Ads by Google X

رواية غفران الجزء الثاني الفصل الثامن


 الفصل الثامن


"عهد"..
بعدما تناولت أشهى الطعام الذي صنعه لها زوجها خصيصاً..
جلست منكمشه على نفسها داخل حضن "غفران".. متمسكه به بكلتا يدها، وتتحدث بهمس قائله..
"اتكلم يا غفران انا سمعاك"..
حاوطها "غفران" بجسده بحمايه مقبلاً جبهتها مرات متتاليه وهو يقول..
"انا عايزك تفهمي اللي هقوله كويس يا عهد، وتتأكدي ان كلامي دا خوف عليكي وعلي مصلحتك"..
اعتدلت جالسه ونظرت له بقلق..
" اتكلم يا غفران قلقتني"..
تأملها بابتسامه عاشقه، وبإعجاب تحدث قائلاً..
"شكلك حلو اوي في الحجاب"..
"نانا فاتن اللي عملتهولي"..
هتفت بها "عهد" بخجل وهي تهندم حجابها.. ليبدأ غفران بابعاده عن شعرها،وغمز لها بشقاوه..
" انا اللي قولتلها.. بس دا علشان تخرجي بيه يا عهوده مش تقعدي معايا وانتي لابساه"..
قالت "عهد" بغضب مصطنع.. "اممم بقي انت اللي قولت ل نانا تلبسني الحجاب"..
اشارت عليه بسبابتها مكمله..
"وانت اللي جيبلي الحجاب واللبس دا صح؟"..
حرك "غفران" رأسه بالايجاب..
"انا والله حسيت ان دا زوقك، وبعدين انا كنت ناويه اتحجب اصلاً يا ظبوطه"..
أردف" غفران" بهيام.. " كان لازم تتحجبي من زمان.. الحجاب زادك جمال ورقه ياعهد"..
ترقرقت العبرات بعينيها، وبأسف قالت..
"محدش قالي اني المفروض اتحجب.. مامي وبابي كانو مشغولين طول الوقت.. بابي بحكم انه وزير، وطبعاً مامي مرات الوزير.. تخيل ان عمرهم ما طلبو مني أصلي او البس لبس محتشم!!"..




ارتمت برأسها على صدره وبدأت تبكي بصمت وتتحدث بغصه..
" نانا فاتن هي اللي خلتني اصلي الخمس فروض ودي حاجه بعترف اني اول مره اعملها في حياتي.. مش عارفه كنت عايزه انتحر ازاي وأموت نفسي وانا بعيده عن ربنا بالشكل دا"..
رفعت عينيها ونظر له بابتسامه من بين بكائها، وبمتنان تابعت..
"الحمد لله انك لحقتني، ومسبتنيش أموت يا ظبوطتي"..
مسد على وجنتيها بفتنان مغمغماً..
"انا افديكي بعمري يا عمر غفران الحلو"..
صمت لبرهه واكمل بجديه وتعقل..
" عهد حبيبتي عايزك تسمعي اللي هقوله وتفهميه كويس قبل ما تردي عليا بندفاعك وتهورك كالعاده".
نظرت له بهتمام تحثه علي استكمال حديثه..
اخذ نفس عميق، وبهدوء تابع..
"انا بمر بظروف صعبه اوي حالياً، وتعقيدات ومشاكل من كل الجوانب،ودا اللي مخليني بعيد عنك لحد دلوقتي ومش قادر اتمم جوازي منك.. عايز الأول ربنا يقدرني واخلص من كل مشاكلي علشان افضالك، واقدر اكون معاكي في اي حاجه وكل حاجه تخصك يا عهد، وأول حاجه هعملها اني هعلمك الصلاه الصحيحه، وهحفظك قرآن، وهتابع معاكي كليتك كمان"..
"عهد" بمزاح.. "كلية ايه يا ظبوطه انا بنت وزير وبنجح من غير ما احضر هههه"..
عضت شفتيها، وهمست بستحياء..
"انا عايزه منك بيبي يا غفران"..
أطبق" غفران" جفنيه بقوه كمحاوله منه لكبح مشاعره نحوها.. فهو يريد أن يكن له منها الكثير من الأبناء وليس طفل واحد فقط،ولكن حسم قراره لن يقترب منها إلا بعد ان بخبرها بوجود عائلتها ويري ردة فعلها تجاهه..
هل ستظل تريد أن تكمل حياتها معه، وتنجب منه؟.. ام ستبتعد وتتركه بلا قلب؟..
فتح عينيه ونظر لها بأسف قائلاً ..
"مش هينفع د؟"..
قاطعت حديثه بندفاع ، وغضب عارم قائله..
"مش هينفع ايييه؟.. مش هينفع يبقي عندي بيبي منك يا غفران؟!"..
لكمته بصدره بقوه، وبدأت تبكي بعنف مردده..
"اه طبعاً ما انت عندك ولد وبنت علشان كده مش عايز أطفال تاني"..
جذبته من ياقة قميصه عليها فجأه وتابعت بانفاس متهدجه تلفح بشرته، وبأمر همست..
"انا عايزه بيبي حالاً يا ظبوطه.. مش عايزه افضل وحيده تاني"..
...................................
.. فاتن..




تجلس بشرفة غرفتها تتناول كوب من القهوه علي انغام موسيقه هادئه.. ليصدع رنين هاتفها برقم دولي جعلها تعقد حاجبيها، وتجيب علي الفور..
"السلام عليكم"..
"وعليكم السلام يا مدام فاتن.. انا دكتوره وعد.. مامة عهد"..
اعتلت الدهشه ملامح "فاتن"، وبستغراب قالت..
"مامة عهد مرات غفران ابني؟!"..
جملتها هذه اخترقت سمع "شهد" الواقفه خلفها تستمع لما تقوله بتمعن، وابتسامة خبيثه تزين محياها محدثه نفسها بوعيد..
" اول مسمار في نعشك يا عهوده"..
"ايوه عهد تبقي بنتي.. بس مش هتكون زوجه لابنك، وانا بكلمك علشان عرفت انك ست عاقله وعايزاكي تفهمي ابنك وتعقليه ان جوازه من عهد من ضمن شغله ليس إلا"..
"فاتن" بصرامه.. "انا ابني عاقل، وبيفهم كويس اوي يا دكتوره وعد، وعارف شغله كويس، وعهد مراته برضاها وبرضا والدها كمان.. انتي بقي كنتي فين كل دا، وسايبه بنتك لما تتجوز، وجايه دلوقتي تقوليلي انا عقلي ابنك هه معقلتيش انتي بنتك ليه؟!"..


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-