رواية مدينة الفاحشة
الفصل الرابع
الكاتبه / مي علي
صحيت من النوم علي صوت بكي والأغرب من ده بجانب البكي حاجه انا نفسي مصدقتهاش ولا انتو كمان هتصدقوها
سمعت صوت أنين
مخلوط بقرائه
ف الأول مفهمتش الكلام بس بعد ما ركزت ف الكلام اللي بيتقال
اكتشفت انه ده قراءن
أيوه صوت حد بيقرا قرءان وبيبكي وصوته حلاوته مابين السما والأرض
معقول هنا ؟
مين ده يكونش حد من البشر
فضلت قاعد أستمع للقرءان والصوت دخل لقلبي الطمأنينه
كان بيقرأ سورة الرحمن
ولحد ما خلصت لمحت ضل جاي من بعيد
عملت نفسي نايم بسرعه علي الأرض
والمفاجأه كانت إن الشخص اللي كان بيقرأ القرءان هو الجني السجان بتاعي
وشوفت الكتاب الكريم ف أيدو
ودخل بيه لحد خزانه فيها طنجره صغيره وحطه فيها وبصوت واطي قرأ عليها حاجه واختفت تماما
وقفل الخزانه علي كده
كل ده وانا شايفه بس عامل نفسي نايم
وخرج
معني كده انه من الجن المسلم
طب بس ليه بيعاملنا كده وليه طلب مني أسجد
وليه بيتخفي بالشكل ده
أكيد لازم أعرف
وفضلت تلت أيام مبنتكلمش انا وهو نهائي
بس الصبح يخرجني أخدم وأشيل وأحط واتجلد لما تطلع روحي
وأخر اليوم يحطلي أكل وميه ويسبني ويخرج
لحد ما فيوم الجلاد اللي بيجلدنا
بعد ما انتهينا من شغلنا مرضيش يسيبني
وسحبني وراه ورماني ع الأرض وفضل يجلد فيا بأبشع شكل ممكن تتصوروه كل حته فيا كانت بتنزف
وسحب سيخ من النار عليه علامه غريبه
وعلي أورتي وحرقني بيها
وقطعلي الهدوم اللي كنت لابساها بعد ما قوتي خلاص راحت ف داهيه
وعند قلبي كواني بالسيخ اللي ف أيدو وسابني كده ع الأرض ومشي
مكنش ف أيدي حاجه أعملها غير اني أقول يارب
حتي لو عجز لساني عنها كنت بقولها بقلبي
مش عارف اغمض عيني زي ما تكون لعنه وصابتني أشكالهم ف عيني كل ما بغمض
حتي أصواتهم بقيت هتجنن
وف أخر سحبة نفس طلعت مني قولت يااارب بصوت عالي ودموعي بتنزل مني وغبت عن الوعي
صحيت لقيني متشال
واللي كان شايلني السجان بتاعي
كنت شايفه طشاش
ودخلني الزنزانه
وحطني ع الأرض وبصلي وقال :
اصمد فقط لليل وسأتي إليك
وسابني ومشي
فضلت اتألم وانا بذكر الله
وفجأه ظهر قدامي كائنين بشعين وعلي وشهم غضب ما بعده غضب وبيحاولو يفتحو الزنزانه
ولكن السجان جه بسرعه وعلي وشه القلق والخوف واتكلمو مع بعض بلهجتهم المعتاده وبصوت مرعب
وف الأخر سابوني وخرجو
وبصلي السجان بحده وقال :
لا تذكر اسم الله هنا
لا تدعهم يأتون إليك فأنت إلي الأن لم تر وجوههم الحقيقيه
لا تذكره
وسابني وخرج
وسكت
انا اه مقدرش أقوله بلساني بس أقدر أقوله بقلبي ولا يعلم مافي القلوب إلا الله
وشويه ودخلو اتنين غير الاتنين وهو كان معاهم بس علي وشه نظرة أسي
وسحبوني وهما بيجلدوني
ولتاني مره ادخل القصر العظيم
كان متجمع فيه كل بني جنسهم وخدامهم البشر
مكنش ظاهر عليهم الألم والأسي اللي ظاهر عليا
بني جنسي بيسجدو للكائنات دي
ودخلوني قدام الكائن الأكبر اللي أعتقدت أنه إبليس
ولما رموني قصاده
القاعه كلها سكتت
كنت نايم ف الأرض جثه
جه السجان جنبي وقال :
فلتسجد
كنت ف وضع مرمي ع الأرض أشبه بالسجود
وعشان مش قادر أنطق بلساني
اتعدلت وانا جسمي بينزل لوضعيه تانيه غير دي عشان يفهم اني مش هسجد
وف اللحظه دي صاحو كلهم بأصوات مرعبه
زي ما يكونو هيكلوني
وهنا استدعي كل بني جنسي واحد واحد
والكائن الأكبر بتاعهم يلفظ لفظ واحد
وسجدو قدامو ف خضوع وذل
بصلي السجان وقال :
اسجد كما سجد بنو جنسك وكفي لعلك ترتاح قليلا
قام واحد منهم أبشع بكتير من أي منظر حوافره واصله لقدمه ومشتعل بالنار
حط أيدو عليا
صرخت من الوجع حاول يوطي راسي ف وضع السجود والذل لكني فضلت أعافر
وهنا جاب كرباج وجلدني مليون جلده
وهما واقفين فرحانين
والسجان حزين وبس يبصلي ويقول :
اسجد
ذكرت أسم الله
الكل سكت ومفيش صوت نهائي
قام الكائن الأكبر
ونظر للسجان نظره شر وتمتم بكلمات
برق فيها السجان وسحابني جر علي الارض ورجع بيا لغاية الزنزانه
وحطني ع الارض وخرج
ومع الوقت ابتدت الأصوات تهدي بالتدريج أكيد حان وقت نومهم
وانا مرمي زي منا ع الأرض
وفجأه دخل السجان وقفل الباب بسرعه وهو بيتلفت
ودخل الزنزاه ورفعني بأيديه وطلع من جيبو إزازة التبر وسائل لونه غريب
وبدأ يحط علي جسمي وهو بيتمتم بهدوء بكلام انا مقدرتش اسمعه
لحد ما وصل للمنطقه اللي كوو بيها قلبي
حط أيدو عليه صرخت من الألم
بصلي وقال :
تحمل فقط لدقائق
المره دي التبر خد مفعوله بطئ وانا كنت فعلا بتعذب
ولكن ابتديت اطيب
الغريبه ان المنطقه الوحيده اللي محستش حتي بكويتها هي قلبي ولا حاسس باي ألم فيه
ولما ابتدي القلم يقل
عدلني السجان وابتدي يأكلني ويشربني
ولما خلص
رجع كل حاجه مكانها
وجه قعد جمبي وقال :
لماذا تأبي أن تسجد
- وأنت ليه بتتخفي انك مسلم وبتعبد الله
برقت عنيه وهو بيتلفت وقال :
ماذا تقول هذا محال
- انا شوفتك وانت بتقرأ الكتاب الكريم وكمان سمعتك
سكت وبصلي وبعدين قال :
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أوحي إليي أنه استمع نفر من الجن فقالو سمعنا قرءانا عجبا
يهدي إلي الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا
صدق الله العظيم
- يعني انت مسلم
- انا كمطم من قبيلة الشماشقه الغاوون
من أبناء ابي الجن الأربع
وانا المسلم بين أخوتي مازر وقسوره وطيكل
- وليه بتتخفي انك مسلم وليه بتكرهنا كده
ودلوقتي ليه بتساعدني
- كثرة سؤالكم هو من أطاح بكم
دعني أخبرك عنا شيئا فنحن قبائل كثيره لنا حياة كما لكم
فنحن الشياطين فينا الذكور والأناث
أبانا الأكبر أبليس خلق الله من فخذه الأيمن ذكرا ومن فخذه الأيسر فرجا ينكح هذا بهذا فيخرج له كل يوم عشر بيضات ومن كل بيضه يخرج سبعون شيطانا وشيطانه
وكل واحدا منا له مهمة يقوم بها
فولهان : للوسوسه ف الطهارة والصلاه
ثبر : ليزين للمصاب بمصيبة خمش الوجه وشقّ الجيب ولطم الخد .
أعور : لتحريك الشهوات لدى الرجال والنساء ودفعهم للزنا .
داسم : لإثارة الفتن في البيت بين أهله .
مطرش : لإشاعة الأخبار الكاذبة .
دهار : لإيذاء المؤمنين في النوم بواسطة الأحلام المرعبة والاحتلام مع النساء الأجنبيات.
تمريح : لإشغال وقت الناس عن أداء واجباتهم .
لاقيس : بنت إبليس التي علمت نساء قوم لوط السحاق بعد أن اشتغل الرجال بالرجال منهم ، وما زالت وظيفتها إلى الآن إضلالهن بالسحاق .
مقلاص : لتزيين أمر القمار والمتقامرين ثم إيقاع العداوة والبغضاء بينهم .
اقبض : واجبه وضع البيض إذ يضع في اليوم ثلاثين بيضة ، عشرة في المشرق وعشرة في المغرب وعشرة في وسط الأرض فيخرج من كل بيضة عدد من الشياطين والعفاريت والجان وجميعها أعداء الإنسان .
- طب هو الكائن اللي ف القصر هو ده أبليس
- لا فنحن قبائل ولكل قبيلة ملكها
- تمام كمل
- انا وبضعة قلائل من قومي نعبد الله ولا نقوم بأي شئ من هذا الذي بفعلونه
ولكن لم يعتقوننا بني قومنا
وأصبحو يعذبوننا حتي نسير علي نهج أبانا الأكبر
لم يبقي من قبيلتي من الجان المسلم سوي أنا وابنتي
لم يبقو من أهلنا أحدا قتلوهم جميعا
وخوفا من أن يقتلو أبنتي هي الأخري فقد تمثلت للولاء والطاعه وأدعيت انني سرت علي نهجه ,اخذت مهمتي وهي أثارة الفتن بين البشر وأيقاعهم ف الرزيله
ولكنني لم أكن أقدر علي فعل هذا
فأتو بي إلي هنا ف أنا الوحيد من بني قومي الذي أفهم لغات كثيره بل وأتحدثها
وأولها العربيه لغة المسلمين والقرءان الكريم
- فهمت انت بتعمل كده عشان تحمي نفسك وتحميها
- نعم
- طب وليه بتجيبو البشر هنا واشمعنا واحد بس من كل اللي بيخشو
- نحن نأخذهم عبيدا
ونأخذ أكثرهم صلاحا وفي قلبه ذرة إيمان
كل من يضم عليهم الجبل يكونو متفاوتون في درجة فسادهم وصلاحهم ونحن نأخذ الأصلح لنترك المفسدين ف الأرض فنحن نحتاجهم لتحقيق الهدف الأول منذ عداوة إبليس وآدم
- طب هتستفيدو اي من كده
- يأتونا إلينا قلبهم عامرا بالأيمان ويمتنعون عن السجود بالبدايه
ولكن بعد فتره فيصبحون كما رأيت ويسجدون لأبليس الذي أرغم علي السجود لأباكم
وأيضا رفض أن يسجد
وهنا يثبت لنفسه أن الايمان والعزيمه يخور لا محاله
ومنكم من يعبد الشيطان علي وجه الارض بل ويبيع روحه
إلي أن جئت أنت
فلم يفعل معنا أحدا هكذا من قبل فأنت أول من يأبي السجود بالرغم ما فعل به
- طب انت ليه كنت كارهني وكارهنا كلنا
- أنا أعبد الله كما تعبدون يابني البشر
وكم أحزن حينما أراكم تفسدون ف الأرض وتنكرون النعم التي أعطت لكم
فقد أصبحتم تحملوننا كافة ما تفاعلون
ولكن أود أن أخبرك شيئا نحن لا نجبرهم علي فعل الأشياء نحن فقط نزين لهم الأشياء وهم من يذهبون إليها بأرجلهم
فإذا كان لديهم إيمان قوي فلا شئ سيحركهم
مثلما فعلت أنت
- عندك حق
- وهذا يؤكده قول الله تعالي
حين قال أبليس انه سيقوم باغوائكم جميعا بشتي الطرق ولكن الله أجابه انه ليس لك علي عبادي سلطان
إلا من اتبعه منكم من الغاويين
وأقسم بعزته وجلاله انه سيملأ جهنم من الجنة والناس أجمعين
- أيوه فعلا
- كيد الشيطان ضعيفا لا محاله فهو فقط يزين لك شيئا ويتركك
وانت من تذهب إليه أو لا
إلي ان تضاءل تأثيرنا فأصبحتم أنتم وأنفسكم أقوي مننا جميعا
وهذا ما أحزنني وجعلني أكرهكم فكم أعطاكم الله من نعم وانتم تعصونه ف السر والعلن
ولا تتعلمون من أخطاء غيركم علي الرغم من تحذيركم بشتي الطرق فالله يضع لكم الفرص ولا تستغلونها
فحقا أنتم تستحقون ما يفعل بكم
- مين قلك كده في ناس بتتعظ
- لا لا أري ذلك فقد هدمت قري ووجدت أيات للعظه فماذا فعلتم بها نسيتموها وأصبحت في طي النسيان
ويمكنني أن أريك هذا
- إزاي
- أتريد أن تري
- تقدر
- هل ستتحمل ما تراه ؟
- أيوه هتوريني اي
المستقبل ؟
- سؤال غبي
فالغيب لا يعلمه إلا الله نحن لا نعلمه ولا نملك قدرة شئ سوي الأغواء فهذا الهدف الأساسي من وجودنا
- هشوف أي
- مااضي بنو جنسك لنري إذا كنتم تعلمتم شيئا أم لا
ولأريك اننا لسنا دائما المسؤولون عما تفعلو
- عاوز أشوف
- إذا غدا في مثل هذا الوقت سأتي إليك فلتكن مستعدا
وسابني وقام
وفضلت قاعد أفكر ياتري هشوف أي
طب ياتري هقدر أستحمل اللي هشوفه
انا مش عارف
وفضلت قاعد مستني الوقت ده بفروغ الصبر
لحد ما جه الليل ودخل فتح عليا الزنزانه
وقال :
فلتأتي معي
ومشيت معاه لحد ما وصلنا لأوضه فيها بير غويط
والاوضه دي فيها قوارير كتير اوي بتبر من كل الأنواع
بصلي وقال :
ولنختار لك شيئا لتراه
أمستعد
- أيوه
- إذن فلتنذل إلي البئر
لا تخف ليس غويطا وفقد تغمض عينيك
وفعلا بدون تردد سمعت كلامه وجيت أنزل مسك دراعي جامد وبصلي وقال ..
فلتحذر فإن متخشو اول بوست ف صفحتي كده وتعملو متابعه
يتبع
الكاتبه / مي علي
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا
