Ads by Google X

رواية قيصر العشق كاملة بقلم عروبة المخطوب


الفصل الاول



في بريطانيا مدينة ليفربول ،،


وبالتحديد داخل النادي الرياضي ، شابان يظهر على أجسادهم البنية القوية ،وانهما معتادان على الاهتمام ببنيتهم الجسدية بغض النظر عن اشغالهم المتعبة فهم يجدون الرياضة الطريقة المثالية ، للتخفيف من ضغوطات حياتهم ،يركضان منذ حوالي نصف ساعة ،معتز والتعب يتمكن منه يحاول أن ينظم انفاسه :

-اوووف مش قادر!!! كفاية كدة ي رسلان انا تعبت
اوي
جلس معتز على أحدى الكراسي الخشبية على الطريق ،وتناول زجاجة المياه يروي عطشه، على الجانب الآخر رسلان الذي يواصل ركضه كما لو انه بدأ للتو ، لم يستمع لحرف واحد مما تفوه به معتز ،أصوات همهمات وأطياف اشخاص تدور بمخيلته، تزداد خطواته الراكضة سرعة غير آبه(مهتم ) بذلك القلب الذي تكاد نبضاته تنفجر من ضلوعه،،،،وبعد فترة من الزمن ؛؛
توقف فجأة يتصبب العرق على جبينه، وصدره يعلو ويهبط، أثنى جسمه للأسفل واضعا يديه على ركبتيه، يأخذ شهيقا وزفير محاولا استنشاق الهواء لانعاش جسده ،شعور الاختناق الذي يضيق انفاسه شعور متناقض مع برودة الجو ، بعد فترة رفع صدره يحدق بالطريق امامه .

-استيقظ من شروده على صوت معتز مقبلا عليه متشدقا بصوت عال وهو يقول :
- ايييييه ي بني ، بقالي ساعه بنادي عليك وانت ولا عبالك !!!!
ثم اكمل معتز قوله ، وهو يشعر بالأسى لحالة رفيق عمره:
- ما ترحممم نفسكككك ي صاحبي !!!!!

نظر إليه رسلان رافعا إحدى حاجبيه مجيبااا بصوته الأجش العميق : ايه مال نفسي ؟؟؟؟ انا بخير اهو الحمد لله وتمام زي الفل ..











قال الجملة الأخيرة وهو يغمز بعينه، ثم ظهرت على طرف شفتيه ابتسامة توحي بأن ما يشعر به متناقض تماما مع الجمل التي يتفوه بها ،ثم وضع يده على خصلات شعره ماسحاااا عليها بكبرياء، رافعا عيونه العسلية التي تصبح خضراء تحت أشعة الشمس ، ناظرا بها نظرة ثقة وتحدي ،اما بالنسبة لمعتز فضحك بشدة على حركة رسلان ،فهو لن ولم يتغير!!! كبرياؤه له النصيب الأكبر من شخصيته،،،،،

معتز وهو يضحك :
- اه واضح اوي ي صاحبي طب يلا لحد كدة وكفاية ،ي دوبك نروح نجهز نفسينا و نعدي عالشركة وبعد كدة نلحق معاد الطيارة ،،
رسلان وهو يضرب كف يده على جبهته :
- تصدق نسيت يلا عشان مش فاضل وقت كتير ...
ثم ذهباإلى غرفة تغيير ملابسهم بداخل النادي ، ومن ثم توجهوا إلى البرج السكني الذي يعيشوا بداخله .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

نعود إلى أرض الوطن :

وبالتحديد مدينة القاهرة

قصر شامخ يتصف بالاتساع ،والرحابة وعظم المساحة ،يحيطه سور عال محاط بالقناديل ذات الألوان البراقة ، يتخلله فناء مكشوف يحيط به على كلا الجانبين أزهار الإقحوان والتوليب ،اما زهرة اللافندر المميزة ذات اللون البنفسجي التي لها نصيب في قلب بطل روايتنا تتواجد تحت السور المحيط بالقصر من الجهة الخلفية مزروعة بقوالب مرتبة على هيئة صفوف ،تجعل كل من يراها يقع في حبها من اول نظرة ،وعلى الجانب الآخر هناك نافورة دائرية ذات حجم كبير تتهافت المياه من فوهتها بقوة تجعل من يراها يعلق تفكيره بها وبصوت خرير مياهها، اما الجزء الجانبي للقصر فتزينه أشجار الزيزفون ،ويتواجد على بعد مسافة قليلة اسطبل يعيش بداخله جوادان اصيلان،اما عندما ندلف لذلك القصر لا تقل دهشتنا عما رأيناه بالخارج،فالجدران المطلية باللون الذهبي ذات النقوش ، والأريكة العصرية والغرف الواسعة التي يتخللها تصاميم ذات دقة عالية ،فكل من يري هذا الجمال ،يدرك جيدا أن من صممه ذو ذوق رفيع وجميل.....

تهبط الدرج بخطواتها الهادئة المتأنية تمسك بعصا تتكىء عليها بيد واليد الأخرى ممسكة بأم سعاد رئيسة الخدم.،ملقية عليها الأوامر والطلبات،
فطيمة: ام سعاد مش عاوزة اعيد تاني ،اهم حاجة اوضة رسلان تكون نظيفة ،انتي عارفة رسلان مهووس بالترتيب والنظافة اد ايه ،آه وكمان متنسيش تقولي لعنايات تحضر كل حاجة بحبها رسلان ،ثم تابعت وهي ترفع احدى حاجبيها مبتسمة : وركزيلي بالمحاشي اديني قلتلك ومتحطوش اي حاجة عليها شطة ...

ام سعاد والابتسامة تزين وجهها :حاضر من عنيا فطيمة هانم ، تؤمريني بحاجة تانية ؟؟

حركت فطيمة رأسها برفض قائلة : لا ي حبيبتي رووحي انجزو يلا مش عاوزين نتأخر بحاجة ،رسلان من هنا للمسا هايكون وصل دا واحشني ااوي .

أم سعاد بصدق وتمني :ربنا يخليهولكم وتشوفوه عريس

فطيمة بضحك : احمدي ربنا انو مش موجود هنا دا لو سمعك كان عمل الواجب معاكي ..

فطيمة تاركة ام سعاد تذهب للخدم لكي تملي عليهم الطلبات، تكمل طريقها بالتجول داخل القصر ، وبعد دقائق من الزمن ،شعرت بالتعب فجلست على الأريكة البيضاء التي تتوسط حديقة القصر تفكر بحفيدها قرة عينها ،أخرجت تنهيدة تدل على حزنها تحدث نفسها :

- يااااه ي رسلان ي بني نفسي اتطمن عليك واشوفك عريس،معرفش بتفكر في ايه؟ وقلبك عامل ايه بعد السنين دي كلها قلبي مش متطمن ربنا يسترها معاك ي بني قالت كلمتها الأخيرة وهي ترفع رأسها للسماء ،طالبة من الله ان يحمي حفيدهاويهديه ،،

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في داخل شركة المجد للمقاولات:
تخطو فتاة الوشاح الأحمر خطواتها باتجاه قاعة الانتظار ،محدثة نفسها بأفكار إيجابية مزودة طاقة جسمها بأنها سيتم قبولها بالعمل لا مجال لغير ذلك ،واذ بها تجلس على كراسي القاعة بين مجموعة من الفتيات المتجملات من يراهن يظن أن هناك حفلة بالمكان والشباب يظهر على ملابسهم الرسمية بأنهم مقبلون على اجتماع رسمي ،فهم يعلمون أن المظهر الرسمي من متطلبات العمل ،ويجعل أصحاب الشركة يأخذون انطباعا جميلا عن شخصيتهم.

تتلفت تارة لليمين وتارة لليسار منتظرة ان يتم النداء على اسمها ،يدلف السكرتير محسن إلى القاعة مرة تلو الأخرى في كل مرة ينادي على شاب او فتاة ،اما تلك الفتاة ذات الوشاح الأحمر محدثة نفسها وهي تنظر حولها هتفت بملل :

انا زهقت ،كل دا انتظار ،يوم باين من اولو.

لم تكمل كلمتها الأخير ة وإذ بالسكرتير محسن يدلف إلى القاعة ينادي( زمردة مدحت الدسوقي ) رفعت يدها وهي بتقول :

ايوااا انا هنااااواخيراااا !!!!!!! حملت حقيبتها وبخطواتها المعتادة تتبع السكرتير محسن ....

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في احد الأحياء الشعبية التي تمتاز ببساطة سكانها،وبناياتها المتهالكة ،يجلس الأطفال بجانب الطرقات يتسامرون ويلعبون تلك الألعاب الشعبية،على الطرف الآخر البسطات التي ينادي أصحابها باصواتهم العالية محاولين جذب اكبر عدد من الزبائن.،تنظر إلى تلك البناية المتهالكة ذات اللون الأحمر....

في بيت مدحت الدسوقي :

تجلس الجارة ام مصطفى مقابل ام زمردة ممسكة بكوب الشاي: الا بقولك يا زينب بنتك زمردة لغاية امتى هتفضل كدة؟؟؟
زينب بعدم فهم قائلة بتساؤل : ازاي يعني ؟ مش فاهمك يا ام مصطفى، وضحي اكتر؟؟

أم مصطفى لوت شفتيها قائلة :ولا حاجة ي حبيبتي بس انا خايفة ع مصلحة البت دي الايام بتعدي ومبنحسش فيها ،حاولي اقنعيها تخطب مصطفى، انتي عارفة بحبها اد ايه ..

ام زمردة بتنهيدة : عارفة ي ام مصطفى، بس انا مقدرش اجبر بنتي على حاجة مش عوزاها.

ام مصطفى التي ربما تكون هذه المرة ال 100 التي تحدث ام زمردة وتحاول أن تقنعها لكي تزوج زمردة لمصطفى.
ام مصطفى وقد شعرت بضيق مما قالته من كلام زينب :خلاص فوتك بعافية ي زينب عاوزة اروح احضر الغدا للراجل والعيال .
ام مصطفى بعد أن خرجت من الباب واضعة يدها على فمها محدثة نفسها :
اماااااا نشوف اخرة هالعيلة ايه !!!!!!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

...داخل قصر العطار :

في الحديقة الجانبية للقصر ....

فطيمة وهي تجلس على الأريكة افاقت من الذكريات التي تتداهم عقلها على صوت فتاة شقراء قادمة من الداخل مرتدية مريول ذو اللون الاحمر مخصص لحماية الملابس التي تحته ، يتم ارتداءه للطبخ تقول وتلوح بيديها لليمين واليسار:

نورهان : بصي يا تيتاا ، انا زبطت كل حاجة من تنظيف اوضة رسلان لطبخ كل حاجة يحبها كله جاهز بس مستنين مني إشارة عشان يحضرو الاكل قبل ما يوصل رسلان .

فطيمة : اهدي يا بت لسا رسلان طيارته الساعة 4 العصر ،وانتي عارفة فرق توقيت ساعتين بين مصر وبريطانيا .
نورهان:معلش يا تيتااا عاوزة كل حاجة تبقى تمام 🤷‍♀️
فطيمة قائلة :ليه عاملة كدة عاملة بنفسك ؟؟ مش مليين عينك الخدم اللي بالقصر ؟؟

نورهان وهي تضحك وتضع يدها داخل يد جدتها ايييه يا تيتا !!انتي ناسية ان مفتاح قلب الراجل الاكل ؟؟؟؟
فطيمة: وانتي عارفة ان دا مبينفعش مع رسلان ..

نورهان بتأفف :ياااه يا ستي مبلاش عكننة ع الصبح ،الا بقلك انتي مش ناسية ان النهاردة عيد ميلاد رسلان صح ؟؟؟؟ هههه حضرتلو جاتوووه حايعجبه اوي ...

الحاجة فطيمة وهي تسبل بعيونها بصوتها الذي ظهر عليه نبرة من الحزن بشكل مفاجئ:اوعي ي بنتي انتي ناسية ولا ايه ؟؟؟ ناسية اخر مرة عملوله صحابه حفلة عيد ميلاد ايه الي صار ؟؟؟

نورهان وبنبرة خبث : لا ي تيتاااا مش ناسية متخافيش مش هايعمل حاجة وبعدين متنسيش ان رسلان بقى راجل كبير ،ورئيس مجموعة العطارين، ولقبه السلطان مظنش الاحتفال بعيد ميلاده حاجة هاتأثر فيه ،تترك يد جدتها وهي تقول يلا ي تيتا انا عاوزة اعدي ع الكوافيرة بتاعتي ،عن اذنك ...

الحاجة فطيمة وهي يبدو على وجهها علامات القلق والخوف على حفيدها :ربناااا يستر ،جيب العواقب سليمة يا رب ،،،،....












،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

عودة إلى شركة المجد للمقاولات :

تجلس زمردة امام ذلك الرجل الذي يبلغ من العمر ما يقارب ال 57 ذو الشعر الاسود الذي يخالط خصلات بيضاء تمردت على تلك الصبغة التي يستخدمها دووما ليظهر وكانه اصغر من عمرك ،ينظر إلى زمردة وهو يسبل بعيونه ويقول :قولتيلي اسمك زمردة صح ؟

اماءت زمردة برأسها قائلة : ايوا حضرتك ودا ملف السيرة الذاتية بتاعتي موجود فيه كل حاجة عن خبراتي، ودراستي.
المدير باسلوب وقح : فكك من ده مش عاوز اشوفه اصل بصراحة عجبتيني من زمان اوي وانا بدور على سكرتيرة حلوة زيك ، وتكون معايا بكل حتة اروحلها.

زمردة وهي تهز رأسها إلى اليمين واليسار بخفة وتقول قالت بتساؤل :

مش فاهم حضرتك تقصد ايه ؟؟؟؟

المدير وهو يضع يديه على يد زمردة التي كانت تضعها على المكتب :
لااا مقصدتش حاجة ،بس عاوزك تزبطي طريقة لبسك وتلبسي حاجات ع الموضة،وكمان تكوني الين من كدة ،....

يخربييييتك!!!! ايه قلة الأدب ديييه!!! هذا ما نطقته زمردة وهي تهب واقفة تبعد يده عنها متأججة بالغضب رفعتتت يدها على وجهه اطاحت عليه صفعة جعلت وجهه احمر من شدتها،وتقول : انت عارف عاوز ايه ؟؟ حرق انت وامثااالك فعلااا الي استحوا ماتوا يخربيتك دي كانت ليلة سودة الي دست فيها الشركة دي .،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،

في مطار القاهرة الدولى :

دقت عقارب الساعة معلنة بأن الساعة أصبحت السابعة مساء ،هبطاااا معتز ورسلان من الطائرة متجهين الى القاعات المخصصة لحقائب المسافرين آخذين حقائبهم ليترجلو خارج المطار ،لحظة صمت تنعم بها كل واحد منهم مستنشق هواء الوطن ،أردف معتز القول وهو يبسط ذراعيه رافعا رأسه للسماء :

يااااااااه ي مصر دا انتي وحشتيني اوي .
رسلان وهو ينظر لمعتز بطرف عينه : طالما هي واحشاااااك اوي كدة لي عايش معايا ببريطانيا، ومعكنن ام عيشتي؟؟!!!

معتز ضاحكا ههههههه رزااالة عندك مانع ؟؟؟؟

رسلان : لا معنديش

،وإذ بيد توضع على كتف رسلان يقول صاحبهاا:
والله وعاش من شافككك ي بن اخوياااا ...

استدار رسلان يعانق صاحب الصوت ، ليتشدق بقول صادق على إثر تلك الجملة وهو يربت على ظهره :عمي عبد الحميد وحشتني ..
عبد الحميد : وانت كمان ي بني نورت بلادك ،ثم نظر إلى معتز : ازيك ي بني عامل ايه .
معتز وهو يسلم على عبد الحميد بابتسامة : الحمدلله ي عمي بخير ،،، عبد الحميد وهو يأمر الحراسة بأن تجلب الحقائب : هات الشنت ي بني ويلاااا ي رسلان دوووول بيستنوك على نار بالقصر ،وانت ي معتز ي بني تعالى دي الحاجة فطيمة عاملة المحاشي الي بتحبوه.

معتز معتذرا وهووو يضحك فامه ايضا أحضرت له المحاشي،: لا ي عمي انا عاوز اروح عيلتي مستنياني .

ثم اكمل حديثه والضحكة لا تفارقه : يلااااا اشوف وشك بخير ي رسلان اما رسلان وعمه ركبا السيارة ،خلفهم موكب الحراسة الخاص بالعم عبد الحميد .....

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في منزل مدحت الدسوقي:

تجلس زمردة على الأريكة المتهالكة حاملة كوب القهوة الساخن بيدها تتحدث تارة وترتشف منه تارة ،تنظر إلى امها زينب التي تضع كوب القهوة خاصتهاعلى الطاولة البلاستيكية،وتقول بحزن شديد :عااالم قادرة مبتخافش من ربنا ،لو كنت معاكي ي بنتي كنت مسحت بكرامته الشركة ،وخليته فرجة للموظفين الي عنده تايعرفو هما عند مين بشتغلو.

زمردة : بصي يا ماما جواز البنت عندينا وحصولهاعلى شغل حاجتين زي بعضيهن، عاوزين بنت جميلة ومن عيلة عز وحسب ونسب ويكون صيتها بيرفرف،
وبالشغل عاوزين البنت تكون عصرية ولبسها عالموضة وشيك ،وآخر حاجة يسألو عنها انتي بإمكانك تعملي ايه وتنجزي ايه؟؟؟؟

زينب وهي تقترب من ابنتها تربت على كتفها تقول :

عشان كدة ي بنتي انا خايف عليكي ،ومش عاوزة تشتغلي محدش يموت من الجوع انتي بالنسبالنا انا وابوكي كل حاجة، وضعت زمردة يدها فوق يد امها الموضوعة على كتفها وهي تقول : متخافيش ي امي . ثم اشاحت وجهها ناظرةإلى الفراغ امامها
تقول بتحدي :
منولدش الي يخلي زمردة تستسلم ....




بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-