(الفصل الرابع عشر)
جحظت عيناه بذهول وهو يحدق في والدته بنظراتٍ مصدومة، حرك رأسه بالسلب وهو يشعر بأنه بداخل دوامة كبيرة، أدمعت عيناه وهو يهتف بألم:
-إيه اللي بتقوليه ده يا أمي؟؟.. إنتي عارفة إنتي بتقولي إيه؟؟.. جاسم مش كده، جاسم أخويا لا يمكن يبقى كده.
إبتسمت بتهكم وهي تقول بثباتٍ زائف:
-في ألف طريقة تقدر تتأكد من اللي بقوله.
صرخ "ساهد" بعصبية:
-ليه مقولتيش الكلام ده من الأول، ليــــه ملحقتنيش!!!!!.. ليه يا أمي؟؟.. ليه تعملي فيا كده، ليه تحمليني ذنب وجريمة أنا مش أدها!!!..
هدرت "نجوى" بغضبٍ جامح:
-أنا مكنتش فاهمة حاجة يوم ما تقبض عليه، معرفتش غير لما هي جتلي ومعاها ظابط اللي قالها على كل حاجة، جت تحاول تشرحلي كل حاجة، للأسف مكنتش قادرة أصدق، وإنت رجعت من السفر يوم اللي هرب فيه وحاول يقتل تيجان، بس فالآخر هي قتلته، إنت شوفتها من بعيد، وملحقتش تعرف الحقيقة!!!..
أشارت بيدها وهي تقول بحرقة بعدما هبطت دموعها:
-كنت عوزاك متعرفش عن حقيقة أخوك، كنت مش قادرة أستوعب موته في البداية، ناسي إني فقدت النطق بعد موته لمدة 9 شهور!!!!.. ومش بتحرك من مكاني يعتبر من كتر الصدمة اللي عشتها!!!!..
.
-الفترة دي أنتهزت إنت الفرصة وفضلت تقرب منها، ولما رجعلي النطق وبقيت بتكلم، قولت بلاش أقولك على إللي حصل عشان متشوفش أخوك بالصورة السيئة دي، وبعد ما بقيت بعرف أتكلم بشهر لقيتك بتبلغني بإنتقامك، وقفت قصادك وقولت لأ.
إبتسمت بتهكم وهي تحدجه بنظراتٍ غاضبة:
-بس خدتني على أد عقلي، وقولت مش هعمل كده، وفـ الآخر بعدها بكام يوم أسمع الخبر من أهل القرية بإللي حصل لتيجان!!!..
رمقها بألم وهو يتراجع للخلف، هز رأسه بعدم تصديق وهو يقول:
-إنتي بتحمليني أنا الغلط!!.. يعني أنا إللي غلطان.
مسح على وجهه بقوة وهو يهمس بجنون:
-أنا فعلاً غلطان، أنا قتلتها!!.. أنا إللي قتلتها، سلمتها للموت بإيديا!!!
تحرك بخطى متثاقلة وهو يهمس بتلك الكلمات بجنون، تلك الصاعقة التي أخذها فجأة جعلته في حالة من الصدمة، تابعته "نجوى" بعينين دامعتين قبل أن تهمس بشرود:
-يارب خدني قبل ما أشوف إبني التاني وهو بياخد عقابه بعد الجريمة إللي عملها!!.. لأني مش هستحمل خلاص.
*****