة البرق وابتسامة مفرحة
قد أضاءت قلبه دون أن يدري لما أحس بذلك ولكن
لا يهم أخيراً كتبت حبيبته علي أسمه إلى الأبد.
نظر لها رعد بكل تلاعب وهو يهتف بكل خبث نابع
من داخله..
دلوقتي بس قلبي أرتاح وبقيتي لياا لوحدي وبتاعتي
اسيبك تجهزي نفسك للي هعمله فيكي ياروحي.
بعد أن ذهب وقعت في مكانها وهي تبكي دماً مما
أوقع فيها قدرها في قبضة هذا الشيطان الجامح.
==============================
في فيلا حور.
في غرفة والدتها.
تقوم باسنادها لكي تكون في وضع مريح لها خاصة
بعد أن أوصى الطبيب بخروجها، وتعليماته بأي
يتم الاعتناء بها علي أكمل وجه، وأن يتم الابتعاد
علي التوتر والضغط لكي لا ترجع إلى انتكاستها
من جديد.
بعد أن انتهت جنان من تعديل وضعيتها، قامت
بالجلوس بجوارها وحمل الطبق بين يديها لكي
تقوم باطعامها وابتسامة مشرقة ترتسم علي وجهها
فرحاً برجوعها ووجودها أمامها.
نطقت جنان باشراقة وحب وحنان نابع من داخلها
علي شفاء والدتها ورجوعها من جديد..
أنا مش عارفة أقولك إيه ياماما أنا مبسوطة قوي
إنك قمتي بالسلامة، الفرحة مش سيعاني وعشان
كده أنا هاكلك بأيدي كمان يالله أفتحي بوقك
عشان نرجع نطيب ونكون أحسن من الأول كمان.
رفعت ياسمين نظرها إليها بتساؤل لكي تقوم بمعرفة
أين هي أبنتها حور وهي منذ قدومها لا تعرف أين
هي الآن.
قامت ياسمين بالتحدث والخوف يتاكل في داخلها
تريد أن ترآها ولو لمرة واحدة فقط وأن تقوم بالاطمئنان
عليها..
فين حور بنتي يا جنان أنا من ساعة لما جيت وأنا
مش شايفاها، أنتوا قلتوا انكوا جبتوها وأنا مش
لقياها أنا بنتي فين ومش عاوزاكي تكدبي علياا.
ارتسم الخوف علي ملامحها، لم تتوقع أن تقوم بسؤالها
ولكنها ارتسمت قناع المحبة والابتسامة المشرقة
لكي تقوم بطمانتها..
حور مع عمه عبدالرحمن يا ماما دي أول لما عرفت إنك
هنا قالت مسافة السكة وأكون عندها، عشان تعرفي
بس غلاوتك عندنا يالله كلي بقاا عشان تتغذي كويس
ونرجع نقوم من تاني.
نظرت لها بشك فهي كأم قلبها يخبرها غير ذلك
ولكن أرادت مجارتها، لكي تعلم أين هي أبنتها
وما الذي حل بها منذ اختفاءها.
يقف في الخارج يستمع إلى كل كلمة تدور بينهما
والدموع تأخذ مجراها علي ملامحه، يريد فقط أن
يعلم أين هي أبنته فهو مع نفوذه لم يستطع أن
يقوم بانقاذها.
قطع تفكيره رنين هاتفه، قامت بالرد علي الإتصال
بسرعة لكي يعلم ما هي آخر الأخبار آلتي تخص
أبنته.
هتف عبدالرحمن بأمل واضح يشع من عيناها..
ايوه يا حضرة الظابط إيه الأخبار وصلتوا لجديد.
الضابط بكل جدية قائلاً..
حضرتك أنا عاوزك عندي دلوقتي في أخبار جديدة
وكمان إحنا وصلنا لمكانها بالضبط، عاوزك تكون موجود
عندي في أسرع وقت عشان نتفق علي الخطة
وإحنا بننقذها منه بس تكون موجود عندي في سرية
تامة من غير ما حد يعرف أنا في انتظارك مش
تتأخر.
بعد أن أنهى اتصاله قام بالتوجه إلى الخارج بسرعة
البرق لكي يعلم خطته وهو أقسم أن ينقذ أبنته
مهما كلفه ذلك حتي ولو كان الثمن حياته.
=============================
في فيلا مالك.
يقوم بمهاتفة أحدهم ويخبره بما ينوي الحصول عليه
وهذا مما أدى إلى اختياره لأنه سوف يؤدي المهمة
علي أتم وأكمل وجه.
تحدث مالك بكل خبث ومكر يشعان من نبرته
ونظراته القاتلة..
عاوزك تخطف جنان وتكون عندي في أسرع وقت.