(الفصل الحادي عشر)
رد عليها بصوتٍ عميق:
-أول مرة من زمان أشوف قدامي بني آدمة صادقة، أنا مش بتعامل مع ستات، يوم ما بتعامل معاهم، ببقى رايح أسجن واحدة فيهم عشان الجريمة إللي عملتها، لكن إنتي لما كنت رايح أسجنك، صدقك كان سر قوتك.
بدا عليه الشرود وهو يتابع:
-أوعي تفتكري أنا معقد من النساء أو الكلام الفارغ ده، بس القانون إللي ماشي من أيام جدي وهو قتل كل زانية، كنت مجبر أعمل إللي بعمله ده، لقيت ليه أقتل!!.. ليه أنام بعد ما غسلت إيدي من الدم، عشان كده بسجنهم أرحم، وعقابهم 100 جلدة، وأنا مش ببقى فرحان إني بعمل ده.
إبتسامة قاسية أرتسمت على وجهه وهو يقول:
-أنا بقيت بنفذ العقاب ده، بعد موت صاحبي، بعد ما أكتشف خيانة مراته، ولما حصلت مواجهة ما بينهم، ساب البيت وبعدها مات فحادثة عربية، دي كانت المفروض تتقتل، وأنا رحمتها بالسجن.
تسائلت بحذر:
-طيب مش في منهم إللي بيتوب؟؟..
حرك رأسه وهو يقول بجدية:
-بيبان عليهم، وفالحالة دي باخدها وأخرجها من هنا ومن القرية كلها، بديها مبلغ تبدأ بيه حياتها، بس لازم تكون قضت كذا سنة فالسجن.
تسائلت بإهتمام:
-وأنا وضعي هيكون إيه؟؟..
رد عليها بجمود:
-هاخدك عند ساهد، والناس كلها هتعرف إنك عايشة بعدها، هردلك كرامتك وأجيب حقك منه.
أعتدلت في جلستها وهي تسأله بقلق:
-طب وإنت؟؟..
أشار بيده قائلاً بصرامة:
-ملكيش دعوة بيا أنا، المهم دلوقتي تجاوبي على سؤالي.
سكتت لحظةً قبل أن تسأله بريبة:
-سؤال إيه؟؟..
صمت طويل ساد بالمكان قبل أن يتسائل بصوتٍ صارم:
-قتلتي أخو ساهد ليه؟؟.. جـاسم.