رواية حكاية سعاد (بنت الغلابة) الفصل الثالث(الاخير)


 الفصل الثالث



حكاية سعاد .. بنت الغلابة
ابويا .. كان قلقان عليا ف الأول .. ونفسه يعرف انا عامله ايه ف الشغل .. والراجل اللي بشتغل عنده كويس ولا لا .. ؟!
فاجئني بزيارته ليا ف المكتبه عشان يطمن عليا .. ولما عرفت صاحب المكتبه عليه رحب بيه جدا وسلم عليه وكأنه يعرفه من زمان .. ومدح فيا وف أخلاقي... فانبسط ابويا وارتاحله .. وحس ان مفيش قلق من ناحية شغلي .. لاني بشتغل عند راجل زوق ومحترم ..
واتغيرت معاملته ليا .. وبقي يشجعني أكمل وانجح .. وكنت مبسوطة أوي بتشجيعه ليا ..
لكن .. علي ما وصلت لسنه رابعه .. حسيت نفسي تعبت وهلكت جسمانيا.. ومبقتش قادرة اشتغل وادرس ف نفس الوقت.. كنت زي اللي بيجري في طريق طويل اكيد في آخر الطريق هيتعب ونفسه هيتقطع من كتر الجري .. ومكنش ينفع اشتكي لابويا وامي واقولهم اني تعبت .. لأن ساعتها هيريحوني ويتعبوا هما وهيجبروني اقعد من الشغل ويقولولي ركزي ف تعليمك وبس .. وهما اللي هيتعبوا ويشيلوا هم مصاريفي .. الصراحه هما مش ناقصين .. فخبيت عليهم تعبي .. ومكنش قدامي حل غير اني استحمل وأكمل طريقي للاخر .. واشيل اي طاقه سلبيه موجوده جوايا ممكن ترجعني لورا .. وطلبت الثبات من ربنا وواظبت علي الصلاة والدعاء والأذكار .. كنت بدعيله واشكيله باللي جوايا .. لانه قادر يغير الأحوال.. ويهون عليا التعب .. وكنت واثقه انه هيستجيب .. لأن الدعوة لما بتطلع من القلب بإخلاص .. ربنا مش بيخذل صاحبها أبدا ..
وفعلا .. ربنا استجاب لدعوتي وغير الأحوال.. ولو قولتلكم ازاي هتستعجبوا لتدابير ربنا ..
عمي الكبير اللي كان بيقف جنبي دايما ويشجعني اكمل تعليمي ويقنع بابا بكده .. اتحال علي المعاش وبمكافأة نهايه الخدمة عمل مشروع صغير .. مشروع تربيه دواجن .. وبفضل ربنا عليه المشروع كبر والمكسب زاد الضعفين .. في الوقت ده كنت ف سنة رابعه .. ولما نجحت زارنا عشان يبارك ويهني .. واتفاجئت بيه بيقولي : اعملي حسابك يا سعاد .. ده آخر شهر هتشتغلي فيه واللي بتاخديه من المكتبه انا هدهوملك كل شهر .. عقبال ما تتخرجي وتقفي علي رجلك ..
مصدقتش الكلام اللي بسمعه فرديت عليه وقولتله : بجد يا عمي .. خايفه اتقل عليك واتعبك معايا..
رد عليا عمي وقالي : متقوليش كده يا سعاد لازعل منك .. انتي بنت أخويا وزي بنتي ولو ظروفي كانت تسمح من الأول مكنتش خليتك اشتغلتي والله .. لكن هنعمل ايه يا بنت أخويا.. الظروف كده
فرحت وحضنته من الفرحه .. ورديت عليه ودعيتله من كل قلبي : ربنا يبارك لي فيك يا عمي ويوسع ف رزقك يارب وميحرمنيش منك ابدا ..
عمري ما اقدر انسي الناس اللي وقفوا جنبي .. وسندوني ف لحظه ضعفي .. لحد ما وقفت علي رجلي وبقيت الدكتورة سعاد .. الناس دول مقامهم غالي عندي اوي .. وجميلهم فوق راسي ..
وصحيت تاني يوم وحكيت لصاحب المكتبه الكلام اللي قالهولي عمي وحسيته اتضايق وملامحه اتغيرت وقالي : وانتي ايه رايك .. ناوية تسيبي المكتبة زي ما قالك عمك.. ؟!
ارتبكت ومكنتش عارفه ارد عليه واقوله ايه .. ولا يا تري هيقدر ظروفي ولا لا .. فرديت عليه وقولتله : انت عارف اني حابه الشغل هنا وارتبطت بالمكان .. ده انا بقعد هنا اكتر ما بقعد في البيت وبكلمك وبحكيلك اكتر ما بحكي لابويا .. لكن .. الأيام دي حاسه اعصابي تعبت .. وطاقتي خلصت .. ونفسي اركز في حاجه واحده و ارتاح .. مع اني هيصعب عليا اسيب المكتبه .. لكن .. مسيري هسيبها ف يوم من الأيام.. وابص لمستقبلي .. اما انت يا راجل يا طيب.. هبقي اجيلك كل يوم والتاني اسلم واطمن عليك ..
رد صاحب المكتبه وكان ظاهر علي وشه الزعل : عندك حق يا بنتي ف كل اللي قولتيه.. دكتورة زيك مش معقول كانت هتكمل ف المكتبه معايا .. وانا كنت عامل حساب اليوم ده وعارف انه هيجي .. لكن غصب عني زعلان عليكي .. عشان اتعودت اشوفك كل يوم ..









عنيا دمعت ومقدرتش ارد .. ف آخر يوم في الشهر قبضني مرتبي وزودني ٣٠٠ ج ولما سألته ليه الزيادة قالي اعتبريها مكافأة نهاية الخدمة وابتسم لي بس انا عارفه ابتسامته المره دي من ورا قلبه ومش هاين عليه امشي واسيب المكتبه .. لكن كان لازم اسيبها عشان اركز ف دراستي ومستقبلي ..
وعمي وفي بوعده معايا وبقي يديني الف جنيه كل شهر ولو احتجت فلوس تاني كانت امي بتتصرفلي .. لحد ما السنين الباقيه من دراستي عدت علي خير واتخرجت ونجحت بامتياز مع مرتبة الشرف .. وطلعت الأولي ع دفعتي واتعينت في مستشفي الجامعه .. وفي الوقت ده نفسيتي اتظبطت ع الاخر.. لاني خلاص وصلت للي انا عاوزاه ومش فاضل غير الماجستير والدكتوراه ودول قررت اعملهم علي اقل من مهلي لانهم هيفرقوا معايا بعدين ..
حياتي اتغيرت للاحسن وخرجت بره الانطوائيه اللي انا كنت وحابسه نفسي جواها .. فتحت قلبي للحياة .. فلقيت نفسي بندمج مع كل الناس اللي حواليا .. وبقي ليا صحاب في الشغل وبره الشغل..
ولأول مرة احس بإحساس أن في حد معجب بيا كمان .. وبيستغل الفرص عشان يقرب مني .. بسلام .. او كلام .. او اي حاجه تشد انتباهي ناحيته .. لكن انا كنت مترددة .. ومكنتش عارفه أقرب ولا ابعد.. وف نفس الوقت كنت خايفه أقرب واندم .. مع اني اعرف عنه أنه شخص مثالي .. ومجتهد ومتفوق.. اسمه الدكتور عبد الله متخرج قبلي بدفعتين.. دكتور عيون في قسم الرمد .. و انا في قسم الأمراض الباطنة..
واخر ما اترددت قولت لنفسي انا هوارب الباب .. بحيث لو احساسي صح وكان معجب بيا هيدخل من الباب الموارب .. اما بقي لو احساسي غلط هنفضل زي ما احنا اصدقاء ومش خسرانين حاجه .. وركزت في مستقبلي وقدمت ع الماجستير .. وهو جاتله فرصه كويسه جدا انه يشتغل ف مستشفي خاصه كبيرة .. فوافق عليها وبقينا نشوف بعض بالصدفه .. وانا قولت خلاص الموضوع راح عن باله .. و نسيت الموضوع ورميته ورا ضهري ..
لكن فاجئني في يوم لما جاني مكتبي وقالي عاوز يقابلني ضروري بعيد عن جو المستشفي ..
انا استغربت وقولتله ليه .. قالي هعرف لما نتقابل ..
فكرت بيني وبين نفسي وقولت معقول يكون عاوز يكلمني في الموضوع اياه ..
اتقابلنا ف مكان عام وحسيته في الأول كان مرتبك يتكلم .. لكن بعد كده اتجرأ واعترف لي بمشاعره ناحيتي وقالي كان نفسه يعترف لي من زمان بس مكنش ينفع .. لاني بنت ناس ومينفعش يعلقني معاه .. ومكنش يقدر ياخد اي خطوة وقتها اما دلوقتي فهو جاهز ومعندوش اي مشكله .. ومستعد ييجي يخطبني من اهلي في اي وقت انا احدده
قولتله معنديش اي مشكله ويشرفنا هو وعيلته ف اي وقت .. لكن الأول لازم اكلمه عن نفسي الاول عشان يعرف انا مين ..
اتفاجئت برده عليا لما قالي انا عارف عنك كل حاجه .. وسألت عنك .. وعرفت انك بنت ناس طيبين ..
وعلي فكرة انا معجب بيكي من أيام الجامعه لما كنتي بتشتغلي ف المكتبه وكنت بعدي عليكي وبراقبك من بعيد لبعيد ..
اتفاجئت من كلامه وبصراحه كانت مفاجأة حلوة .. وزاد إعجابي بيه اكتر لما كلمني عن نفسه وحكالي ظروفه وحسيت ان احنا شبه بعض ف حاجات كتير .. ابوه اتوفي وهو ف اولي جامعه .. وهو الابن الوحيد علي اتنين بنات .. فشال المسؤلية من بعده .. وراعي امه واخواته البنات وشاف طلباتهم .. واشتغل في صيدلية كبيرة .. وجهز اخواته البنات وجوزهم .. وكافح واجتهد لحد ما اتخرج وبقي دكتور شاطر واتعرض عليه بعد كده يشتغل في مستشفي خاصه ..
أعجبت بيه جدا واتمنيت انه يكون فعلا من نصيبي .. لانه لما حكالي ظروفه وكفاحه وتحمله للمسؤلية من بعد وفاة ابوه عرفت انه راجل بمعني الكلمة وينفع سند في الحياة .. وانا كان نفسي ارتبط براجل من النوع ده ..
انا دلوقت خلاص حققت كل اللي انا عاوزاه .. واختارت شريك حياتي .. وهكوّن معاه أسرة صغيره .. واخيرا ابويا وامي هيفرحوا بيا ..






اتجوزنا وخلفنا .. وبعدها عرفت ان مسؤلية الأمومة اعظم وأصعب بكتير من كل المراحل اللي انا عديت بيها ف حياتي ..ومهما كبرت ونجحت ف شغلي .. كان لازم افضيلهم نفسي واوفر لهم رصيد كبير من وقتي عشان ابقي جنبهم واقوم بواجبي كأم وارعاهم.. واربيهم تربية سليمه ..و اغرز فيهم من صغرهم تحمل المسؤلية وقوة الارادة والعزيمة .. وان مفيش حاجه اسمها مستحيل .. لو عاوز حاجه كافح عشان توصلها .. وبقوة إرادتك وعزيمتك هتوصلها.. لكن لو عزيمتك مهزوزة هتقع وتنكسر .. ولو حصل وانكسرت قوم حاول تاني بعزيمة قوية وصدقني هتوصل للي انت عاوزه
حلقة سعاد خلصت لكن أحلامنا عمرها ما هتخلص
فيا تري أحلامنا هتتحقق امتي ؟؟!
حكايه سعاد قصة واقعيه .. وبتحصل كل يوم .. يا تري معانا كام سعاد ؟!
تمت الحكاية..
انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم




شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم




تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1