روايه لعنه عشقك الفصل العشرون


 (الفصل العشرون 


قصر آدم صفوان.......

كانت أسيا تجلس في غرفتها بملل متعمدة عدم الجلوس مع أدم نهائيا حتى يتراجع عن قراره...!
سمعت طرقات هادئة على الباب ،، فأذنت للطارق بخفوت :
-ادخل
دلفت الخادمة تُحني رأسها باحترام وهي تقول :
-أسيا هانم.. أدم بيه بيقولك ألبسي وانزلي هو مستنيكِ تحت
عقدت أسيا ما بين حاجبيها وهي تسألها بحيرة :
-مستنيني لية يعني؟؟؟
هزت الخادمة كتفاها بقلة حيلة :
-ماعرفش والله يا هانم
اومأت أسيا موافقة وهي تشير لها بهدوء :
-تمام،، روحي قوليله اني هلبس ونازله
وبالطبع أطاعتها الخادمة لتغادر ونهضت أسيا ايضًا لترتدي ملابسها وسؤال واحد يشغل مكنونات عقلها الان
" ماذا يريد منها ؟!!! "
....................









واجابته كانت عند أدم الذي كان ينتظرها في الاسفل وملامحه جامدة تعطيك خلفية مُخيفة عن صاحبها !!......
هبطت بعد دقائق معدودة ليسحبها أدم من يدها دون ان ينطق بحرف فسألته أسيا مستنكرة بسرعة :
-أدم انت واخدني على فين ؟؟
لم يرد عليها حتى جعلها تستقل السيارة وأغلق الباب لتصرخ هي بعصبية واضحة :
-أدم رد عليا انت واخدني على فيييين؟؟؟
لم ينظر لها وهو يجيب بجمود :
-هنروح للدكتورة عشان ننزل الجنين
عندها ثارت كل خلية بخلايـا أسيا التي اخذت تضرب السيارة صارخة بجنون :
-يعني ايه !! قولتلك لا يا ادم لا.. انت كنت عايز طفل اول ما عرفتك،، ولما الطفل هيجي عايز تموته!!! انت مجنون ؟؟؟
عندها نظر لعيناها التي كانت تحرقها الدموع فتُصيبها بأحمرار دامي... ليقول بحدة ملحوظة :
-لا مش مجنون،،، انا كنت مفكر الموضوع عادي جدا،، بس لما يكون واقعي بتفرق.. زي بالظبط لما تشوفي النار من بعيد مابتحسيش بحاجة وبيكون عادي.. بس لو لمستيها بالغلط هتحرقك !!!!! ده بالظبط اللي حصل،، انا مش هقدر اجيب طفل يعيش نفس الحياة السودة بسببي زي منا عيشت حياة سودة زي ابويا !!
كلامه كان مقنعًا نوعًا ما... ولكن بالنسبة لقلب أم هو مجرد صفر على اليسـار !!.....
ازدادت دموع أسيا انهمارًا دون ان تنظر له لينطلق هو بسيارته.........

وصلا امام العيادة....
فكانت أسيا تنظر امامها للاشيء وهي تردد بصوت جامد لا حياة فيه :
-اعتبر دي اخر حاجة هنعملها مع بعض يا ادم، واوعدك مش هتشوف وشي تاني
ثم استدارت وكادت تفتح الباب لتنزل ولكنه امسك ذراعها فجأة.. يسألها بقلب ينبض بالخوف من الفقدان :
-يعني ايه؟؟؟ إنتِ بتساوميني يا أسيا!؟؟ يا إما اسيبلك الجنين يا إما تحرميني منك !!
اومأت مؤكدة ببرود :
-ايوه.. زي ما أنت بتحرمني منه
وقبل ان ينطق كانت تلتفت له ممسكة بذراعه لتشعر بواقع تأثير لمستها الملتهبة عليه،،، فاستطردت متوسلة :
-وقبل ما تقول اني بلوي دراعك لا والله، بس حس بيا يا أدم.. ده ابننا.. جزء مني ومنك،، صدقني لو راح هتروح معاه حاجات كتيى اووي والحاجز بيننا هيزيد، انا عايزه الحمل ده يكمل يا أدم.. بالله عليك متحرمنيش منه !
كان جامدًا.... عيناه مُركزة على اللاشيء حتى اعتقدت أن كلامها مجرد هامش لا يُعد ولا يحسب !!!!
ولكن قبل ان تبتعد عنع بيأس كان يلتقط قبلة عابثة ناعمة لشفتاها وهو يهمس بصوت هادئ حاني بعض الشيء :
-وانا ماقدرش أحرمك من حاجة نفسك فيها يا طفلتي!!!
وبالرغم من التذبذب والتردد الذي كان واضحًا بعيناه.. إلا انها ابتسمت بسعادة حقيقية وهي تحتضن ذراعها مهللة بينما هو ينطلق عائدًا للمنزل...
وكأنه عاد للخلف خطوة معاكسة للجحيم.......!

******









كانت سيليا في المنزل اثناء غياب "جواد" في عمله... تجلس بملل بعد أن خلدت الطفلة في نوم عميق.. لتنتبه لصوت هاتفهـا يصدح معلنًا وصول إتصال جديد،،، كان رقم مجهول فأجابت بهدوء :
-الووو مين معايا؟؟؟
-أنا مصطفى يا سيليا
ثم اكمل مسرعًا :
-قبل ما تقفلي الخط انا هقول حاجة تهمك جدًا
-خير ؟؟
-اسمعيني كويس،،، تيا مش بنت جواد.. تيا بنتي انا !! انا ممكن افضح جواد واعمل تحليل الDNA واثبت انها بنتي واخدها.. ومش مهم بقا هو اتعلق بيها ولا لا!
صرخت سيليا فيه بذهول ؛
-انت كداب،، تيا بنته
-انا مش مجبر أقنعك.. انا هستناكِ في كافيه (....) اللي في المعادي وهيكون معايا عينة دم تقدري تعملي بيها التحليل وتتأكدي.. ولو ماقابلتنيش انا هقول لجواد بس مش جواد بس ده انا هقول للدنيا كلهااا انه ......
ثم ضحك بسخرية متابعًا :
-خرونج ومراته كانت مقضياها وضحكت عليه،،، وابقي قابليني لو عرف يبص في وش حد بعد كده
زمجرت فيه سيليا بحنق :
-اقابلك لية انت عايز مني ايه؟؟
-هي نص ساعة وامشي علطول.. هتعرفي عايزك لية لما تيجي يا سيليا.... سلام يا قمر !!!

ثم أغلق الخط...
بدأ حديث صامت يحمل واقعًا ملموسًا بين ثناياه يدور محلقًا في أفق عقلها ....
وألف سؤال اولهم.. هل فعلاً تيا ليست ابنة جواد ؟!
ماذا يريد...؟!
هل سيفضح جواد إن لم تذهب ؟!....
عند تلك النقطة التي كانت محور التحكم داخلها.. نهضت بسرعة ترتدي ملابسها وهي تنوي مقابلة ذاك المعتوه والعودة قبل رجوع جواد......

......................................











انتهت وبالفعل بعد فترة كانت تنتظره في ذلك الكافيه.. وبمجرد ان رأته يقترب ليجلس جوارها حدقت فيه بنظرات لو كانت واقعية لكانت قتلته،،، ثم سألته بشراسة :
-انت عايز مني ايه؟؟ اخرج من حياتنا بقا كفاية كده !!؟
كان يرمقها بنظرات متسلية وهو يسألها :
-تشربي ايه؟!!
-مش عايزه اطفح
لفظت الكلمة كأنها تبصق في وجهه...
ليقترب هو منها بوجهه مغمغمًا بخشونة :
-طب مش عايزه العينه؟
نظرت له بحدة ليُخرج علبة صغيرة يضعها على المنضدة وهو ممسك بها،، ثم أردف مشاكسًا بسماجة ؛
-براحه بس عشان بخاف !! خديها اهي
مدت يدها لتأخذها ولكن وجدته يقبض على يدها بنعومة وترتسم ابتسامة شياطنية على وجهه... وقبل أن تسحب يدها وفي نفس اللحظة كان شخصًا ما من خلف شجرة يلتقط لهم بعض الصور.....
لتصبح تلك الصور فخًا وقعت سيليا بين براثنه بسذاجة...!!!!!!!!

********

في اليوم التالي صباحًا.........

دلفت أسيا راكضة الى غرفة أدم الذي كان يغط في نوم عميق،،، لتصرخ وكأن كارثة حلت على رأسهم :
-أدم أدم قوم بسرعة
اصبحت على الفراس تهزه بعنف وهي تردد بصوت مبحوح :
-ادم قوم... قوم والنبي يلا
إنتفض أدم جالسًا يحدق بعيناها التي كانت كالتائهة ليسألها متوجسًا :
-ايه يا اسيا في ايه مالك؟؟
ردت بصوت شبه باكي بسرعة :
-الحقني يا ادم انا عملت مصيبه الحقني
ثم ارتمت بين احضانه باكية وهو ألف فكرة وفكرة سوداء تتوزع بين اركان عقله المظلم..............!

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-