(الفصل الاخير)
تسير بخطي واثقة نابعة من إرادتها الجامحة، من
يراها لا يكاد يصدق أن هذه هي جنان لقد صارت
لبوة شرسة قوية لا يقدر أحداً علي تخطيها
أو القدرة عليها، أصبحت لبوة متمردة ولكنها خاصة
بنمرها فقط.
حاولت مراراً معه بأن يعفو عنها وياخذها بأحضانه
لكي يبسها بالشوق والحنين الذي افتقدته كل تلك
الأيام، ولكن مع من أصبح نمرا مجروحا لن تشفي
تلك الجروح إلا بمرور الأيام.
عزمت جنان بعد محاولتها الجمة في استرضاءه
ولكن لن يمحو جرح نمرا غير لبوته الخاصة به
أياماً عديدة قضتها وهي تنهي حياتها في اشغالها
وتمرينتها القاتلة مما جعلها أقوى وأقوى من ذي
قبل، وهذا ما أصبحت عليه الآن حواء قوية مدمرة
كتلة من الإثارة النارية التي تحرق ممن يحاول التخطي
بجهتها.
تسير بخطي واثقة في رواد المشفي وهي تحمل لقب
أخطر امرأة وذلك لشدة جمالها واثارتها الفتاكة
كثيراً من الرجال حاولوا التقرب إليها ولكنها لن تقع
غير بشباك نمرها الفتاك، نساءا حاسدة وحاقدة
تنظر إليها بنظرات قاتلة تريد أن تبقي ولو بجزء
بسيط من شدة جاذبيتها المدمرة، ولكن عذراً من
أنتم حتي تصبحون مثلي أنا جنان الملقبة باللبوة
وأخطر امرأة التي لا يوجد ولن يوجد في مثيلها
أبدآ.
تبتسم بخبث وهي تخطو أولى خطوتها الواثقة
وهي علي علم بمن يوجد بداخل غرفتها والنيران
تكاد أن تفتك بأحدهم من شدة شرارتها الفتاكة
وهي تندلع من كلتا محاجرة، تقدمت بكل برود وهو
قابع أمامها لم تعطي أي ردة فعل لوجوده فقط تريد
أن تستفزه وهي من حاولت كل تلك الفترة لكي
تنال مسامحته، ولكنه لم يبالي بها وها قد حان الوقت
للاخذ بثارها ولكن بمكر حواء الخاص بها.
لم يستطع مالك تمالك نفسه وهي تخطيه دون أن تعطي
رد فعل لوجوده وهي تجلس بكل برود وتنظر أمامها
بلامبالاة، وهي بهذه الملابس التي ترتديها وتظهر
من جسدها أكثر مما تخفي، ويا ويلها أظهرت هكذا
أمام الرجال وهم يتمتعون ويمعنون النظر فيمن هو
ملكه وله وحده.
لا وألف لا لن اترككي يا جناني هذه المرة دون أن
أصك عليكي ملكيتي لأنك لي وما زلتي لي، قام
مالك بشدها من ذراعها واقفها أمامه واطبق شفتيه
بخاصتها بكل عنف يريد إثبات صك ملكيتها عليها
لم يفصل قبلته الفتاكة إلا بعد أن تذوق الدماء وهي
تسيل من شفتاها المثيرة.
هتف مالك بنبرة هادئة مقربا ذلك من مسامعها وهو
يريد أن تتردد تلك الكلمات في روحها..
ده جزء بسيط عشان يفكرك قبل ما تحاولي تعملي
حاجة تستفزني، أنتي ملكي أنا فاهمة بتاعتي أنا وبس
ولبسك ده لو شوفته عليكي تاني هقتلك سامعة
هدمرك وأنتي عارفة يعني إيه مالك النمر يا لبوتي.
قامت حنان بمسح الدماء التي تذرف من شفتاها وتقدمت
إليه حتي أصبحت أمامه ملاصقة إلى صدره وهي
تسمع دقات قلبه وهي تكاد أن تخرج من بين عضلاته
ووضعت يداها حول رقبته وهتفت بحميمية قاتلة..
وأنا بموت في النمر ومستعدة أكون ملكك دلوقتي
قبل بكره، عشان اللبوة مش تنفع إلا بوجود نمرها.
لم يعد فيه اطاقة لتحمل تلك المشاعر مما جعله
كأسد جائع وهجم عليها يبثها بحبه وعشقه الذي
أراد منذ رؤيتها وأن يريها ذلك، وهي تتقبل ذلك
بصدرا رحب غارقين معا في عالم الحب والعشق
الخاص بنمرا عاشقاً ولبوته الفتاكة.
==============================
في فيلا رعد.
الجميع يسرع علي ساق ورجل كيف ولا وهذا اليوم
الموعود الخاص بالشيطان وحوريته، أيام كثيرة
مرت بعد أن خرج من المشفي وهو في أوج سعادته
بعد أن اعترفت إليه حوريته بحبها، ورجوع والدته
إلى أحضانه كان مثل الملك من شدة الدلال الذي
تلقاه من حور ووالدته وهو الآن في أشد حالاته
من الفرح والسعادة اليوم الذي انتظره بعد سنوات
أنتظار وهو أن يتزوج من حبيبته وملكه روحه
وعشقة الوحيد حورية أنعم الله عليه بها بعد عذاب
مر به طوال حياته.
في الأعلى.
تضع آخر لمساتها الخاصة بها كحور ملكاً لشيطان
تبستم بحب وهي لا تكاد تصدق أن اليوم هو اليوم
الموعود لها وعشقها الوحيد وهي تكتب علي أسمه
وأن تصك بملكيته إلى الأبد.
يقف في الأسفل علي أحر من الجمر ودقات قلبه
تكاد أن تقفز من بين ضلوعه من شدة سرعتها
وفرحتها العاشقة، لحظات وهو يري حورية من الجنة
قابعة علي أرضها قاطعة للانفس من شدة جمالها
يريد الآن كوحش جائع الفتك بها واخذها إلى عرينه
وبثها بصك ملكيته الأبدية ودون أن يراها غيره
ولكن صبراً سوف يفعل ذلك بعد قليل، ممسكة
بيد والدها والفرحة مرسومة علي وجهها وهي تخطو
كل خطوة في طريقها لحبيبها وعشقها الأبدي، قام
والدها بتسليمها إلى شيطانها بعد أن قام بتوصيته
بعدة وصايا بحكم آبا سوف يحرم من أبنته الوحيدة
له.
أخذها رعد بصدرا رحب وهو ممسكاً بقوة بحوريته
وهو يتقدم بها وهي في أحضانه غير مباليا بأحد
أمام الشيخ لكي يقوم بترتيل كلماته التي تثبت
صك ملكيته عليها، دقائق وأصبحت حور ملكاً لرعد
وقلبها يدق بسرعة البرق وهي تري رعد يتقدم إليها
بنظرة اسدا جائع يريد الاستفراد بفريسته وهذا ما
حدث، قام مالك برفع حور علي كتفيه صاعدا للأعلى
تحت أنظار الجميع وضحكاتهم المجنونة من تهوره هذا
ولكن من هذا رعد الخاص للحورية.
صافقا الباب بارجله بعدما وضعها علي أرضية عش
حبهم، وهي تتراجع إلى الوراء وهو يتقدم إليها
بسرعة فتاكة ثواني وكانت حور بين أحضانه، هامسا
رعد بنبرة حميمية قاتلة..
وأخيراً يا حورية بقيتي ملكي للأبد وفي عريني
برضاكي، يا لو تعرفي أنا كنت مستني اليوم ده من
زمان أزاي مش هتصدقي بس دلوقتي خلاص الحلم
بقا حقيقة وأنتي معايا وفي عريني يا حورية.
يتفحص جسدها بخبث وهي تكاد أن تغيب عن الوعي
من شدة توترها، تقدم مالك وهو يشتم عبير شعرها
ويطبع قبلا علي ركبتها ثواني وأصبحت شفتيه مع
خاصتها يعلمها حبه وجنونه وهي ما لبثت أن قامت
بمبادلته مشاعرها وجنونها، لم تعلم كيف قام رعد
وهو يحصر جسدها بجسده في فراشهم غارقا إياها بقبلاته
الحارقة وهي تان باسمه من شدة هذه المشاعر
وقوتها مستقبلة ذلك بصدرا رحب تاركة إياه وهو
يعلمها بحور عشقه وجنونه غير عابيء باحدا غير
حوريته التي ما لبثت أن وقعت في قبضة الشيطان.
أيام كثيرة مرت في سعادة وجنون خاصة بعد أن
علم رعد بحمل حوريته وهو لا يكاد يصدق أن الله
قد أكرمه بوجود رمز حبه في رحم حورية قلبه، لم
تخلو تلك الأيام والشهور من دلال حور الزائد ورعد
في أوج سعادته من تكوين عائلته عن قريب.
لكن يشاء القدر بوجود من يعكر عليهم هذه السعادة
وهذا ما حدث، الشيء الذي جعل رعد يفقد حوريته
إلى الأبد.
===============================
بعد عدة شهور.
في المشفي.
قامت مثل المجنونة تجري في جميع اورقة المشفي
لكي تري فلذة كبدها، لا تصدق حتي الآن أنه قد
تركهاا، قد فارق الحياة.
لم تدري بنفسها إلا وهي أمام غرفة وليدها، دلفت
تبكي، تصرخ بعبرات، تكاد تدمي القلوب، من
قساوة نارهاا.
جلست بحسرة، وبحرقة، أمام سرير ابنها، تمسك
بيدها ملابسه الملطخة بالدماء، لا تصدق أنه
قد ذبح، قبل أن ترآه ، أنها حرمت منه قبل أن
تملي نظريهاا من رؤيته..
روحت فين، وسبت ماما، اخدوك مني ليه، دبحوك
وأنت مش إليك أي ذنب، عارف أنا أول ما اعرفت
إني حامل فيك، دعيت ربنا إني أشوفك وأملي
عيني منك، بس روحت قبل ما المسك، أو احضنك
واخدك علي صدري، وأحس بيك.
وبحالة هستيرية، ممزوج ببكاء وانهيار حاد..
لييه يا رعد، عملت كده ليه، تدبحه بدم بارد ده
ابنك، لما أنت عاوز تقتله خليتني احبه واجيبه
لييه، ذنبه إيه، ذنبي أنا إيه، حرمتني من شوفته
ومن أول نظرة إني أشوفها منه.
بعد تكفيف دموعهاا، هتفت بنبرة تملأها الإصرار
والعزيمة والدمار..
أقسم بآلي خلق الخلق لندمك يا شيطان،
هخليك تتمني الموت، كل لحظة ودقيقة، وبحرقة
أم، انحرمت من أعز ما تملك، لابكيك بدل الدموع
دم، وده قسم مظلوم من قلب محروق، لاهوريك
العذاب بموته ولا أخليك تطوله.
وبحرقة دفينه وبنظرة قوة الاهية مسيطرة..
أنا حور هوريك يا شيطاااااااااان.
في مكان مجهول بعيد عن الأنظار، لا يعلمه أحد سواه.
يجلس أمامه بنظرة، تملأها الندم، والانكسار، والحرقة
أمام ملآك بريء يغط في نوما عميق.
يتحدث بنبرة ابوية محببة ممتزجة بالبكاء والحزن..
سامحني يا بني، كان غصبن عني لو مش عملت
كده، كانوا هيحرموني مني أنت وهي، أنا عارف
إنك مش هتسامحني، بس كان لازم احرمك منها
عشاان احميكوا من غدرهم، وقسوتهم، أنتوا
أحلى حاجة في حياتي.
وبنبرة مدمرة، وبنار مستعرة..
أوعدك أني هرجعك قريب، بس لما أكمل انتقامي
للآخر، وقتهاا بس هرجع رعد وعائلته مش الشيطان
وده وعد مني أنه قريب قوي.
وطبع قبلة علي جبينه، عند ذرف دمعة خائنة منه
قام بمحيهاا، وألقى نظرة أخيرة علي ملاكه الصغير.
وخرج بكل هيبة، مثل الشيطان، الذي يكاد يراه
لا يصدق أنه منذ وهلة كآن مثل الطفل الوديع في
الداخل.
هتف بهدوء مريب..
لو حصلت أي غلطة، أو اتاذي
بأي أذى، حتي لو كان صغير، مش هيكفيني
دمكوا.
خرج بخطوات شيطانة، تاركاً هؤلاء المساكين
يتعركون من شدة خوفهم، وهلعهم من هذا الشيطان
المدمر.
تحدث بشرود وهو في داخل سيارته، بنبرة حزينة
ودموع صامته مما حدث معه وتلك الرسالة التي
أتت إليه من هذا المجهول وكانت نتيجتها هو فقدان
رعد لحوريته للأبد..
سامحيني يا حور.