قصه كامله
للكاتب محمد السيد
لحد النهاردة مش قادر انسي الحكاية دي ، لحد النهاردة ذكرياتها بتطاردني وبرغم من مرور سنين طويلة!! الا أني لسه لحد دلوقتي عندي نوبات خوف ورعب وقلق .. ابن عمي حسام عنده ديما فوبيا من المرايات ، لما كان يجي يزونا أو يبات كان عنده طلب وحيد ودائم .."" اغطي كل المرايات ال في البيت وبالأخص مرايات الحمام والاوضة ال بيقعد فيها "" ، الخوف عنده كان من النوع المرضي لدرجة أنه أحيانا كان بيطلب مني اني اروح معاه الحمام ويغمض عينه لو لمح مرايا مش متغطية ! .. لما كنا صغيرين الموضوع كان سهل ! كان سهل أن الناس تتقبله ، بس الغريب أنه كل مكان بيكبر في السن الموضوع بيذيد بشكل أكثر تعقيد ، لما بحثت عن حالته لقيتها مرض نفسي اسمه "" استروفوبيا "" وده مرض نفسي اعراضه بتتلخص في شخص بيخاف من المرايات وبيتجانبها وبتسبلله الخوف والقلق والتوتر الشديد وده بالظبط ال كان بيعاني منه حسام .. وبمجرد مايكون قريب من مرايا .. كان يترعش ويتوتر جدا واحيانا يدخل في نوبة هيستريا لو المرايا مش متغطية ! ، حقيقي مكنتش عارف ايه السبب ال ممكن يخلي انسان خايف من لوح زجاجي بيظهر في انعكاسه ! .. بس الشيء ال كان بيرعبني هي نظرة عينه وهو بيبص لاي مرايا ، عينه بتكون مخيفة ومش طبيعة قادرة انها تخليك متوتر ! ..
انا فاكر الحادثة ال من 14 سنة ، كنا في نفس المدرسة وفي اليوم ده روحنا مع بعض لبيتنا ، اسرتي بتكون عاملة احتياطات لو حسام جي يزورنا ، ديما بنجهز مفارش وبنطبقها جمب كل مرايا، بحيث نقدر بسرعة نغطي كل المرايات قبل ميدخل البيت ، وديما انا ال كنت بسبقه وادخل قبله عشان اغطي المرايات وبعدين اناديه ، كنت لسه بردو صغير ومش عارف ان الموضوع ده خطير بنسبه لحسام .. كنت فاكر إن تصرفي ده سهل يعدي ومجرد هزار اطفال !! .. مكنتش اعرف ان الموضوع مرعب بالشكل ده ! ..
في الإجازة اهلنا قرروا انهم ينزلوا عشان فرح مهم في بلدهم اما انا وحسام كنا لسه عندنا اخر امتحان فقرروا اننا نقعد في البيت لوحدنا ، عمي وابويا ادوني التعليمات كويس .. واني محولش اضايق حسام بتصرفاتي .. اليوم ده كنت عايز اعمل حاجة جديدة، والحاجة دي كان اسوء فكرة حولت انفذها ، قررت اغطي كل المرايات ال في البيت معادة مراية اوضتي .. شلت المفارش من كل مرايات اوضتي، كنت مخطط لاجمل مقلب هعيشه في حياتي ، كنت عايز اشوف شكل حسام لما يدخل الاوضة واقفل عليه واسيبه مع المرايا .. اهالينا سافروا وقعدنا انا وهو في الصالة ، عايز الحقيقة ؟ كنت بخاف اتكلم معاه بخصوص المرايات .. كان وشه بيقلب وعنيه بتبقي مش طبيعية فكنت بتجاهل الموضوع ده .. حسام كان بيبص بعينه علي كل ركن في الصالة وبيتاكد أن كل مرايا عليها مفرش قماشي ..
بعد مخلصنا مذاكره لقيته بيقولي
-- ابراهيم انا تعبت وعايز انام .. عايز ادخل الأوضة فوق !
ابتسمت وقولتله
- خش كل حاجة جاهزة متقلقش مفيش مرايات خالص .. انا كمان تعبت وهدخل وراك علي طول ..!
مشي بتجاه الاوضة وانا براقبه بعيني ، وبمجرد مدخل جريت وقفلت الباب بالمفتاح !! .. مرايات اوضتي كبيرة جدا ومكنش في أي حاجة يقدر يغطي بيها مخاوفه ، كنت بضحك .. وعمال اهزر برا اما هو.. كان بيصرخ !! .. بيصرخ بشكل هيستري وهو بيقولي
-- طلعني لو بتحبني يابراهيم !! .. هيقتلوني .. واقفين في المرايا !! .. طلعني ياابراهيم !! ..
علي قد مانا عامل المقلب .. الا أني اول مرة احس ان في حاجة غلط ، انا شوفت حسام قبل كده شوفت خوفه من المرايا شوفت لما نسينا مرة نغطي واحدة .. بس دي كانت مختلفة !! .. وبخت نفسي وقولتله
- خلاص .. خلاص هفتح !! ..
كنت سامع صراخه وهو بيقول
- بسرررعة !!! بسرررعة طلعوا من المرايا ..
حطيت المفتاح في الباب .. بس الغريب انا الباب مفتحش !!! .. الباب مفتحش وانا هكسر المفتاح في ايدي .. كنت بشد الاوكرة بهستريا .. بس مفيش امل ، صراخة ذاد واشتد .. ! تخبيطه علي الباب وهو بيترجاني لسه سامع صدا في ودني .. ، وبعد دقيقة مبقاش في صوت .. سمعت صوت قفل زرار النور ، استغربت !! .. خبطت علي الباب بهدوء
- حسام .. انت سكت ليه ؟ انا بحاول افتح الباب ! ..
مكنش بيرد عليا .. خبطت تاني !! .. الصمت كان مخيف ، الوضع من دقيقة كان ضوضاء وفوضي وصراخ ومرة واحدة اتقلبت لسكون تام.. كنت خايف ومش مطمن ، فجبت شاكوش تقيل وفضلت أخبط في قفل باب اوضتي .. لحد ماتكسر والباب اتفتح ! .. اول مرة في حياتي كنت اخاف من اوضتي ، كانت برد بشكل ميتوصفش ، لسعة البرد حسيتها بتخترق قلبي .. فتحت نور الاوضة واتخضيت ! كان حسام قاعد علي السرير بيبصلي عينه بيبتسم !! ، عينه كانت غريبة ، اتقدمت خطوة وانا بقوله
-- انا .. انا اسف والله كنت بهزر ..
تعابير كانت زي مهي مصمم يبصلي بعينه وابتسامته ال مخلياني متوتر ، قربت عشان اقعد علي السرير .. بس بطرف عنيا بصيت .. علي المرايا .. لقيت حاجة غريبة !! .. كانت في أشخاص فيها !.. أشخاص باللون الاحمر ولما التفت عشان اتاكد .. كل حاجة اختفت ! .. فضلت باصص في المرايا وانا بحاول افهم ده تخيل ولا حقيقي ، بس ال طلعني من الحالة دي .. هي ضحكة غريبة وسمجة طلعت من حسام .. بصتله !! فتح بؤء اذيد ووسع ابتسامته وبعدها قال جملة واحدة واحدة ..
- شكرا جدا !! ..
قام من سريري وهو بيقرب مني وبيقولي ..
- مالك ؟
كان صوته مختلف !! .. اتكلمت وانا سناني بتخبط من التوتر وبقوله
- هو .. هو في حاجة غريبه فيك صح ؟
ضحك اكتر وقالي ..
-- غريبة ؟ غريبة زي ايه !
بلعت ريقي وانا ببص لعينه .. !
- انت كنت بتصرخ من المرايا من شوية ؟ وسكت .. وقفلت النور ! ..
بصلي وبعدين قال
- انا مبقتش اخاف من المرايات .. بس انت هتخاف منها !! ..
لقيته بيسبني وبيمشي ..! كنت شايفه وهو بيتجه ناحية الحمام ! ..
دخل الحمام وشد مفرش المرايا وهو بيضحك وبعدين قفل النور ورزع باب الحمام عليه ! .. الاجواء كانت صعبة ..! كنت قاعد في الصالة وفتحت التلفزيون .. فضلت استناه .. دقيقتين تلاتة .. أربعة !! نص ساعة ! .. مخرجش.. عنيا ثابته علي الحمام .. كنت مرعوب .. مرعوب اخبط عليه ، في حاجات بتحسسني أن ده مش ابن عمي ..! .. سمعت صوته من الحمام بعد ساعة تقريبا .. كان بيقول كلام انا مش فاهمه ! .. قربت من الحمام شوية أحاول افهم ! .. الجملة الوحيدة ال فهمتها ..
-- انا شايفك وانت برا !! ..
جملة هزت كياني ، لقتني برجع الصالة تاني ..! .. كنت خايف اعدي من ناحية الحمام وأخش اوضتي ..! مراية الصالة كان فيها كيان غريب ، كيان اسود غريب .. بحاول اقنع نفسي أن ده خيال لمدة تزيد عن 10 ساعات وحسام لسه مخرجش من الحمام ! .. لحد مالقيت باب بيتنا بيخبط .. جريت افتح ! .. كان والدي وعمي ، نطيت في حضن والدي وانا جسمي مش قادر اتحكم في .. سالوني عن حسام في قلق من حالتي ، قولتله أنه في الحمام من امبارح .. وبمجرد ما عمي وصل زق الباب ، الباب اتفتح .. بصلي باستغراب وهو بيقول
- مش في الحمام !!
رجعلي تاني .. وهو بيقولي
- حصل اي حاجة ؟؟
كنت لسه هحكي .. بس صراخ امي ومرات عمي كان اقوي مني !! .. مراية اوضتي كانت مكسورة !! .. وحسام علي سريري ماسك جزء من الزجاج في ايده وغرزه في رقبته !! .. ، فضلت مش مصدق .. هو ده حقيقي ؟ .. طيب امتي ؟ .. انا وهو خرجنا من الاوضة سوا .!! حسام مخرجش من الحمام ! .. يااما ال خرج معايا مش حسام ؟ .. بس انا ازي مشوفتش حسام وهو بالحالة في اوضتي والدم في كل مكان ؟ .. كنت واقف وانا مش عارف انطق .. وده تسبب في اني فقدت النطق لمدة سنة خصوصا بعد ما الطب الشرعي قال إن حسام ميت من اكتر من 12 ساعة .. يعني فعلا كان في الاوضة ميت وانا مشوفتوش .. لا وكلمت واحد تاني !!. واحد مش من عالمنا !! .. انا بقيت اشوف حسام في المرايا ، .. بقيت اخاف من المرايا !.. اخر مرة بصيت فيها كان من 8 سنين .. كان حسام واقف وبيضحكلي ، بس مكنش حسام .. كان نفس ملامحه بس مختلفة كتير .. وبيقولي جملة قالهالي قبل كده ..
- حسام مبقاش يخاف من المرايا .. بس انت هتخاف منها !! ..
لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا