(الفصل التاسع )
بعد أن أنهى مالك اتصاله الهاتفي مع هذا الغامض
المجهول، جلس باسترخاء واضعا قدماً فوق الأخرى
وبيده تبغه الخاص به وهو ينفس دخانه المثير.
ارتسمت علي محياه أبتسامة خبيثة وماكرة، هتف
مالك بكل هدوء ولكنه في ذات الوقت يحمل في
طياته كثيراً من الرعب القاتل..
أخيراً بعد ما دق قلبي ليكي أنتي بس من جديد
ولما وقفتي في وشي وواجهتيني بكل قوة وإصرار
وقتها بس حكمتي علي نفسك بدخول عرين النمر
وإلى عمرك في حياتك ما هتطلع منه غير بموتك
أو بموتي يا مجنونة النمر.
قام بالمغادرة إلى الخارج لكي يقوم بتصفية حسابه
القديم، بعد أن علم بما يخطط له ألد أعداءه من مافيا
الصقور، وجواد وهو علي يقين دائم بما يتم التخطيط
له من قبلهم، وهذا مما أدى إلى زراعته إلى الجاوسيس
بين أعداءه حتي يكون علي دراية تامة علي خططتهم
التي يدبرونها لإنهاءه، ولكن الملقب بالنمر يكون
اسما علي مسمي من تصرفه الماكر والخبيث.
بعد عدة ساعات أصبح أمام أحد أوكاره السرية
يخاطب أحد حراسه، بما املأه عليه من تنفيذ
المعلومات آلتي قام هو بها شخصياً لكي يكشف
الخائن الذي تم زراعته ضمن رجاله والذي يبثهم
بالمعلومات التي تفيد صفقاته تل والأخرى.
دلف إلى أحد هذه الغرف لا تري فيها سوي الظلام
الدامس، خرج علي أثره أحدهم مرتديا قناع الغموض
لا يظهر منه سوي عيناه، قام بالكشف عن وجهه
ويظهر علي مالك ملامح الخبث والغموض.
نطق مالك بكل سعادة وخبث داخلياً..
أهلاً بالايد اليمين الخاصة برئيس مافيا الصقور، مش كنت
متوقع ولو بذرة واحدة إنك تخون جون إلى كتاف
خيره مغرقك إيه السبب إلى خلاك تلجأ لياا أنا
عشان تخونه والتمثلية الرهيبة إلى عملتها دي عشان
تضله ممكن أعرف إيه سبب تصرفك وخيانتك دي.
هتف دايفيد بكل اريحية وابتسامة ماكرة تشع من
عيناه..
هقولك إيه إلي خلاني عملت كده وكمان ليه عملت
التمثلية دي ومعاك أنت بالذات عشان مش يشك
فياا، ومين الموجود عنده دلوقتي وإلى هو مفكره
إنه أنا.
فلاش بااك.
دايفيد بنبرة وعيد وشرارات نارية تخرج من محجرية..
أنا بعد لما سمعت جون بيتكلم مع حد إنه عاوز ينتقم
منك أنت بالذات وإلى عرفته إنها واحدة ست، كانت
السبب في دمارك زمان وهي عملت كده بمشورته
هو استنيت شوية لما مشيت، وبعدين دخلت عليه
واقنعته إنه يبعتني والمساعد بتاعي عشان نتمم
الصفقة دي معاك وهو وافق عشان كل ثقته فيا وعمره
ما هيشك، بعد لما كنا هنتفق عملت أنا وأنت التمثلية
دي إنك هتقتلني وامرت حراسك أنهم يخدوني
للقبو الخاص بيك أنا وإلى معايا عشان عرفت إنه بعت
حد يعرف إذا كنت أنا بخونه ولالا وده إلى عرفته
بطريقتي الخاصة، بعت ليه حد من الحراس إلى
كانوا معايا يعرفوه إنك خطفتني وعذبتني عشان
تنتقم منه، جه هو والحرس الخاص بيه واقتحم المكان
وقتل كل إلي كان موجود وأخد إلى كان موجود علي
أساس إنه أنا بس إلى مش يعرفه إن ده بيكون
أخويا التوأم، وطبعاً ده تم تحت نظري أنا وأنت أما
السبب إلى خلاني عملت فيه كده ولجات ليك لأنه
السبب في قتل مراتي وأبني إلى مات قبل ما أشوفه
خدها اغتصبها وعذبها عشان يرضي رغباته الحيوانيه
وأنا أقسمت إني هنتقم منه عشان كده أنا لجأت ليك
أنت الوحيد إلى هتقدر تساعدني أجيب حقي منه
والباقي أنت عارفه.
باااك.
مالك بتأثر من حديثه ولكنه اقتني قناع الجمود
والبرود القاتل هتف علي مسامعه ما يهدي ناره
وقلبه الملتهب بنيران الإنتقام..
أنا هساعدك مش عشان كلامك لا عشان أنا مريت
بآلي حسيته ده وبدام حطيت أيدك في ايدي عمري
ما هخذلك وهنتقم ليك أشر إنتقام.
تركته مالك وذهب إلى مكانه المفضل الذي يستريح
فيه مما يمر به في حياته، تاركاً إياه متوعدا بالانتقام
ممن قتله وسرق أعز ما لديه.
=============================
في قبر الموت.
تجلس في أحد زوايا هذه المكان المريب تدعو ربها
بألا يصيبها أي أذى من هذا المدعو زوجها، والذي
رأت في عيناه شرارات من الإنتقام والتعذيب المريب
والذي لا يكون ضحيته سوي شخصاً واحداً هي فقط.
هتفت حور داخلياً محدثة نفسها والرعب والخوف
يتمالك قلبهاا..
ياارب ساعدني أنا ماليش غيرك، أنا ما عملتش حاجة
عشان ده كله يحصل معايا.
دلف إلى الداخل وهو في أبهى حالاته يحمل في يديه
كأسا من الشراب وترتسم علي شفتاه أبتسامه غامضة
وشرسه.
نطق رعد بكل سعادة ولكن تشوبها الغموض والإثارة
الذي لا يعلم ما تحمله بداخلها سواه هو فقط..
قومي يا حور أشربي العصير ده عشان تخرجي من
هنا أنا خلاص مش عنت عاوز أنتقم منك وعاوز منك
بس تسامحيني خدي اشربيه عشان خاطري وأنا هخرجك
من هنا يلا يا حبيبتي قومي زي الشاطرة كده وعاوزك
تخلصيه كله.
نظرت إليه بشك فما الذي يدفعه إلى تلك المحايلة
الغريبة وذلك الإصرار الذي يفعله الآن، قامت حور
من مكانها وذهبت إليه وأخذته من بين يديه.
وشربته كاملاً وبعد عدة لحظات وقعت بين يديه
فاقدة للوعي لا تعي بأي شيئا حولها.
تحدث رعد بشراسة ونبرة شيطانية قائلا..
دلوقتي بقا بدأ الشغل علي أصله نبدأ بأول حاجة
وإلى بغباءها وصلها لكده بس لازم منه عشان مش
تفكر إنها تهرب مني.
قام رعد بحملها وتوجه بها إلى الخارج عازما علي
فعل ما ينويه بها، ولكن مالا يعلمه أن بفعلته تلك
سوف يخسرها إلى الأبد.
في صباح اليوم التالي.
قامت من نومها وصداعا فتاكا يكاد أن يدمر رأسها
من شدته، التقت نظرها بهذه الغرفة القابعة فيها
نظرت إلى نفسها ورأت أن لا يستر جسدها سوي
تلك الملأة الملقية عليهاا رأت بجورها هذا الشيطان
وهو يغفو باسترخاء واضح.
دار في عقلها أسوء السيناريوهات التي لا تريد أن
تحدث لها، قامت بالصراخ بأعلى صوتها مما أدى إلى
تردد صداها في كل ركن من أركان هذه الغرفة.
قام علي أسره مفزوعا من نومه رعد وهو يريد
ما سبب معرفة هذا الصوت المريب، التفت بنظره
إليها وهي تبكي بصمت رهيب مما أوقع الرعب في
قلبه من هياتها تلك.
حور ببكاء هستيري مما حدث معها ولا تعلم عنه شيء..
أنت عملت فيا إيه، وإيه المكان الغريب ده.
قام رعد من مكانة وتوجه إلى الاستحمام وهو في
أسعد حالاته، هتف بكل سعادة وحب حقيقي..
عملت إلى أي أثنين متجوزين بيعملوه يا روحي أنتي
مش فاكرة أي حاجة دي حتي أنتي إلى طلبتي مني
إني أعمل كده أوعى تكوني نسيتي لا أنا هزعل كده
أما أنتي فين فأنتي في قصر الشيطان يا زوجتي
العزيزة ودي اوضتنا من هنا ورايح.
لحظات لم تستوعب أيا مما تفوه به، صدمة شلت
جميع حواسها لم تريد أن يحدث ذلك ولا في أحلامها
ابدأ وأتى ذلك الوحش وسلبها أعز ما تملك بدون
أدنى مقاومة تذكر، قامت بالصراخ من أعماق روحها..
اااااانت كددددددداب.
ووقعت صريعة ذلك لا تعي بأي شيء حولها توجه
بسرعة البرق إليها وحملها بين يديه.
دمعة خائنة هبطت علي وجهه ونطق بكل حزن علي
ما آلت إليه حوريته..
أنا آسف يا حور كان لازم أعمل كده عشان تكوني لياا
للأبد أتمنى تسامحيني.
===============================
في مبني العمليات الخاصة.
يقبع أمامه منذ لحظات وهو علي تلهف واضح لمعرفة
ما الذي وصل إليه في حادثة أبنته حور.
عبدالرحمن بنظرة أمل ونبرة متلهفة..
ها يا حضرة الضابط عرفت مكان بنتي فين، ولا يكون
حصل ليها حاجة لو سمحت قلي حضرتك وصلت
لايه أوعى يكون في حاجة وأنت مخبيها علياا
قلي أرجوك.
أخذ نفساً عميقاً وقام من مقعده وتوجه إليه للجلوس
أمامه مما أوقع الرعب في قلب الآخر من أن مكروهاً
قد أصاب أبنته.
وضع يديه علي كتفه يريد أن يطمئنه مما سيتفوه
به الآن والذي سيصيب الآخر في مقتل إن علم ولكن
ما باليد حيلة لا بد أن يكون علي دراية مسبقة لذلك
خاصة وهو يري نظرة الرجاء في عيناه.
الضابط بغموض يشوبه بعض الحزن مما سيلقي
به الآن من اخباره..
حضرتك عارف إن بنت حضرتك دلوقتي في أيد
الشيطان، وأنا آخر مرة قلت ليك إني عرفت مكانها
وبعت قوة خاصة عشان تيجبها، بس للأسف شكله
كان عامل حساب لكل حاجة، لما اقتحموا المكان
مش لقوا حاجة، هو غير مكانها وده مش نعرف عنه
شيء للآن، أنا آسف بس كان لازم تعرف.
هتف عبدالرحمن بكل توسل إليه بألا يخبره به الآن
صحيح ايعني هذا أنني قد فقدت ابنتي للأبد..
أرجوك مش تقول كده أنت عارف بتقول إيه يعني
كده بنتي ضاعت أعمل أي حاجة أرجوك دي بنتي
الوحيدة، ده لو ولدتها عرفت ممكن تروح فيهاا أعمل
أي حاجة عشان بنتي ترجع لياا أنت وعدتني أرجوك
ده توسل من أب هيتحرم من بنته.
الضابط بكل جدية وإصرارا علي تنفيذ ما وصل إليه
رأفة من ذلك القابع أمامه ولا حول له ولا قوة..
أنا بوعدك وعد شرف مش هيهدي لياا بآل غير لما
أجيب بنت حضرتك، وهنتقم منه أشد أنتقم عشان
الظلم إلى خلي كل واحد تعرض ليه علي أيده وده
وعد مني أنا.
تركته وغادر إلى حيث أتى ولكنه وضع يديه علي
قلبه مما وقع صريعا لذلك ولم يعي بأي شيء حوله
غير أنه قد خسر أبنته للأبد.
===============================
في أحد الاوكار السرية.
جالسة علي كرسيا مغمضة العينان لا تري أي شيء
حولها، غير سماع أصواتآ وخطوات بطيئة قادمة
نحوها مما أوقع آلرعب في قلبها.
قام بنزع الضمادة من علي عيناها وهتف بكل خبث
ودهاء واضح يشع من عيناه..
أهلاً بيكي في عرين النمر يا جنان قلبي.
