رواية لاجلك احيا الفصل الخامس عشر


 (الفصل الخامس عشر)


تابعته بنظراتٍ ممعنة وهي تراه يتوجه نحو الأريكة حتى يمدد جسده عليها، شعر بنظراتها فإلتفت بوجهه نحوها يحدجها بعينين قاسيتين، رفعت حاجبيهــا للأعلى وهي تبتسم له ببلاهة، ضيق "أصهب" حاجبيه وهو ينظر لها بغرابة، تسائل بصوتٍ خشن:
-بتبصيلي كده ليه؟؟..

ردت "تيجان" عليه بهدوء:
-مستغربة بس، شخصية زيك إزاي تصدقني، أنا أوقات بقلق منك وبحس إنك بترتب ليا حاجة تأذيني، وأوقات بحس أنك مهتم بـ إظهار برائتي، فإنت إيه منهم؟؟..

سحب "أصهب" نفسًا حادًا وهو يقول بضيق:
-أنا شخصيًا مش عارف، وقلقان من نفسي، مش فاهم ليه بعمل كده وبساعدك، بس إللي أقدر أقوله إني مش هسيبك إلا وإنتي رافعة راسك قدام الناس كلهم، وحقك تكوني خدتيه.

تنهد وهو يُضيف بقوة:
-ده إللي أقدر أعمله، فـ ماتقلقيش يا تيجان، إنتي هتفضلي فـ أمان، وهفضل فضهرك لغاية ما هسلمك لأخوكي.

إبتسمت إبتسامة جميلة وهي تقول برقة:
-ربنا يخليك يا أصهب، شكرًا على كل إللي هتعمله عشاني.

أرتبك "أصهب" حينما ألتقطت أذنيه أسمه من بين شفتيها، لأول مرة يشعر بجمال نطق أسمه، أطرق رأسه وهو يشعر بنبضات قلبه التي تتزايد بعنف، ضيق حاجبيه وهو يهمس بإضطراب:
-هو في إيه؟؟.. إيه إللي بيحصل ده؟؟..

*****











جلس "ساهد" أمام قبر "تيجان" يحدق فيه بعينين مذهولتين، حرك شفتيه بصعوبة وهو ينطق إسمها، ألم أجتاح قلبه فـ طأطأ رأسه يبكي بصمتٍ، وجد نفسه يبكي بكاءً حارًا، قبل أن يهتف بصوتٍ متحشرج:
-أنا آسف يا تيجان، أنا عارف إنك مش هتسامحيني، إيه إللي أنا عملته فيكي ده؟؟.. أنتقمت منك من غير سبب، أذيتك وسلمتك للموت بإيديا من غير ذنب!!..

تقوس فمه بإبتسامة مريرة قبل أن يقول:
-أنا مش عاوزك تسامحيني، لأن أنا مضربتكيش على إيديكي، لأ أنا سرقت أعز حاجة تملكيها وسلمتك للموت، دوست على حبي ليكي في البداية عشان أعرف أنتقم.

أعتدل في جلسته وهو يُضيف بصوت خالٍ من الحياة:
-أنا هفضل هنا، قاعد قدام قبرك، هستنى عقابي على اللي عملته، عاوزك تشوفيني يا تيجان وأنا بتعاقب، لازم أدفع تمن غلطتي، لازم.

*****

بعد مرور خمسة أيام، وقفت "تيجان" أمام المرآة تحدق في نفسها بنظراتٍ شامخة، رفعت ذقنها قليلاً وهي تبتسم في شئ من القسوة، حاولت أن تتخيل مشهد "ساهد" حينما يراها تقف أمامه بشموخها المعتاد، ولا تزال على قيد الحياة، رفعت عينيها قليلاً في المرآة حينما وجدت "أصهب" يقترب منها بخطى هادئة، يضع يديه بداخل جيبي بنطاله الأسود، حدجها بعينين مُظلمتين قبل أن يتمتم:
-في حاجة لازم تعرفيها.

أستدارت له وهي تسأله بإهتمام:
-خير؟؟..

رد عليها بعد صمتٍ طويل بصوته العميق:
-أنا مخلي حد يراقب ساهد من ساعة ما دخل المستشفى، وإللي عرفته أنه بقاله 6 أيام دلوقتي قاعد قدام قبرك، مرة يعيط وأوقات كتير يفضل يبص على قبرك وكأنه فعالم تاني.

أتسعت عيناها بصدمة وهي تبتسم بسخرية قائلة:
-نعم؟!!.. معناه إيه الكلام ده؟؟..

رد "أصهب" عليها بثقة:
-أنه عرف كل حاجة، والندم بياكله.

صمت طويل حلّ على المكان، ونظراته القاسية تتلقى إشارات من نظراتها الميتة، إبتسمت بألم وهي تتسائل:
-يعني صدقتني خلاص؟؟..

أجاب بهدوئه البارد:
-كنت مصدقك، بس كده أنا أتأكدت، لو عاوزة توجهيه، مش همنعك.

حركت رأسها إيجابيًا وهي تقول بقوة:
-هقابله.

إبتسم لها بزواية فمه وهو يفكر في أمرًا ما، هتف بعد ثوانٍ وهو يشير بعينيه القاسيتين:
-جاهزة؟؟..

حركت رأسها بإيماءة خفيفة قبل تتحرك بخطوات هادئة نحو الباب، تابعها "أصهب" وهو يخبر ذاته بصوتٍ شارد:
-أستعد يا أصهب للجحيم اللي هتشوفه.

****











ظل جالسًا أمام قبرها، ذقنه غير حليقة، عينيه حمراوتين، ملامحه باهتة وواهنة، شعر بخطوات من خلفه فلم يعيرها أي إهتمام، ولكن ذلك الصوت الذي يحفظه جعله يلتفت برأسه سريعًا:
-إيه أخبارك بعد ما حققت إنتقامك؟؟..

خفق قلبه بعنف وعينيه تتسع أكثر وأكثر، وقف ببطء شديد وهو يحاول تصديق ما يراه، هي تقف أمامه بشموخها مبتسمة له بثقة بالغة، دنا منها وهو يهمس بصدمة:
-إنتي عايشة؟؟.. تيجان ده إنتي بجد!!..

إبتسمت له بقسوة قبل أن تخرج سلاحها وتصوبه نحوه ببرودٍ قاتل، لم تتغير نظراته بل إبتسامة واهنة شقت شفتيه وهو يقول:
-الحمدلله إنك عايشة، بس إزاي ده حصل؟؟..

ردت عليه "تيجان" بثبات:
-أنا رجعت من الموت عشان أخد روحك.

لم يتحرك من مكانه، في حين ضغطت "تيجان" على الزناد بغلٍ كبير، بينما هو أغمض عينيه وفتح ذراعيـه كي يستقبل تلك الرصاصة التي ستريحه من هموم الحياة،

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1