الفصل السادس
بابتسامه مزيفه تقترب عليه بخطوات بطيئه ماكره..
ممسكه بيدها الصاعق، وعينيها تتوهج بشرار وهي تراه يتراجع للخلف، ويستدير قليلاً كمحاوله منه لحماية "شهد" المحموله علي يده، وعينيه ترمقها بنظرات مترقبه، ومنذهله من أفعالها الغير متوقعه..
حاولت "فاتن" منعها قائله..
"يابنتي اهدي وافتكري كلامي معاكي واللي نصحتك بيه"..
ببراءه قالت "عهد".. "طبعاً ههدي واعمل بنصيحتك يا نانا فاتن بس انا دلوقتي بدافع عن الظبوطه بتاعي.. حقي"..
"طيب يا "عهد" أعقلي وارمي الزفت اللي في ايدك دا"..
هتف بها "غفران" بهدوء رغم توتره البادي عليه..
لتتحول ملامحها للخوف المصطنع وبتحذير قالت..
"احسنلك انت ارمي الحيه دي من إيدك بسرعه يا ظبوطه لتقرصك"..
"ياااا عهد بلاش تختبري صبري عليكي، ولازم تعرفي ان شهد تبقي ام ولادي"..
هتفت بها بتعقل، وبصوت عالِ نسبياً.. جملته هذه كانت بمثابة الزيت المنسكب علي النيران جعلتها بلمح البصر تهجم عليه مردده بغيظ، وغضب عارم..
"وانت لازم تعرف انك كلك علي بعضك بقيت من اللحظه دي ملكي لوحدي"..
لم يجد" غفران" أمامه سوا إلقاء" شهد" من يده علي أقرب اريكه، وبسرعة البرق كان ألتفت لمجنوننه وأمسك الصاعق من يدها وقذفه بالحائط بعنف فسقط ارضاً محطماً لاجزاء، وحملها بين يديه، وسار بها بخطوات مهروله نحو غرفتهما، هو يتحدث بنبره راجيه موجه حديثه لوالدته الواقفه تتابع ما يحدث بمظرات مندهشه..
"امي حاولي تفوقي شهد على ما ارجعلك"..
قالت "فاتن" ببعض الصرامه.. "خليك انت مع عهوده، وانا هفضل مع شهد متقلقش"..
ابتسمت "عهد" بنتصار، وتعلقت بعنقه واضعه رأسها علي كتفه، وبغنج مفاجئ همست..
"إياك تفكر مجرد تفكير يا ظبوطتي تلمس واحده غيري تحت اي مسمي"..
وضعت اناملها علي كف يده الملتفه حول خصرها تتحسسها بلهفه مكمله..
"او حتي تسلم على اي واحده مجرد سلام بإيدك"..
مال بها قليلاً وفتح باب إحدي الغرف، وخطي بها للداخل غالقاً الباب خلفه، وهم بوضعها علي الفراش.. لتتمسك هي به بكل قوتها دافنه وجهها بعنقه، وهمست بصوت متحشرج بالبكاء..
"متسبنيش.. خليني في حضنك انا ماصدقت أكون بين ايداك"..
همسها، ودفء جسدها الذي تسلل لجسده جعل وتيرة غضبه منها تهدأ.. بل تتبخر، وذاد من ضمها لحضنه دون ارادته مغمضاً عينيه بستمتاع بقربها، وقد انمحي من ذاكرته كل ما حدث للتو..
رفعت هي وجهها ونظرت له بعينيها التي تلتمع بدموع الفرحه يراها هو لأول مره، واحتضنت وجهه بين كفيها، وهمست بتساؤل..
"انت فعلاً خايف على شهد دي مني، وجاي تفتكر انهارده يوم فرحنا انها ام ولادك يا غفران؟؟!!"..